الفصل الثاني

قولي لي يا نور هل هو جميل هل سنفرح بك عما قريب
_ *أجبت ضاحكة بشدة * : نفرح بماذا ، لم تسمح لي الفرصة بتأمل جماله حقيقة فردة فعله صدمتني أنهينا حديثنا بأنه قال لي أي مساعدة انا هنا وعرفت فقط أن اسمه لؤي . 
_ لؤي  !!
_ نعم لؤي ما المشكلة لو كان اسمه لؤي لا أفهمك ؟!
_ لا أمر عادي لا يوجد مشكلة لكن اسمه نادر بعض الشيء صحيح ؟
_ فعلاً لكنه اسم جميل الحقيقة
_ سأذهب لأحضر كأسين من الشاي وبعدها سوف أرجع منزلي أنا متعبة جداً
_ حسناً
ذهبت لأرتب شقتي بعض الشيء وأخلد بعدها في نوم عميق ازداد نومي مؤخراً كثيراً لا أعرف ما السبب هل هو الهرب من الماضي أم أنه لمراجعة الماضي في أحلامي. !
مر يوم يومان . ثلاثة .اسبوعين  
استيقظت كعادتي قمت بتشغيل موسيقتي الهادئة وسارعت لإحضار قهوتي اتصلت بي رولا باكراً استغربت ليست عادتها فأجبت :
_ أهلا رولا كيف حالك ، نعم فعلاً إن الوقت مايزال باكراً ها قولي لي هل هناك شيء مهم او مريب أم أنه مجرد أنك استيقظتي باكراً خصوصاً في يوم العطلة ، حسناً في انتظارك .
استغربت اتصال رولا واستيقاظها باكراً في يوم العطلة على عكس العادة جائت رولا فتحت الباب
لأنصدم بها تحمل أوراق وملفات وكتب وتدخل مهرولة إلى الداخل . 
_ مابك يا رولا ما الأمر هل ستدرسي فرع دراسي آخر ؟!
_ فرع دراسي ماذا ! هذه الكتب والمراجع لك ِ
_ نعم ؟ لي أنا ! وماذا أفعل بهذه الكتب والمراجع
_ أنتِ متخرجة من زمن من جامعتك وذلك بتقدير جيد جداً والمعلومات التي لا تتذكرينها ضئيلة جداً ويمكننا تداركها بشيء من هذه المراجع والكتب
_ حسناً يا رولا ولكن لما ؟ ما الأمر لما عليَ مراجعة هذه الكتب والمراجع وتذكر المعلومات التي أفتقدها ثم أن ما فقدته من معلومات ضئيل لأنني تخرجت قبل الحادثة بفترة لا بأس بها
_ ماهو الذي لما يا رولا ماهو ؟؟ أتريدين البقاء هكذا لا عمل لا دراسة آخرى لاشيء سوا قراءة الروايات والنوم وترتيب المنزل و إلخ .
_ المقصد من هذا الكلام ؟
_ قصدي واضح يا نور في الشركة التي أعمل بها يوجد لدي زميلة قدمت استقالتها وخرجت خارج البلاد وأنا حينها هرولت مسرعة إلى المدير لأخبره بأنه لدي صديقة تمتلك نفس اختصاص الفتاة  التي غادرت ولديها شغف كبير في اختصاصها وسوف تحسن عملاً.
_ أحسن عمل ماذا يا رولا ولما تصرفتي هكذا؟ لم تسأليني حتى أنا أشعر بأنني عاجزة عن تحمل مسؤولية العمل خصوصاً وأنا أجهل ما حدث قبل الحادثة أخاف أن أتذكر ما حدث في وقت متأخر أو أن ما حدث سوف يؤثر على كفائتي وعملي .
_ ولما سوف يؤثر أنا لا أفهمك ما علاقة هذا الموضوع بالعمل أستبقين هكذا حتى تفارقي هذه الحياة لا تفعلي شيء سوا المكوث في المنزل ما النهاية أقنعيني ؟
_ أنا *قاطعتني رولا قائلة *
_ لن نتحدث كثيراً أنا ذاهبة لدي بعض الأعمال التي يجب القيام بها سأتركك مع هذه الكتب والمراجع أنظري ما يفيدك منها ولا تمتلكي الكثير من الوقت يا نور هذه الأشياء لصديقتي وعليَ إرجاعها حسناً !!
_ حسناً سأحاول ولكني لا أعدك
_ لن أرد عليكي حالياً نلتقي لاحقاً عزيزتي
لم أعرف ماذا أفعل ؟ لا أعلم ما الذي قررته مسبقاً بشأن عملي أهو مجرد وظيفة أم أنني كنت أخطط لأفضل وأغلى شأن من هذا أمسكت الكتب والمراجع أتصفح بها أقلب بصفحاتها محتارة نعم إنني أتذكر كل هذه المعلومات لم يغفل عني شيء منها ولكن هل فعلاً أستطيع ، أكملت قراءة بصوت عالي وبتمعن ودقة  تداركني الوقت أصبحت الساعة الخامسة وبدأت أشعة الشمس تتوارى وتختفي شيء فشيئاً . 
في صباح اليوم التالي أستيقظت على طرق الباب وحالتي لا أعلم ما الذي حل بها شعري المنسدل بعشوائية وبشكل غير مرتب أو منظم فأنا البارحة تعبت كثيراً وقرأت كثيراً لدرجة أنني نمت فوق الكتب وأنا جالسة أقرأ بها لاستيقظ على طرق الباب الآن
هرولت مسرعة لفتح الباب بمنظري هذا فتحت من غير أن أسال عن الطارق كنت متأكدة أنها رولا مؤكد أنها أتت قبل عملها لتأخذ الكتب  فتحت الباب ليصدمني الشاب الي قابلته .. اه نعم انه لؤي
_ مرحبا
_ * قلت بارتباك شديد من شكلي وأنا أحاول ترتيبه بأي طريقة *  أهلا أهلا لؤي
_ أعتذر يبدو أنني طرقت الباب في وقت غير مناسب . 
_ هو الوقت مازال باكراً فعلاً ولكن لا بأس
_ * قال بذهول * : باكراً ؟! الساعة الثانية عشر ظهراً
_ نعم .؟؟؟! الثانية عشر
_ حسناً لا عليكي يبدو أنك مستيقظة الآن ولم تنظري إلى ساعتك لن آخذ من وقتك كثيراً أردت أن أقول لكِ أنك مدعوة على حفل عيد ميلادي اليوم
_ حفل عيد ميلاد .. مم لا أعلم إذا كان بإمكاني أن آتي لدي من الأعمال ما يكفي ليملئ يومي
_ أتمنى حضورك بشدة لن يكون هناك أحد سوا بعض الأصدقاء
_ حسناً سوف أرى ما أستطيع فعله.
*اتصلت برولا لكي أخذ رأيها في دعوة عيد الميلاد .
_ أهلاً رولا كيف حالك
_ الحمدلله يانور ها ؟ اتصلتي كي تقولي لي أنك قرأتي الكتب وتداركتي الأمر والآن أنتي مستعدة لاستقبال عملك الجديد ؟
_ أوه العمل يا رولا ! بصراحة نسيت هذا الموضوع تماماً اتصلت لأخذ رأيك بالدعوة التي جائتني
_ دعوة ؟ لكِ من من يا نور ؟
_ من لؤي جارنا الذي حدثتك عنه '
_ ودعوة ماذا تلك ؟!
_ عيد ميلاده كما قال يا رولا وهو اليوم وقمت بوعده أنني سأرى ما اذا كان بإمكاني الحضور 
_ وأنتِ تريدين الذهاب ..
_ بصراحة أحببت الفكرة لا أعلم قد يكون هناك أصدقاء له كما قال ويصبح لدي أصدقاء في جواري
_ حسناً ما رأيكِ أن آتي معكٍ لست متطمئنة من ذهابك لوحدك
_ حسناً أظن لا بأس بقدومك معي ولكن ما الغاية من هذا ولما أنتِ قلقة ؟!
_ لا لست قلقة لكن أشعر بالملل
_ حسناً انتهي من عملك وأنا بانتظارك
*حل المساء طرق عليَ الباب فتحت .. كان هو * لؤي *
_ أراكِ لستِ جاهزة ؟ هل رفضتي دعوتي ؟
_ لا بصراحة لم أرفضها ولكنني أنتظر صديقتي للقدوم معي لو لم تمانع هذا  ؟
_لا بالطبع مرحب بكِ وبصديقتك في أي وقت تشائين
الحفل سيبدأ بعد ساعة تقريباً
_ حسناً سأكون موجودة إن شاء الله
*جائت رولا بعد قليل لأجدها جاهزة لحضور الحفل
_ أنتظرتك لتساعدينني ماذا أختار أن ألبس
_ حسناً تعالي معي .
* ذهبنا إلى الغرفة نختار ما ألبسه وما سوف أتزين فيه من حُلي  مضى مدة طويلة لم أذهب فيها إلى حفل عيد ميلاد أو حفل زفاف ، أرتديت فستاني الأسود الطويل فالأسود لم يفشل يوم بإرضائي وإرضاء ذوقي رفيقي منذ أعوام وإلى الآن في جميع خياراتي
*انتهينا من تجهيز أنفسنا وخرجنا إلى عتبة الباب أغلقت باب منزلي ومشينا خطوات معدودة لنصل إلى الطرف الآخر من المبنى إلى باب منزل لؤي  *
* قرعنا جرس الباب ليفتح لنا شاب من المؤكد أنه صديق لؤي وهو أحد المدعويين  لكن مهلاً لما ينظر لي هكذا .؟! نظرته ودهشته هي ذاتها نظرة لؤي لي في المرة الأولى !! لما ينظر الناس لي هكذا أخطأ بي أم يبدو عليَ الغرابة وفقد الذاكرة  ليوقف توقعاتي وتفكيري صوت الشاب عندما قال:
_ أهلاً أهلاً *قالها بارتباك  . * لابد أنك الآنسة نور وصديقتها تفضلا بالدخول

*ماذا ؟؟!! الآنسة نور وصديقتها ؟؟ وكيف عرف اسمي لم يسبق وأن تلوته على أحد من الجيران ولا تلوته على لؤي ذات نفسه حتى ! أمسكت دهشتي وخرجت منها إلى منزل لؤي *

*رحب لؤي بنا بحرارة وكان ينظر إلى بشكل ملفت للنظر هذه المرة ليست نعالم دهشة ولا انبهار على عكس صديقه هذه المرة كان ينظر بدقة وعيناه تلمعان كان يحدق بي طوال الوقت عليَ وبتأمل عيناي وفستاني الأسود وشعري المنسدل كلما ألتفت أراه يحدق بي دون أن يرف أو يوقف النظر إلي قاطعت نظراته وتحديقه
_ تفضل .. أحببتها لكَ كهدية لعيد ميلادك ، لا أعرف ما إذا سيعجبك ذوقي أم لا ولكني أحب أن أهدي الناس الكتب أحس بأنها أكتر هدية قيمة تترك في النفوس أثرها الجميل 
_ شكراً لكِ بالطبع سأحب هذا الكتاب مهما كان وأيً كان ما يتحدث عنه لأنه منك
_ عيد ميلاد سعيد يا صديقي لؤي .
_ أشكرك جداً على قدومك
*لتقاطعنا رولا *
_ ماذا هل نسيتم أنني موجودة ثم أنك يا سيد لؤي لم ترحب بي أم ماذا ؟!
_ *ضحك لؤي * لا لا بالطبع أعتذر لكِ مرحب بكِ طبعاً وشكراً لقدومك
_ العفو وعيد ميلاد سعيد
_سعدت بلقائك يا.. *صمت*
_ رولا اسمي رولا *مصافحة بيدها*
_ تشرفت آنسة رولا 
* لا أنكر أنه رغم ما حدث من أشياء غريبة ولكن قضينا وقت ممتع وأحسست أنه سيصبح لدي جيران وأصدقاء أتناسى بهم همي وحزني وأنني قررت بعدما رأيت جو الجماعة أن أجاهد وأقبل بالعمل الذي قدمته لي رولا ، فما المانع من هذا وما المانع من تجديد حياتي وإنعاشها *
*عدنا إلى المنزل أنا ورولا وقالت أنها متعبة فسوف تنام عندي اليوم *
_ ها يا نور أخبريني ما رأيك بلؤي ؟
_ نعم ؟! لؤي ؟ وما علاقتي ورأيي به لا أفهمك ؟
_ مابك استغربتي كل هذا الاستغراب ثم أنني أطرح سؤال عادياً ما رأيك فيه كشاب كجار كحفلة ذهبنا إليها !!
_ اه فهمتك لا بأس لم أرى منه شيء قبيحاً ولكني كنت مستغربة نظراته التي لم تفارقني طول الحفل وكنت كلما ألتفت أجده يحدق بنفس النظرات  ما غايته يا ترى أو ما الغريب بالموضوع .
_ *قالت رولا ضاحكة * وما الجديد يا نور كل من يراكي يعجب بتلك العينين الجميلتين وذلك الوجه المستدير وشعرك المنسدل أم ماذا ؟
_ كفاكي سخرية يا رولا أنا جادة فيما أقول ثم كيف عرف اسمي صديقه !! إنني لم أخبر أحد قط باسمي انا مستغربة وسأقوم بسؤال لؤي عن هذا الأمر عندما تسمح لي الفرصة
_*احمر وجه رولا وبدت مرتبكة وهي تقول : لا لا يا نور ولما تسأليه فيمكن أنه سمعني وأنا أناديكي أو وأنا أحادثك طبيعي تحدث مثل هذه الأمور كثيراً
_ وما مشكلتك في إذا ما سألته؟ ثم أتعلمين إنه شاب غريب الأطوار أول مرة تعرفت فيها عليه كان غريب النظرات شديد التحديق ولكن بنظرات مستغربة ومصدومة لتحتلف هذه النظرات بنظرات البارحة لتصبح نظرات بريق ولمعان ! وليسرق النظرات الغريبة والمريبة صديقه عندما فتح لي الباب ! أنا لا أفهم ماذا يجري ما هذا الأمر العجيب الملفت ؟!
_ ا ا ا لا لا أعلم يا نور .سأذهب للنوم تعبت كثيراً اليوم
* ذهبت رولا إلى النوم بينما أنا استلقيت على سريري أفكر وأتأمل بما حدث وبأحداث  اليوم .. لما هذه النظرات ولما التحديق الملفت ثم أنه طوال الحفل كان هناك أصدقاء يقومون بسؤال لؤي عن فتاة اسمها كاترين ! من هي كاترين يا ترى ولما الجميع كان يقوم بسؤاله عن كاترين ولما لم تحضر كاترين
قاطعني صوت ما بداخلي سمعته يقول لي  كفى يا نور كفى تلك الأسئلة والاستفسارات كفى تكاد تلك الأسئلة والحوادث تأكل قطعة من دماغك أريحي عقلك أريحي نفسك لأجد نفسي غارقة في نوم عميق صاحية في اليوم التالي على صوت رولا تيقظني *
_ مابك يانور ؟ نومك زائد هذه الفترات هل لاحظتي ؟
_ لا أعلم
_ هيا أنهضي لترتدي ملابسك وتستلمي عملك الجديد معي هيا لا وقت للتسويف أو التبرير
_ لكن *قاطعتني*
_ قلت لكِ لا وقت للتبرير هيا
* باشرت بارتداء ملابسي وانتهيت لتسبقني رولا بينما ارتدي حذائي واخرج من عتبة الباب خرجت مسرعة لكي ألحق برولا ليوقفني لؤي .. لكن هذه المرة عندما سمع اغلاق بابي كان متقصداً فتح بابه وكأنه يراقبني !
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي