الفصل الرابع

ذهبت متجهة نحو مكتبي استلم وظيفتي الجديدة، لتصادفني رولا.
_أهلاً أهلاً صديقتي العزيزة، أراكِ استلمتِ وظيفتك الجديدة وتم نسياننا أم ماذا آنستنا نور.
_ نسيت ماذا يا رولا، كفاكِ سخرية وقلت لكِ مئة مرة لا تنعتيني بآنسة وآنستي ولا أدري مصطلحاتكِ العجيبة.
_وما المشكلة مع كلمة آنسة أو آنستي يا آنسة ؟
_ إنسانة مستفزة فعلاً، لكن سأريحك حسناً آنسة يقولها لي "لؤي" وأنا أكرهها وأكرهها بشدة أيضاً.
_ اممم، لؤي إذاً قولي هذا من الأول.
_دعيني أعمل يا رولا دعيني أعمل.
دخلت مكتبي بعد إنهائي الحديث مع "رولا" وقفت بضع دقائق اتأمل المكتب وجماله البساطة في الترتيب، الأثاث، الكرسي، باقة الزهور ذات الألوان الهادئة على طاولتي، الجو الأقرب لقلبي لا ليس لقلبي إنما لروحي.
كان يوم جميل بشكل لا يوصف ممتع أضعت به وقت فراغي ولم يشغلني اليوم التفكير بحياتي وحادثتي إلا صباحاً ولكني سرعان ما تخطيت هذا الموضوع، كنت في غاية السعادة أوه! من فرط سعادتي نسيت أن اذهب إلى رولا فقد اتفقنا أن نخرج سوياً، عدت أدراجي كي ألحق بها قبل أن تخرج أو قبل أن تنزعج مني ومن نسياني.
_*قلت لاهثة كأني اتنفس أنفاسي الأخيرة* أعتذر يا رولا نسيت أقسم لكِ.
_ لايهم عزيزتي فأنا أيضاً تأخرت في الخروج اليوم ولكن قلت في نفسي أنني أريد محادثتك وأن آخذ رأيك في المدير أو الموظفين إلخ..
_حسناً سأخبرك بكل هذا ما رأيك أن تأتي معي إلى المنزل ونتكلم بهدوء؟
_وافقت.
عدنا إلى المنزل ونحن نصعد على سلالم المبنى وقبل أن نكمل سيرنا باتجاه باب منزلي، أفتتح باب جاري "لؤي" وهو يخرج مسرعاً ويمسك بيداه باقة شديدة الجمال من الورد الجوري الأحمر.
_مساء جميل على جيراننا.
_ أهلاً لؤي.
كانت رولا تقف جانباً تنظر إلي و لِلؤي وكيف نقف أمام بعض وننظر بأعين بعضنا البعض.
_إذاً هل يمكنني القول ياللصدف ؟
_صدف ؟ أتعدُ هذه صدفة يا لؤي.
_صدفة مقصودة نوعاً ما.
_ههه، حسناً لا بأس بذلك.
_تفضلي آنسة نور، أحببت أن أهديكِ هذه الباقة ومبارك استلامكِ للعمل آنستي.
_كم هي جميلة يا لؤي ولكن ياللصدفة فعلاً إنه نوع الورد المفضل لدي وباللون المفضل.
_من حسن حظي أنها أعجبتكِ، عمل مبارك.
دخلت المنزل أنا و رولا بعد أن طلبت منها أن لا تعلق على ما حدث ولا تسألني شيء، أريد أخذ قسط من الراحة مع نفسي دخلت غرفتي وبيدي باقة الورد اتأملها امسكها بيداي أتحسس أوراق كل وردة فيها واحدة تلو الاخرى كنت في غاية السعادة وضعتها على طاولة غرفتي و سارعت للاستلقاء على سريري أخذت اتأمل بسقف الغرفة آلاف التساؤلات تدور في رأسي، باقة الورد، "لؤي"، عملي الجديد، العشاء مع لؤي، يوم ميلاده، ياه مهلاً لحظة! أشعر وكأن كل مايدور في ذهني محوره لؤي! ياللغرابة أياترى فعلاً لدي مشاعر تجاه هذا الشخص أياترى أنا معجبة به أو بشخصه أم ماذا لم أعد مدركة لشيء لتقاطع تساؤلاتي "رولا"
_ما الأمر يا نور؟
_لاشيء أريد ترتيب أفكاري فحسب.
_ترتيب أفكارك فحسب؟ إذاً وما سر باقة الورد.
_ماذا؟! لا أعرف لما لا تذهبي وتسألين لؤي ما رأيكِ؟
_حسناً حسناً لا داعي لكل هذا الغضب، دخلت كي أخبرك أنني خارجة فقد تأخرت ولا تنسي لدينا عمل غداً.
_حسناً يارولا كوني حذرة على نفسك مع السلامة.
خرجت رولا من غرفتي وبعدها خرجت من المنزل لا أعرف ماالذي حل بي أصبحت لا أفقه شيء أأنا معجبة به حقاً أم أنه مجرد أضغاث و خيالات اقتربت من خزانة ملابسي لأفتح الدرج الذي أقفلته بعدما رتبت فيه أغراضي عند انتقالي، نعم ذاك الدرج الذي فيه ذكريات المنزل القديم الصور كل ما تذكرته وقمت بتدوينه دوائي الذي مرت فترة طويلة منذ آخر مرة قد قمت بأخذه لا أعلم لما دفعتني نفسي ان افتح هذا الدرج، أمسكت الأوراق التي كانت على وجه الصندوق الخشبي الموضوع في هذا الدرج اتحسس ورقة تلو الآخرى شهادة تخرجي عقد المنزل الجديد وبعض من الدورات التي قمت باجتيازها كانت جميعها دورات تدريبية وتعليميةفي مجال دراستي وتخصصي اوراق ذات قيمة عالية ولكن ليس هذا ما ابحث عنه الآن،
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي