الفصل الخامس عشر

حدق أيمن عيناها واعتدل في جلسته ليجلس بجانب براء مذهولا بقراره الرائع ثم أردف
-إنت بتتكلم جد ياجوز اختي!

ليأتيه ضحكة براء الصافيه ويجيبه بجديه
-أيوه طبعا بتكلم جده، هي دي فيها هزار! لان من الواضح أن السعوديه بتقفل بيبانها في وشوش الأجانب، بيصفوا العماله الغير سعوديه من المملكه كلها، فأنا حابب أسس مشروع هنا بحيث لما انزل نهائي في اي وقت ألاقي حاجه اشتغل فيها، ومش هلاقي احسن منك حد يكون آمين على فلوسي ويكون شريكي ويدير الشغل كله

سأله أيمن بصوت هاديء
-وأنت شايف إن مشروع الاغذيه ده هيكون مربح يعني، ولا نفكر في مشروع غيره؟

وضع براء ساقيه على بعضهما وهو يتكأ على المقعد ثم أشار الي ايمن بعد شرود لبضع ثواني
-هو ده المشروع الكويس ال مفيش فيه خساره، لأن الناس مش هتبطل أكل وشُرب وكمان زي ما قولتلك هنحارب غلاء الأسعار وهنبيع الفقير قبل الغني بأسعار رمزيه، تبيع كتير بسعر قليل تكسب كتير ولا إيه رأيك!؟

تنهد أيمن بفرحة عارمه وعقب قائلاً
-وانا ليا واحد جاري وزميلي في الشغل وصاحبي كمان، مش هلاقي احسن منه يساعدني ولو انت مفيش عندك مانع يدخل معانا شريك ونوسع شغلنا، واهو ايد على ايد يكبر ويزيد

ترك براء مقعده بهدوء وخطى صوب الشرف يحاول التفكير في الأمر وقال
-مااقدرش احكم غير لما اقعد مع محند ده واشوف دماغه فيها ايه، وبعديها اقرر، لو كده رن عليه يجي ونقعد ونتكلم مع بعض، عشان نلحق نلاقي المكان اللي هنعمل عليه المشروع ونظبط كل شي عشان قبل اجازتي ماتخلص، عشان برده اسيبكوا وكل حاجه تمام مايبقاش ناقصكوا حاجه، لأن زي ما انت عارف تخليص الأوراق والعقود بتاخد وقت... فعايزين ننجز ومانضيعش وقت.


تحرك أيمن هو الأخر ووقف يحدق ببراء وأجابه مبتسما وقال
-حلوة والله الفكرة، أهو دا هو التفكير السليم، بس محمد في زياره لأهله في الصعيد، هو كان كلمني وقال في ظرف يومين هيكون هنا أن شاء الله، تكون انت حتى إرتاحت من السفر انت وعفاف وسوسو، وكل شي بأوان، بس انت والله فاجأتني مفاجأة العمر كمان.


التفت براء ورمق أيمن بتمعن فهو في باديء الأمر كان يمزح، ولكن نظرات أيمن أكدت له أنهها فكرة صائبه وقصد كل كلمة أخبره بها بعد ذلك عندما رأي بأن ايمن متشبث بالموضوع، فأضاءت الابتسامة وجه براء وقال
- أيوة بقى على اللعب التقيل يا أبو الأيمان، عايزين نلعب بالفلوس لعب، دا أنت على كدا ناوي عندك استعداد تخليها سلسلة محلات مش محل واحد، وأنا عن نفسي بتمنى كده وماعنتش اسافر وأتغرَّب تاني بقى كفايه كده.


وبالداخل أعدت الفتيات الطاولة فالتفتت بيسان لشقيقتها أيسل وقالت
-روحي ياسوسو ناديهم من البلكونه

رفضت أيسل التحرك من مكانها وحدقت بوجه بيسان باضطراب وقالت
-بلاش أنا يابوسي معلش روحي أنتِ وحياتي

قطع رجاء أيسل صياح أيمن المرح قائلاً
- فين الأكل يا شيف الواحد جاع، وبعدين دا يا دوب نلحق ناكل علشان نلعب عشره طاوله عن والاستاذ، من زمان ماغلبتوش، أصل أنا قررت أخدكم أوديكم دريم بارك بالليل ، يعني قولت مينفعش أيسل ترجع مصر، من غير ما تشوف الملاهي بتاعتنا وتقضي يومين لعب وتنطيط كده.

وضعت بيسان كفيها على خصرها وحدقت بوجه والدها وتصنعت العبوس وهتفت بحزن ممصطنع
-إيه دا ياسي بابا اشمعني أيسل بقى، حضرتك حابسني في الشقه من يوم ما أخذنا الأجازه، طيب ليه التفرقة دي يابابا، هو مش كان مفروض توديني أقضي فيه أنا كمان يومين تلاتة

صفعها أيمن بمزاح خلف رأسها وجذبها من أذنها نحوه وقال
-بس يا شقية وبطلي تولعي الدنيا، وبعدين هو أنتِ مسمعتيش أنا قولت إيه، بقول أيسل مينفعش ترجع مصر من غير ما تقضي يومين في الملاهي، إنما أنتِ موجودة وأكيد هنروحه كتير مع بعض، ودلوقتي يلا خلينا نتغدا وبعدها تطلعي تحضري شنتطك أنتِ وأختك.

بعد مرور ثلاث ساعات كاملة، كان الفضول يسيطر على بيسان وأيسل، فأيمن تعامل معهم وكأن زيارة الملاهي هي من أشد النزه في مصر، وكلما حاولت إحداهما أستدراجه ليذهبوا الي مكان آخر كالسينما مثلا، يتهرب ويختفى، وما أن حان موعد الأنطلاق حتى فاجأهم أيمن بمجيء هايدي معهم لانه لايجوز لهم تركها بالمنزل بمفردها، غادروا المنزل وأقتربوا من سيارتهم كي يستقلوها، تفاجأ أيمن بإبن جار لهم اسمه حاتم يتجه نحوهم وقام بمصافحة أيمن وأهمل يد صديقه براء، وما أن استدار ليواجه بيسان حتى تفاجأ بها وقد استقلت سيارة أيمن وجلست إلى جوار شقيقتها، زم شفتيه وهو يلاحقها بعينيه، فتحاشته بيسان كلياً كأنها لا تراه، في حين تابعت أيسل ما يدور بينهما في صمت، ايقن حاتم أن بيسان لن تعطي له فرصه للتحدث او الاقتراب منها، وهو يتخذ مكانه خلف مقود سيارته وبجواره جلس والده بوجه عابس، وبعد أن تحرك أيمن مالت أيسل نحو أذن شقيقتها وسألتها بصوتٍ خافت
-مين الموز ده ياست بوسي! وبعدين أنتو زعلانين مع بعض ولا إيه، يعني أنا لاحظت إنك لا كلمتيه ولا سلمتي عليه، وأول ما شوفتيه شدتيني وقعدنا فعربية خالو، قوليلي بقى ايه الموضوع وهو زعلك في إيه؟

فلاش باك.

كان حاتم يتغزل ببيسان من قبل لكن لم تعطيه بيسان اي امل في انها ستنساب وراء كلامه المعسول، هذا ما جعل حاتم يقع في حبها بجديه ويريد التواصل معها بأي شكل، لكن بيسان كانت منشغله بصديق لها على ماسينجر لانه توعدها بالحب أيضا، فلم تقبل ان تكون مع إثنان في آن واحد، وأيضا لان حاتم لم يجذبها اليه لانه في الوسامه هادئ جدا وحديثه قليل، بينما هي تعشق ان يمطر عليها الشاب بنافوره من من الحديث المعسول وكلام العشق ويرسل لها أشعار لذلك اهملت حاتم هذا تماما، لكنه من الواضح انه وضعها في رأسه ولم يمل من ملاحقتها على أمل أن تلين بيسان في يوم وتبادله نفس المشاعر.


فلاش باك

أشاحت بيسان بوجهها بعيداً وتطلعت عبر نافذة مقعدها وقالت بفتور
- عادي يا أيسل بصي متشغليش بالك أنتِ، وحاولي تصفي تفكيرك اليومين دول، علشان تستمتعي باجازتك معانا، وكمان يومين هعرفك على صاحبتي الوحيده ال بحبها وبكوت فيها، هي ماتتخيرش عنك في طيبتك وحبك ليا.


وداخل سيارة حاتم كان الصمت هو سيد الموقف، ورغم محاولات والده لحثِّه على مبادلته الحديث، إلا أن محاولاته قوبلت بالفشل، وأمام أصرار حاتم على الصمت بعناد، زفر والده وصاح بازعاج:
-فيه ايه ياحاتم يا ابني، لو سمحت رد عليا، مش معقول هنقضي الطريق كله ساكتين، وبعدين أنا مش واخد على كده معاك، ومتعود إنك بتصدعني رغي طوال الطريق، إنما موقفك المرة دي صعب عليا إحنا داخلين على ساعة وأنت مش عايز ترد ولو بحرف واحد، طيب قولي الوضع دا هيستمر لحد أمته، علشان أعمل حسابي، حاتم أنا مقدرش على السكوت المميت دا معاك، فارجوك رد عليا.

حدجه حاتم بنظرة جانبية غاضبة وزفر بحنق ليُردف بصوت حاد
-بابا لو سمحت أنا جاي معاك أساسًا بالعافية، بسبب إلحاح عمي أيمن، ولولا أني خوفت على زعله مكنتش جيت أصلاً، علشان أنا مش حابب اخرج في مشوار انا كارهه من البدايه، لإن بسببك كل خطوة قربت بيها من بيسان، اتهدت لما سيادتك إتكلمت قدامهم انك حاجز ليا بنت خالي عشان اتجوزها.

سأله والده عما حدث بينه وبين بيسان لتتوتر الأمور بينهما هكذا فأخبره حاتم بضيق
- للأسف بسبب كلامك ده، بغبائي بعدت عنها ومتصلتش بيها، وحتى أتصالاتها بيا مكنتش برد عليها، وكنت طول الوقت بدور عليك، ودلوقتي بيسان مش طايقة حتى تبص لي، دي... دي عدت من جانبي وكأني هوا ومسلمتش عليا، وكل دا بسببك، فياريت بقى من دلوقتي ولحد ما نرجع تاني، تخليك في حالك وملكش دعوة بيا، بدل ماألف وأرجع وأبوظ لك كل حاجة.

حل الليل سريعًا وباتت الرؤية شبه منعدمة، بعدما استقلوا كل الألعاب فالظلام يحيط بكل شيء، وازداد إحساس الفتيات بالملل، لعدم تمكنهم من مشاهدة الطبيعة المشرقه، وبعد مرور ساعة أخرى عليهم جلب أيمن سيارته والتفت قائلاً
- يلا ياحبايبي عشان نرجع البيت،

بعد مرور نصف ساعه وهو يصف السياره التفت لبراء بصوت هادئ
-أخيرًا وصلنا الحمد لله، معلش أنا عارف إن الطريق طويل وممل شوية لما الدنيا تضلم، بس متقلقوش كل دا هيتعوض الايام الجايه.

غادرت بيسان وأنتظرت أيسل التي قطبت جبينها وتطلعت إلى النهر من بعيد وزمت شفتيها وهمست:
- المكان هنا وهوي النهر شكله تحفه، غير ما تخيلنا خالص.


بدت بيسان شاردة الذهن ولم تنتبه لكلمات أيسل ، فالتقطت بيسان ساعدها وحثتها على السير واتباع خطوات أيمن والبقيه إلى الداخل، ثم ولجوا الي المنزل ليستدير أيمن ويُشير إلى إحدى الغرف ويقول
- الأوضة اللي هناك دي ليكم ياعفاف انتي وجوزك، إنما سوسو حبيبة خالو هتقعد مع بيسان في اوضتها، لا روحوا ارتاحوا أنا عارف تعبتم من السفر.

اسرعت بيسان وولجت إلى الغرفة، وارتمت فوق الفراش، وأغمضت عينيها وتمنت لو يسرقها النوم سريعًا، في حين جلست أيسل فوق فراشها بذهن شارد، تفكر فيما ألت إليه الأمور معها، وفي الخارج بحث أيمن عن رقم هاتف حاتم ليتصل به
-إيه يا حاتم ياابني، من ساعة ما وصلنا الملاهي لحد دلوقتي وانتوا مختفيين تماما، هو ايه اللي حصل وروحتو فين، انا فضلت ادور عليك كتير جدا.

تجهم وجه حاتم وهو يُفكر فيما يمكن له أن يفعله ليبدد ذاك الخصام بينهما، فعقب بصوتٍ حزين
- بس أنا مكنش قصدي إني أختفي، أنا انشغلت بس في العربيه عطلت مننا على الطريق، غصب عني، ولما جيت الملاهي فضلت برده ادور عليكوا انا وبابا وحاولت اتصل بيك بس التليفون ماكانش بيجمع خالص، يلا متعوضه مره تانيه ياعمو.. المهم انكوا انبسطوا كلكوا.

أغلق معه ايمن ثم هاتف محمد ليطمئن عليه، اردف اليه بصوت متحشزج
-طمني عليك ياصاحبي وعلى الجماعه ال عندك، كله تمام؟ وهتيجي أمته أن شاء الله؟ عندي ليك مفاجأه عظيمه انا متأكد انها هتعجبك جدا.

اجابه محمد بصوت حزين
- أنا عن نفسي مش عارف هاجي أمته، كل ماتخلص مشكله اتفاجئ بغيرها، شكلي كده هاخد مراتي وبنتي واهرب من هنا من غير ماقول لحد اني ماشي، بس مفاجأة ايه ياترى ال هتعجبني دي، قول بالله عليك يا أيمن نفسي اسمع اي حاجه تفرحني لاني من يوم ماسيبتكوا وادليت على الصعيد ماشوفتش يوم عدل ولا سمعت حاجه تفرح ابدا.

انتفضت لمياء من فوق فراشها ولحقت بوالدها عندما فهمت بأنه يتحدث مع والد صديقتها، طلبت منه أن تتحدث معها لدقيقه واحده، فعطاها محمد الهاتف، تحدثت اليه مسائله بعدما ألقت التحيه عليه
-هي الشهاده لسه ما ظهرتش ياعمو، ماتعرفش انا مجموعي كم، وبيسان عملت ايه؟ لو تعرف حاجه ارجوك ياعمو تقولي.


التقط أيمن نفسًا عميقًا والتفت وقال
-بقولك إيه يابنتي انا كنت عايز اسيبهالك مفاجأه لما تيجي بس زي بعضه هقولك وأمري إلى الله، انتي ماشاء الله عليكي طلعتي من الأوائل على المدرسه، بس بيسان بنتي يدوم جابت نصف المجموع لو كانت نقصت درجه كانت هتعيد السنه، بس ربنا سترها معاها، بس من ساعة ماعرفت انك هتدخلي ثانوي عام وهي ثانوي تجاري، مش مبطله عياط ومبهدله نفسها على الآخر، مش عايز تفتحي معاها الموضوع لما ترجعي بالسلامه وسبيها هي تفتحه براحتها،الف مبروك ليكي يالولو.

بالرغم من انها كانت تقفز من سعادتها لحصولها على أعلى الدرجات لكن قلبها انفطر على فراق صديقتها لها، ألقت السماعه من يدها على ساق والدها واتجهت الي مقعدها وألقت بنفسها فوقه، تملك من قلبها الحزن والألم، اغرورقت عيناها بالدموع بعدما تخيلت ملامح صديقتها كيف كانت عندما استقبلت الخبر، ودت لو كانت معها في هذا الوقت لتخفف عنها آلامها، وأردفت
- اعمل حسابك يابابا احنا لازم نرجع مصر وبسرعه كمان، انا ماعنتش طايقه الحياه هنا.



أجابها محمد بعدما انهي المكالمه مع أيمن بفرحه وبهجه،
-طب تعالي في حضن ابوكي، اباركلك على النجاح وبلاش وشك العابس ده، المفروض تكوني طايره من السعاده لأنك طلعتي من الأوائل، انا فخور بيكي اوي يابنتي وحاسس انك هتعوضيني عن حاجات كتير خسرتها، وانك وش السعد عليا، بإذن الله انا متفائل جدا أن هيحصل معانا كل خير الفتره الجايه، قومي.. قومي بسرعه فرّحي ستك بديعه بالخبر وتعالي نروح لأمك عن جدك هناك ونقولهم، لأن امك كانت قلقانه عليكي وكل شويه تسألني ياترى شهاده البت طلعت ولا لأ، ياترى نجحت ولا عملت ايه، صرعتني بأسئلتها، يلا بينا نريح قلبها من يامتك.


سارعت لمياء بمغادرة الغرفة وهي تصيح ، واتجهت إلى أسفل وما أن ولجت إلى غرفة جدَّتها وجدتها تصلي، حتى وقفت تحدق فيها بمحبه، تناست لمياء أمر الشهاده وارتدت حجابها بعد أن توضأت ثم جلست بجانب جدتها على سجادة الصلاه، حين أنهوا صلاتهم التفتت لها بديعه بدهشه وحب ثم أخذتها في حضنها وقبلتها في وجنتها واردفت بمحبه
-ربنا يحميكي ويصونك يابتي ويجعلك من الصالحين قولي آمين.

ابتسمت لمياء بحبور وهمست
-اللهم آمين ياستي، انا طلعت من الأوائل في المدرسه وداخله ثانويه عامه ان شاء الله ياستي.

انفرجت شفتا بديعه عن ثناياهم ضاحكه وأطلقت زغاريدها باللهجه الصعيدي ثم أجابتها ضاحكه
-ليليليليلي، مبارك يابتي على الله اشوفك دكتوره قبل ما اموت

تسارعت نبضات قلب لمياء من السعاده وقامت من مكانها وألقت بنفسها في حضن جدتها، وأحست بأنها تراها لآخر مره، اغرورقت عيناها بالدموع لكن أظهرت لها إبتسامه هادئه قم تركتها وغادرة الغرفه بعدما استأذنت منها الرحيل.
-أنا رايحه دوار جَدي عشان ابس شر امي بالنتيجه وهرجع بالليل ان شاء الله.

ثم ولجت لوالدها كي تطلب منه الذهاب معها، ثم غادروا المنزل سيرا على الأقدام، وضع محمد يده على كتفها بينما هي كانت تسير بجانبه عاقدة زراعيها على صدرها، لحين وصلوا الي منزل جدها عبد الكريم، تفاجأوا بأن الباب مفتوح على مصرعيه، ولجوا الي الداخل بهدوء بعدما طرقوا على الباب ولم يسمعهم أحد، فرأي السيدات جالسين أمام الفرن الفلاحي يعدون الخبز الصعيدي، بحثت لمياء عن والدتها فيما بينهم قرأتها ممسكة العجين بيدها وتفرده بالنشابه، حدقتها ضاحكه، ثم شهقت واردفت إليها
-إيه ده ياماما انتي بتعملي ايه! بهدلتي هدومك كلها دقيق، ينفع اجي اعمل معاكوا طيب؟


رمقوها جميعا ضاحكين ثم أجابتها جدَّتها ضاحكه وهي تحدف الخبز بالفرن
-احنا في ديكي الساعه لما الست الدكتوره تنورنا وتخبز معانا، ده احنا نستبارك بيكي ياضنايا، وخري يابت ليها شويه وخديها في ريحك خليها تتعلَّم، دا العيش هيبقى من ايديها شهد مكرر
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي