الفصل الثامن

الحلقة الثامنة
الهروب من الواقع
...........................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الدين لا يمحو الغرائز ولكن يروّضها، والتربية لا تغيّر الطباع ولكنها تهذّبها
ولكن هذا ما فقدته تلك الأسرة الصغيرة ، أسرة علاء وأميرة .
فلم ينجح أحدا منهم على تربية أولاده على مبادىء الدين الصحيحة أو يعلمهم خلق حسن ينفعهم فى دنياهم .
.............
فى ذات يوم طلب علاء من اميرة التالى "
علاء..... بقولك , ماما عزمانا على الغدا عندها بكرة إن شاءالله.
اميرة بنفور ....ازاى يعنى؟
بكرة مدارس خليها يوم الاجازة إن شاء الله.

علاء باستنكار ....يعنى خلاص يعنى عيالك ثانوية عامة وماشاءالله متفوقين .

اذ كان بينجحوا ديما على الحروكروك بالعافية .
مع انى بكع دروس خصوصية قد كده كل سنة.
ياريت تهتمى بمذكرتهم شوية.
عشان أشوف نتيجة للفلوس اللى بدفعها .

اميرة ....هو مفيش حاجة فى دماغك غير الفلوس .
هو ده أهتمامك بس !
.مش شايف اننا محتاجين حاجات اكتر .

علاء بعدم فهم ....اكتر من كده !
ده أنا مموت نفسى فى الشغل .

اميرة ...أفهمنى يا علاء .
انا نفسى تهتم بمشاعرنا ، تحتضنا احنا والعيال ..

تقعد معانا نتكلم ونضحك أو نخرج زى باقى خلق الله.

علاء.....بس كده .
ما إحنا أدينا خارجين عند ماما بكرة إن شاء الله.
وغيبى العيال مش لازم مدرسة .
اميرة بنفاذ صبر.....مفيش فايدة.
مش حاسس بيه ولا عايز يفهمنى .
ثم حدثت نفسها بقولها ....
ولازم مشوار النكد ده ؟
دى أمه مش بتبطل تكلم عن بنت أختها وجوزها وعيلها وتقارن بينهم وبين عيالى وتحبطنا ديما .

ولولا إنى مش عايزة مشاكل أكتر مع علاء.
كنت صممت مروحش ، بس امرى لله هروح أقول للعيال اننا رايحين ومفيش مدرسة .
وبالفعل ذهبت إلى غرفة زينة فى بادىء الأمر لتحدثها فى الأمر .

ولكن زينة قالت بنفور .....يوه بقه ، انا مش عايزة أروح عند تيتا .
.مش باخد رحتى وكمان معندهاش نت.
فحاجة تزهق صراحة عندها .

أميرة محدثة نفسها ....عندك حق بس نعمل ايه حكم القوى .
اميرة .....معلش يا زينة حبيبتى.
اهو يوم ويعدى عشان خاطر بابا ميزعلش مننا .

زينة...لا مش عايزة أروح.
ما تخلينى قعدة هنا وتروحوا أنتم .

اميرة بانفعال ....ازاى يعنى تقعدى لوحدك فى البيت ؟
أنتى اتهبلتى !
وكمان تيتا تزعل.
وتقوم ابوكى علينا .
لازم تيجى حضرى نفسك يلا ومفيش كمان مدرسة هتغيبى .
عشان هنروح بدرى عندهم .

زينة بغضب .... يوووه بقه .
ثم حدثت نفسها ....هعمل ايه دلوقتى؟
عز اكيد هيزعل عشان مش هعرف أكلمه .

ثم تركتها وذهبت إلى غرفة زياد هو الآخر .
وعندما حدثته فى الأمر ثار وغضب بقوله ....
لا مش رايح وغياب كمان .
لا مش هغيب .

اميرة بتعجب ...يا واد!
ده من امتى ده ؟
أنت كنت بتفرح لما تغيب ،وخايب فى المدرسة .

زياد.....ده كان زمان دلوقتى بحب المدرسة أوووى.
(وطبعا اللى بيحبه فى المدرسه هو خروجه بعدها مع الفتاة اللعوب رودى ) .

اميرة ...معلش مجتش على يوم يا فالح .

زياد...لا هروح يعنى هروح .
وبعدين ابقى اروح لتيتا .
ولو غصبتى عليه اغيب مش رايح لتيتا .

اميرة .....يادى عقلك الناشف.
طيب يا سيدى.
أنت كبير كفاية وعارف البيت عند تيتا ابقى حصلنا بعد المدرسة .

ويلا خلص مذكرتك ،وانا رايحة أشطب المطبخ .

فانتهز زياد فرصة انشغال والدته فى المطبخ ، وجلوس والداه فى غرفة المعيشة على التلفاز .

فاتسلل إلى غرفة النوم وفتح خزينة الملابس .

واخذ يبحث عن اى أموال بداخله .
حتى وجد حقيبة صغيرة ، ففتحها ، فوجد بها المال ومعها ورقة .
قد كتبت فيها اميرة ، مصاريف منزلها الشهرية .
(100نور....50غاز...40 مية.....و200 خزين البيت...وهكذا ).
وكان مجموع فعلا ذلك المال على قدر الذى كتبته .

فتردد زياد فى أن يأخذ منها ، حتى لا تشعر بالنقص فيها .
ولكنه تذكر موعده مع رودى.
وانها ستغضب لو أتى لمقابلاتها دون أن يكون معه ما طلبت منه .

وبالفعل قبض يده على مبلغ خمسين جنيه .
ثم خرج مسرعا من الغرفة ، حتى لا يراه أحد .
............
وفى صباح اليوم التالى فعل نفس الشىء من أموال محفظة ابيه .
واخذ منها نفس المبلغ خمسين جنيه .

ثم ابتسم ابتسامة ماكرة وحدث نفسه ....كده خلاص ، معايا المطلوب وهقابل القمر .
وبالفعل ذهب إلى مدرسته ، وتسلل منها فى منتصف اليوم الدراسى ليقابل رودى .

وأول شىء فعله بعد أن رآها ، هو أن أخرج لها ما طلبته.
فأهلا وجهها فرحا مرددة ....
انت فعلا طلعت راجل بجد يا زيزو ، ووفيت بوعدك.
ثم طبعت قبله على خده.

تفاجىء زياد بفعلتها تلك ، ففرح وابتسم .
وأصابه الغرور ، وظن أنه أنه رجل بالفعل ويصرف على حبيبته .
وتناسى أنه مجرد سارق ولمن ؟
اقرب الناس إليه ، أباه وأمه .
الذين شقوا فى تربيته وتعليمه وفى النهاية يسرقهم من أجل شهوة عابرة وحب وهمى .
ثم نظر لها زياد بمكر قائلا ..
ويستاهل ايه بقه زيزو حبيبك ؟

رودى.....يا مكار مش لسه عطياك وحدة على خدك.

زياد.....لأ لأ .انا عايزها من هنا .
وشاور على شفتاها الكريزيتين .
ثم أندمج معاها فى قبلة طويلة.
وعندما حاول ان يلمس جسدها بيديه .

رودى......لحد هنا وكفاية.
...كل شىء بحساب يا حبيبى .

كفاية عليك كده .
أنت متقدرش على الباقى .

زياد بانفعال ....ليه لسه فكرانى عيل ؟

رودى ... لا راجل يا حبيبى .
بس تقدر تجبلى الف جنيه .

زياد باندهاش ...ايه !
ألف ،لا كتير أوى .
رودى...شوفت بقا ، كان ليه حق لما قولتلك إنه كفاية عليك كده.

ثم تغنجت بجسدها أمامه كى تثير شهوته ، من أجل أن يأتى لها بمزيد من المال ، وتناست أنه طالب صغير لا يستطيع ذلك .
.....................
استيقظت زينة مبكرا لتحدث عز ، وأخبرته إنها لن تكون متواجدة طوال اليوم فى المنزل وستذهب لدى جدتها والدة ابيها.
ولن تستطيع أن تحدثه طيلة اليوم .

عز بغضب مصطنع ....وبعدهالك ، إنتى شكلك عايزة تبعدى عنى ليه ؟

زينة بنفى ....والله مش بإيدى دى خروجة غصب .

عز......وايه اللى غصبك ؟
ما تخليكى فى البيت ونكلم براحتنا وهما يروحوا.

زينة...مقدرش ماما مش هترضى ابدا تسبنى فى البيت لوحدى .

عز.....هو مفيش وقت خالص بتكونى فى البيت لوحدك ؟

زينة....قصدك ايه ؟

عز بخبث....مش قصدى حاجة يا حبيبتى ، بس عشان أسليكى وأطمن عليكى.

زينة بفرحة طفولية ...حبيبى يا عز.
معرفش انا من غيرك كانت حياتى هتبقى عمله إزاى ؟

عز بمكر ......طيب هتلبسى ايه؟
وانتى خارجة النهاردة.
وانا عارفك شيك .
وبلاش تربطى شعرك خليه مفرود كده بتبقى احلى .

زينة.....انا هقوم ألبس .
.وهبعتلك صورة بلبسى عشان تحكم بنفسك .

عز محدثا نفسه .....ويا سلام لو تفتح الكاميرا كمان وهى بتغير قدامى .
بس الصبر حلو.
شوية شوية لما تقع فى ايدى.
وبالفعل ابدلت زينة ملابسها ، واختارت ملابس تزيدها جمالا واسدلت شعرها .
ثم صورت نفسها وارسلتها إلى عز .

تفاجىء عز بجمالها الربانى ، فحدثها بقوله .....ما كنتش متخيل أنك بالجمال ده كله والرقة دى!
ثم تابع بقوله ...
تعرفى انا نفسى فى ايه دلوقتى؟
زينة.بخجل....ايه ؟

عز.......ألمس شعرك الحرير ده.

زينة وبعدين معاك ، انا بتكسف .

عز.......حد يكسف من حبيبه.
وشكلك مش واثقة فيه .

زينة بنفى ....ابدا ، انا واثقة فيك .
عز......طيب متردنيش فى الكلام، .وحسسينى انك معايا .

زينة بكل براءة...حااااضر .

عز بمكر ......صراحة ، انا مش قادر يبقى اللى بينا كلام شات بس .
يعنى بعد ما شوفت صورتك ، نفسى اشوفك حقيقى .
زينة.....ازاى مش فاهمة ؟

عز......بعد المدرسة .
هستناكى ، هتخرجى تلاقينى قدامك.

زينة بخوف ......يا خبر.
بس البنات اصحابى ولا حد يشوفنا ، لا مقدرش طبعا .

عز .....متخافيش انا هستنى تسبيهم .
وانا همشى وانت تيجى ورايا .

زينة بتردد ....بس .
عز.....وبعدين معاكى ؟
مش بقولك ، انتى مش واثقة فيه .

زينة......لا لا
خلاص ، هشوفك بكرة ان شاءالله .

عز بفرحة غامرة .....وانا هستنى على أحر من الجمر ..

ثم قامت اميرة بالنداء عليها.
اميرة .......يلا عشان يا زينة ، جهزتى ولا لسه ؟

زينة .....جاية اهو يا ماما ، اه خلصت خلاص .
ثم ودعت عز بقولها ....معلش هضطر اقفل دلوقتى عشان خلاص ماما بتنادى ، وماشيين .
عز ....تمام ، بس هتوحشينى .
بس هصبر نفسى بمعادنا بكرة .
زينة ...اه ، إن شاءالله حبيبى.
يلا سلام دلوقتى .
عز ....سلام .
ثم خرجت إلى والداتها .
وعندما رأتها اميرة قالت ....اش _اش .

يعنى مش باين عليكى مضيقة ومتشيكة اهو على سنجة عشرة .

ثم طبعت قبلة كبيرة على وجنتيها مرددة .....كبرتى يا زوزتى.
وبقيتى عروسة حلوة.

( نعم كبرت البنوتة ايتها الام ، لما لا لم تقربى منها ، وتعليمها أن البنت فى تلك المرحلة سيحدث لها تغيرات جسدية ، ثم تحبيبها فى الحجاب وتفهميها أنه ستر من الله عز وجل ، حتى لا يتعرض لها الكلاب الضالة فى الطريق ).

زينة بفرحة .....حبيبتى يا ست الكل.
انا حلوة عشان أنتى ممتى بس .

اميرة ....كده يا بكاشة ، طيب ، لا بينا عشان منتأخرش وتيتا تسمعنا كلمتين مش ناقصين .

ثم اتجهوا بالفعل نحو والدة علاء ، ليصلوا بأمان .
لترحب بهم الجدة قائلة ....
اهلا يا اميرة ، مفيش مرة تيجى بدرى.
ديما متأخرة كده .
بس ماشى .....ادخلى ادخلى وسلمى على أحلام بنت أختى .

اميرة بغيظ .....انتى عزماها النهاردة معانا ولا ايه ؟

والدة علاء بتحدى ....اه عندك مانع ولا حاجة ؟
انا بحب قعدتها وعيالها ، وهى جت من النجمة تساعدنى حبيبة خالتها مش زى ناس .

اميرة محدثة نفسها .....يادى اليوم اللى شكله مش فايت ده .
ابتدينا النكد ،صبرنى يارب .
.......
فما سيحدث أيضا مع تلك الحماة الشقية وابنة اختها مع أميرة وكيف سينتهى هذا اليوم عليهم ؟
وما سيحدث بين عز وزينة فى ذلك اللقاء ؟
هذا ما يعرفه فى الحلقة القادمة بإذن الله.
فكونوا بالقرب احبتى.
.........
ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي