الفصل التاسع

تقف على إستحياء وجنتيها متورداتان ورغم ما تشعر به من توتر وخجل الا أنها كانت تعقد ذراعيها امام صدرها وتنظر للماثل أمامها بأعين متربصه كالصقر وقت إصطياد فريسته منتظره من الطرف الواقف ان يتحدث أو يبدا فى الكلام لتعرف ما يحدث حولها ولكن كما توقعت لم يتفوه ببنت شفه فنفخت بنرفزه واقتربت خطوتين وهى ترفع فستانها وتدبدب بالارض بحذائها الأبيض الرياضى( كوتشى ) : أنا زهقت أنت هتتكلم أمتى هنفضل واقفين كدا كتير زى الاصنام

أنتفض مكانه بصدمه من هجومها عليه فجأه بعد تلك المده الطويله من الصدمت فقد شرد تماما ولم يشعر بخطواتها المتوجهه نحوه فأبتسم بتوتر وفرك يديه وهو يجمع الكلمات : انتى عايزه تعرفى أنا كنت مصمم نتجوز ليه رغم انك فاهمه أنى بحب واحده تانيه صح ؟!

تحدثت رنا بسخط وهى تنظر له بضيق : اهااا

ابتسم كريم وهو يبدا بالاقتراب منها وكسر الخطوات بينهم وكانه يريد كسر ذلك الحاجر المستتر بينهم : هشرحلك كل حاجه انا لا بحب واحده تانيه ولا نيله خاالص

رفعت حاجبها بعدم فهم : نعم والى المفروض صاحبتى وكنا اتقابلنا بيها فى الكافيه قبل كدا وعرفتنى عليها على اساس هى حبيبتك !! تقصد اى

واخير قطع المسافه بأكملها وهو يمسك بكفها ويقبله برقه لأول مره تراها به : اقصد انها كانت تمثليه عشان أعرف ردة فعلك عشان اتأكد انك بتحبينى زى ما أنا بحبك يا رنا

شهقت وسحب يدها بسرعه وهى تضع يديها غلى خصره : نعم نعم يا روح أمك يعنى كل الى فات دا كان أشتغاله دا انت طلعت عينى ونيمتنى أيام وليالى زعلانه وبعيط ومفكراك مش بتحبنى وعيشتنى نار الغيره وانت طلعت بتحبنى بس بتستعبط لا بقول لك اى انا غيرت راى ومش هكمل طلقنى يلا لو سمح......

أبتلعت حديثها عندما أقترب كريم منها والتثم شفتيها بين شفتيه قاطع أى حديث بينهم ارتعشت أوصالها وفتحت عيناها بصدمه لم تدم بل أغمضت عيناها بخجل وسبحت بين يديه وهو يتفنن فى التعبير عن حبه المكنون وعندما شعر أنه يريد التقاط أنفاسه ابتعد وهو ينظر لها وابتسامه ماكره أعلى شفتيه مرددا بخبث : أنا الوقتى عرفت لما أحب افصلك هفصلك أزاى ومسح على شفتيها بهدوء مقترب منها مقبل خديها بحب : مش هسمحلك ابدا يا رنا انك تبعدينا عن بعض كفايه مناكفه وبعد وتوتر كدا انا بحبك وانتى بتحبينى يبقى نعيش لبعض ومع بعض انا وانتى وبس فهمتى، نظرلها بتفحص مبتسم بهدوء وهو يراها تنظر الى الارض بخجل فتحدث وهو يقترب منها بمكر : لا ما انتى هتقولى موافقه يا اما هاجى اكمل الى كنت بعمله قهقه وهو يراها تبتعد عنه بسرعه مردده بخجل : طيب طيب خلاص موافقه

فأعتدل وهو يهندم ملابسه : كدا تمام قولى بحبك أوى أوى يا كريم

نظرت له بصدمه وقد أكتست وجنتيها بحمرة الخجل : نعم

نظر لها كريم بعشق : مش لازم عشان نار خدودك دى تخدى بدل ما تفضحينا ويقول دا انا كنت بغتصبك ولا حاجه هقول لك انا رنا انا بعشقك وبحب جنانك وهبلك وبحب وانت أحمر كدا ومورد يا طماطم انت يا حلو

ابتعدت رنا بسرعه وهى تشعر بضربات قلبه يكاد يسمعها من يقترب نحوها وحملت طرف فستانها وخرجت من باب غرفة التصوير بعدما انتهيا من التصوير وخرجت المصوره وقرر هو الحديث معها وحدث ما حدث وقفت هى امام باب الغرفه مبتسمه بغباء على حديثه وأعترافه لها وتنظر لخاتمه الموضوع فى خنصرها قاطع لحظتها هو عندما اقترب وقد يبدو انه خرج من الغرفه منذ لحظات وامسك بيدها ليقترب من والديها ويتحدث برجوليه طاغيه وجديه : عمى تسمحلى أنفذ الكلام الى كنت قلته لحضرتك ونروح

نظرت له بعدم فهم وعقدت حاجبيها أكثر عندما سمعت رد والدها بأن لا كلام له الا بموافقه ابنته

كريم : رنا وافقت يا عمى متقلقش

سالت بتعجب : وفقت على أي ؟!

غمز لها كريم بخفه وهو يحتضنها وهو يحاوطها بذراعه : على اننا نروح على شقتنا على طول يا رنوو

كادت ان تشهق وتعترض ولكنه قاطع ذلك بكلاماته الصارمه : نستأذن أحنا بقا يا عمى
وبسرعه أحكم فى مسكها ومشى بسرعه وهى خلفه لا تستطيع إستيعاب ما يحدث فجاءه وجدت نفسها بداخل سيارته وهو يقود السياره بسرعه ففتحت ونطقت بضيق : انت ازاى تعمل كدا

ابتسم بهدوء ونظر نحوها : عملت اى غريب احنا كتبنا الكتاب وكنتى زى القمر وفستان وحركات وقاعه وصارف ومكلفه يعنى متكروتيش يا حبيبتى ليه لا بقاا انا بحبك وعايز يجمعنا سقف واحد

زمجرت بضيق : مش بالطريقه دى انا ...

قاطعها وهو يقف امام أحد العمائر وينزل وهو يفتح باباها ويمسك بيدها لتعتدل وهى تشهق عندما تجده يرفعها محتضن بخصرها لتتشبث برقبته وهو يحملها لتتذمر بحياء : كرررريم ...

ابتسم وهو يغمز لها بضحكه تخطف قلبها : عيون كريم

يلهث ويتصبب عرقً وهو مستلقى على فراشه كانه يصارع وحشاً يبدو أنه كابوساً سيئ يجعله يلهث كمن داخل مصيده أحد الصيادين يتمسك بملاية فراشه يحاول الصمود والمقاومه وأنتفض بفزع وهو يعتدل بجلسته  بأتجاه الباب وهو يمسح ما بين حاجبيه بضيق ويتحرك باتجاهه يفتحه ويهتف بتسأل : مين ولكن عقدة حاجبيه هدأت عندما سمع شهقه أنثوية وابتسمه بمكر وقد علم من هى ولما شهقت واتسعت ابتسامته وهو يسمع هتافها له

_ اه يا قليل الادب انت ازاى تفتح باب أوضتك وانت كدا ؟!

تحدث بخبث وهو يتوجهه باتجاه دولابه متحسس جدار غرفته ويهتف بلعانه : دى أوضتى ودا بيتى امشى وافتح واقفل فيه وانا براحتى مش مجبور أبقى متكتف فيه، وبعدين انا كنت نايم ومش متعود البس تيشرت وانا نايم انتى بقا كنتى عايزه اى

نظرت ندى الى شكله وهو يتحرك متحسس الجدار بمهاره وحرفيه غير عابأ لفقدانه لنظره كان متمكنن فى الحركه حاولت تمالك نبرة صوتها وجعلها خافته وهادئه متحدثه برقه : كنت جايبه لحضرتك نسكافيه

انتهى من ارتداء قميصه والتفت فى اتجاهها وهو يرفع حاجبه متحدث بسخريه : وانتى بقا سيبتى التدريس وأشتغلتى خدامه

حاولت التحكم فى نرفزتها من نطقه لها بالخادمه وتنهدت فهى تعلم الان لما تلك العدائيه اتجاهها ويجب التصرف معه بلين فأبتسمت وكانه يراها وتحدثت وهى تدخل غرفته وتقترب نحوه ملامسه يده برفق : انا بس حبيت أجيب لك النسكافيه كأعتذار عن أى حاجه عملتها وضايقتك وعشان نبدا صفحه جديده

تحدث وهو يبعد يده الملامسه ليدها وهو يعقد حاجبه : مين قالك ان بحب النسكافيه السخيف دا

عقدت حاجبها بتذمر وهى تنظر ليدها الممسكه بكوب النسكافيه وقربتخا نحوه وهى تهتف بتذمر : على فكره النسكافيه مش مشىروب سخيف دا مشروب لذيذ وكمان انا شوفتك بتشربه أكتر من مره وركان قالى أنه مشروبك المفضل

تنرفز فكيف لاخيه أن يتحدث عنه ويحكى لها عن ما يحب وما يكره وهى مجرد معلمه لديه أغتاظ من الفكره وهتف بغضب : مش عايز منك حاجه، خديه وأخرجى برا

والتفت موجهه ظهره لها وهو قابض على كفهه بضيق

نظرت له وهتفت وهى تضع الكوب أعلى مكتبه الموضوع فى أحدى اركان غرفته : هحطهولك على المكتب هنا  ممكن تغير رايك، وتنهدت وخرجت بهدوء

توجهه إلى مكتبه متحسس أعلاه ليجد الكوب موضوع بالفعل ليرتشف منه بهدوء ويتسال فى نفسه ماذا تريد منه؟! لما تتقرب منه وهو دائما ما يغضب ويصرخ بها وينفجر أمامها ساخطا بأنوثتها عقد حاجبيه وضغط على الكوب بيده وفكره أن بالتاكيد تربد ماله وطامعه بثروته فجميع النساء هكذا يطمحون للثرى.

باليوم التالى بنفس المعاد كان مرتديا ملابسه متوجهه الى عمله عازما على عودة بحر المنشاوى بكل قوته وجبروته متحدى فقدانه لنظره ليلقن كل من ترك يده وأبتعد عنه فى أزمته درسا لن بنسوه التفت لخبطات متكرره على باب غرفته فاذن للطارق بالدخول وسمع فتحت الباب ولكن عقد حاجبه عندما مرت دقائق ولم يتحدث احد فتحدث بتسأل : مين فى الاوضه ؟! مين فتح الباب؟

أبتسمت وهى تستفيق من سرحانها به وبمظهره الرسمى وبذلته السوداء وربطه عنه التى جعلته ياخد المظهر المتكامل لرجل الأعمال الجدى حاولت أن تهدأ من نبضات قلبها المتسارعه والمتلهفه للأقتراب منه وتحدثت بعفويه وهى تردد بحماس : جبتلك نسكافيه تشربه قبل ما تروح الشركه ركان قالى انك نويت ترجع للشركه والشغل تانى بعد ما كنت قررت انك مش هتدخل الشركه دى بعد الحادثه وكدا و.......

قاطع ثرثرتها وحديثها المتواصل بضيق : انتى تانى؟! قلت لك مش عايز نسكافيه

نظرت له بأعين لامعه وهى تقترب لتجعله يمسك بالكوب : اى الى هيضرك يعنى لما تشرب النسكافيه الى انا عملته

تحدث بغضب من لمسه يدها وجعله يمسك بالكوب فانتفض وهو يبتعد عنها ليقذف بالكوب بالجدار لينكسر ويتهشم لفتات متساقطه لتنظر لها بأعين دامعه وهى تسمع حديثه وهو يمسك بيدها واليد الاخرى ممسك بعصاته ويتوجهه بها الى خارج الغرفه : قلت لك مش عايز منك حاجه انتى أيه مبتفهميش معندكيش مخ
وبسرعه أغلق الباب فى وجهها تاركها واقفه مصدومه ترتعش من الحزن وعيناها تلمع بالدموع تشعر بالأهانه هى لم تقصد أزعاجه كانت فقط تريد أن تتقرب إليه تجعله يعلم أن النساء ليسوا جميعهم كخطيبته السابقه أنها مختلفه عن غيرها فقط كانت تريد قربه !!!

أغلق الباب ووقف خلفه وهو يقبض على يده بغضب ويهمس بصوت خافت وهو يستمع لخطواتها وهى تبتعد عن الباب وصوت نحيبها وبكائها الخافت تحدث مع نفسه بهمس : كدا أفضل كل الستات زى بعضها دى جنس حواء ماكرات انت مينفعش تسمح بأى ست تدخل حياتك عشان متتصدمش فيهم تانى كفايه الى حصل قبل كدا بلاش تقع فى مكرها وخداعها دى خبيثه وانت عارف ان كل الى بيقربوا ببقوا عايزين فلوسك وسلطتك، لازم تعرف حدودها كويس.

_بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير

تهللت الزغاريط والضحكات والهتافات بين الموجدين تنظر له بعدم تصديق كيف طاوعته ووافقت على ذلك بتلك السرعه نظرت له وهو يبتسم ويتبادل الضحك بين المعازيم ووالدته يبدو عليه السعاده التفت لها وامسك بيدها وهو يقبل كفها بهدوء ومن ثم أقترب من جبينها وهو يقبله بحب أحتبست أنفاسها بخجل وهو يقترب منها ويهمس فى أذنها بمكر : مبارك عليا أنتى يا ست البنات

نظرت له وقد تلونت وجنتيها بحُمرة الخجل وارتعشت يدها وقد لاحظ هو ذلك فأمسك بيدها وهو يربت عليهم بهدوء محاولا بث الدف بهم فقد كانوا كالوح الثلج تماما مرددا : هشش أهدى متتوتريش كل حاجه تمام مش بعض أنا دا أنا ببارلكلك يا جميل أنت يا حلو

اصتبغ وجهها مره أخرى وهى تلكزه فى كتفه بحياء : محمود اتلم

قهقه هو برجوليه وهو يقترب منها لغمز بمكر : هتلم الوقتى بس مسيرى أتبعتر وحياتك وقتها ما تعرفى تزوغى منى

شهقت بصدمه عندما فهمت ما يؤمى إليه :  يا سافل يا قليل الادب

ضحك بقوه وهو يمسك معدته : دماغك راحت فين اقصد أنى بعدين هتكلم براحتى اتنيلى دا انتى دماغك بتحدف شمال كدا على طول

رفعت حاجبها وتحدثت وهى تعقد يديها فوق صدرها : يا سلاااام !!!

غمز لها محمود : وحياة عمو عبد السلام

تحدثت روح بسخريه : على اساس صدقتك يعنى ومش عارف دماغك

محمود ببتسامه : أحبك أنت وانتى فاهمه دماغك كدا أحم بقول لك اى هشش لابوكى يسمعنا ويفكرنا بنقول حاجه عيب ولا حاجه أعملى حسابك الفرح كمان شهر بالضبط أنا اتفقت مع أبوكى على كدا

روح بنرفزه : أسمها باباكى أى أبوكى دى ؟! يااايي بلدى أوى

محمود : نعم نعم يا عنيااااا لا اقفى معوج واتكلمى عدل أشحاااتل أنا الى مربيكى يا رووح

روح بخوف : أحم ... خلاص خلاص أهدى يا عم الشبح

محمود وهو يضبط ياقة قميصه : هديت يا برنس الليالى

انتفضا وهما يسمعان والدة روح مردده بأشمئزاز : شبح وبرنس الليالى انتوا قاعدين فى غرزه ولا أى

محمود وهو يحك راسه باحراج : دا بنتك هى الى بتجرجرنى للكلام دا أما أنا فأنا فى حالى خالص ..

ضحكت روح بقوه وهى تضع يدها فوق فمها : يا نهااار كذب أنت خوفت ولا أى يا صاحبى امى عارفه كل بلاوى وعارفه أنى عدوه.

محمود وهو يلكزها وينظر لها بقوه : أحم اسكتى يا روح لمامتك تاخد علينا فكره وحشه

نطقت والدته روح بضحك : على اساس وضعكوا جديد عليا مش حافظاه يعنى !!

روح بضحك : معلش يا ماما اصل محمود مفكر نفسه عريس ومحروج بقا وكدا

محمود برفعه حاجب : نعم أى مفكر نفسه عريس دى أنا عريس يا ماما أنتى مش واخده بالك من البدله ولا أى دا أنا صارف ومكلف

روح وهى تغمز له بشقاوه : أحلا عريس دا ولا اى دا أنت قمر وجميل ومسبسب وهتتحسد 

محمود بضحك : أى دا انا بتعاكس باين

روح بخفه : أنا عن نفسى اه بعاكسك هو حد يشوف الحلاوه دى وميعكسش

تنظر له بضيق وقد وقفت فى نصف الطريق : اه يا بصباص يا بتاع البنات يا أبو غين زايغه وعامل فيها دكتور ومحترم وانت طلعت ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي