الفصل الثاني والثلاثون

أعاد المتصل الاتصال بها ثانية لتقوم حينها من مكانها متحركة جانبا مستأذنة لترد قبل أن يلفت رنين هاتفها المتكرر الانتباه.
ابتعدت قليلا لترد قائلة:
الو
رد المتصل قائلا:
الو ريحان مرحبا
اجابت ريحان مستغربة من الصوت:
مرحبا نعم من معي؟
فرد المتصل:
أنا كنان أنسيتي صوتي بهذه السرعة ريحان؟

سكتت عن الحديث واتسعت عيناها وتجمدت مكانها لثوان ثم استدارت ناحية سونا سريعا التي كانت تضحك مع الخالة عائشة فناظرتها لحظات تستمع إلى الهاتف وتستمع إلى ضحكتها إنه نذير الشؤم ولو سمعت سونا اسمه ستنقلب ضحكاتها الجميلة تلك إلى حزن فلم تظهر أي توتر بل استدارت ثانية لترد بهمس:
كنان بيك لم تتصل من جديد؟
أجابها كنان قائلا:
علمت أنكم أنت وأمير بشهر العسل وكنت أنتظر عودتكما بفارغ الصبر لأتصل بك وأتحدث إليك

ريحان بقلق من حديثه:
كنت تنتظرنا لكي تتصل وتتحدث إلي؟
خير كنان بيك لماذا تريد التحدث إلي ماذا هناك؟
أظن أن الموضوع الذي يخصك أقفل منذ زمن فما الداعي لاتصالك مجددا؟

أجاب بحنق:
اهدئي أولا رجاء ولا تثوري.

تحدثت ريحان ببرود نسبي:
العفو منك لكنني هادئة فقط أريد أن أعرف سبب اتصالك هذا.

استجمع كنان شجاعته و تحدث قائلا:
ترددت كثيرا في الاتصال لكن لم أجد أحدا غيرك يمكنه مساعدتي ريحان فقط اسمعيني ماذا ساقول.

ريحان بنبرة حادة:
ماذا تريد كنان بيك ما كان يجب أن تتصل أصلا ماذا لو وقع رقمك في يد أمير وهو من رد أفكرت بموقفي حينها؟
رجاء أقفل الخط لتقاطعها سونا من هناك قائلة:
من ريحان؟

ريحان بتعلثم:
ها آ صديقة فقط

تحدثت الخالة عائشة:
صديقة من القرية من؟

أجابت ريحان بتوتر جاهدت أن تخفيه:
لا لا فتاة تعرفت عليها حين أتيت أول مرة هنا واتصلت لتبارك لي.

أومأت الخالة عائشة قائلة:
ها حسنا أكملي اتصالك وتعالي

ريحان وهي تتنفس بعمق محاولة رسم الثبات:
حسنا لحظات فقط وأعود ثم انسحبت من أمامهم سريعا لترد ثانية على كنان قائلة:
أنا أسمعك تحدث سريعا رجاء لقد اضطررت للكذب وأنا لا أحب ذلك.

تحدثت كنان مجددا قائلا تلك الجمل دفعة واحدة والتي حلت عليها كالصاعقة:
أريد أن ألتقي بسونا ولا حل لي غيرك أنت فقط من يستطيع جمعي بها بطريقة ما لقد انتظرت شهرا كاملا حتى أتصل بك حاولت قبلا لكن هي لا تخرج لوحدها اطلاقا ولا مرة واحدة فعلتها دائما مع حراسة أو مع أحد من أهلها ولا حل لي غيرك لأنها تثق بك.

كانت ريحان تنظر لسونا بحسرة وهي تحدث كنان لتكف عن الحديث حينا وهي تسمعه ثم تحدثت بعد أن زفرت بحنق لتقول:
لا يمكنني آسفة.

كنان برجاء:
حاولي لأجلها أنا متأكد أنها لو واجهت مخاوفها ستتحسن أريد أن أطلب منها الغفران ضميري يؤنبني يقتلني رجاء ريحان.

ريحان بنبرة حازمة:
من فضلك أنت لا تحرجني لا يمكنني ذلك هي تأبى ذكر اسمك حتى كيف تريدها أن تواجهك؟

كنان بحزن:
جربي فقط اجمعيني معها ولو لدقائق يمكنني معالجة كل آلامها.

ريحان بضيق منه:
ماهذه الثقة أنسيت أنك السبب بكل الألم الذي تتخبط به؟

كنان بتقرير:
أعلم لكن.

ليأتي صوت الخالة عائشة من بعيد:
ريحان تعالي تتحدثين مع صديقتك منذ ساعة أو لربما ليست هي واتصلت بحبيب قلبك هو كذلك بالتأكيد صهري الممل.

ريحان للخالة عائشة:
قادمة
ثم تحدثت لكنان لتقول:
عفوا سأقفل الخط ولا تتصل ثانية من فضلك

كنان محاولا ايقافها كي لا تقفل الخط:
لكن

اغلقت ريحان وعادت لمكانها لكن التوتر كان باد على وجهها وحركات يديها

انتبهت سونا لحالتها تلك لتسألها:
عشق مابك من المتصل؟

ريحان بتوتر:
آ صديقة لي فقط لا أحد مهم.

اومأت سونا قائلة:
حسنا

ثم أكملوا حديثهم لكن ريحان كانت شاردة بغير عالم فقد بدأ حديث كنان يشغل تفكيرها وكلما ما تذكرته تنظر لسونا وضحكاتها العفوية وتفاعلها مع الخالة وحديثها وحدتها.

حل الليل على المدينة وأحضر معه هدوءه وسكونه.
كانت ريحان بغرفتها جالسة على السرير تحمل هاتفها بيدها تتفقده بينما أمير مع والده بالمكتب.
بعد لحظات حضر الغرفة ودخل ليجدها جالسة تتفقد هاتفها حتى أنها لم تنتبه لدخوله، بقي عند الباب واقفا مدة يتأملها يشبع بصره من ملامحها الجميلة تلك الملامح التي رسمت بإبداع من الخالق فصورها في أحسن تقويم وجعلها فاتنة تبهج روح من تطلع إليها للوهلة الأولى وتملؤه بشيء من الراحة والرضا فكيف به إذا كان هذا الشخص عاشقها وحبيبها وحلالها، ثم تقدم قليلا وانحنى ليجلس بجانبها ليقول:
بأي بلد من بلاد الله الواسعة ضاعت حبيبتي صاحبة الغمازة الجميلة؟

انتبهت ريحان له فأجابت:
آ أمير لا لم أضع أنا بجانب حبيب قلبي لا أضيع دونه

أمير متسائلا:
لكنك في عالم مواز ولم تحسي حتى لقدومي

ريحان نافية حديثه:
أنا أقرأ مقالا فقط متى أتيت انت؟

فرد أمير:
منذ لحظات كنت اشاهدك تبدين جميلة جدا وأنت هكذا تائهة ولا تدرين عن الدنيا شيء لكن لأعترف تأملتك فحسن هذا مني كثيرا.

تنفست ريحان وهي تحك جبهتها قائلة:
حقا لم أحس لقدومك.

أمير مشيرا لهاتفها:
لأنك منشغلة بهاتفك ماذا تفعلين؟

فأجابت ريحان:
أقرأ مقالا مهما عن تحدينا لمخاوفنا وكيف يعود هذا علينا بالمنفعة

اعتدل بجانبها ليقول:
اها جميل وأنت أفضل دليل حي وملموس

ردت ريحان متسائلة:
كيف؟

فأجابها أمير:
أنت أكثر شخص متحد لمخاوفه وأظن أن قوتك العظيمة تلك تستمدينها من إيمانك و قلبك الطيب الذي تربى على فعل الخير ومحبة الغير.

أومأت ريحان بالنفي ثم تحدثت قائلة:
بالعكس أنا اخاف وأخاف من أشياء كثيرة مثلا من الظلمة وأخاف الحشرات مثلا وأمورا كثيرة اخرى لكن أنا دائما أحب أن أهزم الأنا مادام لي رب عظيم يسندني فلا شيء سيؤذيني رغم شعور الخوف الذي يتملكني.
أومأ أمير قائلا:
فعلا والدليل أنني كنت أصرخ بك وأنت ماذا كنت تصنعين؟

وضعت يدها على شفتيه لتقول:
صه ذلك كان بالماضي وأنت حرقته تمام أي لم يعد موجودا أنا لم أر منك إلا كل طيب كقلبك الطيب هذا

أمسك يدها وقام بتقبيلها ليقول:
جميلتي أنت.

ابتسمت ريحان ثم بدأت تقرأ عليه:
ها اسمع هذا المقال للدكتور ابراهيم الفقي و كيف يمكنك أن تواجه مخاوفك بشجاعة بالغة.
نحن كبشر كثيرا ما نميل الى تضخيم الأحداث السلبية ثم واصلت الحديث بكل ثقة تعيد عليه المقال الذي قرأت وما جاء به وهو يستمع إلى كل كلمة منها بكل حب ثم قاطعها قائلا:
حقا جميل

فأكملت ريحان:
اها لأكمل إذا

اومأ أمير بنعم لتواصل هي الحديث وشرح التفاصيل له وهو لا يزال يستمع وهكذا حتى قال:
فعلا كلامك منطقي ريحان

فسألته ريحان:
أي انك توافق هذه الفكرة؟
أاردف أمير:
بالتأكيد فإن بقيت منعزلة تخشين مخاوفك ستزيد وتتضخم إلى أن تجبني وما يعود بمقدورك أن تتقدمي خطوة للأمام فهي ستسحبك للخلف لا محالة.

وافقته ريحان الرأي قائلة:
صحيح معك حق

فتسائل أمير:
لكن لم تبحثين بهذا الموضوع أتنوين الإلتحاق بالجامعة تخصص تنمية بشرية؟

ريحان بلا مبالاة كاذبة:
لا هكذا ظهر المقال امامي فجأة وأحببت فكرته وأيضا أنا إن دخلت الجامعة سأدرس الترجمة لأنني أحبها جدا.

أومأ اأمير قائلا:
اها ثم اعتدل بمكان نومه ليكمل:
تعالي لمكانك ولنكمل حديثنا أريد ان اعرف كل ما تحبين وترغبين به.

وضعت هاتفها جانبا واعتدلت لتضع رأسها بصدره ويواصلا حديثهما الجميل الى وقت متأخر حتى نامت دون أن تدرك وهي بحضنه لينام هو بعدها مباشرة

مر يومين وثلاث بعد ذلك كان أمير فيها مشغولا بتصميم مشروع جديد للشركة لذا فقد كان أغلب وقته بالشركة أما ريحان وسونا فقد أخذتا الخالة للتجوال في شوارع اسطنبول الجميلة والتمتع بالمساجد العثمانية العريقة وكذا جمال سواحلها التي لا توصف فسبحان من خلق من الجمال الأروع فاين ما تطلع جلاله أبدع.

اتصل كنان بريحان مرة أخرى خلال تلك الأيام علها تكون قد غيرت رأيها وستوافق على فكرة جمعه بسونا لكنها رفضت ثانية كلما فكرت أن الأمر قد يؤذي سونا اكثر رغم أنها كانت مقتنعة بأن الإنسان يجب أن يواجه مخاوفه لا أن يفر هاربا منها.

أتى اليوم الرابع الذي ستعود فيه الخالة لقريتها.
كان الكل في الحديقة واقفا لتوديعها بعد أن ألفوا وجودها بينهم ومناقراتها هي وجافيدان لكن الضيف يبقى ضيفا وإن طال بقاؤه بين أهل البيت.
كانت ريحان تتدارك حزنها لفراق الخالة عائشة كي لا تزعجها لكن ذلك بدا جليا على ملامحها فقد غابت الضحكة عن وجهها تماما. وقفت الخالة أمام سيارة أمير بعد أن ودعها الجميع متمنين لها طريق السلامة وبعد أن قبلت ريحان يدها وضمتها بقوة وهي تقول:
زوريني دائما وأنا سآتي بكل فرصة حبيبتي.

ضمتها الخالة قائلة:
طبعا صغيرتي وأيضا اهتمي بنفسك وبزوجك جيدا
أشار إليها أمير قائلا:
تفضلي يا خالة يجب أن نسرع سنتأخر عن موعد الطائرة.

تحدثت الخالة:
والله ما كان لها داع كنت عدت بالحافلة كما أتيت

فرد أمير عليها:
أستغفر الله تعودين بالحافلة ونحن هنا؟

ركبت السيارة بعدها ليتقدم أمير من ريحان وهو يلامس خصلات شعرها ليقول:
لا تحزني سنذهب هناك متى شئت.

ابتسمت من بين تلك الدموع لتقول:
إم شاء الله
فقال أمير:
حسنا ساوصلها للمطار واذهب بعدها للشركة اهتمي بنفسك جيدا.

أومأت ريحان قائلة:
تمام وفقك الله لما يحب ويرضى.

توجه بعدها أمير للسيارة وركبها لكن قبل أن ينطلق رن هاتف ريحان وقد كان المتصل كنان أيضا فنظرت لامير وابتسمت لتقول:
هيا حبيبي كي لا تتأخر.

انطلق بالسيارة وهو ينظر لريحان ويودعها لكنها لم تنتبه له فقد كانت تنظر للهاتف ليتمتم هو في نفسه:
من المتصل ياترى؟ بدى جليا عليها التوتر لا أظن أنه كمال يستحيل لا تبالغ أمير لن يفعل شيء لا يمكنه التفريق بينكما لا تخف.

لاحظت الخالة شروده فسألته:
بني من تحدث؟

ابتسم أمير مجيبا:
لا أحد سلطانتي لا أحد أخاطب نفسي فقط.

الخالة بتعجب:
لا حول ولا قوه الا بالله

توجهت ريحان بعدها الى حديقة القصر الخلفية واختفت عن أنظار الجميع لتتمكن من الرد على كنان على راحتها ثم فتحت هاتفها لتجيب:
تفضل كنان بيك ألا تمل.

تحدث كنان:
سيكون آخر اتصال اسمعي أعلم أن أمير ليس بالقصر.

ريحان بضيق:
أنت تراقبنا إذا

كنان نافيا ظنها:
لا يا خانم ليس كما فهمت اسمعي أنا الآن عند الساحل بالقرب من من القصر أين التقينا أول مرة سأنتظرك أنت وسونا هناك وأعدك سيكون آخر اتصال تتلقينه مني أتمنى أن تحضريها فقط أعدك وعد شرف سأتحدث معها للحظات فقط.

تحدثت ريحان بغضب:
لا تضعني أمام الامر الواقع انتظر ما شئت ما دخلي أنا

كنان دون اهتمام لما قالت:
سأقفل الخط وأنت وضميرك لكن تأكدي علاج سونا هو أنا وعلاجي هو هي ثم اطأقفل الخط.

وقفت بمكانها لحظات وتلك الكلمة تتكرر بفكرها فهي قد قالتها قبلا لأمير وهي تدركها وتقر بها فهي قد مرت بتجربة مماثلة وكما كان علاج أمير عشق أصبح علاج عشق هو أمير ايضا.

مشت بخطا متثاقلة نحو القصر تفكر وتفكر وتفكر إلى أن وصلت إلى باب غرفة سونا ثم أخرجت زفرة قوية لتقول:
ساعدني يا الله ساعدني أريد مساعدتها أريدها أن تعيش بسعادة لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لا حول ولا قوة إلا بالله توكلت على الله،اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ثم طرقت الباب ودخلت.

التفتت إليها سونا لتقول:
حبيبتي تعالي.

تقدمت ريحان وجلست عند طرف السرير صامتة فنظرت إليها سونا قليلا ثم تحدثت لتقول:
اوه عشق ليس لهذه الدرجة أوزروم تبعد خطوتين من هنا كفي عنك الحزن واضحكي أنت عروس هيا أرني ابتسامتك الجميلة

تحدثت ريحان بحزن:
ليس بيدي إنها بمثابة امي وقد تعودت عليها هنا

سونا بحزن مماثل:
كلنا تعودنا عليها صراحة.

تنهدت ريحان وأردفت:
أيضا إنها كل ما تبقى لي

سونا بابتسامة معاتبة:
الله الله ونحن؟

اقتربت ريحان منها واحتضنتها لتقول:
أنتم جنتي

سونا بمكر:
وأمير البحار؟
ريحان بتوتر:
زوجي العزيز

ضحكت سونا على ردها ثم رسمت شكل قلب بإصابعها ووضعت عند قلبها وكأنه ينبض فابتسمت ريحان قليلا ثم أخذت نفسا عميقا لتقول:
سونا ما رأيك أن نخرج قليلا نتمشى عند الساحل؟
الجو جميل وهكذا أنا وأنت لوحدنا فقط نتحدث في أشياء خاصة بنا و أريد أن أخبرك عن بعض الأمور.

فكرت سونا قليلا ثم قالت:
فكرة جميلة حقا بالتأكيد أحب ذلك هيا لنذهب سريعا.

ردت ريحان:
حسنا سأحضر حبيبتي ونخرج سنتمشى قليلا ها لن نذهب بالسيارة يعني لوحدنا أفضل.

أومأت سونا قائلة:
كما تشائين زوجة أخي

ريحان بخجل:
تمام

أحضرت ريحان حقيبتها وخرجتا من القصر باتجاه الساحل الذي لم يكن بالبعيد،كانت ريحان تدفع عربة وسونا وتتحدثان بنفس الوقت عن جلسات سونا العلاجية وكيف كانت تمر مع الدكتور وقد وعدتها ريحان بأنها ستحضر معها كل جلسة في الأيام القادمة وتعوضها عن غيابها.

وصلتا للساحل هناك فجلست ريحان على الكرسي وسونا بجانبها ثم أخذت ريحان تتأمل البحر وتأخذ من نسماته العليلة.
إنه البحر بعمقه باتساعه الذي لا حدود لمرأى العين له بزرقته بهدوئه الجميل وهيجانه المخيف فعلا يمكنه أن يأخذ منك من آلامك وأحزانك بالقدر الذي ترمين به دون أن يشتكي أو يتذمر أو يشتكي ويعيد إليك بعض النسمات التي تخالج مشاعرك فتشعرك رغم ألمك ببعض الراحة.

تحدثت ريحان:
نعم مريح حقا.

ردت سونا:
بالنسبة لك لكن أنا فلا لا شيء يريحني البتة مهما حاولت.

تعجبت ريحان من ردها لتقول:
الله الله منذ قليل كنت تقولين أنك تتحسنين شيء فشيء ما الذي تغير؟

أجابت سونا:
دعك مني أنا هكذا متقلبة المزاج لا تهتمي.

ابتسمت ريحان وهي صامتة ثم أمسكت يد سونا لتقول:
حبيبتي اسمعيني سامحيني لكن ما فعلته لمصلحتك فقط ولأنني أحبك كأخت لي لا بل اعز وربي يشهد على ذلك

تسائلت سونا بقلق:
ماذا صنعت ماذا هناك مابك؟

ضمتها ريحان قليلا ثم وقفت متجهة للحديقة هناك

نظرت إييها سونا دهشة لتقول:
هاااي يا ابنتي إلى أين ريحان ياعشق خانم إلى أين؟

هنا وقف أمامها كنان فجأة ليقول بخفوت:
مرحبا سونا

التفتت إليه سريعا بعد أن سمعت صوته الذي ضرب مسمعها كالرعد في ليلة شتوية عاصفة لا ترحم لتقول دهشة بعيون متسعة وفم مفتوح:
أنت؟

نظرت إليه دهشة وقتا دون حديث وريحان واقفة بين الأشجار تراقب وتردد يا الله ساعدها وساعدني يا الله.
تسارعت نبضات قلب سونا وبدأت بالارتجاف وضاق نفسها فجأة لتبدأ بالاهتزاز شيء فشيء.

اقترب كنان قليلا لتصرخ به:
ابتعد عني أرجوك اتركني لم أفعل شيء اتركني اتركني أرجوك اتركني اتركني.

نظرت ريحان إليها صعقة فقد أدركت أنها ليست بخير لتهرول ناحيتها مباشرة لكن قبل أن تصل إليها وقعت سونا مغشيا عليها وهي لا تزال تردد:
اتركني أرجوك اتركني لماذا لماذا؟

أمسكها كنان سريعا قبل أن تقع من فوق كرسييها واحتضنها وهو يحاول أن يوقظها.

ارتمت ريحان عندها أرضا وهي تبكي بحرقة وتقول:
أنا السبب انا السبب استفيقي حبيبتي أرجوكي استفيقي لا تفعلي هذا بي آسفة آسفة سامحيني آسفة ياربي ماذا فعلت أنا؟
ياربي كله بسببي ماكان يجب أن أوافقك وأحضرها ما كان يجب سونا غاليتي استفيقي أرجوكي لكن مازاد الطين بلة هو هاتف ريحان الذي رن وقد كان المتصل حينها أمير.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي