الفصل الثالث عشر
ثم زفر بأرتياح فهو ما أن رأت عيناه أرض المسجد الحرام والكعبة الشريفه، أستغفر ربه على غفلته، ودعى أن يتقبل دعواه، وأن يمنحه فرصة جديدة للجوء الي الطريق الصواب.
وإلى جواره وقفت هايدي ممسكة يداه الأخرى، فألتفت أيمن إليها وأبتسم قائل
-أول مرة فحياتي أحس براحه وسكينه بالشكل ده
إبتسمت هايدي وهي تكفكف دموعها وأجابته
-ربنا قادر على كل شيئ، هو جمعنا علشان نكون الأمان لبعض، ونعوض بعض عن كل اللي مر في حياتنا، ربنا أكرمنا وجمعنا ببعض، فإحنا لازم نشكر ربنا على فضله الكبير علينا بعد ما بقينا مع بعض، والنهاردة أنا مرتاحه من جوايا، علشان وفيت بوعدي إني أبدأ حياتي معاك واكملها بحب وتفاني واخلاص والحمد لله عملت زي ما أتمنيت
أنهمرت دموعه فأشارت إليه لينهي المحادثه كي تنهي شقيقته حجتها هي وزوجها وابنتهم، بينما هو يعدها بحياة مليئة بالحب والتفاهم.
كما يأتي الجزاء بعد الصبر، يأتي العقاب بعد التجبر والظلم، ظن علاء أنه نالت ما تمني، بعدما رأي هزيمة محمد ومروه أمامه، لقد أمهلهم الوقت، ليظنوا أنه أغلقوا بابهم للأبد، ولكنه كان ينتظر أن يعودوا من رحلات المرح، سيبدأ أولا بمحمد ليجهز على فرحته بعد عودته من السفر، أرتدت زوجته ثوبها سريعاً وتزينت وهي تبتسم بحقد، وخلفها تمدد علاء وهو يرمقها بنظرات غامضة وحين وقفت أخيراً أعتدل وسألها
- على فين العزم كدا يا عدلات، دا أنتِ متشيكة ولا كأنك رايحة فرح، إيه... هو في عيل من عيالك هيتجوز تاني ورايحة تباركي له؟!
التفتت إليه وقالت:
- لأ أنا رايحة أهني مرت اخوك بمناسبة رجوعها دوار بوها بالسلامه، وبعدها هبقي أروح أقابل الست اللي قولت لي عليها، وأشوف هتفق معاها على إيه، عموما أنا سبت لك القرشينات فالدرج، علشان لو حبيت تخرج، بس ياريت متتأخرش، فوتك بعافيه يابو همام
لاحقها بنظراته وما أن غادرت حتى تبدلت ملامحه وزفر بسخط وقال
- أوف يا ساتر عليها ست متبتة فالبيت، أما أقوم أتصل بحبيبة الروح تاجي نخطف سوا نص ساعة ولا حاجة قبل ما تعاود العقربة.
لم يمض الكثير من الوقت إلا، وكانت امرأته تلج إلى دوار مروه، أحتضنها وشرع بنزع ثوبها فتمنعت قائلة
- ماتصبر ياراجل لما ندخل الأوضة جوا، وبعدين على مهلك إكده، مالك متسربع كده
لم يكف عما يفعله وأجابها وهو يمطرها بقبلاته
-لا يا حلوة مافيش وقت، أنا ماصدقت العقربية مرتي خرجت، فخليكي حلوة كدا وننجز، قبل ما تيجي وتقفشنا ودي ست مفترية
دفعته ليسقط فوق الفراش وهي تضحك بمجون وقالت
-طب ياريتها تاجي، علشان أعرفها مقامها وحجمها، وأقولها كفايا عليكي كدا يا تيتة، وأركني على جنب، وسيبي الجيل الجديد يلعب بقى.
وبمنتصف الطريق إلى منزل مروه ، تذكرت إعتدال هاتفها، فطلبت من سائق الحنطور أن يعيدها، فأوقف عربته وألتفت إليها وقال
- ياست هانم إحنا خلاص تقريباً وصلنا، وأنا متفق معاكي من الأول، وقايلك مش هينفع أرجعك، علشان عندي مشوار ضروري، بصي حضرتك أنا هوقف لك عربية ترجعك، وأنتِ أبقي أتفقي مع السواق على كيفك.
عادت اعتدال بعربه أخرى وهي تغلي غضباً، بعدما تشاحنت مع السائق ليتركها بمفردها، وصلت إلى دوار زوجها وهي تسب وتلعن، ولكنها تجمدت بخطواتها، حين وصل إلى سمعها صوت تأوهات وهمهمات من غرفتها، تطاير الشرر من عيناها وهي تقتحم الغرفة، ليصدمها مشهد الأجساد العارية، هاجمتهم ولكن تلك المرأة ضحكت ساخرة، وهي تدفع إعتدال عنها وتسقطها أرضاً، ووقفت أمامها بلا حياء، ومالت فوقها وجذبتها من حجابها وقالت بغل
-يادي النور يا جدَّتي والله انتي بنت حلال مصفِّى، تصدقي إن أنا كنت بدعي إنك تعاودي وأنا لسه هنا، أصل أنا ياجدَّتي نسيت أبارك لك على جوازك من حبيب جلبي، وأهي الفرصة جات لي علشان أبارك لك بالطريقة اللي تستحقيها.
لم يدر بخلد إعتدال أن تهان هكذا، فقد أنهالت عليها الفتاة بالصفعات، بعدما بركت فوقها، وهي تسبها بأقذع الكلمات، ونزعت عنها حجابها وساعدها علاء بتقييدها، وقفت المرأة أخيراً بعدما كممت فم إعتدال ، وبصقت على وجهها الدامي وقالت ساخرة
-دلوقتي بقى زي ما أتفرجت على ليلة دخلتك على حبيبي، هخليكي تتفرجي على ليلة دخلتي عليه ياجدَّتي.
لم يخجلا ولم يراعي أحدهما حدود الله، ومارسا علاقتهما المحرمة أمام أعين إعتدال الجاحظة، وكلما أغمضت عيناها هرباً من رؤيتهما المنفرة، ركلتها المرأة تارة وركلها علاء تارة أخرى، وبغفلة منهما بعدما تعمقا بعلاقتهما، تحاملت إعتدال على أوجاعها وزحفت إلى خارج الغرفة، فصرخت شريكته فالاثم وقالت
-ألحقها قبل ما تهرب، أنت عارف أنا سهيت جوزي، علشان أجيلك ومش ناقصة، مرتك تعملنا فضيحة
أدركها علاء قبل أن تهرب إلى الشرفة، وأنهال عليها ضرباً، حاولت إعتدال ركله بساقيها، لتصيبه أحدى ركلاتها أسفل الحزام، فصرخ متألمًا بقوة، لتأتي شريكته وبيدها سكين، وأنهالت على جسد إعتدال بالطعنات، بعدما أعماها غضبها، وأبتعدت وأنفاسها تتهدج ووقفت تحدق بها بعيون متسعة فأتي صوته مذعوراً يقول
-روحنا فداهية أنتِ.. أنتِ قتلتيها، أنا.. أنا مالياش صالح، فاهمة... مالياش صالح عاد
فمدت المرأة يدها الملوثة بدماء إعتدال ، وساعدته ليقف وحدقت به بتوعد وصاحت
-بقولك إيه ياروح امك، أنت لازم تساعدني في المصيبه دي، انا مش هشيلها لوحدي
هز علاء رأسه بالنفي وكاد أن يرفض، فرفعت السكين بوجهه وقالت بشر
-بص يا حليتها أنا محدش دِرَي بيا وأنا داخله، ولعلمك محدش بردك هيحس عليا وأنا خارجة، فيا تساعدني يا ههملك تلبس الليلة لوحديك، فاهم!؟
ساعدها على محي أي أثر لهما بالدوار، وأتجهت المرأة إلى خزانة إعتدال وبعثرت محتوياتها، فسقط صندوق مجوهراتها فلمعت عيناها بطمع، والتفتت قائلة
- أنا بجي هاخد الدهب دا حقي، وأنت فتش على كل الفلوس اللي هي مدكناها، وخد كمان قسيمة الجواز وأي حاجة تخصك، وتعالى ساعدني نقطع هدومها، علشان يبان إن اللي قتلها سرقها، يلا أتحرك خلينا نُهْرُبْ قبل ما حد يحس علينا عاد
وهربت المرأه دون أن تنظر خلفها، بعدما قام علاء بوضع اعتدال في جوال من الفِل وربطته بالحبال وتأكدا بأنها فارقت الحياة، ثم ألقى بها في الجُبِّ، لانه لم يكن له أولاد منها فكان هذا سبب لذكر بإنها سئمت من حياتها معه فأخذت أغراضها وهربت، وصدقوه عائلته بسهوله دون أي شك فيه، قام بترتيب الغرفه ومحي اي نقاط دماء من أعلى الأرض والحائط؛
في نهاية اليوم عاد محمد وبرفقته لمياء كي يلحقا ميعاد الدكتور، سحبتها جدتها في حضنها وهي تربت على ظهرها مرارا وتكرارا، أصابت لمياء الحنقه وجلست تسعل كثيرا، لكن كانت نافرة منهم وظلت برفقتهم فقط لتُريح قلب محمد، ولج محمد وعلاء والبقيه الي غرفة والدهم همام بصحبة الطبيب، أشار لهم الطبيب بجديه وحزم
-لازم ياجماعة الخير السيد الوالد يعمل العمليه على الأقل في ظرف يومين، التأخير زياده عن كده مش صالح الحاج خالص
شهق محمد واومأ اليه بأخذ القرار دون تفكير
-خلاص يادكتور ابوي هيكون عند حضرتك بالمستشفى بكرا طوالي، مش هنستني يومين،
ثم ربت على كتف والده محدقا به بحنان
-ماتقلقش يابوي ان شاء الله هتبقى منيح وعال العال
قاموا بتجميع المال المطلوب لإجراء العمليه وتهيأوا جميعا للذهاب بأكملهم برفقته،
في اليوم التالي جلسوا أمام غرفة العمليات على أعصابهم متلهفين لخروج الطبيب ليطمئن قلبهم على تمام نجاح العمليه وبأن والدهم بخير، لكن ما يحمله القدر كان صدمة للجميع حينما خرجت الممرضه تلهث أنفاسها وخلفها الطبيب يشيح الكمامه عن وجهه والقفاز من يداه، كان على وجهه التعاسه والحزن، رمق الجميع بعضهم بتساؤل ثم اسرع علاء ومحمد في مشيتهم بتجاه الطبيب، بادر محمد بالحديث
-ها يادَكتور، طمَني، أبوي عامل ايه دلوقيت....
حنى الطبيب رأسه للأسفل متأسفاً ثم شرع رأسه وأجابهم بحزن وألم
-متأسف ياجماعه، الوالد قلبه توقف اثناء إجراء العمليه، حاولنا كتير نسعفه بالصدمات الكهربائيه، بس للاسف السر الإلاهي كان طلع، البقيه في حياتك... شدوا حيلكوا.
تعالت صرخاتهم في المكان كان ان تهدم حوائط المستشفى من الصدمه والفزع من هول الخبر وفقدان الوتد، ألقت والدتها بنفسها على الأرض وهي تلطم بيداها على وجنتيها وهي تهمهم بهستريا
-ياكسر ظهري يابا، ياحش وسطى يامه، يامراري من بعدك ياسندي،
آه ياوجع قلبي، روحووولي ياهووو
بينما طرق محمد رأسه في الحائط باكيا لم يصدق بأن هذه هي النهاية لوالده، فلم يشبع منه مثل بقية أشقائه، لكن كان رد فعل علاء غريب جدا ولكن كان متوقع من عديم الشفقه هذا، وكأنه برد داخله من المشاعر فاظهر لهم حزنه المزيف حينما كان يشرد بداخله بأنه سيتمرأس عليهم ويأخذ مكان والده في كافة الأمور لانه متأكد من مغادرة محمد عاجلا أم آجلا الي مكان ما أتى، وهذا ما كان سيفعله محمد بالفعل بعدما يقوم بدفن والده ويأخذ عزاءه؛
عندما علمت مروه بالأمر أشارت عليها والدتها بالذهاب
-من الأصول والواجب انك تكوني جنب جوزك في ظروفه الغبره دي يابتي، قومي حطي خلجاتك عليكي وانا جايه معاكي نعزوا وناخدوا بخاطرهم، مش عاوزين حد منهم يركبك الغلط واصل
استسلمت مروه لرأي والدتها لأنها تأكدت بأنه هو الصواب وذهبوا الي هناك سويا، لكن لمياء ظلت تلهو مع بنات خالاتها واخوالها في المنزل لحين عودة والدتها؛
عندما اقتربت مروه من دوار همام خفق قلبها بشده خوفا وهلعا من ولوجه، انتبه إليها محمد فقام عن مقعده متجهاً إليها ليصطحبها الي الداخل ممسكا ساعدها برفق، ولجت جسدها يرتجف فتفاجأت ببديعه تقوم من مكانها وتقترب منها بخطوات متردده، سحبت مروه زراعها من بين يد محمد واتجهت إليها مسرعة لتلتقط يدها خوفا من أن تسقط ارضاً، ثم أخذتها بديعه في حضنها وانهارت بالبكاء العام، همهمت بصوت مخنوق
-انتِ فين ياضنايا؟ إتوحشتك جوي، سامحيه ياضنايا عشان يرتاح في تربته، ادعيله ربنا يغفرله ويسامحه يامروه
انفجرت مروه بالبكاء أيضا ثم أجابتها بصوت خافض
-مسمحاه يامه من جلبي والله، ربنا يرحمه ويجعل مثواه الجنه
مرَّت الأيام والأيام لحين مرّ عليهم شهران ثم قرر محمد مغادرة الدوار والبلد أيضا والعوده الي القاهره لممارسة حياته والعوده الي وظيفته،
قامت بديعه بتجميعهم حولها لتلقي كلمتها الأخيره لتضع النقاط فوق الأحرف ويعرف كل شخص منهم ماله وم عليه، لكن تفاجأ الجميع بالمحامي يولج عليهم من مدخل المنزل وبيده حقيبته، جلس برفقتهم بعدما القى التحيه والتعازي للكل، ثم فتح حقيبته ليتلقط من داخلها بظرف ثم القى الحقيبه بجواره على الأرض واومأ إليهم جميعا وهو يفتح الظرف
-ياجماعة الخير أبوكم الحاج همام جالي المكتب من سنه وطلب مني اكتبله وصيته ومضى عليها بنفسه وبصم هو واثنين شهود، طلب مني ما أطلعهاش ولا افتحها غير بعد ما ربنا ياخد أمانته، انا استنيت الفتره اللي فاتت لحد ماتخرجوا من حالة الحزن على فراقه، الوقتي آن الأوان تعرفوا هو كاتب ايه ومقسم املاكه بينكم ازاي.
حدقوا بعضهم بدهشه ولكن لم يفرق معهم شيئا، بينما تلبك علاء واحتقن وجهه إحمرارا لانه لو كان يعلم بأمر الوصيه من قبل لكان اخفاها من الوجود ليقسِّم التركه كيفما يشاء،
اعتدل محمد في جلسته وأشار للمحامي بصوت هادئ
-اتفضل سيادتك اقرأ لينا المكتوب، الف رحمه ونور عليك ياأبوي،حملت همنا طول عمرك حتى بعد مافاقتنا ماسيبتناش ناكل في بعضنا
جحظ علاء عيناه بحقد وغل محدقا في محمد وكأنه العاقل الوحيد في الجلسه، حينما بدأ المحامي في سرد كافة الأملاك وكل منهم له نصيبه بعدل الله، صعق علاء عندما سمع بأنه له مثل ما كُتب لمحمد، انتفض من مقعده زافرا متأفأفا
-يعني ايه ال يشتغل ويطفح الكوته طول عمره ياخد زيه زي ال جاعد في البندر لا شغله ولا مشغله، هو ده عدل ربنا، ده ياحرام ياخوانه، الوصيه دي مش مظبوطه، ماتقولي حاجه يامه ساكته ليه دلوقيت ولا الكلام جاي على هواكي، إيوه صُح ماهو ابنك الحيله.
ما الحب إلا خدعة كبيرة، فخ نسقط بداخله بحمق، ليستولي على أجمل مافيهم، يودعلاء لو تمتد يده لتقبض على عنقه محمد، و يزهق روحه، لا! بل هو يريد أن يزيقه مر العذاب أولاً، ثم ماذا؟! لا شيء فهو لن يقوى أبداً على خسارة نصف التركه
أما عن محمد فهو يشعر بأنه يجلس فوق صفيح ساخن، لا! بل أصبحت فوهة البركان مرقده، منذ أن إستمع إلي المحامي ومن بعده علاء، مرت جحيميه عليه، لا يدر لِما فعل، زفر محمد وهو يواجه نفسه قائلاً
- خليك صريح مع نفسك يامحمد، انت فعلا عايز نصيبك من تركة ابوك، ولا تسيب لهم كل حاجه وتمشي وربنا يغنيك عنهم بالحلال
تذكر جلوسه أمام والدته، ووجهه يكتسى بظلال حمراء، لغضبه من شقيقه ، وحين سألت والدته عما به، تطلع إليها وقال
-لا يامه مفيش، ماتشغليش بالك بيَّه، سرحت بس شويه؛
توقفت الكلمات فوق شفتيه، فهو لا يدري من أين يبدأ كلماته؟ ولا كيف يصوغها، حينها أتت المساعدة من والدته، حين ربتت على ساقه وابتسمت لتطمأنه وقالت
-إوعاك تكون فاكر اني مش وعيالك وعارفه كيف بتفكر، بس ال انت بتفكر فيه مش هيحصُل، ده مش حقك لحالك! ده حق مرتك وبتك، ودي وصية أبوك ولازم تنفذها عشان يرتاح في تربته،ريح راسك وسيب اخوك يهبل بالحديت بس الصح هو ال هيصير في الآخر.
اطمئن محمد جزئياً فخفض وجهه وقال
-أنا اهم حاجه عندي يامه ان اخواتي مايزعلوش من بعض بسبب شوية فلوس، عموما ربنا يقدم اللي فيه الخير للكل.
ازدرد علاء لعابه وحث نفسه على أكمال سرده وقال
-احنا لازم نتحقق من الوصيه دي قبل مانقول اه أو لا، مش جايز المحامي ده متفق مع حد يجي ويعمل علينا الفيلم دي،!!
طرقت بديعه قدمها في الأرض محدقة في وجه علاء، رفعت يدها في وجهه وتحدثت اليه بحده وحزم
-كفياك رط في الحديث عاد ياواد انت، إيه الجشع ال انت فيه ده، انا شاهده وعارفه بالوصيه دي من وقت ماهمام الله يرحمه كتبها، انت خابر زين انه ماكانِش بيخبي عني حاجه، كل كلمه اتكتبت هتتنفذ وال مش عاجبه يخبط رأسه بالحيط، ياك خابط في نافوخك عمرك ماهتعقل ولا تشبع ابدا، حط في عينك حصوة ملح واعمل حساب الأغراب ال جاعدين وسطينا
وإلى جواره وقفت هايدي ممسكة يداه الأخرى، فألتفت أيمن إليها وأبتسم قائل
-أول مرة فحياتي أحس براحه وسكينه بالشكل ده
إبتسمت هايدي وهي تكفكف دموعها وأجابته
-ربنا قادر على كل شيئ، هو جمعنا علشان نكون الأمان لبعض، ونعوض بعض عن كل اللي مر في حياتنا، ربنا أكرمنا وجمعنا ببعض، فإحنا لازم نشكر ربنا على فضله الكبير علينا بعد ما بقينا مع بعض، والنهاردة أنا مرتاحه من جوايا، علشان وفيت بوعدي إني أبدأ حياتي معاك واكملها بحب وتفاني واخلاص والحمد لله عملت زي ما أتمنيت
أنهمرت دموعه فأشارت إليه لينهي المحادثه كي تنهي شقيقته حجتها هي وزوجها وابنتهم، بينما هو يعدها بحياة مليئة بالحب والتفاهم.
كما يأتي الجزاء بعد الصبر، يأتي العقاب بعد التجبر والظلم، ظن علاء أنه نالت ما تمني، بعدما رأي هزيمة محمد ومروه أمامه، لقد أمهلهم الوقت، ليظنوا أنه أغلقوا بابهم للأبد، ولكنه كان ينتظر أن يعودوا من رحلات المرح، سيبدأ أولا بمحمد ليجهز على فرحته بعد عودته من السفر، أرتدت زوجته ثوبها سريعاً وتزينت وهي تبتسم بحقد، وخلفها تمدد علاء وهو يرمقها بنظرات غامضة وحين وقفت أخيراً أعتدل وسألها
- على فين العزم كدا يا عدلات، دا أنتِ متشيكة ولا كأنك رايحة فرح، إيه... هو في عيل من عيالك هيتجوز تاني ورايحة تباركي له؟!
التفتت إليه وقالت:
- لأ أنا رايحة أهني مرت اخوك بمناسبة رجوعها دوار بوها بالسلامه، وبعدها هبقي أروح أقابل الست اللي قولت لي عليها، وأشوف هتفق معاها على إيه، عموما أنا سبت لك القرشينات فالدرج، علشان لو حبيت تخرج، بس ياريت متتأخرش، فوتك بعافيه يابو همام
لاحقها بنظراته وما أن غادرت حتى تبدلت ملامحه وزفر بسخط وقال
- أوف يا ساتر عليها ست متبتة فالبيت، أما أقوم أتصل بحبيبة الروح تاجي نخطف سوا نص ساعة ولا حاجة قبل ما تعاود العقربة.
لم يمض الكثير من الوقت إلا، وكانت امرأته تلج إلى دوار مروه، أحتضنها وشرع بنزع ثوبها فتمنعت قائلة
- ماتصبر ياراجل لما ندخل الأوضة جوا، وبعدين على مهلك إكده، مالك متسربع كده
لم يكف عما يفعله وأجابها وهو يمطرها بقبلاته
-لا يا حلوة مافيش وقت، أنا ماصدقت العقربية مرتي خرجت، فخليكي حلوة كدا وننجز، قبل ما تيجي وتقفشنا ودي ست مفترية
دفعته ليسقط فوق الفراش وهي تضحك بمجون وقالت
-طب ياريتها تاجي، علشان أعرفها مقامها وحجمها، وأقولها كفايا عليكي كدا يا تيتة، وأركني على جنب، وسيبي الجيل الجديد يلعب بقى.
وبمنتصف الطريق إلى منزل مروه ، تذكرت إعتدال هاتفها، فطلبت من سائق الحنطور أن يعيدها، فأوقف عربته وألتفت إليها وقال
- ياست هانم إحنا خلاص تقريباً وصلنا، وأنا متفق معاكي من الأول، وقايلك مش هينفع أرجعك، علشان عندي مشوار ضروري، بصي حضرتك أنا هوقف لك عربية ترجعك، وأنتِ أبقي أتفقي مع السواق على كيفك.
عادت اعتدال بعربه أخرى وهي تغلي غضباً، بعدما تشاحنت مع السائق ليتركها بمفردها، وصلت إلى دوار زوجها وهي تسب وتلعن، ولكنها تجمدت بخطواتها، حين وصل إلى سمعها صوت تأوهات وهمهمات من غرفتها، تطاير الشرر من عيناها وهي تقتحم الغرفة، ليصدمها مشهد الأجساد العارية، هاجمتهم ولكن تلك المرأة ضحكت ساخرة، وهي تدفع إعتدال عنها وتسقطها أرضاً، ووقفت أمامها بلا حياء، ومالت فوقها وجذبتها من حجابها وقالت بغل
-يادي النور يا جدَّتي والله انتي بنت حلال مصفِّى، تصدقي إن أنا كنت بدعي إنك تعاودي وأنا لسه هنا، أصل أنا ياجدَّتي نسيت أبارك لك على جوازك من حبيب جلبي، وأهي الفرصة جات لي علشان أبارك لك بالطريقة اللي تستحقيها.
لم يدر بخلد إعتدال أن تهان هكذا، فقد أنهالت عليها الفتاة بالصفعات، بعدما بركت فوقها، وهي تسبها بأقذع الكلمات، ونزعت عنها حجابها وساعدها علاء بتقييدها، وقفت المرأة أخيراً بعدما كممت فم إعتدال ، وبصقت على وجهها الدامي وقالت ساخرة
-دلوقتي بقى زي ما أتفرجت على ليلة دخلتك على حبيبي، هخليكي تتفرجي على ليلة دخلتي عليه ياجدَّتي.
لم يخجلا ولم يراعي أحدهما حدود الله، ومارسا علاقتهما المحرمة أمام أعين إعتدال الجاحظة، وكلما أغمضت عيناها هرباً من رؤيتهما المنفرة، ركلتها المرأة تارة وركلها علاء تارة أخرى، وبغفلة منهما بعدما تعمقا بعلاقتهما، تحاملت إعتدال على أوجاعها وزحفت إلى خارج الغرفة، فصرخت شريكته فالاثم وقالت
-ألحقها قبل ما تهرب، أنت عارف أنا سهيت جوزي، علشان أجيلك ومش ناقصة، مرتك تعملنا فضيحة
أدركها علاء قبل أن تهرب إلى الشرفة، وأنهال عليها ضرباً، حاولت إعتدال ركله بساقيها، لتصيبه أحدى ركلاتها أسفل الحزام، فصرخ متألمًا بقوة، لتأتي شريكته وبيدها سكين، وأنهالت على جسد إعتدال بالطعنات، بعدما أعماها غضبها، وأبتعدت وأنفاسها تتهدج ووقفت تحدق بها بعيون متسعة فأتي صوته مذعوراً يقول
-روحنا فداهية أنتِ.. أنتِ قتلتيها، أنا.. أنا مالياش صالح، فاهمة... مالياش صالح عاد
فمدت المرأة يدها الملوثة بدماء إعتدال ، وساعدته ليقف وحدقت به بتوعد وصاحت
-بقولك إيه ياروح امك، أنت لازم تساعدني في المصيبه دي، انا مش هشيلها لوحدي
هز علاء رأسه بالنفي وكاد أن يرفض، فرفعت السكين بوجهه وقالت بشر
-بص يا حليتها أنا محدش دِرَي بيا وأنا داخله، ولعلمك محدش بردك هيحس عليا وأنا خارجة، فيا تساعدني يا ههملك تلبس الليلة لوحديك، فاهم!؟
ساعدها على محي أي أثر لهما بالدوار، وأتجهت المرأة إلى خزانة إعتدال وبعثرت محتوياتها، فسقط صندوق مجوهراتها فلمعت عيناها بطمع، والتفتت قائلة
- أنا بجي هاخد الدهب دا حقي، وأنت فتش على كل الفلوس اللي هي مدكناها، وخد كمان قسيمة الجواز وأي حاجة تخصك، وتعالى ساعدني نقطع هدومها، علشان يبان إن اللي قتلها سرقها، يلا أتحرك خلينا نُهْرُبْ قبل ما حد يحس علينا عاد
وهربت المرأه دون أن تنظر خلفها، بعدما قام علاء بوضع اعتدال في جوال من الفِل وربطته بالحبال وتأكدا بأنها فارقت الحياة، ثم ألقى بها في الجُبِّ، لانه لم يكن له أولاد منها فكان هذا سبب لذكر بإنها سئمت من حياتها معه فأخذت أغراضها وهربت، وصدقوه عائلته بسهوله دون أي شك فيه، قام بترتيب الغرفه ومحي اي نقاط دماء من أعلى الأرض والحائط؛
في نهاية اليوم عاد محمد وبرفقته لمياء كي يلحقا ميعاد الدكتور، سحبتها جدتها في حضنها وهي تربت على ظهرها مرارا وتكرارا، أصابت لمياء الحنقه وجلست تسعل كثيرا، لكن كانت نافرة منهم وظلت برفقتهم فقط لتُريح قلب محمد، ولج محمد وعلاء والبقيه الي غرفة والدهم همام بصحبة الطبيب، أشار لهم الطبيب بجديه وحزم
-لازم ياجماعة الخير السيد الوالد يعمل العمليه على الأقل في ظرف يومين، التأخير زياده عن كده مش صالح الحاج خالص
شهق محمد واومأ اليه بأخذ القرار دون تفكير
-خلاص يادكتور ابوي هيكون عند حضرتك بالمستشفى بكرا طوالي، مش هنستني يومين،
ثم ربت على كتف والده محدقا به بحنان
-ماتقلقش يابوي ان شاء الله هتبقى منيح وعال العال
قاموا بتجميع المال المطلوب لإجراء العمليه وتهيأوا جميعا للذهاب بأكملهم برفقته،
في اليوم التالي جلسوا أمام غرفة العمليات على أعصابهم متلهفين لخروج الطبيب ليطمئن قلبهم على تمام نجاح العمليه وبأن والدهم بخير، لكن ما يحمله القدر كان صدمة للجميع حينما خرجت الممرضه تلهث أنفاسها وخلفها الطبيب يشيح الكمامه عن وجهه والقفاز من يداه، كان على وجهه التعاسه والحزن، رمق الجميع بعضهم بتساؤل ثم اسرع علاء ومحمد في مشيتهم بتجاه الطبيب، بادر محمد بالحديث
-ها يادَكتور، طمَني، أبوي عامل ايه دلوقيت....
حنى الطبيب رأسه للأسفل متأسفاً ثم شرع رأسه وأجابهم بحزن وألم
-متأسف ياجماعه، الوالد قلبه توقف اثناء إجراء العمليه، حاولنا كتير نسعفه بالصدمات الكهربائيه، بس للاسف السر الإلاهي كان طلع، البقيه في حياتك... شدوا حيلكوا.
تعالت صرخاتهم في المكان كان ان تهدم حوائط المستشفى من الصدمه والفزع من هول الخبر وفقدان الوتد، ألقت والدتها بنفسها على الأرض وهي تلطم بيداها على وجنتيها وهي تهمهم بهستريا
-ياكسر ظهري يابا، ياحش وسطى يامه، يامراري من بعدك ياسندي،
آه ياوجع قلبي، روحووولي ياهووو
بينما طرق محمد رأسه في الحائط باكيا لم يصدق بأن هذه هي النهاية لوالده، فلم يشبع منه مثل بقية أشقائه، لكن كان رد فعل علاء غريب جدا ولكن كان متوقع من عديم الشفقه هذا، وكأنه برد داخله من المشاعر فاظهر لهم حزنه المزيف حينما كان يشرد بداخله بأنه سيتمرأس عليهم ويأخذ مكان والده في كافة الأمور لانه متأكد من مغادرة محمد عاجلا أم آجلا الي مكان ما أتى، وهذا ما كان سيفعله محمد بالفعل بعدما يقوم بدفن والده ويأخذ عزاءه؛
عندما علمت مروه بالأمر أشارت عليها والدتها بالذهاب
-من الأصول والواجب انك تكوني جنب جوزك في ظروفه الغبره دي يابتي، قومي حطي خلجاتك عليكي وانا جايه معاكي نعزوا وناخدوا بخاطرهم، مش عاوزين حد منهم يركبك الغلط واصل
استسلمت مروه لرأي والدتها لأنها تأكدت بأنه هو الصواب وذهبوا الي هناك سويا، لكن لمياء ظلت تلهو مع بنات خالاتها واخوالها في المنزل لحين عودة والدتها؛
عندما اقتربت مروه من دوار همام خفق قلبها بشده خوفا وهلعا من ولوجه، انتبه إليها محمد فقام عن مقعده متجهاً إليها ليصطحبها الي الداخل ممسكا ساعدها برفق، ولجت جسدها يرتجف فتفاجأت ببديعه تقوم من مكانها وتقترب منها بخطوات متردده، سحبت مروه زراعها من بين يد محمد واتجهت إليها مسرعة لتلتقط يدها خوفا من أن تسقط ارضاً، ثم أخذتها بديعه في حضنها وانهارت بالبكاء العام، همهمت بصوت مخنوق
-انتِ فين ياضنايا؟ إتوحشتك جوي، سامحيه ياضنايا عشان يرتاح في تربته، ادعيله ربنا يغفرله ويسامحه يامروه
انفجرت مروه بالبكاء أيضا ثم أجابتها بصوت خافض
-مسمحاه يامه من جلبي والله، ربنا يرحمه ويجعل مثواه الجنه
مرَّت الأيام والأيام لحين مرّ عليهم شهران ثم قرر محمد مغادرة الدوار والبلد أيضا والعوده الي القاهره لممارسة حياته والعوده الي وظيفته،
قامت بديعه بتجميعهم حولها لتلقي كلمتها الأخيره لتضع النقاط فوق الأحرف ويعرف كل شخص منهم ماله وم عليه، لكن تفاجأ الجميع بالمحامي يولج عليهم من مدخل المنزل وبيده حقيبته، جلس برفقتهم بعدما القى التحيه والتعازي للكل، ثم فتح حقيبته ليتلقط من داخلها بظرف ثم القى الحقيبه بجواره على الأرض واومأ إليهم جميعا وهو يفتح الظرف
-ياجماعة الخير أبوكم الحاج همام جالي المكتب من سنه وطلب مني اكتبله وصيته ومضى عليها بنفسه وبصم هو واثنين شهود، طلب مني ما أطلعهاش ولا افتحها غير بعد ما ربنا ياخد أمانته، انا استنيت الفتره اللي فاتت لحد ماتخرجوا من حالة الحزن على فراقه، الوقتي آن الأوان تعرفوا هو كاتب ايه ومقسم املاكه بينكم ازاي.
حدقوا بعضهم بدهشه ولكن لم يفرق معهم شيئا، بينما تلبك علاء واحتقن وجهه إحمرارا لانه لو كان يعلم بأمر الوصيه من قبل لكان اخفاها من الوجود ليقسِّم التركه كيفما يشاء،
اعتدل محمد في جلسته وأشار للمحامي بصوت هادئ
-اتفضل سيادتك اقرأ لينا المكتوب، الف رحمه ونور عليك ياأبوي،حملت همنا طول عمرك حتى بعد مافاقتنا ماسيبتناش ناكل في بعضنا
جحظ علاء عيناه بحقد وغل محدقا في محمد وكأنه العاقل الوحيد في الجلسه، حينما بدأ المحامي في سرد كافة الأملاك وكل منهم له نصيبه بعدل الله، صعق علاء عندما سمع بأنه له مثل ما كُتب لمحمد، انتفض من مقعده زافرا متأفأفا
-يعني ايه ال يشتغل ويطفح الكوته طول عمره ياخد زيه زي ال جاعد في البندر لا شغله ولا مشغله، هو ده عدل ربنا، ده ياحرام ياخوانه، الوصيه دي مش مظبوطه، ماتقولي حاجه يامه ساكته ليه دلوقيت ولا الكلام جاي على هواكي، إيوه صُح ماهو ابنك الحيله.
ما الحب إلا خدعة كبيرة، فخ نسقط بداخله بحمق، ليستولي على أجمل مافيهم، يودعلاء لو تمتد يده لتقبض على عنقه محمد، و يزهق روحه، لا! بل هو يريد أن يزيقه مر العذاب أولاً، ثم ماذا؟! لا شيء فهو لن يقوى أبداً على خسارة نصف التركه
أما عن محمد فهو يشعر بأنه يجلس فوق صفيح ساخن، لا! بل أصبحت فوهة البركان مرقده، منذ أن إستمع إلي المحامي ومن بعده علاء، مرت جحيميه عليه، لا يدر لِما فعل، زفر محمد وهو يواجه نفسه قائلاً
- خليك صريح مع نفسك يامحمد، انت فعلا عايز نصيبك من تركة ابوك، ولا تسيب لهم كل حاجه وتمشي وربنا يغنيك عنهم بالحلال
تذكر جلوسه أمام والدته، ووجهه يكتسى بظلال حمراء، لغضبه من شقيقه ، وحين سألت والدته عما به، تطلع إليها وقال
-لا يامه مفيش، ماتشغليش بالك بيَّه، سرحت بس شويه؛
توقفت الكلمات فوق شفتيه، فهو لا يدري من أين يبدأ كلماته؟ ولا كيف يصوغها، حينها أتت المساعدة من والدته، حين ربتت على ساقه وابتسمت لتطمأنه وقالت
-إوعاك تكون فاكر اني مش وعيالك وعارفه كيف بتفكر، بس ال انت بتفكر فيه مش هيحصُل، ده مش حقك لحالك! ده حق مرتك وبتك، ودي وصية أبوك ولازم تنفذها عشان يرتاح في تربته،ريح راسك وسيب اخوك يهبل بالحديت بس الصح هو ال هيصير في الآخر.
اطمئن محمد جزئياً فخفض وجهه وقال
-أنا اهم حاجه عندي يامه ان اخواتي مايزعلوش من بعض بسبب شوية فلوس، عموما ربنا يقدم اللي فيه الخير للكل.
ازدرد علاء لعابه وحث نفسه على أكمال سرده وقال
-احنا لازم نتحقق من الوصيه دي قبل مانقول اه أو لا، مش جايز المحامي ده متفق مع حد يجي ويعمل علينا الفيلم دي،!!
طرقت بديعه قدمها في الأرض محدقة في وجه علاء، رفعت يدها في وجهه وتحدثت اليه بحده وحزم
-كفياك رط في الحديث عاد ياواد انت، إيه الجشع ال انت فيه ده، انا شاهده وعارفه بالوصيه دي من وقت ماهمام الله يرحمه كتبها، انت خابر زين انه ماكانِش بيخبي عني حاجه، كل كلمه اتكتبت هتتنفذ وال مش عاجبه يخبط رأسه بالحيط، ياك خابط في نافوخك عمرك ماهتعقل ولا تشبع ابدا، حط في عينك حصوة ملح واعمل حساب الأغراب ال جاعدين وسطينا