الفصل الرابع

الرابع
ذهبوا بعد فتره ليست قليله كانت سيلين تجلس وهى تشعر بالملل الشديد؛ ف أمه تبدو وانها عطوفه كثيرا وحنونه عليه وتحبه، على عكس خالته تمام التى تنظر لها من اعلاها الى اسفلها وكأنها اخذت حبيبها منها .
كان نوح يودع أهله قبل أن يغادروا احتضنته أمه وهى تقترب تهمس فى أذنه:
- خلى بالك منها يا ابنى شكلها بت غلبانه والله
اوما نوح لها وهو يربت على كتف أمه ويقترب منها يقبل يديها ويتحدث لها:
- متقلقيش يا حبيبتى هى فى عنيا ابقى تعالى بس وخلينى اشوفك.
قفل نوح الباب ثم وقف قليلا وهو ياخذ نفس عميق حتى يستطع أن يكمل يومه فكل ما حدث جعله يشعر وانه داخل حلم يريد أن يخرج منه، لا يصدق ان تلك الفتاه تضعه فى ذلك الموضع ابدا.
استغفر ربه وهو يدلف إلى غرفته سريعا يتوضى حتى يصلى فرضه دعى ربه ان يلهمه الصبر ثم ذهب إلى المطبخ حتى يحضر لحاله اى طعام.
كانت سيلين كل تلك الفتره تجلس على الأريكة وهى لا تستطع أن تقوم من مجلسها من وقت ذهابه، ظلت تجلس عليها وهى تلعب فى أصابعها بتوتر شديد تقلق أن ياتى ويصبح بها مثلما فعل ليله البارحه .
رمى نوح نظره عليها ثم غادر الى المطبخ الذى كان يكشف اوضه المعيشه التى تجلس بها
قامت هى من مكانها لم تستطع الصمود أكثر من ذلك فتشعر وكانها محبوسه فى سجن، اقتربت منه وهى تريد أن تتحدث معه فى حياتهم:
- انا عاوزه اعرف ايه آخره اللى احنا فيه دا.
ترك نوح كوب القهوه الذى كان فى يده وهو يقترب منها ثم نظر الى داخل عينها بغضب اعمى:
- آخرة وحشه زى بدايته بالظبط مش انتى إلى عاوزه كدا.
تحدث سيلين بعدم فهم لا تقصد مفهمه ايقصد أنه علم انها تحبه او فعلت كل ذلك من أجل أن تكون معه:
-انت تقصد ايه اكيد انا مش حبه انى ابقى مع واحد زيك فى مكان واحد ولا انى ابقى مراتك.
ابستم نوح فى سره وهو يقترب منها بعد ان جلس امامها وحاول قدر الإمكان أن لا يفقد أعصابه معها تحدث وهو يشير على ذلك المنزل بيده:
- مفهوم طبعا بأمارة إن كان ممكن تبوظى سمعتك علشان تبقى هنا.
وقف نوح وهو يقترب منها ونزل بجزعه نحوها:
- كسبتى انك تبقى هنا وفى بيتى بس قصاد كل دا انتى هتدفعى تمن كل حاجه عملتيها هخليكى تكرهى عيشتك لو كنتى عاوزه شويه فلوس كنتى قولتى كنتى هديكى إنما تعملى كل دا وفكره أن ممكن تاخدى منى جنى.

شعرت سيلين بكم الظلم الذى تتعرض له لم تستطع أن ترد عليه ولا تدافع عن حالها حاولت هى ان تحمل حالها وذهبت إلى الغرفه مسكت تلك الوساده وهى تجلبها نحوها سريعا حتى لا يستمع إلى صوت بكاؤوها، وبدءت فى البكاء الذى لم تستطع أن تحبسه أكثر من ذلك
كان نوح يدلف الى الغرفه فى تلك اللحظه حتى يرتدى ملابسه وينزل الى عمله تحدث وهو ينظر إلى المرآه:
- ارجع الاقى الاكل متحضر اعملى بلقمتك هنا سامعه
لم ترد عليه وانما اكتفت بالصمت.
غادر نوح المنزل ونزل الى الأسفل حتى يذهب الى عمله
رأى ابيه كان يقف وهو يعطى ظهره له لا يعلم ايحدثه ام لا
ذهب فى نهايه الامر وهو يقف أمامه يضع وجهه فى الارض، يريد أن يتحدث معه وانتهى الامر ف نوح لا يستطع أن يجلس هادئ إذا كان احد يحبه حزين منه نظر إليه ابيه ثم أدار وجهه إلى الجهه الاخرى بحزن من ما فعله ابنه نوح بحزن:
- ياابا والله مظلوم سامحني ومتزعلش منى علشان خاطرى انت عارف انى ماليش حد غيرك.
لم يستمع اليه عثمان وانما نظر إلى الجهة الأخرى وهو يزيح يده نوح بحزن من رده فعله ابيه ولكنه يعلم كيف سيصالحه:
- طيب ايه رايك بقا انى هطلع دلوقتى حالا افرجها ازاى تعترف عليا انا ومش كدا وبس لا انا هفرج عليها المنطقه كلها.
مسكه عثمان من يده سريعا حتى لا يصعد ابنه وينفذ تهديده لا يعلم من اين ياتى ابنه بتلك الأفكار الجديده! لا يصدق أن ابنه أصبح عقله كعقل الطفل هكذا عثمان بجديه:
- وبعدين معاك يا ابن رابحه عاوز تفرج المنطقه علينا انت باين جرى حاجه لعقلك وعايز تفضحنا الناس هتقول ايه الكبير بقا بينهش فى لحم المنطقه؟
لم يرد نوح وانما كان الشر يصعد من عينه ف لو علم احد بالذى حدث سيكون فرجه لتلك المنطقه وانتهى الامر سينهش بيه أعداءه، ويجعلوه عبره ويتحدثوا عنه صمت وهو يفكر فى ذلك الامر.
راها عثمان فى ذلك الصمت الطويل نظر إلى ابنه وهو يتحدث مره اخرى حينما شعر أنه من الممكن أن ينقذ تهديده:
- استهدى بالله يا ابنى الأمور مش بتتاخد قفش كدا، اقعد خلينا نتكلم شويا.
ابتسم نوح فى سره فهو يعلم مفاتيح ابيه عن ظهر قلب جلس مع أبيه الذى بدء فى الحديث معه عثمان وهو يقنعه أن يعاملها جيدا:
- اطلع يا ابنى لعروستك حرام عليك تسيبها فى أول يوم كدا.
نوح برفض قاطع:
: لا سينى اقعد معاك شويا انا مخنوق ومش عاوز اقعد فوق.
ربت عثمان على كتف ابنه ف فى النهايه هو والده يجب عليه أن يحتويه حتى لا يحزن وهو يعلم جيدا ان ابنه حكيم وتصرف بطيش حمد ربه أنهم استطاعوا أن يتحكموا فى الأمر تحدث الى ابنه مره اخرى:
- انا مش زعلان منك يانوح روح ياابنى اطلع لمراتك لو عاوزنى ارضى عنك وانسى آلى حصل ومتنزلش غير بعد يومين كمان.
اوما له نوح وهو ينهض سريعا فهو كان ينتظر فقط ان يسامحه والده ويرجع يتحدث له مره اخرى، قام وعلى وجهه ابتسامه سعيده فسرها ابيه سريعا أن تلك الابتسامه لأجلها وأنه سيجلس معها يومان بدون ان ينزل الى الاسفل ولعمله
صعد نوح بعد أن ذهب وجلب الكثير من الاشياء التى يحتاجها المنزل ثم جاء حتى يصعد الى منزله
اما عند سيلين فكانت تقف فى المطبخ منذ أن تركها نوح وهى لم تجلس ظلت تقف وهى تفعل له الطعام كانت تمسك ظهرها بتالم شديد، فهى معتاده على ذلك الالم الذى ياتى لها كلما وقفت فى المطبخ أو فعلت اى شى ولكن الآن تشعر بآلام يزداد عليها حاولت ان لا تهتم وهى تذهب حتى تخرج صنيه المكرونه من داخل الفرن، اخرجتها وهى تشعر ببطنها تصدر اصوات من شده الجوع الشديد كانت ستمد يدها حتى تدوقها
دلف نوح فى تلك اللحظه وهو يقفل الباب سمعت سيلين صوت قفل الباب فى الخارج ابتعدت سريعا حتى لا يدلف عليها وهى تمسك بالطعام.

نظر نوح لها وهو يضع تلك الاشياء التى كانت فى يده وهو يتحدث:
-حضرى الغدا على السفره.
اومات له بدون ان تتحدث وجلبت الاطباق وهى تضع له جاء بعد أن دلف وأخذ حمامه وهو يجلس على السفره لاحظ انها تضع طبق واحد موضع يده فقط، كان يريدها أن تجلس وتاكل معه لم يعلم لماذا لم تجلب لنفسها طعام تحدث فى الاخير :
-فين طبقك؟
سيلين بتوتر ف لاول مره يوجهه لها حديث بتلك النبره المنخفضه تلك يحدثها دوما بعجرفه وكأنه ملك العالم بيده:
- جوا
نوح وهو يشير لها إلى الداخل:
- هاتى طبقك.
دلفت سيلين وهى تاتى بطبقها ووضعته ثم مسكت صحنه وهى تبدأ أن تضع طعام له بدء نوح فى تناول الطعام الذى راقه كثيرا كان يريد ان يسأله كيف فعلت ذلك الطعام الذى نزل الى قلبه ولكنه صمت وهو كان فى مخيلاته أن عندما سيتزوج سيعامل زوجته بموده ورحمه وسيشكر فى طعامها حتى أن كانت لا تجيد الطبخ
لاحظت سيلين أن الطعام لم يعجبه وانه ترك معلقته وهو ينظر أمامه تحدث وهى تحاول أن تجعله ياكل اى شى اخر:
- احطلك باميه؟
انتبه الى حديثها وهو ينظر لها مره اخرى تطلع الى ملامح وجهها وهو يحاول أن يتزكر ماذا تحدثت:
- نعم بتقولى ايه.
تحدثت سيلين مره اخرى وهى تمسك بالصحن الذى امامها:
- احطلك باميه هتحبها اوى لو يعنى معجبكش المكرونه؟
قام نوح من مكانه فى تلك اللحظه وهو ينظر إليها بكرهه و تزكر ما فعلت معه ليله امس:
- مش عاوز.
كان سيغادر ولكنه رجع مره اخرى وهو ينظر لها:
-أها واكلك يقرف.
دلف الى غرفته وهو يمسك بالريموت ويبدء فى متابعه الماتش بهدوء نادى عليها بعد مده وهو يأمرها ان تفعل له كوب من الشاى.
شعر انه لم يستطع أن يجلس قام حتى يفعل لحاله كوب من الشاي وهو يخبر حاله أنها ليست خادمته وان عليه ان يعاملها بطريقه أكثر رقى فهى فى الاخير زوجته.
كانت سيلين تقف وهى تغسل الاطباق بدموع عينيها فهى وقفت طوال اليوم وهى تحاول أن تخرج اجمل ما لديها حتى يعجبه الطعام ولكنه تحدث ان طعامها سئ شعرت بالحزن الشديد يدلف الى قلبها.
شعرت هى به وهو يقترب مسحت دموعها سريعا بظهر يديها حتى لا يراها وهى تبكى.
اقترب نوح وهو ينظر إليها لازلت تغسل فى تلك الأطباق من وقت ما تركها اقترب وهو يتحدث لها:
- بتعملى ايه؟
لم تنظر له وانما اكلمت ما تفعله وهى تتحدث:
- يغسل الاطباق.
شعر هو أنها تتجاهله ولا تريد النظر إليه ابتسم نوح وهو يتحدث لها بسخريه ظهرت على ملامح وجهه:
- ايه الجهل وصل بيكى لدرجاى مش شايفه غساله الاطباق قدامك بس طبعا هتعرفيها منين يا بت محمد الحشاش.
نظرت إليه بغيظ شديد وهى ترد عليه:
- لا طبعا شوفتها بس ملقتش فيها مسحوق الظاهر إلى جابها بخل يجيب ليها مسحوق أو جايبها عياقه يكمل بيها ديكور المطبخ .
نظر لها بعصبية وهو يحاول أن يتمالك أعصابه عنها حتى لا يفقدها فهى مستفزه لدرجه تجعله يريد أن يضرها كف يجعلها تقع من طولها
نظرت له سيلين وهى تتحدث ببتسامه ف فور أن رأت أنه تضايق من حديثها شعرت بالانتصار الشديد والفرح، وابتسمت وهى تتحدث له وتمد يدها بكوب الشاى:
- اتفضل الشاى بتاعى إللى اكيد يقرف بردوا.
نظر لها وهو يرتشف من كوب الشاى كان سيتحدث بكلام يضايقها ولكنه وجد الباب يدق
اوماا لها وهو يتوعد بما سيفعله بها فقط ننتظر ثم تحدث وهو يغادر:
- البسى حاجه علشان تطلعى تسلمى.
فتح الباب رأى صديقه الذى كان يدق على الباب
نوح ببتسامه وهو يستقبله بالترحاب:
- تعالى يا تامر اتفضل عامل ايه.
دلف تامر وهو يمسك فى يده الكثير من الأشياء ووضعها على الطاوله التى أمامه تحدث نوح وهو يشكره بحب:
- تعبت نفسك ليه بس البيت بيتك.
كان تامر عيناه تدور على أرجاء الغرفه يريد أن يراها أين هى:
- تعب ايه بس يا ابنى دا انت اخويا.
تحدث تامر وهو ينظر إلى اتجاه الغرفه:
- إمال فين العروسه انت حابسها ولا ايه.
كانت سيلين فى داخل الغرفه تنظر الى حالها فى المراه لا تريد ابدا ان تخرج إلى ذلك الرجل فهى إذا خرجت لم تضمن رده فعلها من الممكن أن تضرب ذلك الرجل باى شىء فى رأسه حتى تكسره له تماسكت قليلا بعد أن سمعت صوت نوح ينادى عليها لتقرر أن تخرج
فى الخارج رفع نوح صوته وهو ينادى عليها حتى تأتى وتسلم على صديقه:
- سيلين.
كام لاول مره ينادى بأسمها بتلك الطريقه هى شكت من الاساس أنه يعلم اسمها خرجت هى بعد فتره وهى تمسك فى يديها صنيه وضعت بها الكثير من الأشياء التى جلبها نوح فى الصباح.
كانت لا تريد أن تمد يدها وتسلم على ذلك الشخص ابدا
مد تامر يده لها وهو يبتسم لها حتى تسلم عليها؛ ولكنها لم تمد يدها له وانما اكتفت أن اومات له وهى تقف بجوار زوجها
اغتاظ نوح من تلك الفعله التى فعلتها كثيرا فهى تقصد أن تحرجه أمام صديقه فتلك ليست من خلقها فهو يعلم أخلاقها جيدا
تحدث نوح حتى لا يحرج صديقه أكثر من ذلك:
- معلش ياتامر هى مش بتسلم.
ضغط تامر على يده وهو يبتسم ويتحدث بتفهم للأمر:
- أها طبعا ولا يهمك ربنا يبارك فى أخلاقها يارب.
ابتسم له نوح ثم جلسوا سويا يتبادوا الاحاديث معا .
بعد مرور وقت قليل غادر تامر قفل نوح الباب وهو ياخذ نفس عميق فهو أصبح يضغط على حاله ف تلك الأيام لدرجه لا توصف، اقترب منها وكانت هى ترتب مكان جلسوهم تحدث بجديه.
- الى عملتيه دا لو اتعمل تانى انتى مش عارفه انا ممكن اعلم فيكى ايه عملالى فيها محترمه ومؤدبه ومش بتسلمى على حد.
تحدثت سيلين بجديه:
- لا بسلم بس صاحبك دا انا بكرهه ومش بطيقه انت مش فاكر عمل فيا ايه؟ ولا كان عاوز يتهجم عليا ايه لدرجارى عندك عادى وعاملينك شيخ المنطقه وخلاص.
وانت شايف واحد كان عاوز يقرب لمراتك
نظر لها من اعلاها ال اسفلها وهو يتحدث لها ويرفع كتفه:
- انا اتاكدت دلوقتى انك انتتى إلى وصلتيله أنه يعمل كدا مش هو بعد ما شفت اخلاقك ماشاء الله ف الأكيد أن انتى إلى بدأتى معاه وكنتى عاوزه تلبسيه مصيبه.
اوماات له سيلين برأسها وهى تمسك ذلك الكوب الذى امامها:
- أها بالظبط زى ما وقعتك كدا فى المصيبه اللى خلتك تتجوزنى وتقع فيا.
كانت تمسك بالكوب وهى تنوى أن تضربه على راسه ولكنه مسك الكوب على اخر لحظه وهو يلوى يديها بعنف ويتحدث لها فى أذنها:
- تحبى اكسرهالك ولا اقطعها علشان اخلص خالص .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي