الفصل الثامن
حاول جمال التقرب من ابنته التي لم تلمسه منذ أن أتى إلى هنا و كان يشتاق أن يعانقها و لكن هي تتحاشى التواجد معه أو الاقتراب منه و لكن تتعامل مع عمتها و أحمد بطبيعة تامة ، حاول أن يلمسها فصرخت " لا تقترب مني ربما اصيبك بمرض معدي ... صدم جمال لردة فعلها و قال " ماذا ؟؟ .... فقالت " هذا ليس كلامي و لكن هذه تصرفاتك انت ... نظر لها بصدمة و ألم و تابعت " إن اقتربت مني ربما يحدث شئ سئ لك أو تتأذى و أنا لا اريدك ان تتعرض لهذا ... ثم ذهبت و تركته مع عذاب ضميره و تأنيبه له فنظرت له شقيقته و قالت " الجزاء من جنس العمل ... ثم ذهبت و تركته فقال له أحمد "اسف يا خالي اعرف انه ليس من حقي التدخل و لكن عندما ينبذك أهلك تكره نفسك و تشعر أنك خطيئة كبرى و حتى أنك تظن أنك أسوأ شئ بالكون و ميرنا تشعر بهذا و طبعا هذا بفضلك ، الإنسان لا ينسى من قهر قلبه أبدا حتى لو سامحه لأن جرح القلب لا يداوى بين يوم و ليلة و هذا جرح سنين ، انت عذبتها لعامين و جرحت مشاعرها و ابتعدت عنها كأنها وباء فيروسي مقزز ، حتى كرهت نفسها و فوق هذا عانت من معاملة خالتها الظالمة و لم تكن معها في أسوأ الظروف التي مر بها عندما تخلى عنها خطيبها من أجل فتاة كانت تسميها أختها ، هل تعلم أن رؤى لم تكن تنام ثانية عندما علمت بمرض ميرنا و كانت خائفة عليها جدا لدرجة أن ضغطها ارتفع جدا اما انت أخبرني كيف كنت تنام ؟؟ .. كيف اطاعك قلبك على هجر ابنتك الوحيدة ؟؟ .. عندما نظرت لميرنا اول ما أتينا لم أصدق ما رأت عيني ، هذه ليست اختي التي أعرفها ، لقد ذبلت و نقص وزنها و أصبحت شاحبة و خاوية كأنها جسد بلا روح ، هذه ليست ميرنا الضاحكة و المشاكسة التي أعرفها ... صدقني يا خالي لو كنت مكانها لن اسامحك حتى لو ركعت تحت رجلي ... انا احبك كثيرا و لكنك خيبتي املي فيك و عند رؤية ميرنا هكذا دعوت الله ألا اكون مثلك .... ثم ذهب و تركته حزين ، أجل هذا ما فعله بيده هو ، لقد انغمس في نفسه حتى أصبح شرير و اناني لدرجة ، فكر في حزنه وحده و نسي ان له طفلة تعاني من موت امها ، تذكر حاله هو و إخوته عند موت والدتهم و لكن وجود ابيه صبرهم على ذلك و تذكر أن والدهم بالرغم من كبره في السن إلا أنه كان لهم اما و ابا و كل شئ ، و لكن هو ماذا فعل .. هجر ابنته كما تهجر الأماكن الملعونة ، تركها وحيدة تعاني من ألم فقد والدتها .. ظلم الحياة لها ، قهر خالتها و تجبرها ، هل هو سألها يوما خلال هذين العامين و نصف كيف هو حالها ، كيف تعيش ، كيف تشعر ، هل هي بخير ، هل هي متوعكة أو تشعر بالألم ، ماذا تحتاج ، هل عانقها؟؟؟
كل أسئلة ضميره كان جوابها واحد و هو لا....
هو حتى لم يلمسها يوما منذ وفاة والدتها يسلم عليها بلسانه فقط مرة كل عدة أشهر لم يراها منذ أكثر من سبعة أشهر و حتى في المرة التي التقاها فيها سلم عليه من بعيد فقط و اكتفى بذلك و ذهب في المساء و هو كان في مهمة و لم يأتي من أجلها ، بل التقى زوج شقيقة زوجته بالصدفة و ذهب معه بعد أن أصر ، لم يكن يريد لقائها حتى فمن حقها أن تشعر بكل هذا نحوه و من حقها أن تمرض و تصاب بكل ألم شعرت به و لكن ما يذبحه ذبحا أنه سبب مرضا خطير بقلب ابنته بسبب حزنها الشديد تسبب بكل هذا هو ، هي حتى لا تنظر بوجهه تتحدث معه ببرود و اختصار شديد و تتحاشاه كي لا تشعره بأنها موجود لأن هذا ما يريده هو كما تفكر و لكن هي ليست مخطئة فقد عاملها هو هكذا و هو فعلا كان اناني جدا في معاملة ابنته الوحيدة التي تضيع من يده لا يريد أن يسرق منه الموت مرة أخرى أحد أحبائه و إن حدث هذا بسببه هو لانه من فرط بها وحده و ان حدث لن يسامح نفسه أبدا......
لحق أحمد سجى و البقية قبل أن ينطلقوا بالسيارة و حينما سألهم إلى أين علم بقلق سجى فلم يتردد و ذهب معهم و هناك عند وصولهم المشفى كانت الصدمة ، وجدوا الجميع هناك فخافت سجى جدا و كان ساري يمسك بها بقوة ، أحمد بدأ الخوف يدخل إلى قلبه و قال بصوت قلق و مرعوب " أين أختي ... هنا انفجرت سبانا أكثر بالبكاء و كانت ترتجف من الخوف امسك أحمد يدها و قال " اختي يا سبانا ما بها ... هنا علم عساف أن اخته منهارة و لا تستطيع الكلام فقال بتوتر " أطمئن يا احمد و قلل من خوفك سوف يطمئننا الطبيب عليها بعد قليل ... هنا لم تحمله رجليه و قع على الأرض كالجريح قلبه يمكنك أن تسمع دقاته منه هنا و قال بدموع " ماذا سأقول لأمي الآن ، حسنا كيف سأواجه نفسي و انا اختي لم احميها من الألم و لم أستطيع أن اكون معها ..... كان أحمد يشعر بالدوار و بالوجع يزهق روحه و ينزعها من مكانها نزعا ... كمال كان يحاول تهدئته و مواساته و هنا رن هاتفه و كان المتصل رؤى ، فحملت سلمى الهاتف و تحدثت معها و أخبرتها أن تأتي للمشفى و تلك صرخت بمكانها ، لم ينتبه أحد لتلك التي صدمت من الكلام الذي سمعت و رؤية دموع شقيقتها على صديقتها الوحيدة ، كانت الأفكار تتخبط برأسها و لم تشعر إلا بخنجر أدخل في قلبها بقوة و بعدها كل شئ ضباب ....
ساري عند رؤيته لسجى هكذا طار قلبه من مكانه و ركض يحملها و يصرخ على الممرضات مي تأتي واحدة بسرعة و فعلا جائو بالنقالة و اخذوها لغرفة قريبة .. الجميع كان متوتر هنا حالة ميرنا الغير معلومة و الأطباء الذين اطالوا البقاء بالداخل .... سجى التي وقعت مصدومة و اغشي عليها ، أحمد المنهار هنا و خائف على اخته و سبانا التي ابت دموعها عن التوقف ، عساف كان يشعر بالإختناق فكل من يحب بالداخل متعب و محبوبته بين الحياة والموت ، فهو يعلم أن مرض القلب خطير جدا و نسبة النجاة منه صعبة و لا يتحمل الضغوطات النفسية و الألم و ميرنا كانت تعاني وحدها لوقت طويل جدا و الآن لا يدري ما سيحدث لها ...
رؤى وصلت هناك تبكي و تولول حاول أحمد الصمود و اظهار القوة التي يفتقر لها ... كان يهدء فيها و يصبرها هو و سلمى التي كانت دموعها تنزل من دون توقف ، مسكينة ميرنا طفلة صغيرة و تحمل مأسي اكبر من عمرها ، طفلتها التي تحب ليست بخير ، دعت لها كثيرا بكل صدق كما تدعو لأبنائها ....
جاء جمال راكضا للمشفى بعد أن أعلمه عساف بذلك فقد رفضت رؤى رفضا باتا أن تخبره و عندما رأته قالت " لو حدث لها شئ لن اسامحك أبدا و منها انت لست اخي و لا انا اعرفك ....كان جمال مشلول المشاعر و لكن قلبه يطعن فيه بخناجر مسمومة جدا ، عندما خرج الطبيب أخبرهم أنه يجب أن تقام لها عمليه لتوسيع الصمامات و هي خطيرة جدا و المريضة إستجابتها منعدمة و هم خائفون من إجراء العملية لأن المريضة تقاوم في العلاج و هذا ما سبب تأخيرهم ، يبدو أن رغبتها في الحياة ليس لها اي وجود ، ثم ذهب و تركهم و بعدها جائت الممرضة بأوراق طلبت أن يمضي عليها والد المريضة ، كانت رؤى تنظر لاخيها بكل كره و الم ، في هذه اللحظة بالذات هي تكرهه و بشدة ، الجميع كان مصدوم و سجى التي خرجت من غرفتها متعبة و قد فكت كل المحاليل التي بيدها ، سمعت كل شئ و قالت لجمال " الآن سوف ترتاح منها للأبد و لكن فكر فقط فيما سوف تقوله لله و جلست على الأرض متعبة ليس بوجهها اي تعابير ، كانت خاوية وجه فارغ فقد صدمت بشدة و لكن بعدها قامت و دخلت لغرفة ميرنا بعد جدال طائل مع الممرضات ، و لكن في النهاية تركوها تدخل بعد رؤية حالتها و اصرارها ....
سبانا كانت تتحدث مع سجى التي تأخرت بالخارج و قد قلقت عليها و حينما اغلقت خرجت قليلا فوجدت تلك التي صوت تنهدات بكائها كأنين طفل متألم و لا يستطيع الكلام ، اقتربت من الصوت و كان ظنها بمكانه فما هذا إلا صوت ميرنا ، كانت تظن أنها تخطت مرحلة البكاء وحيدة و المعاناة وحدها ، ضحكها معهم في الايام السابقة ما كان إلا ستار كاذب تداري به الألم الذي زاد منذ عودة والدها ولقائه ..، لم تتحمل سبانا رؤية المسكينة تبكي فركضت نحوها خائفة تواسيها ، فهي تخاف عليها كثيرا فمرضها لا يتحمل كبت الألم و مداراته و الشعور به وحيدة ، كانت تبكي بشدة و تحاول قول كلمات أبت أن تخرج بسبب تنهدات البكاء و الدموع التي تنزل غزيرة مثل شلالات كادنغارا ، بعدها بدأت ميرنا متضايقة تحاول قول شئ و لا تستطيع ، لاحظت أيضا سبانا ضعف تنفسها و محاولتها في فتح عينيها ، كانت تحاول التنفس بصعوبة بالغة حتى أنها بدأت بالارتجاف و يدها أصبحت باردة جدا و مثلجة ، خافت سبانا كثيرا عند رؤية ميرنا بهذه الحالة فهي مصابة بالقلب و الطبيب حذر من أن يضايقها شئ و الآن هي تعاني ، بدأت بالصراخ خائفة تنادي على والديها و عساف الذي كان قد جاء قبل قليل ، صرخت بأعلى صوت حتى جائت سلمى خائفة من الداخل فما الذي يجري و يجعل ابنتها الصغيرة تصرخ مرعوبة هكذا و خائفة ، عندما رأت حالت ميرنا أصابها الهلع الشديد فكانت تنادي على كمال بكل قوة عندها ، حتى جاء يركض من الداخل هو و عساف ركضا ... حملوا ميرنا التي كانت قد أغلقت عيناها و بدأ نفسها يتهاوى رويدا رويدا و ادخلوها إلى السيارة بسرعة و انطلقوا ، لم يكن أحد خائف في تلك اللحظة أكثر من سلمى التي تخاف أن ترى أحد أبنائها يعاني و يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة ، كانت تمسك يد ميرنا بكل قوتها ، حتى انهم من الصدمة تركوا كل أبواب المنزل مفتوحة ، و لم ينتبه لها أحد و عند عودة سجى التي ارتبكت و ظنت أن لصوصا قد دخلوا المنزل الذي يبدو مفتوح الابواب كلها على مصراعيه اتصلت مباشرة على أهلها و لكن لا أحد يرد و عندما أدخلت رقم سبانا سمعت صوت هاتفها من حديقة المنزل فذهب للخلف و فعلا وجدت هاتفها على الأرض و سلسلة ميرنا الذهبية مرمية على الأرض، خافت كثيرا لا تعلم كيف تتصرف ، وقتها اتصلت مباشرة على عقاب الذي رد عليها مباشرة و عند سماعه صوت اخته الباكي طلب منها أن تخبر إياد و ساري بالقدوم لها حتى يصل لها هو ... و فعلا قامت بفعل ما طلبه منها عقاب و عندما جائوا و دخلوا المنزل الذي كان خالي مثل الاشباح و استغربوا هذه الحالة و كمال و عساف الذين لا يردون على هواتفهم التي وجدت بالداخل أصابهم القلق ، حينها شعرت سجى أن صديقتها ليست بخير ، خصوصا أنها وجدت السلسلة الذهبية التي تمتلكها ميرنا مرمية على الأرض بطريقة عشوائية ، حينها فقط طلبت منهم بقلق ان يأخذوها للمشفى و كانت تلح عليهم بشدة، فرضخ ساري لرغبتها لانه يرى حالة الرعب التي فيها سجى ...
وقتها كانت رؤى تشعر بتوعك غريب لا تعلم سببه ، تتصل بميرنا لكن لا رد ، خافت جدا فأرسلت أحمد للسكن فلم يجدها فذهب مباشرة نحو منزل أسرة كمال و هناك وجد المنزل فارغ و لمح خيال سجى و معها شابين فركض يلحق بهم قبل أن ينطلقوا بالسيارة ....
كل أسئلة ضميره كان جوابها واحد و هو لا....
هو حتى لم يلمسها يوما منذ وفاة والدتها يسلم عليها بلسانه فقط مرة كل عدة أشهر لم يراها منذ أكثر من سبعة أشهر و حتى في المرة التي التقاها فيها سلم عليه من بعيد فقط و اكتفى بذلك و ذهب في المساء و هو كان في مهمة و لم يأتي من أجلها ، بل التقى زوج شقيقة زوجته بالصدفة و ذهب معه بعد أن أصر ، لم يكن يريد لقائها حتى فمن حقها أن تشعر بكل هذا نحوه و من حقها أن تمرض و تصاب بكل ألم شعرت به و لكن ما يذبحه ذبحا أنه سبب مرضا خطير بقلب ابنته بسبب حزنها الشديد تسبب بكل هذا هو ، هي حتى لا تنظر بوجهه تتحدث معه ببرود و اختصار شديد و تتحاشاه كي لا تشعره بأنها موجود لأن هذا ما يريده هو كما تفكر و لكن هي ليست مخطئة فقد عاملها هو هكذا و هو فعلا كان اناني جدا في معاملة ابنته الوحيدة التي تضيع من يده لا يريد أن يسرق منه الموت مرة أخرى أحد أحبائه و إن حدث هذا بسببه هو لانه من فرط بها وحده و ان حدث لن يسامح نفسه أبدا......
لحق أحمد سجى و البقية قبل أن ينطلقوا بالسيارة و حينما سألهم إلى أين علم بقلق سجى فلم يتردد و ذهب معهم و هناك عند وصولهم المشفى كانت الصدمة ، وجدوا الجميع هناك فخافت سجى جدا و كان ساري يمسك بها بقوة ، أحمد بدأ الخوف يدخل إلى قلبه و قال بصوت قلق و مرعوب " أين أختي ... هنا انفجرت سبانا أكثر بالبكاء و كانت ترتجف من الخوف امسك أحمد يدها و قال " اختي يا سبانا ما بها ... هنا علم عساف أن اخته منهارة و لا تستطيع الكلام فقال بتوتر " أطمئن يا احمد و قلل من خوفك سوف يطمئننا الطبيب عليها بعد قليل ... هنا لم تحمله رجليه و قع على الأرض كالجريح قلبه يمكنك أن تسمع دقاته منه هنا و قال بدموع " ماذا سأقول لأمي الآن ، حسنا كيف سأواجه نفسي و انا اختي لم احميها من الألم و لم أستطيع أن اكون معها ..... كان أحمد يشعر بالدوار و بالوجع يزهق روحه و ينزعها من مكانها نزعا ... كمال كان يحاول تهدئته و مواساته و هنا رن هاتفه و كان المتصل رؤى ، فحملت سلمى الهاتف و تحدثت معها و أخبرتها أن تأتي للمشفى و تلك صرخت بمكانها ، لم ينتبه أحد لتلك التي صدمت من الكلام الذي سمعت و رؤية دموع شقيقتها على صديقتها الوحيدة ، كانت الأفكار تتخبط برأسها و لم تشعر إلا بخنجر أدخل في قلبها بقوة و بعدها كل شئ ضباب ....
ساري عند رؤيته لسجى هكذا طار قلبه من مكانه و ركض يحملها و يصرخ على الممرضات مي تأتي واحدة بسرعة و فعلا جائو بالنقالة و اخذوها لغرفة قريبة .. الجميع كان متوتر هنا حالة ميرنا الغير معلومة و الأطباء الذين اطالوا البقاء بالداخل .... سجى التي وقعت مصدومة و اغشي عليها ، أحمد المنهار هنا و خائف على اخته و سبانا التي ابت دموعها عن التوقف ، عساف كان يشعر بالإختناق فكل من يحب بالداخل متعب و محبوبته بين الحياة والموت ، فهو يعلم أن مرض القلب خطير جدا و نسبة النجاة منه صعبة و لا يتحمل الضغوطات النفسية و الألم و ميرنا كانت تعاني وحدها لوقت طويل جدا و الآن لا يدري ما سيحدث لها ...
رؤى وصلت هناك تبكي و تولول حاول أحمد الصمود و اظهار القوة التي يفتقر لها ... كان يهدء فيها و يصبرها هو و سلمى التي كانت دموعها تنزل من دون توقف ، مسكينة ميرنا طفلة صغيرة و تحمل مأسي اكبر من عمرها ، طفلتها التي تحب ليست بخير ، دعت لها كثيرا بكل صدق كما تدعو لأبنائها ....
جاء جمال راكضا للمشفى بعد أن أعلمه عساف بذلك فقد رفضت رؤى رفضا باتا أن تخبره و عندما رأته قالت " لو حدث لها شئ لن اسامحك أبدا و منها انت لست اخي و لا انا اعرفك ....كان جمال مشلول المشاعر و لكن قلبه يطعن فيه بخناجر مسمومة جدا ، عندما خرج الطبيب أخبرهم أنه يجب أن تقام لها عمليه لتوسيع الصمامات و هي خطيرة جدا و المريضة إستجابتها منعدمة و هم خائفون من إجراء العملية لأن المريضة تقاوم في العلاج و هذا ما سبب تأخيرهم ، يبدو أن رغبتها في الحياة ليس لها اي وجود ، ثم ذهب و تركهم و بعدها جائت الممرضة بأوراق طلبت أن يمضي عليها والد المريضة ، كانت رؤى تنظر لاخيها بكل كره و الم ، في هذه اللحظة بالذات هي تكرهه و بشدة ، الجميع كان مصدوم و سجى التي خرجت من غرفتها متعبة و قد فكت كل المحاليل التي بيدها ، سمعت كل شئ و قالت لجمال " الآن سوف ترتاح منها للأبد و لكن فكر فقط فيما سوف تقوله لله و جلست على الأرض متعبة ليس بوجهها اي تعابير ، كانت خاوية وجه فارغ فقد صدمت بشدة و لكن بعدها قامت و دخلت لغرفة ميرنا بعد جدال طائل مع الممرضات ، و لكن في النهاية تركوها تدخل بعد رؤية حالتها و اصرارها ....
سبانا كانت تتحدث مع سجى التي تأخرت بالخارج و قد قلقت عليها و حينما اغلقت خرجت قليلا فوجدت تلك التي صوت تنهدات بكائها كأنين طفل متألم و لا يستطيع الكلام ، اقتربت من الصوت و كان ظنها بمكانه فما هذا إلا صوت ميرنا ، كانت تظن أنها تخطت مرحلة البكاء وحيدة و المعاناة وحدها ، ضحكها معهم في الايام السابقة ما كان إلا ستار كاذب تداري به الألم الذي زاد منذ عودة والدها ولقائه ..، لم تتحمل سبانا رؤية المسكينة تبكي فركضت نحوها خائفة تواسيها ، فهي تخاف عليها كثيرا فمرضها لا يتحمل كبت الألم و مداراته و الشعور به وحيدة ، كانت تبكي بشدة و تحاول قول كلمات أبت أن تخرج بسبب تنهدات البكاء و الدموع التي تنزل غزيرة مثل شلالات كادنغارا ، بعدها بدأت ميرنا متضايقة تحاول قول شئ و لا تستطيع ، لاحظت أيضا سبانا ضعف تنفسها و محاولتها في فتح عينيها ، كانت تحاول التنفس بصعوبة بالغة حتى أنها بدأت بالارتجاف و يدها أصبحت باردة جدا و مثلجة ، خافت سبانا كثيرا عند رؤية ميرنا بهذه الحالة فهي مصابة بالقلب و الطبيب حذر من أن يضايقها شئ و الآن هي تعاني ، بدأت بالصراخ خائفة تنادي على والديها و عساف الذي كان قد جاء قبل قليل ، صرخت بأعلى صوت حتى جائت سلمى خائفة من الداخل فما الذي يجري و يجعل ابنتها الصغيرة تصرخ مرعوبة هكذا و خائفة ، عندما رأت حالت ميرنا أصابها الهلع الشديد فكانت تنادي على كمال بكل قوة عندها ، حتى جاء يركض من الداخل هو و عساف ركضا ... حملوا ميرنا التي كانت قد أغلقت عيناها و بدأ نفسها يتهاوى رويدا رويدا و ادخلوها إلى السيارة بسرعة و انطلقوا ، لم يكن أحد خائف في تلك اللحظة أكثر من سلمى التي تخاف أن ترى أحد أبنائها يعاني و يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة ، كانت تمسك يد ميرنا بكل قوتها ، حتى انهم من الصدمة تركوا كل أبواب المنزل مفتوحة ، و لم ينتبه لها أحد و عند عودة سجى التي ارتبكت و ظنت أن لصوصا قد دخلوا المنزل الذي يبدو مفتوح الابواب كلها على مصراعيه اتصلت مباشرة على أهلها و لكن لا أحد يرد و عندما أدخلت رقم سبانا سمعت صوت هاتفها من حديقة المنزل فذهب للخلف و فعلا وجدت هاتفها على الأرض و سلسلة ميرنا الذهبية مرمية على الأرض، خافت كثيرا لا تعلم كيف تتصرف ، وقتها اتصلت مباشرة على عقاب الذي رد عليها مباشرة و عند سماعه صوت اخته الباكي طلب منها أن تخبر إياد و ساري بالقدوم لها حتى يصل لها هو ... و فعلا قامت بفعل ما طلبه منها عقاب و عندما جائوا و دخلوا المنزل الذي كان خالي مثل الاشباح و استغربوا هذه الحالة و كمال و عساف الذين لا يردون على هواتفهم التي وجدت بالداخل أصابهم القلق ، حينها شعرت سجى أن صديقتها ليست بخير ، خصوصا أنها وجدت السلسلة الذهبية التي تمتلكها ميرنا مرمية على الأرض بطريقة عشوائية ، حينها فقط طلبت منهم بقلق ان يأخذوها للمشفى و كانت تلح عليهم بشدة، فرضخ ساري لرغبتها لانه يرى حالة الرعب التي فيها سجى ...
وقتها كانت رؤى تشعر بتوعك غريب لا تعلم سببه ، تتصل بميرنا لكن لا رد ، خافت جدا فأرسلت أحمد للسكن فلم يجدها فذهب مباشرة نحو منزل أسرة كمال و هناك وجد المنزل فارغ و لمح خيال سجى و معها شابين فركض يلحق بهم قبل أن ينطلقوا بالسيارة ....