الفصل العاشر
حدقها أيمن وبيسان ضاحكان على تصرفها الطفولي! ثم صرفها بعد أن أوكلها بأن تعد لهم الطعام مسرعةً، وأتجه إلى المرحاض كي يغتسل بينما توجهت بيسان الي غرفتها كي تبدل ملابسها، رمقت مكتبها وادواتها المدرسيه بدهشه، انه واخيرا انتهت الدراسه وستلقي بكتبها في سله المهملات؛
توقفت خارج غرفتها بارتباك ولكنها سرعان ما نبذها بعدما نادتها والدتها كي تساعدها في إعداد الطعام، رفعت بيسان حاجبها ساخطةً لعدم ترك هايدي لها وشأنها، طرقت قدماها في الأرض ثم توجهت الي في المطبخ وهي تتأفأف لم تفهم لما هي غضبانه وتتصرف بعصبيه، التقطت أنفاسها وتصرفت بطلاقه؛
ساعدت والدتها بمحبه والتفوا حول المائده ليتناولوا طعامهم وهم يمزحون ويمرحون ثم نهضت بيسان لتعد لوالدها فنجان قهوته المفضل ولوالدتها الشاي، بينما جلبت لنفسها بوله من الآيس كريم وجلسوا يشاهدون التلفاز؛
ثم همَّت بالوقوف
-بعد اذنكوا هدخل اوضتي أريح شويه، لاني حاسه بصداع فظيع.
سمحوا لها بالولوج مبتسمين، إلا أن بداخل هايدي ثارت نبضة مستترة تختلج بترقب، زفرت وعقدت ساعديها أمامه، فهي ضاقت ذرعاً من اسلوبه معها في آخر فتره، كانت لاتريد ان تظهر شيئا أمام ابنتهما، فهي كانت تضع همها بداخلها لحين تنهي ابنتهما امتحاناتها كي لا تتوتر بسببها، جاءتها الفرصه المتاحه لتبوح لزوجها عما يدايقها منه، التفتت له بحنق واردفت
-مشكلة بنتنا وحليناها وامتحانتها وخلصته، إيه بقى ياأستاذ أيمن مش حاسس انك الفتره ال فاتت كنت مزودها معايا شويه بسبب وبدون سبب، عمال تشخط وتنطر رايح جاي ولا همك زعلي، عايزه افهم بقى فيك ايه وليه اتغيرت معايا للدرجه دي لأنك عمرك ماكنت معايا كده خالص.
أثار أيمن الحزن بصوتها شفقته عليها، يعلم أنه هو من تسبب بكل هذا وجلبه ولكنه مثلها ضحية لمشاكل وضغوط الحياه، كل ما بدر منه كان رغما عنه، أشار لها متنهدا وهو ممسك كتفها بحنو
-انتي المفروض تحتويني في غضبي وفي ضعفي لان ده دورك تصبري وتستحملي عصبيتي، وانتي لسه قايله اهو اني ما كنتش كده فالاكيد انه حصل حاجه فوق طاقتي خليتني أظهر متعصب معاكي ومع بنتنا، ارجوكي سامحيني، اوعدك أن ده مش هيتكرر تاني بس عايز منك تقللي قُعاد على التليفون شويه وتنتبهي ليا ولبيسان، لأن برده عمرك ماكنت مشغول بحاجه غيرنا.
أعجبتها كثيرا لهجة أيمن الحنونه، فإقتربت منه لترتمي بحضنه وعقبت بحب:
-أنا والله ماليا غيرك انتي وبيسان، ربنا يقدرني على خدمتكوا وسعادتكوا، قاعدتي على الموبايل من ديقتي واني ببقى لوحدي اغلب الوقت، لأنك في شغلك ياما نايم ياما قاعد على القهوه مع صحابك، وبيسان برده يا اما في أوضتها ياما قاعده عند لمياء، ومروه ماعادش بتيجي تقعد معايا زي الأول فمش بلاقي حاجه اعملها غير الفرجه على التليفزيون او اللعب في الموبايل،بس اوعدك اني هقلل منه حاضر وخلي بالك انت مني شويه.
أوقفت كلماتها وأعادت بصرها نحو أيمن، ترمقه بشوق ولهفه فأستكملت حديثها غامزةً
-ماتيجي ندخل اوضتنا نريح ظهرنا شويه، ولا انت مالكش مزاج؟!
هز أيمن رأسه بدلال وأقترب منها وأشار إلى رأسها مقبولاً لجبينها
-آل ماليش مزاج آل، دا انا ماصدقت اني قولتيلها، قومي يلا قدامي ياعشق العشق وياروح الروح.
أطلقت هايدي ضحكتها دون وعي منها بأن من المحتمل ان تسمعها بيسان وضعت يدها على فمها عندما انتبهت لحالها، ثم قبضت على معصمه بيدها الأخرى وسحبته ال الغرفه، ثم اوصدوا الباب من الداخل بإحكام، قاموا بنزع ملابسهم عن اجسادهم وقفزوا فوق الفراش ثم سحبوا الغطاء فوقهم، لينسال فوق وجهها، لعن سهوه حين تملل، وازداد رجيفه حين استدارت وجذبته بين ذراعيها محتضنةً إياها، ومن لمساتها علم بأنها باتت على أبواب الصحوة، فتح أيمن عيناه ونظر إليها لوهلة مبتسماً، لينتفض بذعر وهو يسحبها إليه ويتحسسها، تفحص كامل جسدها بيداه وعيناه، أحس بتيبس جسده وتجمدت يداه فوق جسدها، ضيق عيناه وهو يتطلع إليها بشغف، جذبها نحوه واحضنها بشوق ولهفه ليطفيء النار بداخله، وكانت صرخات جزعه تعلو؛
التصقت اجسادهم ببعضها ونشبت بينهم حراره وتوهج لمشاعرهم الراكده منذ شهر مضى، ثم التهم شفتاها ولسانها بشفتيه لتستمر قبلة الحياه بينهما لدقائق، مدّت يدها فوق ظهره ضاغطة بأضافرها على جسده من شدة النشوه عندها، لحين اوصلت بيدها على مؤخرته وضغطت عليها وهي رافعة ساقيها حاضنة لساقيه، اخترق قضيبه داخل فرجها بقسوه وعنف وآثاره عاليه، استمر عشقهم لبعضهما ساعة كامله، قامو فيها بعدة أوضاع ممتعه وكأنهما عروسين في شهر العسل، في النهايه بعدما أفضى شهوته كافة بداخلها وتعالت آهاتهم وتأوهاتهم الجياشه، القى بنفسه فوقها ليحتضنها بقوه وهي يقبلها في وجهها بشراسه وحب ثم اغمضا عيناهم وغفوا لبعض الوقت على هذا الوضع؛
بعد مرور ساعتين وهدأت اجسادهم تماما نهض أيمن من فوقها كي يولج الي المرحاض ليتدوش بينما هي امالت بجسدها على جنبها وسحبت الغطاء لتكمل نعاسها لحين ينتهي حبيبها كي تولج هي بعده كي تغتسل هي الأخرى.
ولج أيمن للغرفة بعدما انهي استحمامه، وتسلل نحوها، وقف بالقرب منها وابتسم بحب، كانت وديعةً بغفوتها، مرر يده فوق شعرها، ومال نحوها ليخفق قلبه بقوة، فارتجفت هايدي أيعقل أن يكون ذاك حلماً، أهناك أحلام واقعية هكذا لتشعر بمياه الاستحمام تسقط من أعلى شعره على وجنتها فقامت واعتدلت بجلستها، وهي ترمقه بإعجاب، ثم رفعت يداها لتضمه وهي تتنفس بقوة
-تخيلي يا حبيبي أول مرة احس بحلاوة الحب والممارسه معاك بالشكل ده من يوم ما اتجوزنا، لدرجة إني لحد دلوقتي حاسة بالنار في قلبي واني عايز أمارس معاك الخب مرة كمان.
وضع يده المرتجفة فوق ثغرها، يريدها أن تكف عن التحدث بالأمر، خشية أن يجلو تفكيره ويصفوا ويلبي لها طلبها ثانية، فحاول أن يشتت أنتباهها، ولكنه لم يفلح فصوت هايدي الناعم الحنون المثير وهي تتحدث أشعلت الرغبه بداخله لكن اوقفتهم بيسان عما يجول بخاطرهم عندما طرقت بيدها على الباب بقوه، معتقده انهم نائمين، سحبت هايدي الغطاء فوقها وتحرك ايمن ليقف امام المرآه مدعيا انه يمشط شعره، ثم بادر هو بالرد على ابنته
-ايوه.. ادخلي يابوسي
استمعت بيسان لصوته ففتحت الباب وهي حانية رأسها للأسف، ثم اردفت
-بعد اذنك يابابا هنزل مع لمياء نشتري شوية حاجات من السوبر ماركت ال تحت البيت.
أجابها أيمن بصوت متحشرج
-ماشي يا قلبي بس ماتتأخريش وخلوا بالكوا من نفسكوا جدا،ممنوع تقفوا ولا تتكلموا مع حد.
كان قد ارتدي ايمن ملابسه، فتركت بيسان مكانها ووقفت خلفه وأحتضنته بقوة، لفها لتكون بمواجهته ورفع وجهها نحوه متسائلا
-محتاجه فلوس معاكي ولا حاجه؟
تشبثت به محبه وفخر من كرمه الزائد معها، فابعدها مرة أخرى وهو يتابعها بتركيز، فنظراتها جعلته يدرك بإنها بحاجة للمال لكن يتملكها الخجل من أن تطلب منه، أعطاها هو من تلقاء نفسه مبلغ من المال ليسد حاجتها، وعادت لهيئتها الحقيقية بأنوثتها ومرحها الزائد.
غادرت المنزل بصحبة لمياء تقفز على الدرج مثل الطفلة الصغيره عندما ولجوا داخل السوبر ماركت كان يقف على الكاشير شاب وسيم أسمر البشره لكنه وسيم حقا، انتبه للمياء ذهبية البشرة تلمع ببريق صافٍ كالماء، خصلاتها كالموج الثائر تلتف حول جسدها، قامتها رشيقة، والأخطر عينيها اللؤلؤية التي لمعت، بهت وجهه وازداد لعابه فما يحدث أمامه تخطى قدرته على الأستيعاب، تراجع عنها حين خطت نحوه، وأشار إليها بالاتجاه الي الداخل وهو مدقق النظر في عيناها، وهو يتدارك خوفه من مدير المكان حتى لا يراه، شرد في انه رآها في مكان ما من قبل فاردف إليها بصوت خافت
-مش أنتِ لمياء البنت اللي أختفت يوم ماكان مازن صديقي واقف مع صاحبتك مش فاكر اسمها و...
لزم الصمت بعدما استحوذ المكان على انتباهه، أرض بلون شمسي واضاءة بلا مصابيح، جال ببصره على محتويات المول، ليستقر بصره مرة أخرى على وجه لمياء فأقترب منها وسألها مجددا
-أنا عايز أعرفك من قريب؟ ساكنه فين؟ بتدرسي ايه، وليه كنتِ من لحظات مضطربه وقلقانه كده؟
رفعت عيناها وحدقت بعينيه، وجابته بحده وغضب
-إنت اتهبلت في عقلك ولا ايه، ازاي تسمح لنفسك تقف كدا وتتكلم معايا من غير مايكون في سابق معرفه، لو ما احترمتش نفسك انا هشتكيك لمديرك وهيكون آخر يوم ليك في الشغل ده النهارده، مش عارفه انت جايب الوقاحه وقلة الأدب دي منين، مالكش اخوات بنات الظاهر ك.....
اوقفتها بيسان وهي تنظر حولها لان كل المحيطين بهم وقفوا ليشاهدونهم، جاحظة عيناها وهي تقبض على ساعدها كي تهدأ وتنتبه لصوتها المرتفع،
-إيه يابنتي في ايه! اهدي شويه فرجتي علينا الناس، هو حصل ايه لكل ده! اول مره اشوفك متعصبه كده، تعالي خلينا نمشي من هنا
نظرت إليه لمياء بإستحقار نافرة منه، وهي مغادرة المكان لترى صدمته، فتبدل عصبيتها لسكون كونه يحدق بها بإعجاب بالرغم من كل ما سمعه منها، ليطيح بتوازنها حين عقب بتهكم:
-بقولك إيه يا أستاذة أنتِ، بصي أنا سألتك سؤال حسن ماكانش قصدي اعاكس ولا حاجه، أساساً أنا من أول مرة شوفتك فيها، وأنا حاسس إنك محترمه وبنت ناس، لكن سألتك عشان بتظهري فجأة وبتختفي فجأة، طريقة كلامك معايا كانت غريبة، بس عارفة كل دا ميهمش، اللي يهم دلوقتي الكلام الفاضي اللي بتقوليه، بصي أنتِ شكلك مش وش مشاكل، والشويتين اللي عملتيهم من شوية أدامي خلوني اتأكد انه دليل على ضعف موقفك بس تمام انا مش زعلان منك.
رفعت لمياء كفها بغضب وأشارت لشفتيه فألتصقتا، ليخمد صوته وتعالت همهمات أحتجاجه، فأقترب منها بغضب مماثل لها، لتُشير لمياء نحوه فارتفع جسده عن الأرض بثبات على مقربة منها، فاستطال جسدها وهي ترمقه بنظراتٍ نارية، حينها سقط الضوء داخل عيناها فازداد بريقها، اتسعت عينا الشاب وهو يحدق بها مبهوراً بتلك الشعلة الخاطفة، وزمت لمياء شفتيها وهي تُدنيه منها أكثر
-عارف لو حد من أهلي سمعك وأنت واقف تتكلم معايا كده، هيحصل فيك إيه، هتتمحي من الدنيا كلها فغمضة عين، فياريت لسانك يحاسب وهو بيتكلم، علشان متخسرش حياتك ياحيلتها، عموماً أنا هسامحك على كلامك المستفز اللي قولته عني وهعذرك، علشان أكيد انت مش في وعيك ومش عارف انت بتتكلم مع مين.
بدا عدم التصديق جلياً فوق ملامحه، فهزت لمياء رأسها وقالت بضيق
- بلاش تبص لي كدا يابتاع انت أحسنلك، تاتكو الأرف مليتو البلد
تملكه الحرج فرمقها بسخط، لتبتسم أمام نظراته، حينها ازدادت همهمة الشاب، فحررت بيسان ساعد لمياء وتركتها وغادرت هي المكان لأنها لم تقدر على اسكاتها،
-يوووه بقى دا انتي مفيش فيكي فايده، انا خلاص مش عايزه اشتري حاجه وراجعه البيت خليكي انتي بقى كملي واصلة الردح بتاعتك
ظل بمكانه يترقبها بصمت، فلم ينل اعجابها عناده، ولكنه في النهاية قرر الأنصات، ليعلم لما هو وأين لمياء
أعادت لمياء ادراجها مع بيسان الي المنزل وهي غاضبة تماما، تتابعها عيون معجبه بشجاعتها ووجوه تبتسم بفخر بها، لمحتهم فإلتزمت السكون، وحين همت بيسان برفع يده عالمياً لتدق الحرس اوقفتها لمياء وأردفت إليها بصوت متحشرج مضطرب
-تعالى معايا عندنا عشان انا لازم احكي لبابا كل ال حصل، عشان انا مدايقه ومخنوقه جدا.
بهتت ملامح بيسان لوهلة حين دفعت يدها بعيداً، وعينيها تحدجه بإضطراب لتضيف بتلعثم
-يابنتي بلاش ماتكبريش الموضوع، الواد قال كلمتين وانتي وقفتيه عند حده، مش مستاهله نعكر مزاج مامتك وباباكي.
همهمت لمياء بكلماتٍ ساخطة، ورفعت صوتها على الدرج
-صحيح احنا صعايده ودمنا حر وجيبت حقي بنفسي، بس ده مايمنعش اني لازم اقول لبابا على ال حصل معايا، تعالي بس معايا مالكيش دعوه، انتي جبانه كده ليه!
استدارت بيسان نحو منزل لمياء وساقيها يطرقان ببعضهما ، وهي تتشبث بأحد الحوائط للتوازن
-ياخوفي يانا يامه، شكلك هتودينا في داهيه بعملتك دي، وابويا وابوكي مش هيخلونا ننزل لوحدنا تاني، انبسطي بقى يافالحه.
وقفت لمياء بعصبية وعبرت عن سخطها
-أنت هتقفي ساكته انا ال هتكلم لاني ماتعودش اخبي حاجه عن اهلي، وبعدين انا شايفه اني مش غلطانه فابويا مش هيعاقبني، بالعكس تماما هيعرف ان بنته بمئه راجل.
ختمت ولجو الداخل وجلست لمياء برفقة والدها، لاحظ محمد بملامحها ليست على سيجتها، شحب وجهه واعتدل في جلسته محدقا بها متسائلا
-خير يابنتي مالك، في حد دايقك تحت ولا حاجه؟
ازداد توتر بيسان وهزت رأسها بالرفض ، لتقع عيناها على وجه مروه المندهش أيضا، حاولت مروه معرفة الأمر أيضا من ابنتها، اندفعت لمياء بسرد ماحصل معها بالتفصيل وهم يرمقوها بدهشه وذهول، ثم انتفض محمد من مقعد رافعا ساعديه على مصرعيهما مشيرا للمياء كي تقف وترتمي بحضنه، ثم قبَّلها من جبينها بحراره وفخر بتصرفها الرجولي المحترم؛
لاحظت بيسان بأنه بات الأمر يتخذ منحنى الأمان والطمأنينه أمامها، التقطت أنفاسها واعتدلت في جلستها، تلاشي خوفها وإضطرابها وانشرح صدرها ضاحكةً،
همَّت مروه متجهه نحو طفلتها لتحضنها هي الأخرى فخورة بإبنتها وبشجاعتها؛
فانفجرت لمياء ضاحكة وقالت بصوت فرح وهي تحاول التقاط أنفاسها ناظره لبيسان
-شوفتي أهو دا هو بابا هو دا ال قولتلك عليه، اتعلم بقى تبقى زيي
جذبتها بيسان بقوة لخارج منزلهم، فأسرعت مروه خلفهم، وأعترضت طريقهم وهمست لبيسان ضاحكة
-قولي لمامتك تعلق القهوه عبال ما أجيلها، ماقعدناش مع بعض ونمينا على خلق الله من زمان
انصتت بيسان لصوت مروه باهتمام، لتعقد لمياء حاجبيها، لأنها لاتحب النميمه والغيبه، أعادت والدتها إلى الداخل وأشار لوالدها بأن يجعلها تكف عن التحدث بهذه الطريقه، زمت مروه شفتاها واردفت
-يابت انا بهزر هو انتي شيفاني اعرف حد هنا اصلا عشان اتكلم عليه، يلا يابت امشي انتي وهي
ظل محمد يحدق بلمياء بأنبهار تام، فقد سلبته عقله بالكامل، بهيئتها الهادئة المهلكة، وصوتها الرقيق، لا يدري كيف ومتى كبرت طفلته الصغيره وصارت انسانه عاقله متزنه لهذه الدرجه، انشد ظهره وإطمأن عليها كلياً، ابتسمت لمياء وغادرت مع بيسان،
ولجوا الي المنزل ضاحكين مستبشرين لكن لم يكن بحوزتهم شيئا، انتبه أيمن لذلك فأشار لها متسائلا بدهشه
-امال فين الحاجه ال كنتوا نازلين تشتروها يابنات! وكل ده كنتو فين؟
فاتسعت ابتسامة لمياء وغمزت لبيسان بإنها هي من ستجيبه على إستفساره فشهقت له وهي تجلس على المقعد المقابل لمقعده، ثم سردت له ماحصل معهم وأنهم اقلعوا عن الشراء، إنشرح صدره وابتهج لتصرفها البطولي المشرِّف؛
تمتم مع نفسه دون إصدار صوت
-ياريت بيسان بنتي تتعلم منك وتبقى زيك في التعامل مع الناس، قد ايه انا مبسوط ومرتاح انها من بين الناس اختارتك انتي تكوني صديقه واخت ليها.
توقفت خارج غرفتها بارتباك ولكنها سرعان ما نبذها بعدما نادتها والدتها كي تساعدها في إعداد الطعام، رفعت بيسان حاجبها ساخطةً لعدم ترك هايدي لها وشأنها، طرقت قدماها في الأرض ثم توجهت الي في المطبخ وهي تتأفأف لم تفهم لما هي غضبانه وتتصرف بعصبيه، التقطت أنفاسها وتصرفت بطلاقه؛
ساعدت والدتها بمحبه والتفوا حول المائده ليتناولوا طعامهم وهم يمزحون ويمرحون ثم نهضت بيسان لتعد لوالدها فنجان قهوته المفضل ولوالدتها الشاي، بينما جلبت لنفسها بوله من الآيس كريم وجلسوا يشاهدون التلفاز؛
ثم همَّت بالوقوف
-بعد اذنكوا هدخل اوضتي أريح شويه، لاني حاسه بصداع فظيع.
سمحوا لها بالولوج مبتسمين، إلا أن بداخل هايدي ثارت نبضة مستترة تختلج بترقب، زفرت وعقدت ساعديها أمامه، فهي ضاقت ذرعاً من اسلوبه معها في آخر فتره، كانت لاتريد ان تظهر شيئا أمام ابنتهما، فهي كانت تضع همها بداخلها لحين تنهي ابنتهما امتحاناتها كي لا تتوتر بسببها، جاءتها الفرصه المتاحه لتبوح لزوجها عما يدايقها منه، التفتت له بحنق واردفت
-مشكلة بنتنا وحليناها وامتحانتها وخلصته، إيه بقى ياأستاذ أيمن مش حاسس انك الفتره ال فاتت كنت مزودها معايا شويه بسبب وبدون سبب، عمال تشخط وتنطر رايح جاي ولا همك زعلي، عايزه افهم بقى فيك ايه وليه اتغيرت معايا للدرجه دي لأنك عمرك ماكنت معايا كده خالص.
أثار أيمن الحزن بصوتها شفقته عليها، يعلم أنه هو من تسبب بكل هذا وجلبه ولكنه مثلها ضحية لمشاكل وضغوط الحياه، كل ما بدر منه كان رغما عنه، أشار لها متنهدا وهو ممسك كتفها بحنو
-انتي المفروض تحتويني في غضبي وفي ضعفي لان ده دورك تصبري وتستحملي عصبيتي، وانتي لسه قايله اهو اني ما كنتش كده فالاكيد انه حصل حاجه فوق طاقتي خليتني أظهر متعصب معاكي ومع بنتنا، ارجوكي سامحيني، اوعدك أن ده مش هيتكرر تاني بس عايز منك تقللي قُعاد على التليفون شويه وتنتبهي ليا ولبيسان، لأن برده عمرك ماكنت مشغول بحاجه غيرنا.
أعجبتها كثيرا لهجة أيمن الحنونه، فإقتربت منه لترتمي بحضنه وعقبت بحب:
-أنا والله ماليا غيرك انتي وبيسان، ربنا يقدرني على خدمتكوا وسعادتكوا، قاعدتي على الموبايل من ديقتي واني ببقى لوحدي اغلب الوقت، لأنك في شغلك ياما نايم ياما قاعد على القهوه مع صحابك، وبيسان برده يا اما في أوضتها ياما قاعده عند لمياء، ومروه ماعادش بتيجي تقعد معايا زي الأول فمش بلاقي حاجه اعملها غير الفرجه على التليفزيون او اللعب في الموبايل،بس اوعدك اني هقلل منه حاضر وخلي بالك انت مني شويه.
أوقفت كلماتها وأعادت بصرها نحو أيمن، ترمقه بشوق ولهفه فأستكملت حديثها غامزةً
-ماتيجي ندخل اوضتنا نريح ظهرنا شويه، ولا انت مالكش مزاج؟!
هز أيمن رأسه بدلال وأقترب منها وأشار إلى رأسها مقبولاً لجبينها
-آل ماليش مزاج آل، دا انا ماصدقت اني قولتيلها، قومي يلا قدامي ياعشق العشق وياروح الروح.
أطلقت هايدي ضحكتها دون وعي منها بأن من المحتمل ان تسمعها بيسان وضعت يدها على فمها عندما انتبهت لحالها، ثم قبضت على معصمه بيدها الأخرى وسحبته ال الغرفه، ثم اوصدوا الباب من الداخل بإحكام، قاموا بنزع ملابسهم عن اجسادهم وقفزوا فوق الفراش ثم سحبوا الغطاء فوقهم، لينسال فوق وجهها، لعن سهوه حين تملل، وازداد رجيفه حين استدارت وجذبته بين ذراعيها محتضنةً إياها، ومن لمساتها علم بأنها باتت على أبواب الصحوة، فتح أيمن عيناه ونظر إليها لوهلة مبتسماً، لينتفض بذعر وهو يسحبها إليه ويتحسسها، تفحص كامل جسدها بيداه وعيناه، أحس بتيبس جسده وتجمدت يداه فوق جسدها، ضيق عيناه وهو يتطلع إليها بشغف، جذبها نحوه واحضنها بشوق ولهفه ليطفيء النار بداخله، وكانت صرخات جزعه تعلو؛
التصقت اجسادهم ببعضها ونشبت بينهم حراره وتوهج لمشاعرهم الراكده منذ شهر مضى، ثم التهم شفتاها ولسانها بشفتيه لتستمر قبلة الحياه بينهما لدقائق، مدّت يدها فوق ظهره ضاغطة بأضافرها على جسده من شدة النشوه عندها، لحين اوصلت بيدها على مؤخرته وضغطت عليها وهي رافعة ساقيها حاضنة لساقيه، اخترق قضيبه داخل فرجها بقسوه وعنف وآثاره عاليه، استمر عشقهم لبعضهما ساعة كامله، قامو فيها بعدة أوضاع ممتعه وكأنهما عروسين في شهر العسل، في النهايه بعدما أفضى شهوته كافة بداخلها وتعالت آهاتهم وتأوهاتهم الجياشه، القى بنفسه فوقها ليحتضنها بقوه وهي يقبلها في وجهها بشراسه وحب ثم اغمضا عيناهم وغفوا لبعض الوقت على هذا الوضع؛
بعد مرور ساعتين وهدأت اجسادهم تماما نهض أيمن من فوقها كي يولج الي المرحاض ليتدوش بينما هي امالت بجسدها على جنبها وسحبت الغطاء لتكمل نعاسها لحين ينتهي حبيبها كي تولج هي بعده كي تغتسل هي الأخرى.
ولج أيمن للغرفة بعدما انهي استحمامه، وتسلل نحوها، وقف بالقرب منها وابتسم بحب، كانت وديعةً بغفوتها، مرر يده فوق شعرها، ومال نحوها ليخفق قلبه بقوة، فارتجفت هايدي أيعقل أن يكون ذاك حلماً، أهناك أحلام واقعية هكذا لتشعر بمياه الاستحمام تسقط من أعلى شعره على وجنتها فقامت واعتدلت بجلستها، وهي ترمقه بإعجاب، ثم رفعت يداها لتضمه وهي تتنفس بقوة
-تخيلي يا حبيبي أول مرة احس بحلاوة الحب والممارسه معاك بالشكل ده من يوم ما اتجوزنا، لدرجة إني لحد دلوقتي حاسة بالنار في قلبي واني عايز أمارس معاك الخب مرة كمان.
وضع يده المرتجفة فوق ثغرها، يريدها أن تكف عن التحدث بالأمر، خشية أن يجلو تفكيره ويصفوا ويلبي لها طلبها ثانية، فحاول أن يشتت أنتباهها، ولكنه لم يفلح فصوت هايدي الناعم الحنون المثير وهي تتحدث أشعلت الرغبه بداخله لكن اوقفتهم بيسان عما يجول بخاطرهم عندما طرقت بيدها على الباب بقوه، معتقده انهم نائمين، سحبت هايدي الغطاء فوقها وتحرك ايمن ليقف امام المرآه مدعيا انه يمشط شعره، ثم بادر هو بالرد على ابنته
-ايوه.. ادخلي يابوسي
استمعت بيسان لصوته ففتحت الباب وهي حانية رأسها للأسف، ثم اردفت
-بعد اذنك يابابا هنزل مع لمياء نشتري شوية حاجات من السوبر ماركت ال تحت البيت.
أجابها أيمن بصوت متحشرج
-ماشي يا قلبي بس ماتتأخريش وخلوا بالكوا من نفسكوا جدا،ممنوع تقفوا ولا تتكلموا مع حد.
كان قد ارتدي ايمن ملابسه، فتركت بيسان مكانها ووقفت خلفه وأحتضنته بقوة، لفها لتكون بمواجهته ورفع وجهها نحوه متسائلا
-محتاجه فلوس معاكي ولا حاجه؟
تشبثت به محبه وفخر من كرمه الزائد معها، فابعدها مرة أخرى وهو يتابعها بتركيز، فنظراتها جعلته يدرك بإنها بحاجة للمال لكن يتملكها الخجل من أن تطلب منه، أعطاها هو من تلقاء نفسه مبلغ من المال ليسد حاجتها، وعادت لهيئتها الحقيقية بأنوثتها ومرحها الزائد.
غادرت المنزل بصحبة لمياء تقفز على الدرج مثل الطفلة الصغيره عندما ولجوا داخل السوبر ماركت كان يقف على الكاشير شاب وسيم أسمر البشره لكنه وسيم حقا، انتبه للمياء ذهبية البشرة تلمع ببريق صافٍ كالماء، خصلاتها كالموج الثائر تلتف حول جسدها، قامتها رشيقة، والأخطر عينيها اللؤلؤية التي لمعت، بهت وجهه وازداد لعابه فما يحدث أمامه تخطى قدرته على الأستيعاب، تراجع عنها حين خطت نحوه، وأشار إليها بالاتجاه الي الداخل وهو مدقق النظر في عيناها، وهو يتدارك خوفه من مدير المكان حتى لا يراه، شرد في انه رآها في مكان ما من قبل فاردف إليها بصوت خافت
-مش أنتِ لمياء البنت اللي أختفت يوم ماكان مازن صديقي واقف مع صاحبتك مش فاكر اسمها و...
لزم الصمت بعدما استحوذ المكان على انتباهه، أرض بلون شمسي واضاءة بلا مصابيح، جال ببصره على محتويات المول، ليستقر بصره مرة أخرى على وجه لمياء فأقترب منها وسألها مجددا
-أنا عايز أعرفك من قريب؟ ساكنه فين؟ بتدرسي ايه، وليه كنتِ من لحظات مضطربه وقلقانه كده؟
رفعت عيناها وحدقت بعينيه، وجابته بحده وغضب
-إنت اتهبلت في عقلك ولا ايه، ازاي تسمح لنفسك تقف كدا وتتكلم معايا من غير مايكون في سابق معرفه، لو ما احترمتش نفسك انا هشتكيك لمديرك وهيكون آخر يوم ليك في الشغل ده النهارده، مش عارفه انت جايب الوقاحه وقلة الأدب دي منين، مالكش اخوات بنات الظاهر ك.....
اوقفتها بيسان وهي تنظر حولها لان كل المحيطين بهم وقفوا ليشاهدونهم، جاحظة عيناها وهي تقبض على ساعدها كي تهدأ وتنتبه لصوتها المرتفع،
-إيه يابنتي في ايه! اهدي شويه فرجتي علينا الناس، هو حصل ايه لكل ده! اول مره اشوفك متعصبه كده، تعالي خلينا نمشي من هنا
نظرت إليه لمياء بإستحقار نافرة منه، وهي مغادرة المكان لترى صدمته، فتبدل عصبيتها لسكون كونه يحدق بها بإعجاب بالرغم من كل ما سمعه منها، ليطيح بتوازنها حين عقب بتهكم:
-بقولك إيه يا أستاذة أنتِ، بصي أنا سألتك سؤال حسن ماكانش قصدي اعاكس ولا حاجه، أساساً أنا من أول مرة شوفتك فيها، وأنا حاسس إنك محترمه وبنت ناس، لكن سألتك عشان بتظهري فجأة وبتختفي فجأة، طريقة كلامك معايا كانت غريبة، بس عارفة كل دا ميهمش، اللي يهم دلوقتي الكلام الفاضي اللي بتقوليه، بصي أنتِ شكلك مش وش مشاكل، والشويتين اللي عملتيهم من شوية أدامي خلوني اتأكد انه دليل على ضعف موقفك بس تمام انا مش زعلان منك.
رفعت لمياء كفها بغضب وأشارت لشفتيه فألتصقتا، ليخمد صوته وتعالت همهمات أحتجاجه، فأقترب منها بغضب مماثل لها، لتُشير لمياء نحوه فارتفع جسده عن الأرض بثبات على مقربة منها، فاستطال جسدها وهي ترمقه بنظراتٍ نارية، حينها سقط الضوء داخل عيناها فازداد بريقها، اتسعت عينا الشاب وهو يحدق بها مبهوراً بتلك الشعلة الخاطفة، وزمت لمياء شفتيها وهي تُدنيه منها أكثر
-عارف لو حد من أهلي سمعك وأنت واقف تتكلم معايا كده، هيحصل فيك إيه، هتتمحي من الدنيا كلها فغمضة عين، فياريت لسانك يحاسب وهو بيتكلم، علشان متخسرش حياتك ياحيلتها، عموماً أنا هسامحك على كلامك المستفز اللي قولته عني وهعذرك، علشان أكيد انت مش في وعيك ومش عارف انت بتتكلم مع مين.
بدا عدم التصديق جلياً فوق ملامحه، فهزت لمياء رأسها وقالت بضيق
- بلاش تبص لي كدا يابتاع انت أحسنلك، تاتكو الأرف مليتو البلد
تملكه الحرج فرمقها بسخط، لتبتسم أمام نظراته، حينها ازدادت همهمة الشاب، فحررت بيسان ساعد لمياء وتركتها وغادرت هي المكان لأنها لم تقدر على اسكاتها،
-يوووه بقى دا انتي مفيش فيكي فايده، انا خلاص مش عايزه اشتري حاجه وراجعه البيت خليكي انتي بقى كملي واصلة الردح بتاعتك
ظل بمكانه يترقبها بصمت، فلم ينل اعجابها عناده، ولكنه في النهاية قرر الأنصات، ليعلم لما هو وأين لمياء
أعادت لمياء ادراجها مع بيسان الي المنزل وهي غاضبة تماما، تتابعها عيون معجبه بشجاعتها ووجوه تبتسم بفخر بها، لمحتهم فإلتزمت السكون، وحين همت بيسان برفع يده عالمياً لتدق الحرس اوقفتها لمياء وأردفت إليها بصوت متحشرج مضطرب
-تعالى معايا عندنا عشان انا لازم احكي لبابا كل ال حصل، عشان انا مدايقه ومخنوقه جدا.
بهتت ملامح بيسان لوهلة حين دفعت يدها بعيداً، وعينيها تحدجه بإضطراب لتضيف بتلعثم
-يابنتي بلاش ماتكبريش الموضوع، الواد قال كلمتين وانتي وقفتيه عند حده، مش مستاهله نعكر مزاج مامتك وباباكي.
همهمت لمياء بكلماتٍ ساخطة، ورفعت صوتها على الدرج
-صحيح احنا صعايده ودمنا حر وجيبت حقي بنفسي، بس ده مايمنعش اني لازم اقول لبابا على ال حصل معايا، تعالي بس معايا مالكيش دعوه، انتي جبانه كده ليه!
استدارت بيسان نحو منزل لمياء وساقيها يطرقان ببعضهما ، وهي تتشبث بأحد الحوائط للتوازن
-ياخوفي يانا يامه، شكلك هتودينا في داهيه بعملتك دي، وابويا وابوكي مش هيخلونا ننزل لوحدنا تاني، انبسطي بقى يافالحه.
وقفت لمياء بعصبية وعبرت عن سخطها
-أنت هتقفي ساكته انا ال هتكلم لاني ماتعودش اخبي حاجه عن اهلي، وبعدين انا شايفه اني مش غلطانه فابويا مش هيعاقبني، بالعكس تماما هيعرف ان بنته بمئه راجل.
ختمت ولجو الداخل وجلست لمياء برفقة والدها، لاحظ محمد بملامحها ليست على سيجتها، شحب وجهه واعتدل في جلسته محدقا بها متسائلا
-خير يابنتي مالك، في حد دايقك تحت ولا حاجه؟
ازداد توتر بيسان وهزت رأسها بالرفض ، لتقع عيناها على وجه مروه المندهش أيضا، حاولت مروه معرفة الأمر أيضا من ابنتها، اندفعت لمياء بسرد ماحصل معها بالتفصيل وهم يرمقوها بدهشه وذهول، ثم انتفض محمد من مقعد رافعا ساعديه على مصرعيهما مشيرا للمياء كي تقف وترتمي بحضنه، ثم قبَّلها من جبينها بحراره وفخر بتصرفها الرجولي المحترم؛
لاحظت بيسان بأنه بات الأمر يتخذ منحنى الأمان والطمأنينه أمامها، التقطت أنفاسها واعتدلت في جلستها، تلاشي خوفها وإضطرابها وانشرح صدرها ضاحكةً،
همَّت مروه متجهه نحو طفلتها لتحضنها هي الأخرى فخورة بإبنتها وبشجاعتها؛
فانفجرت لمياء ضاحكة وقالت بصوت فرح وهي تحاول التقاط أنفاسها ناظره لبيسان
-شوفتي أهو دا هو بابا هو دا ال قولتلك عليه، اتعلم بقى تبقى زيي
جذبتها بيسان بقوة لخارج منزلهم، فأسرعت مروه خلفهم، وأعترضت طريقهم وهمست لبيسان ضاحكة
-قولي لمامتك تعلق القهوه عبال ما أجيلها، ماقعدناش مع بعض ونمينا على خلق الله من زمان
انصتت بيسان لصوت مروه باهتمام، لتعقد لمياء حاجبيها، لأنها لاتحب النميمه والغيبه، أعادت والدتها إلى الداخل وأشار لوالدها بأن يجعلها تكف عن التحدث بهذه الطريقه، زمت مروه شفتاها واردفت
-يابت انا بهزر هو انتي شيفاني اعرف حد هنا اصلا عشان اتكلم عليه، يلا يابت امشي انتي وهي
ظل محمد يحدق بلمياء بأنبهار تام، فقد سلبته عقله بالكامل، بهيئتها الهادئة المهلكة، وصوتها الرقيق، لا يدري كيف ومتى كبرت طفلته الصغيره وصارت انسانه عاقله متزنه لهذه الدرجه، انشد ظهره وإطمأن عليها كلياً، ابتسمت لمياء وغادرت مع بيسان،
ولجوا الي المنزل ضاحكين مستبشرين لكن لم يكن بحوزتهم شيئا، انتبه أيمن لذلك فأشار لها متسائلا بدهشه
-امال فين الحاجه ال كنتوا نازلين تشتروها يابنات! وكل ده كنتو فين؟
فاتسعت ابتسامة لمياء وغمزت لبيسان بإنها هي من ستجيبه على إستفساره فشهقت له وهي تجلس على المقعد المقابل لمقعده، ثم سردت له ماحصل معهم وأنهم اقلعوا عن الشراء، إنشرح صدره وابتهج لتصرفها البطولي المشرِّف؛
تمتم مع نفسه دون إصدار صوت
-ياريت بيسان بنتي تتعلم منك وتبقى زيك في التعامل مع الناس، قد ايه انا مبسوط ومرتاح انها من بين الناس اختارتك انتي تكوني صديقه واخت ليها.