الفصل السادس

الحلقة السادسة
الهروب من الواقع
.....................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
احيانا يكون هناك كلام ثقيل على النفس ، فلا يستطيع اللسان التحدث به رغم رغبته فى ذلك .
وهذا ما حدث مع اميرة ، فعندما وجدته يشتكى أنه اخر الشهر ومرتبه نفذ ، حتى أنه لم يستطيع الجلوس على الكافيه مع أصدقائه فأثرت الصمت حتى لا تثير غضبها تلك الليلة .
فقدمت له الطعام ، ثم بدء فى التثاؤب ، وولج لغرفته لينام كعادته كل يوم .
وعندما أتى الصباح ، سئلها زياد ...ماما كلمتى بابا يزود المصروف زى مقولتلك ؟
اميرة بحرج ...معلش يا حبيبى ، اصبر يومين كده يكون قبض ، عشان انت عارف اخر الشهر ابوك بيكون عامل ازاى ؟
فحدث نفسه زياد ....لسه هصبر يومين بحالهم ، ده انا كنت وعدت رودى بمعاد ، دلوقتى هقولها ايه بس ؟
زياد ...امرى لله ، هستنى ، بس مش هروح المدرسة غير لما يقبض ، عشان شكلى بقا وحش اوى قدام صحابى .
اميرة بغضب ...انت كل حاجة تقول صحابك صحابك .
حاجة غريبة والله ، انت بتروح المدرسة عشان تتعلم ولا عشان تتسامر مع اصحابك .
زياد بانفعال ...اعتبريها زى ما متعتبريها .
انا داخل انام .
اميرة ...ربنا يهديك يا ابنى .
وعندما وجدت زينة أن زياد لم يذهب للمدرسة ، ففعلت مثله مرددة ...اشمعنا زياد مرحش ، انا كمان مش رايحة وداخلة انام .
اميرة بغضب ....لا انتوا هتجنونى بكلمة اشمعنا دى .
ياريت تبصوا للولاد المتفوقين وتقولوا اشمعنا هما متفوقين ، فنجتهد زيهم ، لكن انتوا بتبصوا لبعض فى الهايفة بس .
فلم يعيريها أحدا منهم اهتمام .
فحدثت نفسها ، لا كده لازم اكلم علاء النهاردة ، يتصرف ، مهما مش هيقعدولى فى البيت ويقرفونى .
فانتظرته فى المساء فى كامل زينتها أيضا حتى عاد من عمله ولكنه كان منفعلا ذلك اليوم بسبب مشقة العمل فولج الشقة قائلا ..

علاء...السلام عليكم .
اميرة ..وعليكم السلام.

نورت حبيبى وحشتنى ثم حاولت انت تحتضنه ولكنه ابتعد عنها بنفور قائلا .... معلش عرقان.
.حضريلى الحمام ، وسخنيلى الاكل هموت من الجوع بسرعة .

شعرت لمياء بالحرج من رفضه لها هكذا ولكنها حاولت أن تتغاضى عن أسلوبه الجاف وتحسن إليه من أجل طلبات اولادها .

وبالفعل خرج وتناول طعامه بالكاد دون أن ينظر إليها .

اميرة ......ايه مش ملاحظ فيه حاجة جديدة ؟

علاء......ازاى ؟
اميرة ......شعرى..مكياجى ..لبسى ..ايه مش عجبك ؟

علاء بلا مبالاة .....اه _اه جميل .
بس قومى يلا اعميلى كوباية شاى بسرعة.
الا عايز انام ورايا شغل بدرى.

اميرة بانفعال ....يوووه هو انت كل حاجة شغل ونوم .
مفيش حاجة بتتهتم بيها غير كده .

مفيش حتى كلمة حلوة..تسلم ايديك..انتى حلوة النهاردة.
احس بحنيتك .
تلاطفنى كأى زوج وزوجة .

علاء...اه فهمت.
ماشى ،هغسل ايدى..وجيلك ، بس كده حاضر.

وما ان أشبع رغبته بدون مقدمات ولا كلام تستحسنه وتشعر بحبه لها .
أولاها ظهره ونام .

شعرت اميرة بالدونية، وان الحب عنده أصبح رغبة فى الفراش فقط وكأنه تأدية واجب .

وتساقطت الدموع من عينيها من القهر .ثم تذكرت زياد .
فمسحت دموعها وربتت على كتف علاء بحنو مرددة ....
ايه يا علاء أنت نمت ولا ايه ؟

علاء بثاؤب .....فيه ايه تانى متسبينى انام يا ستى ؟

اميرة .....معلش حبيبى هو بس حاجة واحدة وهخليك تنام على طول .

علاء بانفعال .....الله امطولك يا روح .
عايزة ايه ،خلصى قولى ؟

اميرة.....ابنك كبر والمصروف اللى بتدهوله مبقاش يكفيه وبيكسف وسط صحابه وعايزك تزوده .

فجلس علاء على فراشه قائلا بصوت جهورى عالى .....هى باين عليها ليلة غبرة من الاول .

ازوده هى ناقصة مصاريف!
دأنا طافح الكوتة حرام عليكم .

اميرة باستعطاف .....معلش عشان خاطرى ،زوده حاجة بسيطة كده .

علاء.....وهتسبينى انام ؟

اميرة .... يادى النوم ، حاضر هسيبك تنام .

علاء.....خلاص من بكرة ،
هزوده خمسة جنيه تمام كده فل الفل .
مش عايز كلمة تانية زيادة وراح فى النوم .

فرحت اميرة بعض الشىء وذهبت هى أيضا فى نوم عميق .

وفى الصباح ذهبت إلى زياد لتوقظه .

زياد.....سبينى شوية يا ماما خمس دقايق بس .

اميرة ....هتقوم ، ولا أخلى ابوك يرجع فى كلامه ويسحب الخمسة الزيادة على المصروف .

زياد بفرحة ...بجد بابا زود المصروف !

اميرة بضحك....ايوه يا شقى بعد معاناة .
زياد.....زود كام قولتى ؟

اميرة ......حتة بخمسة مرة واحدة.
.شبرق نفسك بقه كده يبقى عشرة .
.حلو اوى .

زياد بنفور .....مش اوى برده عشرة دى تنفع ايه بس؟

اخرها عصير قصب دلوقتى .
انا كنت عايز خمسين حتة .

اميرة .... بتقول ايه خمسين !
انت اتجننت ؟
. ده كان ابوك يطلقنى فيها .
وليه يعنى ده انت لسه فى اعدادى ..امال لما تخش الجامعة .
تبقى عايز كام؟

.قوم يا ولد يلا بطل هبل واحمد ربنا .

زياد محدثا نفسه.....شكلها مفيش فايدة .
وكان نفسى يزود من نفسه بدل ما أمد ايدى.
.بس غصب عنى ، عشان عيون الحلوة رودى .

زياد......بابا مشى ولا لسه ؟
اميرة ....لسه نايم بيمشى بعديكوا بساعة .

زياد.....قشطة.
انا داخل الحمام.
اميرة .....متتأخرش.
بسرعة عقبال ما أروح أصحى أختك .

ولكن زياد لم يذهب للحمام بل تسلل إلى غرفة أبيه على أطراف أنامله كى لا يشعر به .

ثم أخرج محفظته ، رأى بها مبلغ قليل .
عبارة عن متين جنيه فقط وبعض الفكة.

زياد ...دول بس .

بس زى بعضه هاخد ورقة بعشرين وخلاص مش هيحس بيها .
وتسلل بسرعة من الغرفة وهو قلبه مع تصارع دقات قلبه .

وهذه اول مرة يقوم زياد بالسرقة والسبب طبعا هو صحبة الفاسدين .
.........
وفى المدرسة .

كريم محدثا زياد .....عامل ايه يا حبيب ؟
مكنتش اعرف انك رومانسى كده اوى .
ندى قلتلى انك سهرت تكلم رودى.
اه يا نمس .
.وانا اللى كنت فكرك غشيم..
طلعت واد جن بصحيح .

زياد بضحك....مش قوى يعنى.
.بس البت مهلبية وصوتها يسحر.
.والكلام بقه يجيب بعض ،بس تعبتنى اوى يا صاحبى.
ومش قادر وعايز اقابلها تانى ضرورى .

كريم......ايه انت وقعت بدرى بدرى كده .
كل ده من مكالمة واحدة!
لا أمسك نفسك ألا تسيح وتفضحنا .

ومع ذلك عشان خاطرك ، نكلمهم ونشوف نتقابل فين ؟

زياد.....بس بلاش حاجة مكشوفة اوى .
أنا عايز اخد راحتى .

كريم.......يا جامد من اولها كده .
.بس براحة على البت وخفف متدخلش فى التقيل
دى بت شلق يا عم .
ألا تفضحك قدام اهلك .
أنا حذرتك عشان متقولش انى مفهمتكش الحال .

وسبحان الله يحذره بعد أن أسقطه فى بئر المعاصى.

زياد...هحاول أمسك نفسى .

بس أدعيلى أستحمل الا البت موزة موزة يعنى.

كريم.....أجمد عشان متحسش انك مدلوق اوى وتبدء تستفزك بالفلوس .
.مهو كل حاجة عندها بمقابل وانا عرفك على قدك .

زياد.....لا معايا النهاردة ,30 جنيه حتة واحدة ،مش حلوين ؟

كريم بسخرية ...ههههه حلوين ايه بس ؟
.وعمال تقول مش قادر وبتاع .
.ده اخرك كده هتسمعك كلمتين او بكتيره ماسكة ايد بس .

اما لو عايز أكتر هتقلل شخلخل جيبك .
.فعشان كده بقولك أجمد يا صاحبى .

زياد....كده!
طيب هشوف الحال .
ثم تابع بقوله ...
هو انا لسه هصبر لغاية ما معاد المدرسة يخلص .
ما تيجى نزوغ ونقابلهم .

كريم....يا عم أصبر شوية.
هانت فاضل حصتين .

زياد ..لا مش قادر ،يلا كلمهم ،وهننزل دلوقتى .

كريم....مكنتش تحلف بس .
.
بلا مدارس بلا هم .
اهم حاجة المزاج يلا بينا .

ولم يضرهم أن يضيعوا مستقبلهم مقابل شهوة عابرة .

وفعلا هربوا من المدرسة ،وقابلوا البنات فى حديقة.

وبعدوا عن اعين الناس ليختلوا بيهم .

زياد بحب ....وحشتينى اوى يا رودى .
رودى بدلال .....ايه يا دودو
لحقت أوحشك.
هو مش لسه مكلماك باليل .

زياد.....انتى بتوحشينى وانتى معايا كمان .

رودى ......ايه الكلام الحلو ده ؟
كنت فاكراك صغير مش هتعرف تقول الكلام ده !

زياد.....بغضب صغير ايه بس .!
ليه مش شيفانى راجل قدام
( راجل اه بياخد مصروف ويهرب من المدرسة ).

رودى...اه طبعا يا حبيبى راجل وسيد الرجالة كمان .
ثم بدئت تستغله عندما علمت أنه وقع فى حبها .
مرددة ....بقولك يا دودو.
عايزة اشترى شوز كده .
عشان اللى لابساه دى عدم من المشى.
ومعييش يكفى.
ألاقى معاك خمسانية كده أكمل بيها .

زياد بحرج......لازم خمسين مينفعش أقل ؟

رودى بحزن مصطنع ....كده _ مكنتش عرفة انك مستخسر فيه خمسانية.
هى دى مبلغ !
نت فكراك بتحبنى !
معلش عطلتك ،يلا فوتك بعافية ،انا ماشية .

زياد.....ايه احنا لحقنا ،حتى نكلم كلمتين .
هتمشى ليه بس ؟

رودى..معلش مرة تانية .
زياد.....طيب ينفع 30 والله دول كل ال معايا.
وهروح مشى كمان .

رودى..وهى بتخطف 30 من ايده..
ماشى زى بعضه .
.بس قريب تكملهم مية يا بيبى ماشى .

زياد .....مش قولتى خمسين من شوية.

رودى....يعنى يخلصك..مجبش شربين مع الشوز بدل اللى اتقطعوا دول.

ثم حاولت أن تظهر بعضا من جسدها حتى تثير شهوته ،
كى يأتى لها بمزيد من المال .

اتسعت عين زياد وهو ينظر لجمال ساقيها .
ثم حاول لمسها بيديه ، لكن سرعان ما قامت بتغطيتها.

مرددة بمكر ....لا يا حبيبى ،ش دلوقتى لما تدينى المية.
هبقى اخليك تلبسنى الشراب الجديد كمان .

فضحك زياد.
وضحكت رودى وتواعدوا على اللقاء مرة تانية قريبا ، بعد أن يكون معه المال الكافى الذى طلبته منه .

زياد محدثا نفسه ....وانا لسه هصبر لما حوش مية بحالها ، دى هتخدلها اسبوع .
لا مقدرش ، انا ازود من محفظة بابا ، وزى ما تيجى بقا.
...................
فكيف سيكتشف علاء السرقة ومتى ؟
وكيف سيكون رد فعله حينها ؟
وما ستفعل تلك اللعوب الصغيرة مع زياد من أجل المال .
هذا ما سنعرفه فى الحلقات القادمة.
فكونوا بالقرب احبتى.
.......
اللهم اسئلك رضاك والجنة واعوذ بك من سخطك والنار.
ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي