الفصل ١٠

نهضت من الفراش بسرعة وهي تلتف بالغطاء قبل أن تجري الى الحمام مغلقة الباب خلفها أمام عينيه الذاهلتين واحتاجه الأمر بضعة ثوانٍ قبل أن ينهض خلفها ويطرق الباب بقوة مناديا
سلوان هل أنتِ بخير ؟
لم ترد بل استدارت واستندت بظهرها الى الباب المغلق مرجعة رأسها للخلف حتى نظرت الى السقف وهي تلهث ببطء وحين طال الصمت تضاعف قلقه فطرق الباب مجددا وهو ينادي بصوتٍ أعلى
سلوان , ماذا بكِ ؟! افتحي الباب
عضت على شفتها بشدة حتى كادت أن تدميها , ومع ضربة أخرى على الباب أقوى وأعنف هدر قائلا بخوف
إن لم تجيبي حالا سأكسر الباب
شعرت بأنه قادر على أن يقدم عليها بالفعل , ففتحت فمها تحاول الكلام , و عجزت عدة مرات حتى نجحت أخيرا وردت بصعوبة
من فضلك اتركني قليلا
ساد الصمت في الخارج غير مطمئنا , وأرهفت السمع تتأكد من ذهابه , الا ان ضربة عنيفة على الباب جعلتها تنتفض وكأنه ضرب أذنها مباشرة وهتف قائلا بعنف
افتحي الباب يا سلوان واخبريني عما أصابك ؟!
ماذا تقول له ؟! أي موضوع تختار ؟! وهل الكلام مفيد أم الصمت من ذهب ؟!
أطبقت عينيها بشدة وعجز فناداها بصوتٍ أهدأ قليلا لكنه متوترا
لماذا ترفضينني بهذا الشكل ؟!
فتحت فمها بيأس ثم هتفت
أنا لا أرفضك
صمت للحظات , ثم سألها مجددا بصوتٍ أكثر توترا
اذن ماذا ؟!
صرخت فيه فجأة بعنف أكبر من عنفه
تضايقني جرأتك لم أعتد شيئا مماثلا
ها قد قالتها وانتهى الأمر , على الأرجح أنه الآن يشعر بالامتعاض منها و بالندم على الزواج من امرأة روتينية مملة باهتة مثلها , تطفئ الرغبة وتجمد المكان من حولها
واحست أنه تركها وغادر الغرفة , فرفعت يدها الى صدرها الخافق وهي تعض لسانها المتسرع , لكنها قفزت حين سمعته يقول بصوتٍ كئيب غامض أعرف أنكِ لم تعتادي شيئا مماثلا
فتحت عينيها ومالت بوجهها الى الباب مستمعة , لكن حين يئست من متابعته الكلام تجرأت وقالت بتوسل
اذن لا تفعل
رد عليها بعد فترة قائلا بخفوت
هلا فتحتِ الباب , رجاءًا , أعدك الا أقدم على شيء يزعجك
سألته بحذر غير مقتنعة
هل تعني ما تقول ؟!
هتف فيها بتوتر شديد
فقط افتحي الباب أشعر بالجنون للكلام معكِ في أمورٍ خاصة كهذه عبر باب مغلق هذا منتهى الغباء ! بالله عليكِ أنتِ لست مراهقة عذراء , بل امرأة سبق لها الزواج وأم لطفلتين !
شعرت بالحرج حتى احمر وجهها بشدة من التقريع المخزي ولم تجد بدا من فتح الباب ببطء
لتجده يقف مستندا الى إطاره بكفه ناظرا إليها بملامح متوترة غاضبة ظلت تختلس النظر إليه للحظات حتى استندت بكفها الى اطار الباب أسفل كفه مباشرة ومالت برأسها مستندة كذلك وهمست باستسلام
وامرأة مملة أليس كذلك ؟! أنت على الأرجح تقارن بيني وبين زوجتك الأولى في تلك اللحظة
أجفل عامر بشدة حتى تراجع رأسه للخلف منفعلا قبل أن يهتف بغضبٍ ذاهل ومتوتر
ما هذا الذي تقولينه ؟! لا تعيدي لا تعيدي
استدار عنها بسرعة غير قادرا على متابعة كلماته فتوجه الى السرير وجلس على حافته ناظرا للأرض وهو يمسح جبهته ورأسه بأصابعه
يقارن بينهما ؟! ربما التعبير الأصلح أنه يقارن نفسه بينهما !
كانت سلوان في وقفتها تراقب انفعالاته بعينين واسعتين مضطربتين , لا تدري ماذا فعلت به لتوجعه بهذا الشكل !
شدت الغطاء حولها واقتربت منه حتى جثت على ركبتيها أرضا أمامه واضعة يدها على ركبته هامسة بحرارة
ماذا بك يا عامر ؟! ما الذي قلته وآذاك الى هذه الدرجة ؟! أنا أعتذر , صدقا أعتذر
رفع وجهه إليها وفتح كفه للحظة , ثم أغلقه وقال بخفوت
أنا فقط أعرف ما قد تحتاجه أي امرأة ثقي بي
ارتفع حاجباها قليلا ثم سألته ببطء وحرج
لكن هل هذا ما يرضيك أنت ؟!
أجابها سائلا وهو يمس ذقنها برفق شاردا بعينيها
ما يرضيني ؟! ما يرضيني هو وجودك أنتِ والبنتين معي , هذه هي قمة المتعة بالنسبة لي
كيف لها بعد هذه الكلمات أن تطلب الطلاق وتنفصل عنه ؟! مستعدة بعد كلماتٍ كهذه أن تظل بجواره مهما كانت التنازلات
أخفضت وجهها قليلا , وهي تتساءل لكن ماذا عن الألم ؟! ألمها هي ؟!
سألته فجأة سؤالا مباغتا حيرها
عامر لماذا غضبت الى هذه الدرجة , حين رأى زوج ابنة عمتك شعري ؟!
نظر إليها مجفلا ثم عقد حاجبيه بشدة وقال آمرا باستياء
لماذا تفتحين هذا الموضوع مجددا ؟! أفضل نسيانه
بدت مترددة أكثر وهي تسأل مرتبكة
شعرت فقط بالحيرة لأن زوجتك , أقصد طليقتك لم تكن محجبة ولم تمانع !
هدر عامر وهو ينهض من مكانه غاضبا
أكره أن يرى ما لا يحق له وأنتِ اخترت الحجاب انتهى الأمر ولا تتطرقي لطليقتي مجددا فهي آخر من ارغب السماع عنه في هذه الغرفة
شعرت سلوان بالراحة قليلا وهي ترى كرهه لطليقته واضحا وتذكرت المرة التي أوشك على ضربها فيها
لكن لماذا وعد بالتفكير في عودتها إليه ؟! للمصالح المادية فقط ؟!
لا تظن عامر يفكر بتلك الطريقة !! نهضت من مكانها والتقطت مئزرها و سارعت بلفه حول نفسها بينما هو يوليها ظهره وما أن انتهت حتى اقتربت منه وقالت بلطف وهي تضع يدها على ظهره هامسة
اسمع , لقد مررنا بيوم مشحون منذ الصباح وأنا لم أرك تصلي لما لا تغتسل وتصلي ريثما
قاطعها عامر وهو ينظر الى حاسوبه
لا
اتسعت عيناها وهي تسأله بدهشة مجفلة
لا ؟! ماذا تقصد بلا ؟! ألا تصلي ؟!
أبعد عامر عينيه عن الحاسوب ورد بجفاء ,
كنت وانقطعت عنها منذ فترة
رمشت سلوان بعينيها وهي تنظر بعيدا بينما كفها ممسكة بأعلى ذراعه , لكنها أخذت نفسا عميقا محاولة تهدئة نفسها ثم قالت بهدوء وهي تومىء برأسها
لا بأس نحن بشر ونمر بالزلات لما لا تعاود الانتظام وأنا سأساعدك فقد ثابرت على تذكير يارا حتى انتظمت تماما
لكن ملامح عامر كانت غريبة وهو يرد بجدية
أنا قادر على الانتظام و سأعاود الانتظام عليها
سألته سلوان بجدية عاقدة حاجبيها
ولما ليس الآن ؟!
ابتعد عنها وهو يقول بصوتٍ قاطع
سلوان لا تتدخلي بين العبد وربه
هتفت سلوان غاضبة صارمة فجأة
لقد تدخلت منذ قليل في حجابي
ابتعد أكثر وهو يقول مستاءًا من هذا الإلحاح
الأمر يختلف
لكنها لحقت به وهتفت بحنق
الأمر واحد
استدار عامر إليها فجأة حتى اوشكت الاصطدام به فوقفت مكانها بينما هدر فيها بغضب
كان طليقك يفعل ما هو أفظع يا سلوان , فهل كنتِ تلاحقينه بهذا الشكل ؟!
صمتت تماما وهي تنظر إليه بقنوط ثم أجابت أخيرا بجمود
كنت أفعل في البداية يا عامر حتى يئست فسلمت وتوقفت عن المحاولة
نظر إليها بطرفِ عينيه و ساد الصمت بينهما وكلا منهما ينظر الى الآخر حتى سمع صوت رنين هاتفه , فاتجه اليه والتقطه يرد بهدوء مناقضا لكل التوتر الذي مرا به للتو حتى تعجبت من تحوله المفاجئ بهذه السرعة
أجاب بكلماتٍ مقتضبة ثم قال أخيرا بصوتٍ مكبوت
نعم غدا , كما اتفقنا ثلاثتنا الى الغد
وما أن أغلق الهاتف ووضعه جانبا حتى اتجه الى الدولاب وأخرج منه ملابس عشوائية ألقى بها على السرير فسألته سلوان بقلق
هل ستخرج الآن ؟! من اتصل بك ؟!
أجابها عامر بهدوء
إنه معد برنامج حديث الناس سيتم تحضير حلقة في الغد يتم فيها استضافة ثلاثتنا أنا وأنت ودرة للكلام عن التجربة التي فكرتما بها
هتفت سلوان بجزع وهي تضرب صدرها
ماذا ؟! أظهر في برنامج ؟! هل جننت يا عامر ؟! أقصد أعتذر لكن هل جننت يا عامر ؟!
اتجه عامر الى الحمام متجاهلا رعبها ثم التفت إليها قبل أن يغلق الباب قائلا
كان بيني و بينه اتفاقا , إن أخبرني عمن أفشى له هذا السر فسيستضيفنا معه في الحلقة وبالطبع فعل لأجل حلقة كهذه والإعلانات المربحة
تسمرت سلوان تماما , ثم همست بصوتٍ واهٍ مضطرب
ومن الذي
رد عليها ببساطة
خالد الذي يعمل بدار النشر , سمع مكالمة درة معكِ وبحث في الأمر حتى تأكد وصولا الى رمزي الوكيل فأفشى الخبر طمعا في نسبة من أرباح حلقة كهذه لذا الآن اعذريني فأنا ذاهب لضربه
ثم دخل وأغلق الباب بعنف أما سلوان فبقت واقفة مكانها وهي لا تفكر سوى في شيء واحد فقط
لقد اتهمت درة ظلما وخسرتها للأبد !
.......
دارت في الغرفة مجددا وهي تفرك أصابعها قلقا وخوفا كيف تلجم لسانها و شرد ذهنها فسمحت له بالخروج بعد أن اعترف لها بنيته في الذهاب وضرب شخص ما والغضب المكتوم مرتسم في عمق عينيه الهادئتين !
لقد سمرتها الصدمة و تغلبت على استيعابها لما تلى كلماته
صدمة أنها ظلمت درة كانت درة هي محور تفكيرها لعدة ثوانٍ أولى عجزت خلالها عن التفكير في أي شيء آخر وشعرت بصدرها ينقبض وبطعم الصدأ في حلقها الجاف
وما أن بدأ عقلها في العمل على الاستيعاب وفهم نيته في الخروج لضرب من أفشى الخبر كان قد اختفى
فخرجت من الغرفة جريا وأخذت تناديه بصوتٍ ليس بالعالي كي لا يسمعها أي من أهل البيت فيكفيها ما حدث اليوم ولا نية لها في استثارة المزيد من المشاكل
لكن عامر لم يجبها و لم يلتفت إليها و أجفلها صوت صفق الباب الضخم بعد أن عجزت عن اللحاق به على الفور وهي تنظر الى مبذلها الحريري وشعرها المنساب على ظهرها
فالتفتت يمينا ويسارا بقلق ثم عادت الى غرفتها على مضض مغلقة الباب خلفها ومن لحظتها وهي حبيسة الغرفة تحاول الاتصال به دون جدوى فتعاود الدوران داخل الجدران و قلبها يخفق بعنف
لم تدرك أنها تخاف عليه الى هذا الحد ! ومنذ متى !
إنه اليوم الأول لزواجهما ولم يكن سعيدا تماما , بل شابه العديد من الصدمات والتوتر والشكوك في الكثير من الأمور الغامضة المحيطة بعامر لكنها الآن و على الرغم من كل ذلك
اكتشفت أنها تخاف عليه جدا ربما لأن شجاره مع والده وعلى الرغم من أنه نالها بالإهانة و صدمها موقف عامر الذي على ما يبدو لم يحضرها الى هذا البيت الا رغبة في قهر والده لسببٍ لا تدركه
توقفت مكانها للحظة وهي تبصر صورتها في المرآة وعلى الرغم من المبذل الحريري الفخم الرائع الذي تلف به جسدها و الذي لم تضع مثله من قبل حتى حين كانت عروسا في المرة الأولى كان مبذلها مجرد تقليدا رخيصا , لا يشابه ما ترتديه الآن بنعومته الفاتنة وعلى الرغم من ذلك
لم تكن تشبه فخامة الغرفة من خلفها وكأنها زرعت في مكانٍ ليس بمكانها و كأنها نغمة ملتوية خاطئة في مثل هذا اللحن المترف
ورغبة عامر في استغلال هذا للنيل من والده , ضربت كرامتها في مقتل و كانت ظنت أن لم تعد تملك منها شيئا بعد زواجها الأول !
أظلمت عيناها و تعمقتا بينما أسبلت جفناها للحظةٍ , بشعورٍ محزن
لكن صوت وصول سيارة عامر جعل كل عصبٍ في جسدها ينتفض فجأة فجرت الى النافذة بسرعة تنظر الى ترجله منها بلهفة , من خلف الستائر و عيناها تلتهمانه بقلقٍ أمومي
وكأنه ابنها المراهق والذي خرج لشجارٍ مع فتية من الشارع والذي قد تغضب منه لكن يظل قلبها ينتفض خوفا عليه لحين وصوله وها هو قد وصل
نزل من السيارة شامخا مرفوع الرأس وعلى الرغم من أن الظلام لم يظهر أي من ملامحه , الا أنه على الأقل خرج من السيارة على ساقيه , سليما غير مترنحا
جرت الى باب الغرفة تنوي النزول اليه بفرحة , لكنها عادت وتوقفت ناظرة الى مبذلها بحنق فتوقفت مكانها تنتظر مجيئه الى غرفتهما تفرك أصابعها بتوتر شديد بينما تسارع أنفاسها يخبرها أن خوفها عليه لم يهدأ بعد حتى بعد أن رأته يدخل البيت بثقة على قدميه
و كانت لحظات صعوده الى الغرفة مضنية , شعرت بها وكأنها أعواما حتى استطاعت أذناها إلتقاط صوت خطواته فوق الدرج تقترب الى أن وصل أخيرا ورأت مقبض الباب يتحرك ليفتحه و يدخل منه ببطىء
توقف عامر ما أن أبصرها تقف في منتصف الغرفة تنظر إليه بهلع ,فسألها ببساطة وهو يغلق الباب من خلفه
الا زلتِ مستيقظة
لم تسمع سؤاله , بل تنهدت بتوقٍ ودون تفكير أو إرادة منها وجدت نفسها تجري إليه لتحيط عنقه بذراعيها بقوةٍ حتى أنها مفاجأة استقبال جسده لوزنها جعله يتراجع للخلف قليلا مصطدما بالباب من خلفه وسمعها تهمس في أذنه بصوتٍ شديد الخفوت أشبه بالنحيب
يا الهي لقد خفت عليك جدا لا تعيدها أرجوك
ارتفع حاجبا عامر ببطء وهو يحيط خصرها بكفيه يضمها إليه أكثر ثم ابتسم بعمق وهو يدس وجهه في عنقها مجيبا بصوتٍ دافئ
إن كان هذا هو الاستقبال الذي سأناله كلما عدت من شجارٍ , فأنا على استعداد لضرب اثنين كل ليلة .
غضبت سلوان من مزاحه المستهتر على الرغم من لهفتها إليه وعقابا له أخفضت كفها وقرصت أعلى ذراعه بقوة وبجدية
صحيح أن ذراعه كانت صلبه و عانت كي تقرصها أو حتى كي تستطيع إمساك لحمه بين أصابعها لكنها في النهاية تمكنت نوعا ما من عقابه
ابتعد عامر عنها ناظرا إليها بدهشة وهو يتطلع الى ملامح وجهها الصارم و حاجبيها المنعقدين فسألها غير مصدقا
هل قرصتِني للتو يا سلوان ؟!
ارتبكت قليلا و ابتعدت عنه و لا زال العبوس على ملامحها الوديعة , الا أنها قالت بحدة و بصوتٍ خفيض مرتبك
هذا ما أفعله حين تخطئ يارا أو تقول ما لا يعجبني
ازداد اتساع عينيه وارتفاع حاجبيه بينما ارتسمت ابتسامة جذلة على شفتيه بدت أقرب للعبث وهو يقترب منها ببطء قائلا بصوتٍ خبيث
لكن يارا بحكم أنها ابنتك , لا يحق لها الرد أما الزوج فله وضع آخر حين تقرصه زوجته
تراجعت سلوان بخوفٍ عدة خطوات , الا أنها شهقت حين هجم عليها ليحيط خصرها بذراعه ليرفعها عن الأرض قبل أن تشعر فجأة بقرصةٍ في خصرها جعلتها تشهق ألما ثم لوحت بساقيها تهتف بغضب
أنا لا ألعب , أنزلني
ضحك بصوتٍ عالٍ وهو يرد عليها ببساطة يحملها وكأنها لا تزن شيئا
أما أنا فيحق لي اللعب مع زوجتي التي تعاقبني يا عمتي سلوان
ثم تحرك بها الى أن جلس على حافة السرير وأجلسها فوق ركبتيه محاصرا خصرها بكفيه كي لا تهرب , لكنها لم تهرب بل أمسكت بوجهه بين كفيها مما جعله يتعجب للحظة من فورة شعورها الجامح المفاجئ
لكن تعجبه لم يلبث أن خبا وهو يرى ملامح العبوس والقلق على وجهها و هي تتفحص وجهه بدقة وعنقه أسفل ياقة قميصه واستمرت في تفحصها مبعدة جانب القميص قليلا , يمينا و يسارا
فسألها عامر بفضول رافعا حاجبا واحدا وهي تتابع حركاتها
هل تبحثين عن شعرة نسائية , أو أحمر شفاه ؟! هذا اختبار خيانة مثير جدا
مطت سلوان شفتيها ممتعضة وهي ترمقه بطرف عينيها ثم تابعت تفحصها وهي تقول بحزم لا يزال القلق يشوبه بوضوح
أرى إن كنت مصابا بكدماتٍ أو جروح
ابتسم ابتسامة عميقة و عيناه تتأملان جانب وجهها المحني و شعرها المنسدل فوقه ثم قال ببطء
لنقل أن العراك كان غير متكافئ
بالطبع , تستطيع تذكر هذا المدعو خالد نوعا ما ومما تذكره , تدرك أنه بالتأكيد أن عراكا بينه وبين عامر لن يكون لصالحه مطلقا
الا أنها همست تهز رأسها بأسف
هناك بعض الخدوش بمقدمة صدرك !
رد عليها بهدوء جاد بينما أصابعه تزداد جرأة
كانت أنثى شرسة , تلك التي كنت معها الليلة
عادت لتمط شفتيها بامتعاضِ أكبر , فنهضت واقفة تفلت من أصابعه , الا أنها على الرغم من مزاحه الثقيل وامتعاضها الكاذب , شعرت بغيرةٍ حارقة من مجرد مزحة !
ولتخفي توتر مشاعرها الغريب قالت بصرامة أم مبالغ فيها
دعنا نطهر تلك الخدوش , فالله أعلم مدى نظافة أظافره ,وإن كانت تماثل نظافة أخلاقه فأنت بالتأكيد في خطر
راقبها عامر تحضر قطنا أبيضا وزجاجة من زجاجات عطرها ثم جثت على ركبتيها أرضا أمامه , ومدت أصابعها تبعد مقدمة القميص قليلا فقال بصوتٍ أجش خفيض
الا يفضل أن تخلعي عني هذا القميص , لتقومي بعملٍ أفضل
كان جفناها مسبلين أمام عينيه المحاصرتين لها واللتان تمتعتا برؤية ارتباك عدم اعتيادها عليه بعد بتلذذ أشبع كيانه أكثر مما شعر منذ فترة طويلة جدا
لكنها غالبت ارتباكها وحاولت التظاهر بالتعود عليه , فمدت أصابعها و اخذت تفك أزرار قميصه واحدا تلو الآخر ومع كل حركة كان تورد وجهها يتزايد , ليس خجلا وإنما تجاوبا مع حميمة التأقلم معه وما أن انتهت حتى أخذت تجذب القميص عن ذراعيه , ثم وضعته فوق السرير وهي تهمهم بأنها ستقوم بغسله فيما بعد أو هذا ما استنتجه من كلماتها المرتبكة الغير مفهومة
شعر برذاذ عطرها ينتشر فوق الجروح على صدره , مما زاد من اتقاد المشاعر بينهما و حركاتها البسيطة في مسح الخدوش
عبست قليلا وهي تقول باستياء عنيف
كان شرسا بالفعل , تبا له لقد حفر في صدرك عميقا !
سألها عامر ببراءة وهو يستند بكفيه الى السرير من خلفه
من تقصدين ؟! آه تلك الأنثى ؟! لنقل أنها في غمرة مشاعرها لم تستطع السيطرة تماما
تأففت سلوان و هي تتوقف عما تفعل لترفع وجهها إليه هاتفة بغضب و عصبية
من فضلك , أنا لا أفضل هذا المزاح يا دكتور
استقام ليجلس ناظرا إليها بدهشة سائلا بنبرة تحذير خطيرة
يا ماذا ؟!
ارتبكت أكثر وقالت مصححة بعصبية
يا عامر كانت زلة لسان فقط لا غير
أومأ برأسه ببطء وهو يرمقها غير متهاونا , ثم قال أخيرا بتشديد
سأمررها لكِ هذه المرة , لكن أحذرك أنني في المرات المقبلة سأعاقبك بمثل عقابك وصدقا , لن تعجبك قرصاتي
احمر وجهها أكثر فأخفضته تعض شفتها تود لو تخلصت من فرط التوتر و العصبية التي تظهرها بمظهر الغبية دائما , الا أن يد عامر امتدت فجأة و أمسكت بذقنها ترفع وجهها اليه , مما اضطرها أن تبادله النظر بيأس فقال بخفوت عميق
لقد نال جزاءه تأكدي من هذا
فهمت أنه يقصد ذلك المدعو خالد , لكنه كان آخر همها فسألته بقلق حقيقي
أخبرني عما حدث بينكما , هل أصابك بشيء لا أراه ؟! كيف مر هذا العراك و الى ماذا انتهى ؟!
تحرك ابهامه فوق فكها بلطف , ثم شفتها السفلى بحنانٍ ومداعبة في آنٍ واحد و قال بصوتٍ خشن حمل بعض القسوة الخفية , أخافتها
لنقل فقط أنه نال جزاءه وأنني لم أعد أتعامل مع هذه الدار بعد اليوم
شهقت سلوان بصوتٍ مكتوم وهي ترفع كفيها الى فمها , الا أنه أمسك بيديها يبعدهما عن وجهها وأبقاهما بين كفيه يفرك راحتيها ببطء شارد , ثم قال أخيرا بصلابة
لكن غدا عليك الاستعداد للمقابلة في البرنامج
عادت لتشهق من جديد لكن هذه المرة كانت شهقة عالية وبصوتٍ مشتد كالوتر قبل أن تهز رأسها نفيا بسرعة هاتفة دون تردد
ظننته قرارا في لحظة غضب , لن أفعل يا عامر لا أريد و لن أستطيع حتى أن أخرج أمام ملايين الناس لأتكلم عن حياتي الخاصة بهذا الشكل , لا تجبرني على هذا لأنني لن أفعل
ضاقت عيناه وهو يستمع الى رفضها التام و العنيف حتى آخر كلمة دون أن يقاطعها ثم و بعد أن صمتت تنظر إليه بحذر متشائمة من صمته الطويل الغير مقروء , تكلم أخيرا وهو ينهض من مكانه تاركا إياها جاثية على الأرض يوليها ظهره يفتح خزنة ملابسه يلتقط منها ما يحتاج قائلا بهدوء
لن أجبرك , كما تشائين سأتصل بمعد البرنامج لألغي اتفاقي معه ولو أنه لن يغفر اعترافه حول هوية من أفشى الخبر دون مقابل ولن يترك الأمر الا بالمزيد من الإشاعات وبالطبع لن تظهر درة بمفردها
بقت سلوان مكانها على ركبتيها ويدها على حافة السرير تنظر الى ظهره القوي وحركاته الرصينة , ثم سألته ببطء
ما الذي أكد لك أن درة ستوافق على شيء كهذا من الأساس ؟!
تحرك ببساطة تجاه باب الحمام لكن وقبل أن يدخل التفت اليها قائلا بهدوء
لقد سبق و كان بيننا عدة اتصالات خلال الساعات الماضية , تتبعت خلالها كل لحظة مرت بينكما من الممكن أن يكون غيركما سمع ما يخص اتفاقكما و بعد اتفاقي مع معد البرنامج اتصلت بها وأبلغتني موافقتها على الظهور به
فغرت سلوان شفتيها قليلا ثم سألته بخفوت شديد وتردد
لماذا ؟! لماذا وافقت ؟!
نظر إليها مجيبا برزانة
لأنها تظن أنها السبب في انقلاب الجمهور ضدي , لذا فهي مستعدة للقيام بما ينبغي لتحسن من صورتي
شعرت سلوان بالحرج البالغ أمامه لدرجة جعلت وجهها يمتقع من موقف درة المخالف لموقفها الا أنها تمكنت من القول بنبرة ذات مغزى
عليها أن تشعر بهذا , فالاقتراح كان اقتراحها منذ البداية كما أنها ليست أم تخاف على أطفالها من موقف كهذا على الملأ
ظل عامر واقفا مكانه يستمع إليها , ثم سألها ببساطة أقرب الى البرود
لما الاستفاضة في التبرير يا سلوان ؟! أخبرتك أن الموضوع انتهى
شعرت بضربة في أحشائها مما جعلها تصمت مبتلعة المزيد من كلماتها , بينما استدار عنها ودخل الى الحمام مغلقا الباب خلفه
أطرقت بوجهها متنهدة بعمق وطال شرودها و شعورها بالتقصير تجاه الجميع , لكن كيف يمكنها أن تقدم على ما يطلبه منها ؟! كيف فقط تستطيع ؟! وما ذنبها كي تقدم على ما تكره ؟!
طال بها الشرود والصمت المختنق حتى أنها لم تشعر بمرور الدقائق الى أن سمعت صوته يخرج من الحمام فتوقف ناظرا إليها قائلا بصوتٍ أجش خفيض
لماذا تجلسين بهذا الشكل ؟! سلوان !
نهضت واقفة تراقبه بملامح شاحبة , زادت من تجهمه , الا أنها أجابت بسؤال خافت محاولة الاهتمام به بعد تخليها عنه في أول احتياج منه لها
هل أنت بخير ؟!
ساد صمت قصير وهو يراقبها بتدقيق , ثم سألها قائلا
أنا من أسألك نفس السؤال ؟!
اقتربت منه ببطء حتى وقفت أمامه و مست بذراعيه بأصابعها هامسة
قصدت بسبب العراك هل أنت بخير تماما ؟! الا تحتاج الى أي مساعدة ؟!
التوت شفتيه في ابتسامة ساخرة وقال ممازحا
ليتني كنت اصطحبتك معي لتقرصين أذن الفتى الذي يضايقني يا عمتي سلوان
زمت شفتيها بعصبية فوالله لا يضايقها الآن سوى لقب عمتي سلوان هذا أتراه يسخر منها أم أنه يراها بهذه الصورة الرتيبة المملة ويحاول أن ينبهها بطريق غير مباشر
استدارت حول نفسها مع التفاته عنها وابتعاده وهي تعض على شفتها بقلق , لكن من بين قلقها وكل ارتباكها وجدت نفسها تسأله بصوتٍ واهٍ
عامر أثناء خلال اتصالك مع درة ألم تسألك عني ؟! أقصد ألم تأتِ على ذكري بأي شيء ؟!
التفت عامر إليها قائلا بهدوء
إطلاقا أظنها تتجنب الكلام عنك تماما بعد اتهامك لها لكنها سألتني عن البنتين , وشعرت بأنها كانت تود لو بقت يارا معها ليلة أخيرة عوضا عن الذهاب للمبيت مع صديقتها يمنى
أخفضت سلوان وجهها الشاحب وتلاعبت بأصابعها شاردة بينما اقترب منها عامر مبتسما ابتسامة ذات معنى خاص خاص جدا , وامتدت يداه تبعدان الحرير الثمين عن كتفيها الناعمتين وهو يقول بصوتٍ خفيض أجش
هيا الى الفراش
ومجددا لم تجب ولم تستطع الاعتراض , وأيضا لم تتمكن من محاولة فك الغموض الذي يلف علاقتهما الحميمية لكن ربما كان السبب منها هي فلتتغير اذن لترضيه
لكن خلال الساعات المظلمة التي تلت تقاربهما الذي بدا كدوامة ابتلعتها أدارت له ظهرها وهو بالمثل لكنه لم يستطع النوم مثلها تماما لقد تظاهرت بالنوم علها تعرف سر عدم تمكنه من النوم
كان كثير الحركة والتقلب أنفاسه عالية الصوت كهدير عنيف مكتوم أحيانا ينتفض جسدها إثر ضربة من قبضته بجوارها فوق السرير
ثم استقام فجأة ليجلس على حافة السرير وهو يزفر نفسا عنيفا بدا وكأنه زاد سخونة الغرفة لهيبا
شعرت سلوان بخوف شديد , الا أنها استطاعت بأعجوبة كتمان أنفاسها تحاول فك أسراره وأجفلت حين نهض من مكانه ليدور حول السرير و سار عبر الغرفة الواسعة , حتى وقف أمام النافذة ينظر الى الظلام الأسود الممتد أمامه
راقبته سلوان من مكانها و على الرغم من الظلام الفاصل بينهما بسوادٍ مقبض الا أنها استطاعت رؤية كل عصبٍ مشتد في جسده وكأنه قوس متحفز لإطلاق سهامه القاتلة الى صدر من ينظر إليه في هذه اللحظة عبر الظلام متأكدة أنه في نظره الى السماء الداكنة الآن , يرى شخصا تسبب في ألمه ألما مبرحا
ترى من يكون ؟! والده ! أم زوجته السابقة؟!
انتفضت مجددا على صوت ضربة من قبضته فوق زجاج النافذة ولولا أنه زجاج من نوع قوي لتهشم إثر قبضته الغاضبة
اتسعت عينا سلوان في الظلام وهي تشعر بالرعب لكن رعبها تحول الى شيء آخر وهي تراه يخفض رأسه منهكا بينما يده لا تزال فوق زجاج النافذة
استدار نحوها فجأة مما جعلها تسارع بإطباق عينيها بشدة وخفق قلبها بعنف مجنون وهي تستمع صوت خطواته تقترب منها فوق البساط
انتظرت أن يدور حول السرير ليعود الى مكانه بجوارها , الا أنها سمعته يقترب منها حتى جثا على عقبيه أمامها وكادت أن تشعر بأنفاسه الساخنة فوق وجنتيها متسارعة
وانتفضت شاهقة بقوة حين امتدت يده تلامس أذنها
توقفت أصابعه للحظة مع شهقتها القوية , الا أنه لم يتركها بل سألها بخفوت شديد
لم أقصد ايقاظك
لم تخبره أنها لم تذق النوم ولو للحظة , بل كذبت هامسة
كنت أحلم فحسب لذا انتفضت حين لامستني
سألها بصوته الأجش الخفيض
بماذا كنتِ تحلمين ؟!
فتحت فمها واستطاعت الهمس متلعثمة
لا . لا أذكر
ساد صمت قصير بينهما وهو يتابع مداعبة بشرتها أسفل أذنها والخصلات الناعمة فوق عنقها , حتى كتفها الضئيل كجناح العصفور ثم سألها أخيرا بصوتٍ متردد
سلوان هل أنا
ثم صمت وكأنه بدا مصدوما غاضبا من نفسه , لكنها لم تترك الفرصة بل استقامت مستندة الى مرفقها حتى بات وجهها شديد القرب من وجهه و حثته هامسة بإلحاح
هل أنت ماذا ؟! كلمني
بدت ملامحه أكثر تجهما وهو يدير وجهه قليلا عنها وأصابعه فوق عنقها تشتد قوة وكأن شروده يتحكم في كل عضلة من عضلات جسده دون إرادة من عقله
مما جعلها تقترب منه أكثر قائلة بصدق مخلص
ما الذي يزعجك ؟! فقط أخبرني هل أنا من أضايقك ؟
التفت وجهه اليها بسرعة , ولم تستطع تبين ملامحه في الظلام لكنها شعرت به متفاجئا من سؤالها , ثم تكلم أخيرا قائلا ببطء وبصوتٍ ثقيل
أنت ! أنت من بت ألجأ إليها مؤخرا كلما تضايقت
أشعرها كلامه بالسعادة وابتسمت بعمقٍ في الظلام لكن يظل هناك ما يؤلمه , يجعل مترددا يجعله شخصا مختلفا عن الظاهر للجميع , بثقته و اعتداده بنفسه وابتسامته التي تأسر القلب
ربما لا يستطيع الكلام الآن لكن يوما ما ستصل الى ما يؤلمه حتى هذه اللحظة
ابتعدت قليلا وأزاحت الغطاء عنها هامسة
تعال بقربي
وكأنه كان ينتظر دعوتها وبالفعل استقام ليستلقي بجوارها مريحا رأسه فوق صدرها , محيطا خصرها بذراعه فدثرته جيدا ولامست هذه الذراع بأصابعها و شردت بذهنها للحظات مفكرة
وكأنه شخص آخر !
شخص يختلف عن ذاك الذي يسخر شهوتها بطرقٍ تجعل علاقتهما أشبه بحلبة صراعٍ نفسي عنيف يجعلها غير قادرة على الشعور بأي شيء آخر
الغريب في الأمر أنها تحس إحساسا غريبا بأنها ليست شخصيته , ليس طبعه تشعر و كأنه يفضل التقارب العاطفي وأن يشعر بأن من تشاركه انسانة تختلف عن غيرها لا مجرد جسد له نقاط ضعفه
لكنه مصمم على كبح ما يفضل ويحب
ترى هل احساسها صحيحا , أم أن هذا هو ما تتمناه فقط !!
تنهدت ببطء وجهد نفسي دون أن تجد جوابا شافيا
سمع عامر تنهيدتها الطويلة , فضمها إليه أكثر متمتما بصوتٍ أجش كئيب
آسف لأن أول أيامك في هذا البيت كان بهذا الشكل لم نتمكن حتى من الخروج للعشاء الذي وعدتك به وأراهن أنكِ لم تضعي شيء في فمك منذ الصباح
ابتسمت بلطفٍ وهي تداعب كتفه هامسة بنعومة
لا لم أفعل
همس بصوتٍ أجش غاضب رغم روح الدعابة فيه
أراهن أنكِ تراجعين نفسك الآن في الزواج من رجلٍ جعلك تتضورين جوعا منذ اليوم الأول
تألقت ابتسامتها وهي تقول بحنان بالغ
وأنت على الأغلب أكثر مني جوعا , هل أتحداك في قدرتي على إعداد أفضل طعام عشاء تذوقته في حياتك خلال أربعين دقيقة فقط !
همهم عامر قائلا من بين شفتيه المطبقتين تقريبا وهو يزداد اندساسا بنعومة جسدها وحضنها الحنون
اممم هذا عرض مغر فعلا لكن للأسف , اغراء بقائي هنا بين ذراعيك بعد هذا اليوم الطويل يفوق طعامك شهية , حتى وإن كنت أتضور جوعا فجوعي لكِ أكبر لا تتحركي لأي مكان
شعرت سلوان بقلبها يغرد بسعادة غريبة عليها , وهذا ما تفعله بها كلماته دائما
بالطبع أليست الكلمات
توقف تفكيرها فجأة عن المتابعة , فقد أوشكت على قول لعبته " !
لكن العبارة أخافتها فبهتت ابتسامتها قليلا , لكن سرعان ما نهرت نفسها بحدة
لماذا تتعس نفسها بالمخاوف ؟! لما لا تنهل من نهر السعادة الذي بين الحين و الآخر و ليس كل الوقت لبعض الوقت !
أغمضت سلوان عينيها وهي تقنع نفسها , بأن كل شيء سيكون على ما يرام نعم كل شيء سيكون على ما يرام
ووجدت نفسها تهمس فجأة بخفوت
عامر أنا موافقة على الظهور معك في البرنامج
ساد الصمت بينهما بضعة لحظات , ثم رفع وجهه إليها في الظلام الا أنها لم تتبين ملامحه و حين تكلم سألها بصوتٍ جاد خفيض
هل أنتِ متأكدة ؟! ما الذي جعلك تغيرين رأيك ؟!
احتارت كيف تجيبه , هل تجيبه بأن موقف درة أشعرها بالخجل من نفسها و أنها منذ أن عرفت وهي تشعر وكأن دلوا من ماء الحرج البارد قد سقط فوق رأسها ؟!
حاولت لكن كل ما استطاعت قوله أو الهمس به
كنت كريما معي منذ اللحظة الأولى التي عرفتك فيها عاملتني بلطف و منحتني العمل في أكثر لحظات شدتي واحتياجي لا يمكنني الآن أن أتسبب في إفساد نظرة جمهورك لك ثم أقف ساكنة لا أتحرك في سبيل تصحيح ما اقترفناه
كانت يده تتحرك على خصرها ببطء وكأنه شارد لم يسمعها لكنه بعد لحظات همس بخفوت
ظننتك قلت أن الذنب ذنب درة !
هزت رأسها نفيا في الظلام ثم همست قائلة
لقد وافقت وافقت منذ البداية , لذا لا يمكنني التنصل من مسؤوليتي عند هذه المرحلة
حرك وجنته فوق صدرها وهو يضمها إليه قائلا بخفوت
نامي الآن وإن كنتِ مصرة على رأيك حتى الغد سنقوم بالأمر
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي