الفصل الخامس

الحلقة الخامسة
الهروب من الواقع
.......................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أولادكم أمانة ستسئلون عنها يوم القيامة ، فكلكم راع ومسئول عن رعيته .
ونتيجة إهمال اميرة فى متابعة أبنائها فى هذا السن الخطر ، سيؤدى إلى نتيجة لا تحمد عقباها .
...........
زياد فى المدرسة مع كريم صديقه صديق السوء.
كريم...ايه يا عمنا شكلك عملت دماغ عالية من الفيديو .

زياد...اسكت من ساعتها مش على بعضى وحاسس انى تعبان وهنفجر كده من جوايا .

كريم بضحك...معلش انت لسه فى اولها بعدين هتفرج الشحنة لما تقابل الموزة صاحبة انتيمتى .
.هتريحك على الاخر .

زياد.....بجد وامتى هنشوفهم ؟

كريم ...مستعجل يعنى .

زياد. ......اه طبعا .
بس مكسوف شوية دى اول مرة أقابل بنت .
.هقولها ايه وهعمل ايه ؟

كريم ......هههههه متقلقش انت هتلاقى الكلام بيطلع لوحده .
أما هتعمل ايه بقه فدى على قد فلوسك .

زياد.....يعنى ايه ؟
كريم.....يعنى شخلخل جيبك اكتر تريحك الموزة اكتر .

زياد...بس انا معيش فلوس كتير ده يدوبك المصروف وبيضيع على السجاير .

كريم......ههههه وعايز تمشى وتروق دماغك ازاى يا شاطر
أتصرف خلى باباك يزودلك المصروف ..

زياد بسخرية ......بابا انت بتحلم .
.ده كده بالعافية وبعد مسمعلى كلمتين فى جنابى .

كريم بمكر شيطانى ....تبقى خنصر يا عم من وراهم .

زياد.....يعنى ايه ؟

كريم......ههههه ده أنت طلعت غشيم اوى للدرجاتى .

هقولك ازاى تخنصر طأطألى ودناك كده .

شييييييش خليك خفيف بس ومتخدش كتير عشان محدش يحس بيك .

زياد بحزن ..يعنى عايزنى أسرق بس انا عمرى ما عملت كده يا كريم .

كريم بمكر ......وليه تسميها سرقة !
ده ابوك مش غريب .
وهنا محاولة اعطاء الحرام صورة حلوة لتغطيته .
إلى ان تصدق انك لا تفعل شىء محرم وهذا خطر شديد ( فالحلال بين ..والحرام بين ).

ومهما أعطوه الان تسمية جديدة لالهاء الناس عن مسماه الحقيقى .
كما فى المثال يسمون الخمر مشروبات روحية.
وقد غلفوه من اسم مختلف لكن هو بالفعل حرام شرعا .

زياد......وايه العمل دلوقتى ؟

كريم......خلاص خروجة النهاردة عليه .
.هعزمكم على اى عصير فى اى كافيه واهو هتبقى قعدة تعارف كلنا مع بعض .
.بس لو عايز تقعد معاها لوحدك يبقى زى ما قولتلك تعمل حسابك .
زياد.....جدع يا صاحبى مش هنسيلك جميلك ده ابدا .

وفعلا بعد المدرسة تجمع زياد وكريم وندى ورودى
واتقابلوا فى كافيه بسيط.
وتعرف زياد على رودى وكانت فتاة مازالت قاصر صغيرة.
ولكن لعوب وملابسها ضيقة جدا وتضع كمية مساحيق هائلة لتظهر انها كبيرة .
غير ضحكاتها العالية وحركاتها المثيرة .
وكلامها الكثير فى المباح وغير المباح .
...فأثرت قلب زياد واعجب بها جدا .
.واخد رقم هاتفها ليكلمها ليلا ليبث لها مشاعره الساخنة.

وتبادله بكلمات تطفىء نار قلبه المشتعلة .

ووقع زياد فى الشهوات وهو مازال فى سن صغير للاسف وكان أولى بوالديه ان يجنباه هذا بتعليمه اداب الاسلام واشغاله بالنشاط الرياضى لكى يفرغ طاقته به ولكن للاسف تناسى الاب والام مصحلة ابنائهم وانشغلوا بمشاكلهم التى لا تنتهى ...
...............
كما عادت زينة من المدرسة هى الأخرى واسرعت إلى غرفتها لتحدث عز وتقى كما اتفقوا على ذلك .

وهذه المرة لم يطلق فقط النكات ليضحكها ولكن حاول مرارا ان يتغزل فيها.
ولعلمه انها مازالت صغيرة فستستجيب سريعا له.
وستتأثر حتما بكلماته المعسولة فهى صيد ثمين وسهل جدا بالنسبة له .

تقى باعتذار ....معلش انا هقوم بقه ولو انى مش عايزة أسيبكم بس ماما بتنادى عليه .

زينة.....طيب هترجعى تانى ؟

تقى مأظنش عشان خارجين ،يلا باى .
ولكن عز استغل هذا الموقف لصالحه ، فحدثها بقوله ...
تسمحيلى افضفض معاكى ونكلم سوا بس لو هتضايقى بلاش .

زينة.....لا ابدا انا مبسوطة اوى وانا بتكلم معاك .

ابتسم عز بمكر مرددا .....بجد يعنى انتى مرتاحة فى الكلام معايا ؟

زينة باحراج.......ايوه _يعنى .

عز.......خلاص من غير متقولى .
انا حاسس بيكى ، وانا كمان من اول مرة كلمتك ومش قادر انسى كلامك معايا.
وحسيت بشعور غريب كده اول مرة أحسه بس هو احساس جميل مخلينى طاير من الفرحة وعايز ديما أشوف صورتك الحلوة دى واتكلم معاكى .

زينة بخجل....بجد انت شايفنى حلوة !

عز.......انتى مش حلوة بس انتى انسة جميلة وكلك انوثة.

(وهنا عز بيضغط على الوتر الحساس عشان يخرجها من طفولتها وتحس كانها امراة بالغة وتعامله بهذا الاساس وهذا كله فى غياب الام والبنت فى سن خطر لا تعى شيئا )

زينة بخجل ...انا مش عرفة أقولك ايه ، بس انا كمان مبسوطة وانا بتكلم معاك اوى .

عز بخبث .....انتى حبيبتى قبل كده يا زينة ؟

زينة بنفى ........انا_لا .
لا انا معرفش يعنى ايه حب لسه بدرى على الكلام ده .

عز بمكر....الحب يا جميل انك تلاقى نفسك مع واحد تحبى تكلمى معاه وتحبى تشوفيه وتحسى ديما انك فرحانة وطايرة كده فى السما .

زينة بتعجب ...هو ده الحب !

عز......ايوه يا قمر وده اللى حسه معاكى وخايف انك متبدلنيش نفس الشعور .
خايف اتصدم صراحة .

(يارب تصدمك عربية زبالة يا اخى )

زينة بخجل....بس انا فعلا حاسه بالحجات اللى قولتلى عليها دى .
يعنى معقولة انا فعلا عرفت ووقعت فى الحب اللى بيقولوا عليه ده .

عز..... ايوه يا عمرى هو ده الحب ومتصوريش انا سعيد ازاى انى هكون اول واحد فى حياتك واخر واحد.
وهتكونى من نصيبى لما اخلص تعليمى .
)عيل بيكلم فى الحب صبرنى يارب ).

زينة......متصورش انت خلتنى سعيدة ازاى .
بعد ماكنت حزينة اوى من كتر المشاكل اللى فى بيتنا .

عز......متقلقيش يا حبيبتى.
.انا هنسيكى كل الحزن ومش هتشوفى تانى الا السعادة والفرح طول ما قلبى بيحبك .

بس نفسى اسمعها منك .

زينة بخجل....هى ايه ؟

عز بمكر..
..تقولى بحبك يا عز.
زينة بخجل ......بحبكككككككك .

عز بفرحة ......ياه احلى كلمة نورت حياتى ...
.................
وفى هذا الوقت قامت الأم بالنداء على أطفالها زينة وزياد .

زينة.....زياد ...يلا الغدا جاهز .
وكأن تناول الطعام هو الذى فقط يجمعهم مع بعضهما البعض .
ولا يوجد اشياء اخرى ، مشتركة او كلام تقدر تتعرف به على احساسهم ورغباتهم وتشاركهم اهتمامتهم .
وعندما سمعت زينة نداء والدتها شعرت بالخوف .

فرددت بقلق ....انا هقفل معلش دلوقتى يا عز .
.ماما بتنادى للغدا .

عز......هتوحشينى .

زينة.....وانت كمان .

عز.....بس اوعدينى ،تفتحى باليل عشان مش هقدر أستنى لبكرة كل ده مكلمكيش .

زينة......حاضر هفتح اكيد ...يلا باى .

ثم بعث بها عز ايموشن قلب .
لتبتسم زينة من تلك السعادة الواهمة.

كررت اميرة النداء مرة أخرى عليهم بقولها .....الاكل هيبرد يا ولاد .
وانا مش هسخن تانى ، انا تعبت و انتم حرين هتكلوه بارد
زينة ...انا جية اهو يا ماما .

زياد......اهو انا كمان .
طبخلنا ايه النهاردة يا ست الكل ؟

اميرة ... .طبخلاك اللى بتحبه يا لمض .
قلقاس بالفراخ .

زياد....الله تسلم ايديك يا ست الكل .
ثم تابع بقوله ....
.ماما كنت عايزة اقولك على حاجة .
اميرة .......خير منه يا زياد ما انا عرفاك .
ايه عملت حاجة فى المدرسة ؟

إياك ابوك مش فاضى يروح ولا يجى .

زياد...لا يا ماما مش كده.
..انا كان نفسى تزودولى المصروف شوية .

زينة برجاء ....اه يا ماما وانا ياريت .
ده مش بيكفينا حاجة خالص .

اميرة .. ..ليه ان شاءالله مش بيكفى وانا بعملكم السندوتشات معاكم.
وبعملكم عصير وكمان بتاخدوا فلوس بتعملوا بيها ايه ؟

كتر الحلويات مش حلوة عليكوا فكفاية كده مفيش زيادة .

زياد فى نفسه ..... حلويات ايه بس انتى فكرانا عيال لسه !
.
وهنا عدم تفهم الام ان كل سن وله احتياجاته الخاصة .
وتفكيره .
وهى مازالت تنظر إليهم على انهم اطفال صغيرين .
ليسوا متعلقين غير بالشيبسى والمولتو وما شابه ذلك .

زياد بإلحاح .. ..يا ماما عشان خاطرى بس كلمى بابا يزودلى المصروف .
انا كبرت .
.ولازم يبقى معايا فلوس فى جيبى وليه اصحاب ديما هما بيعزومنى وانا نفسى اعزمهم زى ما بيعزومنى .

اميرة ....واحنا ملنا بصحابك .
ومتخلهمش يعزومك على حاجة انت معاك اللى يكفيك .

فقام بلال ليقبل يدها ورأسها لكى توافق على زيادة المصروف.

اميرة بنفاذ صبر.....خلاص هكلم ابوك لما يجى وربنا يستر بقه ميسمعش بينا الجيران وتبقى ليلة فل .

.زينة....يارب يوافق .

اميرة ..يارب .
ثم تابعت بقولها..
ويلا كلوا بقه الاكل برد .
وعندما انتهوا اسرع كل واحدا إلى غرفته ، ليستكمل ما كان يفعله من لهو .
.......................
وانتظرت اميرة علاء ليلا بعد فراغه من عمله لمى تحدثه فى أمر زيادة المصروف .
وحاولت اميرة بكل جهدها أن تكون لطيفة معه.
كما هيئت جو رومانسى مع زينة رقيقة لوجهها وملابس ملفتة للنظر لترقق قلبه حتى يوافق على زيادة المصروف.

وبالفعل عاد علاء من عمله ، فوجد البيت لطيف وهادىء ورائحته طيبة ، فتعجب .
ثم وجد اميرة أمامه تستقبله بابتسامة مشرقة وليس كعادتها فى العبوس وكلمتها المعتادة ، اتأخرت ليه ؟
اكيد كنت قاعد مع صاحبك على الكافيه .
اه ما انت ناسى أن وراك زوجة وأولاد ومحتاجين راعيتك .
ولكنها وجدها تلك المرة مختلفه ، ابتسامه مع عناق حار ، ثم همست ...وحشتنى .
علاء مندهشا ...ده ايه الرضا ده كله !
مش متعود انا على الحنان ده كله !
اميرة بإبتسامة ....من النهاردة يا حبيبى .
بس المهم انك تكون رايق .
علاء ...لا ده انا اروقلك يا جميل .
لحظة بس اخد دش ، عقبال متسخنيلى الاكل عشان ميت من الجوع .
اميرة ...غريبة يعنى مأكلتش مع صحابك النهاردة كالعادة .
علاء ...مهو اخر الشهر يا حبى ، والمرتب بح ، ومفيش مصاريف .
فقولت اكل من ايديكى الحلوة .
ابتسمت اميرة على مضض قائلة ...بس كده عيونى حاضر يا حبيبى .
ثم تركها وذهب المرحاض ، ولكنها وضعت يدها على جبتها بحزن مرددة ...طيب أقوله ازاى بقا على زيادة المصروف ، وهو بيقول معييش .
دى حاجة صعبة والله .
ثم ذهب لإعداد الطعام ، شاردة فيما سوف تقوله له .
فما ستفعل وما تقول وما سيكون رد فعل علاء ؟
وما سيفعل الماكر عز مع تلك البريئة زينة ؟
وايضا زياد ما سيفعل حتى ترضى عنه تلك اللعوب رودى ؟
هذا ما سنعلمه فى الحلقة القادمة بإذن الله.
فكونوا بالقرب احبتى.
...........
اللهم نسالك جبرا وان كنا لا نستحق .
.......
ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي