الفصل ٩

قبل أن تصل الى الباب كان خاطر قد دخل مندفعا حتى وقف أمامها و أخفاها خلف ظهره وأطبق بكفيه فوق معصمي علام بكل قوته وعيناه الخضراوان تبرقان وسط وجهه الغاضب ببريقٍ شرس وأخذ يضغط يضغط حتى اتسعت عينا علام بذهول وهو ينظر في عيني خاطر الذي يفوقه قوة في الشباب ثم همس خاطر أخيرا بجنون على الرغم من خفوت صوته
الا زلت تجري جراحات ؟! لأنني قد أفقد أعصابي في أي لحظة الآن وأكسر معصميكِ في حركةٍ شديدة السهولة , طبعا تدرك أنني استطيع هذا يا دكتور أليس كذلك ؟!
فتح علام فمه لينادي على عامر صارخا , الا ان خاطر زاد من ضغط أصابعه ولي معصمي علام حتى حاول الطبيب العظيم كتم شهقة ألمٍ حقيقي فلم يفلح وتكلم خاطر قائلا
لا لا ,إن ناديت سأكسرهما قبل أن يتمكن ابنك من النزول وإنقاذك
صمت علام ناظرا الى خاطر بصمت من عينيه الواسعتين الخطيرتين اللتين تخفيان خلفهما قوانين وقواعد وخطط و لكثير من الأهداف بعيدة كل البعد عن المشاعر الإنسانية , حتى أنه هو نفسه يتعجب حبه لشغف وتحمله لها على الرغم من رفض عقله لوجودها وحقوقها كلية بل رفضه فرصتها الأولى في الحياة !
تكلم خاطر أخيرا قائلا بهدوء
اسمع يا حاج أنا عملت لفترة في دار للمسننين , من هم في مثل عمرك أو أكبر قليلا , وتمكنت من الوصول لأكبر قدرٍ من السيطرة على الذات و احترام الجميع دون استثناء فلا تجبرني على تجاهل مبدأ أساسي تمسكت به لتكن أنت أول من أبدأ بإهانته
ثم أشار بذقنه تجاه شغف التي تقف خلفه متشبثة بخصره وقال متابعا ببساطة
هل ترى هذه ؟ لا يهمني إن كنت خالها أو مندوب مجتمع العفريت الأزرق , تلك المرأة زوجتي لذا لا يسمح لك بمسها بعد الآن اتفقنا؟
أومأ خاطر برأسه مستفهما رافعا حاجبيه , فلم يرد علام , لكن خاطر اكتفى بهذا التهديد وحرر معصميه قبل أن يربت على قميصه قائلا بهدوء
لما لا تصعد الى غرفتك لترتاح قليلا يا حاج فأنت عائد من سفر ولابد وأنك مرهق والآن بعد اذنك سأصعد أنا و زوجتي لننام قليلا في الجزء الذي يخصني من البيت يمكنك أن تزورنا فيه لتشرب معنا قهوة أو شيء في جزئي الخاص , مرحب بك فيه في أي وقت تصبح على خير الآن
و دون انتظار رد منه أمسك بكف شغف وجرها معه خارج غرفة مكتب علام تاركا إياه واقفا يترنح حتى جلس على أقرب كرسي ممسكا بجبهته
لم تتكلم شغف وهي تنظر الى كتف خاطر حتى وصل بها الى السلم الموصل للطابق العلوي ثم أدارها إليه ليواجهها ناظرا الى وجهها بتجهم وهو يفحص الكدمات على وجنتيها فلامسها برفق و حين تأوهت ازداد تجهمه و همس بغضب
تبا له وددت لو ضربته , الا أنني عجزت في اللحظة الأخيرة
لم ترد شغف و هي تنظر إليه بينما تنهد خاطر وهو يرفع وجهه لأعلى ثم أعاد عينيه إليها قائلا بخشونة
علي المغادرة الآن ستكونين بخير , أليس كذلك ؟!
سارعت تتشبث بذراعه وهي تهتف بقلق
الى أين ستذهب ؟!
أجابها بهدوء وهو يبعد شعرها عن وجنتها المحمرة
سأعود الى بيتي وحياتي فعلي منذ الصباح الباكر الخروج بحثا عن عمل من جديد
الا أنها لم تحرر ذراعه بل زادت تشبثا بها و هتفت بقسوة
لا تذهب , هذا بيتك ومكانك معي
فرد كفه حتى غطى وجنتها بالكامل وهو ينظر الى عينيها ثم قال ببطىء
لم يكن مكاني معكِ أبدا يا شغف
أمسك بكفها يفتحها بشرود وهو يمرر أصابعه على راحتها بملامح يائسة ثم قال أخيرا بجفاء منبعه شوق جارف بداخل صدره
لكن لنتفق بأنكِ إن احتجتِني في أي لحظة , ستجدينني بجوارك
قالت بقسوة وعيناها تنضحان ألما
أنا أحتاجك الآن بكلِ صدقٍ أنا أحتاجك الآن , الليلة فلا تتركني أرجوك
نظر إليها خاطر طويلا عابسا بملامحٍ يطوف فوقها صراع ما بين عقله الرافض الآمر له ان يغادر على الفور وبين قلبه الذي يأمره بالبقاء بجوارها حتى آخر العمر وحين بدا الصراع جليا في عينيه همس بصوتٍ أجش محذرا
شغف أنت من يتجاهل قواعد اللعبة الآن
أخفضت كفها لتنزلق فوق ذراعه حتى أمسكت بكفه وشبكت أصابعها بأصابعه ثم همست بنبرة غريبة
لا لعبة و لا قواعد الليلة فقط ابق هنا بجواري , صدقا أحتاجك
أغمض عينيه متنهدا بقوة كادت أن تفجر أزرار قميصه من شدة ما يحمل بداخل صدره ثم فتح عينيه و نظر الى عينيها سائلا بخفوتٍ مستسلم
أين غرفتك ؟!
ابتسمت بخبثٍ ماكر وهي تشير بإصبعها لأعلى هامسة
ثالث غرفة , على يدك اليمنى
التوت زاوية شفتيه مستاءًا رغم الابتسامة التي غزتهما وسأل رافعا حاجبيه
على يدي اليمنى ؟!
أومأت مبتسمة قائلة
على يدك اليمنى , إن لم يكن تريد إلقائي من فوق حاجز السلم على يدك اليسرى
مال خاطر برأسه مفكرا , ثم نظر إليها قائلا وهو يمط شفتيه
إنها فكرة على قدرٍ كبير من الذكاء لذا
انحنى فجأة و رفعها بين ذراعيه حتى شهقت بصوتٍ عالٍ مطبقة عينيها و هي تشعر بنفسها تحلق في السماء , حتى استقرت أخيرا بين ذراعيه ضاحكة ترتعش ثم فتحتهما لتراه يصعد بها السلم بصمت وكلا منهما ينظر للآخر حتى اختفت الابتسامة عن وجهيهما ومرت اللحظات حتى شعرت به يقف أمام باب غرفتها ثم سألها بخفوت
هل هذه هي ؟!
رمشت بعينيها تسأله بخفوت
ماذا ؟!
أشار خاطر بذقنه مكررا بابتسامة خبيثة وهو يشعر بالرضى لهذا الضياع الذي يراه على ملامحها و الذي يشابه الضياع اللذيذ الذي يشعر به معها وقال ببساطة
غرفتك
نظرت شغف الى باب الغرفة المغلق ثم همست متلعثمة
نعم هي
ابتسم خاطر بعمقٍ أكبر و قال بهدوء آمر
افتحي الباب اذن
اخفضت شغف كفها عن عنقه لتفتح باب غرفتها فدخل في الظلام وهو يحملها , وما أن أنزلها أرضا و أحاط خصرها بكفيه حتى أجفلت فجأة و قالت بسرعة
هلا أدرت ظهرك قليلا
تألقت ابتسامته في الظلام وهو يسألها بعبث
لماذا ؟!
الا أنها لم تشاركه العبث , بل قالت بجدية وبصوتٍ خافت
رجاءًا
رفع حاجبيه واستدار عنها يوليها ظهره حتى رأى الضوء يغمر الغرفة بعد أن أنارته فمد يده يغلق الباب بينما سمعها تتحرك حاملة شيء ما فسألها بدعابة
ترى ما هو الشيء الذي تخجلين أن أراه ؟! لدي العديد من التصورات , و جميعا أكثر إثارة من بعضها ذكرتني بالنافذة المقابلة لشرفة غرفتي
أمسكت شغف باللوحة الكبيرة و دستها خلف الدولاب وهي تسأله بعفوية دون أن تنظر إليه
نافذة سمية ؟!
عقد خاطر حاجبيه وهو يسألها بدهشة
كيف
الا أنه تذكر ضاربا جبهته وهو يقول
نعم نسيت أنكما تعارفتما عبر مواقع التواصل الواقعية المتمثلة في الفضائح المتبادلة عبر النوافذ والشرفات
انهت شغف ما تفعل و اقتربت منه لتقف خلفه قبل أن تضرب على ظهره فإلتفت ناظرا إليها لكن ليس قبل أن تمر عيناه على الغرفة المرتبة الفخمة في نظرة سريعة متأملة
من الواضح أن هناك من يعتني بنظافة هذه الغرفة , فما الذي عمدت الى إخفائه بسرعة ؟!
لن يفهمها مطلقا مهما حاول
طال به التأمل , وقد اختفى الهزل عن عينيه وقال أخيرا بصوتٍ عميق شارد و عيناه تتشربان كل زاوية من الغرفة
أتراها الغرفة التي كنتِ تراسليني منها ؟!
ارتفع حاجباها و هي تسأله ببراءة
أنا ؟! أراسلك ؟! متى كان هذا ؟! ,
أعاد عينيه , الى عينيها واستقرتا فوقهما حتى قال دون غضبٍ أو انفعال هذه المرة
حين قررتِ التلاعب بحياتي واقتحام كياني , فراهنتِ على سحرك و ربحتِ يا صاحبة السحرِ والسَحَر
ابتسمت بإغراءٍ و دارت عنه بخيلاءٍ تتهادى مبتعدة عنه وعيناه تلاحقانها بشغفٍ بينما هي تفتح الدولاب وتخرج منه قميص نومها , تلقي به فوق سريرها بإهمالٍ فتنفس بصوتٍ يائس ثم قال أخيرا بقنوط
أحتاج الى تبديل ملابسي و
قبل أن يتابع كلامه , كانت قد فتحت أحدى الخزائن وأشارت إليها قائلة مبتسمة
ستجد هنا كل ما تحتاج إليه , جديدا لم يمس وبمقاسك , و خلف هذا الباب هناك حمام خاص ملحق بالغرفة
عقد خاطر حاجبيه للحظة , ثم سألها بصوتٍ غريب
منذ متى قررتِ أن نهايتي ستكون في هذه الغرفة ؟!
هزت شغف كتفيها و هي تقول بعفوية وبعينيها الكبيرتين
مجرد احساس أن هناك فارسا أسمرا أخضر العينين , شهم الطباع سيتسلل ذات ليلة الى غرفتي وقد يحتاج الى ملابس جديدة
استاء لمزاحها المتلاعب , لكنه بات يعشق تلاعبها بعد أن كان يستفزه إنه ينزلق تجاهها بسرعة البرق ولا أمل في النجاة
اقترب خاطر منها حتى وصل إليها فرفعت إليه وجهها مبتسمة بملامح جميلة رغم الحزن البادي في عينيها و الاحمرار فوق وجنتيها ثم سألها بصوتٍ غريب بدا متشنجا قليلا
هل كانت هذه غرفتكما ؟!
رمشت ببراءة أكثر وهي تسأله بهدوء
من تقصد ؟!
زم خاطر شفتيه وقال بخشونة مهددا
شغف !
تألقت عيناها عبثا وهي تجيب مبتسمة بخبث
آآآه تقصد آدم ؟! لا هذه غرفتي وحدي ولم يحدث أن شاركني هذا الفراش , أو حتى فراش بيت والدي المتهالك القديم
شعر بالراحة رغما عنه , فاقتربت منه حتى وضعت كفيها على صدره و همست بنعومةٍ مداعبة
هل تشعر أنك مميز الآن ؟!
أمسك بكفيها فوق صدره يحركهما ببطء ثم قال بصوتٍ أجش
مميز ؟! لا لكني لا أنكر أنني شعرت بالراحة
ضحكت شغف عاليا وهي ترجع رأسها للخلف ثم سألته بدهشة
تشعر بالراحة أنك لم تنم فوق فراشه بينما المرأة نفسها ؟!
تسمر مكانه بملامح قاتمة وانفعالٍ مكتوم فأبعد كفيها عن صدره باستياء و نفور ثم قال بعنف مكتوم
لأنكِ انسانة الشعور المناسب الذي يصف الأمر هو الغيرة , لا ارتياح من عدمه
سكنت شغف وهي تسأله بصوتٍ مبهم
غيرة !
أجابها بغضب وهو يفك أزرار قميصه
نعم غيرة , لكن لا يأخذكِ الغرور بعيدا كنت لأغار على أي امرأة تخصني حتى وإن كان الوضع مؤقتا
سألته بصوتٍ بارد و هي تراه يتحرر من قميصه بعصبية
كنت لتغار على شادية إن تزوجتها ؟!
رد عليها ببرود مماثل دون أن يستدير إليها
كنت أغار عليها بالفعل قبل حتى أن أتزوجها
ظلت شغف صامتة مكانها وهي ترمقه بنظرة باردة طويلة , حتى استدار إليها فسارعت تستدير عنه وهي تلتقط هاتفها تنظر إليه متصفحة قائلة بلامبالاة
اذهب و خذ حمامك
نظر إليها خاطر عن بعد وهي تقف ممسكة بهاتفها تحرك الشاشة بإصبعها مطرقة بوجهها المتجاهل بينما بداخله نار متقدة كان يكذب بكل جدارة فما كان يشعر به تجاه شادية , لم يكن غيرة مطلقا
ربما كان نوعا من الحماية و الرغبة في الإحساس بالتملك لكنه لا يشبه بأي حالٍ من الأحوال ما يشعر به تجاه شغف
زم شفتيه وهو يتأملها مكورا قميصه ليلقي به بعيدا ثم لاحظ تغير ملامحها وهي تراقب أحد المنشورات
وكأن لون عينيها قد ازداد سوادا !و توسعت مساحة حدقتاها , بينما الوجه ساكن باهت لكن به شيء يخيف رأى إصبعها يشغل فيديو سرعان ما أصدر صوت أغنية احتفالٍ بيوم ميلاد أحدهم !
من مكانه لمح في الفيديو شباب يرقصون ويغنون مع اللحن بصخب و هي تراقب بصمت
اقترب منها ببطء فوق البساط فلم تسمعه حتى وقف بجوارها ونظر الى الشاشة حيث الشباب المحتفلين بجنون لم يجد الوقت ليتحرى وجود آدم بينهم فقد شعرت بوجوده وسارعت تغلق الشاشة مبعدة وجهها بتوتر
وبقى خاطر ينظر إليها صامتا , بينما هي تحك أنفها متظاهرة باللامبالاة حتى سألها أخيرا بهدوء
هل يصادف اليوم يوم مولده ؟!
نظرت إليه وابتسمت سائلة
آدم ؟! لا يوم مولده في الخامس و العشرين من شهر مارس
سألها ببطء
احتفال من هذا اذن ؟!
لوحت شغف بيدها مبتسمة بلطف هاتفة
لا أحد مهم مجرد صديقة على موقع التواصل
اقترب منها أكثر وسألها هامسا
شغف ؟!
أجابته بخفوت وقد سقط عنها قناع اللامبالاة
نعم
رد عليها مبتسما وهو يمسك بأعلى ذراعيها مجيبا
قصدت أن أسألك إن كانت تلك الصديقة التي تتحدثين عنها هي شغف تلك التي راسلتني طويلا ولم أتكلم مع مخلوق كما تكلمت معها
أسبلت جفنيها وهي تجيب بفتور
آآآه , تلك من تقصد انهارت بعد أن انفصلت عنها
ارتفع حاجباه وهو يسألها بجدية
انفصلت عنها ؟!
رفعت وجهها تنظر إليه وهزت رأسها ببطىء فأجابها بصدق
لم أكن لأنفصل عنها بحياتي
حاولت أن تستدير عنه , الا أنه أمسكها يعيدها إليه مجددا فقالت ببرود
اشتاقت للكلام معك فانهارت و باتت تهذي بكل مكان
ساد الصمت بينهما طويلا حتى رد عليها عاقدا حاجبيه
إن كان الأمر كذلك , فربما علي معاودة الكلام معها بالطريقة التي تحتاج
هزت شغف كتفها متظاهرة باللامبالاة , ثم قالت
ربما عليك أن تسمح لي أولا بابتياع هاتف خاص لك اعتبره هاتف عمل يمكنك تسليمه لي ما أن تنتهي صفقتنا
تخللت أصابعه شعرها ببطء و نزلت على امتداده ثم قال أخيرا بجدية على الرغم من أن الكلام عن النهاية أوجعه بحق
إن كان هاتف عمل , فيمكنني قبوله
أومأت برأسها دون تعبير بينما كان بداخلها لهفة مضنية للكلام حاولت أن تستدير عنه مجددا , لكن مرة أخرى أمسك بها حتى رفعت وجهها إليه متسائلة فقال بحذر
شغف ربما كان عليكِ أن تحرري آدم من إثمه أخيرا
انتفض وجهها وهي ترفعه ناظرة إليه بدهشة مصدومة بينما شحبت ملامحها بشدة فتابع قائلا بقوة
لا أعلم جريمته ولا أعلم علاقته بمن قتل ابنك لكنه في النهاية والد خسر طفله , حرريه من اثمه , لربما تحررتِ أنتِ حينها
الصمت بينهما كان مهيبا , وهي تنظر إليه بعينين واسعتين جدا ثم سألته بصوتٍ أجوف
لماذا قلت من قتل ابني ؟! لماذا استخدمت هذا التعبير ؟!
عقد خاطر حاجبيه بشدة وبدا مرتبكا وهو يسألها بندم
ألم
ترك السؤال مفتوحا , فقالت بنفس النبرة الفارغة وهي تحدق في عينيه بعينين كبيرتين مبللتين
من استخدم تعبير القتل أمامك , هذا تعبيري أنا وحدي , لم يعترف به غيري وأنا لم يسبق لي أن استخدمته أمامك من قبل
أطرق خاطر برأسه متنهدا بثقل واضعا كفيه في خصره , ثم قال باقتضاب دون أن ينظر إليها
ابنة عمتك ظننتها تقصد ما تقول
رفعت شغف ذقنها متفهمة وهي تهمس مبتسمة بسخرية
إنها المرة الأولى التي تستخدم فيها تعبيري على الأرجح أرادت إخافتك كي تبتعد عن طريقي
سألها خاطر مجددا بصوتٍ مبهم
اذن ألم
قاطعته شغف تقول بصوتٍ شديد الخفوت مرتعش وقد أسقطت كل أقنعتها
لم تسألني لماذا رجوتك أن تبقى معي الليلة
همس بصوتٍ عميق لا يكاد أن يسمع
لماذا ؟!
ردت عليه بضعف وهي تنظر الى عينيه بصدق
اليوم الذكرى السنوية لرحيل ابني ابقى معي وضمني الى صدرك يا خاطر , فقط ضمني ولا تتكلم
وبالفعل ضمها الى صدره بقوةٍ وهو يريح ذقنه على قمة رأسها فتنهدت بصوتٍ مرتجف مغمضة عينيها ممتنة لوجوده أكثر من أي شيء آخر
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي