ما صنع الهوى

لين`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-09ضع على الرف
  • 5.8K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

بدأت القصة في التاسع عشر من شهر تموز العام الماضي عندما قررت أن أغير مكان سكني لعل وعسى أستجيب واقعياً للعلاج الذي أتلقاه نفسياً ولتلك الأدوية التي تسهم في عودة ذاكرتي لي شيئاً فشيئاً استلمت مفتاح المنزل من صاحبه بعدما قام بتهنئتي انني عثرت على هذا المنزل في ظل الازدحام السكاني الشديد في هذه المدينة حيث انها مدينة مليئة بالازدحام مليئة بالضوضاء حركات الناس أطفالهم والعائلات ولا ننسى السياح الذين يقصدون هذه المدينة للتمتع بجمالها وقضاء عطلة مميزة .
_ تفضلي المفتاح يا آنسة نور منزل مبارك
_ بارك الله فيك يا عم صلاح لك جزيل الشكر
دخلت المنزل وانا سعيدة حياة جديدة في منزل جديد ومدينة مميزة كهذه اتصلت بصديقتي المقربة "رولا" تلك التي ساعدتني على الوقوف علي أقدامي مرة آخرى بعد ذلك الحادث اللعين الذي لا أذكر عنه شيئاً سوا اني فقدت ذاكرتي رجعياً كما فهمت من طبيبي المختص .
_ مرحبا رولا ، نعم قد أستلمت منزلي الجديد وهو في غاية الجمال والروعة لا يمكنني أن أصف لكِ مدى جمال هذا المكان، حسناً حسناً أراكي مساءً .
قبل أن تأتي "رولا " في تمام الساعة السابعة مساءً قرع جرس بابي هرولت لأرى من الطارق هل هم جيراني الجدد أم أنها رولا أتت باكراً
_ مرحبا
_ أهلاً وسهلاً
_  أعتذر عن طرقي الباب في هذا الوقت من المساء لكن هل لي أن أستأذنك بعود ثقاب ؟
_  *قلت باستغراب * : عود ثقاب ؟
_ نعم عود ثقاب لو سمحتي نحن نحتاجه سريعاً ولا يوجد لدينا وقت للذهاب وشراء علبة من أعواد الثقاب
_ حسناً أمنحني دقيقة فقط أرى إن كنت أمتلك عود ثقاب قريب من يداي لأنني اليوم انتقلت إلى منزلي الجديد هذا ولم أرتب بعد أغراضي وأمتعتي . 
_ منزلاً مباركاً يا آنسة حسناً أنا في انتظارك .
عدت أحمل في يدي علبة أعواد الثقاب كاملة أعطيتها للشاب وشكرني أغلقت بابي مستغربة ، عود ثقاب ولا يستطيع أن ينزل ليشتري واحد
رتبت بعض أمتعتي وأخذت قيلولي ريثما تأتي " رولا "
_  أهلاً رولا اشتقت لكِ تفضلي بالدخول
_ ياللجمال ماهذا المنزل الرائع مبارك يا نور
_ بارك الله فيكي حبيبتي
_ أمر رائع ومنزل جميل ومستقبلاً ستكونين جيراناً رائعين ورفاق أيضاً
_ نعم بالمناسبة  قبل أن تأتي بفترة طرق  علي الجار الباب وطلب أعواد ثقاب وبارك لي في المنزل
_ جميل .. مؤكد سيكون أخ او ابن جارتك المقابلة لكِ
_ لا ادري .. تعالي نأكل أكاد أموت من الجوع وكنت أنتظرك
_ حسناً .
                              _____________
في الزاوية الآخرى من المبنى في المنزل المجاور
_ أحمد الآن لفت نظري علبة أعواد الثقاب هذه لما هي ناقصة
_ لا يا لؤي ناقصة ؟ لماذا
_ لماذا  ؟ أنت لم تنزل وتشتري هذه العلبة صحيح يا كسول
_ بصراحة لا لم أنزل أنا طرقت الباب على جيرانك المجاورين وطلبتها منهم
_ جيراني المجاورين ؟ ولكن المنزل الذي بجانبي مقفل عندما أردت أن أستأجر هذا البيت خيرني صاحب المبنى بين هذا البيت وذاك !
_ نعم يبدو فعلاً كذلك ، لأنني عندما سألت الفتاة عن أعواد الثقاب قالت لي أنها انتقلت من جديد إلى هنا
_ الحمدلله وأخيراً سيصبح لدي جيران يؤنسوني في إجازتي
_ لا أعتقد أنهم عائلة أحسست أنها فتاة لوحدها !
_ فتاة لوحدها ؟
_ نعم لا أعلم لما أحسست هكذا
                          _____________________
بعد أن رتبنا أمتعتي وأغراضي ليلاً وتناولنا وجبة خفيفة وذهبنا إلى النوم أشرقت شمس الصباح الثاني لي في منزلي الجديد
_ صباح الخير يانور
_ أسعد الله صباحك رولا العزيزة سأذهب لأحضر القهوة ،
بينما أحضر القهوة لنا ذهبت رولا إلى كيس أدويتي تسترق النظر إن كنت أتناول دوائي بشكل منتظم
_ ماهذا يا نور أرجعتي إلى عادتك السيئة لما لم تأخذي دوائك البارحة ؟
_ حقيقة يا رولا عندما جئت إلى هذا المنزل أحسست أنني يجب أن أنسى كل ما مضى وأن أنسى قبل الحادثة وبعدها أريد أن أبدأ حياتي الجديدة أنا وأنتِ لا نعلم ما الذي حصل قبل الحادثة الوحيد الذي كان يعلم هي سارة وسارة لم ولن تخبرني بشيء وكلما آتي وأفتح هذا الموضوع معها تضطرب وترتبك وتقول لي خذي دوائك يا نور وهو كفيل في أن يذكرك شيئاً فشيئاً فيمكن أن يكون خطر عليكي وعلى ذاكرتك أن أقول لكِ فجأة وأذكرك ما أعرفه عنكِ قبل الحادثة
_ نعم يانور كلام سارة منطقي وفيه كامل الصحة يجب أن تسترجعي ذاكرتك شيئاً فشيئاً وأنتي تعلمي أن بقائك هكذا قد يؤثر عليكي مستقبلاً أو على تخزينك للذكريات والأحداث الجديدة فأنتي يجب أن تكملي العلاج وتحفظي عقلك وذاكرتك من هذا الخطر 
_ رولا ، أنتي جلستي مع سارة وأنا متأكدة أنها قالت لكِ كل شيء لكِ تتابعي حالتي بالشكل الصحيح أرجوك يا رولا أريحي عقلي وعرفيني ما أجهله أنا أتمنى حقاً أن أعرف  ما كنت عليه قبل الحادثة بأشهر أنتي وسارة مؤكد أنكم تعرفون تفاصيل حياتي قبلها الشيء الوحيد الذي يمكنني تذكره من غيركم هو ما الذي حصل قبل الحادثة وما الذي حصل في الحادثة هذا الشيء الوحيد الخفي عنكم أظن لأنكم لم تكونوا معي وانا ذات نفسي أجهل الذي حصل
_ خذي علاجك يانور خذي علاجك لا أنا ولا سارة نستطيع التفريط فيكي أو خسارتك بصدمة أياً كانت بسبب أن نخبرك الماضي
_ حسناً يارولا
_ سأشرب قهوتي وأذهب لدي عمل أنتِ تعرفين
_ نعم أعلم أتمنى لكِ التوفيق وأنتظرك غداً
ذهبت رولا وبقيت وحدي في منزلي الجديد أكمل قهوتي وأفكر في كلام سارة ورولا أحادث نفسي *هل سارة محقة فعلاً ، وهل رولا تعلم بكل التفاصيل التي أجهلها أنا ، مؤكد نعم إنها تعلم ومدركة كامل الإدراك لما حصل ، فسارة قريبتي التي لم يتبقى لي سواها من عائلتي بعد أن فقدت أبي بسبب صراعه مع مرض السرطان  وأمي التي لم تحتمل فراقه وتعبت أشد التعب حتى فارقت حياتها لاحقة به لم تستطيع أن تفارقه حتى بعد موته!!  ياه يا أمي لو كنتي موجودة إني متأكدة أنك لن تتركي ابنتك الوحيدة تائهة هكذا مؤكد سوف تعلميها و تخبريها ما الذي حصل ، أما عن أخوالي وخالاتي الذين لا نعلم عنهم شيء منذ أن بدأت أمي تطلب حقها من ورثة أبويها لم يتخيل لي قط أنا يتحارب أخوة من أجل مال أو ميراث حتى بعد أن تنازلت عن ورثها وحقها لأنها كانت مسالمة تريد راحة البال تخلت عن المال والورث لكي تحافظ على أخوتها بعدما عملت بوصية  جدتي أن تحافظ على أخوتها ولا يفرقهم مال ولا ميراث ، لكن هم لم يبالوا ولم  يكترثوا حتى بعد سلام أمي وتنازلها وتجنبها للمشاكل لم نعد نسمع لهم خبراً أو صوتاً حتى ؛ إنه لأمر مضحك أن أتوقع شيء من عائلة أمي التي تنازلت لهم عن كل ما تملك مقابل أن تفوز بهم ولكنهم رفضوا وأبي ذلك الرجل الذي أفنى عمره لإسعادي أفنى عمره لإسعاد ابنته الوحيدة نور التي لطالما حلم بها وطلبها من الله سبحانه وتعالى حتى رزق بي بعد سبع سنوات من الانتظار الطويل ، عائلته لا يمكنني لومها فكل فرد فيها لديه مشاغل الحياة وجميعهم أكبر من أبي رحمه الله ولو كانوا قادرين على مساعدتي بشيء ألا وهو الاطمئنان علي ولولا أن ابنة عمي سارة تدرس في الجامعة وكنا معاً ما كنت لقيت منها الاهتمام والمساعدة التي حصلت عليها ولكن أنا التي قررت أن أبعد عن سكني القديم عن شارعي القديم عن كل ما يذكرني في الماضي الذي أذكره بكامله وبأدق تفاصيله إلا تلك الأشهر اللعينة ماقبل الحادثة  *
نظرت للساعة وجدتها تخطت الساعة الواحدة ظهراً ، يا الله أكل هذا الوقت كنت أسترجع ذكرياتي وأحادث نفسي وأنا أشرب قهوتي ؟!
ذهبت لتناول الطعام وأخذ دوائي وسأذهب بعدها لأقرأ روايتي المفضلة وأنا مستلقية على سريري بعدما تناولت طعامي وأخذت دوائي فتحت نوافذ غرفتي وقمت باشعال موسيقتي الهادئة المفضلة لدي أمسكت روايتي وأستلقيت على سريري وبدأت القراءة  ليقطع هدوئي وتفاصيل روايتي الشيقة قرع الباب.
ذهبت لأفتح الباب وأرى من الطارق وأرجع مسرعة إلى تفاصيل روايتي
(فتحت الباب ليصادفني شاب )
* عندما فتحت الباب كنت أقف جزيئاً خلف الباب لأعلم من الطارق والشاب كان قمة في الاحترام والأدب يقف جانباً على يمين الباب ففتحت بابي أكثر لأعرف من أو ماذا يريد وما إن رأى وجهي حتى ظهرت عليه ملامح الصدمة توسعت عيناه وثبت مكانه لم يتلفظ بحرف حتى أستغربت ردة فعله هذه جداً فباشرت في الكلام. *
_ عفواً كيف يمكنني مساعدتك ؟
_ *قال بارتباك شديد * : أعتذر عن ازعاجك لكن أر.. أرد.. أردت أن أعطيك علبة أعواد الثقاب ولكِ جزيل الشكر .
_ جاوبته ضاحكة ، أتطرق علي الباب لترجع لي علبة أعواد ثقاب هي ناقصة أصلاً
_ نعم وأحببت أن أشكرك فقد روى لي صديقي أنك انتقلت إلى هنا من جديد ورغم الفوضى التي فيها أنتي لم تردينا خائبين وأجبتي طلبنا .
_ لا شكر على واجب نحن جيران في النهاية ، وعلبة الثقاب لا تلزمني وجدت غيرها وأنا أرتب أغراضي.
_ حسناً .. منزلاً مباركاً يا آنسة وأي شيء تحتاجيه لا تترددي في طرق باب منزلي اسمي لؤي ، وتشرفت بمعرفتك يا آنسة
_ شكراً لك أستاذ لؤي.
دخلت وأغلقت الباب ورائي وأنا مستغربة ، البارحة أتى صديقه ليأخذ أعواد ثقاب قادر على أن يشتريها من أقرب محل في الأسفل .. واليوم يريد أن يرجع لي العلبة ولما رأى وجهي كان في قمة الاستغراب والحيرة على عكس صديقه البارحة الذي تعامل معي بشكل عادي ياترى ما قصة هؤلاء الجيران ؟!
ذهبت أكمل روايتي لأجد نفسي غرقت في نوم عميق واستيقظت عصراً على صوت رنين هاتفي كانت رولا المتصلة
_ أهلا رولا .. نعم أنا بخير استيقظت الآن ، حسناً أنا في انتظارك بعد العمل إلى اللقاء .
جاءت رولا بعد مرور ثلاث ساعات دخلت تبادلنا أطراف الحديث وقلت لنفسي لما لا أقول لها ما حدث معي .
_ رولا  '
_ ما الأمر يا نور أخبريني
_ رولا اليوم تقريباً في توقيت الظهر طرق الباب جارنا ولكن ليس الذي أتى البارحة إنما يبدو أنه صاحب المنزل .
_ حسناً وطرق عليكي ماالذي يريده منك ؟
تخيلي كان يريد أن يرجع لي علبة أعواد الثقاب وشكرني نيابة عنه وعن صديقه ، الغريب في الموضوع أنه عندما رأى وجهي وكأنه صعق بصعقة كهرباء لا أعلم ما الذي حدث له تفاجئ جداً وقضى بضع ثواني لكي يجيب علي وعندما أجاب أجاب مرتبكاً
_ ما الغريب يعني يا نور ، أنتي أي شخص يرى وجهك يحدق فيه ويصعق من جماله .
_ ياه ابتديتي في تنمرك *وضحكنا*
يتبع ....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي