الحلقه الرابعه
خطوات الشيطان
الحلقه الرابعه
خيم الصمت على المكان فما أحد منهم يعرف بماذا يجب، فكرت رحمه بسرعه وقالت: حلم أيه وورث أيه؟! ده احنا بنحكي على اليوم اللى روحنا فيه المصيف ساعت ما تهت منكم فاكره، لما بوظته عليكم ورجنا في نفس اليوم.
زفرت سهام وكأن روحها عادت اليها قائله: ده كان يوم منيل ومن ساعتها مفكرناش نروح مصايف تاني.
اسرع والده ( مراد) اليه قائلا: سيبك من كلام البنت دي وقولى عامل ايه دلوقتي طمني عليك يا حبيبي؟
اومأ أياد بعينه قائلا: الحمد لله احسن شويه رغم اني حاسي بوجع فى جسمي كله، وزي ما يكون فى ناس عاملين حفله فى نفوخي، ومش عارف أيه سبب الصداع الفظيع ده .
ربت مراد على كتفه: معلش الدكتور قال ان ده من اعراض الحمه اللى عندك، انما انت خارج من اوضتك ليه؟
اخذ أياد نفس وزفره: عايز اخد دش واتوضى عشان اصلى انا أكيد فاتني صلوات كتير وانا تعبان .
لف مراد يده حول خصره واخذ يده وضعها حول عنقه قائلا: سبيه انتِ يا سهام هسنده وادخله انا الحمام، شوفي ان كنتى تسخنيله حاجه ياكلها على ما يجي الدكتور.
اومأت بالموافقه قائله: حاضر هجبله هدوم من الدولاب واسخن الاكل .
بادرتها رحمه قائله: هاتي انتِ الهدوم وانا هسخن الاكل .
وتحركت نحو المطبخ دخلت سهام الى غرفته احضرت له ملابس واعتطتها لوالده، ودخلت تساعد رحمه فى تسخين الطعام، اخذ اياد حمام وخرج كان والده ينتظره بالخارج، سنده الى غرفته وأجلسه على سريره قائلا: ريح على ما اختك تجبلك الاكل.
تنهد أياد: عايز اقف اصلى بس حاسس اني مش قادر .
ربت مراد على كتفه: ربنا رحيم يا بني صلي وانت قاعد على سريرك .
اومأ اياد بالموافقه وجهه والده تجاه القبله وتركه يصلى وخرج، وجد سهام ورحمه قد احضرتا الطعام، رن جرس الباب فأشار مراد لرحمه بأدخال الطعام لاخيها والبقاء معه حتى يرى من بالباب، اومات بالموافقه ودخلت فتح هو الباب وجد رجل اربعيني بشوش الوجه نظر له باسما: انا الدكتور ايمن حسين اللى قال لكم دكتور رشاد عني .
بادله مراد ابتسامه حزينه قائلا: اهلا بحضرتك اتفضل .
دخل الطبيب اشار له مراد على غرفة أياد قائلا: سنيه واحده هشوفه خلص صلاه ولا لسه وادخلك له .
اومأ بالموافقه قائلا: طب معلش ممكن التحاليل اللى اتعملت له عايز اشوفها على ما تدخل ليه .
اشار مراد الى سهام قائلا: هاتيها من جوه معلش .
اومأت بالموافقه ودخلت احضرتها اخذها منها وبدأ يطالعها بأهتمام شديد، اتى اليه مراد قائلا : اتفضل يا دكتور هو خلص صلاه خلاص .
وضع التحاليل على طاوله كانت بجواره قائلا: خليهم هنا لحد لما اشوفه واكشف عليه .
اومأ الاثنان بالموافقه دخل الطبيب وخلفه مراد الذى اشار فور دخولهم الى رحمه بالخروج، فاومأت بالموافقه وخرجت
اقترب الطبيب من اياد وهو مستلقي على سريره قائلا: السلام عليكم .
اومأ اياد قائلا: وعليكم السلام اهلا يا دكتور .
امسك ايمن يده قائلا: اسمحلي اكشف عليك كده واطمن الحاله وصلت لفين؟
اومأ أياد بالموافقه وضعه اصبعيه لقياس النبض وهو يتفحص ذراعه بعينه، اخرج سماعه من حقيبته وضعها على اوذنه وبدأ الكشف بها على بطنه وصدره، وطلب منه الجلوس وكشف على ظهره ايضا، نظر الى يده الاخرى وفحصها هي الاخرى وسأله: قولى انت حاسس بأيه دلوقتي؟
تنهد اياد: صداع فظيع وكأن راسي بتلوء، وجسمي كله بيوجعني وكأن حد ضربنى علقه وكسر عضمي كله.
اومأ ايمن قائلا: ده كله عرض طبيعي وانا شايف أنك بتتحسن الحمد لله بس محتاج ترتاح شويه وتتغذى كويس .
نظر اليه أياد: طب مش هتكتبلي على علاج للصداع اللى عندى ده؟
فكر ايمن: انا افضل انك تتحمله على قد ما تقدر، وعموما هكتبلك مسكن بس ماتخدوش الا وقت اللزوم قوي، يعني مش قادر تفتح عينك من الصداع ولا قادر تتحرك من الوجع فاهمنى.
اومأ اياد بالموافقه قائلا: طب انا ليه مش قادر اقف وحاسس ان رجليا مش شيلاني .
ابتسم الطبيب: ده طبيعي وهينتهي مع الوقت متقلقش، بس المهم تتغذى كويس وتصبر شويه على الوجع فاهمني .
اومأ اياد بالموافقه نظر أيمن الى مراد قائلا: طب انا كده اطمنت عليه بس لازم ياكل كويس، اسمحلي انا وهبقا اجي بكره تاني بأمر الله .
اومأ مراد بالموافقه وخرج معه ابتعد الطبيب عن الغرفه ونظر الى مراد قائلا: عايز اعمل مكالمه خاصه ادخل فين بعد اذنك؟
تعجب مراد من طلبه واشار له على غرفه بجوار باب الشقه قائلا: اتفضل فى اوضة الضيوف .
اومأ أيمن بالموافقه ودخل بها اقتربت سهام من مراد وقالت بصوت خفيض: أيه اللى حصل والدكتور قال أيه؟
رمقها بنظره متحيره: مقلش حاجه خلي بنتك تدخل تقعد معاه وتخليه يأكل، وبعد ما يخلص مكلمته نسأله.
تعجبت سهام فى عقلها: أيه الدكتور الغريب ده؟ يعني ده وقت مكالمات ولا تكون المكالمه عن أياد ( زمتت شفتيها بقلق) ربنا يستر.
اشارت الى رحمه لتدخل الى اخيها لتبقى معه، خرج ايمن من غرفة الضيوف واشار الى مراد قائلا: ممكن يا استاذ مراد انت والدة أياد دقيقه عندى كلمتين عايز اقولهم.
نظر كل منهم للاخر وقد بدى عليه الخوف والقلق، اومأ مراد بالموافقه ودخلا الاثنان الى الغرفه واغلقت سهام الباب اشار لهم الطبيب بالجلوس قائلا: اتفضلوا عايز اسألكم بعض الاسئله وبعد كده هشرح لكم كل حاجه.
اومأ الاثنان وقد تملك منهم القلق الشديد، اكمل ايمن: ممكن تحكيلى يا مدام ازى اياد اتغير من شاب كويس، حسب كلام دكتور رشاد انه كان محترم جدا مواظب على صلاته، ملوش علاقات مش كويسه ماشي فى دراسته كويس، مبيشربش حتى سجاير وازى فجأه يتحول الى الحاله اللى هو عليها .
اخذت سهام نفس وزفرته قائله: مش عارفه اقولك أيه دكتور بس انا فى رأى إن سبب الحاله دي المفاجأه اللى حصلت .
تسأل أيمن: مفاجأة أيه ممكن تحكى وبالتفاصيل لو سمحتى.
ترددت للحظات قائله: الحكايه بدأت يوم ما أتكسر تلفون أياد .
وبدأت تتخيل الامر كأنها تراه امامها
يجلس اياد على احد المقاعد فى الصاله ينظر بهاتفه بأهتمام، تلاحظ رحمه ذلك فتتسلل الى خلف المقعد وتنظر على ما يتابع، فتجد صورة فتاة فتقرب رأسها من راسها وهى تنظر بالهاتف قائله ممازحه: أيه القمر دي اتاريك قاعد سرحان مين دي يا أياد؟
ابتسم اياد من حركاتها الطفوليه قائلا: وانتِ مالك دي ممثله بس انت اللى جهله ( نظر الى وجهها) يا جهله .
عبست والتفت ووقفت امامه واضعه يدها فى خصرها: يا سلام انا مش جاهله دى مش ممثله ( وهى ترفع حوجبها وتنزلهم وتضحك ممازحه)تلاقيها الجو بتاعتك.
عبس ورمقها بنظره مستنكره ورفع حاجب قائلا: ومن امتى وانا ليا فى الحاجات دي؟ بقولك ممثله الواد حازم صاحبي بيقولى انها اول مره تمثل بس أيه متيم بيها قوي .
ضحكت ومازحته: هو بردو اللى متيم يعني مش أنت اللي كنت بتبص على الصوره .
نكزها فى كتفها بخفه: انت مش فاهمه انا كنت بس عايز افهم أيه سبب اعاجبه بيها .
ضحكت رحمه: لا يا راجل طب هات كده لما اوريها لماما واشوف رأيها .
حاولت اخذ الهاتف من يده فرفع يده الى الاعلى فلم تستطع الوصول له، فهى اقصر منه وعندما رفع يده اصبح الهاتف بعيد جدا عن يدها، وقفت على المقعد لأخذه فأبعد يده عنه، فتعلقت برقبة اخيها من الخلف محاوله اخذه منه، فابتعد عن المقعد فتمسكت به بصاقيها واصبحت مرتفع عن الارض فمازحها: اسيبك توقعي بقا .
خبطته بقبضه خفيفه: بطل رخامه أيه الحركات دي قرب من الكرسي عشان انزل ولا عشان انت طويل تشعلقني .
ضحك ممازحا: هو انت لسه شوفتي حاجه ده انا هعلقك فى النجفه يا قصيره انتِ.
تمسكت به اكثر قائله: متقدرش مش ههون عليك .
ضحك ممازحا: مين قالك مش يمكن اكون اتغيرت .
ضحكت: بطل رخامه بقا ونزلني .
لف بها مرتين قائله: هدوخك لحد لما تبطلي حركاتك دي.
ضحكت ممازحه: الله يالا كأني فى الملاهي.
ضحك الاثنان واقترب من المقعد وانزلها قائلا: انزلى بقا وهاتي الاجره مش ركبتك الدسكفري .
نزلت وجلست على المقعد ضاحكه: ماشى يا عم هعملك احلى كوباية نسكفيه وعلى وشها رغوه كمان بس اهدى كده عشان انت دوختني .
ضحك: يعني انا اللى كنت شايلك ومدوختش يا شيخه .
تحركت بسرعه وامسكت الهاتف وهو بيده محاوله اخذه، لكنه تمسك به جيدا ولم تستطع اخذه وابعدها عنه ضحكا: مفكيش فايده بس المره دي بقا هسيبك وادخل اوضتي.
ابعد يدها عنه ودخل مسرعا نحو غرفته انزلق الهاتف من يده ووقع ارضا تلاشت البسمه من على وجهه، وامتلاء مكانه الفزع الحزن واسرع اليه واخذه ونظر به وزفر قائلا: يا خبر ده اتكسر الشاشه باظت خالص.
حزنت رحمه قائله: متزعلش بقا خلاص وخد تليفوني مكانه.
زفر بحزن شديد: لاء طبعا انا بحب العده دي عشان انا اللى جايبها من شغلى اوعى بقا ادى اخرة الهزار .
وتركها ودخل الى غرفته حزينا اتت سهام اليها قائله: ماله اخوكى سامعه صوتكم بتضحكو وبعدين سكتوا ليه؟
عبست رحمه: اصل تليفونه وقع اتكسر وهو زعل عليه.
زفرت سهام: كده يبقا فعلا زعلان انا عارفه هو بيحبه قد أيه .
زفرت رحمه: طب انا هدخل اعمله النسكافيه اللى بيحبه يمكن يخفف عنه شويه.
فكرت سهام: وانا هدخل اشوف العده القديمه بتاعته لسه موجوده ولا ابوكى ادها لحد.
وقبل ان تتحرك اى منهم فُتح الباب ودخل مراد ووجه يمتلاء سعاده وحماس، نظرت اليه سهام متعجبه: أيه اللى جابك من الشغل بدرى كده؟
فكر للحظات وقال: مش هقولك اندهى ابنك والبسي انت وبنتك عامل لكم مفاجأت هتطير عقولكم يالا بسرعه البسو.
رمقته سهام بنظرة متسائله: مفاجأة ايه بس
ده قاعد زعلان جوه تلفونه وقع منه وهو بيهزر مع اخته وشاشته اتكسرت .
ضحك مراد: ادخلى البسي انت وبنتك وانا هدخل اشوفه يالا يا ست انتِ بسرعه كده .
تعجبت سهام من السعاده التى تملاء وجهه وعينه، واشارت لرحمه ان تدخل تغير ملابسها هى الاخرى، تركهم ودخل غرفة أياد اقترب منه قائلا: امك بتقولى انك زعلان عشان تلفونك اتكسر، معقول راجل زيك يزعل على عده اتكسرت عيب يا راجل .
نظر الى والده بحزن شديد: يا بابا انت عارف انا تعبت ازى واشتغلت وجبتها انا مش زعلان عشان اتكسرت حاسس كل تعبي راح واتكسر معاها فى الارض .
ابتسم مراد: ولا يهمك قوم البس يالا وانا هجبلك بدالها العده اللى تعجبك .
زمت شفتيها: انا مش عايز عدد انا اصلا هصلحا واشغلها تاني مش هفرط فيها .
اشار مراد بيده قائلا: قوم بس غير ويالا عشان متاخرناش عامل لكم مفاجأه هتطير عقولكم، وسيبك بلا عده بلا بتاع يالا اختك وامك زمانهم خلصو مش معقول انت اللى هتعطلنا .
اومأ أياد بالموافقه وهو لا يفهم سر السعاده التى بها والده، خرج مراد الى الصاله وتركه يغير ملابسه خرجت رحمه من غرفتها وقد غيرت ملابسها، وارتدت فستان واسع وحجاب طويل منسق بشكل جميل، وخرجت سهام وهى الاخرى ترتدى فستان واسع وحجاب طويل كانتا متشابهتاين وكأنهن اختين وليست ام وابنتها، خرج اياد هو الاخرج وقد غير ملابسه وارتدى بنطال وقميص( تيشرت)، اشار لهم مراد قائلا: جهزتوا كلكم يالا بينا.
خرج الجميع وتاخر مراد بالداخل لبعض الوقت اغلق مفتاح الكهرباء العمومي والماء والغاز، ولحق بهم وقبل نزول السلم توقف اياد قائلا: استنى يا بابا هدخل اجيب تليفوني عشان اخد منه الخط.
مراد رافضا: لاء ملوش لزوم نبقا نجيب خط جديد بلاش عطله بقا .
واشار لهم بالنزول واغلق الباب بالمفتاح واغلق الكالون الاخر، تعجبت سهام قائله: انت قلقان من أيه كلها ساعه وراجعين .
ابتسم دون رد واشار لهم بالنزول، وقفوا عند باب المنزل يبحثوا عن سيارة والدهم، فاشار لهم على سياره فخمه جدا قائلا: ايه رأيكم بقا فى عربيتنا الجديده؟
نظر الثلاثه اليها بأنبهار وقالت سهام: ايه ده مش معقول دى عربيه فخمه جدا انت جبتها ازى دي .
اكمل أياد : دي نوع غالى جدا معديه المليون جنيه .
مازحتهم رحمه: ودي نركبها عادى ولا نتصور جنبها بس .
ضحك مراد قائلا: بطلو كلام وهحكيلكم فى العربيه يالا بقا بلاش كلام .
اسرع الجميع الى السياره وهم سعداء، عادا سهام التى كانت تسير بخطى هادئه ويبدو عليها الخوف والقلق، ركبا مراد على كرسي السائق والى جواره سهام، واياد ورحمه بالخلف، نظر مراد الى سهام قائلا: بلاش القلق ده انتِ عارف ان عمى الغنى مات وملوش ورثه غيرى انا واخويا، ومرضتش اعرفكم أى حاجه الا لما اتاكد وننهى كل اجرأت الورث، عشان هو كان قايل انه مش هسيب حاجه لنا ما انت عارفه كنت حاكيلك .
هدأت ورسمت على وجهها ابتسامه قلقه، فرحت رحمه وقالت: يعنى احنا دلوقتى بقينا اغنيه جدا صح .
اكمل اياد: وهنمشي ندوس على الناس بقا وأيه .
ضحكو جميعا اشار لهم مراد قائلا: بلاش دوشه بقا ويلا اربطو الاحزمه عشان نتحرك لسه في مفاجأه تانيه .
فرح الاثنان وربطا الاحزمه وربطت سهام هى الاخرى وتحركت بهم السياره، وظل الجميع ويمزح ويضحك حتى دخل والدهم بالسياره فى احد المناطق السكنيه البعيده الفخمه، وبدأ الجميع ينظر الى المنازل الضخمه والفيلات التى تشبه القصور فى احجامها وفخامتها، ومنظر الشوارع النظيفه والمنظمه وكانهم دخلوا بلد اوربى، قال اياد منبهرا: أيه ده هو ده جو مصر .
اكملت رحمه فى انبهار وذهول: مصر أيه ده كوكب تاني اصلا أيه ده هو ممكن يكون فى كده اصلا .
ضحك مراد قائلا: اكيد طبعا جوى مصر بس مكان للناس الاغنيه بس عالم تاني خالص .
زفرت سهام وهى تنظر على شكل البنات والشباب الذى تراهم داخل السيارات او فى المقاهي وامتعضت قائله: ده مش بس المكان اللى شبه اوربا لا ده الناس كمان لبسهم وشكلهم ربنا يسترها علينا .
ضحك مراد: واحنا مالنا بيهم يا ستى يالا وصلنا بيتنا الجديد .
وقفت السياره فى حديقة فيلا جميله محاطه بها من جميع الجوانب ثلاث طوابق، وبها حوض سباحه فى الباحه الخلفيه، نزل الجميع ينظر اليها بنبهار وسعاده صفر اياد قائلا: واو احنا هنعيش هنا ده بجد مش معقول .
وضعت رحمه يدها على ثغرها: انا صاحيه ولا بحلم ايه ده دى كأنها الجنه .
تنهدت سهام وقالت فى عقلها: اه يا خوفى لاتكون جهنم مش جنه.
فتح مراد لهم الباب واشار الى الاعلى قائلا: يالا اطلعو فوق واستكشفو اوضكم، عامل لكل واحد اوضه فيها لاب توب احدث حاجه وتليفون وايفون كمان يالا انطلقو .
فرح الاثنان وصعدا الدرج ركدا وجد كل منهم غرفته ودخلها وشاهدها بأنبهار شديد، ضحك مراد قائلا: تعالى انت بقا يا سهام اعرفك على المكان والشغالين اللى فيه .
اومأت بالموافقه وقد زاد القلق بداخلها فقد دخلوا الى عالم جديد مختلف عنهم تمام .
عادت سهام فى هذه اللحظه من ذكريتها على صوت الطبيب وهو يقول: كده اعتقد اني فهمت ليه أياد اتغير ووصل للمرحله اللى هو فيها حاليا.
نظر اليه مراد مستفهما: تقصد يعني ان دخولهم عالم جديد عنهم؟
اومأ ايمن رافضا: لاء اقصد المفاجأة انك تاخدهم من حياة هديه وبسيطه لرافهيه فوق الوصف ده اشبه بالصدمه اللى تخرج الشخص عن طبيعته .
اومأت سهام متفهمه: انا كمان كنت خايفه من ده، احنا فجأه بقينا فى دنيا تانيه، كل مفاهمها مختلفه عنا وعن طبعنا وعن حايتنا .
اومأ الطبيب: بالضبط زى بالظبط واحد قاعد فى القطب الجنوبي يصحى يوم يلقى نفسه عند خط الاستواء، بتهيألى كده انا كمان فهمت ليه انتِ اصريتى على خطتك يا مدام .
اخذ مراد نفس وزفره قائلا: يعنى انا بدل ما افرح عيالى ضرتهم وأزيتهم .
ربتت سهام الى كتفه قائله: الحمد لله انها جت على قد كده المهم دلوقتي نلحق اللى باقى وننقذ أياد من اللى هو فيه .
الطبيب: عين العقل وانا طلبت اكلمكم هنا بعيد عنه عشان اقول لكم حقيقة حالة اياد ونتناقش فى طريقة العلاج .
فزع الاثنان وشخص اليه متوجزين خيفة مما سيقول .
توقاعتكو بقا للحلقه الجايه
سلااااااااااااااااااااام
تحياتى / هدى مرسي ابوعوف
الحلقه الرابعه
خيم الصمت على المكان فما أحد منهم يعرف بماذا يجب، فكرت رحمه بسرعه وقالت: حلم أيه وورث أيه؟! ده احنا بنحكي على اليوم اللى روحنا فيه المصيف ساعت ما تهت منكم فاكره، لما بوظته عليكم ورجنا في نفس اليوم.
زفرت سهام وكأن روحها عادت اليها قائله: ده كان يوم منيل ومن ساعتها مفكرناش نروح مصايف تاني.
اسرع والده ( مراد) اليه قائلا: سيبك من كلام البنت دي وقولى عامل ايه دلوقتي طمني عليك يا حبيبي؟
اومأ أياد بعينه قائلا: الحمد لله احسن شويه رغم اني حاسي بوجع فى جسمي كله، وزي ما يكون فى ناس عاملين حفله فى نفوخي، ومش عارف أيه سبب الصداع الفظيع ده .
ربت مراد على كتفه: معلش الدكتور قال ان ده من اعراض الحمه اللى عندك، انما انت خارج من اوضتك ليه؟
اخذ أياد نفس وزفره: عايز اخد دش واتوضى عشان اصلى انا أكيد فاتني صلوات كتير وانا تعبان .
لف مراد يده حول خصره واخذ يده وضعها حول عنقه قائلا: سبيه انتِ يا سهام هسنده وادخله انا الحمام، شوفي ان كنتى تسخنيله حاجه ياكلها على ما يجي الدكتور.
اومأت بالموافقه قائله: حاضر هجبله هدوم من الدولاب واسخن الاكل .
بادرتها رحمه قائله: هاتي انتِ الهدوم وانا هسخن الاكل .
وتحركت نحو المطبخ دخلت سهام الى غرفته احضرت له ملابس واعتطتها لوالده، ودخلت تساعد رحمه فى تسخين الطعام، اخذ اياد حمام وخرج كان والده ينتظره بالخارج، سنده الى غرفته وأجلسه على سريره قائلا: ريح على ما اختك تجبلك الاكل.
تنهد أياد: عايز اقف اصلى بس حاسس اني مش قادر .
ربت مراد على كتفه: ربنا رحيم يا بني صلي وانت قاعد على سريرك .
اومأ اياد بالموافقه وجهه والده تجاه القبله وتركه يصلى وخرج، وجد سهام ورحمه قد احضرتا الطعام، رن جرس الباب فأشار مراد لرحمه بأدخال الطعام لاخيها والبقاء معه حتى يرى من بالباب، اومات بالموافقه ودخلت فتح هو الباب وجد رجل اربعيني بشوش الوجه نظر له باسما: انا الدكتور ايمن حسين اللى قال لكم دكتور رشاد عني .
بادله مراد ابتسامه حزينه قائلا: اهلا بحضرتك اتفضل .
دخل الطبيب اشار له مراد على غرفة أياد قائلا: سنيه واحده هشوفه خلص صلاه ولا لسه وادخلك له .
اومأ بالموافقه قائلا: طب معلش ممكن التحاليل اللى اتعملت له عايز اشوفها على ما تدخل ليه .
اشار مراد الى سهام قائلا: هاتيها من جوه معلش .
اومأت بالموافقه ودخلت احضرتها اخذها منها وبدأ يطالعها بأهتمام شديد، اتى اليه مراد قائلا : اتفضل يا دكتور هو خلص صلاه خلاص .
وضع التحاليل على طاوله كانت بجواره قائلا: خليهم هنا لحد لما اشوفه واكشف عليه .
اومأ الاثنان بالموافقه دخل الطبيب وخلفه مراد الذى اشار فور دخولهم الى رحمه بالخروج، فاومأت بالموافقه وخرجت
اقترب الطبيب من اياد وهو مستلقي على سريره قائلا: السلام عليكم .
اومأ اياد قائلا: وعليكم السلام اهلا يا دكتور .
امسك ايمن يده قائلا: اسمحلي اكشف عليك كده واطمن الحاله وصلت لفين؟
اومأ أياد بالموافقه وضعه اصبعيه لقياس النبض وهو يتفحص ذراعه بعينه، اخرج سماعه من حقيبته وضعها على اوذنه وبدأ الكشف بها على بطنه وصدره، وطلب منه الجلوس وكشف على ظهره ايضا، نظر الى يده الاخرى وفحصها هي الاخرى وسأله: قولى انت حاسس بأيه دلوقتي؟
تنهد اياد: صداع فظيع وكأن راسي بتلوء، وجسمي كله بيوجعني وكأن حد ضربنى علقه وكسر عضمي كله.
اومأ ايمن قائلا: ده كله عرض طبيعي وانا شايف أنك بتتحسن الحمد لله بس محتاج ترتاح شويه وتتغذى كويس .
نظر اليه أياد: طب مش هتكتبلي على علاج للصداع اللى عندى ده؟
فكر ايمن: انا افضل انك تتحمله على قد ما تقدر، وعموما هكتبلك مسكن بس ماتخدوش الا وقت اللزوم قوي، يعني مش قادر تفتح عينك من الصداع ولا قادر تتحرك من الوجع فاهمنى.
اومأ اياد بالموافقه قائلا: طب انا ليه مش قادر اقف وحاسس ان رجليا مش شيلاني .
ابتسم الطبيب: ده طبيعي وهينتهي مع الوقت متقلقش، بس المهم تتغذى كويس وتصبر شويه على الوجع فاهمني .
اومأ اياد بالموافقه نظر أيمن الى مراد قائلا: طب انا كده اطمنت عليه بس لازم ياكل كويس، اسمحلي انا وهبقا اجي بكره تاني بأمر الله .
اومأ مراد بالموافقه وخرج معه ابتعد الطبيب عن الغرفه ونظر الى مراد قائلا: عايز اعمل مكالمه خاصه ادخل فين بعد اذنك؟
تعجب مراد من طلبه واشار له على غرفه بجوار باب الشقه قائلا: اتفضل فى اوضة الضيوف .
اومأ أيمن بالموافقه ودخل بها اقتربت سهام من مراد وقالت بصوت خفيض: أيه اللى حصل والدكتور قال أيه؟
رمقها بنظره متحيره: مقلش حاجه خلي بنتك تدخل تقعد معاه وتخليه يأكل، وبعد ما يخلص مكلمته نسأله.
تعجبت سهام فى عقلها: أيه الدكتور الغريب ده؟ يعني ده وقت مكالمات ولا تكون المكالمه عن أياد ( زمتت شفتيها بقلق) ربنا يستر.
اشارت الى رحمه لتدخل الى اخيها لتبقى معه، خرج ايمن من غرفة الضيوف واشار الى مراد قائلا: ممكن يا استاذ مراد انت والدة أياد دقيقه عندى كلمتين عايز اقولهم.
نظر كل منهم للاخر وقد بدى عليه الخوف والقلق، اومأ مراد بالموافقه ودخلا الاثنان الى الغرفه واغلقت سهام الباب اشار لهم الطبيب بالجلوس قائلا: اتفضلوا عايز اسألكم بعض الاسئله وبعد كده هشرح لكم كل حاجه.
اومأ الاثنان وقد تملك منهم القلق الشديد، اكمل ايمن: ممكن تحكيلى يا مدام ازى اياد اتغير من شاب كويس، حسب كلام دكتور رشاد انه كان محترم جدا مواظب على صلاته، ملوش علاقات مش كويسه ماشي فى دراسته كويس، مبيشربش حتى سجاير وازى فجأه يتحول الى الحاله اللى هو عليها .
اخذت سهام نفس وزفرته قائله: مش عارفه اقولك أيه دكتور بس انا فى رأى إن سبب الحاله دي المفاجأه اللى حصلت .
تسأل أيمن: مفاجأة أيه ممكن تحكى وبالتفاصيل لو سمحتى.
ترددت للحظات قائله: الحكايه بدأت يوم ما أتكسر تلفون أياد .
وبدأت تتخيل الامر كأنها تراه امامها
يجلس اياد على احد المقاعد فى الصاله ينظر بهاتفه بأهتمام، تلاحظ رحمه ذلك فتتسلل الى خلف المقعد وتنظر على ما يتابع، فتجد صورة فتاة فتقرب رأسها من راسها وهى تنظر بالهاتف قائله ممازحه: أيه القمر دي اتاريك قاعد سرحان مين دي يا أياد؟
ابتسم اياد من حركاتها الطفوليه قائلا: وانتِ مالك دي ممثله بس انت اللى جهله ( نظر الى وجهها) يا جهله .
عبست والتفت ووقفت امامه واضعه يدها فى خصرها: يا سلام انا مش جاهله دى مش ممثله ( وهى ترفع حوجبها وتنزلهم وتضحك ممازحه)تلاقيها الجو بتاعتك.
عبس ورمقها بنظره مستنكره ورفع حاجب قائلا: ومن امتى وانا ليا فى الحاجات دي؟ بقولك ممثله الواد حازم صاحبي بيقولى انها اول مره تمثل بس أيه متيم بيها قوي .
ضحكت ومازحته: هو بردو اللى متيم يعني مش أنت اللي كنت بتبص على الصوره .
نكزها فى كتفها بخفه: انت مش فاهمه انا كنت بس عايز افهم أيه سبب اعاجبه بيها .
ضحكت رحمه: لا يا راجل طب هات كده لما اوريها لماما واشوف رأيها .
حاولت اخذ الهاتف من يده فرفع يده الى الاعلى فلم تستطع الوصول له، فهى اقصر منه وعندما رفع يده اصبح الهاتف بعيد جدا عن يدها، وقفت على المقعد لأخذه فأبعد يده عنه، فتعلقت برقبة اخيها من الخلف محاوله اخذه منه، فابتعد عن المقعد فتمسكت به بصاقيها واصبحت مرتفع عن الارض فمازحها: اسيبك توقعي بقا .
خبطته بقبضه خفيفه: بطل رخامه أيه الحركات دي قرب من الكرسي عشان انزل ولا عشان انت طويل تشعلقني .
ضحك ممازحا: هو انت لسه شوفتي حاجه ده انا هعلقك فى النجفه يا قصيره انتِ.
تمسكت به اكثر قائله: متقدرش مش ههون عليك .
ضحك ممازحا: مين قالك مش يمكن اكون اتغيرت .
ضحكت: بطل رخامه بقا ونزلني .
لف بها مرتين قائله: هدوخك لحد لما تبطلي حركاتك دي.
ضحكت ممازحه: الله يالا كأني فى الملاهي.
ضحك الاثنان واقترب من المقعد وانزلها قائلا: انزلى بقا وهاتي الاجره مش ركبتك الدسكفري .
نزلت وجلست على المقعد ضاحكه: ماشى يا عم هعملك احلى كوباية نسكفيه وعلى وشها رغوه كمان بس اهدى كده عشان انت دوختني .
ضحك: يعني انا اللى كنت شايلك ومدوختش يا شيخه .
تحركت بسرعه وامسكت الهاتف وهو بيده محاوله اخذه، لكنه تمسك به جيدا ولم تستطع اخذه وابعدها عنه ضحكا: مفكيش فايده بس المره دي بقا هسيبك وادخل اوضتي.
ابعد يدها عنه ودخل مسرعا نحو غرفته انزلق الهاتف من يده ووقع ارضا تلاشت البسمه من على وجهه، وامتلاء مكانه الفزع الحزن واسرع اليه واخذه ونظر به وزفر قائلا: يا خبر ده اتكسر الشاشه باظت خالص.
حزنت رحمه قائله: متزعلش بقا خلاص وخد تليفوني مكانه.
زفر بحزن شديد: لاء طبعا انا بحب العده دي عشان انا اللى جايبها من شغلى اوعى بقا ادى اخرة الهزار .
وتركها ودخل الى غرفته حزينا اتت سهام اليها قائله: ماله اخوكى سامعه صوتكم بتضحكو وبعدين سكتوا ليه؟
عبست رحمه: اصل تليفونه وقع اتكسر وهو زعل عليه.
زفرت سهام: كده يبقا فعلا زعلان انا عارفه هو بيحبه قد أيه .
زفرت رحمه: طب انا هدخل اعمله النسكافيه اللى بيحبه يمكن يخفف عنه شويه.
فكرت سهام: وانا هدخل اشوف العده القديمه بتاعته لسه موجوده ولا ابوكى ادها لحد.
وقبل ان تتحرك اى منهم فُتح الباب ودخل مراد ووجه يمتلاء سعاده وحماس، نظرت اليه سهام متعجبه: أيه اللى جابك من الشغل بدرى كده؟
فكر للحظات وقال: مش هقولك اندهى ابنك والبسي انت وبنتك عامل لكم مفاجأت هتطير عقولكم يالا بسرعه البسو.
رمقته سهام بنظرة متسائله: مفاجأة ايه بس
ده قاعد زعلان جوه تلفونه وقع منه وهو بيهزر مع اخته وشاشته اتكسرت .
ضحك مراد: ادخلى البسي انت وبنتك وانا هدخل اشوفه يالا يا ست انتِ بسرعه كده .
تعجبت سهام من السعاده التى تملاء وجهه وعينه، واشارت لرحمه ان تدخل تغير ملابسها هى الاخرى، تركهم ودخل غرفة أياد اقترب منه قائلا: امك بتقولى انك زعلان عشان تلفونك اتكسر، معقول راجل زيك يزعل على عده اتكسرت عيب يا راجل .
نظر الى والده بحزن شديد: يا بابا انت عارف انا تعبت ازى واشتغلت وجبتها انا مش زعلان عشان اتكسرت حاسس كل تعبي راح واتكسر معاها فى الارض .
ابتسم مراد: ولا يهمك قوم البس يالا وانا هجبلك بدالها العده اللى تعجبك .
زمت شفتيها: انا مش عايز عدد انا اصلا هصلحا واشغلها تاني مش هفرط فيها .
اشار مراد بيده قائلا: قوم بس غير ويالا عشان متاخرناش عامل لكم مفاجأه هتطير عقولكم، وسيبك بلا عده بلا بتاع يالا اختك وامك زمانهم خلصو مش معقول انت اللى هتعطلنا .
اومأ أياد بالموافقه وهو لا يفهم سر السعاده التى بها والده، خرج مراد الى الصاله وتركه يغير ملابسه خرجت رحمه من غرفتها وقد غيرت ملابسها، وارتدت فستان واسع وحجاب طويل منسق بشكل جميل، وخرجت سهام وهى الاخرى ترتدى فستان واسع وحجاب طويل كانتا متشابهتاين وكأنهن اختين وليست ام وابنتها، خرج اياد هو الاخرج وقد غير ملابسه وارتدى بنطال وقميص( تيشرت)، اشار لهم مراد قائلا: جهزتوا كلكم يالا بينا.
خرج الجميع وتاخر مراد بالداخل لبعض الوقت اغلق مفتاح الكهرباء العمومي والماء والغاز، ولحق بهم وقبل نزول السلم توقف اياد قائلا: استنى يا بابا هدخل اجيب تليفوني عشان اخد منه الخط.
مراد رافضا: لاء ملوش لزوم نبقا نجيب خط جديد بلاش عطله بقا .
واشار لهم بالنزول واغلق الباب بالمفتاح واغلق الكالون الاخر، تعجبت سهام قائله: انت قلقان من أيه كلها ساعه وراجعين .
ابتسم دون رد واشار لهم بالنزول، وقفوا عند باب المنزل يبحثوا عن سيارة والدهم، فاشار لهم على سياره فخمه جدا قائلا: ايه رأيكم بقا فى عربيتنا الجديده؟
نظر الثلاثه اليها بأنبهار وقالت سهام: ايه ده مش معقول دى عربيه فخمه جدا انت جبتها ازى دي .
اكمل أياد : دي نوع غالى جدا معديه المليون جنيه .
مازحتهم رحمه: ودي نركبها عادى ولا نتصور جنبها بس .
ضحك مراد قائلا: بطلو كلام وهحكيلكم فى العربيه يالا بقا بلاش كلام .
اسرع الجميع الى السياره وهم سعداء، عادا سهام التى كانت تسير بخطى هادئه ويبدو عليها الخوف والقلق، ركبا مراد على كرسي السائق والى جواره سهام، واياد ورحمه بالخلف، نظر مراد الى سهام قائلا: بلاش القلق ده انتِ عارف ان عمى الغنى مات وملوش ورثه غيرى انا واخويا، ومرضتش اعرفكم أى حاجه الا لما اتاكد وننهى كل اجرأت الورث، عشان هو كان قايل انه مش هسيب حاجه لنا ما انت عارفه كنت حاكيلك .
هدأت ورسمت على وجهها ابتسامه قلقه، فرحت رحمه وقالت: يعنى احنا دلوقتى بقينا اغنيه جدا صح .
اكمل اياد: وهنمشي ندوس على الناس بقا وأيه .
ضحكو جميعا اشار لهم مراد قائلا: بلاش دوشه بقا ويلا اربطو الاحزمه عشان نتحرك لسه في مفاجأه تانيه .
فرح الاثنان وربطا الاحزمه وربطت سهام هى الاخرى وتحركت بهم السياره، وظل الجميع ويمزح ويضحك حتى دخل والدهم بالسياره فى احد المناطق السكنيه البعيده الفخمه، وبدأ الجميع ينظر الى المنازل الضخمه والفيلات التى تشبه القصور فى احجامها وفخامتها، ومنظر الشوارع النظيفه والمنظمه وكانهم دخلوا بلد اوربى، قال اياد منبهرا: أيه ده هو ده جو مصر .
اكملت رحمه فى انبهار وذهول: مصر أيه ده كوكب تاني اصلا أيه ده هو ممكن يكون فى كده اصلا .
ضحك مراد قائلا: اكيد طبعا جوى مصر بس مكان للناس الاغنيه بس عالم تاني خالص .
زفرت سهام وهى تنظر على شكل البنات والشباب الذى تراهم داخل السيارات او فى المقاهي وامتعضت قائله: ده مش بس المكان اللى شبه اوربا لا ده الناس كمان لبسهم وشكلهم ربنا يسترها علينا .
ضحك مراد: واحنا مالنا بيهم يا ستى يالا وصلنا بيتنا الجديد .
وقفت السياره فى حديقة فيلا جميله محاطه بها من جميع الجوانب ثلاث طوابق، وبها حوض سباحه فى الباحه الخلفيه، نزل الجميع ينظر اليها بنبهار وسعاده صفر اياد قائلا: واو احنا هنعيش هنا ده بجد مش معقول .
وضعت رحمه يدها على ثغرها: انا صاحيه ولا بحلم ايه ده دى كأنها الجنه .
تنهدت سهام وقالت فى عقلها: اه يا خوفى لاتكون جهنم مش جنه.
فتح مراد لهم الباب واشار الى الاعلى قائلا: يالا اطلعو فوق واستكشفو اوضكم، عامل لكل واحد اوضه فيها لاب توب احدث حاجه وتليفون وايفون كمان يالا انطلقو .
فرح الاثنان وصعدا الدرج ركدا وجد كل منهم غرفته ودخلها وشاهدها بأنبهار شديد، ضحك مراد قائلا: تعالى انت بقا يا سهام اعرفك على المكان والشغالين اللى فيه .
اومأت بالموافقه وقد زاد القلق بداخلها فقد دخلوا الى عالم جديد مختلف عنهم تمام .
عادت سهام فى هذه اللحظه من ذكريتها على صوت الطبيب وهو يقول: كده اعتقد اني فهمت ليه أياد اتغير ووصل للمرحله اللى هو فيها حاليا.
نظر اليه مراد مستفهما: تقصد يعني ان دخولهم عالم جديد عنهم؟
اومأ ايمن رافضا: لاء اقصد المفاجأة انك تاخدهم من حياة هديه وبسيطه لرافهيه فوق الوصف ده اشبه بالصدمه اللى تخرج الشخص عن طبيعته .
اومأت سهام متفهمه: انا كمان كنت خايفه من ده، احنا فجأه بقينا فى دنيا تانيه، كل مفاهمها مختلفه عنا وعن طبعنا وعن حايتنا .
اومأ الطبيب: بالضبط زى بالظبط واحد قاعد فى القطب الجنوبي يصحى يوم يلقى نفسه عند خط الاستواء، بتهيألى كده انا كمان فهمت ليه انتِ اصريتى على خطتك يا مدام .
اخذ مراد نفس وزفره قائلا: يعنى انا بدل ما افرح عيالى ضرتهم وأزيتهم .
ربتت سهام الى كتفه قائله: الحمد لله انها جت على قد كده المهم دلوقتي نلحق اللى باقى وننقذ أياد من اللى هو فيه .
الطبيب: عين العقل وانا طلبت اكلمكم هنا بعيد عنه عشان اقول لكم حقيقة حالة اياد ونتناقش فى طريقة العلاج .
فزع الاثنان وشخص اليه متوجزين خيفة مما سيقول .
توقاعتكو بقا للحلقه الجايه
سلااااااااااااااااااااام
تحياتى / هدى مرسي ابوعوف