الفصل الثالث

الحلقة الثالثة
الهروب من الواقع
..........................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

مرت الايام بصعوبة على اميرة ، التي تعيش مع رجل يتفنن في إحراق مشاعرها ثم يجيد احراجها أمام الجميع.

كانت جميله قبل الزواج والآن محطمة نفسيا...
كانت تحب الحياة والآن لا تري الحياة
كانت امرأه تحلم بالسعادة والآن استوطن الحزن قلبها...
يوجد بعض من الرجال أعدموا نسائهم وهم علي قيد الحياه وأسفاً على امرأه تنزف حزنا كل ليلة بسبب رجل بدون أحساس.

وأصبحت الحياة بين اميرة وعلاء مملة وأصبح من كثرة المشاكل يتحاشى الكلام معها .

.يمشى وهى نائمة ويتأخر فى العودة بسبب جلوسه فى الكافيه هو واصدقائه يتسامرون ويضحكون ويلعبون بينما هى المسكينة مع اطفالها وحدها يقتلها الملل .

وعندما تريد أن تحدثه بقولها ....وبعدين يا علاء دى مبقتش عيشة دى .
انت لازم تفضى نفسك شوية ونقعد ما بعض ونتكلم ونشوف مشكلتنا ايه ونحلها .

علاء بسخرية ....انا معنديش مشكلة ، المشكلة فيكى انتى يا هانم .
شوفى امتى بصيتى لنفسك فى المراية .
ولا جسمك اللى سيباه يوم عن يوم يزيد .

لغاية ما بقيتى شبه الخرتيت .
ولا مش حاسه بنفسك .
وجاية تقولى انا الغلطان .

اميرة بقهر ...انا يا علاء .
وانا اعمل ايه ؟
انت بتهتم بيه ، عشان أنا اهتم بنفسى .
الإهمال يا علاء بيفسد اى علاقة صدقنى .

علاء بانفعال ...علقى شماعة غضبك على حد تانى ، انا مش فضيلك ورايا شغل .
وشوفيلك انتى اى حاجة من شغل البيت اعمليها .
ولا روحى كلمى صحابك .
ولا العبى مع العيال .
واطلع من نفوخى انا .

سلام يا هانم .
فيتركها علاء هكذا ، كالنار المشتعلة ، دون أن يطفيها .
فذبلت تلك الوردة الجميلة اميرة بسبب الإهمال .
وتحولت من وردة وديعة لقطة مفترسة .

‌فلا تجد منفث من غضبها الا على أطفالها فمجرد ان يقومون بأى مشاكسة او تخريب تتعصب على الفور وتقوم بضربهم فيبكوا وتصرخ هى حتى يناموا .
ولكنها تلوم نفسها بعد ذلك ،فما تلبث ان تدخل عليهم وتقبلهم وهم نائمون ندما على ضربهم .
اميرة بلوم ...سامحونى غصب عنى يا حبايبى .
انا عارفة انكم ملكمش ذنب .
بس مش قادرة ، سامحونى ، انا بحبكم والله .


‌ثم تذهب لهاتفها تتصفح مواقع الانترنت والفيس واخر الاكلات والموديلات وتكلم هذه وتلك
‌وأصبح الهاتف هو رفيقها الاول والاخير ويأخذ معظم وقتها .

‌وللاسف عندما عندما كانت تتصفح الفيس وتجد صور أصدقئها مع ازواجهم وهى يبتسمون بسعادة مع بعض كلمات الغزل كل منها لزوجها او صور لهم فى المناسبات او فى خروجهم للتنزه فهذا كان يجعل قلبها ينفطر حزنا على حالها هى مع زوجها ولماذا لا تشعر هى بالسعادة مثلهم .
‌....ولا اظن ان من ينشرون صورهم او طعامهم او تنزههم او كلمات الغزل ..والسعادة التى تظهر عليهم.
.لا اعتقد انهم صادقين فيها ..وانهم يضعونها لمجرد التخيل انهم سعداء .

‌لذا ننصح دوما اخواتنا عدم نشر الصور الخاصة على الفيس وايضا كلمات الحب بينك وبين زوجك اجعليها خاصة بينك وبينه فى البيت وهذا حرصا على مشاعر اختك فى الله وحتى لا تثيرى غيرتها بسبب منشوراتك
‌............

اثر ذلك على حياة أطفالها بالسلب .
حيث وجدت زينة والدتها لا تكف عن الاهتمام بالهاتف أكثر منها .
ولا تلاعبها ولا تلاطفها .
‌زينة........ممكن يا ماما نلعب سوا شوية
اميرة ........روحى العبى مع اخوكى انا مش فاضية لللعب ..
.امشى يلا من قدامى .

‌فتمشى زينة حزينة مرددة ....كان نفسى ماما تلعب معايا ، زى ما بسمع من اصحابى فى المدرسة أن مماتهم بتلعب معاهم ، يبختهم .

‌ثم يأتى ...زياد قائلا .. .يا ماما انا جعان .

‌اميرة .....استنى بس شوية اعمل حاجة .
..ولا روح كل اى حاجة من التلاجة ..يلا امشى.
زياد ....كل شوية تقولى كده .
يعنى انا اكل ايه دلوقتى ؟
ثم ولج الى المطبخ
‌وتتابع هى الفيس بكل شغف دون أن تنتبه لرغبات اولادها .

ولكنها فجأة تسمع صوت صراخ من المطبخ .
إذ احرق زياد يده ، عندما فتح نار البوتجاز ليسخن العيش ليأكل .
فسارعت اميرة الى المطبخ .
فوجدته يتألم ، فوضعت يده فى الماء البارد سريعا .

اميرة بلوم ...ايه إللى خلاك تيجى جمب النار .
انا مش منبهة عليكى يا زياد .

زياد ببكاء ...اعمل ايه ؟
منا قولتلك جعان .
قولتى روح كل اى حاجة دلوقتى .
اميرة بلوم ...معلش انا اسفة يا حبيبى .
روح انت استريح وانا هعملك ساندويتش على السريع واجيبه .

وبالفعل أحضرت له الطعام واطمئنت عليه .
ثم خرجت لمواصلة تتبع الهاتف .

‌وتظل هكذا حتى موعد عودة ..علاء .
...........
علاء ....مساء الخير
والسنة ...السلام عليكم والرجل يسلم على اهل بيته فيذهب الشيطان ..
علاء .....مساء النور...
وفى ايديها الموبيل ...
علاء....ايه حكايتك..كل شوية موبيل وفيس مبتزهقيش من الموضوع ده..
مش كفاية كدا يا هانم .
.وتنتبهى لبيت وعيالك وجوزك احسن وتدينى شوية من وقتك .

اميرة بغضب ......لما تبقى مزهقنا خروج وفسح واهتمام وكلام معانا ابقى ازهق من الموبيل .

المهم. ..اسخنلك الاكل ..ولا اكلت كالعادة مع اصحابك واتسليت واتكلمت وضحكت ..

علاء بنفور .....يادى السيرة اللى مبتنتهيش دى .

..ايوه يا ستى أكلت ..وداخل انام ..
عايزة حاجة وخليكى انتى مع الموبيل ..سلام...بلا غم ..
.........
لـ تحرقها كلماته اميرة ثم تبدء فى البكاء بمرارة ، وتشعر بحرقة فى صدرها من قلة اهتمام علاء والاستهتار بمشاعرها ..
حتى فاض بيها الكيل ..فتذهب لتنام مع اطفالها ..
اميرة ...حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا علاء .
انا عملت ايه ، عشان تعاملنى كده .
ربنا يسامحك .
وتظل هكذا حتى تغفو عينيها .

ثم يأتى الصباح ..ويستيقظ علاء على صياح اميرة وهى تصيح للولاد عشان يصحوا للمدرسة .
اميرة ...اصحى يا زينة ، بطلى دلع ،كفاية نوم ، هتتأخرى على المدرسة .
اصحى يا زياد ، قوم يا ابنى متغلبنيش .
حرام عليكوا ، عايزة اشوف اللى ورايا .

ليأتى علاء غاضبا بقوله ..
علاء...يا فتاح يا عليم...فيه ايه على الصبح ..ما براحة شوية على العيال يا اميرة .

اميرة بسخرية .... براحة ..طيب صحيهم انت وشوف هتعمل ايه ؟

ثم تركته وغادرت الغرفة .ولكنها كانت بالخارج تنتظر وتسمع ما سيفعل معهم ؟

...علاء...قوم يا حبيبى يا زياد .
..قومى. يا زينة يا قمر .

ولكنهم كانوا يرفضون الاستيقاظ ،ويقوموا بإغطاء وجوههم ، ولا يستيقظوا .

فغضب علاء وانفعل وقام بتركهم وقال ......ان شاءالله ما صحيتوا ولا رحتوا ولا جيتوا ولا اتعلمتوا ايه القرف ده .
ثم خرج من الغرفة غاضبا ليجد اميرة بتضحك..

علاء بغيظ ... حضرتك بتضحكى على ايه .؟
اميرة .....مش قولتلى براحة ..فين براحة بتاعتك وانت صوتك كان مودى لاخر الدنيا .

علاء...انا مش عارف هلاقيها منك ولا منهم وراح نازل ورازع الباب وراه .


اميرة بفراغ صبر .....عادى اخدنا من ده كتير مع السلامة يا علاء .

ورجعت تصحى اولادها...تانى وجهزتهم للمدرسة .
وودعتهم قائلة....استودعكم الله عز وجل .
ثم اتجهت هى لمزاولة اعمال المنزل التى لا تنتهى سريعا ، لتتيح فرصة تتبع بها اخر اخبار وسائل الاتصال الاجتماعى.

كانت زينة فى المدرسة ...كسلانة وتايهة ومش مركزة ...

تقى زميلتها وصاحبتها ....مالك يا زينة النهاردة ؟
زينة...مفيش حاجة مالى ؟

تقى....شكلك زعلانة باين عليكى .

زينة...اعمل ايه بس ؟
..كل يوم اصحى على زعيق بابا وماما . ديما يتعاركوا مع بعض .
.نفسى يبقوا كويسين واحس بالحنان والحب معاهم .
.الا ديما مش بشوف بابا ولو شفته يبقه عصبى وبيزعق لماما وهى تفضل تعيط وبعدين تتعصب علينا احنا وتشخط فينا وتقول سيبونى لوحدى .
..هى بتصعب علي. بس احنا ملناش ذنب فى اللى بيعملوا بابا معاها ..

نفسى تخدنى فى حضنها ..احس انها بتحبنى ..تشاركنى العابى .
.تهزر معانا .. الا ديما مع نفسها ومع موبيلها الى فى ايديها ديما .
.........
ربتت تقى على كتف زينة بحنو مرددة....معلش يمكن عشان زعلانة .
فمعلش حولى تتجنبى زعلها يا ستى ، ومش لازم تلعب معاكى ، العبى انتى مع اخوكى .

ثم تابعت بقولها .

ما تسلى انتى نفسك بالموبيل برده .
ده جميل وبيضيع الوقت بسرعة اوى ، وتحسى انك فى عالم تانى خالص لوحدك

زينة بحزن .....
....انا معنديش وماما قلتلى لما انجح الاول فى سنة ستة هتجبلى واحد يعنى السنة الجاية لسه .

واخويا...جبله بابا واحد.
..وبيسلى نفسه بالالعاب ديما وساعات يدهولى ألعب بعد ما اقعد اتحايل عليه واعيط وبعدين يخده منى تانى بسرعة .
ويقولى....زهقتينى بقا مش كل شوية تقوليلى هات الموبيل .

تقى...لا اتحيلى على مامتك تجبلك واحد دلوقتى..فعلا هو مسلى اوى.

..وكمان عشان أقدر اكلمك على الماسنجر ونحكى مع بعض .

.زينة.....خلاص هكلم ماما .

..وبعد استعطاف فترة كبيرة من زينة إلى أميرة ....قررت اميرة أن تحضر لها هاتف حتى تكف عن الإلحاح وتتفرغ هى كمان لعالم النت ....
اميرة بنفاذ صبر ....خلاص خلاص ، بطلى زن يا زينة .
هخلى بابا يجبلك موبيل .
فقبلتها زينة فى إحدى وجنتيها قائلة....ربنا يخليكى ليا يا ست الكل يا قمر انتى .

وبالفعل استجاب علاء لمطلب اميرة على مضض .
واشترى الهاتف لزينة .
التى أخذته بفرحة كبيرة جدا ، ليكون هى الأخرى لها نصيب على التفتح على هذا العالم الغريب .
...................

وهنا الخطورة انها تسبهم بدون متابعة ولا تشوف بيعملوا ايه ولا بيتفرجوا على ايه ؟

لان سيحدث ما لم يحمد عقباه ، بسبب عدم الرقابة .
لتقع تلك الطفلة البريئة تحت براثن قناص من قناصين التواصل الاجتماعى باسم الحب المزيف .
فماذا يا ترى ستفعل زينه مع هذا القناص .
الذى سيستغل مشاعرها البريئة.
هذا ما سنعرفه فى الحلقة القادمة بإذن الله.
فكونوا بالقرب احبتى

اللهم لا تجعل لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته
برحمتك يا ارحم الراحمين
............

ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي