الفصل الثلاثون

امير بتذمر:
آمنت بالله على هذا اليوم ومن أوله أيضا.
ردت الخالة عائشة:
أراك تتذمر سيد أمير
أمير بحنق:
خالتي لا تستلميني أنت دائما هكذا تهاجمينني يعني على الأقل
إكرامية أنني عريس.
الخالة عائشة ضاحكة:
إن نظرنا لمدى حبك لها فأنت عريس دائما
رد أمير مستفهما:
كيف ذلك؟
تحدثت الخالة عائشة قائلة:
ابنتي بجانبك ملكة وأعرف أنك ستمنحها السعادة ما استطعت.
ابتسم أمير فرحا قائلا:
أخيرا انظروا من اعترف.
الخالة عائشة مازحة:
إلا غيرت رأيي
أمير سريعا مشيرا بيديه بالنفي:
لا رجاء
قاطعتهم ريحان قائلة:
حسنا حسنا يكفي أمير تمام سلطانتي لنغير الموضوع سنفطر وبعدها سترتاحين قليلا من تعب السفر بالتأكيد كان الطريق طويلا جدا ومتعبا فأنت منذ زمن طويل لم تنزلي اسطنبول.
ردت الخالة عائشة:
نعم يا ابنتي منذ سنوات طوال حقا ولقد تغيرت كليا بالفعل جنة كما توصف عبر الشاشات لم يكذبوا لكنها مزدحمة.
ابتسمت ريحان ثم تندهت تنظر لأمير قائلة:
فعلا أنا حين أتيت أول مرة هنا كنت لا أعرف شيء بالمدينة والآن أعرف بعض الاماكن ويمكنني التنقل لوحدي بها ايضا.
ابتسمت الخالة عائشة ماسحة على وجنتها لتردف:
أنت أصلا لم تأت بصغرك إلا قليلا هنا جميلتي ولا أظن أنك تتذكرين ذلك حتى.
ردت ريحان:
صحيح لا أتذكر فعلا لكن أنت كيف تركك محمد تاتين لوحدك؟
الخالة عائشة ضاحكة:
وهل يقدر علي أحد.
تحظث أمير هنا قائلا:
في هذه لا إلا خالقك.
الخالة عائشة مازحة:
عفارم بني تعرف مصلحتك.
ريحان ضاحكة:
هو كذلك إنه المهندس الشاطر الذي يعرف مصلحته جيدا ولا يضيع فرصه ويجيد انتقاء كل شيء.
اقترب منها هو قليلا هامسا في أذنها:
أفهمه مدحا أم ذم؟
ردت ريحان هامسة أيضا:
وهل يجوز فيك إلا المدح حبيبي.
رد أمير:
نعم هكذا وأيضا أنا أحبك ريحان تارهون
هنا خلقت السعادة من جديد فرفرف قلبها بتلك الكلمة المطربة لمسمعها المطمئنة لقلبها بأن أمير تارهون لها وهنا ظهر شيء من الخجل عند وجنتيها هي عادتها عشق الخجولة فكيف تغيرها وهنا تلونت بتلك الحمرة التي يعشق وهنا هامسها مرة اخرى قائلا:
يكفي
ناظرته باستفهام دون أن تلفت نظر من حولها ليكمل:
لا تخجلي فتلك الحمرة تفقدني عقلي ولا أستطيع بعدها التحكم في نفسي وقد أتهور أمام الجميع وأفعل شيء.
أيفعل خجل النساء واستحياءها بالرجال كل هذا؟
نعم يفعل.

مر وقت على ذلك.
تناولوا فطورهم المتأخر ثم قرر أمير بعدها التوجه للشركة لتفقد الأعمال التي تنتظره ليترك ريحان والخالة تاخذان راحتهما في المكان وتتحدثان دون ازعاج حيث جهزت غرفة ريحان سابقا للخالة لترتاح بها من مشقة السفر ونقلت أغراضها إليها لتستلقي الخالة هناك وريحان لا تزال بجانبها تخدمها سعيدة فرحة بالكاد تصدق أنها أمامها وأنها أتت لأجلها حقا وهكذا حتى أتى المساء وعاد الكل للقصر.

اجتمعت كل العائلة على طاولة العشاء حينها كان الكل سعيدا بالضيفة فهي بمثابة والدة ريحان والكل يعزها ويعرف طيبتها وروحها المرحة وكيف تضيف البهجة لأي مكان تحل به فأكرموها كما يليق بها ردا للضيافة الطيبة التي نالوها منها حين زاروا ريحان أيام الإحتفال بزفافها هي وأمير.

طوال العشاء لم تفارق عيون أمير محبوبته فتلك السويعات التي قضاها بالشركة مرت وكأنها شهورا بالكاد انقضت رغم أنه اتصل بها أكثر من مرة مشتاقا لصوتها ونعومته.

انهوا عشاءهم الشهي فقد حضرت مليكة كل الأصناف التي يرغبون بها ثم اجتمعوا في الصالون كالعادة لتقوم ريحان بتحضير القهوة لهم جميعا وقدم بجانبها الحلا الذي احضرته الخالة والذي كان العوامة على الطريقة التركية وقد كانت تحضره لها عمتها فهرية دائما لتكون لريحان حصة الأسد منه فجلست وشرعت تأكل منه بشراهة والكل ينظر يبتسم لعفويتها لكن الكل يعي أنها تشتاق لطبخ الخالة وحلوياتها.

تناولت جافيدان قطعة منه فقد كان شهيا لا يقاومه أحد لتنظر إليها الخالة وتقول مازحة:
حاذري ياخانم من المؤكد لديك سكري.
جافيدان بحنق:
لا حول ولا قوة إلا بالله انا لا انا لا اعاني شيء يا خانم لا تقلقي ويمكني أكل ما أرغب به الحمد لله.
الخالة عائسة وهي تدق على الطاولة:
ماشاء الله يبدو انك بهذا السن وتجيدين الحفاظ على صحتك.
جافيدان بهمس:صبرا يا الله.
تحدثت سونا مقاطعة جدالهما قائلة:إنه شهي جدا ياخالة سلمت يداك حقا عادة لا اتناول الحلويات التي تحتوي على قطر لكن هذا مختلف حقا حتى مذاق القطر ورائحته مختلفة
ردت الخالة عائشة:
انت زوريني وساصنع لك بالقدر الذي تشائين او فقط اتصلي واطلبي أي شيء ترغبين به وأنا أبعث لك.
تحدث امير قائلا:
بالتأكيد سنأتي كثيرا ونزعجك كثيرا أيضا
ابتسمت الخالة عائشة وأردفت:
احلى ازعاج كان وسيكون لكن هذه المرة ستشرفنا جدتك عفوا والدتك أيضا لا نريد اعتراضا المرة الماضية قالوا مريضة والآن أنت بخير ماشاء الله.
ابتسمت جافيدان وشكرتها ووعدتها أنها ستزورها يوما

انهوا سهرتهم الجميلة ليباشروا الانسحاب الواحد تلو الآخر حكمت يليه جافيدان ثم مليكة وجوناي لم يبق عدى الخالة وسونا واوزجي وامير وريحان في الصالون.
قامت الخالة من موضعها وشكرتهم على العشاء ثم استأءنتهم لتذهب لترتاح فقامت الفتياة وتحركن معها نحو الغرفة لكن أمير اختار وجهة أخرى كي تبقى الخالة والبنات على راحتهم بعض الوقت وتتحدثن فيما شئن فتحرك الى غرفة الصغيرة لينومها.

كانت سهرة الفتيات طويلة فقد تحدثن وتحدثن وسهرن مع قصص الخالة وحكايات شهر العسل لريحان واخبار القرية وتلك الأمور التي تأتي في حديث النساء الذي لا ينتهي.
مر وقت وهم كذلك بينما أمير فقد اطال البقاء بغرفة اوزجي فقد عذبته حتى نامت وهي تطلب القصة تلو الأخرى ثم تعود وتطلب منه أن يصف لها الأماكن التي زاروها لتجوب بخيالها الواسع هناك ثم تحكي له ما صنعت في غيابهم و هو مستمتع ويستمع إليها بحب وهكذا حتى نامت أخيرا فعدلها بسريرها وقبل جبينها بعمق وتمنى لها ليلة هنية سعيدة وخرج متوجها لغرفته.

دخل هناك واقترب ليجدها واقفة تفك ظفيرتها الجميلة بعد أن غيرت ملابسها التي كانت عليها.
وقف عند باب الغرفة يتاملها بنهم مبتسما لكنه لم يتمكن من مقاومة جميلته ليقترب وهي تنظر الى انعكاسه بالمرآة مبتسمة.
امسك يدها ليقول:
عنك انا افكها.
تركت ظفيرتها ليديه ليقترب اكثر ويهمس عند رقبتها ما جعل كل جسدها يرتعش ليقول:
مع اني احبك بها لكن وانت بشعرك المنسدل على كتفيك هكءا جميل ايضا يعني انت جميلة بكل حالاتك لكن الظفيرة لها مكانة خاصة بقلبي بقلبي لأنه
ريحان مستفهمة:
لأنه ماذا؟
ابتسم ورد هامسا:
نبض قلبي لك حين رايتك بها اول مرة اتذكرين؟
حين اتيت لهنا.
ردت ريحان:
طبعا أتءكر تذكر ويومها اعجبت بها اوزجي أيضا وتمنت لو يكون لديها مثلها
رد امير:
نعم هكذا حين انحنيت لتسلمي عليها وانت تبتسمين نزلت قبلك متمردة وكأنها تسابق مالكتها لتثبت انها الاجمل حينها ثم لفها إليه ليكمل:
حينها مارايت فتاة شابة بربيع عمرها لا والله ثم لامس غمازتها ليكمل:
رأيت بك طفلة تركض بين حقول الاقحوان ضاحكة تتفاخر بظفيرتها الجميلة تاملتك وذهبت راكضا بين خصلات تلك السنبلة ابحث عن الأميرة صاحبة الظفيرة التي انحنت لينحني معها فؤادي إلى آخر نقطة من سواد شعرها،حينها فقط التف ذلك الجمال ليحاوط عالمي فما كان مني إلا أن أفتح ذراعي لاستقبله لكن جمالك غلب ذراعي وحاوطني هو وتلك الظفيرة فعشقت السواد حينها وايقنت أن الاسود خلق لاجل خصلات تلك الحسناء الجميلة.
كانت تستمع لكلماته مستمتعة مبتسمة تبادله نظرات الحب والعشق التي تحكي ابلغ الكلمات.
أكمل تغزله بها وبضفيرتها التي يعشق ثم سكت قليلا وهي لا تزال تطالعه بعيونها اللامعة بصمت ثم اردف بعد حين:
حبيتي اريد ان تعديني بشيء.
ردت ريحان:
بماذا؟
امير برجاء:
عديني أنك لن تقصيها مهما حدث.
ردت ريحان وهي تلتفت للمرآة:
إنه مجرد شعر أمير لا تبالغ قد أضطر لقصه لسبب.
امير بحنق:
بالنسبة لك مجرد شعر اما انا فلا انه أكبر من ذلك.
ابتسمت ريحان والتفتت إليه مردفة:
لا لن اقصه سيدي لاجلك فقط لن اقصه إن لم اكن مضطرة لذلك فلن افعل.
امير مبتسما:
وعد؟
ردت ريحان:
مع انني لا احب إعطاء الوعود لكن لاجلك وعد هل رضيت الآن أمير تارهون؟
رد امير سعيدا:
رضيت وايضا ثم سكت عن الحديث
ريحان بخفوت:
وايضا ماذا لم سكت؟
ابتسم أمير بمكر ليردف:
اشتقت الى عشقي طيلة اليوم لم ارك وحين عدت ايضا استفردت بك الخالة وحرمتني من عطرك وعطر انفاسك حتى اني اكاد اختنق دونك في الغرفة ثم لامس وجنتها ليكمل:
ساغير ثياني واعود اليك سريعا نتشارك السرير ونتحدث قليلا أو ربما كثيرا او ربما لن يكون هناك وقت للحديث حتى.
ريحان على عجل:
لحظة قبل أن تذهب.
رد امير:
ماذا لم تبتسمين هكذا كالبلهاء؟
لا احب هذه الابتسامة لا أرتاح لها
ريحان بخفوت:
أريد النوم عند الخالة عائشة
رد امير صارخا:
ماذا؟
ريحان برجاء وهي تلامس صدره بيديها بدلع:
أعرف ما ستقول لكن اشتقت إليها بشدة
رد امير متذمرا:
تشتاقين للخالة ولا تشتاقين لزوجك ها انت مهملة.
ردت ريحان:
كلها ليلة واحدة أمير أيضا انظر الى الجانب المشرق ستنام وحدك على السرير ستمدد رجليك وذراعيك كيفما تشاء لن يزعجك شيء.
امير بحنق:لم أقتنع
ريحان مبتسمة:
لست منزعجا صحيح؟
اصلا ليس بالشيء المهم هذا كلها ليلة.
سكت قليلا ونظر يمنة ويسرة يفكر ثم أومأ بالإيجاب لتقفز عليه مباشرة ممسكة بوجنتيه بين أصابعها وشرعت تداعبه كالأطفال قائلة:
أنت طفلي الصغير الذي أعشق حسنا ساذهب ساذهب تصبح على خير ثم أسرعت وقبلت وجنته وركضت خارجة متمنية له سهرة ممتعة وسعيدة مع عفاريت عائشة خانم ليذهب خلفها سريعا محاولا الإمساك بها يريد منها قبلة افضل قالنسبة له تلك لا يمكن أن تصبره على فراقها طوال الليل لكنها هربت منه تغيضه وعؤكد أن تلك القبلةالتي أعطته كافية وزيادة لتؤنسه بغيابها
لكن استطاع أن يمسكها عند الباب بآخر لحظة ليقول:
ستعاقبين اذا
ثم أخذ يقترب منها يحاول تقبيلها لتقول بدلع وهي تضع يدها على ازرار قميصة وتلعب بها:
حسنا انت فزت لكن ما أن اقترب حتى باغتته وفكت نفسها منه سريعا ونزلت لتحت لتهرب من تحت ذراعه فارة الى الخالة وهي تضحك مستمتعة بانهزامه.
ابتسم امير قائلا:
اهربي اهربي مصيرك ثم همس وهو يشير لصدره هنا بين ذراعي يا قطة.
ردت ريحان بدلع:
إن امسكتني يا دب ثم غمزته وأخرجت لسانها تغيضه كالأطفال بل تنهي آخر ما تبقى فيه من صبر كي لا يسجنها بين ذراعيه ويقبلها دون توقف.
ثم توجهت لغرفة الخالة بضحكتها التي تملأ وجهها وهي تنظر خلفها كل حين مخافة أن يمسك بها.
وقف عند الباب يراقبها ثم فتحت الباب لتعيد نفس الحركة تغيضه من جديد ودخلت بعدها.
ضحك لمنظرها ليقول:
مجنونتي ثم دخل لعرفته.
كانت هي بحضن الخالة تحدثنا عن القرية واخبارها وعن العرس كيف تم وعن وعن ثم سألت الخالة ريحان لتقول:
ابنتي احقا سامحته؟
ردت ريحان براحة:
أجل سلطانتي سامحته.
الخالة وهي تمسح على شعرها:
لكن الن تخبريني ما الذنب الذي افتعله وقتها لقد قلت قبلا أنه لا يغتفر ولو بعد مليون سنة انا اتذكر حديثك حينها جيدا.
ردا ريحان:
بوقتها لم يكن نفس الشخص بل كان غيره بنفس ملامحه أما الآن ثم سكتت.
الخالة عائشة بخفوت:
أما الآن؟
أخءت ريحان نفسا عميقا وردت:
أما الآن هو اغلى شيء لي انه جانبي الجميل من ايام عمري،هو السعادة التي وهبني إياها ربي حتى انظر إليه تتملكني سكينة غريبة بمجرد رؤية ملامحه استريح سبحان الله فعلا يقلب القلوب كيف يشاء متى أحببته بهذا القدر لا اعرف.
الخالة عائشة بحب:
الحب رزق من الرحمان طفلتي وحين يكون حلالا فهذا رزق ورضا من الله عز وجل في نفس الوقت ايضا عيشي تفاصيله كلها مادام فيه رضا الخالق امير حلالك جنتك رضاه وجب بعد رضا الله عز وجل وهو ايضا يحبك لربما اكثر ايضا واهم من كل هذا انه يتقي الله فيك نعم حبيبتي انه يتقي الله فيك وهذا الاهم،فليذهب الزواج للجحيم ان لم يكن كل رجل نيته من الزواج أن يتقي الله في زوجه.
ريحان بحب:
كلامك جميل ومريح الحمد لله على حبه.
سكتت الخالة عائشة قليلا ثم أردفت تنصحها:
أيضا سانصحك نصيحة كوني دائما معطاءة طفلتي قدمي له كل الحب الذي بداخلك دون أن تنتظري ان يقدم لك نفس المقدارفان فعلت وانتظرت هنا بداية نهاية الحب فكل إنسان بالارض له طريقة خاصة بالحب وللحب افهمتني؟
ردت ريحان:
أها فهمتك خالة.
الخالة عائشة بحب:
والآن هيا للنوم.
ردت ريحان متذمرة:
حسنا بامرك انا.

مر وقت وهما كذلك.
نامت الخالة سريعا بينما ريحان فقد تقلبت وتقلبت مرة ومرتين واكثر ولم تتمكن من النوم ولو للحظة.
كانت تهتز بجانبها تفكر به ما جعل الخالة تستفيق من نومها لتنظر إليها وتقول:
مابك؟
أجابت ريحان:
شي يعني لا شيء انا لا استطيع النوم فقط.
الخالة ضاحكة:
دعيني احزر المرتبة غير مريحة ام أنها الوسادة
ريحان ضاحكة:
لا لا اصلا كانت غرفتي سابقا كل شيء بها مريح انا فقط لا اتمكن من النوم عودي انت للنوم لا تشغلي بالك لشيء.
الخالة بمكر:
انت استغنيت عن الوسائد اعرف ذلك لست غبية هذه الحركات اعرفها جيدا.
ناظرتها ريحان دهشة لتكرر الإستغفار على شفتيها هربا منها فأشارت الخالة للباب بيدها لتطلب منها أن تتحرك وتعود لزوجها مباشرة لكن ريحان رفضت متحججة بأنها فعلا مشتاقة للنوم بجانب الخالة لكن قاطعتها قائلة:
أنا اريد النوم وليس حراستك طوال الليل هيا الى غرفتك اصلا بالك هناك والجسد هنا.
ريحان على عجل سعيدة:
أنت طلبت ها ولست انا عن اذنك اذا ثم قبلتها من وجنتها بقوة وتمنت لها ليلة سعيدة هنية وانسحبت بعدها.

ذهبت سريعا والخالة تنظر إليها مبتسمة لتقول:
اللهم ثبت علينا العقل والدين هذه الفتاة جنت.

توجهت ريحان لغرفتها لتدخل سريعا متجهة إليه ظنا منها أنه نائم لكن هو لم يكن كذلك فقد كان حينها بشرفة غرفته يحادث شخصا عبر الهاتف.
تقدمت قليلا ووقفت هناك وهي تنظر إليه حتى أنه لم ينتبه لحركتها هناك.
سمعت آخر جزء من المحادثة حين قال:
حسنا انتظر منك كل المعلومات بتفاصيلها والتحليل ايضا لا تتاخر انا انتظرك ايضا كل شيء تأتي به لمكتبي ولا يجب أن يعلم اي احد اي احد مهما كانت صفته بأي معلومة افهمت؟
ردالرجل عبر الهاتف:
بامرك أمير بيك.
ثم أقفل الخط متمنيا له ليلة سعيدة.
تحدثت هي بداخلها لتقول:
مالذي يحدث معك امير؟
منذ أيام وانت شارد تغرق ببحر حيرتك ان غفلت عنك قليلا اجدك تذهب مني لا ادري أين وحين اسالك تجيب بلا شيء لكن هناك شيء انا متاكدة وايضا اتصالات بعد منتصف الليل اللهم ارح باله يارب.

ثم تقدمت منه وهو لا يزال شاردا لتقوم باحتضانه من الخلف بقوة وهي تضع راسها على كتفه كان حضنا كله سكينة وراحة ابتهج قلبه حينها حين حاوطته بذراعيها وحين احس بدفء انفاسها الجميلة حينها فقط هدأ قلبه الذي كان يهتز واحس بطمانينته التي لا يحسها الا وهو بقربها.
تنهد ثم قال:
ظننتك نمت.
ردت ريحان:
لم اتمكن من ذلك هجرني وذهب.
امير مبتسما:
لماذا الست بجانبك حبيبة قلبك؟
أخذت نفسا عميقا ثم تحدثت وقالت:
لا حبيب لقلبي غير امير تارهون.
امير مازحا:⁦
حقا؟
ريحان بحب:
انت منذ متى أصبحت ادماني؟
ابتسم لاعترافها وكلماتها تلك وحضنها وقربها وعودتها إليه وعدم تحملها غيابه ولو لليلة واحدة كل شيء منها يبهجه فضمها بقوة إليه وأمسك بيدها وقبل أناملها بقوة ثم عاد يضمها ويضع رأسه على رأسها وبقيا كذلك لحظا ثم كف عن الحديث كليا تكسر هي صمته بعدها وتقول:
أمير ماسبب شرودك هذا؟
لكنه أنكر مدعيا أنه تعب فقط
ردت ريحان:
لا انت كذلك منذ فترة أخبرني هل هناك شيء سيء حدث معك؟
رفع يدها وقبل اناملها من جديد بحب ليقول:
لا شيء حلوتي بعض الأمور التي تخص العمل لا اكثر لا تهتمي ساحلها.
ريحان وهي تضمه أكثر:
بالتأكيد ستحلها.
امير مغيرا الموضوع:
هل طرددتك الخالة صارحيني؟
سكتت ولم تجب فقط اكتفت بأخذ نفس عميق تستنشق رائحته التي أدمنتها فعلا ولم يعد بامكانها أن تستغني عنها فضحك هو
لتفك حينها نفسها عن حضنه قائلة:
حسنا سانام ثم تظاهرت بالتثاؤب لتكمل:
سبحان الله نعست فجأة.
انسحبت من أمامه تمشي على رؤوس أصابعها بهدوء تفر منه قصدا لكنه امسكها وقبل أن تتلفظ بشيء حملها سريعا ليقول:
لا والله ستعاقبين على هروبك من بين يدي منذ قليل يا كيلي البطاطا انت.
ريحان بهمس:
أنزلني يا مجنون والا ساصرخ وافضحك
امير بتحد:
افعليها هيا.
ىدت ريحان صارخة :
ساااعد
لكن هنا اسكتها بطريقته مباشرة وكتم صوتها الذي لم ينطلق بعد ليستمر بالتقدم سريعا بها إلى الغرفة وهي بين يديه دون أن يفصل قبلته أما هي فقد استسلمت وتشبثت برقبته كي لا تقع أرضا.

يعيشان حبهما بكل تفصيلة دون ألم دون ذكريات سيئة دون دموع دون خوف إنه الوعد الذي قطعه لها وإنها الأمنية التي تمناها وإنه الدعوات التي ناجت بها ربها ليال وما خاب من دعا ربه في جوف الليل باكيا قائلا يا الله.

حل الصباح.
استفاقت ريحان وبدأت بفتح عيونها بتثاقل وهي نائمة بصدره كعادتها كانت تتحرك بهدوء كي لا توقضه من نومه لكن ما ان انسحبت من بين ذراعيه واعتدلت قليلا حتى وجدته يتاملها نظرت إليه وبسمتها الجميلة ترتسم على شفتيها اما هو فقد بادلها نفس الابتسامة الصباحية المشرقة.
بقيا لحظات كذلك دون حديث لتتحدث هي اولا بعد قليل وتقول:
صباح الخير
رد أمير ليقول:
صباح الخير ايتها الشمس محظوظ انا لاستفيق على مثل هذه الابتسامة.
ريحان بحب:
وانا ساقوم وأجهزة نفسي سريعا واتفقد خالتي عائشة.
رد امير:
حسنا حلوتي اذهبي وانا سالحق بك بعد قليل ساعود للنوم.
ريحان بتذمر:
أمير انهض يكفيك نوما لا يجب أن نتاخر عن الافطار اليوم ايضا عيب.
امير بتذمر:
حسنا قمت قمت كم انت مزعجة بحجم الفأرة وتزعجين ثم بدأ بالاعتدال بمكانه كي يصحصح اكثر.
وقفت هي وتوجهت بعدها لخزانتها وهي تقول:
ساسبقك واستحم لكن لن اتأخر سأعود سريعا لا تعد للنوم ها ثم أخذت تقلب بين ثيابها وهي جالس على السرير يسند رأسه على حافته نظرت لهذا وذاك محتارة ثم سحبت واحدا باللون الاسود لتريه اياه وهي تضعه على جسدها لتقول:
جميل؟ لكنه لم يجب فقد عاد للنوم.
نظرت اليه لتجده نائما لتصرخ به :
أمييير
استفاق فزعا ليقول:
انا هنا.
ريحان بغضب:
صحصح لطفا.
امير بتذمر:
ماذا؟
ريحان مبتسمة:
انظر جميل؟
ثم لم تتوقف لتسحب كل دقيقة فستانا تجربه على جسدها وتسأله إن كان يليق بها أو لا بينما يرد هو ككل مرة بأن الفستان جميل فقد كانت كلها فساتين راقية حقا
زفرت بحنق ورددا:
أمير انت لا تنظر حتى صعبتها علي اريد ان تختار لي واحدا
امير بتذمر وهي يرمي الوسادة أرضا:
صبرا يا الله الازرق الملكي جميل ارتديه عشق حبيبتي كل الالوان تليق بك اصلا حوار الإختيار هذا لا جدوى منه.
ريحان مبتسمة:
حسنا سارتديه إذا هيا استفق لا تنم
رد أمير:لا لا لن انام
وضعت ثيابها على الكنبة وتوجهت للحمام لكن وما أن اختفت حتى أخذ الثياب وخبءها عنها وعاد للنوم.
خرجت من الحمام بعد أن أخذت حماما خفيفا ترتدي برنسها وتوجهت للكنبة لارتداء ملابسها لكن لم تجدها بحثت قليلا ثم قالت:
الله الله العفاريت ربما لا لا هو عفريت واحد
دخلت إليه غضبة أما هو فقد كان يتظاهر بالنوم لتصرخ به:
أمير ثيابي لكن لم يجب لتعيد مناداته:
أمير
رد هو:
اف كم انت مزعجة ماذا تريدين؟
ريحان بغضب:هات ثيابي
رد امير:
الزوجة الصالحة تقول صباح الخير زوجي قرة عيني اولا.
ريحان بتذمر:
صباح الخير زوجي قرة عيني اولا أين ثيابي؟
رد امير:
دون قبلتي الصباحية الكبيرة تلك لن اعطيك شيء
زفرت ريحان بحنق ثم أردفت:
انت احمق ابقيها معك سارتدي غيرها لكن قبل أن تتحرك من أمامه امسك يدها وقال:
سآخذها شئت أن ابيت لتسرع هي وتحمل الوسادة وتضربه بها وهي تقول:
لا لن تنال شيء ثم بدأت حرب الوسائد وكل شيء خفيف يجدونه امامهما كانت تركض في أرجاء الغرفة هاربة منه وهي ترميه أما هو فقد كان يرد الضربة ويحاول امساكها لكن ما استطاع فقد صعدت السرير وفرت منه كانت تضحك وتردد:
لن تمسكني لن تمسكني.
امير بنبرة حادة:
انزلي والا ساعاقبك الضعف ولن اكتفي بقبلة صغيرة فقط هيا تعالي
ريحان ضاحكة:
لا والف لا وها وها وهي تضربه بثيابها التي كانت مخبأة تحت اللحاف.
عادا طفلين لا يهتمان لمراسم أو أي شيء من هذا فعلا فقط يستماعان بعفوية وها هي كما نصحتها الخالة تعيش تفاصيل السعادة مع من تحب.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي