الفصل الرابع

الدكتورة دخلت لتمارا وبدأت تديها محاليل ودواء علشان حالتها والنزيف اللي زاد بشكر يخوف....وبدأت تتحسن عن الاول لكنها لسة حالتها غير مستقرة
شهاب واقف جنبها والاكيد ان حالته ما تتوصفش مش عارف يقلق علي مين !! ولا يتألم علي مين!!
علي ابنه اللي اتخطف وهو متكتف جنب تمارا مش قادر يسبها !! ولا يتألم علي حالها هي واللي بتمر بيه من تعب وجرح ولادة وحزن علي ابنها !!!
ولا المسكينة المولودة لسة من ساعات اللي لسة لا واعية ولا حاسة بشئ لمار اللي لسة حتي ماحفظش ملامحها ...!!؟
تمارا بتبكي بوجع وبصت للدكتورة : انتي لازم تتصرفي انا لازم اسافر خلال ساعات اديني اي حاجة تقومني !!
الدكتورة بتصميم ونفي : الكلام اللي بتقوليه ده مستحيل...انتي لسة والدة من كام ساعة بس وولادة بجرح صعب وحالتك حرجة ..ده غير النزيف ودرجة حرارتك اللي ارتفعت بشكل ملحوظ وممكن تتحول لحمي وده هيبقي لوحده مصيبة ....ده غير الطفلة اللي يادوب رضعت منك مرة واحدة بس ....تقدري تقوليلي بقي بكل اللي بقوله ده ازاي عايزة تسافري..!!!؟انتي كدة تبقي بتنتحري مستوعبة...!!!؟
تمارا بعصبية شدت المحاليل اللي في ايديها وقامت بتصميم واتحاملت علي آلم جرحها... ودموعها ووجعها هي اللي بتتكلم...
تمارا بغضب: انتي مش هتتحكمي فيا....انا هسافر يعني هسافر.... بموافقتك غصب عنك هسافر.....انا ابني ممكن يموت بسببي .ولو علي جرحي مالكيش فيه انا ادري بنفسي...مهمتك بس تديني مسكن تديني سم تديني اي زفت يسكن الالم ويوقف النزيف..فاهمة ولا لا ..!!
الدكتورة بهدوء قربت منها ومسكت ايديها وكتمت الدم اللي انفجر بسبب عنفها وهي بتشيل الابر اللي في الوريد ..وغطت لها مكان الابرة .!!
شهاب قرب منها بعصبية وعتاب: تمارا وبعدين معاكي بطلي عند بقي انتي كدة هتأذي نفسك ارجوكي ارحميني بقي انا بتقطع كفاية عناد وجنان..انتي حالتك مستحيل تتحمل سفر ومهمة زي دي مستحيل اضحي بيكي فاهمة مستحيل...
تمارا بصريخ ودموع زقته بعنف: يبقي هسافر لوحدي هسافر لابني ...وانت توافق او لا مش هيفرق معايا ....فاهم مش هيفرق...انا ابني اتاخد من حضني وانا الوحيدة اللي هقدر ارجعه من غير ما يتأذي عايزني استني لما انت تسافر وتبلغني خبر موته انت بتحلم مجنون!! قولي انت مجنون....!!
شهاب صعب عليه حالها قربها منه وضمها لحضنه برفق وغمض عنيه بألم بيحبس دموعه بشفقة عليها !!
شهاب : طيب ...طيب حبيبتي اهدي من فضلك ...انتي بتقتليني بحالتك دي انا موجوع عليكي وعليه وعلي نفسي اهدي علشان خاطري !!!
.تمارا اتمسكت بيه بقوة وضعف وبكت اكتر بوجع !!
تمارا : ابني يا شهاب ابني!! ....قولي انت اهدي ازاي... ازاي وابني اتاخد من حضني مع ناس ما بترحمش !! حسان مش هيرحمه انا متأكدة !! حسان عايز ياخد تاره مني في ابني !! انا بموووت يا شهاب !! قلبي بيتقطع انت مش حاسس بيا ماحدش حاسس بيا !!...
الدكتورة شافت حالتهم وفضلت تخرج وتسيبهم لوحدهم ..وكمان تطمن باقي العيلة المنتظرة برا !!
همس كانت في حضن رعد بتبكي ورعد بيطمنها !!
رعد: ياهمس كفاية حبيبتي انتي بتعيطي ليكي وللزمان كفاية ارجوكي..انتي كمان تعبانة ومش مستعد يجرالك حاجة
همس بخوف: اهدي ازاي وحفيدي خاطفينه مجرمين ...اهدي ازاي وابني بيتقطع قصاد عنيا....اهدي ازاي ومراته بتتألم بالشكل ده ...اهدي ازاي يارعد بس قولي...رعد ارجوك اتصرف لازم تعمل حاجة چواد لازم يرجع فاهم رجعوا وحياتي عندك..
رعد ضمها بحنان وهو بيضغط علي سنانه بغضب..
رعد : هيرجع اوعدك هيرجع...انا مش هسيب ابني وحفيدي في خطر انا هجهزله جيش بسلاحه معاه ماتخفيش...بس انتي اهدي علشان خاطري..
نغم اول ما شافت الدكتورة خرجت جريت عليها بقلق ودموع...
نغم بخوف علي بنتها تمارا : طمنيني تمارا حالتها ايه دلوقتي انا عايزة ادخل اتطمن عليها..!!
الدكتورة بهدوء: هي الحمد لله بقت احسن بس حالتها النفسية سيئة جدااا وحاليا العقيد شهاب معاها وبيهديها ...يفضل نسيبهم لوحدهم دلوقتي ..
اللواء مهاب كان بيتكلم في الفون مع مهاب الصغير بعصبية!!
اللواء مهاب : اسمع يا مهاب رجالة الزفت ده لو في تحت الارض انا عايز اعرف مكانهم انت فاهم ولا لا !! انت ومؤمن لازم تتصرفوا ..
مهاب بتفهم : والله يا باشا احنا ما ساكتين ده احنا من الصبح واحنا بنجيب ارارهم...اهدي انت بس وخاليك جنب تمارا وشهاب واحنا هنتصرف ...
اللواء مهاب بضيق: اسمع انت تعمل حسابك اني هسافر معاكم تركيا...
مهاب الصغير : طيب افهم ليه سيادتك بس انت احسن تفضل هنا جنب خالتو نغم وجنب چودي مالوش لزوم تتعب نفسك احنا هنبقي جنب شهاب ..!
اللواء مهاب بغضب: جرا ايه يا حيلتها هو انا علشان طلعت معاش هتأمرني اعمل ايه وما اعملش ايه.!! ما تفوق لروحك ياللا انا مهما كان مهاب عز الدين...عايزني اقعد جنب الحريم واسيب حفيدي مخطوف انت اهبل ولا بتستهبل !!؟
مهاب الصغير بيبعد الفون من صوت مهاب الغضبان وبأسف وضيق من توبيخه ليه المستمر !!
مهاب الصغير: اسف سيادتك والله ما اقصد كدة ابدااا..بس انا كان قصدي اننا هنعمل كل اللي انت عايزه انا كان هدفي نريحك وكمان نتطمن عليهم هنا علشان مايبقوش لوحدهم بس ...لكن مادمت سيادتك مصمم تحت امرك ..
اللواء مهاب بيتنفس بعصبية: ياللا اقفل واي جديد تكلمني مفهوم..!!
مهاب بتعب: حاضر سيادتك ..اوامر تانية..
مهاب قفل الفون من غير مايرد عليه كالعادة بعصبية....وقرب من نغم يضمها وهديها بحالة الخوف والحزن اللي هي فيه ...وعيونه علي اوضة تمارا بحزن ووجع من الحالة اللي وصلت ليها ..
******************************************************************
مهاب الصغير ضغط علي شفايفه بغيظ وقفل فونه: حسبي الله في الظالم...انا مال اهلي انا اتحمل عصبيته لوحدي...
مؤمن بضيق وتأكيد : قفل في وشك صح!!؟
مهاب رمي الفون علي المكتب بغيظ: كالعادة هي عادته ولا هيشتريها....هو قدري حمايا وجوز خالتي هنا وربنا اللي انا فيه ده ..
مؤمن جاله فون من رجالته ورد بسرعة : هاه يا حمدي عرفتوا طريقهم...
حمدي بجدية: تمام سيادتك المعلومات بتقول ان فيه مجموعة من رجالة حسان في ڤيلا في المنصورية .....بس لازم نخلي بالنا الڤيلا متأمنه اوي ومعاهم سلاح كتيرر..
مؤمن قام بسرعة واخد سلاحه وشاور لمهاب يقوم واتحرك بسرعة...
مؤمن: تمام اجمع رجالتك وانا والعقيد مهاب جاين حالا انت بس ابعتلي رقم ڤيلا المنصورية بسرعة .ياللا سلام..
مؤمن ومهاب بيتحركوا بسرعة وحماس ..
مهاب: تفتكر چواد هيكون هناك ولا يكونوا مخبينوا في مكان تاني ..!!؟
مؤمن ركب العربية ومهاب ركب جنبه وساق بجنون وبقلق..
مؤمن : الخوف مش انه يكون هناك ولا لا ...الخوف انه يكون لسة جوا مصر ولا لا..هي دي الكارثة..
مهاب بتفكير: بس تفتكر ايه الطريقة اللي ممكن يخرجوه بيها من مصر !!؟ احنا ماكدين علي كل المطارات والمواني وبعتنا صور چواد ..
مؤمن اتنهد بغيظ: انت عارف البلد دي زي ما فيها ناس زي وزيك وزي شهاب...فيها كلاب فلوس تبيع ابوها علشان الجنيه...والواد لو خرج هيخرج بشكل رسمي وورق...لكن بتسهيل من شوية خاينين بتعشق الفلوس ..
مهاب غمض عنيه بعصبية وغيظ: ااااخ ياولاد الكلب.....واخرتها ايه بس ....احنا امتي هنعيش مرتاحين احنا واهلينا.....لو علينا احنا مش مهم اننا ندفع ثمن ضميرنا وشغلنا وخدمة بلدنا... بس اهلنا وولادنا ليه لييييه...اااااه الله يعينك يا شهاب تفتكر حالته ايه دلوقتي ....يا تري قادر يتماسك قصاد تمارا .!!!؟
مؤمن بقلق علي صاحبه: الله يعينه....هيطمن نفسه ولا يطمن تمارا ولا يفكر هيعمل ايه...ولا يتوجع علشان ابنه....موقف صعب ربنا يعيديه علي خير مش اي حد يتحمله...
مهاب بثقة: اديك قولت...مش اي حد...وده مش اي حد ده شهاب الحديدي...هيقدري وهتعدي واحنا معاه ووراه وبإذن الله هنرجع چواد...بس الخوف من تمارا وعندها انا واثق انها هتصمم تسافر لحسان ..
مؤمن بضيق:اوفففف بنت خالتك دي دماغها انشف من الحجر ربنا يعينه عليها شهاب ويقنعها تفضل هنا...هتسافر ازاي دي وهي يادوب لسة والدة النهاردة الصبح...!!؟
مهاب ابتسم بحزن: انت ما تعرفش تمارا زيي دي متربية معايا من صغرنا...عارف مستحيل تسيب تارها ابداااا .دي واحنا صغيرين مرة كانت غايبة من المدرسة وچودي هي اللي راحت...ورجعت چودي معيطة وزعلانة واحد زميلها ضايقها. انا كنت حالف تاني يوم اروح افلقه نصين بس الغريب ان تمارا الليلة دي ما غمضتش ولا نامت والصبح كانت اول واحدة مستنية باص المدرسة واول ما وصل طلعت الباص ومسكت الواد وهاتك فين يوجعك..
خرشمت امه ولا العيال ولا السواق ولا حتي مشرفة الباص قدرت تخلصه من ايديها...وطبعاا اللواء مهاب اتدخل مع اهل الواد وهما حلفوا بنقلوا الواد من المدرسة بسببها...كانت عنيدة وقوية ...ولحد النهاردة كدة...وانا بقولهالك تمارا هتسافر وشهاب مش هيقدر عليها وهتشوف..
مؤمن ابتسم: عندك حق..دي جابت رجل شهاب ذات نفسه ووقعته علي بوزه ...تبقي قوية قوية يعني مافيهاش كلام....المهم اننا معاهم في اي حاجة ومش هنسيبهم..
مهاب بأمل: يارب نلاقي چواد في الڤيلا يارب ...
مؤمن مش مرتاح : يارب...يسمع منك.
**************************************
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي