الفصل السادس

في اليوم التالي الصباح كان الجميع جالسون في الحديقة ويتناولون في الإفطار على طبيعة الأزهار الموجودة هنا والهواء المنعش، وكان صوت جومانه يرتفع احتجاجعلى زفاف روبي الذي فاتها كان الجميع يتحدث عن الحفل الجميل واللطيف وعن جمال روبي وجايس مع بعضهم ، كم أن الزفاف كان رقيق مثل العروس وكم ان غريتل بكت وهي ترى صغيرتها عروس جميلة و خلابة، كان ببساطة زواج أسطوري حينها دخل وليام عليهم وجدهم في هذه الجلسة الحميمة ، منظر يبهج القلوب ويسعدها وعند دخوله قامت بريندا مباشرة متحججة بالذهاب إلى صديقتها قبل عودتها لمنزلها وغريتل طلبت منها أن تأخذها معها اما جومانه قالت أنها سوف تذهب لتبارك لعائلة روبي وسام أخذت باري معها وتفرزع ذاك الجمع الغفير ولم يبقى سوى شبح وليام الواقف بيأس وحزن لا يعلم ما تغير وما هذه اللعنة التي حلت عليهم تنهد بيأس وذهب بائس في سبيل حاله يبحث عن سينتيا التي كانت تتحدث بالهاتف وعند دخوله ارتبكت وشعرت بالتوتر الشديد عندما سألها توترت أكثر وأخبرته أنها تشعر بوعكة بسيطة لا أكثر وعندما سألها مع من تتحدث أخبرته أنها صديقة قديمة لا أكثر ثم أخذته إلى الخارج وكانت تنظر ورائها.
في ذلك اليوم جاء أحد أصدقاء وليام القدامى والذي كان مسافر الى ايطاليا منذ سنين وكانت قد انقطعت أخباره جلس معه يتحاور ويستأنسوا ببعض ومعهم بعض الأصدقاء وكانت سينتيا قد خرجت إلى مكان لا يعلم مكانه تحدثوا كثيرا وحينها دخلت سينتيا وقد كانت لا تراهم ولكن هم يرونها والذي صدم وليام هو هول صديقه الغائب عند رؤية سينتيا وقد قال بصدمة متفاجئ "   الأفعى ايفردين؟ مالذي أتى بها إلى هنا ؟
فسأله وليام من هي هذه ؟
فأشار له صديقه نحو سينتيا، فسأل وليام من أين يعرفها  فقال  " من لا يعرف سينتيا ايفردين حفيدة السيناتور جراهام ايفردين والمشهورة بصائدة الثروات امرأة مثل  الأفعى  تلتف حول فريستها وتنقض عليها، ثم سأل وليام من أين أتى بهذا الحديث فأخبره أنها دمرت حياة إبن خاله وفرقت العائلة ولم تترك له قرش واحد وعندما سأل من أين يعرفها وليام أخبره وليام أنها جارتهم وصديقة العائلة  فأخبره صديقه أن يحذر هو وباري منها لأنها لا تترك رجل ثري إلا وخدعته كبير كان ام صغير حتى جدها لم يسلم منها.
وليام لم يعرف ما يقول فقد أصابته صدمة كبيرة، هو كذب الجميع ولكن صديقه غائب وليس لها معها احتكاك قريب حتى يخدعه ورأى الصدمة على وجهه عندما رأها يا ترى هل هو حقا كما قالت جومانه أصبح أعمى ولا يرى ؟؟
لكن هو لم يرى منها شئ سئ ؟
لكن سوء الفهم الذي حدث بينه وبين صديقة عمره روبي هي سببه ؟
لكن ما حدث معه وروبي غلطته وحده هو من فرط فيها وبعلاقتهم  أوليس هو من فعل هذا.
لكن من هذه اللحظة بدأت بوابة الشك فتح أبوابها بعقل وليام وبدأ يربط الأحداث ويفكر و يرى م سيفعل.

   الطبيب كان يعالج يد باري ولا يعلم أن ما كسر حقا هو قلبه وليس يده، ألهذه الدرجة أصبح ابنه متوحش ، كانت جومانه تنظر لعين خالها الخالية من التعابير و أخواته لم يتحملن فحملت كل واحدة نفسها واتت ركضا لشقيقها، اما روبي بمجرد أن سمعت هذا الخبر جن جنونها وذهبت إلى وليام وعشيقته الحقيرة وأخذت جومانة معها وعندما اكتسحت الجناح من دون استإذن صدم الإثنين وذهبت مباشرة نحو سينتيا وصفعتها وضربتها ببطنها وقالت " هذا البطن خالي من اي شئ وانا ممرضة وأعلم هذا جيدا يا حقيرة، ثم ذهبت نحو وليام وقالت " انت لا تستحق حتى أن امد يدي عليك لانك جبان والشجعان فقط من يستحقون الضرب ولكن اقسم لك سوف اسجنك يا لعين وسوف أثبت للمحكمة أنك اعتديت على والدك حتى كسرت يده وسأحرص على ألا ترث قرشا واحدا يا قمامة الرجال . وقبل أن تخرج دخلت بيري وهي غاضبة وصفعته صفعة مدوية و قالت "شقيقي مات، براين دي وايت ليس لديه إبن منذ اللحظة التي مددت فيها يدك عليه يا حقير، ثم ذهبن وتركوه يتخبط هل جن جنونه ليدفع والده كيف فعل هذا  حتى لو كانت لحظة غضب ما كان عليه فعل هذا كيف تجرأ وفعلها لم يتحمل وبكى بكل ما لديه وأخذ نفسه وذهب إلى باري الذي كان ينظر في الفراغ من دون أي شعور أو إحساس فقد جرحت روحه بخنجر من يد أكثر شخص يحبه في كل هذا الكون عندما امسك وليام يده وهو يقبلها ويترجاه كي يغفر له سحب يده مصدوما كأنه سوف يقوم بقتله هنا علم وليام أنه فقد مكانته للأبد عند والده فقد الأمان عند والده وأصبح لا يأتمنه على حياته وهو رجل عجوز كبير في السن وليس لديه سوى شعور الأمان وسط أسرته ولكن هو سلبه منه إن كان ابنك يمد يده عليك كيف تأمن الآخرين إذن؟
وقتها جائت بريندا داخلة وحاولت أن تتمالك أعصابها و هي تقول " أخرج من هنا فورا و أترك اخي في حاله انا لا اريد ان تنتكس حالته النفسية  أخرج فورا.
حاول التحدث لكنه لم يستطيع فهو قد رأى حالة والده عند رؤيته  مالذي قام بفعله إلى أين وصل به الحال ، حقا سينتيا وجودها لعنة فمنذ دخولها حياتهم وضاع كل الحب والأمان الأسري الذي كان بينهم . اما هي خافت فقط من كلمة لن ترث شئ وام تخف من اي شئ اخر أبعد كل هذا التعب تخرج هكذا من دون غنيمة  لن تكون سينتيا إن خرجت خاوية هكذا و سوف تأخذ معها وليام لأنها تشعر بأنه ملكها عكس كل الرجال الذين نهبتهم شعرت فقط بانه لها وحدها هي ولا تقبل شراكة فيه حتى من أسرته لن تنكر أنها أحبته وعشقته ولن تتركه لغيرها مهما كلفها الثمن.

عندما قابل وليام أصدقائه طلب من روبرت أن يتحدث مع سينتيا ويكون هو مختبئا بمكان يسمع فيه كل الحديث حتى يعلم ما هي الحقيقة فقد تعب كثيرا من كل ما يحدث وقد خرب كل شئ جميل كان في حياتهم وحتى إن كانت بريئة سوف يتركها لانه لم يعد يحتمل وهو أيضا لا يحبها ولن يكذب على نفسه أكثر ولكن ما حدث للان يكفي.    
    اتفق وليام مع أصدقائه وعماته والجميع على هذه المسرحية و وافقت عماته بعد عناء لأنهم كانوا غاضبين جدا والمفروض انه لا يحتاج إلى دليل كي يقف مع عائلته ودائما العائلة تأتي بالمقدمة ولكن بعد إصرار من جومانه وبيري وافقن حتى يثبتن إلى وليام أنه مخطئ وهما لن تغفرا له أبدا 

  أما ذلك الحزين فقد تذكر انه ذات مرة قبل أكثر من خمس عشرة عام قام بإنشاء مكان أسماه بريسانث غريباري بالقرب من  نهر سانت لورانس في كيبك تذكر أن ذلك مكان جميل ومريح للأعصاب وسيعزل نفسه فيه بعيدا عن كل هذه الضوضاء ابنه يريده أن يموت لذا سوف يعامله كأنه ميت لم يأخذ معه شئ سوى ذكرياته مع حبيبته انا و ذكريات طفولته مع أخواته ثم خرج من دون أن يخبر أحد إلى أين هي وجهته خرج حزين القلب مكسورا حتى أنه لم يسمع صوت روبي التي تناديه عندما رأته يقود سيارته البورش ولا تعلم إلى أين يذهب كان سارحا شارد البال لا يلحظ سوى طريق الهروب من هذا المكان الذي بات عبارة عن جرعة ألم بالرغم من أنه كان أكثر مكان يحبه في الكون.
كانت هذه آخر مرة تراه فيها روبي وظنت أنه ذاهب لمكان قريب وسيعود لذا لم تخبر أحد بما رأت ظانة انهم يعلمون أن باري خرج.

  أما هناك كان الجميع موجودين عدا وليام الذي أخبرهم أنه ذاهب للقاء صديقه وهذا كان أمام سينتيا التي ظنته خرج بالفعل وهنا جاء روبرت وجايكوب كأنهم جاؤ صدفة وصديقهم ليس هنا وعندما رأت سينتيا جايكوب وروبرت كاد عقلها أن يطير فهي تعلم هويتهم جدا خصوصا جايك الذي رمته مثل كلاب الشوارع وذهبت، هنا قال بكل كره وقهر " مالذي جاء بك هنا أيتها العاهرة حاولت سينتيا الذهاب لكنه لم يترك لها مجال للهرب فقالت مرتبكة " أتركني من أنت انا لا اعرفك نظر لها بكل حقد وقال "بل تعرفين من جيدا أيتها السارقة الأفعى  لن تنفدي هذه المرة صدقيني حينها بدأت الفتيات بالحديث و إشعال النار أكثر وعندما طفح الكيل بسينتيا من كل هذا الهجوم قالت لهم جميعا " وكيف سوف يصدقكم وليام أخبروني، هو لا يرى أحد سواي أعلنوا هذا في كل الصحف ولن يصدقكم، فقالت روبي " ومن أين اتيتي بهذه الثقة، قالت ضاحكة " انت بالذات تعلمين كيف، ألم تشربي من هذا الكأس، قالت روبي " وهل تظنين أن كل مرة سوف تنجحين؟
قالت بضحك " نجحت عندما جعلته يرمي ذلك العجوز أرضا حتى كسرت يده، مسكين باري، هنا لم تتحمل بيري وحاولت أن تهجم عليها ولكن يد روبرت امسكتها وقال " لا تنزلي من مستواك إلى مستوى العاهرات ، وبدأت سينتيا تعلو بصوتها وتتواقح مع الجميع ظانة أنها سوف تقهرهم وقالت " وهل تعلمين أمرا آخر لم أكن حامل لكن رشوت الطبيب وأيضا سوف استولى على هذه الثروة ومعها حبيبي وليام فأنا قررت أنه من ممتلكاتي الخاصة وانا احبه جدا ولن اتنازل عنه أبدا وهنا جاء وليام فظنت أنه قادم من بعيد فمثلت أنها مظلومة وبدأت بالبكاء وهي تقول أن أصدقائه واهله يضايقونها ألا يكفي أنها فقدت طفلها، هنا لم يتحمل وليام وقام بصفعها صفعة مدوية كادت أن تكسر لها عنقها، وقال اخرسي لقد سمعت كل شئ أيتها الفاسقة، لم تصدق سينتيا هول الصدمة، هل نصبوا لها فخ هؤلاء الحقيرون، هي سينتيا ايفردين من يظنون انفسهم، لكن الآن ستحاول أن تنقذ الموقف ولكن كلمات وليام كانت واضحة أنه يريدها أن تذهب ليس من المنزل فقط بل من المدينة أكملها وإلا سوف يحرص على أن تكون نهايتها على يده وصرخ بوجهها حتى خافت بشدة وركضت تلملم شتاتها، لو لم تحبه لما سمحت له بفعل ذلك وقبل أن تخرج قررت الانتقام منهم جميعا فطلبت من أحد الخدم الذين رشتهم أن يفك مكابح سيارة روبي ولكن بالخطأ فعل ذلك بسيارتها هي لأنه لا يعلم أي السيارات هي الصحيحة ولانه رأى روبي قريبة من السيارة الحمراء ظن أنها لها لذا قام بفك مكابحها بغباء وذهب.

   سينتيا ركبت سيارتها غاضبة لا تعلم أنها ذاهبة للتهلكة بقدميها، كان قلبها مكسور هي بالفعل وقعت في حب وليام وتحبه جدا ولن تبتعد ستعود وتنتزعه منهم حتى لو بالقوة، رأت روبي الخادم يفعل شئ و عند رؤيتها ارتبك وخاف ولكن عندما هددته أخبرها بفعلته وأشار على سيارة سينتيا وهنا رأت روبي سينتيا تصعد في سيارتها، فركضت بكل قوتها تلحقها و كانت تصرخ بكل قوتها ولكن تلك لم تستمع لها وكنت أنها تحاول إيقافها لتذلها أكثر فأدارت المحرك وانطلقت بسرعة وهنا ركضت روبي نحو سيارتها لاحقة سينتيا تحاول إنقاذها وعند ما رأها وليام أخبرته وهي تركب السيارة بما جرى، فصعد معها وأدارت السيارة لاحقة تلك المجنونة مع أنها علمت أن الفخ نصب لها هي إلا انها لم تتردد ثانية في محاولة إنقاذ سينتيا، كانت تصرخ بأعلى صوتها لسينتيا التي تحاول زيادة السرعة أكثر حتى لا يلحقوا بها وكلما سمعت صفارة السيارة زادت سرعتها حاولت روبي اللحاق بها بأقصى سرعة لها حتى لا تموت تلك ولكن لا حياة لمن تنادي حينها طفح الكيل بسينتيا وكانت تريد أن توقف السيارة ولكن مهلا لا تتوقف  ماذا هل الخادم الغبي يمكن أن يكون قد أخطأ في السيارة؟
حاولت مرارا ولكن من دون أي جدوى، الخوف من الهلاك بدأ يتصاعد إلى قلبها، هل ستكون هي الأرنب الذي نصب فخ للسلحفاة ثم وقع فيه، بدأت تتوتر أكثر وأصابتها هستريا من الخوف الشديد، مستحيل أن تكون نهايتها هكذا، هي سينتيا ايفردين لن تكون ضحية أفعالها، وعندما كان وليام وروبي يحاولون أن يجعلوها تنصت لهم و تحاول القفز ، هي كانت بعالم آخر، كانت تغوص في دوامة لعناتها منذ أن ولدت وكيف كانت تعامل بجفاء من الجميع لأنها يتيمة، تذكرت كل معاناتها التي مرت بها وسمعت أصوات كل من ظلمت وهو يقول لها " ستندمين،  ستندمين حتى بدأت بالصراخ من الأصوات التي برأسها وكانت قد فقدت التركيز في الطريق بسبب هلوستها حتى دخلت في منحدر واصطدمت بصخرة كبرى وبعدها فقط سمع دوي الانفجار الذي أحرق السيارة وأحرق سينتيا معها

   كان هذا أسوأ مشهد مر على كل حياتي روبي التي تأثرت كثيرا وبدأت في البكاء حتى اغمي عليها، حزنت على سينتيا بالرغم من ظلمها لها وتعديها على الآخرين وعلى أمنهم إلا أنه لا يوجد شخص يستحق أن يموت ببشاعة هكذا

وليام كان مصدوما تماما ومشاعره متجمدة، لا يعلم هل تستحق هذا ام لا، فهي قد وقعت في شر أعمالها ولكن مسكينة لا يمكن أن تموت هكذا ميتة بشعة،لم يعرف كيف يخرج كل هذا الذي بقلبه ولكن صمت كل شئ داخله و لم يعرف ما يفعل بعد هول هذه الصدمة التي حدثت أمام عيناه هو وروبي، على الأقل روبي بكت و أخرجت ما بقلبها ولكن هو فقط يشعر بألم يعتصر صدره وطعنة بقلبه وتصنم لسانه عن قول اي شئ.

بعد مرور عدة أيام من هذه الحادثة البشعة كان الجميع يظن أن باري بالمزرعة الخاصة به يرتاح من الجو الثقيل في هذا المنزل، لكن ما صدمهم هو اتصال ليوناردوصديقه يخبرهم أنه اشتاق للعجوز باري ولكن منذ آخر زيارة له للمزرعة لم يعد، وهذا جعلهم يتوترون ويخافوا أين هو باري أين اختفى ولما لم يظهر بعد  ، بدأ القلق يدب في نفوس الجميع، حتى بريندا لم تتمالك نفسها وبلغت الشرطة التي بدأت في البحث عنه حتى في الوديان والمنحدرات والمستشفيات ولكن من دون خبر، أسبوع لم يظهر اي خبر  كان هذا دلو آخر أضيف إلى بركة الاحزان التي هم في قاعها الآن.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي