الفصل الحادي عشر

وقفت بيسان تتأمل والدها وهي تفهم جيدا فيما هو شارد الآن وفيما يفكر، سحبت لمياء وولجت الي غرفتها وقفت تطل في مرآتها، بعدما بدلت ثوبها وعدلت هيئتها، غمزت بعينها اليمنى لإنعكاسها، وأرسلت قبلة عبر الهواء لصورتها، بينما غادرت لمياء لتيتخدم المرحاض ثم اتجهت بخطواتٍ واثقة صوب الغرفه مرة أخرى وجلست بمقعد مقابل لمكتب بيسان، وسط نظرات الدهشة التي رمقتها بها بيسان، لما هذا الهدوء المفاجئ الذي طغى على ملامحها! ولم تهتم بما يدور حولها فعقلها يُفكر في خطوتها الأولى لمحاربة الشباب، زفرت بضيق بعدما تسلل الإضطراب إليها من تفكير أيمن بها، أو أن تفعل الأسواء وهو إبلاغ لمياء بأنه يوجد شاب يتغزل بها عبر ماسينجر، شحب وجهها لولهة وأرتجفت، ولكنها سرعان ما تنفست بقوة ودفنت تخوفها بعيداً وعقلها يُذكرها بأنها تمتلك قلب قوي وعقل متفتح
توقفت للحظه أمام مقعد لمياء، وهي منغمسه في الرسم فجلست تدور حولها ذهابا وايابا ثم ووقفت بتملل وهي تلتقط وسادة صغيره من فوق الفراش وقات باحتضانها، لمحت لمياء تلعثمها واضطرابها فطرقت القلم من يدها أعلى المكتب ثم التفتت لها زافره
-ماتقعدي يابنتي خيلتيني، في ايه! رايحه جايه.. رايحه جايه.

جلست بيسان على الفراش وطرقت الوساده على ساقيها وهي شاهقةً ثم أشارت لها بتمتمه ونادته
-أنا.. يا..امم.. بصي بقى هو في حاجه حصلت كده معايا من يومين وعايزه آخد رأيك فيها


لوت لمياء شفتاها ثم أردفت
-هااا، قولي يافالحه، ياخوفي من تأتأتك دي بيبقى وراها كارثه.

تلعثمت بيسان وظلت تفرك أصابعها في بعضهم وهي حانية لرأسها للأسفل ثم تنهدت
-إممم... في ولد بيحاول يتواصل معايا على ماسينجر.. بس انا والله مش رديت عليه، بس شكله مصر يتعرف عليا.


اتسعت أعين لمياء وهي تستمع للهجتها المستفزه، ولكنها ووسط دهشتها غضت الطرف عنها وواصل رسم مدعية الهدوء، فأثار لأهمالها لأمرها حنقها، فخطت صوبها بعنجهية واضحة وصاحت بوجهه
-هو انا مش بكلمك يابنتي، ماردتيش عليا ليه؟ انا عارفه ان كلامي مش عاجبك بس والله انا قولتلك عشان مش بحب اخبي عليكي حاجه،قوليلي بقى اعمل ايه، اتكلم معاه يمكن يطلع محترم ولا اعمله بلوك واريح راسي لايكون شبه مازن الله يسامحه بقى.


جالت لمياء ببصرها فوق هيئتها باشمئزاز وزفرت حانقةً وأجابتها بسخط
-استغفر الله العظيم، بقولك إيه يابت انتي، هو أنتِ عارفة إنتِ بتعملي ايه في نفسك، ولا بتستعبطي! معلش يعني أتحملي رزالتي حبتين، هي الأخت ماتعلمتش الأدب من ال حصلها قبل كده! ولا بقيتي بتحبي الدق على راسك كل شويه! مش كفايه ال حصلك قبل كده يابيسان، يابنتي في كل مره بتنجرحي فيها بتفقدي جزء من ثقتك في الناس وفي الخب نفسه، بلاش تدخلي في علاقات عابره، ال هو كل ما حد يبصلك او يكلمك تجري وراه وتتواصلي معاه، الله يرضى عليك اعقلي شويه مش كده، نصيحتي ليكي ماتصدقيش اي كلام يتقالك على النت اطلاقا، لأن لافيه حب على النت ولا جواز من النت، الا من رحم ربي، فريحي دماغك وبكرا نصيبك هيجيلك.


تبدلت بيسان وقد اشتعلت غضبها، فبدت نظراتها قاتمة، أقسمت ألا تستمع لنصائحها وان تتواصل مع الشاب رغما عن انفها، ولم تبوح لها بشيئ عنه، لكن أظهرت لها عكس ذلك بابتسامه ساخطه ثم شهقت
-تصدقي يالولو انتي عندك حق، انا خلاص هعمله بلوك واريح راسي، المهم ماتعرفيش الشهاده هتظهر أمته؟ يارب ندخل مع بعض ثانوي.


ارتعدت فرائصها، وبداخلها ثارت كافة مخاوفها من جديد، لأنها تتمنى بألا تفارق صديقتها للنهايه رغم مساوئها، تنهدت
-والله ماعارفه بس كنت سامعه انها هتبان بعد شهر من انتهاء الامتحان، هبقي اقول لبابا يتصل بأي حد من المدرسه ويسأله، بس انا مطمنه الحمد الله اني مجموعي هيدخَّلني ثانوي عام.


جحظت بيسان عينيها بصدمة، وهزت رأسها بيأس، ثم اردفت
-كان نفسي ابقي مطمنه زيك كده لكن للأسف مش واثقه في حاجه لان المراد الأول تقريبا محليتش نصها.

تفاجأو بأيمن يطرق على باب الغرفه من الخارج فسمحوا له بالولوج، اتجه نحوهم مبتسما وضغط على يد بيسان برفق، إلتفتت برأسها له بدهشه فرأته يحنو عليها بكلامه المعسول ليرفع من شأنها
-أنا كنت معدي من جنب اوضتك وسمعتك بالصدفه، مش انا قايلك قبل كده ماتشغليش دماغك، وال حصل حصل، واي حاجه توصلي ليها انا معاكي،ياحبيبتي ماتحمليش نفسك فوق طاقتها، وارمي حمولك على الله، ال مكتوبلك هتشوفيه

اراحها كلام والدها كثيرا فأغلقت بنفسها في حضنه عاقدة زراعيها حول خصره، تنهدت ونكست رأسها وهمست
-ربنا يخليك ليا يا أحن أب في الدنيا،

ثم التفتت وحدقت بوجه لمياء وهي مبتسمه فعطتها لمياء قبله طائره في الهواء.

لدهشتها لم يترك والدها حضنها، أنما مد كف يده وقبض على ذقنها وحدق بها بعيون حنونه قائلا
-ودلوقتي عايزك تلبسي اشيك طقم عندك عشان هاخدك انتي وماما ولمياء لو حابه، وننزل نشتري شوية حاجات ونتفسح شويه، بدل خنقة البيت دي، إيه رأيك ياجميل!


رفعت رأسها عالياً ببهجه وهي تحدق بوجه أيمن، وتنهدت بحب
-إنت أعظم اب في الوجود، خمس دقايق واكون جاهزه.

ثم أشاحت بنظرها بعيدا عن عيناه محدقة بلمياء
-وانتي ياقمر قومي يلا قولي لمامتك وباباكي وتعالي معانا.


لم تدر لمياء لما أتسعت ابتسامتها، وروادها شعور بالرضى، وهي تنهض عن المقعد، لتحمحم بحرج
-أنا أسفه مش هقدر آجي معاكوا، هرجع البيت انا اوام عشان أبلغ ماما انكو خارجين لأنها كانت حابه تيجي تشرب قهوه مع طنط هايدي، استأذنكو انا بقى عشان تلحقوا تجهزوا.


ربتت بيسان فوق كتف لمياء بحزن
-اخص عليكي يالولو، ليه مش عايزه تيجي معايا! كنا هننبسط اوي مع بعضنا، عشان خاطري تعالي معانا.

هزت لمياء رأسها بتفهم، بعدما أدركت أنهم عائله مع بعضهم وان وجودها معهم ليس محرز، فوضعت يدها على يد بيسان واردفت
-معلش يابيسو خليها مره تانيه، انا اصلا حاسه بصداع ومحتاجه ارتاح شويه.

اقبل أيمن هامة لمياء وأعتدل بأحترام وقال
-اناي بنت ولا كل البنات، ربنا يكملك بعقلك يابنت الغالي، بلغي سلامي لبابا.


اتجهت لمياء إلى منزلها بينما كانت تتهيأ بيسان للخروج مع والديها وهي تبتسم بهدوء، صاحت بصوت شبه مرتفع
-يلا ياماما انا جهزت خلاص انتو ال هتأخرونا كده.

اومأت هايدي وقالت بعدما أستعادت دورها باحتراف
-أيوة ياست البنات، انا كمان خلاص جهزت، يلا بينا وماتنسيش موبايلك هاتيه معاكي يمكن حد من اخوالك او عمتك تتصل بيكي واحنا برا.

اثنى أيمن على حُسن تصرف هايدي وقال ضاحكاً
-بصراحة يا هايدي انتي طالعه زي القمر النهارده، ال هيشوفك الوقتي يفتكر انك اخت بيسان مش مامتها.


ابتهجت هايدي لمغازلة ايمن لها، ولكنها توقفت لبرهة واستدارت حين انتبهت لصياح بيسان الساخر الضاحك عندما اردفت
-تيراراراااا، ياعيني ياعيني ياسي بابا على الكلام الحلو، طب وانا ماليش في الحب جانب ولا ايه! ولا الصرف مش باين عليا.


هز أيمن رأسه بالنفي ضاحكا وأجابها موضحاً
-لأ لأ، دا انتي القمر والحلا كله، انتي البونبونايه بتاعتي، دا همشي جنبك وانجش فيكي كمان خوفا عليكي من الحسد.

شكرته هايدي وبيسان على هذا الإطراء الرائع، ثم همُّوا بالمغادره مبتهجين مفعمين بالحيويه والنشاط؛

في هذه الأثناء كانت لمياء جالسة بجانب والداها تبلغهم بما حصل معها، و أخذهم الحديث لحين تفاجأ محمد بهاتفه يدق، إذ هو شقيقه الأوسط علاء، هرول محمد باستقبال المكالمه، لاحظ بأن صوته ليس على سيجته حينما سمعه يلقى التحيه فقط، ارتعب محمد وآثاره الفضول متسائلا
-في ايه ياواد ياعلاء، ابوك وامك واخواتك كويسين؟ في حاجه حصلت عندكوا بالبلد؟

تلعثم علاء وصار يتمتم ولم يعرف كيف يخبره بالخبر الحزين، لكن اذدرد لعابه وتشجع ثم زفره بحنق
-مش عايزك تجلج يامحمد بس أبوك بعافيه شويه، وقع عشيه وهو راجع من الغيط من على ظهر الحصان ابن المركوب، لجينا الناس داخلين علينا به وهم شايلينه على زراعتهم، جيبناله الدَّكتور وقال ان عنده شرخ في عضمة الركبه، وفجرتين في ظهره اتحركوا من مكانهم، لازم يعمل عمليه، امك جالَتلي لازم اتصل بيك وابلغك عشان لو حابب تاجي وتشوفه وتحب على يده عشان يسامحك وترجع الميه لمجاريها من جَديد


حمحم الرويني وعيناه ترمق ابنته وزوجته بذهول، تملك منه الحزن والقهر والاضطراب على والده ام يعرف كيف يجيب شقيقه علاء، تنهد بيأس
-يعني هو بيتكلم ومنيح إكده، طب بجولة، جول لأمك ان محمد هيعاود البلد هو ومرته وبته الليله، في أول جطر هتلاجوني حداكم،جولها ماتقلقش انشالله ابوي هيعمل العمليه ويجوم منها كيف الفرس من جديد، ابوي طول عمره عفي ومايهمه شي.


أنهى الأتصال دون أن يترك له الفرصة ليكمل حديثه، عندما قاطعته مروه بارتياد
-للأسف يامحمد انا مش هجدر اجي معاك وادخل دواركم بعد ما ابوك واخوك طردني، خايفه يعملوها معايا تاني، انا هنزل معاك البلد بس انا هروح حدي بيت اهلي انا وبتي وانت روح بطولك، طل على ابوك بشوئك لحد ماتشبع منه ومن اهلك كلياتهم، وابجى جولهم اني معاك بالبلد لو حابوا اني اروح وازورهم معنديش مانع، لو مش حابين يبجى خلاص انا هجعد في بيت اهلي بكرامتي، ولو حابب تاخد بتك لمياء معاك تشج على سيدها وستها هي حره.. خدها.


التفت لمياء نحو والديها بدهشه وذهول وانكمشت بذعر
-هو في ايه ياجماعه انتو قلبتوها مسلسل صعيدي كده ليه، في ايه يابابا رجعت تتكلم زي زمان انت وماما ليه، افتكرتكوا نسيتوا اللهجه دي من وقت ماانتقلنا من ٨ سنين.

غضب والدها منها كان مبالغاً فيه، لكنه كان ذا عصبيه لقلقه على والده، أجابها زافرا
-محدش يقدر ينسي أصله يابنتي، وبعدين دي لهجتنا واصلنا ال عمرنا مانقدر نغيره ودي حاجه احنا بنفتخر فيها.


أخذ عقل لمياء يُنذرها بأن العرق الصعيدي قفز في جبين والدها ، تسألت بابتسامه صافيه
-طيب يابابا احنا فعلا هنسافر المنيا الليله، وياتري هنرجع هنا تاني ولا هنعيش هناك علطو... ؟!

أوقفتها مروه كي لا تكمل حديثها الماسخ وتحدثت بعصبيه
-نعيش فين وازاي، لا طبعا هنروح نطمن على جَدك ونشوف أهلنا كلهم، ونعاود لهنيه تاني، حياتنا بقت هنا خلاص، ومش هسمح ليك يامحمد تخرب نظام حياتي وترجعني للمرار الطافح ال كنت عايشه فيه وسطيهم، ايوه، انا جولتلك اهو من دلوقيت عشان تعمل حسابك.

غضب محمد العارم من مروه هذا فقط لأنها تطاولت في الحديث دون أن تصبر لتعرف ماذا سيجيب، التزم الصمت وانتفض من مقعده مهرولا الي الغرفه ليجلب حقيبته كي يجهز أغراضه وملابسه للسفر، لحقته مروه الي الداخل كي تساعده، بعدما أشارت لإبنتها بتهكم
-قومي ياختي انتي كمان حطيلك غيارين في شنطه عشان تبقى تغيري فيهم هناك بدل ما تشحتي منهم هدوم، ممكن ماتلاقيش حد فيهم نفس مقاسك، الحمد لله انك خلصتي دراستك، معرفش ايه المصايب ال لا كانت على الخاطر ولا على البال دي، ربنا يجيب العواقب سليمه.


اومأت لمياء بقلب مكلوم وأجابتها
-حاضر ياماما، هتصل ببيسان اقولها بس اننا مسافرين، عشان لما تيجي وتخبط على بابنا ومتلاقنيش، ماتقلقش عليا.


تركت مقعدها وولجت الي غرفتها وبعد محاولات اتصال بيسان دون رد منها، ارسلت لها رسالة كتابيه بما سيجري معها، عليوعد بإنها ستتواصل معها دائما


شحب وجه مروه وهزت رأسها بأعراض على ما يحصل حولها، لكن لم تتفوه بكلمه واحده كي لا يغضب منها محمد، لانه مستاء لأجل حالة والده الصحيه، لكن إندهشت بأنه تناسي تماما ماصار معه منهم في الماضي، التزمت الصمت والسكون، بينما عقد محمد حاجبيه بضيق لانه يفهم جيدا فيما هي شارده
-تيجي زي ما تيجي أنا خلاص قررت وهنمشي الليلة، اهم حاجه عندي صحة ابويا واي حاجه بعد كده تهون.


تنهدت بأسف وعينيها تترقرق بدموع الحزم
-معاك حق يامحمد، ربنا يطمنك عليه ياخويا وماتشوفش فيهم حاجه وحشه ابدا.

ابتسم بحزن وهو يضمها إليه
-انشالله ماتحرم منك، وحقك عليا لو كنت باجي عليكي بس دول في الأول وفي الآخر اهلي


تبكي مروه بلا توقف، نظراته إليها ابكتها ، كان الإشتياق لأهله واضح جدا، فلم تتحمل وأشاحت بوجهها عنه ليغادرها بصمت، تركها بمفردها لتكمل ضب الأغراض بينما توجه للمرحاض كي يتوضأ ويصلي ركعتين لله، كي يتوسل لله بأن يشفي له والده،بعدما انهي صلاته وتذلله باكيا لله، جلب هاتفه كي يتصل بأيمن ويبلغه بما صار معه، زفر بحنق
-معلش ياأيمن عايزك تقدم جواب اعتذار للمدير على عدم حضوري الفتره الجايه، وتقدملي على أجازه مفتوحه، بالله عليك ماتنسي عشان ما اخسرش شغلي.

تملك من أيمن الحزن من أجل صديقه، كان يتنفس ببأس، خفض رأسها بإضطراب وازداد توتره عندما كانت ترمقه هايدي مشيرة بيدها متسائله عن سبب ذاك الحزن الذي طغى على ملامحه، شهق أيمن وهو رافعا يده أخرى في وجهها كي تصمت لحين ينهي المكالمه، التقط أنفاسه وأجاب صديقه بصوت متحشرج
-ربنا يهونها عليك يا صاحبي، ماتشيلش هم الشغل، انا هتثَصرف وان شاء الله هترجع لشغلك باي وقت بعد ماتطمن على السيد الوالد، لو محتاج فلوس انا سداد ومش عزومة مراكبيه، نصف ساعه واكون في البيت وال انت عايزه كله خده ولما ترجع نبقى نتحاسب، مفيش بينا فرق يامحمد انت عارف انك اعز من أخ وربنا يعلم انا بعزك قد ايه.


حمحم محمد بالرفض تماما، واجابه بيوت هزيل حزين
-والله مستوره الحمد لله، لو احتاجت حاجه مش هطلب غير منك، بس والله معايا فلوس.

أنهي محمد معه المكالمه وانهار يلكي، هموا بالمغادره واوصد الباب بإحكام، عندما وصلوا الي محطة القطار جلسوا بإحدى الزوايا في ارتقاب القطار القادم؛
لم يكن حال لمياء بأفضل من والديها، يزجرها عقلها وقلبها على عودتها للمكان الذي شاهدت فيه والدتها وهي تُهان وتُذل، تملك منها الخوف والاضطراب من مواجهتهم خصوصا بإنها لم تتذكر احد منهم ولا تعرف كيف ستتعامل معهم وهي تبغضهم وتحقد عليهم، بعد شرود إستكانت بإنها لم تذهب مع محمد الي منزلهم بل ستذهب مع مروه عند أقاربها، فهي أولاً وأخيراً والدتها التي تحبها وتخاف عليها، ولم ترى شيئا سيئا حدث مع والدتها من
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي