الفصل الرابعفرحة لم تكتمل

في حياتنا قد نمر بالعديده من المصائب وبالمحن،لكن صاحب اليقين الاعلى هو من يستطيع ان يمر بتلك المرحله دون ان تتزعزع عزيمته او يختل توازنه مع الوقت،لكن انا هنا امام فرحه التي مع الوقت سنعلم كيف تكالب عليها الزمن مع الاهل والاحباب،دون ان يرحموا ضعفها وهوانها ووحدتها بدون اب او ام او عائله بحق تحتويها،لتظن ان الخلاصه منهم في حبيبها الذي مع الوقت كانت تبث له شكواها وكان يتعامل مع الامر بحرفيه تامه،امانه بهذا الحب الذي تخيلت انه في النهايه سيكون لها بيتا وهي سيدته لكن ما حدث كان اسوا وافظع حينما..........
شهقت ساره ولم تصدق ما مرت به وقالت لها:-
يا الله يا الله ربنا مش بيسيب شفت يا فرحه ربنا مش بيسيب ، حقيقي يعني شوفي عمل ايه وحصل له ايه.
ابتسمت ساره ابتسامه حزينه وقالت:-
بصي في جمله بتقول ان المصائب عند ناس بتبقى فوائد وعند ناس ثانيه بتبقى فعلا مصائب يعني مثلا،خالتي دي طبعا بعد اللي جوزها حصل له ده عايزه اقول لك ان انا بقى لي تقريبا سنه ما روحتلهاش بعد ما كانت صاحبتي وحبيبتي لان الكلام ده كان حصل من سنه لما رحت عشان اشوفهم كان مع خالي وامراته خالي ،وكلهم كانوا رايحين زيارة والمفروض ان احنا هنبص عليهم وكده وقتها لما شافتني وبصت لي ما كنتش فاهمه بصيتها معناها ايه؟
كانها مثلا يعني مش عارفه كانها بتعاقبني على حاجه انا ما عملتهاش او مثلا عايزه تقول لي انت دعيتي عليه عايزه تقولي شوفي ربنا يخلص لك ازاي بس انت لما كنتش هنا ما كانش ده كله حصل انتي فاهمه ...انا اقصد ايه؟
رفعت ساره حاجبيها بعدم تصديق وسالتها:-
يعني بعد ده كله بعد اللي مريت به وعشت فيه كمان كانت عينيها مليانه لوم ليكي،رغم ان انت بتقولي بيتهيا لي ان هي عارفه ان هو طول عمره كده يعني ممكن يبقى ذنب غيرك ممكن ما يبقاش ذنبك انت بس ربنا بيخلص للكل كليله مره واحده،انا والله ما متخيله مش متخيله قسوه الناس وقسوه البشر اللي بقوا فيها دي يعني بقى للدرجه دي كل شيء بقى مباح للدرجه دي بقت كل حاجه عاديه .مش عارفه!!!
وضعك فرحه راسها على الكرسي مستندة عليه وهي تنظر للاعلى،والحزن يعتصر قلبها تتساءل في داخلها لماذا يتلاعب بي الزمن هكذا وتتلاعب بالحياه هكذا!!!؟
ثم نظرت الى ساره وسالتها بعيون يملاها الياس ويملاها فقدان الامل في كل شيء:-
نفسي اعرف الحاجه الوحيده اللي انا نفسي اعرفها ليه الزمن ولا ليه الحياه حلفت انها تدمرني مثلا،طيب انا عملت ايه عشان يحصل ده كله ولا كان ذنبي ايه ذنبي ايه ان انا اهلي يموتوا ذنبي ايه ذنبي ايه اعيش تجربه كانت كلها ظلم تعرفي،انا افتكرت ان بطريق الحب هتتحلي كل مشاكلي ما كنتش اعرف ما كنتش اعرف ان هيبقى الحب هو اسوء واصعب وابشع مرحله انا ممكن هامر بها على مدار عمري كله ده اذا بقى في عمر!!
لم تعرف ساره بماذا تجيب عليها لكنها قالت لها محاوله طمانتها:-
بصي يا فرحه ما حدش فينا بياخذ ال 24 قيراط بتوعه ناقصين كلنا بناخذهم كاملين ومتقسمين ايا كانت التقسيمه بتاعتهم بس كلنا بنعخذوه يمكن انت راضيتي في حياتك بس الحلو بالنسبه لك لسه ما جاش لان ربنا قال وبشر الصابرين وانت كنت صابره طول حياتك.
ضحكت فرحه بسخريه على:-
بعد ده كله 18 سنه وداخله في 19 سنه انا ما اخذتش حاجه من حياتي الا البكاء،بكره على عمري بقع اللي راح بكره وتانيب بقى على ابويا وامي اللي سابوني لوحدي في الدنيا دي مع اهل ما يعرفوش الرحمه واللي كان عاوز يغتصبني وكاني مش من دمهم صحيح انا هاكون من دمهم ازاي،اللي زي دول صعب انك تتعاملي معهم على انك من دمهم لانهم معدومين الرحمه،مشيت من عند خالتي يومها وكانت بتحاول تتجاهلني تماما وكاني مش موجوده قدام منها حتى خالي وامراه خالي لاحظوا الكلام ده،ولما روحنا،
ولما روحنا خالي سالني قال لي انت عملت حاجه في خالتك قلت له والله ما عملت حاجه بس بررنا الموضوع ده ان يمكن هي مضغوطه طبعا الكلام ده ما كانش يدخل عقلي حتى اصلا،طب قولي لي انت لو في مكاني هتقولي ايه هتقولي مثلا اني اني جوز خالتي مثلا كان بيتحرش بي وعايز ينام معايا ومن يوم ما قعدت عندهم في البيت،وهو بيحاول وانا كنت عيله وعياله ما تعلمتش حاجه في حياتها حتى يوم ما مشيت من عند خالتي كل اللي قالته لي قالت لي ما تسمحيش لاحد يعمل معك اي حاجه وان اللي بيحصل ده غلط بس...
ده كل اللي قدروا عليه انها تقول لك كلمتين دول وخلاص وخلاص خلصت على كده بقى وجبرت من بعد ما مشيت ما فكرتش حتى هتسال عني ثاني،وبعد كده مع الوقت،استسلمت بقى يعني استسلمت كل اللي بيحصل حوالين مني وبقى اليوم بيعدي زي اليوم اللي قبله كل تغير ان عمي اللي كانت مراته ممشياه مات من كم شهر كده،بس عادي ما زعلتش وما زعلتش على احد ولا عمري هازعل على احد فيهم اكثر حاجه زعلتني هي خالتي،بعد الكلام اللي هي قالته لي وان هي انا كنت غاليه عندها وكلام كثير كل ده كان راح في الفاضي وراح مع الوقت، وفي الصدفه بقى البحته الكبيره حبيت كان ابن عمي اللي مات ده كان عينه علي وده كان من ضمن الاسباب اللي عرفتها بعدين ان امراه عمي مشيتني من البيت لانه كان اكبر مني بس في سنتين حب عيال صغيره بس حب العيال الصغيره ده كان بيكبر مع الوقت...
وما ان نطقت فرح كلمه حب حتى انتفض قلبها وتذكرت هذا الحب الجارف الذي يستعر داخله ضلوعها كم كانت تتمنى هذا الحبيب ان يظل معها الى الابد كم كانت كم كانت تراه نجما ساطعا في سماءها ولا ترى سواها ولم ترى سواه،اه يا فرح لو تعلمين عن الحب لاعطيتك دروسا عن العشق ولا اخبرتك عن حبيبي اه من الحبيب التي غادر وترك كل شيء حتى قلبي تركه،ثم استطردت فرح :-
كان بيجي لنا ابن عمي من وقت للثاني كده كان بيجيء يبص علي وبيمشي مش هانكر ان ما شفتش في عيونه الا الحب، بس ما كانش عندي ميل له يعني ما كنتش حاسه ان انا مياله قوي ليه،اللي كنت مياله له اكثر كان من الجيران ابن الجيران ده بقى ،كان قصه ثانيه خالص الموضوع كان بدا بخناقه ما بيني وما بيني وبين الشارع اكبر مني بثلاث سنين،ما كنتش اعرف ان هو هينقل في المنطقه اللي احنا فيها دي هو حاليا في الكليه سنه او تقريبا في اخر سنه يعتبر السنه دي اخر سنه بالنسبه له لانه كان عاد سنه من السنين،كان عندهم محل بقاله كبير جدا سوبر ماركت وكنت في الوقت ده اما كنت بانزل هاشتري لخالتي الحاجات كنت باشوفه هناك وبعد كده عدى عدى شويه وما بقتش اشوف يعني خلاص يعني بعد كده بقى نقل في المنطقه اللي احنا موجودين فيها مكان انا ما انا عايشه وبالصدفه كنت نازله اشتري منه بقى كانت خناقه كبيره في الشارع،وكنت اديت له الفلوس عشان كنت باجيب طلبات لامراه خالي وتقريبا احد كان دخل سرق الفلوس من المحل،وقتها طبعا ما بيني وما بينه هو هو يقول لي انت مدفعتيش وانا اقول له دفعت،وفضل الموضوع كده شد وجزر لحد ما اقوم خلصوا الموضوع ده وكان بالصدفه في كاميرات في المحل ولما والده جاء وشاف الكاميرات وفرغها عارف ان الفلوس فعلا اتسرقت وانا كنت دفعت،قعدت فتره طويله ما كنتش بانزل تحت عنده بس طبعا عشان الصدف كان المحل قدام باب البيت عندنا فكم بالصدفه بقى كنت اشوفه من البلكونه، يعني وكده يعني قولي كده انا عارفاه بقى لي اكثر من خمس سنين شويه منهم ما كانش في اي كلام ولا اي معرفه ولا اي الكلام ده كله هو كان الفيصل الاخير كان الثلاث سنين الاخرى كان عندي وقتها 15 سنه.
بعد الوقت اللي حصل ده،وبعد ما حل المشكله بقى بيني وبينه يعني وكده كان حصل ان عمي عزمهم عندنا قصدي خالي عزمهم عندنا في البيت ،وكانت تعتبر جلسه اعتذار ما بيننا وما بينهم،طبعا هو يعني الموضوع كان بالنسبه له هو ما كانش يعرف وانا بالنسبه لي برده كان الموضوع كده فكان موضوع في الاول وفي الاخر كان يندرج تحت بند سوء التفاهم.

قعدوا بقى معنا واخذوا قعدتهم وتكلموا معنا وتكلموا مع عمي لانه كمان كان يعرف خالي يعني كان الموضوع كان عمي وخالي موجودين ومن هنا بقى بدا الموضوع بدا ازاي بقى هو اعتذر لي انا اعتذرت له اتكلمنا بصينا لبعض ضحكنا وخلص الموضوع على كده من بعد منها بقى بقيت انزل عندهم في المحل تحت اشتري الطلبات طلب مني ما خلاص الموضوع بقى واحد وحتى قعد فتره يدي له الحاجات ببلاش يعني على سوء تفاهم اللي حصل ده وانا كنت بابقى فرحانه يعني بقيت بابقى فرحانه في الاول ان انا بانزل له وبقيت انزل مثلا ممكن نتكلم سوا كده وابتدا بقى من هنا ويبدا يعرف عني حاجات يعني يعرف ايه اللي حصل لوالدي او كده لان هو كان عارف انما هو ما كانش يعرف يعني بقيت التفاصيل وكده.
تنهدت ساره وقالت في نفسها الحب وبدايته مثله تناول وجبه لاول مره تتذوقها في عمرك وعندما تكتشف انها مصدر السعاده لك تشرع كل يوم في تناولها فهي بالنسبه لك الحياه بالنسبه لك هي اصبحت كل شيء ولكن ليس الحب مثل هذه الوجبه حينها تتوقف عن تناولها مع الوقت وربما تنساها لكن الحب حبا يستقر في القلوب،ويصبح على الشغل الشاغل للعقول ومعه تتحول الحياه الى نعيما نعيما مليئا بالاحلام وبالعذكريات وباللهفه التي ستجمعكم فيما بعد اه والف اه على قصص لم تكتمل وعلى جروح لم تندم وعلى فراق تخلله فراق الياس فراق دون عوده, في تلك اللحظه تذكرت ساره اللقاءات الاولى التي جمعتها بحبيبها احمد حينما كانت ترى الخوف في عينيه لم يكن نقارا او مشاده ولكنه كان حوارا ونقاشا،عن اوضاع الحياه وعن الاحوال الاقتصاديه والاجتماعيه كان هذا اليوم الاول الذي اجتمعت فيه مع اصدقائها وسمعت وتعرفت على احمد في هذا اليوم فهو ملما بجميع الامور حوله وصاحبه تفكير عميق،هادي الطباعه حكيم جدا في تصرفاته لكنها لا تعلم لما خانتهم الامور هذه المره وتحولها بعد ذلك ليصبح هذا القاسي متجلد القلب...
برغم ان ساره شردت بعيدا عن حديث وفرح الا انها عادت الى واقعها مره اخرى كانت الاخرى تنظر في الفراغ لم تكن تتحدث نظره لها ساره بدهشه تحسها على ان تستكمل حكايتها،فاكملت فرح وقالت:-
الحياه كانت ما بين عاديه جدا في الاول هو كان يعني بيسال علي من وقت للثاني لما ما كنتش بانزل،وبعد كده امراه خالي ادتني تليفون قالت لي خذيهم خليه معك وانا قاعده عند امراه عمي كانت امراه عمي بتشوف التليفون معي لان كنت حالا باروح هنا شويه وباروح هنا شويه،بس طبعا لما الدنيا تغيرت هناك وقال عمي كبروا بقى المروح هناك قليل فكان على الاقل عمي ده حتى بيسال علي ان انا عمك ثاني كان فين وفين ما هم اثنين كان بيسال علي،كل سنه مره وده اللي مات وتطورت الحكايه ما بيني وما بينه كانت اسمه اسلام في مره كنت عنده في المحل ونسيت موبايلي ولقيته فتحه واخذ رقم تليفوني منه وبقى بيرن علي لما رجعت ليه قال لي انت انت نسيت موبايلك عندي كنت فرحانه كنت فرحانه ومبسوطه يعني حسيت بالاهتمام ولو عشر في المية يعني حاجه بسيطه انك تحسي فيها باهتمام حد ليكي الموضوع بيختلف كثير جدا لانه قال لي لا ما كنتيش انت جيتك كنت انا هاجيبه لك وقتها لقيته بيقول لي ابقي خلي بالك وعودي نفسك لما يبقى معك الموبايل بتاعك ما تسيبهوش لحد عشان ما حدش ياخذ اي حاجه لك عليه،اول مره في حياتي احس بمعنى الاهتمام اللي بجد حسيته خايف خوفه علي ولهفته علي ده كان مفرحني مش مزعلني،يومها شفت في عينيه نظره كانت غريبه قوي وكنت اول مره اشوف حاجه زي دي، عيله صغيره وفرحانه بكل حاجه حوالين منها
تنهدت فرح بحزن ثم نظره الى عيون ساره التي كانت مترقرقه ايضا ثم قالت:-
تعرفي اول هديه جاءت لي منه كانت شيكولاتايه،في الاول ما كنتش فاهمه بس مع الوقت ابتديت اعرف ان دي حاجات يعني بتفرح لان ما تعودتش على الكلام ده بس كنت سعيده، سعيده بالهدية قوي.
واثناء حديث فرح وحكاياتها وإخبار ساره بتلك الذكرى لاح في مخيلتها الذكري الأولي الهديه الاولى التي اهداها بها احمد،فقد كانت اسكتش من السلك فارغ مليء بالاوراق الملونه ولكن هناك رساله اولى كانت مدون فيها،
انه ليس للذكرى بل انه لكتابه كل الذكرى التي تمر علينا الان وما ان ينتهي ساجلب لك واحد اخر ،فما بيننا ليس ايام ولكنها ستكون سنوات مليئه بالسعاده سنوات ستمر علينا حتى نختتمها بلون ابيض يزين حياتنا فيما بعد اما عن الكتاب فهو كي يراه ابنائنا...
تذكرت ساره تلك الكلمات ولم تنساها يوما لن تنسى اي شيء منه فلم يمر الا بضع دقائق قليله على هذا الفراق، ....
ادركت ساره انها اصبحت نهايه حتميه ولا عوده منها ولكن فرح هنا سالتها اثناء شرودها:-
بتفكري في ايه يا ساره يا ترى ايه اللي انت شايلاه جوه منك؟؟؟
أجابت عليها ساره وهي تبتسم لها بود:-
لا ابدا يا فرح ما بفكرش في حاجه معينه يعني تقريبا كده بافكر في كل الكلام اللي انت بتقوليه وفي الظروف بتاعتك دي...
لم تتمالك فرح نفسها وبكت هذه المره تركتها ساره تبكي فقد كانت تشعر بالتعب لماذا ظلت تبكي وما ان هدأت قالت لها:-
انا يمكن يا ساره ما اقابلكيش ثاني يعني انا ما اعرفش انا هانزل في اي محطه بس كل اللي اعرفه ان انا ارتحت في الكلام معك تعرفي بعد ما جاب لي الهديه قال لي مش هتكون اول هديه ما بيننا انا لحد الان محتفظه بالشوكولاتايه دي ما اكلتهاش صعب علي ان انا اكلها حسيت ان هي حاجه حلوه منه وحاجه كبيره كمان منه،وبعد كده جاب لي بعد منها المراه اللي وراءها كان جايب لي ورده عارفه اللي يحس ان هو عايش في القصص الرومانسيه انا ما اعرفش عنها حاجه بس كنت قرات عنها ،يعني ما اعرفش ايه اللي بيحصل وقتها وقتها فرحت قوي قوي قوي وحسيت ان انا في دنيا ثانيه وعالم ثاني عالم بس مليان مشاعر حلوه ، اخذتها وشلتها جنب الشيكولاته وبعد منها
جاب لي خاتم كان خاتم فضه كان حلو قوي وجميل ومنتهى الشياكه كان بفص واحد وقال لي ده اعتبريه زي ما يكون مخطوبين اول هديه فضه ما بيننا والمره الجايه يبقي دهب، اخذتها وشلتها جنب جنب اخواتها بس كنت احيانا بالبسه ولما امراه عمي شافته معي قلت لها ده انا محوشه واشتريته كان غصبا عني علشان افضل لابساه،ما حستش بالحزن لحظه وانا معك وسنه بقت بتجيب سنه بقت بتجيب سنه،ثلاث سنين مع بعض،ثلاث سنين دول انا يعني ما كناش بنتكلم كثير يعني تقريبا ما كانش يعرف حاجه غير اكثر من ان يعني ان انا ابويا وامي متوفيين ان انا ما كملتش تعليمي يعني كان عارف الكلام البسيط، انما اي تفاصيل ثانيه ما كانش يعرف اي حاجه عن حياتي لان ما كانش في فرصه ان احنا نتكلم.
سالتها ساره بفضول:-
يعني تقصدي اللي انت ما كنتيش بتتكلموا كثير ويعتبر بتتقابله تحت في المحل او لما كنت بتروحي لهمه.
هزت فرح رأسها بتاكيد:-
ايوه يعني كان ده كل يعني اللي ما بينا،ما كانش في فرصه خالص الا كانت فرصه واحده.
والفرصه دي اللي كانت الفيصل النهائي في حياته وكان سببها انه في مره كان بيرن علي في التليفون وكنت في الوقت ده انا نازله من البيت وشافني وانا واقفه مع ابن عمي كنا واقفين بنتكلم وبنضحك وطبعا انا قلت لك ان انا لي ابن عمي كان عاوزني،هو اصلا يعني في التوقيت ده او كان بقى له فتره كنت حاسه ان هو متغير متغير في معاملته ومتغير في كلامه كنت ملاحظه حاجه غريبه فيه وكنت بساله باقول له انت فيك حاجه او كده كان يقول لي لا انا كويس ما فيش اي حاجه بس كان احساس جوه مني ان هو كان فيه وكان في حاجه كبيره قوي،في اليوم ده لقيته بيرن علي في التليفون وقال لي انا عاوز اتكلم معك شويه قلت له ما فيش مشكله نتكلم في التليفون عادي قال لي لا قلت له لا ايه مش فاهمه قال لي لا بلاش نتكلم في التليفون قلت له طيب هنتكلم فين قال لي اما تيجي الدكان انا هاقول لك،رحت الدكان ولقيته بيسالني سؤال غريب قوي بيقول لي هو انت يا فرح في احد عمره ما ادي ايده عليك او لمسك،صدقيني كان سؤال غريب ومش في وقته ما كنتش عارفه ارد عليه اقول له ايه بس من الحب اللي جوه مني واللي كان جوايا ليه حكيت له على اللي حصل معي من جوز خالتي،وكل اما اتكلم كنت باحس ان عينيه زي ما تكون بتنور بتنور وبتحمر انت عارفه اما الواحد يتملك منه الغضب هو ده كان احساسه وقتها.
قاطعتها ساره بضيق:-
وانت قولتيله ليه يعني المفروض،المفروض حاجه زي دي كان بيتقفل عليها المفروض ما بتتقالش بتندفق لانها بتبقى نقطه سوداء في حياتنا.
ضحكت فرح بحزن وهي تقول لها:-
بصي كانت غلطه وكانت غلطه كبيره قوي كمان لما انا قلت له لاني في اللحظه دي اول مره اكتشف ان انا كنت رخيصه بالنسبه له،وقتها طلب مني ان انا ادخل في المحل من جوه اجيب له حاجه انا اقولها له وكده كان فيه زي مخزن جوه قال لي اللي محضر لك مفاجاه افتكرتها هديه،بس للاسف لقيته بيقرب مني وفضل يقرب يقرب يقرب لحد ما عمل اللي جوز خالتي ما عرفش يعمله،وبعد ما قام لقيته بيقول لي انا اول مره اكتشف انك رخيصه كنت مذهوله وقال لي انا عمري ما اخذ واحده نمت معها ويا عالم اكيد في حاجات ثانيه انا ما اعرفهاش،بصيت لكنت مذهوله ما كنتش مصدقه ان ده الحبيب اللي انا كنت باقول عليه الامان والسند اللي باقولها عيش معه واكمل معه بقيه عمري اللي هياخذني من التعب والهم...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي