الخيط الرابع

مُشاعر مُتهلكه وقلوب مبتوره تتمنى القليل ولا تحصدهُ وكان أتئلاف الهوى اثم يعاقب عليه بالفراق قلوب وحيده مغلق عليها فى الظلام وكلام مكبوت وصراخ لما يسمع أحد وكأن الشجن يأتى ببعدك ؟! 

تجلس على طرف اليخت بعيد كُل البعد عنهم تشاهدهم بحدقيتها التى أهتزت بدموع شددت على طرف الفُستان وهى تراه يقف مع تِلك الفتاه التى سبق وراتها فى المكتب كبت دموعها بعدما صار القريب بعيد والفراق به مرغوب منه لا يهتم بها ولا بمشاعرها التى تركها فى مُنتصف طريق وانسحب

جلست بجوارها ليلى وهى تنظر لمياه :

_مش هلومك على حاجه الانى زى زيك والعناد بيوراث الكُفر لو عايزه تحكى قوليلى كل اللى فى قلبك

حاولت التقطت أنفاسها بصعوبه أثر البكاء لترتمى فى حضانها ليلى باكيه وهى تهتف ما مضي مٌنذ سنتين

"قبل عامين"

رمشت عده مرات قبل أنَّ تفتح عينياها ببطء تشعر بصداع شديد يهاجمها مررت نظرها فى ارجاء الغرفه ولكنها لم تجدهُ تذكرت ما فعله بها وبمشاعرها حاله من الهستريه أصابتها وهى تبكى بنحيب وبكاء رُبت ثابت على ضهرها وهو يهتف ببكاء هو الاخر:

_اهدى ياليلى ميستهلش اللى بتعملى ده ، كفايه اللى حصلك من تحت راسهُ

لم تتوقف عن البكاء حتى اعطاها الطبيب حقنه منومه أغلقت عينياها لتنوى بأن ستفيق غدأ بشخصيه أخرى

مررت سنتين تعلمت القسوه والبرود والسيطره أشتهر أسمها فى الاسواق العالميه تفوقت على الجميع فى مجالها وفى مجال سيارات التى دلفته عند به تشعر ب الانتشاء عندما تُهدم عليه صفقاته واحده تلوى الاخرى

قصت عليها ما فعلته تُتابع أخباره من بعيد ولكنها ليس لها القدره على نسيانهُ تزداد المسافات ويزداد معها الحُب وكأن الحُب يزداد بالبعاد
" البعيد عن العين هو القريب من القلب "

عوده لواقع
حاولت اخد أنفاسها وهى تهتف ببكاء وهى تشعر بجمرات بقلبها :

_مكنتش عايزه الحكايه تنتهى على كده، ولا أنى يجى يوم أمشي من قدامه كأنى غريبه نسيانى وكأن مشاعرى بنسبله مش مهمه لدرجه أنه يضحى ييا ويخونى بطريقه دى حتى سبنى مرميه فى المُستشفى ومسألش عليا ؟!

مسحت دموعها واكملت بيقين:
_ اكيد اللى جايه هيبقى أحلى بكتير من اللى راح ولعل الخير يُكمن فى شر ؟!

هزت راسها موافقه على حديثها لتنهض وهى تتدوار بعينياها فى المكان حتى رات ذلك السلم المؤدى لغرف صعد معها احد العاملين فى اليخت واوصلها جناحها تسطحت على الفرش وهى تضم قدمياها وتقبض على تِلك الاسوره
نظرها مُثبت عليها اغمضت عينياها وهى تستنشق رائحته العالقه بها بعشق

"فى منزل شريف "

الظلام دامس رائحه دُخان تملئ المكان ليتحول ذلك المكان الى خراب زجاج منكسر فى كُل مكان أثر دماء ملوثه الارضيه سند راسهُ على المكتب دلفت بخطوات بطيئه أثر الضرب وهى تهتف ببكاء :

_ليه عملت كده ؟! ، قولتلك غلطه عملتها زمان ليه مش قادر تتخطى ، اللى حابب ذنبها يبقى متعلق فى رقبتى

هبط بقبضه يدهُ على زجاج المكتب لينكسر ويتدفق دماء من كف يدهُ أكمل بخشونه :

_ ذنب موتها متعلق فى رقبتك ليوم دين بسبب غباءك وغيرتك كنت هتسببي فى موتها وموت خالتك والبنت الصغيره فى رقبتك

رفع نظره يمشدها من أعلها الاسفلها تِلك الحسناء تغيرت كثيرا ولكن بعد فوات الأوان هتف بهدوء :

_ أنا بقالى فتره بحاول اتنسا ولكن بفشل احنا مفروض نتطلق

نظرت له بصدمه من حديثه الذي كان بمثابه خنجر تخترق قلبها لتقطعه الى اشلاء صغيره هتفت بهدوء :

_صدقنى يا شريف انا والله ما عملت ليها حاجه انا بحبك انتَ ومن مصلحتى أنها تخلف من حُسام عشان لو فيه خيط لسه متمسك بيه ينقطع والله ما عملت حاجه وكل اللى حصل مليش ذنب فيه ؟!

أنا فعلا بكره حور وحتى بعد اللى حصل لسه بكرها اضعاف كرهى فيها الانها هتفضل طول عمرها ما بينا وده اللى حصل اول مُصيبه وقعت فيها انا اللى اتحملت الغلط انا دلوقت اللى موت خالتى وحفيدتها انا اللى قعدت حور فى المُستشفى شهر عشان وضع رحم ميسوءش انا اللى عملت كده


حاولت كتم دموعها لتهتف بهدوء :
_مبقتش فارقه لو عايز نتطلق انا موافقه ؟!

تركته فى ذلك الظلام ك حاله قلبه تماما زفر بضيق ليغمض عيناه ويترك كل ذلك خلف ضهره


" على اليخت "
تقف بجانبه وهو يتحدث وعلى شفتياها أبتسامه صغيره تخفى ألمها بها لقد كسرها فهو لا يُريد منها طفل يربطهم معا زفرت بهدوء لتحاول كتم مشاعرها قبض على خصرها مُستغل الوضع بأنها لم تثور عليه هتفت من بين أسنانه :

_أبعد لو سمحت ؟!

هتف بعناد بالقرب من أذنها :
_مش هبعد لازم تتأقلمى أن مهما حصل ما بينا عمرك ما هتبعدى عنى تانى

جذبها الاحتضانه حاولت الالفت من بين يده لتستقر وهى تتشبث به ك طفله صغيره وهتفت ببكاء :
_ليه مش عايز تخلف منى ،،انتَ مش بتقول انك بتحبنى ؟!

هز راسه بالموافقه وهو يتطلعها بعيوان تُقطر عشقاً واكمل :

_بموت فيكى مش بس بحبك ، بس موضوع الخلفه هنقفله دلوقت وأنَّ شاء الله ربنا يُرزقنا بطفل قُريب

هزت راسها بالموافقه واغمضت عينياها تستنشق رائحته بعشق مررت نظرها على الجميع لتهتف :
_هو انتَ معرفتش ايه اللى حصل لوسيندا ؟!

زم شفتياه لثوانى واكمل :
_مش راضيه تتكلم بس كُلنا متابعين علاقاتهم الفتره دى لو فيه أى حاجه هتثير شك انها مجبوره مش هيكفنى قتله؟!

بعد ساعات انتهت الحفله فى غرفه لوسيندا
_ انتَ مُستحيل تنام جمبي على سرير ؟!

ابتسم باستفزاز واجاب:
_الاكيد أنى هنام جمبك لانَّ مفيش حاجه مؤهله لنوم غيره؟!

مررت نظرها على الغرفه لتزفر بضيق وهى تتسطع على الجزء من الفراش تسطح على الجانب الاخر تتقلب من هنا لا هنا بعدم راحه حتى اغمضت عينياها بصعوبه فتح عيناه بعدما شعر بأنتظام أنفاسها جذبها بُلطف لتنام فى أحضانه وهو يستنشق رائحتها مل ليطبع قبله على وجنتيها وشفتياها برقه حتى شعر بأفاقتها حاولت الابتعاد ولكن شعرت بقبضته عليها وهو يقبلها بعنف ورغبه تركها بعدما شعر بانقطاع أنفاسها دفن وجهه فى رقبتها

التقطت أنفاسها بصعوبه وهى تبكى بنحيب استطعت الابتعاد لتهتف وهى تهروال من الغرفه
" انا بكرهك "

نظرت حولها لتراه المكان مُظلم والجميع فى غرفته جلست على طرف اليخت المكان المُفضل لها وهى تستنشق رائحه البحر المُنعشه اغمضت عينياها وهى تستند راسها على الحديده

فى غرفه فاتن
هتف ياسين ببراءه وهو يجلس على قدم ابيه :
_ بابي انا عايز لولو

هتفت فاتن بضيق :
_اياك تقرب منها انتَ فاهم ؟!

نظرت لجاسر لتكمل باختتاق :
_انا هبعد عنها لانى تعبت من كل حاجه؟!

لم يتفوه بكلمه يُشاهدها ويتركها تتحدث بكل ما فى قلبها وكل مر الوقت يتاكد من حقيقه واحده فقط
" أن الحُب مش كل حاجه ، فى حاجات كتيره مختلفه بينهم بتبنى ما بينهم حواجز او ممكن ادعا المثاليه اللى كانت فيها بتهدم قدام عينه "

زفر بضيق وهو يشعر بأن مشاعرها اتجاها اقتربت على الانتهاء بعدما تيقن بأن الحُب لوحده لا يكفى ؟!

نهايه الفصل
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي