الهروب من الواقع

أم فاطمة`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-08ضع على الرف
  • 13.1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الثاني

الحلقة الثانية
الهروب من الواقع
...........................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

....أحيانا التغاضى وتفادى الصدام لا يعقله الا زوجين على درجة كبيرة من العقلانية ..عندهم ثقافة زوجية ينميها درجة كبيرة من التدين ومحاولة التشبه بخلق رسول الله فى بيته ولكن للاسف قليل من يتفهم ذلك الأمر .
...........
مر سبوع الرضيع زياد على خير الا من بعض غمزات وهمزات بعض الناس الذين لا يعجبهم اى حال .
فتجد أحدهم تقول .....ايه ده هو ده بس اللى عملينه وجايبين حجات بلاستيك للحمص.
ليه مجبوش كريستال ولا صينى .
والأخرى تقول ...هى مالها ام الولد عمالة تنطط ولا كأنها فاتحة قيصرى ، مش تتهد وتقعد احسن .
وأخرى .....بصى يختى الولد سفروت أو وضعيف اوى ، هى مكنتش بتاكل ولا ايه .

وهكذا دوما الناس لا تعرف تشكر أو تطيب الخاطر بكلمات معسولة ولكن للأسف النقد هو السائد عندهم .

ورغم كل ذلك إلا أنه مر السبوع الحمد لله بسلام .
وانتظر أيضا علاء مرور فترة النفاس أيضا ، حتى لا تتحجج اميرة بإنها مازالت فى فترة النقاهة لم تشفى .
..............
وبعد انتهاء تلك الفترة العصيبة .
جلس علاء متنهدا بارتياح مع اميرة قائلا ......الحمد لله .
.خلصنا من الحمل والولادة وتعبهم ياريت بقه يا اميرة يا حبيبتى.
تنتبهى لزوجك حبيبك وتعوضيه شوية حنان من اللى أتحرم منه الفترة اللى عدت دى .

اميرة بحب ......اه طبعا يا حبيبى ..هو انا ليه غيرك..ربنا لا يحرمنى منك ...
ده انا حتى مجهزالك سهرة ، هتعجبك اوى .
عماد ...الله بجد .
ده انا كنت قربت انسى انى مجوز اصلا .
يا حلاوتك يا امورتى .
ثم فجأة بكى الرضيع زياد .
فستأذنته لإرضاعه.
علاء ...ماشى يا قمر ، رضعيه ونيميه ، وتعالى عشان محتاجك جمبى شوية .
اميرة ....حاضر يا حبيبى .
ثم ولجت لترضع الصغير ، إلا أن نام .
فوجدت نفسها قد استلقت بجانبه وغلبها النعاس من الارهاق.
وعندما تاخرت اميرة فى المجىء إليه .
علاء ...كل ده بترضع الولد ، لا كده اتأخرت اوى ، لما ادخل اشوفها .

.فولج علاء ليتفاجىء انها نامت بجانب الرضيع .

فزفر بضيق ...هو ده الحنان ال هتعوضولى يا هانم .
كان مالى ومال الجواز انا .
مفيش احسن من السنجلة ، السنجلة جنتلة.
ثم حدث نفسه...وانا هقعد اعمل ايه كده .
لما انام انا كمان .
واستلقى على الفراش بالفعل بجانبهم واغمض عينيه .
وبدء يذهب فى نوم عميق ، فصرخ الرضيع .
فقام وزفر بضيق .
..وبعدين بقه فى الليلة دى ، مش هعرف انام كمان وعندى شغل الصبح ..

استيقظت اميرة على صوت الرضيع وايضا صوت علاء لتقول بغضب .. ..اعملك ايه يعنى .؟
.ده لسه صغنن ومش هيظبط نومه دلوقتى خالص .
ولو مش عجبك النوم معانا .
روح لو عايز تنام برحتك فى الاوضة التانية .
علاء بضيق ...ماشى يا اميرة ، سيبهالك انتى وابنك .
بس متنسيش تصحينى بدرى عشان الشغل .
اميرة ...ماشى ، ان شاء الله.
ثم ذهب لينام فى الغرفة الأخرى .
وسخرت اميرة مع الرضيع طوال الليل ، حتى نام ، فنامت بجانبه بدون شعور .
وتناست معاد شغل علاء .
حتى استيقظ علاء ونظر فى ساعته ، فوجدها العاشرة صباحا .
فقال بانفعال ...انا اتأخرت كده .
والهانم مصحتنيش زى مقولتلها ليه ؟
ثم ذهب مسرعا إلى الغرفة فوجدها نائمة .
ففتح خزينة الملابس ليرتدى ملابسه سريعا ، ويذهب للعمل ولكنه لم يجد شىء مناسبا وجاهز للارتداء .
فهى لم تكوى له ملابسه منذ فترة بسبب انشغالها بالرضيع .

علاء بغضب ...يادى اليوم اللى مش فايت ده .

يعنى متأخر وكمان مفيش هدوم مكوية..
كان مستنينى الغلب ده فين بس !
ثم حاول أن يكوى اى شىء على السريع من ملابسه .
ثم انطلق إلى عمله مسرعا ولكن الغضب يملىء وجهه.

وعند اقتراب انتهاء عمله والعودة للمنزل
أتصلت به اميرة ......علاء.....خير يا اميرة ؟
اميرة .....خير ان شاء الله ، بقولك هات معاك بامبرز ولبن ودوا للمغص وهات وهات وهات .

علاء بضيق .... كل ده يا اميرة .
اميرة ....وانا بطلب لنفسى ، ده لابنك والبيت .
علاء ...طيب ماشى .
ثم اغلق معها الخط قائلا بحزن .....ربنا يرحم الايام اللى كانت تتصل عشان بس تقلى وحشتنى ونفسى أشوفك
دلوقتى كل اتصالتها عشان الطلبات بس .

...وهنا نداء للزوجة....ايوه حقك تطلبى اللى انتى عايزاه بس مفيش مانع الطلبات تكون ممزوجة بعض الكلمات الحلوة .
.مش طلبات كده على طول ..باسلوب كده مهذب ورقيق...مثلا فى بداية المكالمة وحشتنى ..اتأخرت عليه ليه..وبعدين تقوله لو سمحت حبيبى ممكن وانت جى تجيب معاك كذا وكذا مع دعوتين حلوين كده ربنا يخليك لينا ويوسع رزقك .
عشان يجيب وهو مبسوط مش متعصب زى علاء .
.................
مرت الايام والشهور والفجوة بين علاء وأميرة تتسع شيئا فشيئا.
وكل اهتمام اميرة منحط على الصغير زياد واهملت فى نفسها وزوجها .
وبدء علاء ينفر منها ويغير من اهتمامها الزائد بالطفل وتركه هو .

وظهرت غيرته تلك بالعصبية دائما وبالانتقاد دائما
اميرة فى منظرها او نضافة البيت او الاكل او حتى علاقاتهم الشخصية .

اميرة .... مكنتش قادرة تواجه عصبيته ونقده اللازع ده غير بالبكاء او الشكوى لوالدتها او صديقتها .

وكانت لديها صديقة على قدر من التدين فكانت ديما تنصحها بالخير..
فاتصلت بها اميرة شاكية بقولها ....
....مش عارفة يا مروة ، علاء اتغير اوى ومبقتش عارفة أرضيه ازاى؟
..على طول عصبى ومش عاجبه حاجة .
.وانا زهقت ومليت وبفكر كتير اسبله البيت وامشى.

مروة ........لا اوعى تسيبى بيتك وحولى تقربى منه شوية .
وتراضيه عشان يقلل من عصبيته واهتمى بنفسك شوية وحولى تغيرى من نفسك وشغلى القران ديما واستغفرى الله لما تلاقيه متعصب ومترديش عليه وهتلاقيه هو شوية وجى يعتذرلك صدقينى الاستغفار ده سحر .
اميرة ...ياريت والله يا مروة .
هحاول عشان فعلا انا تعبت نفسيا من عصبيته .
يمكن يرجع علاء اللى بحبه .
مروة ...معلش اكيد ضغط العمل ، وانتى كمان وزياد الصغير لكن لازم يكون ليكى اهتمام بيه عشان يحس انك فعلا بتحبيه وعايزاه .
اميرة ...اكيد طبعا بحبه ،وهعمل كل اللى قولتى عليه .
سلام يا قمر .

ثم أغلقت اميرة مع مروة الخط ....وحولت تنيم الولد ودخلت اخدت شاور ولبست واتشيكت مع ميكب خفيف وحضرت العشا وهى شغاله فى ذكر الله مفرقش لسانها.

عاد علاء لشقته ....وتعجب عندما وجدها مترتبة ورائحتها عطرة .
وايضا شم رائحة أكله حلوة..
ثم وج اميرة تستقبله بابتسامة .

فلم يصدق نفسه ....واثنى عليها بكلمتين حلوين مرددا ... ..ايه الجمال ده .!
كان مستخبى فين بس؟

.وأخدها فى حضنه وقال وحشتينى ...اوووى
.اميرة ...بخجل ودلع...وانت كمان وحشتنى ...
ثم تابعت بقولها ...
يلا غير هدومك بسرعة الا جعانة جدا ..وعملالك أكله بتحبها اوى .

علاء بسعادة.....حاضر ثوانى يا قمرى هكون معاكى.

..شكرت اميرة فى نفسها صديقتها على النصيحة الحلوة..اللى فعلا جابت نتيجة وعلاء متعصبش وكان معاها رقيق وحنين أوى ..

وكله بفضل الله وذكره لان بيبعد الشيطان عن البيت .
..................
..حاولت اميرة بعد ذلك بشتى الطرق ان تستعيد زوجها لها من جديد ..
لتعود علاقتهم إلى ما كانت عليه .
ولكن هناك شىء بينهما مازال يحتاج إلى ترميم .
وخصوصا أن علاء كان مازال بعيد عن الله ..لا يخلو لسانه دوما من القيل والقال عن خلق الله ..واحيانا يسهو عن بعض الصلوات...ولا يحب صلاة المسجد.
.بجانب انه يشاهد المسلسلات ...وما بها من نساء كاسيات عاريات ..

فدخل...الشيطان بينهم من جديد ...وزاد علاء فى عصبيته ودائما يجرح اميرة وينتقدها.
.وتبات المسكينة والدموع تملىء عينينها .

ومع الوقت شعرت انها تذبل ووجهها ضاع منه ابتسامتها الجميلة...وشعرت ان الحب بدء يقل فى قلبها .
لان كتر العتاب .والمشاكل والانتقاد..اثر على قوة العلاقة بينهم .

...أشتكت اميرة ..لوالدتها من جديد من سوء معاملة علاء لها ..
الام بغضب .....شكل جوزك يا اميرة شيفله شوفة بره .

اميرة...معقولة ده!
..بس انا مقصرتش معاه فى حاجة .

الام.......قصرتى ولا مقصرتيش هما كده الرجالة ديما عنيهم زايغة.
ولو قدتيله صوابعك العشرة شمع .

اميرة.بحزن ....والعمل دلوقتى يا ماما .

الام.....مفيش غير انك تربطيه بالعيال .
..وخلصى على فلوسه أول بأول ..مش هيقدر فى يوم يجوز عليكى.
.اسمعى كلامى تكسبى يا بنتى .

اميرة..بس لسه زياد صغير ده يدوبك سنتين ..

الام...حلو كده اوى .
.يلا هاتى نونو كمان وان شاءالله تكون بنوتة.
...البنت حبيبة امها ..تنسيكى همه وقرفه. ..وعلى الله يتعدل .

.اميرة ....يارب يا ماما .

تمر...الايام..وفعلا تحمل اميرة ...وعلاء مكنش مرحب بالحمل .
انا مصدقت الولد كبر شوية ...وبطل زن طول الليل ..والبامبرز. لسه تانى حمل وتعب وسهر ومصاريف ...

اميرة ......ايه انت عايزه يكون وحيد ولاوايه ؟
.لازم يجيله اخ ولا اخت يلعبوا معاه ويسلوه ..

علاء......طيب .طيب..بس تعملى حسابك.
..دى اخر مرة ..عشان نقدر نربيهم تربية كويسة ونعلمهم تعليم كويس .

سامية..فى نفسها...المهم يتربوا فى بيئه نفسية كويسة مش كلها مشاكل وصوت عالى وبكاء من الام ..ربنا يهديك يارب .
.............
لتمر أيضا مرحلة الحمل بسلام

....ولدت اميرة ...وربنا رزقها بنوتة حلوة سمتها زينة.

والمرة دى مرحتش لمماتها .وروحت على بيت جوزها.
.عشان تتغاضى عن المشاكل ولعله يرضى عليها .
..............
ولكن تبقى المشكلة الحقيقية المؤلمة هى تضارب حياة علاء المختلفة داخل البيت وخارجه .
.حيث تجد ان علاء خارج البيت كيوت وهادى ودمه خفيف.والكل بيحبه.
..بس يدخل البيت من هنا ويتقلب ١٨٠ درجة ..تعلو وشه التكشيرة..مفيش كلام...يتعصب لاتفه الاسباب .

وخصوصا لو طلبت منه اميرة الخروج وقالت ..... انا زهقانة وعايزة أخرج .
نعم يستجيب لطلبها ، ولكن تبقى العصبية شعاره الوحيد .

....فتكون النزهة عبارة عن نكد من اول الخروج من البيت إلى الرجوع له مرة أخرى
.ولا يتحمل ابنه يسقط أرضا عندما يركض ولا يتكلم ...أو تبكى ابنته .
..........
..وهكذا كانت حياتهم للأسف .
..اجتهدت اميرة كتير عشان تغيره ..مره بالحب ومرة بالغضب ..والتهديد.ان تترك البيت .
ولكن لا فائدة
.مما جعلها تتركه لنفسه ..وتهتم هى بالبيت والاولاد .
.وكانها امام امر واقع. .لازم تستحمل عشان تعيش ..وعشان خاطر الاولاد ..

....وحولت تلهى نفسها وتنشغل بعالم النت ..والفيس وكونت اصحاب لا بئس بهم ودخلت فى مجموعات وتعرفت على كثير من البنات .
وعاشت حياة أقرب منها الى الخيال متناسية .الحياة الواقعية ..وكأنها وجدت عالم جديد ينسيها مر الحياة ...
.................
وهكذا ظلت الحياة بينهم فى تنافر حتى
كبروا الاولاد ..ودخلوا المدرسة...وازداد الضغط على الاب والام .

الاب...عشان يقدر يتحمل مصاريف المدارس وتعبها بدء يشتغل أكتر .

الام.....مشاكل الولاد .والدراسة .ومجهود اعمال البيت ..ده خلاها .مبقاش عندها طاقة تستحمل اهانة زوجها.
.وعصبيته زى الاول وكأن الطاقة اللى كانت بتستحمله بيها خلصت. .
وللاسف بدئت اميرة تنهار فى كل مشكلة تقابلها مع علاء .
مما أثر ذلك على حياة أطفالهم .

وزياد وزينة....كل يوم والتانى..شايفين الاب والام ..بيتعاركوا
. والاب صوته عالى ويتوعد الام...بل واكثر.
أنه بدء يستخدم معها العنف فيضربها .
..فتصرخ اميرة ويصرخ معها اطفالها ...

كم يفزعنى صراخ الاطفال ..عندما يضرب الرجل زوجته ....
اى رجولة هذه.....ان تضرب امراة ضعيفة ليس لها حيلة .
..فكان الرسول صل الله عليه وسلم حنونا وعطوفا بزوجاته ولم يمد يده على أمراة قط ولا اهانها ابدا...وكان يلاطفهم ويلاعبهم ...

وسهر..مرة ليلتقط حبات العقد ..الذى تسلسلت حباته من عائشة لاجل لا تحزن ..وكان يمازحها دوما فتضحك .

فشتان بين ما يترك زوجته تنام كل ليلة والدموع تتساقط من عينيها وشتان ما بين يترك قبله وكلمة حلوة ..وسعادة
............
هذه الأجواء للأسف يعيشها كثيرا من البيوت المصرية
ولكن الأبناء هم الضحية فى النهاية .
لذا ستتعرض تلك الأسرة إلى أمرا شائك جدا بسبب إهمال الاب والام وسوء العلاقة بينهم .
فهل سيفيقوا حينما يروا بأم أعينهم أن أولادهم على شفا الضياع .
تعالوا نتعرف على ما فعلت زينة وفعل زياد فى الحلقة القادمة .
من وراء غفلة الاب والام وكيف كانت النجاة من تلك المصيبة الكبرى ؟
فكونوا بالقرب احبتى .
.......
ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي