الفصل الرابع

هل جربت الغرق يوما
ذلك الشعور بأنك على حافة الحياة .
ذلك شعوري الان
لؤلؤة السماء

بتمهل وببطء شاهدها وهي تسير لتتخذ الكرسي المجاور له مقعدا .. مدققا بكل تفاصيلها الجميلة .منجذبا لها ككل من راها .. استكانت بمقعدها بهدوء جالسة لتفاجأه وهي تمد له يدها بمصافحة وهي تعرفه عن نفسها .. قائلة
-بوسي، بوسي النجار
فتح فمه انذهالا من كل ما فيها .. فبات شكله كالأحمق الذي يرى لأول مرة فتاه جميلة .. ولكنها لم تكن جميلة فقط بل باهرة الجمال ..

شعرها الاشقر اللامع .. عيناها الخضراء ..بشرتها البيضاء الصافية ..
وجسدها المرسوم بعناية لفتاه بمثل عمره وعمرها .. مواصفات مذهلة تجعلها وكأنها ملكة من ملكات الجمال ..
ابتلع رقيه ..وتوتره جعله يتصبب عرقا ..
فمد لها يده بسرعة وكأنه غير مصدق ان تلك الباربي قد جلست جواره وتكلمه ..

لامست كفه كفها .. ليرتعش جسده المراهق بموجات من الدغدغة اللذيذة ..
يرد عليها بتلعثم غبي ..

-سفيان حافظ ، رئيس الفصل وكابتن فريق كره السلة ..
رمته بابتسامة اسقطت قلبه بفخ الاعجاب ..ليبتسم هو الاخر كالأبله

ظل طوال الدرس يتلصص بعينيه عليها .. كيف تلاعب القلم ومن ثم تضعه جوار دفترها ..كيف تجلس تلك الجلسة الرائعة حيث تفرد ظهرها باستقامة بدون اي انحاء ..واضعة ساقا فوق ساق شابكه كفيها فوق بعض على ساقيها ..
فغدت كأنها في جلسة تموضع للتصوير الاحترافي ..
من اين هبطت عليه تلك الباربي من اين ؟؟

انتهى الدرس وهو لم يسمع حرفا مما ذكر فيه .. كل اهتمامه كان منصبا على التي تجاوره ..
ما بال قلبه يخفق بقوة ..
ما بال انفاسه المتوترة
لما اصابه حضورها بذلك القلق .. فبات جسده مستنفرا ، كمن يستعد لصد هجمات ستباغته ..
وكانه يخشى الاصابة .. وكانه عديم المناعة ..
وكأنها عدوى ستصيبه بالضرر
شاهدها تنهض لينتفض جسده بنهوض ملاحق لها ..
حملت دفترها وقلمها وسارت تتبختر امامه ليتبعها ...
شيء مجهول يثير التمرد فيه ..جعله غير واعي لتصرفاته.
كانت قد غابت عن ناظريه عندما دخلت كافتيريا المدرسة ..فبدأ يبحث عنها حتى وجدها تجلس على الطاولة وامامها وجبه طعامها .. ترافقها فتاه اخرى يعرفها هو فهي في شعبة اخته ، تحدثها وتمازحها ..والاخرى تضحك وعيناها تلمع ..
فيبسم تلقائيا لبسمتها. ..
وبعد برهه كانت قد تركتها الفتاة بمفردها ليلحق هو بالفتاة مسرعا ..مستوقفا اياها قائلا
-لو سمحت من تلك الفتاه التي كنت تجلسين معها ؟
ارجعت بصرها للخلف تنظر لمن يشير لتجيبه
-انت تقصد بوسي؟
هز رأسه بنعم
لتكمل
-الا تعرفها ..انها ابنه عائلة كريم عامر النجار ... والدها مساهم مهم بهذه المؤسسة ..الم تقرأ اسم النجار محفورا ضمن اسماء المالكين ..
ذلك هو والدها ..
ووالدتها كذلك شخصية مهمة ..قضت حياتها تسافر من دولة لأخرى.. وهي كانت ترافقها ..يقال انها قد نالت تدريسا خاصا ، فأنهت مرحلة الابتدائية نصفها بفرنسا والنصف الاخر بأمريكا ..
لذلك هي تجيد التكلم باللغتين الفرنسية والانجليزية ..
وذلك لأن عائلتها كانت مهتمة بدراستها جدا كونها الابنة الوحيدة لهم ووريثة اموالهم الكثيرة .. لذلك كانت تختار لها الافضل ولكن
مع افتتاح هذه الاكاديمية قرروا الاستقرار هنا السنوات القادمة ..
حتى تلاقي التعليم الامثل لها ..

وهذا كل ما اعرفه عنها ..

كان يستمع لما تخبره تلك الفتاه عنها وهو يهز رأسه متفهما ..
فاذا هذه حياتها .. وحيدة متنقله بين البلدان ..

(.بوسي النجار ..اهلا بك في اكاديميتنا ..)
قالها وعيونه ترنو اتجاه جلستها .. حسنا لقد اثارت تلك الفتاه فضول المراهق داخله .. اعجبه شكلها ورقتها .. وكل ما فيها ..
فهل ستكون هي الاولى لقلبه الفتي يا ترى ؟؟ ..
قلبه الذي يفتح ذراعيه مستقبلا الحياة بكل طاقته ..
ابتسم على اثر ذلك الخاطر .. فهو منتظر جدا ان يخفق قلبه .. نعم هو بالخامسة عشر من العمر ولكن كل من حوله اصبحوا ثنائيات ..
وبصفته كابتن الفريق ورئيس الفصل كل العيون تنظر اليه على انه قدوة ..
وعدم ارتباطه بفتاه هذا يقلل من نقاط شعبيته بهذا المكان ..
وهو لا يريد الارتباط لأجل الارتباط فقط
.
ليكون كاملا من وجهه نظرهم والا لكان ارتبط بأي فتاه اخرى موجودة .. .. ولكنه يشعر انه مستعد لذلك .. مستعد للحب الاول كما يسمونه ..
لتلك المشاعر التي تتوافر حوله وبكثرة ..
تذكر درس العلاقات الاجتماعية الذي يحضره ..
عندما تكلمت المعلمة عن الحب الاول وعن اهميته في تطور بناء القلب وتسلق درجات النضج العاطفي ..
قرر بان قلبه سيحب فتاه يراها مميزة ..
فالقلب كما اخبرتهم يمر بمراحل كثيرة حتى يكون قويا ويقدر ان يحدد من هو المثالي له ..
وطال بعدها. شرح بالدرس ..
حتى ان المعلمة قالت لهم انه من المهم ان يجدوا الحب ..

لذلك بات هذا الامر يشكل هاجسا ملحا له ..
غادر المقصف * وهو مبتسم قائلا
-اظن اني قد وجدت ضالتي
****
هل مرت ثلاث سنوات فعلا على وجودهم في العاصمة .. لا تصدق ذلك .. فالامرعندها يبدو كأنه طرفة عين .. وخصوصا انها
قد اندمجت كثيرا في اجواءها .. حتى انها باتت تتناسى المحافظة القديمة ..
فهي تبلي حسنا في دراستها ..دوما متفوقة .. الكل ينظر لها بعين الاحترام ..الاساتذة يعشقونها لأنها تبهرهم دوما بذكائها ..
حياتها مستقرة جدا

فوالدها اصبح معلما في احد المدراس الحكومية صباحا وفي المساء يدرس في احد معاهد التقوية ..تلك التي تعطي دروسا خصوصية ولكن بمعهد معتمد ..
حتى يستطيع ان يسد مصروفاتهم الكثيرة ..
تعترف بأن والدها ذكي جدا بخصوص هذا الامر .. فهو يقدر دوما على التخطيط الجيد ليكفي جميع متطلباتهم ..
فيتدبر بمصاريفهم فلا يشعرون بأي نقص ..
وخصوصا ان اكاديميتهم تطلب مبلغا ماليا كل بداية عام كبير نسبيا ..
ولكن بحالتها هي يكون مجرد مبلغ رمزي لكونها الاولى ..
مع ذلك فأنها تسدد من ما تكسبه قسم من قسط سفيان ..فهي لها دخل من المدرسة .. فبكل مسابقة تفوز بها هي يكون لها نصيب مادي .. فبمدرستها ولغرض زيادة التنافس بين الفرق يجعلون الجائزة صكا مالية ليضمنوا استمرارية قيام المسابقات وعدم اندثارها ..
وحتى سفيان فهو الاخر يأخذ صكا مشابها لما تأخذه هي لقاء كل فوز يفوزه فريقه ..

نعم ففي المدرسة يعلموهم ان التعليم مثمر وان الهوايات مربحة ..
ولا اثمن من المال كي يستقطبوهم به ..

ولذلك تقريبا معظم الطلاب مشتركون بالفعاليات المتواجدة .. سواء رياضيا او ادبيا او فنيا ..

وبالتأكيد مدرستهم تربح ايضا . فهي تأخذ الثمن مضاعفا .. جوائز والقاب تضاف لرصيدها الاكاديمي واموال تستفاد منها ..

اي انها تعطي ..ولكن تأخذ فوق ما اعطت مرات اكثر ..

اجتمعت مع والدها وتوأمها على العشاء .. وكالعادة تناقلوا فيما بينهم الاحاديث ..كل منهم يخبر الاخر عما حصل معه ..
سفيان يخبرهم عن تجهيزات فريقه .. وعن اوامر المدرب بتكثيف التدريبات حتى يفوزوا ببطولة المدارس الثانوية ..
وهي تقص عليهم .. اختيارها كضيفة شرف في نادي الكتاب .. بصفتها قائدة فريق النخبة للعلوم والرياضيات ..

ووالدها يحكي عن اصحابه وطلابه .. وما يصدفه من امور هناك مضحكة او جادة ..

جلسة لم يقطعوها يوما .. سواء كانت صباحا او مساءا .. فهي امر ضروري وحتمي حتى يشعروا بترابطهم وتماسكهم .. حتى لا يفقدوا تلك المتعة بالاحتواء ..

طاولة دائرية صغيرة عليها وجبة طعام بسيطة يلتفون حولها تساوي لديها كل كنوز الارض ..
والدها صخرتها القوية .. اخوها سندها الحامي ..
وهي بينهما آمنة ومطمئنة ..
توقن بأنهم مهما حصل سيكونون معها يدا بيد ..

وكما عودهم والدهم منذ صغرهم بان يحمل كل شخص صحنه معه ليغسله .. ولينظفه ويرجعه لمكانه ... وبالرغم من انها كبرت بالعمر نسبيا ..الا انها ما زالت جاهلة بأمور التنظيف والترتيب والتحضير للطعام .. ومعتمدة اعتماد كليا على والدها ..
الذي ما زال لغاية يومهم هذا هو من يسرح لها شعرها ..

ويمشطه لها .. ليضفره بطريقته المدهشة ..
التي لا تترك ولا شعره منه تفلت ..
فيجعلها تبدو رائعة ..
حتى ان في احد المرات اثنت عليها احدى المعلمات بكون شعرها مرتب جدا ..
وهذا ما عزز ثقتها بنفسها كثيرا وبمظهرها اكثر ..

ولكن ومنذ فترة بات عقلها يفكر بمنحى جديد كليا .. بوالدها .. ويشعر به .. رجل قضي حياته وافناها لأجلهم ..
يركض ليل نهار ليلاحقهم ..
حتى يصل الى افكارهم ..دون ان يلتفت لنفسه ولو قليلا ..
غادر مدينته القديمة في سبيل ان يصنع لهم مستقبلا زاهي ..
فهل هو مرتاح وراضي مثلما يقول ام انه يتظاهر بذلك فقط امامهم ..
ذلك الهاجس المريب يتصدر لعقلها فيجعله يصور لها ..الاف من القصص حول ذلك ..

فلقد توفت والدتها منذ سبع سنين ومع ذلك لم يفكر والدها بالارتباط مرة اخرى .. مع انه ما زال صغيرا فقد دخل عامه الرابع و الاربعين في التو ...
فهل هناك سيدة اخرى ستدخل حياته؟؟ ..
هل يفكر بالزواج مرة اخرى ؟؟
وكيف يقضي باقي أنُهُرٌه ولياليه ؟؟

حسنا هي تعترف انها بدأت تفكر بحاله والدها الذاتية والشخصية عقب ذلك الدرس الذي حضرته ويخص التاريخ .. وكان عن دراسة حياة احد الشخصيات الاجنبية .. الذي تخلت عنه حبيبته فتركت فجوة كبيرة بحياته ..لم يصلحها لا عمله ولا سفره .. بل الحب ..وايجاد حبيبة جديدة شغرت مكان حبيبته القديمة ..
ولقد اوضح لهم مدرس التأريخ تلك الحالة .. عند كلامه عن حياة ذلك المغامر ..
ان الرجل يجب ان تكون بحياته حبيبة حتى يستطيع ان يبدع ويثمر ..
ومن وقتها وهي تقارن حاله والدها بحاله تلك الشخصية التي درستها ..
فهل ظلموه هم بإبعاده عن بلدته ؟؟
ام هناك قرارات ستظهر لهم ؟؟
لذلك حسمت امرها .. ستساله وجها لوجه ..
اتجهت للمطبخ .. اشعلت غلاية الماء بكبسة كهرباء ..
واحضرت قدحا وضعت به مظروفا من النسكافية الجاهزة ..
صبت عليه الماء المغلي ..
وقلبت المحتويات فيه وخرجت..
اتجاهها كان غرفة الصالة التي يجلس بها والدها قليلا قبل ان ينام
.
دخلت عليه وهي تحمل القدح بين يديها .. مبتسمة ..
لتقول له
-لقد اعددت لك النسكافيه يا استاذي
ابتسم بحبور لها ..
وفتح ذراعيه هاتفا ببهجة
-اوه اوه ..انظروا لهذا .. فتاتي الصغيرة لقد كبرت ..وباتت تعد لي المشروبات الساخنة بيديها ..

احمرت وجنتاها من مديحه لها وظرافة الطريقة التي قالها بها جملته ..
لتتقدم باتجاهه تعطيه القدح وتجلس جواره ..
تحيط ذراعه بيديها .. متمرغة في دفء وجوده ..
اخذ رشفة من الكوب ليهمهم راضيا ..
ويكرر كلمات استحسانه عن اداء فعلها ..
وهي تضحك باستمتاع كبير ..
لتقول له بعد تردد كبير
-أبي لمَ لم تتزوج بعد وفاة امي ؟
نظر لها والدها بتدقيق محاولا فهم المغزى من سؤالها ذاك .. ليرد عليها بعد شهيق قوي وزفير أبطأ .
-لأني ما زلت احبها وبان مكانها لن يملأه غيرها .. وبأني مستكفي بما لدي .. فانت واخوك .. كل عالمي
اتسعت بسمتها الحالمة .. لما تسمعه من قوة عشق حقيقي ..
ولكنها رجعت لتسأله من جديد ..
-فاذا انت مستكفي بنا .. ماذا عن حاجاتك ورغباتك ..فوجود الحب يلهم العقل بالأفكار..
شرق حافظ بتلك الرشفة التي رشفها من القدح ..وغص بها .. كح بقوة محاولا ابعاد تأثير ما سمعه .. لتنهض من جواره راكضا لتجلب له الماء .. ناولته الماء ومعه بعض المناديل ليمسح بها يديه ووجهه ..
اخذها منها ووضعها على الطاولة ..

ورمق ابنته الصبية الصغيرة بنظرة مستغربة ..
كيف تفكر فتاه بمثل عمرها بتلك الطريقة .. ومن اين لها بالجرأة حتى تسأل عن تلك الامور .. التي تخص البالغين
بهدوء وتؤدة سألها
-عزيزتي سافي من اين لك بتلك المعلومات ؟ ومن اخبرك عن حاجتي ..
لتحكي له باستفاضة عن ما سمعت في درس ا لتأريخ .. وكيف قارنت بينهما ..
ازدرد ريقه ببطء .. ما هذا الذي يسمعه منها ..
كيف يشرح لهم مدرس ما عن الحب وتلك التفاهات الاخرى ويخبرهم انها ضرورية للأبداع هذا الامر غير مقبول لهم نهائيا ..
وسيقدم شكواه بخصوص هذا الامر في الاجتماع التالي لأولياء الامور
ولكن الان يجب عليه ..
ان يعيد عقل فتاته الى طريقه المستقيم ..

فأرخى لها جانبه وطلبها لأن تجلس قربه كما كانت عند دخولها للغرفة ..
ففعلت ذلك بطاعة وحب ..
قبل رأسها واحتضنها ..
يحكي لها بأسلوبه التدريسي ذي طابع الفهم والحزم ..
-اسمعي يا سفانا
. الحب امر مهم وجميل جدا .. ولكنه لا يحفز الفكر ليبدع ..
تلك القصة التي سمعتها لا تنطبق في عالمنا الشرقي ..
فالحب عندنا مختلف ..
فهو اعمق واحلى من ذلك بكثير ..
كاندماج قلبيين بنبضة واحدة .. وروحين بنفس واحد .. هو التوحد حد الكمال .. والتمازج في تناغم الالوان .. هو أيقونة مهداة من رب العباد ..
الحب يا صغيرتي قاموس بمختلف الحروف والمعان..
فمن يجده مثلما وجدته انا .. لا يستطيع ان يبدله ولو عاش طوال عمره فارغا ..

عيونها تتسع ببريق خاطف .. وقلبها يسجل كل كلمة ..وعقلها يرسم لوحة تمرده .. بانه لن يفكر بعشق الا اذا كان كحروف نطق والدها ..
أمات بفهم له فاستفاض بشرح مقصده لها

****
استعداد جديد وبداية يوم اخر .. حمل حقيبته المدرسية وخرج ينتظر شقيقته ..وقف امام المرآة يهندم حاله .. فهو في الآونة الاخيرة ازداد اهتمامه بمظهره ..رتب تصفيفة شعره الجديدة .. وعدل من وضع الساعة التي يرتديها .. بخ قليلا من العطر عليه ..
فاعجبه تقيمه لنفسه . فشكله مقبول وهندامه جيد ..
وهو يفعل ذلك للفت انظارها ..محاولا التقرب منها تلك الباربي اللامعة ..
وللأن الامور تسيير على ما يرام ..
فبوسي انخرطت بسرعة مع اجواء الفصل .. ونمت بينهما صداقة خفيفة ..بحكم انها تجلس جواره وتساله دوما عن امور الدراسة ..
وهذا ما خلق بينهما صله وجدها جميلة ..

تقدمت منه اخته تخبره انها مستعدة .. فنظر لها بابتسامة .. فبالرغم من انهم ملتزمين بزي معين .. الا ان اخته اختارت ما يناسبها ..
فتنورتها طويلة وقميصها عريض .. بينما بوسي اختارت التنورة القصيرة والقميص الضيق .. ظهرت الضيق على محياه من تذكره لطريقة ملابسها للزي ..
فهو يظن انها تتعمد ان تقصر بتنورتها وتضيقها لتبرز جسدها المتناسق ..فتتباهى بجمالها امام الكل ..

نحى الافكار من خاطره وخرج مع توأمته مستقلين حافلة المدرسة الخاصة لنقلهم اليها ..

وفي المدرسة راقبها كيف تتوسط مجموعة من الفتيات من مختلف المراحل الاصغر والاكبر منها .. وهي تتكلم معهن بحماس ..
فأعجبه منظرها وهي تبدو متقدة وذات طاقة كبيرة ....
فأيقن بقلبه انها المنشودة ..
وقرر ان يفاتحها بذلك .. ويخبرها عن أعجابه بها .. وبأنه يرغب ان تكون صديقته الخاصة كما يسمونها في مدرستهم ..

واثناء الدرس ... قاطعهم صوت المدير مناديا لهم بانه يحمل خبر مهما ..
وهو انه قد تم انشاء اول نادي للمشجعات خاص للمدرسة ..
لتعبر بوسي عن ابتهاجها بصرخة فرحة عذبه ..وهي ترفع وتخفض يدها بحركات ممتعة .. محركة رأسها يمينا ويسارا مرافقا لذلك ..
فيجذبه دلال شعرها المتراقص مع حركاتها
المربوط كذيل فرس ..
فيخفق قلبه المراهق بقوة كبيرة .. شعر انه يدوي برأسه من شدة ضرباته ..
لتستدار بغمرتها نحوه وهي تقول له بحماس ..
-لا اصدق يا سفيان واخيرا وافقوا على اقامة فريق للمشجعات وانا سأكون قائدة ..
سأبدأ من الان التخطيط للزي وللرقصات والحركات ..
.
تخيل بأنك ستلعب وانا سأشجعك مع فريقي ونحمس الجمهور ..

حماسها وولعها انتقل اليه ..
فابتسم لها مشجعا ومباركا .. فلم يفهم من كلامها سوى انها ستكون معه في المباريات وستشجعه ..وهذا ما يهم بالنسبة له .. فذلك سيقرب بينهم كثيرا ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي