الفصل السابع عشر
ثم التفت لعلاء وتحدث اليه بصوت هادئ بعض الشيئ
-وانت ياكبير العيله انا عملتلك كل ال انت عاوزه ومارضيتيش امشي واهملك مدايق او واخد على خاطرك مني، وانا من يامتي إيمسامحك في قلته عليا وال عملته معايا، وربنا عالم بال في القلوب، مالكش بركه الا امك وحطها في عنيك التنين، وربنا يهديك ياخوي على اي حال وابقى اسأل عليا سؤال حسن إكده ماتقطعش بيا، ده انا بحبك ياواض.
أجابها علاء وهو يحدق به ساخرا
-ماتحملش هم حاجه وانا من يامتي مسامحك بردك، وامي دي مش محتاجه حد يوصيني عليها دي احطها في عيوني واقفل عليها، سافر انت بس الله يسهلك امرك وماتقطعش الجوابات
أوقف علاء سخريته واسترساله ما أن وجد والدته تحدقه بغضب، فابتسم واردف
-وزي ما قولت انت إكده ربنا عالم بال في القلوب
اتبع محمد قوله وهو يهم بالمغادره بعدما ارتمي بحضن والدته وقبل وجنتيها مرارا وتكرارا، ثم قبلها من رأسها وحني ظهره ليقبل يداها ودموعه محتبسة في عيناه
-أشوف وشك بخير يامه، والنبي ماتنسيني في دعواتك ياغاليه، ده هي ال موقفاني على رجلي.
أجابته بديعه وهي منهاره بالبكاء محاولة التقاط أنفاسها
-دعيالك ياولدي في الجومه والنومه، الله يستر طريقك ويعلِّي مراتبك قادر ياكريم، قلبي وربي راضيين عنك ليوم الدين ياقلب قلبي.
انتقت كل كلمة لتثير روح الغيره بداخل ولدها الآخر علاء، هي تعلم مدى غيرته وحقده على محمد، ولكنها تريده أن يتغير ويتعلم ان يحب ويعطف على الآخرين ليكون محبوب أيضا مثل محمد.
قاطعها علاء وهو يشيح بوجهه عنها متعمدًا وقال
-يلا يامحمد ياخوي عشان تلحق القطر اصل يمشي ويسيبك إهنه
التفت محمد له ضاحكا ثم ارتمي بحضنه وودعه بحب رغم اسلوبه المتعجرف ثم ذهب إلى منزل عبد الكريم ليصطحب مروه ولمياء بعدما ودع عائلتها هي الأخرى.
أقترب من لمياء وامسك يدها وبيده الأخرى حقيبته بينما سارت مروه خلفهم وبيداها باقي الحقائب، تركوا الصعيد وعادوا الي مصر في غصون ثمان ساعات، كانت الساعه السادسه صباحاً تفاجأوا بأيمن وبيسان يرتقبوهم بمحطه القطار بالسياره؛
هبطت لمياء من القطار مسرعه جدا رافعة ساعديها على مصرعيهما لترتمي في حضن صديقتها ليفضوا ما بداخلهم من شوق ولهفه، كأنها شقيقتان توأم وافترقنا بعض الوقت رغما عنهما، اتيحت لهم الفرصه وأخيرا باللقاء مرةً أخرى
بينما اقترب ايمن من محمد ليرحب به بحفاوه ثم حمل معهم بعض الحقائق بعدما صافح مروه باليد
-حمدالله على السلامه يا صاحبي، طالت الغيبه اوي ياعم، الف حمدلله على سلامتكوا يا ام لمياء نورتوا مصر والدنيا كلها.
انفجر محمد ضاحكًا وقال
-منوره بناسها يا أيمن، غيبة ايه ياعم دول شهرين مش اكتر، امال لو كنت طاوعتكوا وسافرت الإمارات بقى، عشان تعرفوا اننا مش حمل الغربه و عذابها.
بعد نصف ساعة سيرا بالسياره بالطريق ، ارتجل ايمن ومحمد من السياره في مدخل المنزل، وقاموا بحمل الحقائب كافةً، بينما صعدن الفتيات مهرولين الي الأعلى مهللين على الدرج، إستسرقت أيسل السمع من داخل المنزل، أسرعت في مشيتها وفتحت الباب كي تستقبلهم بسعاده وبهجه، بسبب كثرة حديث بيسان عن لمياء، أحبت أيسل كثيرا ان تراها وتتعرف عليها اعتقادا منها بإنها ستكون صديقتها هي الأخرى.
ترقبتهم بفضول شارده ورفعت سبابتها وأشار ناحية المصعد وأردفت
-مش لو كانوا طلعوا في الأصانصير كان بقى احسن من كده؟ انزل اقابلهم على السلم انا بقى الوقتي ولا اعمل ايه،
بعد مرور لحظات رأتهم واقفين أمامها ثلاثتهم يلهثون أنفاسهم، محاولين التقاط أنفاسهم، لاحظت بيسان تساؤل لمياء عن الفرد الجديد الذي ظهر في العائله، إذدردت لعابها وبادرت بالحديث مشيرة بيدها تجاهم
-أيسل.. دي صاحبتي واختي وجارتي لمياء ودي مامتها مروه بعتبره زي ماما بالظبط، ودي بقى يا لولو أيسل بنت عمتي واختي الكبيره وحبيبتي برده، كانوا عايشين بالسعوديه قاعدين عندنا بقالهم شهر وهيكملوا معانا أجازة آخر السنه كلها.
مدت أيسل يدها لتصافح لمياء بتلعثم وتردد، تفاجأت بلمياء تسحبها من يدها لتحضنها بحب أيضا ثم اردفت اليها
-اخت بيسان تبقى اختي واعز كمان، نورتي مصر ياحبيبتي.
إندهشت بيسان وايسل بتصرف لمياء العفوي تدون تردد او تفكير، ابتهجوا جميعا وولجوا الي الداخل ضاحكين مهللين، قابلتهم هايدي بترحاب ليس له مثيل وسحبت مروه لحضنها، ظلَّوا يقبِّلوا بعضهما من وجنتيهما ثم قدَّمت لها عفاف شقيقة أيمن لتتعرف عليها، صافحوا بعضهما بالأيدي ضاحكين؛
ولج محمد وأيمن الي الداخل ورحبوا بالجميع ومن بينهم براء، ثم جلس الرجال مع بعضهم والنساء في مكان آخر كلٍ منهم يتساير مع الآخر، ضجت الروح والسعاده في المنزل، بينما سحبت بيسان صديقاتها وولجت الي غرفتها كي تتعرفا لمياء وأيسل عن كثب،
في منتصف الحديث جاءت سيرة المدرسه والشهاده، تغيرت ملامح بيسان وتلاشت ضحكتها وطغي عليها الحزن والبأس؛ ثم التفتت للمياء وأردفت
-أنا بفكر ماادخلش ثانوي تجاري دي وكفايه عليا تعليم لحد كده لان مش هعرف ادخل مدرسه وانتي مش موجوده معايا فيها
صعقت لمياء من قرارها الخاطئ، زفرت لها بحنق وعصبيه
-انتي ازاي تقولي كده، اوعي لنفسك تنفذي ال بتقوليه ده، وبعدين يفرق ايه التجاري عن العام، وبعدين دول هم اربع ساعات هنفترق فيهم وبقيت اليوم كله هنكون سويَ، واحتمال كبير لما تذاكري كويس وتجتهدي نتقابل في الجامعه
شهقت أيسل وهي تلتفت بفخر للمياء مبتسمه، ثم ربتت على يدها بحنو
-الله يباركلك يا لولو فعلا انتي عندك حق وانا رأيي من رأيك، لازم ماتفقدش الأمل في اي حاجه بسرعه كده، بالاصرار والتحدي والاراده هتحقق كل ال بتحلم به.
هرولت بيسان بعيدا عنهن وولجت الي شرفتها، لا تدري أتضحك لسخافة الموقف أم تبكي، لتتوقف فجأة حين طالعتها وجه لمياء الضاحك، حاولت تحاشيها ظناً منها أنها ستفتح موضوع نادر، ولكنها اعترضت طريقها وأشارت إليها لتعد لها فنجاناً من الشاي ثم تعود ليكملوا حديثهم وجلستهم، تذمرت بيسان ورفضت اعداد الشاي لسوء مزاجها، فهمَّت أيسل وتطوعت بإعداد الشاي، حينما رأت لمياء بأنهم بمفردهم استغلت الفرصه فقرصت بيسان غامزةً - احكيلي بقى ياقمرايا كل ال حصل في غيابي و بالتفصيل فهماني طبعا، ها؟
جلست بيسان على مقعد بجانب السورتحدق بها عاقدةً لساعديها، حاولت حثها على عدم التحدث في الماضي كي لا تتذكر وتتألم، لكن لمياء الحت عليها بالحديث، فما حدث من وجهة نظرها بات مهما بأن تعرف به، ي لاتحب ال العيب ولا المراوغه، وتريد أن تقف معها عند نقطة أم أن تكون بداية لحياتهما المشرقة سوياً أو تكون نقطة النهاية لكل شيئ
في غرفة مكتب ايمن كان يجلس معه براء ومحمد، بعدما تعرفا على بعضهما صار يتحدث معه براء في أمور الشغل والمشروع الذي سينفذونه سوياً،
غلبته مشاعره واراد أن يشاركهم احساسه، فاردف اليهم
-والله ياجماعه انا مستبشر خير في المشروع ده وعندي احساس بأننا هنكتسح السوق بإذن الله! بس لو نفذتوا ال في دماغي بالظبط.
تراجع محمد خطوة للخلف وهو يحدق به بريبة وقال
-أنا معرفش في شغل المشاريع والله، بس لو ايمن موافق وهوكون سوي فأنا مستعد اتعلم واكون معاه يدا بيد،ولو على الفلوس انا مستعد ادخل معاكوا شريك
إزدردت أيمن لعابه بعدما تبدلت سعادته إلى خوف من تحمل المسئوليه واحتمال الفشل، فأقترب من براء وطلب منه دراسة جدوى مُحكمه للمشروع قبل البدء في أي شيئ بصوت متحشرج، بينما تجمد محمد بجواره وعيناه تلاحق رد فعل براء لانه من الواضح بأنه الأقوى والأشجع بينهم.
بعد مرور ساعة من النقاشات فيما بينهم، وصل براء لمبتغاه باقناعهم وجعلهم يكونوا متيقنين من أخذ قرارهم، في هذا الوقت كانت هايدي ومروه وعفاف بالمطبخ يعدون الغذاء، وهن يتسايرن بأمور الموضه في الشعر والأزياء، والفرق بينهم في مصر والسعوديه، احببن الحديث مع بعضهن تماما، صارت بينهن ألفة ومحبه، طلبت عفاف من مروه اخذ ايميلها كي تتواصل معها فيما بعد حينما تغادر مصر وتسافر المملكه.
ولجت اليهن بيسان وهي ترمقهم بابتسامه صافيه ثم مدت يدها لتلتقط صباع من الكفته كي تتذوقه ثم اردفت الي والدتها وبفمها الطعام
-لسه كتير ياماما؟ احنا ميتين من الجوع، اجهز السفر ونادي لبابا ولا ايه؟
وقفن السيدات يرمقوها بدهشه وحب ثم أجابتها عفاف ضاحكه
-خلاص ياقلب عمتك معدش غير بس السلطه والاكل هيكون جاهز، عبال ماتنادي البنات وتغسلوا ايديكو وتنادي كمان بابا وبعدين تعالي عشان تشيلي معانا الأطباق.
هزت بيسان رأسها بالقبول وغادرت المطبخ وهي تضع باقي صباع الكفته في فمها، عندما عادت ادراجها الي غرفتها لتنادي البنات تفاجأت بهاتفها يضئ بدون صوت لأنها كانت طالقته صامت، مدت يدها لتلتقطه كي ترى ما سبب الاضاءه فرأت إشعار برساله كتابيه من حاتم محتواها بأنه يريد الاطمئنان عليها، ويريد أيضا التحدث معها مكالمه صوتيه في أقرب فرصه.
تسارعت دقات قلبها ولاتعرف ما السبب لذلك الشعور، لأنها تحاول بأن تقنع نفسها بأنه تبغضه ولا تستلطفه، وأنها تميل لنادر، لكن قلبها يخبرها بغير ذلك، إندهشت من نفسها ومن احساسها المرهف المفاجئ، أعادت الهاتف لمكانه دون أن ترسل اليه الرد و ابتسامتها تعلو شفتاها.
التقطت أنفاسها ثم نادت على الفتيات و لجوا الي أمهاتهم كي يساعدوهن،
التفوا جميعهم حول المائده يتناولون طعامهم بمحبه وألفه فيما بينهم، هذا يغرف لذاك وهذا ياكل من طبق هذا مازحا، حدقوا الفتيات لبعضهن ثم رمقوا عائلتهم الكبيره العريق المحبه، كانت مشاعرهم هي نفسها الفخر و الاعتزاز والحمد والشكر على نعمة العائله المتفهمه الودوده.
أَقْبَلَتْ بيسان هَامَة والدها وَأَدْبَرَتْ جَبْهَتُهُ، أحست بالشبع لرؤيتهم بهذا الشكل المفرح، فوقفت بصمت وغادرت المائده، لتسارع بالفرار كي ترى هل ارسل لها حاتم شيئا آخر ام لا، اوقفتها لمياء حين نادتها ولكنها لم تلتفت إليها، فأعتذرت بيسان وفضلت الهرب الي غرفتها فصديقتها لحقت بها، بينما ظلَّ أيمن ومحمد يحدقون ببعضهما بحيرة، أدركتها هايدي فأوقفتها وقالت بانفعال
-مش عيب يابنتي تقومي عن السفره واحنا لساتنا قاعدين، دا ال انا علمتهولك! ايه ال حصل فجأه كده
لم يصل إليها صوت والدتها، عقلها تلبد بفكرة واحدة، أوصدت باب غرفتها من الداخل وألقت بنفسها على الفراش وامسكت هاتفها وهي تتنفس بحراره عندما قرأت رساله أخرى من حاتم يقول لها فيها
-وحشتيني اوى على فكره، بلاش تردي بس ممكن توقفي في البلكونه اشوفك بس لو دقيقه واحده؟
تلعثمت بيسان ولم تتحمل تسارع دقات قلبها فهرولت الي الشرفه دون تفكير وظلت ترمق هنا وهناك كي ترى أين هو واقف، تفاجأت به مختبئ خلف إحدى الآشجار ينظر إليها خلسة، انفرجت شفتاها عن ثناياها ضاحكه بخجل ثم عادت للخلف دون أن تعطي له ظهرها فطرقت بلمياء من الخلف، انتفضت فزعه والتفتت مسرعه
-هييئ خضتيني يابنتي، انتي دخلتي ازاي وأمته، انا ماحسيتش بيكي خالص.
قبضت لمياء على ساعديها وهي لواية شفاها
-ششش اهدي مالك في ايه، وبعدين انا ايدي وجعتني من التخبيط على الباب بس لنا لقيتك مش بتردي قلقت عليكي، اضطريت افتح وادخل، فهميني بقى سر الابتسامه الخفيه بتاعتك دي ايه وليه ما كملتيش اكلك دا انتي صرعتينا عايزه امل عايزه اكل، إيه الحكايه بقى وإياك تكذبي ولا تخبي عني حاجه.
ادارت بيسان عينيها ونظرت إلى صديقتها وقالت بشرود:
-خليكي جنبي بالله عليكي يالمياء لاني حاسه اني وقعت في الحب المره دي لشوشتي وبجد، لأول مره معرفش اتصرف ولا اعرف ارد بإيه، حاسه نفسي متوتره ومش على بعضي كده،
همت لمياء بغلق الباب، ثم سحبت بيسان من يدها و أجلستها على الفراش بجانبها كي تهدئ من روعها والبهجه التي سادت وجهها جعلها تتنهد وتومئ بالموافقة قائلة
-ماشي يابوسي أنا مش هسيبك لوحدك متخافيش انا جنبك، علشان أنا عارفة أنك مش هتعملي حاجه غلط، احكيلي بقى ياقمر مين سعيد الحظ ال خطف قلبك المره دي وخلاكي كده مش على طبيعتك.
عادت أيسل إلى الداخل لتجدهم يتهامسوا فالتفتت لتخرج وتتركهم بمفردهم، أوقفتها بيسان ولمياء في آن واحد شاهقين
-رايحه فين يابنتي، تعالي تعالي وإقفلي الباب وراكي،
فجلست أيسل إلى جوارهم وهي تفرك أصابعها
-أنا قلت يمكن تكونوا بتقولوا حاجه سر او حاجه ومش عايزنِّي أعرفها.
زفرت بيسان لتطرد تخوفها ولم تنتبه لحديث أيسل، هزتها لمياء وأجابت هي أيسل
-لا ياقلبي لا سر ولا حاجه وبعدين هو في سر يتخبي عليكي ياقمر، كنت بحاول أقنعها تلغي فكرة انها ماتروحش المدرسه دي لأنها مصممه برده ومش راضيه تشيل الفكره من راسها.
لاحظت أيسل أيضا بأن بيسان ليست على سيجتها وأنها شارده تماما وهي تنظر في هاتفها بتمعن، طرقتها كتف بكتف مبتسمه كي تعود لرشدها، فقطب جبين بيسان وتسائل بشرود بينها وبين نفسها - هو حاتم فعلا بيعشقني ولا هو متمسك بيا لأني أهملته قبل كده.
وكزت لمياء أيسل لتنتبه حين حمحمت بيسان، فنظرت لها باضطراب لترحل عينيها عنها بحثاً عن الريموت لتفتح التلفاز لتشغل نفسها بمشاهدته فأجابتها بيسان:
-معلش ياسوسو ما اخدتش بالي انتي قولتي ايه، ارجوكي اعذريني، بصي انا هحكيلك انتي ولمياء عن حاجه بتحصلّلي بقالها كم يوم وانتي اخدتي فكره عنها لما نزلنا من كم يوم نتفسح، اكيد افتكرتي؛
هو في حد اسمه حاتم جارنا كان بيعاكسني في الطالعه والنازله، في الأول شدني زيه زي اي ي شاب بيقول كلام حلو بس بعد كدا اتفاجأت بأن باباه صاحب بابا وزميله برده في الشغل، وعرفت كمان ان باباه حاجزله بنت حد قريبه عشان ال ايه يجوزهاله بعد مايخلص تعليمه ويشتغل؛
ده خلاني في كل مره يعاكسني فيها بعد كده اشتمه وأقل منه عشان يسيبني في حالي، ده انا حتى قولتله اني بكلم واحد غيره على النت، افتكرت انه بكده هيكرهني وينساني، بس اكتشفت العكس تماما، كل يوم يبعتلي رسايل كلمه لو كلمتين بس في الرساله، بس الغريب اني لما بقرأها بحس بحاجات غريبه وان قلبي بيدق بسرعه اوي، مش فاهمه في ايه، تفتكروا يابنات ده إسمه حب ولا ايه، فهموني والنبي
-وانت ياكبير العيله انا عملتلك كل ال انت عاوزه ومارضيتيش امشي واهملك مدايق او واخد على خاطرك مني، وانا من يامتي إيمسامحك في قلته عليا وال عملته معايا، وربنا عالم بال في القلوب، مالكش بركه الا امك وحطها في عنيك التنين، وربنا يهديك ياخوي على اي حال وابقى اسأل عليا سؤال حسن إكده ماتقطعش بيا، ده انا بحبك ياواض.
أجابها علاء وهو يحدق به ساخرا
-ماتحملش هم حاجه وانا من يامتي مسامحك بردك، وامي دي مش محتاجه حد يوصيني عليها دي احطها في عيوني واقفل عليها، سافر انت بس الله يسهلك امرك وماتقطعش الجوابات
أوقف علاء سخريته واسترساله ما أن وجد والدته تحدقه بغضب، فابتسم واردف
-وزي ما قولت انت إكده ربنا عالم بال في القلوب
اتبع محمد قوله وهو يهم بالمغادره بعدما ارتمي بحضن والدته وقبل وجنتيها مرارا وتكرارا، ثم قبلها من رأسها وحني ظهره ليقبل يداها ودموعه محتبسة في عيناه
-أشوف وشك بخير يامه، والنبي ماتنسيني في دعواتك ياغاليه، ده هي ال موقفاني على رجلي.
أجابته بديعه وهي منهاره بالبكاء محاولة التقاط أنفاسها
-دعيالك ياولدي في الجومه والنومه، الله يستر طريقك ويعلِّي مراتبك قادر ياكريم، قلبي وربي راضيين عنك ليوم الدين ياقلب قلبي.
انتقت كل كلمة لتثير روح الغيره بداخل ولدها الآخر علاء، هي تعلم مدى غيرته وحقده على محمد، ولكنها تريده أن يتغير ويتعلم ان يحب ويعطف على الآخرين ليكون محبوب أيضا مثل محمد.
قاطعها علاء وهو يشيح بوجهه عنها متعمدًا وقال
-يلا يامحمد ياخوي عشان تلحق القطر اصل يمشي ويسيبك إهنه
التفت محمد له ضاحكا ثم ارتمي بحضنه وودعه بحب رغم اسلوبه المتعجرف ثم ذهب إلى منزل عبد الكريم ليصطحب مروه ولمياء بعدما ودع عائلتها هي الأخرى.
أقترب من لمياء وامسك يدها وبيده الأخرى حقيبته بينما سارت مروه خلفهم وبيداها باقي الحقائب، تركوا الصعيد وعادوا الي مصر في غصون ثمان ساعات، كانت الساعه السادسه صباحاً تفاجأوا بأيمن وبيسان يرتقبوهم بمحطه القطار بالسياره؛
هبطت لمياء من القطار مسرعه جدا رافعة ساعديها على مصرعيهما لترتمي في حضن صديقتها ليفضوا ما بداخلهم من شوق ولهفه، كأنها شقيقتان توأم وافترقنا بعض الوقت رغما عنهما، اتيحت لهم الفرصه وأخيرا باللقاء مرةً أخرى
بينما اقترب ايمن من محمد ليرحب به بحفاوه ثم حمل معهم بعض الحقائق بعدما صافح مروه باليد
-حمدالله على السلامه يا صاحبي، طالت الغيبه اوي ياعم، الف حمدلله على سلامتكوا يا ام لمياء نورتوا مصر والدنيا كلها.
انفجر محمد ضاحكًا وقال
-منوره بناسها يا أيمن، غيبة ايه ياعم دول شهرين مش اكتر، امال لو كنت طاوعتكوا وسافرت الإمارات بقى، عشان تعرفوا اننا مش حمل الغربه و عذابها.
بعد نصف ساعة سيرا بالسياره بالطريق ، ارتجل ايمن ومحمد من السياره في مدخل المنزل، وقاموا بحمل الحقائب كافةً، بينما صعدن الفتيات مهرولين الي الأعلى مهللين على الدرج، إستسرقت أيسل السمع من داخل المنزل، أسرعت في مشيتها وفتحت الباب كي تستقبلهم بسعاده وبهجه، بسبب كثرة حديث بيسان عن لمياء، أحبت أيسل كثيرا ان تراها وتتعرف عليها اعتقادا منها بإنها ستكون صديقتها هي الأخرى.
ترقبتهم بفضول شارده ورفعت سبابتها وأشار ناحية المصعد وأردفت
-مش لو كانوا طلعوا في الأصانصير كان بقى احسن من كده؟ انزل اقابلهم على السلم انا بقى الوقتي ولا اعمل ايه،
بعد مرور لحظات رأتهم واقفين أمامها ثلاثتهم يلهثون أنفاسهم، محاولين التقاط أنفاسهم، لاحظت بيسان تساؤل لمياء عن الفرد الجديد الذي ظهر في العائله، إذدردت لعابها وبادرت بالحديث مشيرة بيدها تجاهم
-أيسل.. دي صاحبتي واختي وجارتي لمياء ودي مامتها مروه بعتبره زي ماما بالظبط، ودي بقى يا لولو أيسل بنت عمتي واختي الكبيره وحبيبتي برده، كانوا عايشين بالسعوديه قاعدين عندنا بقالهم شهر وهيكملوا معانا أجازة آخر السنه كلها.
مدت أيسل يدها لتصافح لمياء بتلعثم وتردد، تفاجأت بلمياء تسحبها من يدها لتحضنها بحب أيضا ثم اردفت اليها
-اخت بيسان تبقى اختي واعز كمان، نورتي مصر ياحبيبتي.
إندهشت بيسان وايسل بتصرف لمياء العفوي تدون تردد او تفكير، ابتهجوا جميعا وولجوا الي الداخل ضاحكين مهللين، قابلتهم هايدي بترحاب ليس له مثيل وسحبت مروه لحضنها، ظلَّوا يقبِّلوا بعضهما من وجنتيهما ثم قدَّمت لها عفاف شقيقة أيمن لتتعرف عليها، صافحوا بعضهما بالأيدي ضاحكين؛
ولج محمد وأيمن الي الداخل ورحبوا بالجميع ومن بينهم براء، ثم جلس الرجال مع بعضهم والنساء في مكان آخر كلٍ منهم يتساير مع الآخر، ضجت الروح والسعاده في المنزل، بينما سحبت بيسان صديقاتها وولجت الي غرفتها كي تتعرفا لمياء وأيسل عن كثب،
في منتصف الحديث جاءت سيرة المدرسه والشهاده، تغيرت ملامح بيسان وتلاشت ضحكتها وطغي عليها الحزن والبأس؛ ثم التفتت للمياء وأردفت
-أنا بفكر ماادخلش ثانوي تجاري دي وكفايه عليا تعليم لحد كده لان مش هعرف ادخل مدرسه وانتي مش موجوده معايا فيها
صعقت لمياء من قرارها الخاطئ، زفرت لها بحنق وعصبيه
-انتي ازاي تقولي كده، اوعي لنفسك تنفذي ال بتقوليه ده، وبعدين يفرق ايه التجاري عن العام، وبعدين دول هم اربع ساعات هنفترق فيهم وبقيت اليوم كله هنكون سويَ، واحتمال كبير لما تذاكري كويس وتجتهدي نتقابل في الجامعه
شهقت أيسل وهي تلتفت بفخر للمياء مبتسمه، ثم ربتت على يدها بحنو
-الله يباركلك يا لولو فعلا انتي عندك حق وانا رأيي من رأيك، لازم ماتفقدش الأمل في اي حاجه بسرعه كده، بالاصرار والتحدي والاراده هتحقق كل ال بتحلم به.
هرولت بيسان بعيدا عنهن وولجت الي شرفتها، لا تدري أتضحك لسخافة الموقف أم تبكي، لتتوقف فجأة حين طالعتها وجه لمياء الضاحك، حاولت تحاشيها ظناً منها أنها ستفتح موضوع نادر، ولكنها اعترضت طريقها وأشارت إليها لتعد لها فنجاناً من الشاي ثم تعود ليكملوا حديثهم وجلستهم، تذمرت بيسان ورفضت اعداد الشاي لسوء مزاجها، فهمَّت أيسل وتطوعت بإعداد الشاي، حينما رأت لمياء بأنهم بمفردهم استغلت الفرصه فقرصت بيسان غامزةً - احكيلي بقى ياقمرايا كل ال حصل في غيابي و بالتفصيل فهماني طبعا، ها؟
جلست بيسان على مقعد بجانب السورتحدق بها عاقدةً لساعديها، حاولت حثها على عدم التحدث في الماضي كي لا تتذكر وتتألم، لكن لمياء الحت عليها بالحديث، فما حدث من وجهة نظرها بات مهما بأن تعرف به، ي لاتحب ال العيب ولا المراوغه، وتريد أن تقف معها عند نقطة أم أن تكون بداية لحياتهما المشرقة سوياً أو تكون نقطة النهاية لكل شيئ
في غرفة مكتب ايمن كان يجلس معه براء ومحمد، بعدما تعرفا على بعضهما صار يتحدث معه براء في أمور الشغل والمشروع الذي سينفذونه سوياً،
غلبته مشاعره واراد أن يشاركهم احساسه، فاردف اليهم
-والله ياجماعه انا مستبشر خير في المشروع ده وعندي احساس بأننا هنكتسح السوق بإذن الله! بس لو نفذتوا ال في دماغي بالظبط.
تراجع محمد خطوة للخلف وهو يحدق به بريبة وقال
-أنا معرفش في شغل المشاريع والله، بس لو ايمن موافق وهوكون سوي فأنا مستعد اتعلم واكون معاه يدا بيد،ولو على الفلوس انا مستعد ادخل معاكوا شريك
إزدردت أيمن لعابه بعدما تبدلت سعادته إلى خوف من تحمل المسئوليه واحتمال الفشل، فأقترب من براء وطلب منه دراسة جدوى مُحكمه للمشروع قبل البدء في أي شيئ بصوت متحشرج، بينما تجمد محمد بجواره وعيناه تلاحق رد فعل براء لانه من الواضح بأنه الأقوى والأشجع بينهم.
بعد مرور ساعة من النقاشات فيما بينهم، وصل براء لمبتغاه باقناعهم وجعلهم يكونوا متيقنين من أخذ قرارهم، في هذا الوقت كانت هايدي ومروه وعفاف بالمطبخ يعدون الغذاء، وهن يتسايرن بأمور الموضه في الشعر والأزياء، والفرق بينهم في مصر والسعوديه، احببن الحديث مع بعضهن تماما، صارت بينهن ألفة ومحبه، طلبت عفاف من مروه اخذ ايميلها كي تتواصل معها فيما بعد حينما تغادر مصر وتسافر المملكه.
ولجت اليهن بيسان وهي ترمقهم بابتسامه صافيه ثم مدت يدها لتلتقط صباع من الكفته كي تتذوقه ثم اردفت الي والدتها وبفمها الطعام
-لسه كتير ياماما؟ احنا ميتين من الجوع، اجهز السفر ونادي لبابا ولا ايه؟
وقفن السيدات يرمقوها بدهشه وحب ثم أجابتها عفاف ضاحكه
-خلاص ياقلب عمتك معدش غير بس السلطه والاكل هيكون جاهز، عبال ماتنادي البنات وتغسلوا ايديكو وتنادي كمان بابا وبعدين تعالي عشان تشيلي معانا الأطباق.
هزت بيسان رأسها بالقبول وغادرت المطبخ وهي تضع باقي صباع الكفته في فمها، عندما عادت ادراجها الي غرفتها لتنادي البنات تفاجأت بهاتفها يضئ بدون صوت لأنها كانت طالقته صامت، مدت يدها لتلتقطه كي ترى ما سبب الاضاءه فرأت إشعار برساله كتابيه من حاتم محتواها بأنه يريد الاطمئنان عليها، ويريد أيضا التحدث معها مكالمه صوتيه في أقرب فرصه.
تسارعت دقات قلبها ولاتعرف ما السبب لذلك الشعور، لأنها تحاول بأن تقنع نفسها بأنه تبغضه ولا تستلطفه، وأنها تميل لنادر، لكن قلبها يخبرها بغير ذلك، إندهشت من نفسها ومن احساسها المرهف المفاجئ، أعادت الهاتف لمكانه دون أن ترسل اليه الرد و ابتسامتها تعلو شفتاها.
التقطت أنفاسها ثم نادت على الفتيات و لجوا الي أمهاتهم كي يساعدوهن،
التفوا جميعهم حول المائده يتناولون طعامهم بمحبه وألفه فيما بينهم، هذا يغرف لذاك وهذا ياكل من طبق هذا مازحا، حدقوا الفتيات لبعضهن ثم رمقوا عائلتهم الكبيره العريق المحبه، كانت مشاعرهم هي نفسها الفخر و الاعتزاز والحمد والشكر على نعمة العائله المتفهمه الودوده.
أَقْبَلَتْ بيسان هَامَة والدها وَأَدْبَرَتْ جَبْهَتُهُ، أحست بالشبع لرؤيتهم بهذا الشكل المفرح، فوقفت بصمت وغادرت المائده، لتسارع بالفرار كي ترى هل ارسل لها حاتم شيئا آخر ام لا، اوقفتها لمياء حين نادتها ولكنها لم تلتفت إليها، فأعتذرت بيسان وفضلت الهرب الي غرفتها فصديقتها لحقت بها، بينما ظلَّ أيمن ومحمد يحدقون ببعضهما بحيرة، أدركتها هايدي فأوقفتها وقالت بانفعال
-مش عيب يابنتي تقومي عن السفره واحنا لساتنا قاعدين، دا ال انا علمتهولك! ايه ال حصل فجأه كده
لم يصل إليها صوت والدتها، عقلها تلبد بفكرة واحدة، أوصدت باب غرفتها من الداخل وألقت بنفسها على الفراش وامسكت هاتفها وهي تتنفس بحراره عندما قرأت رساله أخرى من حاتم يقول لها فيها
-وحشتيني اوى على فكره، بلاش تردي بس ممكن توقفي في البلكونه اشوفك بس لو دقيقه واحده؟
تلعثمت بيسان ولم تتحمل تسارع دقات قلبها فهرولت الي الشرفه دون تفكير وظلت ترمق هنا وهناك كي ترى أين هو واقف، تفاجأت به مختبئ خلف إحدى الآشجار ينظر إليها خلسة، انفرجت شفتاها عن ثناياها ضاحكه بخجل ثم عادت للخلف دون أن تعطي له ظهرها فطرقت بلمياء من الخلف، انتفضت فزعه والتفتت مسرعه
-هييئ خضتيني يابنتي، انتي دخلتي ازاي وأمته، انا ماحسيتش بيكي خالص.
قبضت لمياء على ساعديها وهي لواية شفاها
-ششش اهدي مالك في ايه، وبعدين انا ايدي وجعتني من التخبيط على الباب بس لنا لقيتك مش بتردي قلقت عليكي، اضطريت افتح وادخل، فهميني بقى سر الابتسامه الخفيه بتاعتك دي ايه وليه ما كملتيش اكلك دا انتي صرعتينا عايزه امل عايزه اكل، إيه الحكايه بقى وإياك تكذبي ولا تخبي عني حاجه.
ادارت بيسان عينيها ونظرت إلى صديقتها وقالت بشرود:
-خليكي جنبي بالله عليكي يالمياء لاني حاسه اني وقعت في الحب المره دي لشوشتي وبجد، لأول مره معرفش اتصرف ولا اعرف ارد بإيه، حاسه نفسي متوتره ومش على بعضي كده،
همت لمياء بغلق الباب، ثم سحبت بيسان من يدها و أجلستها على الفراش بجانبها كي تهدئ من روعها والبهجه التي سادت وجهها جعلها تتنهد وتومئ بالموافقة قائلة
-ماشي يابوسي أنا مش هسيبك لوحدك متخافيش انا جنبك، علشان أنا عارفة أنك مش هتعملي حاجه غلط، احكيلي بقى ياقمر مين سعيد الحظ ال خطف قلبك المره دي وخلاكي كده مش على طبيعتك.
عادت أيسل إلى الداخل لتجدهم يتهامسوا فالتفتت لتخرج وتتركهم بمفردهم، أوقفتها بيسان ولمياء في آن واحد شاهقين
-رايحه فين يابنتي، تعالي تعالي وإقفلي الباب وراكي،
فجلست أيسل إلى جوارهم وهي تفرك أصابعها
-أنا قلت يمكن تكونوا بتقولوا حاجه سر او حاجه ومش عايزنِّي أعرفها.
زفرت بيسان لتطرد تخوفها ولم تنتبه لحديث أيسل، هزتها لمياء وأجابت هي أيسل
-لا ياقلبي لا سر ولا حاجه وبعدين هو في سر يتخبي عليكي ياقمر، كنت بحاول أقنعها تلغي فكرة انها ماتروحش المدرسه دي لأنها مصممه برده ومش راضيه تشيل الفكره من راسها.
لاحظت أيسل أيضا بأن بيسان ليست على سيجتها وأنها شارده تماما وهي تنظر في هاتفها بتمعن، طرقتها كتف بكتف مبتسمه كي تعود لرشدها، فقطب جبين بيسان وتسائل بشرود بينها وبين نفسها - هو حاتم فعلا بيعشقني ولا هو متمسك بيا لأني أهملته قبل كده.
وكزت لمياء أيسل لتنتبه حين حمحمت بيسان، فنظرت لها باضطراب لترحل عينيها عنها بحثاً عن الريموت لتفتح التلفاز لتشغل نفسها بمشاهدته فأجابتها بيسان:
-معلش ياسوسو ما اخدتش بالي انتي قولتي ايه، ارجوكي اعذريني، بصي انا هحكيلك انتي ولمياء عن حاجه بتحصلّلي بقالها كم يوم وانتي اخدتي فكره عنها لما نزلنا من كم يوم نتفسح، اكيد افتكرتي؛
هو في حد اسمه حاتم جارنا كان بيعاكسني في الطالعه والنازله، في الأول شدني زيه زي اي ي شاب بيقول كلام حلو بس بعد كدا اتفاجأت بأن باباه صاحب بابا وزميله برده في الشغل، وعرفت كمان ان باباه حاجزله بنت حد قريبه عشان ال ايه يجوزهاله بعد مايخلص تعليمه ويشتغل؛
ده خلاني في كل مره يعاكسني فيها بعد كده اشتمه وأقل منه عشان يسيبني في حالي، ده انا حتى قولتله اني بكلم واحد غيره على النت، افتكرت انه بكده هيكرهني وينساني، بس اكتشفت العكس تماما، كل يوم يبعتلي رسايل كلمه لو كلمتين بس في الرساله، بس الغريب اني لما بقرأها بحس بحاجات غريبه وان قلبي بيدق بسرعه اوي، مش فاهمه في ايه، تفتكروا يابنات ده إسمه حب ولا ايه، فهموني والنبي