الفصل السابع

الحلقة السابعة
الهروب من الواقع
.......................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

احيانا يطلق على بعض البشر شياطين الأنس، لأنهم أشد جرما من شياطين الجن .
حيث نزع الله من قلوبهم الرحمة وتمادوا فى المعصية .
فحذارى من انتهاء ستر الله عليكم .

توهمت زينة أن ما تشعر به هو حب حقيقى ، وظلت تفكر كثيرا فى عز ،حتى أثناء يومها الدراسى .
مما أدى إلى قلة استيعابها ونزل مستواها الدارسى جدا.

لاحظت تقى شرودها فحدثتها بقولها .....ايه يا بنتى فينك ؟ اللى واخد عقلك هنياله .

زينة بخجل..ايه مفيش حاجة.
انا معاكى اهو يا ستى .

تقى بضحك......لا والله طيب احنا كنا بناخد حصة ايه ؟

زينة بتلعثم ......حصةةةةةة عربى .

تقى بسخرية ....عربى ، مش بقولك مش معانا احنا كنا بناخد جغرافيا يا حاجة .
وشكلك وراكى حاجة ،وانا لازم اعرفها.

زينة بحرج ....يوه ..معلش مخدتش بالى .

تقى.....طيب كده تخبى على أختك حبيبتك .
ده انا انتيمتك ، قولى مالك يا اختى ، يمكن أريحك .
احنا اصحاب وستر وغطا على بعض.

زينة بقلق .....توعدينى متقوليش لحد خالص .
ولا حتى اى حد من صحابنا ولا اخواتك .

تقى....أوعدك طبعا يا بنتى بس قوليلى .
زينة.....انا بحب يا تقى ، تصورى !

تقى بابتسامة ......سيدى يا سيدى.
مرة وحدة كده !
حب وعشق وغرام .
لا ده احنا كبرنا خالص يا ست زينة .
ثم تابعت بقولها ..
ومين اللى قدر يخطف قلب الاميرة روبنزل مرة واحدة .

زينة بغضب ...... شوفتى أديكى بتريقى عليه اهو .
انا غلطانة انى حكيتلك من الأول .

تقى.....لا خلاص هكلم بجد أهو ،متزعليش يا زوزة يا قمر .
بس قوليلى مين سعيد الحظ ده إن شاءالله.
زينة بحرج ......عز .

تقى بسخرية .... يكونش قصدك الممثل احمد عز، يا بنت الايه.
وصلتيله ده إزاى ؟

بس ده تلت اربع بنات مصر بتحبه .

زينة بانفعال .....انا قايمة وسيباكى .
بدال واخدة الموضوع هزار ، وانا بكلمك بجد .

تقى.......خلاص متزعليش بقه يا قطتى .
قوليلى بس عز مين ؟

زينة......عز ابن عمك يا بنتى .

تقى ...بجد !
يعنى انا عرفتكم ببعض عشان تحبوا من ورايا .
دى اخرتها برده كده.
انا اللى زعلانة دلوقتى .
اهىء اهىء .

زينة.....ليه بس منه بقولك اهو .
تقى.....ماشى يا ستى .
بس عز لسه فى تانية ثانوى وقدامه مشوار كبير اوى لسه ، عقبال ما يجهز حاله ويقدر يجى يتقدملك يا زينة .

يعنى هتستنيه كتير اوى .

(وهى لا تدرك أنها مازالت طفلة أمامها الكثير كى ينضج عقلها ومشاعرها .).

زينة بحب ....أنا استناه العمر كله .
.متصوريش انا بحبه قد ايه !
.ده انا اتعلمت الحب منه وعشان خاطره .

تقى ......يا واد يا جامد انت .
.ايه الحب التقيل ده .
زينة.....اه .
أول مرة احس الاحساس ده .
تقى ....والله ، طيب اوصفيلى كده يعنى حاسه بايه ؟

زينة .....بحس انى عايزة اطير فى السما كده .
وأول مرة احس بالسعادة بعد العيش الغم والنكد اللى موجود ديما فى بيتنا وهو خرجنى من ده كله .

تقى.....على العموم ربنا يسعدك معاه يا قلبى .

بس حولى تركزى شوية فى الحصص .
عشان الامتحانات قربت .
.وعشان محدش يكلم معاكى ويحرجك .
وكمان ده مستقبلك واهم من كل حاجة .
انتى فاهمة !

زينة....... اه فاهمة .
ماشى حاضر
أهو بحاول ، ربنا يستر وتعدى السنادى على خير يارب .
تقى ...بإذن الله يا قمر .
.....................
ثم عادت زينة الى المنزل بعد انتهاء اليوم الدراسى .
مشتاقة للمحادثة مع عز .
فولجت إلى غرفتها سريعا ، بعد أن ألقت السلام على والدتها سريعا .
ثم فتحت هاتفها ، لتتلقى رسالة من عز .
كاتبا بها ....
وحشتييييييييينى اووووووووووووووووى .
ياريت لما تشوفى الرسالة تردى عليه ، عشان أنا محتاج اتكلم معاكى ضرورى يا قمر .

تهلل وجه زينة فرحا لقراءة تلك الرسالة .
محدثة نفسها ...يا حبيبى يا عز .
ثم ردت بكل براءة ....وأنت كمان وحشتنى اوى يا عز .

شاهد عز رسالتها ، وتأكد تماما أنها قد وقعت فى حبه فعلا .
ليبدء فى مطالبتها باشياء سوف تندم عليها لاحقا .

عز بمكر .....مش باين .
انا زعلان منك اوى يا زينة .

زينة.....ليه بس كده ؟
انا مقدرش على زعلك ابدا .

عز......هو أنا ديما اللى ابتدى فى الكلام .
مفيش مرة انتى تكلمينى .
.شكلك مش بتحبينى !
ولو مش بتحبينى ، انا مش عايز أحس ، إنى فارض نفسى عليكى ، فممكن انسحب بهدوء عادى .

زينة.... .ليه بتقول كده...انا بحبك والله .
اوعى تسبنى يا عز ، انا مصدقت لقيتك اصلا .
انا ممكن يحصلى حاجة لو بعدت عنى صدقنى .

عز محدثا نفسه ..... البنت شكلها وقعت خالص .

عز.....الله حلوة اوى منك يا زينة .
ممكن اسمعها منك تانى يا سكر

زينة...هى ايه ؟

عز......بحبك .

زينة بابتسامة بريئة.....بحبك.

عز.....وانا كمان.بحبك اوى .
ومقدرش ابعد عنك يا زينة ، بس كنت بختبر مشاعرك .
عشان احس فعلا انك بتحبينى بجد .
عشان اقدر استمر معاكى .
زينة بخجل ...والحمد لله دلوقتى اتأكدت.
عز....اه يا عمرى انتى .
ربنا ما يحرمنى منك ، والعمر كله مع بعض يا صغنن .
ثم تابع بقوله ...
انتى بتعملى ايه دلوقتى ؟

زينة ...مفيش انا لسه رجعة من المدرسة .
حتى والله مغيرتش هدومى لسه ودخلت أكلمك على طول ، عشان تصدق انك فعلا بتوحشنى زى ما انا بوحشك

عز بمكر ....مصدقك يا حبيبتى .
انتى قلبك جميل اوى يا زينة وابيض من جوه .
وعشان كده حبيتك يا قمر.
زينة ....ربنا يخليك ليا يا عز .
عز ....تسلميلى .
وتصورى حتى انا عايز اشوفك بلبس المدرسة.
أكيد قمر يعنى ، انا متأكد من ده .

( وهنا بداية التنازلات وانها تبدء فى تصوير نفسها وله ، ثم تبعثها إليه ، ثم يطلب منها المزيد ).
وبالفعل صورت نفسها وبعثتها إليه مرددة ...
..يعنى شكلى بلبس المدرسة مش اوى يعنى .

عز بخبث ....لا متقوليش كده ، انتى زى القمر .

بس قوليلى ، انتى بتشوفى نفسك فى اى لبس أجمل .

.مع انى واثق انك حلوة فى كل حالاتك حتى لو قايمة من النوم ومنكوشة .

زينة بضحك .....حلوة منكوشة دى وعرفت منين ؟
ش
عز....انا بحبك ، يا زينة .
عارفة يعنى ايه ؟
زينة ...يعنى ايه ؟
عز ...يعنى اللى بيحب انسان ، بيشوفه جميل فى كل وقت مهما كان .
واكيد اظن انك فى لبس البيت قمر منور كمان .

زينة بخجل ...ميرسى .
عز بخداع لقلبها البرىء......متصوريش انا سعيد قد ايه من ساعة ماعرفتك ونفسى يجى اليوم اللى هتبقى فيه مراتى .

زينة بفرحه ......بجد يا عز ،عايز تجوزنى !

عز.......طبعا يا روح عز .
مهو مصير كل علاقة بين اتنين طبيعية انها تنتهى بالزواج
زينة......ياه امتى بس .
متصورش انا نفسى اطلع من البيت ده قد ايه .

عز......ان شاءالله يا روحى وهخليكى أسعد أنسانة فى الدنيا.
وهنسيكى كل اللحظات الصعبة اللى عشتيها فى بيتكم دى .
زينة ...ياريت ياريت ، بتمنى يا حبيبى .

لتقوم اميرة بالنداء على زينة بقولها ..... زينة تعالى عشان الغدا جاهز ، ونادى اخوكى .

زينة......حاضر يا ماما جية اهو .

زينة......خلاص اقفل بقه دلوقتى عشان ماما بتنادى عليه .

عز......كده ملحقناش نكلم مع بعض .

زينة...... معلش حبيبى ،شوية كده نكلم تانى .

عز.......ماشى .
بس متغبيش عليه عشان بتوحشيينى .

زينة بحب ......وانت كمان سلام دلوقتى .
عز....سلام يا قمرى .

ثم ذهبت وطرقت باب أخيها ، لتبلغه بما قالت والدتهم .
زينة......يلا يا عز الغدا جاهز .

زياد بنفور ...... يوه ده وقته.
ثم تابع بقوله ....
حاضر خمسة وجى ماشى .

وكان زياد يتحدث مع رودى فى ذلك الوقت ، ويرجوها أن توافق على مقابلته قريبا ، لكن هى تدلل بقولها ....لما تجيب المية الاول يا روحى زى ما اتفقنا .


زياد.......هجبلك اللى أنتى عايزاه يا جميل .
بس قوليلى نتقابل امتى ؟

رودى...بعد بكرة اوك يا زيزو ، وده عشان خاطرك بس .
عشان أنا ارتحت ليك اوى ، مش مسألة فلوس بس يا حبيبى

زياد بإشتياق .....لسه بعد بكرة يا رودى .
خليها بكرة ، عشان خاطرى ، انا خلاص مبقتش مستحمل بعدك يا قلبى انا .

رودى بإنتهازية .......خلاص بتحبنى اوى كده ومش قادر على بعدى ، و عايز بكرة يبقى اجيب شنطة بالمرة مع الشوز ، واعمل حسابك على 150 اوك يا بيبى .
وخليك راجل قد الكلام بس ، عشان لو حسيت انك بتلعب بيه ، وهتقابلنى من غير ما يكون معاك الفلوس .
ساعتها مش هسكت ، ما انت تعرفش رودى لما تزعل بيكون شكلها ايه وبتعمل ايه ؟
بقلب على الوش التانى خالص .
فياريت متزعليش يا زيزو .

زياد...لا مقدرش على زعلك يا جميل .
انا بحبك اوى يا رودى .
بس صدقينى غصب عنى ، ود كده كتير اوى ، وكده مقدرش ، انا يدوبك هدبرلك المية بالعافية .
فخليكى حنينة شوية عليه ، الله يخليكى .

رودى..... يبقى خلاص بعد بكرة سلام يا خفيف .

زياد بحزن...سلام .
ثم حدث نفسه ...قاسية اوى البنت دى ، بس اعمل ايه ؟
بحبها ، ومبقتش قادر ابعد عنها .
ومحتجالها فعلا معايا .

ثم شرد فى كيفية أخذ المال من أبيه مرة أخرى دون أن يشعر .
وليس هذا فحسب بل قرر أيضا ، أن يأخذ من والدته .
ولا حول ولا قوة الا بالله.
ليحدث نفسه ...اعمل ايه بس ، هما اللى اضطرونى اعمل كده ، عشان مش بيدونى اللى يكفينى .
فيستحملوا بقا .

ثم خرج من شروده على صوت والدته وهى تقوم بالنداء عليه مرة أخرى من أجل تناول طعام الغذاء .
اميرة .....يلا يا زياد ، مش هنادى تانى على الغدا .
انا زهقت خلاص .
...............
وهكذا الاطفال أصبحوا فى خبر كان وفى ضياع ، ولا احد يشعر بهم من الأب والام .
ونظرا لعقولهم الصغيرة ، لا يدركوا أن ما يفعلوه هو خطأ جسيم .
لغياب الوعى والاهتمام من قبل أسرتهم .
ومازال للحكاية بقية لنتعرف ماذا سيحدث أيضا مع زياد وتلك اللعوب رودى .
ومع زينة وذلك الشيطان الصغير الملاعب عز .
فكونوا بالقرب احبتى .

نسئل الله العفو والعافية فى الدنيا والآخرة
.............
أم فاطمة❤️ شيماء سعيد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي