الفصل السابع
عاود مصطفى الاتصال بريهام اجبته ريهام على الفور
_ انت فينك يا مصطفى من بدرى مش بترد ليه
= فى ايه يابنتى اتكلمى براحة مسحول فالشغى
_ لقينا سعيد ، سعيد عندك فالقاهرة
كان هذا الخبر بمثابة الراحة لمصطفى والطمأنينة عليه
= لقيتوه فين
_ من شوية اخت اسامى كلمتنى وبتقولى عن مكانه وانها قابلته هى واسامة وياسمين وانت عارف انها قاعدة هناك بسبب الكلية وكدا
قصت عليه كل ما قالته لها أخت اسامة فكانت الوقت متاخر جدا ذهب مصطفى إلى المنزل وفى صباح اليوم التالى ذهب حيث العنوان الذى قالته له ريهام وجد بالفعل المقهى سأل العامل ولكنه لم يجيبه عن أى شئ وفى ظل حديثهما كان يراقب الأمر صاحب المحل المجاور وحينما رأى هيئة مصطفى وأستشف منها بأنه ضابط قرر التدخل
_ هو في حاجة ياباشا ، هو عمل حاجة او عليه حاجة
= لا مفيش دا اخويا وهو زعلان مننا شوية وكنا بندور عليه
_ طب بص انا أعرف الحاج ابراهيم اللى هو بياخد منه البضاعة فلو كدا اجبلك رقمه منه ونعرف عنوانه
= طب يلا بسرعة
اتصل الرجل بالحاج ابراهيم فقال لهم أنه سلم البضاعة صباح اليوم وقام بأعطائه مفاتيح الحجرة التى يسكن بها ولكنه اعطاهم رقم هاتفه ، قام مصطفى بالاتصال بالرقم ولكنه كان يعلم قبل الأتصال بأنه طالما فعل ذلك فأنه لابد من أن يكون أغلق هاتفه وهذا بالفعل ما سمعه عندما قام بالاتصال به
عاود مصطفى للمنزل لا حول له ولا قوة نظر لصورة معلقة بصالة المنزل تجمع بينه وبين سعيد
_ ليه كدا ياصاحبى ، ليه تاعبنى وتاعب نفسك هما اذوك وغدرو بيك انا ذنبى ايه ، انا من يوم ما بعدت وانا مش مرتاح انا أجلت خطوبتى عشان أنت مش موجود ، محتاج اخويا فضهرى محتاجك تشاركنى حياتى تانى ، يارب ياصاحبى تدهرلى تانى أو ربنا يعترنى فيك
تحدث يوسف مع والده ليخبره بما حدث وذهب لسريره وهو حزينا جدا على حال صديقه وما فعله بنفسه ..
حينما رأى سعيد اسامة وياسمين فكر فى أن لابد احدا منهم أن يتحدث عن الأمر فيعرف الجميع مكانه وهو يخشى ذلك فقرر ترك البيت واسضا كان سيسلم البضاعة مرة اخرى للتاجر ليستلم عمله فنام يومه وفى صباح اليوم التانى فعل ذلك ، من ثم ذهب لفندق يجلس به لعدة ايام حتى أستلم عمله الجديد وفى أول يوم عمل قابل يوسف
_ انت فين يابنى دا الدنيا مقلوبة عليك
= عليا انا ليه حصل ايه
_ اخوك بقاله كام يوم بينزل المنطقة ويدور عليك
تيقن سعيد بأنه على صواب فهذا ما كان يخشاه فقد علم مصطفى بالأمر والأن يبحث عنه مرة أخرى فأراد ان يتأكد أنه لا يعلم بعمله الجديد بتلك الشركة
_ طب وأنتو عملتوا ايه
= مفيش محدش يعرف طريقك وتليفونك أتقفل ومكنش فى حد عارف يوصلك
_ يعنى هو معرفش انى اشتغلت معاك
= لأ منا مكنتش عارف انت فعلا هتيجى ولا لأ بعد اللى حصل
هدأ سعيد بعدما تأكد من عدم معرفة مصطفى بمكان عمله ولكنه اراد ان يأكد على يوسف بأن لا يفضح الأمر
_ المهم لوجه تانى انت متعرفش عنى حاجة ولا تعرف انا فين
= ليه يابنى كدا دا كان باين عليه اوى انه بيدور عليك بجنون
لم يرد سعيد ان يخبر يوسف بأى شئ ولكنه يخشى أن يتحدث مع أحد
_ أسمع منى بس أوعى تقع بلسانك والنبى وبعدين هفهمك
= طيب تمام هروح اشوف شغلى أنا وبعدين نتكلم وأفهم منك
ترك يوسف سعيد وذهب كلا منهم لمتابعة عمله ....
ظل سعيد يعمل ويثبت للجميع جدارته بالعمل ، أكتسب محبة الجميع بالعمل ، ومحبة زملائه ، فكان يساعد الكل ، وفى بعض الأحيان يتحمل مسؤليات اكبر بالعمل ، ويغطى زملائه فى ايام اجازاتهم حتى أصبح اهم محاسب بالشركة عدى اربعة اشهر على عمله بالشركة ، فأكتسب اموالا من العمل ومكافآت أستأجر شقة خاصة به ووضع بها بعض الأثاث اللائق لشخصا أعزب ، كان سعيد فى ايام اجازته يخرج مع زملائه وحتى فى بعض الاوقات يخرجون بعد العمل مباشرة ، وبالاخص أن اغلبهم لم يتزوجو فكان لا يربطهم مواعيد أو اية التزامات
فى يوم من الأيام كان سعيد ذاهبا إلى أصدقائه بمنطقة المهندسين وقف ينتظرهم على الرصيف ، أخرج علبة سجائره وهذا من الأفعال الجديدة عليه فهو لم يكن يدخن من قبل ، وهو يشعل سيجارته لمح بعينيه رأس رجل تخرج من زجاج السيارة فذهب باتجاهه فى محاولة منه لمعرفة ماذا يحل بالرجل ، فوجده مغشيا عليه نظر الى وجهه فراى بعض القطرات البيضاء تخرج من فمه حاول ان يفيقه حاول ان يفيقه ولم يفق الرجل فعلم أنها غيبوبة ولا يعلم مصدرها ، نظر حوله لم يرى أحدا فقرر أن يساعده بمفرده ، أخرج سعيد الرجل من السيارة ووضعه فوق كتفه ، من ثم أغلق السيارة فراى محفظة الشخص امامه فاخذها معه لربما يسأل عنها من بالمستشفى ، أوقف سيارة تاكسى وأستقلها ومعه الرجل
_ ودينى اقرب مستشفى هنا
تحرك السائق بأتجاه المستشفى وحينما وصلوا أستقبلهم الناس وذهبو به إلى العناية المركزة نادى على سعيد موظف الأستقبال فذهب اليه سعيد
_ ايه علاقتك بالمريض
= لا أنا معرفوش انا لقيته مغمى عليه فالشارع فجبته على هنا
_ بس انا مش هينفع اسجل الحالة لازم حد يضمنه
= مش فاهم ايه المشكلة عادى انا ممكن اضمنه
_ طيب استاذنك بطاقتك
اعطاه سعيد البطاقة وأخذ الرجل البيانات وفى هذه اللحظة كان يخرج الدكتور من غرفة العناية فذهب اليه سعيد ليطمئن على الرجل
_ ها يادكتور هو بخير
= اه هو فاق دلوقتى أنت ابنه
_ لا انا كنت معدى فالشارع ولقيته مغمى عليه فعربيته فجبته وجيت على هنا ، خد حضرتك دا موبيله ودى محفظته جبتهم معايا عشان توصل لأهله
اذهل الدكتور من هذا الفعل ففى هذا الزمان لا يمكن لأحد أن يضيع من وقته فى شئ مفيد فالكل يجرى وراء التراهات والاشايء التى ليست لها قيمة
= معقول فى حد لسة بالخير دا كله
_ لسة الدنيا بخير يادكتور ، هو كان عنده ايه
= دى غيبوبة سكر ، وواضح انها من بدرى أوى ، أنت لو كنت أستنيت عشر دقايق كمان كان زمانه ميت الحمد لله انك جيت فالوثت المناسب
_ الحمد لله
فى ظل حديثهما رن هاتف الرجل فنظر الدكتور وسعيد اليه فوجود اسم المتصل مريم فقال سعيد للدكتور
_ رد يا دكتور ممكن تكون حد من اهله عشان يطمنوا عليه
رد الدكتور على الهاتف وبالفعل كانت ابنته فقام الدكتور بأبلاغها بما حدث واخبرتها بأنها اتية وفى غضون ساعة ونصف كانت متواجدة أطمأنت على والدها من ثم أتت إلى
_ انا مش عارفة اشكر حضرتك ازاى على اللى أنت عملته دا
= لا شكر ولا حاجة دا واجب عليا ، المهم انكم بعد كدا متسيبوهوش لوحده اكيد الدكتور بلغك بحالته
_ اه بلغنى والحمد لله ، لولا حضرتك كان زمان بابا بعد الشر حصله حاجة كبيرة
= الحمد لله انه بخير ، طيب هو حضرتك جايلك حد ولا تحبى انتظر معاكى
_ لا تسلم يارب انا اخواتى جايين فالسكة خلاص
= طيب استأذن انا بعد أذنك
_ لو سمحت
نادت عليه مريم من ثم مدت يدها فى شنطتها وأخرجت مبلغ من المال واعطته لسعيد
_ بص انا عارفة انهم مش حاجة بس هى حاجة بسيطة عشان وقفتك مع بابا
= عيب يا انسة اللى حضرتك بتعمليه دا حطى فلوسك فى شنطتك ، عن اذنك
تركها سعسد وذهب ليعود لمنزله ، كانت مريم تخرج هاتفها لتعلم اين هم اخوتها
على جانب اخر كان مصطفى يتصل بلمياء خطيبته ، فهم فى حكم المخطوبين ولولا ما حدث لسعيد لكانت تمت خطبتهم ، اتصل بها مصطفى من ثم اخبرها بما حدث لأبيها وأن عليهم التوجه للمستشفى
تحرك يوسف إلى المستشفى وتحركت لمياء ايضا وهى فى الطريق هاتفها اعلن عن متصل فاجابت كانت مريم
_ ايه يا لمياء انتى فين كل دا
= خلاص يا حبيبتى انا داخلة على بوابة المستشفى اهو
اغلقت لمياء المكالمة ، وفى غضون دقائق كانت بداخل المستشفى هى ومصطفى
_ ايه يا مريم طمنينى بابا ماله
= غيبوبة سكر بس حصلتله فالشارع ولولا الراجل اللى جابه كان زمان بابا متوفى
فرد عليها مصطفى ..
_ الحمد لله ، طب هو كويس دلوقتى
= اه الحمد لله الدكتور بيقول كان حالته صعبة جدا ، بس دلوقتى احسن ومفيش حاجة ، معلش يا مصطفى انى. كلمتك وقلقتك ، بس أنت عارف مفيش حد غيرك كان هيخلى لمياء تيجى
_ متقوليش كدا يا مريم ، وبعدين لمياء بتحب باباها جدا واول ما سمعت اتخضت جدا ونزلت جرى وانا اللى اخرتها عشان متمشيش بسرعة ويحصل حاجة تانية ..
نظرت مريم إلى لمياء أختها ثم أتبعت
_ طب وبعدين يا لمياء مش ناوية تصالحى بابا
= نتطمن عليه وبعدها كل حاجة تتحل انشاء الله
كان هناك مشاكل بين لمياء ووالدها بسبب رفضه لمصطفى أن يكون زوجا لأبنته ، ولكن مصطفى يعلم سبب تلك الرفض ، لذا كان يتعامل مع الأمر بهدوء فالرجل لديه كل الحق فى ذلك
اراد يوسف معرفة من هو الشخص الذى انفذ حماه الاستاذ سعيد
_ طب وانتى يا مريم متعرفيش مين هو الشخص اللى انقذه ، عشان على الأقل نشكره
= لا انا قابلته فعلا بس تخيلى يا لمياء انه رفض ياخد فلوس وسابنى ومشى لما عملت كدا
_ ايدا غريبة دى
رد عليها مصطفى
= ولا غريبة ولا حاجة فى ناس كتير بتحي تعمل خير بدون مقابل
_ عندك حق يا يوسف انا حتى ملحقتش اتعرف عليها اول ما اتطمن على بابا واتطمن انى جنبه مشى
= لا عادى هنباقى بيناته فى الاستقبال ، نبقى نشوفها لما باباكى يفوق إلا صحيح شيرى فين
ردت عليه مريم لتخبره انها لم تعلمها بما حدث وتركتها نائمة لانها تمر بفترة امتحانات ميد تيرم هذه الفترة
_ كدا أفضل برضو
بعد عدة دقائق كانو يتحدثون بالخارج افاق والدهم من الغيبوبة فراى نفسه مالمستشفى ومعه دكتور فحدثه
_ ايدا انا فين .... وايه اللى جابنى المستشفى
= حمدالله على سلامتك يا فندم الحمد لله ربنا ستر ، ولولا الشاب اللى جابك هنا كان زمان حالتك اتدهورت جدا
_ مين الشاب دا وهو فين
= مشى اول ما بناتك جم ، بس كدا كدا بيناته فى الاستقبال لأنه دخلك المستشفى على ضمانته الشخصية
_ انا عايز بيناته فورا بالله عليك
= عينيا حاضر ربع ساعة بالكتير وتكون عندك
خرج الدكتور ليخبر ابنائه بانه افاق من الغيبوبة ودخلوا ليروه
دخل الثلاثة وتتقدمهم لمياء وحينما رأها والده احس بالحنين ناحية ابنته فهى كانت لا تتحدث معه من قبل
_ لمياء بنتى حبيبتى
= حمدالله على سلامتك يابابا
ارتمت لمياء فى حضن اليها باكية وتحاول الاعتذار له عما سبق
_ واحشنى حضنك اوى يابنتى
= انا اسفة يا بابا سامحنى معلش
كانت مريم تريد انهاء حفلة البماء التى احلت بهم فقالت
_ مخلاص يا جماعة بقى كفاسة دراما
نظر الدكتور سعيد لها ووجد مصطفى
_ ازيك يا مصطفى يابنى
= أزى حضرتك انت يا دكتور حمد الله على سلامتك
_ بص بقى يا مصطفى انت تنزل البلد دلوقتى وتجيب والدك عشان خطوبتك انت ولمياء
تفاجئ مصطفى من تلك الكلام ونظر له مبحلقا
= انت بتتكلم جد يا عمى
_ وانا من امتى كان في هزار بينى وبينك ياض انت .. ها هتنجز ولا ارجع فى كلامى
رد عليه مصطفى سريعا
= لا لا لا ترجع فى كلامك ايه ... انا مصدقت
كانت لمياء مازالت فى حضن ابيها ولكنها ضمته اكثر واتبعت
_ انا بحبك اوى يابابا
= ربنا يخليكوا ليا وما يحرمنى منكم ابدا
وفى ظل حديثهم دخل عليهم الممرض ومعه اوراق بيديه اعطاه للدكتور سعيد
_ ورينى بقى مين الشاب دا اللى عمل الموقف النبيل دا
فتح الدكتور سعيد الورق وشاهت صورة البطاقة ثم اتسعت عيناه واردف
_ ايدا طب ازاى ... دى بيناته فعلا
ردت عليه لمياء
= فى ايه يابابا
_ خدى شوفى بنفسك
أخذت لمياء الاوراق ونظرت بها فعلمت انه سعيد صديق مصطفى
_ ايدا يا مصطفى دا سعيد صاحبك
= سعيد ازاى وراح فين
نظر اليها الوالد واتبع قائلا
_ دا بس اللى اخدتى بالك منه ، محدتيش بالك من حاجة تانية
نظرت لمياء مرة أخرى للأوراق فكانت الصدمة عليها غير مفهومة فهى لم تستوعب ما حدث حتى الأن او ما تقرأه
_ ايدا دا بجد يابابا ؟! طب ازاى فهمنى
.......... ................ ............. .........
عودة من الفلاش باك
بعدما أخذ مصطفى طلقات نارية وكان دمه يسيل اتت على الفور سيارة الاسعاف وتم نقله إلى مستفشى الأقصر العام كان يتواجد معه سعيد ووالد مصطفى الحاج على ابلغ سعيد الحاج على انه لا يريد ان يعرف أحدا بتلك الحادثة وهذا بعدما تأكدوا أن الطلقتين الذين استقرو بجسد مصطفى لم يكونو مناطق خطر وكانو سطحيين ، وافقه الحاج على بدون أن يعلم أو يخبر احدا بذلك
افاق مصطفى بعدما اخرجت الطلقات منه ورأو ان حالته مستقرة جلس يوما واحد بالمستشفى وفى اليوم التالى خرج وذهب إلى منزل ابيه ومعه سعيد ، اطمئنت والدته عليه واخته حينما رأو ان يديه معلقة فكانت الطلقتين استقرو واحدة بزراعه الايمن والثانية بكتفه وبعدها ذهبوا وتركوهم يجلسون مع بعضهم
_ انت فينك يا مصطفى من بدرى مش بترد ليه
= فى ايه يابنتى اتكلمى براحة مسحول فالشغى
_ لقينا سعيد ، سعيد عندك فالقاهرة
كان هذا الخبر بمثابة الراحة لمصطفى والطمأنينة عليه
= لقيتوه فين
_ من شوية اخت اسامى كلمتنى وبتقولى عن مكانه وانها قابلته هى واسامة وياسمين وانت عارف انها قاعدة هناك بسبب الكلية وكدا
قصت عليه كل ما قالته لها أخت اسامة فكانت الوقت متاخر جدا ذهب مصطفى إلى المنزل وفى صباح اليوم التالى ذهب حيث العنوان الذى قالته له ريهام وجد بالفعل المقهى سأل العامل ولكنه لم يجيبه عن أى شئ وفى ظل حديثهما كان يراقب الأمر صاحب المحل المجاور وحينما رأى هيئة مصطفى وأستشف منها بأنه ضابط قرر التدخل
_ هو في حاجة ياباشا ، هو عمل حاجة او عليه حاجة
= لا مفيش دا اخويا وهو زعلان مننا شوية وكنا بندور عليه
_ طب بص انا أعرف الحاج ابراهيم اللى هو بياخد منه البضاعة فلو كدا اجبلك رقمه منه ونعرف عنوانه
= طب يلا بسرعة
اتصل الرجل بالحاج ابراهيم فقال لهم أنه سلم البضاعة صباح اليوم وقام بأعطائه مفاتيح الحجرة التى يسكن بها ولكنه اعطاهم رقم هاتفه ، قام مصطفى بالاتصال بالرقم ولكنه كان يعلم قبل الأتصال بأنه طالما فعل ذلك فأنه لابد من أن يكون أغلق هاتفه وهذا بالفعل ما سمعه عندما قام بالاتصال به
عاود مصطفى للمنزل لا حول له ولا قوة نظر لصورة معلقة بصالة المنزل تجمع بينه وبين سعيد
_ ليه كدا ياصاحبى ، ليه تاعبنى وتاعب نفسك هما اذوك وغدرو بيك انا ذنبى ايه ، انا من يوم ما بعدت وانا مش مرتاح انا أجلت خطوبتى عشان أنت مش موجود ، محتاج اخويا فضهرى محتاجك تشاركنى حياتى تانى ، يارب ياصاحبى تدهرلى تانى أو ربنا يعترنى فيك
تحدث يوسف مع والده ليخبره بما حدث وذهب لسريره وهو حزينا جدا على حال صديقه وما فعله بنفسه ..
حينما رأى سعيد اسامة وياسمين فكر فى أن لابد احدا منهم أن يتحدث عن الأمر فيعرف الجميع مكانه وهو يخشى ذلك فقرر ترك البيت واسضا كان سيسلم البضاعة مرة اخرى للتاجر ليستلم عمله فنام يومه وفى صباح اليوم التانى فعل ذلك ، من ثم ذهب لفندق يجلس به لعدة ايام حتى أستلم عمله الجديد وفى أول يوم عمل قابل يوسف
_ انت فين يابنى دا الدنيا مقلوبة عليك
= عليا انا ليه حصل ايه
_ اخوك بقاله كام يوم بينزل المنطقة ويدور عليك
تيقن سعيد بأنه على صواب فهذا ما كان يخشاه فقد علم مصطفى بالأمر والأن يبحث عنه مرة أخرى فأراد ان يتأكد أنه لا يعلم بعمله الجديد بتلك الشركة
_ طب وأنتو عملتوا ايه
= مفيش محدش يعرف طريقك وتليفونك أتقفل ومكنش فى حد عارف يوصلك
_ يعنى هو معرفش انى اشتغلت معاك
= لأ منا مكنتش عارف انت فعلا هتيجى ولا لأ بعد اللى حصل
هدأ سعيد بعدما تأكد من عدم معرفة مصطفى بمكان عمله ولكنه اراد ان يأكد على يوسف بأن لا يفضح الأمر
_ المهم لوجه تانى انت متعرفش عنى حاجة ولا تعرف انا فين
= ليه يابنى كدا دا كان باين عليه اوى انه بيدور عليك بجنون
لم يرد سعيد ان يخبر يوسف بأى شئ ولكنه يخشى أن يتحدث مع أحد
_ أسمع منى بس أوعى تقع بلسانك والنبى وبعدين هفهمك
= طيب تمام هروح اشوف شغلى أنا وبعدين نتكلم وأفهم منك
ترك يوسف سعيد وذهب كلا منهم لمتابعة عمله ....
ظل سعيد يعمل ويثبت للجميع جدارته بالعمل ، أكتسب محبة الجميع بالعمل ، ومحبة زملائه ، فكان يساعد الكل ، وفى بعض الأحيان يتحمل مسؤليات اكبر بالعمل ، ويغطى زملائه فى ايام اجازاتهم حتى أصبح اهم محاسب بالشركة عدى اربعة اشهر على عمله بالشركة ، فأكتسب اموالا من العمل ومكافآت أستأجر شقة خاصة به ووضع بها بعض الأثاث اللائق لشخصا أعزب ، كان سعيد فى ايام اجازته يخرج مع زملائه وحتى فى بعض الاوقات يخرجون بعد العمل مباشرة ، وبالاخص أن اغلبهم لم يتزوجو فكان لا يربطهم مواعيد أو اية التزامات
فى يوم من الأيام كان سعيد ذاهبا إلى أصدقائه بمنطقة المهندسين وقف ينتظرهم على الرصيف ، أخرج علبة سجائره وهذا من الأفعال الجديدة عليه فهو لم يكن يدخن من قبل ، وهو يشعل سيجارته لمح بعينيه رأس رجل تخرج من زجاج السيارة فذهب باتجاهه فى محاولة منه لمعرفة ماذا يحل بالرجل ، فوجده مغشيا عليه نظر الى وجهه فراى بعض القطرات البيضاء تخرج من فمه حاول ان يفيقه حاول ان يفيقه ولم يفق الرجل فعلم أنها غيبوبة ولا يعلم مصدرها ، نظر حوله لم يرى أحدا فقرر أن يساعده بمفرده ، أخرج سعيد الرجل من السيارة ووضعه فوق كتفه ، من ثم أغلق السيارة فراى محفظة الشخص امامه فاخذها معه لربما يسأل عنها من بالمستشفى ، أوقف سيارة تاكسى وأستقلها ومعه الرجل
_ ودينى اقرب مستشفى هنا
تحرك السائق بأتجاه المستشفى وحينما وصلوا أستقبلهم الناس وذهبو به إلى العناية المركزة نادى على سعيد موظف الأستقبال فذهب اليه سعيد
_ ايه علاقتك بالمريض
= لا أنا معرفوش انا لقيته مغمى عليه فالشارع فجبته على هنا
_ بس انا مش هينفع اسجل الحالة لازم حد يضمنه
= مش فاهم ايه المشكلة عادى انا ممكن اضمنه
_ طيب استاذنك بطاقتك
اعطاه سعيد البطاقة وأخذ الرجل البيانات وفى هذه اللحظة كان يخرج الدكتور من غرفة العناية فذهب اليه سعيد ليطمئن على الرجل
_ ها يادكتور هو بخير
= اه هو فاق دلوقتى أنت ابنه
_ لا انا كنت معدى فالشارع ولقيته مغمى عليه فعربيته فجبته وجيت على هنا ، خد حضرتك دا موبيله ودى محفظته جبتهم معايا عشان توصل لأهله
اذهل الدكتور من هذا الفعل ففى هذا الزمان لا يمكن لأحد أن يضيع من وقته فى شئ مفيد فالكل يجرى وراء التراهات والاشايء التى ليست لها قيمة
= معقول فى حد لسة بالخير دا كله
_ لسة الدنيا بخير يادكتور ، هو كان عنده ايه
= دى غيبوبة سكر ، وواضح انها من بدرى أوى ، أنت لو كنت أستنيت عشر دقايق كمان كان زمانه ميت الحمد لله انك جيت فالوثت المناسب
_ الحمد لله
فى ظل حديثهما رن هاتف الرجل فنظر الدكتور وسعيد اليه فوجود اسم المتصل مريم فقال سعيد للدكتور
_ رد يا دكتور ممكن تكون حد من اهله عشان يطمنوا عليه
رد الدكتور على الهاتف وبالفعل كانت ابنته فقام الدكتور بأبلاغها بما حدث واخبرتها بأنها اتية وفى غضون ساعة ونصف كانت متواجدة أطمأنت على والدها من ثم أتت إلى
_ انا مش عارفة اشكر حضرتك ازاى على اللى أنت عملته دا
= لا شكر ولا حاجة دا واجب عليا ، المهم انكم بعد كدا متسيبوهوش لوحده اكيد الدكتور بلغك بحالته
_ اه بلغنى والحمد لله ، لولا حضرتك كان زمان بابا بعد الشر حصله حاجة كبيرة
= الحمد لله انه بخير ، طيب هو حضرتك جايلك حد ولا تحبى انتظر معاكى
_ لا تسلم يارب انا اخواتى جايين فالسكة خلاص
= طيب استأذن انا بعد أذنك
_ لو سمحت
نادت عليه مريم من ثم مدت يدها فى شنطتها وأخرجت مبلغ من المال واعطته لسعيد
_ بص انا عارفة انهم مش حاجة بس هى حاجة بسيطة عشان وقفتك مع بابا
= عيب يا انسة اللى حضرتك بتعمليه دا حطى فلوسك فى شنطتك ، عن اذنك
تركها سعسد وذهب ليعود لمنزله ، كانت مريم تخرج هاتفها لتعلم اين هم اخوتها
على جانب اخر كان مصطفى يتصل بلمياء خطيبته ، فهم فى حكم المخطوبين ولولا ما حدث لسعيد لكانت تمت خطبتهم ، اتصل بها مصطفى من ثم اخبرها بما حدث لأبيها وأن عليهم التوجه للمستشفى
تحرك يوسف إلى المستشفى وتحركت لمياء ايضا وهى فى الطريق هاتفها اعلن عن متصل فاجابت كانت مريم
_ ايه يا لمياء انتى فين كل دا
= خلاص يا حبيبتى انا داخلة على بوابة المستشفى اهو
اغلقت لمياء المكالمة ، وفى غضون دقائق كانت بداخل المستشفى هى ومصطفى
_ ايه يا مريم طمنينى بابا ماله
= غيبوبة سكر بس حصلتله فالشارع ولولا الراجل اللى جابه كان زمان بابا متوفى
فرد عليها مصطفى ..
_ الحمد لله ، طب هو كويس دلوقتى
= اه الحمد لله الدكتور بيقول كان حالته صعبة جدا ، بس دلوقتى احسن ومفيش حاجة ، معلش يا مصطفى انى. كلمتك وقلقتك ، بس أنت عارف مفيش حد غيرك كان هيخلى لمياء تيجى
_ متقوليش كدا يا مريم ، وبعدين لمياء بتحب باباها جدا واول ما سمعت اتخضت جدا ونزلت جرى وانا اللى اخرتها عشان متمشيش بسرعة ويحصل حاجة تانية ..
نظرت مريم إلى لمياء أختها ثم أتبعت
_ طب وبعدين يا لمياء مش ناوية تصالحى بابا
= نتطمن عليه وبعدها كل حاجة تتحل انشاء الله
كان هناك مشاكل بين لمياء ووالدها بسبب رفضه لمصطفى أن يكون زوجا لأبنته ، ولكن مصطفى يعلم سبب تلك الرفض ، لذا كان يتعامل مع الأمر بهدوء فالرجل لديه كل الحق فى ذلك
اراد يوسف معرفة من هو الشخص الذى انفذ حماه الاستاذ سعيد
_ طب وانتى يا مريم متعرفيش مين هو الشخص اللى انقذه ، عشان على الأقل نشكره
= لا انا قابلته فعلا بس تخيلى يا لمياء انه رفض ياخد فلوس وسابنى ومشى لما عملت كدا
_ ايدا غريبة دى
رد عليها مصطفى
= ولا غريبة ولا حاجة فى ناس كتير بتحي تعمل خير بدون مقابل
_ عندك حق يا يوسف انا حتى ملحقتش اتعرف عليها اول ما اتطمن على بابا واتطمن انى جنبه مشى
= لا عادى هنباقى بيناته فى الاستقبال ، نبقى نشوفها لما باباكى يفوق إلا صحيح شيرى فين
ردت عليه مريم لتخبره انها لم تعلمها بما حدث وتركتها نائمة لانها تمر بفترة امتحانات ميد تيرم هذه الفترة
_ كدا أفضل برضو
بعد عدة دقائق كانو يتحدثون بالخارج افاق والدهم من الغيبوبة فراى نفسه مالمستشفى ومعه دكتور فحدثه
_ ايدا انا فين .... وايه اللى جابنى المستشفى
= حمدالله على سلامتك يا فندم الحمد لله ربنا ستر ، ولولا الشاب اللى جابك هنا كان زمان حالتك اتدهورت جدا
_ مين الشاب دا وهو فين
= مشى اول ما بناتك جم ، بس كدا كدا بيناته فى الاستقبال لأنه دخلك المستشفى على ضمانته الشخصية
_ انا عايز بيناته فورا بالله عليك
= عينيا حاضر ربع ساعة بالكتير وتكون عندك
خرج الدكتور ليخبر ابنائه بانه افاق من الغيبوبة ودخلوا ليروه
دخل الثلاثة وتتقدمهم لمياء وحينما رأها والده احس بالحنين ناحية ابنته فهى كانت لا تتحدث معه من قبل
_ لمياء بنتى حبيبتى
= حمدالله على سلامتك يابابا
ارتمت لمياء فى حضن اليها باكية وتحاول الاعتذار له عما سبق
_ واحشنى حضنك اوى يابنتى
= انا اسفة يا بابا سامحنى معلش
كانت مريم تريد انهاء حفلة البماء التى احلت بهم فقالت
_ مخلاص يا جماعة بقى كفاسة دراما
نظر الدكتور سعيد لها ووجد مصطفى
_ ازيك يا مصطفى يابنى
= أزى حضرتك انت يا دكتور حمد الله على سلامتك
_ بص بقى يا مصطفى انت تنزل البلد دلوقتى وتجيب والدك عشان خطوبتك انت ولمياء
تفاجئ مصطفى من تلك الكلام ونظر له مبحلقا
= انت بتتكلم جد يا عمى
_ وانا من امتى كان في هزار بينى وبينك ياض انت .. ها هتنجز ولا ارجع فى كلامى
رد عليه مصطفى سريعا
= لا لا لا ترجع فى كلامك ايه ... انا مصدقت
كانت لمياء مازالت فى حضن ابيها ولكنها ضمته اكثر واتبعت
_ انا بحبك اوى يابابا
= ربنا يخليكوا ليا وما يحرمنى منكم ابدا
وفى ظل حديثهم دخل عليهم الممرض ومعه اوراق بيديه اعطاه للدكتور سعيد
_ ورينى بقى مين الشاب دا اللى عمل الموقف النبيل دا
فتح الدكتور سعيد الورق وشاهت صورة البطاقة ثم اتسعت عيناه واردف
_ ايدا طب ازاى ... دى بيناته فعلا
ردت عليه لمياء
= فى ايه يابابا
_ خدى شوفى بنفسك
أخذت لمياء الاوراق ونظرت بها فعلمت انه سعيد صديق مصطفى
_ ايدا يا مصطفى دا سعيد صاحبك
= سعيد ازاى وراح فين
نظر اليها الوالد واتبع قائلا
_ دا بس اللى اخدتى بالك منه ، محدتيش بالك من حاجة تانية
نظرت لمياء مرة أخرى للأوراق فكانت الصدمة عليها غير مفهومة فهى لم تستوعب ما حدث حتى الأن او ما تقرأه
_ ايدا دا بجد يابابا ؟! طب ازاى فهمنى
.......... ................ ............. .........
عودة من الفلاش باك
بعدما أخذ مصطفى طلقات نارية وكان دمه يسيل اتت على الفور سيارة الاسعاف وتم نقله إلى مستفشى الأقصر العام كان يتواجد معه سعيد ووالد مصطفى الحاج على ابلغ سعيد الحاج على انه لا يريد ان يعرف أحدا بتلك الحادثة وهذا بعدما تأكدوا أن الطلقتين الذين استقرو بجسد مصطفى لم يكونو مناطق خطر وكانو سطحيين ، وافقه الحاج على بدون أن يعلم أو يخبر احدا بذلك
افاق مصطفى بعدما اخرجت الطلقات منه ورأو ان حالته مستقرة جلس يوما واحد بالمستشفى وفى اليوم التالى خرج وذهب إلى منزل ابيه ومعه سعيد ، اطمئنت والدته عليه واخته حينما رأو ان يديه معلقة فكانت الطلقتين استقرو واحدة بزراعه الايمن والثانية بكتفه وبعدها ذهبوا وتركوهم يجلسون مع بعضهم