الفصل ٤

كان عليها أن تراه فقط لتلقي عليه نظرة من بعيد وتراه مرتديا حلة الزفاف
لا تريد أكثر من ذلك , لذلك لم تفكر كثيرا بل أخذت سيارتها وكسرت أمر والدها الواضح وقادت بعدم تركيز مرعب على الطريق متتبعة عنوان قاعة أفراحٍ متواضعة
ووصلت تتعثر في خطواتها متتبعة صوت الدفوف والعزف استعدادا لزف العروسين حتى وقفت خلف أحد الأعمدة ورأته
ما أجمله !
حتى أنها لم تبصر العروس رغم جمالها المبهر للوهلة الأولى فقط ساهر هو الذي استولى على بصرها و قلبها فأفتر فمها عن ابتسامة براقة وهي تنظر اليه من بعيدٍ مشدوهة
عيناها تتلألآن كالنجوم وهي تراقبه ويدها على العامود الرخامي البارد
كانت ملامح وجهه جامدة وعيناه ميتتان بلا شعور وكأنه تمثال جميل بلا فرحة حقيقية يراقب ما حوله دونما اهتمام وما أن يلتفت لينظر الى عروسه المبتسمة ابتسامة فاتنة حتى تظلم عيناه بنظراتٍ تمحو هذه الابتسامة للحظاتٍ وجيزة فتشيح بوجهها المضطرب عنه
أما هويدا فلم ترى كل هذا فقط كانت تنظر الى ما تريد أن تراه سعيدا و غاية في الرجولة والجمال
وكأنما شعر فجأة بنظراتها تلفح وجهه من بعيد فرفع وجهه ناظرا إليها مباشرة , فأجفل حين التقت عيناه بعينيها وللأسف كانت تبكي بصمتٍ في تلك اللحظة على الرغم من ابتسامتها مما جعلها تتراجع للخلف وتجري مصطدمة بكل من اعترض طريقها بجنون وظلت تجري الى أن استقلت سيارتها و انطلقت بها بصوتِ صرير مرعب وفجأة شعرت و كأنها لا ترى الطريق بوضوحٍ أمامها فضيقت عينيها وهي تحاول جاهدة استعادة تركيزها دون جدوى وبدأت ترى خيالاتِ أطفالٍ ومارة فإزداد رعبها مما جعلها تشهق فجأة منحرفة بالسيارة بكل قوتها فخرجت عن الرصيف واصطدمت بأول عامود إنارة في حادثٍ يقال عنه مروعا !
أما ساهر فكان يستطيل برأسه باحثا عنها بين المدعوين يكاد أن يقسم أنه رآها على الأقل رأى عينيها ثم إجفالها وهربها
شعر فجأة بقبضة أنثوية تتشبث بذراعه وصوت نسيبة يهمس في أذنه
عمن تبحث يا ساهر ؟! الناس ينظرون إليك باستغراب ساهر
ألقى إليها نظرة طويلة دون أن يرد فاضطربت أكثر وهي تبحث في عينيه عن أي صدى لجمالها !! فلم تجد
كانت من قبل ترى في عينيه بريقا يخطف الأنظار وهو يبصر جمالها حتى و إن كانت في ملابس البيت
أما الآن و على الرغم من كل ما أنفقته في سبيل الخروج إليه كملكة متوجة بشكل سلب أنفاس الحاضرين دون استثناء الا عينيه , بقيتا باردتين دون أي انفعال
تنهدت نسيبة و هي تنظر للمدعوين ابتسامة باهتة شاردة الذهن , مفكرة أن الطريق طويل أمامها لإستعادة حب ساهر
عقدت حاجبيها فجأة و هي تهمس لنفسها برعب
استعادة حبه ! منذ متى أقريت بأنني فقدت هذا العشق الغير قابل للضياع !
...
أصر ساهر في نهاية الليلة على قيادة السيارة المزينة بنفسه وابتسمت نسيبة ببعض الثقة وهي تلوح لوالديها وشقيقيها ثم نظرت الى ساهر الذي تحرك بالسيارة ناظرا أمامه بلا أي حماس أو تعبير
وأبقت على الصمت بينهما للحظات , ثم تكلمت أخيرا قائلة بخفوت ناعم
هل أنت حزين لأن والدتك لم تتمكن من حضور حفل الزفاف ؟! تعرف أن حركتها مستحيلة الآن , لكن سعادتها برؤيتنا بحلتك السوداء وفستاني الأبيض حين ذهبنا للمشفى أولا جعلتها تبدو أصغر سنا بعشر سنواتٍ على الأقل
لم يرد ساهر , بل حرك سرعة السيارة وتابع قيادته في صمت تام فقالت نسيبة بعد فترة بقلق
هل يضايقك أننا أقمنا حفل زفاف وخالتي في المشفى ؟! تعلم أن هذا الأمر تحديدا خارج عن إرادتي , فقد أقسمت علينا وأصرت كي تسعد الجميع و ترى الصور فيما بعد
صمتت للحظة وهي تنظر من نافذتها ثم مطت شفتيها قائلة بامتعاض
لو الأمر عائد إلى , لفضلت ادخار المبلغ الذي دفعناه في مثل هذه القاعة المتواضعة الشعبية واستخدمناه في تجهيز البيت بشيء إضافي عوضا عن السرير الوحيد هناك
تنهدت كاتمة تعاستها في قلبها فلم تحصل على الزفاف الذي حلمت به يوما والذي تخيلته لسنوات طويلة تختال فيه بجوار زوجها أمام زميلات الكلية ممن فقنها في المستوى المادي طوال سنوات الدراسة ولهذا لم تقم بدعوتهن من الأساس الى هذا الزفاف المخجل
وتخليها عن شهر العسل الذي حلمت أن تسافر خلاله الى أي مكان خارج البلاد لأول مرة في حياتها
وكل هذا لا يقارن بذهابها الآن الى شقة خالية تماما الا من ملابسها وسرير ضعيف لن يتحمل طويلا
رفعت نسيبة أصابعها الى جبتها شاردة بخوف في المستقبل
كيف لهما أن يجهزا شقة كبيرة فخمة كهذه وكل قرش سيدخل لهما , ستلتهمه أقساط الشقة لسنواتٍ طويلة مقبلة
لم تفكر طويلا , فقد كان لديها أولويات أكبر وأهمها الشقة , الوظيفة الحفاظ على ساهر بأي طريقة وتكبيله
لكن الآن وقد بدأ الجد بأول أيام حياتهما الزوجية كيف ستتصرف وقد أنفقا آخر قرش لديهما !
تنهدت تنهيدة كبيرة متحسرة , متسائلة عن الفرحة التي كانت تتملكها منذ ساعات وقد تبخرت تماما الآن
لذا ظلت صامتة غير راغبة في الكلام
الى أن توقفت السيارة أمام البناية الفخمة , فالتفت إليها ساهر بنظرة غريبة وقال ببرود
تفضلي
ابتسمت له ابتسامة مهتزة لا تظهر فيها السعادة أبدا وعلى الرغم من ذلك خرجت من السيارة دون أن نتنظر منه أن يفتح لها الباب مجاملة
لكن ما أن وصلا أمام باب الشقة المذهب الأنيق وقفت بقلبٍ خافق و هي تختلس النظر إليه و رغما عنها شعرت بالخجل فجأة لم تكن قد فكرت في علاقتهما منذ أيام وأيام
وكأن ما حدث سلب منها كل رغباتها الأخرى أما الآن فنظرت إليه بحب وهي غير مصدقة أنها أخيرا ستدخل بيتهما سويا بعد كل هذه السنوات
وأخيرا ستكتمل علاقتهما التي كانت دائما مشتعلة ما بين جمرٍ متقد وانتظارٍ موجع
أخيرا بعد كل هذه السنوات
ابتسمت له مجددا وهي تراه يفتح الباب بالمفتاح الذي سلمته له اليوم صباحا لكن ابتسامتها اختفت و هي تراه يدخل قبلها تاركا إياها واقفة مكانها ناظرة بوجه ممتقع الى دخوله الفظ
كانت تتخيل أن يحملها كما يفعل العريس مع عروس يحبها أو على الأقل يبتسم لها و يشير كي تتقدمه
لكنه تجاهلها تماما , فدخلت بخطى بطيئة وهي تراه واقفا في منتصف البهو الخالي يتأمل المكان بنظرة مخيفة بها شيء من الكره ! النفور !
رفضت نسيبة الاستسلام لمثل هذا المزاج السيء و في هذه الليلة تحديدا لذا اقتربت منه متظاهرة بالابتسام حتى وقفت خلفه وأراحت وجنتها على ظهره هامسة وهي تلامس صدره بأصابعها
أعرف أن المكان خالٍ بشكل مؤلم لكن سرعان ما سيمتلئ بأفخم الأثاث و المفروشات وسأذكرك بهذا حينها أما الآن
ابتعدت عنه قليلا وأدارته إليها حتى أمسكت بكفيه ناظرة الى عينيه بعبث و هي تهمس بدلال
هناك سرير وحيد ينتظرنا في الداخل أم ترانا نحن من انتظرناه طويلا جدا
لم يتجاوب ساهر مع ابتسامتها التي قد تغوي الحجر ونظرتها التي تمثل الإغراء بعينه أما ملامحه فكانت على جمودها دون أي تأثر فقد أصابعه كانت تداعب راحة كفيها بشرود وهو يسألها بصوتٍ باهت
ألن تخلعي فستانك الضخم هذا !
أرادت أن تطلب منه بجرأة أن يساعدها في خلعه , ليشبع شوقها و ظمأها المجنون لكنها آثرت أن ترتدي له ذاك القميص الذي كلفها ثروة
لذا اقتربت منه وهمست في أذنه بغنج
انتظرني في غرفة النوم لن أتأخر
ثم تركته وهي تبتعد بظهرها غامزة له بوعدٍ مثير وما أن اختفت حتى علت القسوة ملامحه وتصلبت شفتاه معيدا التأمل في أنحاء ذلك المكان الخاوي البارد
خرجت نسيبة أخيرا من الحمام الأنيق الملحق بغرفة النوم لتجد ساهر مستلقيا على السرير الوحيد في الغرفة , مكتفا ذراعيه أسفل رأسه محدقا في السقف فسألته بخفوتٍ خجول
ألم تبدل ملابسك بعد !
التفت بوجهه ينظر إليها وجرت عيناه ببطء فوق قميصها الحريري القصير الذي بالكاد يغطي فخذيها وفوقه مبذل بنفس اللون الخمري القادر على الذهاب بعقل أشد الرجال اتزانا
احمرت وجنتاها أكثر وأسبلت جفنيها أمام تحديقه المتفرس فيها الى أن شعرت به ينهض من مكانه ببطء واقترب منها بينما هي تبتسم بقلب مرتعش وما أن وقف أمامها حتى مد أصابعه ليمسك بحافتي مبذلها فأبعدهما بسرعة ليسقط عنها أرضا و يتركها واقفة أمامه بقميص أعلاه يشف من المفاتن أكثرها سحرا ولا يخفي منها الا ما يثير جنونه أكثر بينما ينسدل شعرها في موجاتٍ غزيرة فوق كتفيها وظهرها
ورغما عنها و رغم علاقتهما الطويلة التي ضمت الكثير من اللحظات التي قد تعد جريئة الا أن هذه اللحظة كانت فوق تحملها ربما خجلا وربما ترقبا و ربما خوفا من هذا السكون الغريب المحيط به
وحين شعرت بأنها على وشك الإصابة بالجنون من هذا الصمت القاتل , تكلم ساهر أخيرا قائلا بصوتٍ عميق كبحرٍ مظلم
لا يوجد رجل في كامل قواه العقلية يستطيع مقاومة سحر ما أراه الآن
عضت على شفتيها مبتسمة بصدرٍ خافق متسارع فأخفض وجهه إليها حتى لامست شفتاه عنقها فتأوهت و هي ترجع رأسها للخلف مغمضة عينيها مقتربة منه أكثر ويداه تعبثان بجرأة أقرب للإهانة منها للشوق والغزل لدرجة جعلتها تتصلب أخيرا حتى شعرت بهاتين الشفتين تلامسان أذنيها وهو يقول بصوتٍ أجش
لكن تخيلي سوء حظك لم تشعريني سوى بالنفور منك
انتفضت قافزة للخلف وهي تنظر إليه بذهولٍ لاهثة بعنف وصدمها جمود ملامحه وعينيه القاسيتين وهو يرمقها بلامبالاة مفزعة الى أن تمكنت من إيجاد صوتها فصرخت بعنف
إن كانت هذه فكرتك عن المزاح أو تعكير مزاجي فهي مقرفة
ابتسم ابتسامة ساخرة أرعبتها ثم قال ببرود جليدي
حبيبتي انظري الى عيني مليا , هل ترين أي لمحة من مزاح ! لقد نجحتِ خلال أيام في تبديل مشاعري تجاهك الى النقيض ببراعة تذهلني
فغرت فمها وهي تهمس بعدم تصديق وقد تبللت عينيها بالدموع
ساهر !! ماذا تقول ؟! ولماذا تكسر فرحتي الآن تحديدا بتلك الوحشية !!
صدرت من بين شفتيه ضحكة مقيتة وهو يرد بتقزز
لماذا نكسر فرحة نسيبة لماذا نحرم نسيبة من شقتها التي سرقتها غصبا لماذا نكدر سعادة نسيبة بينما أمي لا تزال في المشفى تمضي ليلتها تبكي لأنها لم تتمكن من حضور زفاف ابنها لماذا لا نخر جميعنا أرضا تحقيقا لسعادة وهناء و أحلام نسيبة
تابع هادرا فجأة بعنفٍ جعلها تنتفض بقوة
نسيبة ,نسيبة لا أسمع سوى ما تريد نسيبة وما تتمنى نسيبة حتى كرهت الإسم و كرهتك
صرخت نسيبة بصوتٍ عالٍ وهي تضع كفها المرتعش على فمها الباكي
لااااا اخرس لا تتفوه بالمزيد
الا أنه أمسك بأعلى ذراعيها وهزها بقوة هامسا بشراسة
بلى كرهتك وفي تلك اللحظة أشعر بالنفور منكِ
شهقت باكية بصوتٍ هيستيري وهي تغطي وجهها بكفيها , فدفعها عنه بعنفٍ حتى سقطت أرضا ثم وقف ينظر إليها بملامح باردة الى أن قال في النهاية بنبرةٍ مزدرية
لقد فعلت ما علي وانتهيت من مسرحية الزفاف الهزلية أمام الناس و أوصلتك بنفسي الى بيتك والآن اسمحي لي بالانصراف
رفعت وجهها المبلل بالدموع فجأة ناظرة إليه بصدمة وهي تراه يلتقط سترته الملقاة جانبا ليرتديها دون عجلة فقفزت واقفة وهي تمسح دموعها هاتفة بقوة
الى أين تذهب يا ساهر ؟!
لم يجبها بل عدل من وضع سترته بملامح لا مبالية صادمة , فتشبثت بذراعه صارخة
الى أين أنت ذاهب يا ساهر أجبني
نفض كفيها عن ذراعه لينظر الى وجهها مجيبا ببرود
سأذهب الى بيتي وابقِ أنتِ في بيتك , هنيئا لكِ به , استحقيته عن جدارة
ثم استدار عنها ليخرج من الغرفة , الا أنها دارت حوله بقوة ووقفت ظهرها الى الباب محاولة منع خروجه وهي تقول بصوتٍ لاهث منقطع الأنفاس
لا يا ساهر لا تقل هذا إنه بيتنا سويا , البيت الذي طالما حلمنا أن يجمعنا معا لا تهدم الحلم يا ساهر
توقف ساهر للحظة ناظرا الى عينيها المرتعبتين الباكيتين ثم قال بصوتٍ كئيب
البيت الذي حلمنا به أن يجمعنا لم يكن مجرد جدرانا , بل كانت مشاعر تحيط بنا في أي مكان أما هذ الشقة الخالية الباردة فأنا لا أشعر بها بيتي , و هي بالفعل بيتك أنتِ اسعدي به
حاول الخروج مجددا الا أنها رمت بنفسها على صدره متوسلة من بين دموعها الغزيرة
أتوسل إليك الا تذهب يمكننا مداواة ما حدث , أنا سأداوي نفورك تجاه البيت وتجاهي و أنا قادرة على هذا فقط امنحني الفرصة
نظر الى وجهها المذعور المرتفع إليه طويلا ثم قال بصوتٍ أجش
تعالي أنتِ معي وحينها سنحاول مداواة ما حدث
تسمرت مكانها فجأة وهي تنظر إليه بعدم فهم ثم أبعدت كفيها عن صدره متسائلة بصوتٍ مرتعش
آتِ معك الى أين ؟!
أجابها ببساطة
الى بيتي سأسكن هناك , فإن أردتِ المجيء معي أهلا بكِ , لكن إياكِ و محاولة إجباري على سكنى هذه الشقة , فهذا من رابع المستحيلات بالنسبة لي , اعتبريها استثمار سنوات انتظارك لعودتي لكن لن تجبريني على ما لا أريد أبدا
هزت نسيبة رأسها محاولة الاستيقاظ من هذا الكابوس و الذي كان يفترض به أن يكون أجمل ليلة في حياتها
ثم أعادت عينيها الحمراوين إليه وتنفست بتعثر هامسة
هل تجد موقفك هذا منطقيا ؟!
ابتسم بسخرية قائلا
وهل تركتِ للمنطق أي مكان !
صرخت نسيبة بجنون باكية و هي تضرب بقبضتيها للخلف فوق الباب
كل تصرفاتي يحكمها المنطق , بخلافك تقودك العاطفة قبل أي شيء
ابتسم مجددا وأجاب باختصار
الحمد لله على هذا والآن اسمحي لي
انقضت عليه و أمسكت بقميصه بأظافرها وهي تهتف شاهقة بترجي ببكاء حار
وسمعتي يا ساهر ألم تفكر فيها أنت تعود الى حينا ليلة زفافي بدوني ! هل وصلت رغبتك في الإنتقام مني الى هذه الدرجة ؟!
ابتسم ساهر بقسوة للحظاتٍ طويلة ثم أجاب أخيرا بهدوء
كنت أود إرعابك أكثر لكن اطمئني , لقد استأجرت شقة صغيرة في حي نائي , إن أردت المجيء معي , تعالي
كانت تتنفس بسرعة وهي تنظر إليه نظراتٍ فارغة ودموعها تغرق وجهها ثم ابتعدت عن الباب ببطىء وأولته ظهرها قائلة بصوتٍ غريب
اذهب لن تقوم بلي ذراعي خلف ظهري مطلقا بعد أن وصلت الى هنا
لم تنظر إليه و لم تستدر الا حين سمعت صوت باب الشقة يصفق بعنف جعلها تنتفض مكانها قبل أن تغطي وجهها بكفيها و تسقط على ركبتيها لتنفجر في بكاء مرير وقد تحولت فرحة العمر المنتظرة الى كابوس أسوأ كابوس عاشته في حياتها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي