الفصل التاسع

-والله يابابا انا معملتش علاقه مع حد، مازن ده كان بيعاكسني في كل مره بروح فيها المدرسه والكلام ده من شهر بس، ماكنتش بتجاوب معاه نهائي، بس من اسبوع كده لقيته كاتب رقم موبايله وحدفهولي عند رجلي وانا ماشيه فوطيت اخدته، بس والله ما اتصلت به، ولقيته من يومين واقف مع بنت تانيه فعرفت انه بيتسلي ببنات يامه مش انا بس، لكن والله ما كلمته ولا اعرف عنه حاجه غير اسمه، معرفش انه ابن مديرك يابابا والله، مش عارفه إزاي هو جاب الجرأه دي منين وعرف ان حضرتك بتشتغل في المصنع ده وانك بابا، هو اكيد بينتقم مني عشان ماعطيتوش وش ومعبرتوش، لو كنت على علاقه به اكيد ما كانش اتكلم مع حد.


أنهت بيسان حديثها المؤلم، فغادر أيمن غرفتها مذهولا دون يتحدث إليها، بينما وقفت هايدي في حالة دهشه من أن ابنتها تمر بهذه المشاكل من شهر وهي ليست على علم بذلك،
قد يكونا عطوا للموضوع قيمه وحجم زيادة عن حجمه، لأن الفتاه في هذا العمر معرضه للمرور بمثل هذه المواقف، فكانا عليهما الحرص والتعامل مع الموقف بعقلانيه ووعي اكثر من ذلك.

ما أن وصل أيمن الي غرفته وجلس على فراشه، صار يفكر في حديث طفلته، لاحظ بأنه كان من المفترض أن يولج الي مديره في المصنع كي يواجهه ويدافع عن ابنته، ندم كثيرا لانه تصرف بسلبيه وتحدث مع نفسه بصوت مخنوق
-إيه ال عملته ده، انا اتصرفت بغباء وسكوتي ده، هيثبت الكلام على بنتي، لازم بكرا اول حاجه اعملها لما اروح الشغل اني أواجه كل ال اتكلم عن بنتي وأوقفهم عند حدهم وأولهم المدير، وال يحص يحصل بقى، انا اهم حاجه عندي سمعة وشرف بنتي.

في اليوم التالي أتجه إلى مكتب المدير، استقبله المدير بالترحاب ووضح له سوء الفهم ال صار في الأمس، وأخبره أنه عاقب إبنه مازن على فعلته الشنعاء، إبتلع أيمن حديثه الذي كان ينوي ان يسمعه للمدير؛
ابلغه فقط بأنه يثق في إبنته وان ماقيل عنها ماهو الا افتراء من مازن، اشترط عليه بأن يأتي بإبنه الي المصنع ليعتذر منه أمام الجميع، ليصمت الجميع ولم يأتوا بسيرة إبنته مرة أخرى.

في صباح اليوم التالي اعد المدير اجتماعا طارئا، كان يحضر الاجتماع جميع الموظفين من بينهم محمد وأيمن وخالد والبقيه، احضر المدير ابنه مازن، عندما رآه أيمن كاد ان يقوم من مقعده ويطرحه ارضا ليهدم وجهه بقبضته، لكن أمسك اعصابه وتحكم بغضبه ليري ماذا سيقول، التزم الجميع الصمت ثم غمز المدير لمازن بأن يبادر بالحديث، أمسك مازن الميكرفون وهو يرمق الجميع بغرور متفاني ووجه حديثه لكل من يراه لانه لا يعرف أيمن من هو في الحضور
-ياحضرات انا هنا النهارده عشان اعتزر لوالد الآنسه بيسان عما صدر مني من إساءه، حصل سوء تفاهم وانا ماكنتش اقصد اي كلمه من ال قولتها، انا بالفعل ماشوفتش منها اي حاجه مخله بالأدب بالعكس تماما، هي قمه في الأخلاق والاحترام، انا بعت ر لحضرته قدامكوا كلكوا وبتمنى انه يقبل اعتزاري هو وبنته.


تلبك أيمن وأرتبك وهز رأسه بالموافقه على ما قيل أمام الجميع، نهض عن مقعده ليتحدث وهنا عرفه مازن فأشاح بنظره بعيدا عنه حانيا رأسه للأسفل، بينما وجه أيمن كلمته لكل أب موجود معه بالقاعه
-بيسان مش بنتي انا لوحدي دي بنت كل واحد فيكو، ال هيمسها هيمسكوا، وبعدين بنتي طفله ومعرض انها تغلط زي اي بنت، دورنا اننا نساعدها تعود لصوابها و ماترجعش تعيد الغلط تاني، بس مازن ابن مديرنا حبْ يعمل فيها دنجوان ومفكر ان الرجوله بأنه يفضح بنات الناس، بس يلا حصل خير، وعفي الله عما سلف


ازداد تجهم وجه مازن وقد أثار قول أيمن تصرفه حفيظته وريبته، فحدق به بتمعن وسأل والده خلسة
-واضح إن الأستاذ أيمن محبوب يابابا من الكل، باين عليه حد خلوق ومحترم، انا ندمان على ال عملته في حقه وحق بنته بيسان.

صمت المدير لوهله وضاقت عيناه بحدة وتطلع إلى مازن بصدمة وأردف
-إحمد ربنا انها جات لحد كده، والاستاز ايمن ماقامش وضربك قدام الناس، دي غلطه تعلمك اتك ماتجيبش سيرة اي بنت على لسانك وتفضحها بالطريقه البشعه دي حتى لو هي مش محترمه، دع الخلق للخالق، والوقتي يلا من غير مطرود على جامعتك وبص لمستقبلك شويه وسيبك من أمور السنكحه ال انت فيها دي، انا مش هفضل طول اعدل وراك.


أثناء مغادرة مازن المكان سارع أيمن وأعترض طريقه وتحدث اليه بحده
- أنا معرفتش إنت ليه عملت كده، بس ال اعرفه كويس لو شوفتك بس في طريق بنتي ماشيه فيه هيكون آخر يوم في عمرك، وال حصل بسببك ده لحد النهارده مش هنسهولك بسهوله واوعاك تفتكر انه عدَّي كده

أكمل مازن عنه كلمته وهو يرمقه بخزي وخجل
-والله من قلبي انا آسف ياعمو، مش عارف انا عملت كده ازاي، حقك عليك ارجوك سامحني، وخلي بنت حضرتك تسامحني.


أتجه أيمن يأكله الغضب نحو الغرفة وتبعه محمد يتلو ماحصل بذهول، فألتفت أيمن نحوه وأشار إليه ليلزم الصمت، وطرق باب الغرفة وفتحه دون أنتظار أذن، ولكنه لزم مكانه وعيناه تجول بأنحاء الغرفة متأفأفا، هم من مقعده واخذ إذن من المدير ليعود الي المنزل لانه لم يقوي على المكوث أكثر من ذلك؛

حينما ولج أيمن الي منزله ظل ينظر في جميع أنحاء المنزل حتى رآها تجلس بأحدى الزوايا تحتضن جسدها تبكي، زفر أيمن ساخطاً ولعن مازن لانه السبب في إحباط وانهيار طفلته، والتفت نحو هايدي بحدة وقال بصوتٍ صارم
- أنا عايزك تسيبي التليفون ال يولع ده من ايدك وتفضلي قاعده مع بنتك تشوفيها عايزه ايه وتخففي عنها، ساعديها تخرج من حالتها دي و ساعديها في مذاكرتها معدش غير كم ساعه و هتروح تمتحن عايزين ربنا يسترها معاها وتنجح، وانا من يامتي بعتزرلك يابيسان ياحبيبة قلب باباكي، حقك عليا اني رفعت ايدي عليكي بس والله كان غصب عني لاني كنت خايف عليكي معرفتش انا بعمل ايه ولا بتصرف ازاي، ساعة شيطان وراحت لحالها.


أدركت بيسان من هيئة أيمن أن مازن أخبره واعترف له بشيء أوصله لتلك الحالة فأستأذنت من أيمن وقالت
- أنا هستأذن من حضرتك عشر دقايق بس تقولي ايه ال حصل؟


اومأ أيمن وزفر بضيق وعيناه ترمق بيسان التي وقفت باضطراب وحاولت كفكفة دموعها، ولكن نظرات أيمن إليها زادتها شفقه فأجهشت مرة آخرى في البكاء، زم أيمن شفتيه وقال وهو يوليها ظهره بجفاء
- هستناكِ تغسلي وشك وتحصليني على الصاله نتغدى سوي وجيبي كتابك اراجع معاكي شويه؛ محتاج أتكلم معاكِ فموضوع مهم، وزي ما أنتِ عارفة مش هينفع أتكلم وانتي بحالتك دي فياريت متتأخريش عليا ياآنسه بوسي


تركها أيمن وهو يحاول أن يتحكم في ذاك البركان الذي فجره رؤيته لإنكسار وحزن بيسان، يغادر الغرفة ومشهد بيسان ودموعها، وجلس بارتقابها وبدا وجهه متيبس صلباً، وما هي إلا لحظات حتى ولجت بيسان بوجه محتقن وعيون منتفخة، وجلست أمامه منكسة الرأس فزفر بضيق وقال بصوت خفيض
-ارفعي راسك لو سمحتي وبصي لي.

رفعت بيسان وجهها ولكنها تهربت من النظر إليه خوفاً من نظرات اللوم والعتاب التي قد تراها بعيناه، زادت حركتها من تدفق دموعه المحتبسة في عيناه فسب بصوتٍ خافت وأردف
-خايفة تبصي لي ليه ياحبيبتي، عموماً أنا مش هعلق على حاجة وكل اللي هطلبه منك إنك تنسى كل ال حصل وتساعديني أنساه، وتعملي زي لمياء وتنجحي ان شاء الله السنادي.


أنهمرت دموعها وأمهلها أيمن وقتها لتهدأ وبعد مرور عدة دقائق كفكفت بيسان دموعها وأجابته بصوت خافت
- أنا أنا مكنتش عارفة أن كل ده هيحصل والله، أتفاجأت بيه بيشاغلني في الرايحه و الجايه، بس والله ما عملت حاجه غلط، اوعدك اني هنسي وهذاكر وهنجح ان شاء الله


رمقتها هايدي بذهول وأقتربت منها ولم يعر كلمات أيمن المهتزة أي أهتمام وأردفت بصوت ماكر
-ماخلاص يا أيمن هي البت كانت عملت ايه يعني، هي لا أول واحده ولا آخر واحده تتعاكس وتواجه مشكله من النوع ده، بنتنا عاقله ومتربيه وانا واثقه انها عمرها ماتعمل حاجه غلط، ماتعطوش للموضوع اكبر من حجمه.



تراجعت بيسان عنهم بحزن وبأس وحاولت تجاوزهم لتصل إلى باب الغرفة ولكن والدها أعترض طريقها ووقف بقامته أمامها يلاحقها بنظراتٍ حنونه وتابع قوله
-على فكرة أنا لحد دلوقتي منتظر ردك على كلامي معاكِ ومأظنش إني هسيبك ترجعي لأوضتك ولا هسمحلك تبكي وتحزني تاني، فياريت تخرجي من مود الحزن ال انتي فيه ده بقى، إيه رأيك اخدك وننزل نتمشى شويه واشتريلك الآيس كريم ال انتي بتحبيه وغزل البنات كمان ياستي، ها.. قولتي ايه؟



ازداد شحوبها واستدارت لتقف خلف أحد المقاعد ليحول بينها وبين أيمن وقالت
-لا يابابا معلش انا ماليش نفس لحاجه ة، ارجوك سيبني براحتي وانا هبقي كويسه، بس بعد اذنك اسمحلي آخذ كتبي واروح اذاكر مع لمياء، قاعدتي معاها بتنسيني....

صفق ساخراً منها ليوقفها عن أكمال حديثها ورمقها بتهكم قائلاً
- تمام يابوسي طالما دا ردك عليا، فياريت ترجعي بيسان حبيبة بابا ال انا أعرفها، ماشي ياست البنات طالما ده فيه راحتك، سمحت لك ياستي تروحي للمياء وربنا يزيح عنك كل ألم بتحسي بيه.


التزمت بيسان الصمت واتجهت الي غرفتها لتجلب كتبها كي تغادر المنزل، ثم ذهبت إلى منزل صديقتها وولجت الي غرفتها بعدما ألقت التحيه على مروه، جلست على المقعد المقابل للمكتب وفتحت كتابها وتحدثت الي لمياء وهي حانية رأسها ناظرة لكتابها
-عايزاكي تساعديني في حفظ الماده دي على الأقل أنجح فيها، وربنا يسترها في المواد ال فاتت بقى، بس ياريت ما اكونش عطلتك عن مذاكرتك


نهضت لمياء من مقعدها مهرولة إليها لتضمها الي صدرها ممسكة بكتفها، ثم قبلتها من جبينها، و أجابتها بصوت حنون
-حمدالله على سلامتك ياسكره، تعطليني ايه ياخايبه انتي، ده انا عيوني ليكي لاني عايزاكي تكوني معايا لحد ما ندخل الجامعه سوا


استشاط رياد غضباً من زوجته وهب عن مقعده بحدة اسقطته، تطلعت هايدي نحوه وأرعبتها نظراته القاتمة فوقفت هي الآخرى ترتجف، وقبل أن يتحرك أياً منهما ظهر محمد وأقترب منهما هاتفاً
-إيه ياعم ايمن سيباني في المصنع ورجعت البيت لوحدك وسببتني اتبهدل في المواصلات، مش كنت تستأذنلي معاك بدل البهدله دي!


ازداد وجه أيمن تجهماً فعقله يحاول إيجاد تفسير منطقي لمغزى سخريه محمد، وأمام شروده غادرت هايدي بصمت، في حين تابعها أيمن بنظراتٍ حزينة مشفقاً عليها، لأنها سابحه في بحر السوشال ميديا وتاركه ابنتها وزوجها ومهملة في حقوقهم.


في اليوم التالي ذهبتا الفتاتان الي المدرسه ليلتحقوا بالامتحان وانشرح صدر بيسان عندما أمسكت وقرأت الأسئله، أيقنت انها ستحلها كافةً، ابتسامتها تزين وجهها وعيناها، فهي حققت ماتمنت في هذه الماده، بينما كانت لمياء مبتهجه أيضا لأجلها ولأجل صديقتها، بعدما انتهى الوقت وغادروا المدرسه في طريقهم الي المنزل لم تلتفت بيسان لأي جه بالطريق، بينما كان يراقبها مازن من بعيد دون أن تراه هي، انتبه لأيمن يتجه نحو بيسان فسارع بالأختباء كي لا يراه وينفذ تهديده له؛

تفاجأت بيسان بوالديها متجها نحوها لانه لم يفعلها من قبل ويذهب الي مدرستها من قبل،
خفض أيمن رأسه ليخبئ اضطرابه وقلقه على طفلته، ثم شرع رأسه مبتسما
-قلقت عليكي ياحبيبتي فقلت اجي اشوفك عملتي ايه في آخر ماده، وكمان اكون معاكي في آخر يوم ليكي بالمدرسه دي وانتي بتودعيها.

في حين تجلد وجه بيسان وهي تحدق بوجه والدها بدهشه، فأشارت إليه كي يذهبوا الي السياره ويكملوا حديثهم بالداخل، ثم زمت شفتيها بحنق وامائت برأسها لصديقتها، حينها رمقهم أيمن في مرأه السياره متسائلا ما سبب صمتهم، خرجت بيسان عن صمتها ودهشتها بحضور والدها ثم اردفت اليه
-الامتحان كان سهل جدا يابابا انا متأكده اني هجيب فيها الدرجه النهائيه، بس المواد ال فاتتني قلقانه منها، ربنا يسترها بقى.


اضطربت ملامح أيمن بعض الشيئ، حينما وصلوا الي مدخل المنزل ارتجل هو عن السياره أولا ثم عاد إليهم في الخلف، أقترب من بيسان وربت فوق كتفها برفق
-أنا عارف انك عملتي ال عليكي، مش عايزك تخافي من اي حاجه، في حال من الحالات انا معاكي ومش هسيبك.


حاولت لمياء أن تقاطع أيمن فقالت سريعاً
-ياعمو أنا م....

أشار أيمن لها جاحظا عيناه لتصمت كي لا تقل كلمه تجرح بيسان، فزفرت بضيق لتستكمل حديثها قائلةً
-أنا كمان مش هسيبها لوحدها وبتمنى نكون مع بعض فكل مراحل التعليم، لاني ماليش صاحبه غيرها ولا حاولت اتعرف على بنات واكون معاهم صداقات، ان شاء الله بوسي هتنجح وهندخل ثانوي مع بعض.


وبين نظرات أيمن رأى لمياء ما جعله يحني رأسه ويقرب ساعديه من صدره ويقول
-ربنا يحفظك يابنتي و مايحرمكوا من بعض ابدا، يلا عشان نطلع ناكل لاني واقع من الجوع وكمان ترتاحوا بقى شويه، عشان نرتب مع بعض بروجرام الأجازة الكبيره ونشوف هنقضيه فين، وكده كده كلها شهر عبال ماالنتيجه تظهر، ماتقعدوش تنكدوا على نفسكوا وتشيلوا الهم من الوقتي.. يلا.. يلا قدامي على فوق ياكتكوته انتي وهي.

إتجهوا جميعا الي الأعلى، توقفت بيسان خارج شقتهم بارتباك ولكن سرعان ما نبذها أيمن واقتحم المنزل هو وهي بصياح ضاحك
-احنا جينا.... فينك يام العيال عايزين نأمل، عاملالنا اكل حلو ايه النهارده؟ بنتك بيسان شهيتها مفتوحه النهارده على الآخر.

رفعت بيسان حاجبها ساخطةً لجفاء والدتها بالداخل، ظل ايمن يبحث عنها بالمنزل، لحين وقعت عيناه عليها جالسة بالشرف تتصفح هاتفها بتمعن، ولم تنتبه لوجودهم ولا لصياحهم، اشتاط أيمن غيظا، كاد ان يسحب منها الهاتف ويطرقه بالخائط، لكن قبضت بيسان على معصمه بيدها تحدق فيه ليضبط أعصابه، ثم اقتربت هي من هايدي برفق وربتت على كتفها بحنو
-إيه ياست الكل مش حاسه بوجودنا جنبك كل ده! ياترى ايه ال شاغل الجميل كده؟

انتفضت هايدي مخضوضه وتركت الهاتف من يدها سقط على الأرض ثم التفتت إليهم جاحظة عيناها واضعة يدها على صدرها
-يالهوي نأذتوني والله، أصل كنت بتفرج على فيلم رعب الا والاقيكوا واقفين ورايا، رعبتوني، جيتوا امتا ودخلتوا ازاي!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي