الفصل الثالث

_صباح الخير .
_صباح النور لؤي صباح النور .
* رآني مرتبكة وعلى عجلة من أمري *
_ حسناً سأتركك ترحلين يبدو أنك على عجلة من أمرك عندما تعودي أيمكن أن نتحدث قليلاً ؟
_ حسناً سأنظر في هذا الأمر إلى اللقاء حالياً .
* ذهبت دخلت الشركة مع رولا رحب بي الجميع دخلت مكتب الإدارة لكي أقدم سيرتي الذاتية وأستفسر عن العمل وأوقاته والأجر الذي سوف أتقاضاه أعجب المدير بسيرتي الذاتية وسرعان ما سلمني الوظيفة كان لطيفاً جداً فقال لي أن أعود اليوم إلى منزلي وآتي غداً لأباشر عملي .. *
وأنا في الطريق كان هناك شيء يدفعني بشدة للتفكير في لؤي أو بما يريده مني، كنت كل الطريق شاردة أفكر ما إذا أقرع عليه الباب عند عودتي ؟! أم أتجاهله كي لا يعتقد أني أفكر به أو مهتمة لأمره،  كل الطريق شتات وصراع بيني وبين نفسي صعدت سلم المبنى لأصل إلى منزلي ألتفت إلى باب منزل لؤي لأجده مغلق  تعمدت البقاء لثواني معدودة لعله يلحظ وجودي كما حدث صباحاً لا أعرف ما الذي دفعني لفعل شيء كهذا منعت نفسي بأن أطرق بابه بإخراج مفاتيحي لأفتح باب منزلي وأنا أتمنى أن ألقاه قتلني الفضول ماذا يريد مني وهل إن تحدثنا سأعرف منه تبرير لتصرفاته الغريبة ؟ أم ماذا ؟ آلاف التساؤلات دارت في رأسي حينها ليقطع أفكاري ويقطع فتحي للباب صوت بابه نعم قد فتحه وتوجه نحوي مسرعاً يتداركني قبل أن أدخل منزلي .
_ ياللصدف ياللصدف .
_ *قلت ضاحكة * صدف !
_ نوعاً من الصدف المخطط لها.
_ اه فعلاً نوع جديد تشرفت بمعرفته *وضحكت*
_أتمانعين آنستي من أن أدعوكِ إلى الغداء ؟
_امم وما الغداء يا أستاذ ؟
_ ماذا تريدين يا آنسة .
_ *قلت ساخرة* وافقت يا أستاذ .
_*ضحك وقال: حسناً يا آنستي أنا جاهز .
_ أعذرني يا أستاذ فسوف آخذ قسط من الراحة وأغير ملابسي. ونذهب فهل وافقت ؟
_ بالطبع ما رأيك في الساعة الثالثة ؟
_ حسناً اتفقنا.
*دخلت لأخذ قسط من الراحة وأنا أشعر بالسعادة لا أعرف لماذا لأنني سأخرج مع لؤي ؟ أم لأنني سوف اسأله وأفهم ما كان يدور في رأسي من أسئلة غامضة ومجهولة وأريح عقلي، خلدت في نوم عميق ليوقظني منبه ساعتي اه الساعة الثانية يجب أن أجهز نفسي نهضت مسرعة جهزت نفسي وضعت القليل من الزينة على وجهي وأحمر الشفاه على شفتاي خرجت مقتربة من الباب لبست حذائي ذو الكعب العالي هذه المرة خرجت من الباب لأطرق باب جاري لؤي  لم أعلم ما الذي دفعني للتصرف هكذا وبهذه الطريقة فإنني جهزت بسرعة أولاً وثانياً ها أنا ذا أقف أمام منزله وأطرق بابه وكأنني أنا من وددت مقابلته وأنا من أود الحديث معاه أو أنني أنا من دعوته على الغداء ! طرقت الباب ففتح لي مبتسماً
_مواعيد دقيقة يا آنستي .
_نعم يا أستاذ من طبعي القدوم في مواعيدي وبشكل دقيق. 
_إذاً هيا بنا ؟
_ هيا بنا ..
*نزلنا إلى خارج المبنى ليقف جانباً ويباشر بإشعال سيارته، وهرول مسرعاً ليفتح لي باب المقعد الأمامي ويقول لي:
_تفضلي آنستي ..
كنت في غاية من خجلي وكيف لم يمكث لي بضعة أيام أعرفه فيها فكيف أنا الآن ذاهبة معه وراكبة سيارته وسأتناول الغداء معه! ولكنني أوقفت عقلي وخوفه بأنني سأريحه عندما اسأل لؤي عن كل ما هو غريب في ذهني 
_ تفضلي آنستي وصلنا.
* نزل لكي يفتح لي الباب خرجت أنا ثم قفل سيارته واقترب مني .
_ أحب هذا المكان كثيراً ثم أن الطعام عندهم رائع.
_ سنرى بشأن هذا الأمر .
*دخلنا ، جلسنا قليلاً ليأتي النادل يقدم لنا كؤوس المياه والمناديل ويقوم بإعطائنا قائمة الطعام  *
_ ماذا ستختارين آنستي ؟
_ اممم أي شيء فيه دجاج . 
_ *ضحك ساخراً " توقعتك نباتية بهذا الجسم النحيل،
حسناً لو سمحت أيها النادل اثنان من أي شيء فيه دجاج وسنعجب بذوقك  مؤكد .
*لكي يرد النادل وقال : سأبهرك  .
_ حسناً لنرى كيف سيبهرنا آنستي.
_ *أمسكت كأس الماء غاضبة وأنا أقوم بالشد على الكأس * بادرت بالقول : كفاك يا لؤي لماذا تقول لي آنسة آنستي وتستفزني بينما أنتَ تعرف اسمي مؤكد .
_ أعرف اسمك ؟ ومِن مَن سأعرفه ؟
_ ماذا ؟ أتراني طفلة وسوف أصدق أن صديقك لم يخبرك اسمي !
_ إذاً ما اسمكِ آنستي ؟
_ *قلت غاضبة * نور اسمي نور
_ هدئي من روعك يا نور  قد يكون صديقي عرفه صدفة أو سمع أحد ما يناديك فيه . 
_ لن أستطيع تمالك أعصابي أكثر من هذا نظراتك تلك نظرتك لي أول مرة عيناك التي لم تتوقف  عن النظر إلي نعم طبعاً تضحك!! أنا الغبية التي قبلت دعوتك ولكن لتعلم يا لؤي، أنا قبلت دعوتك لأعلم ما خطبك وما الذي يجري وأنا لا أعلمه
_ هدئي من روعك واجلسي  بالنسبة لاسمك ولما الاستغراب. والعصبية ؟ من المؤكد سمعه من أحد وقد يكون هذا الشخص هو عم صلاح مثلاً ما المشكلة ؟ أما بالنسبة لنظراتي فهل هناك مخلوق عاقل في هذا الكون سيرى هذا الجمال ويبقى صامتاً؟! على الأقل يعبر عن دهشته وذوبانه في هذا الجمال في نظراته التي من الوارد جداً أن تكون  لا إرادية عزيزتي لأنها نابعة لجمالك وشدته .
_ لا لم أصدقك ولم أقتنع بهذا الكلام قد يكون موضوع اسمي. صحيحاً ولكن بالنسبة لنظراتك لم أصدق أنا لا أريد تناول هذا الغداء، وسأذهب وأشك..
*ليقاطع شكري النادل وهو يحمل بيديه أطباق الدجاج الذي وضع عليه النكهات المختلفة مع حفنة من الرز مقابله *
_ قال النادل : تفضلي بالجلوس وأعطيني رأيك بهذا الطبق المميز الذي لا نقدمه سوا للمميزين سيدتي .
_ حسناً شكراً لك .
* هدأت من روعي وتمالكت أعصابي وجلست تعمدت أن لا تأتي عيني بعين لؤي وكنت طوال الغداء أحاول التهرب من عيناه ومن أن أنظر إليه حتى فرغنا من الغداء   *
_ ها يا آنستي ، أو لا لا ها أنتِ لا تحبين كلمة آنستي إذاً ها يا نور أتحبي أن نطلب شيئاً ما نشربه ونتبادل أطراف الحديث ؟
_ لا شكراً لك الغداء كافي وجداً عليَ الذهاب غداً أول يوم عمل لي .
_ حسناً .
* طلب الحساب وحاسب وخرجنا ليفتح لي باب السيارة وأركب، وصلنا إلى مدخل المبنى دون أن نتفوه حتى بكلمة في السيارة! *
_ نور .
_ نعم يا لؤي .
_ أشكر قبولكِ لدعوتي وأشكر احترامك وذوقك ثم أني أعتذر عن نظراتي وأعتذر نيابة عن صديقي وأعتذر لكِ عن كل مابدر مني وأزعجك .
_ لا شكر على واجب وإنني استمتعت بجلسة الغداء رغم أنني كنت غاضبة نوعاً ما ورغم أنني لم أصدقك مئة بالمئة ولكن إعتذارك مقبول وشكراً على الغداء اللطيف .
_العفو .
*صعدنا دخلت منزلي ودخل منزله بعد أن قام بتلويح يده لي مشيراً أنه إلى اللقاء.
_ ألو رولا ، أيمكن أن تأتي إليَّ بعد أن تنتهي من عملك .
_ حسناً عزيزتي لكن ما الأمر ؟!
_ ليس بشيء مهم ولكن أحتاجك قليلاً .
*حل المساء قرعت رولا الجرس* 
_ ما الأمر يا رولا جئت مهرولة قلقتني عليكي !
_ ادخلي أولاً ، رولا انا كنت مع لؤي اليوم .
_ لؤي ؟
_ نعم لؤي لقد أوقفني صباحاً عندما خرجتي قبلي ، وقال أيمكننا الحديث أَحسَ أنني على عجلة من أمري فقام بتأجيل الحديث إلى حين عودتي وعندما عدت التقينا وقام بدعوتي على الغداء.
  *سردت لرولا ما جرى من تفاصيل حينها *
_ نور ألديك مشاعر تجاه هذا الشخص ؟
_ مشاعر ! هل جننتي رولا ؟
_ ولما لا ؟ إني أجدكِ مهتمة لأمره منتظرة إجابته متقصدة الحديث معه طول فترة سرد الأحداث وانتِ عيناكِ تشعان بريقاً ما الأمر ؟ لم أركِ ملتفتة لشخص قبله هكذا وليس من عادتك أن تمنحي فرص لأحد بالحديث معك وتأتي الآن تقولي لي غداء نعم من حقي أن أتعجب .
_ لا رولا لا، الأمر وما فيه أنه أراد أن يدعوني لا أعلم لماذا ربما لطفٌ منه أو لكي يتعرف عليَّ أكثر .
_يتعرف عليكِ أكثر ولما ؟! إذاً هل تظني أنه معجبٌ بكِ.
_ معجب بي !
_ نعم معجبٌ بكِ ولما لا يعجب بكِ عزيزتي ما الذي ينقصك حتى لا يعجب بكِ.
_ لا أعلم لا أعتقد لوجود مثل هذه الأشياء في رأسه ولا هي موجودة في رأسي أنا أيضاً. 
_ رغم أنني لم أقتنع بما فيه الكفاية إلا أنني سوف أنهي النقاش هنا لأنه ومن المؤسف ولكن يجب أن نرتاح لكي نذهب إلى العمل غداً لا تنسي إنه أول يوم عمل لكِ غداً .
_ حسناً يا رولا حسناً .
استيقظت في صباح اليوم التالي بحماس، متحمسة لأول يوم عمل لي لأول يوم سأبدأ فيه حياة جديدة أقابل أناس جدد رفاق وزملاء أحباء بالإضافة إلى صديقتي المفضلة "رولا".
أرتديت ملابسي الرسمية التي تليق بأول يوم عمل لي كنت في غاية الحماس وضعت القليل من الزينة على وجهي وأسدلت شعري على ظهري كالمعتاد أخذت حقيبتي ووقفت قرب الباب أرتدي حذائي، ليوقفني اتصال "رولا" فأجيب :
_ نعم عزيزتي، لا لا لن اتأخر بالطبع يا عزيزتي إني على باب المنزل أرتدي حذائي لكي أنزل .
خرجت وأنا سعيدة بشكل لا يوصف وقفت أمام الباب قليلاً لعل وعسى "لؤي" يفتح باب منزله و يراني و ينعت ما سيحدث أنه صدفة كالعادة، ويا محاسن الصدف .
بضع ثوان ... دقائق .. لم يأتِ أو يخرج أحد فنزلت مسرعة على سلالم البناء.
وصلت إلى مكان عملي بكل شغف دخلت وجدت استقبالاً جميلاً من العملاء هناك من الذين يعملون ومنهم إداريوون ومنهم مسؤولون ألقيت التحية وصعدت إلى مديري لكي ألقي التحية عليه وأباشر بعملي .
_مرحباً أستاذ عمر .
_ أهلاً بالآنسة نور تفضلي بالجلوس.
_ شكراً لحضرتك .
_ حسناً يا نور بحسب سيرتك الذاتية التي قدمتيها أجد أنك تملكين الكفاءة لهذا العمل وأثق أنكِ لن تخيبي ظني خصوصاً أنكِ من طرف الآنسة "رولا"من أشطر الموظفين لدي فلا شك فيما قلته الآن حتماً .
_ أشكر حضرتك على ثقتك المطلقة بي.
_ لكن عزيزتي الآنسة نور، لدي سؤال لكِ.
_تفضل أستاذ عمر اسأل ما تشاء .
_ أيمكنكي إخباري عن الحادثة التي مريتي بها أكثر ذلك إن لم تكوني ممانعة ؟
_لا بالطبع ليس لدي أدنى مشكلة،
_ أنا خريجة كلية إدارة الأعمال متخرجة منذ شهور تقريباً أصبت بحادثة لا أذكر كيف حدثت وأظن أنه لا أحد يعلم كيف أصابتني هذه الحادثة فكل ما أذكره هو أنني في المستشفى لا شيء ألا هذه الذكرى حتى "رولا" صديقتي وقريبتي "سارة" لا يفقهون شيئاً عن الحادثة أظن عانيت كثيراً وشُفيت جروحي وكسوري الحمدلله إلا أنني عانيت من فقدان ذاكرة رجعي .
_إذاً أنتِ الآن محتفظة بخبراتك السابقة و بتخرجك وبكل المعلومات التي درستيها ؟
_ نعم بالطبع، و سأوضح هذا من خلال عملي فقدان الذاكرة الذي أعانيه رجعي، أي أنني سوف أستعيد ما نسيت شيئاً فشيئاً ثم أن المعلومات العلمية والأكاديمية التي فقدتها لا تذكر لأنها قليلة جداً، وأنا قبل أن آتي تداركتها ببعض الكتب والمراجع لا تقلق بشأن هذه الأمور .
_حسناً أعتذر لحضرتك على الاسئلة أو لو أنني أحرجتك أو تدخلت بشيء لا يخصني .
_لا بالعكس أستاذ عمر، تشرفت بالحديث معك.
_يمكنكِ استلام وظيفتك آنسة نور، ستكونين بجوار مكتب الآنسة "رولا" .
خرجت من غرفة الأستاذ عمر، وأنا استرجع الذكريات يالها من حادثة! لابد في كل حياتي أن أتذكرها وكلما حاولت جاهدة نسيانها يأتي شيء ما يذكرني بها، أيا ترى سيأتي اليوم الذي أعرف به ما جهلته رغم أنني بدأت أتعب من هذا الموضوع لدرجة أنني فقدت الحماس والشغف بمعرفة ما حدث أصلاً.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي