الفصل الثانى روح الفؤاد

قدر Omnia 2767كلمة
من منا يعرف الى اى طريق يسير
من منا يعرف اى حياة سيعشها والى اين سيحمله قدره
نحن مسيرين وان ظننا عكس ذلك
نسير فى هذه الدنيا وفق اهواءها وليس كما نتمنى فالامنيات مصيرها الاحلام

«فى رحلة حياتك فى الدنيا اوعى تمشى من غير ما تسيب لك ذكرى حط بصمه ليك فى حياة الناس اللى حوليك ، نقش جوه عقولهم اسمك خليهم يفتكر اسمك و سيرتك دايما بالخير ، هو ده رصيدك فى الرحلة »

_ صباح الخير على كل متابعين، سواء على صفحه على الفيس او الانستجرام واللى لسه يشوفون لاول مرة، احب اعرفك بنفسي انا ( روح فؤاد ) قناتي اسمها( استنجالينا هنلفها سوا ) ايوه زى ما سمعتها و قريتها اوعى تستغرب الاسم عشان اللى هشوف معايا اغرب ، هنلف مصر كلها كل الاماكن الغريبة و المثيرة للجدل سواء كانت اماكن اثرية او ابنية او حتى اكلات ، و بداية الرحلة هتكون هنا من اسكندرية ، اقرب بلد لقلبي مهما لفت ورحت ، هتفضل هي جزء منى .


_ ده اول فيديو ليه انزله على اليوتيوب ، اتمنى اكون بقدم محتوى يعجبكم وذو قيمة ، واكون خفيف على قلبكم .

بالنسبة متابعين اليوتيوب انا اسمى ( روح فؤاد ) ، و اللى بيتنمر على الاسم هعرف ، و هبقي اعمل فيديو اشرح فيه الحدوتة اللي ورا الاسم ده لان الموضوع كبير كبير .

انا خريجة ليسانس حقوق جامعة عروس البحر الابيض المتوسط اسكندرية
اللى بينى وبين البلد دى قصة عشق مش ممكن تخلص او تنتهى فى يوم ابدااا .


بعشق البحر كأنه حبيبى وبخاف منه زى خوف من بابا ، لما بعمل حاجه غلط ، واخاف يزعل منى وده بيكون اقوى عقاب ليه ، مش خوف من العقاب .

بعشق حنيت وقدرته عل احتواء زى ماما بجيله بهموم زى الجبال وارجع الكون كله مش يكفى فرحة بيه

رغيت كتير اووووى معلش انا اسفة سامحوني

اقولكم على اول سر عنى بس اوعوا تجيب سيرة لحد .

انا رغايه اوووى وغلبويه وبنص لسان بس ده سر اوعوا تقوله لحد

استنوا هنا انتو هتمشوا كده من غير ما تعملوا اشتراك فى القناة وفعلوا الجرس ومتنسوش لايك لو عجبكم الفيديو
بحبكم اووووى
بااااى


وبهذا انهت روح اول فيديو لها يتم نشره على احد مواقع التواصل الاجتماعي وهو اليوتيوب

التقطت انفاسها كأنها كانت فى سباق الجري ، ظلت تشاهد الفيديو اكتر من مرة قبل نشره ، و تجرى عليه عدد من التعديلات وما يسمى المونتاج ، ليظهر فى النهاية فى افضل صورة ، و تكون راضية عنه مائة بالمائة ، قبل رفعه على قناتها على اليوتيوب ، لتنتظر صداها على متابعيها على الانستجرام احب مواقع التواصل لقلبها ، الى جانب انه يحتوى على الكثير من الصور التى التقط بواسطته ، فهى بدءا بالنشر علي الانستجرام منذ اكتر من 3سنوات ، صور لكل الاماكن التى زارتها سواء فى الاسكندرية تريد ان يروا جمالها بعيون عدسه ، او فى اى محافظة اخرى ، حصدت روح خلال تلك السنوات ع عدد لا بئس به من المتابعين قارب على المليون و النصف ، بالرغم من ان المحتوى الذى تقدمة يحتاج الى ظهورها امام الكاميرا ، الا انها استطعت كسب جمهورها من خلف الكاميرا بأسلوبه السلسل و طريقته المرحة

الى ان اقترح عليها عدد من المتابعين والاصدقاء تحويل الصور و مقاطع الفيديو القصيرة ، للفيديوهات مع شرح مبسط سواء للمكان او الطعام

انتهت روح من عملها ، وخرجت من غرفتها الى حيث يجلس والدها فى غرفته داخل الشرفة الملحقة بها ، يقرأ ورده من القران الكريم كعادته كلما تركته وحيدا .

انتهي من القراءة و التفت لها

- روح قلب بابا عملت ايه

_ نزلت اول فيديو دعواتك بقى ، انه يكسر الدنيا و اطلع فى الصحف و الجرايد و اشرفك .

_ هتفضل طول عمرك كده غلبوية ، تعالى اقعد جنبى و افتح لى التليفون عشان اشوفه و اعملك أعجبني

- اسمها لايك يا فؤش ، ثم انا لحد دلوقتى دى المرة المليون ، اللى اعلمك يا باباتي ازاى تفتح التليفون و تقفل و تستخدم ازاى ، ده ساهل اووووى

_ انا راجل عجوز و دقة قديمة ، مليش فى التكنولوجيا بتاعتك سبتها ليك يا غلبوية .


_ استحالة يا بابا هسيبك كده وراك وراك لغاية ما تتعلمه .

_ هو انا مش عارف دماغك الناشفة طالع لفاطمة

_ الله يرحمها ، كنت بتحبها يا بابا

_ يااااااه يا روح الحب تخلق عشان فاطمة ، امك مش مجرد ست عادية او زوجة و بس دى كانت ام و اخت و بنتى و زوجة و حبيبة و صاحبي الجدع ، كانت سند ليه مهما الدنيا كانت تقصي كانت هى دايما الملاذ اللى كنت بهرب ليه ، كنت مش شايل هم حاجه طول ما هى جنبى

_ تعرف يا بابا كان نفسي اعيش معاها و احس بحنية اللى بتتكلم عنها ، بس الحمد لله قدر الله و ماشاء فعل ، كفاية كلامك عنها بحس انى اعرفها منك .

_ هى كمان كان نفسها تشوفك عروسة كانت تقول ربنا ادى لك حتة منى و منك تعوض غياب عنك ، عشان تفضل فاكرني ، كانت فاكرة انى اقدر انساها طب انساها ازاى و القلب و العين تملوا بيها ، كانت اسعد لحظات عمرى لما جات قالت لى انها حامل كنت حاسس ان الدنيا كلها مش سيعاني ، تعبت اوووى طول فترة الحمل بس كانت تخبي تعبها عني و نسيت انى قلبي بيحس بيها ، مرت فترة الحمل و جه يوم ولدتك كنت على اعصابي لغاية ما سمعت اول صرخة منك .

سكت فؤاد لحظات و كانه يستعيد احداث اليوم مرة اخرى امامه و ارتسمت ابتسامة ناعمة على ثغره و عاد يكمل حديثه .
اما عن روح كانت تجلس تستمع الى حديث والدها لم تكن المرة الاولى التى تستمع فيها الى تلك الكلمات ، و لكن فى كل مرة تشعر انها تسمعه للمرة الاولى ، تتمني ان تعيش قصة حب كالاتي جمعت بين والديها .


_ اول ما الممرضة قربت مني و سبتك بين ايده، جسم كله انتفض ، مش عارف ان كان من الخوف عليك و لا على قلبى اللى كان يخرج اول ما عينى وقعت عليك ، ازاى انا بقيت اب حتة مني و من فاطمة بين ايدى بعد طول صبر و دعا ووجع و دموع ، كنت بقرب من سرير فاطمة و الفرحة مش سيعاني لغاية ما وقفت قدامها ، بصت لى و ابتسمت

عاد فؤاد بذاكرته الى تلك اللحظات التى كانت مصدر سعادته و تعاسة فى نفس الوقت ، لازال اسير تلك الذكرى .

خرجت فاطمة من غرفة العمليات بعد ان خضعت الى ولادة قيصرية حرجة نتيجة وضعها الصحي ، كانت الولادة حرجة مما استوجب على الطبيبة الحصول على موافقة كتابية من الزوج على خضوع الزوجة الى عمليات استئصال للرحم نتيجة حدوث نزيف شديد .

وافق فؤاد و اخبر الطبيبة ان الاهم بالنسبة له زوجته .

الطبيبة : استاذ فؤاد بعد اذنك احنا مضطرين تستأصل الرحم المدام حصل معاه نزيف حاد بعد الولادة ، و حضرتك عارف ان الحمل كان صعب و اتعرضت لاكتر من مرة لحالات فقدان للجنين ، الولادة تمت و الجنين بخير ، لكن مدام فاطمة فى خطورة على حياته عشان كده لازم اقرار من حضرتك بالموافقة ، لاجراء العملية فى اسرع وقت ممكن .

تناول فؤاد الاوراق التى قدمتها الطبيبة له و طبع توقيعه عليها و قدمها لها مرة اخرى

فؤاد : انا موافق و ادى امضتي مش مهم اى حاجه عندى المهم فاطمة تخرج لى بالسلامة.

الطبيبة : ادعي لها هى محتاجه الدعاء

سكت فؤاد و ظل لسانه يدعو و يستغفر الله و قلبه يرتجف خوف من الفقد لا يعرف لما و لكن يبدو ان شبه الموت كان يلوح فى الافق من حوله ، وقلبه شعر به .


عادت الطبيبة مرة اخرى الى غرفة العمليات لاجراء الجراحة ، و بعدها خرجت الممرضة و ارشادات فؤاد على مكان ابنته ، لكنه رفض ان يتحرك من امام غرفة العمليات الا بعد ان يطمئن على زوجته .

خرجت الطبيبة من غرفة العمليات بعد مرور اكثر من ساعة كان خلالها يموت فى كل ثانية من القلق على حبيبته ، و عقله لا يرحمه من الافكار التى اخذت تاتى على خاطره .

لكن بخروج الطبيبة حسم الامر اقترب منها مسرعا ، وقلبه يحدثه ان مكروه اصاب حبيبته قلبه ينتفض مثل العصفور داخل صدره .

اقترب بلهفة
_ طمنينى يا دكتورة ، فاطمة عامله ايه .


ارتبكت الطبيبة لمدة ثوان و بعدها حاولت تمالك نفسها ، لم تكن المرة الاولى التى توجه حالة مثل فاطمة فهى تمارس تلك المهنة منذ ما يقرب من العشرين عاما .

ولكن المختلف هنا هى حالة فاطمة و زوجها ، خوف الزوج على زوجته و خوفها هى الاخرى عليه و رغبته فى استكمال الحمل رغم التعب الذى كانت تعانيه ، و حرصها على اخفاء الامر عن زوجها ، و الان قلقه عليها و قبلها رغبته فى التضحية بالجنين فى مقابل الحفاظ على صحة زوجته قبل طفله ، الذى انتظره طيلة خمسة عشرة سنة ، كلها امور جعلت منهم ثنائي مميز كانت تود لو ان لهم نصيب من السعادة ، لكن شاء القدر ان يفترق احد الزوجين ليترك احدهم الاخر وحيد بجانب مسئولية طفلة صغيرة ، لم يتعدى عمرها سوى بضع ساعات قليلة اتت الى الدنيا فى مقابل رحيل والدته عن الدنيا ، كم كان الثمن غاليا .



_ فى الحقيقة مدام فاطمة تم استئصال الرحم لكن النزيف مش بتوقف ، و كل اللى قادرين نعمله اننا نعوض دمها اللى راح عن طريق نقل اكياس من الدم ، لكن الوضع خلال ساعات يتطور .
صرخ فؤاد مقاطع حديث الطبيبة .

_ يعنى ايه انتى تقصد ايه بكلامك ان الوضع يتطور ، مرات هتموت .

_ احنا مفيش فى ايدينا حاجه اما النزيف يتوقف واما هيفضل موجود ، احنا عملنا كل اللى نقدر عليه ، مدام فاطمة من الاول كانت عارفه خطورة الحمل و مع ذلك اصرت علي استكمال .

سقط فؤاد ارضا ووضع يديه على اذنيه ،يحاول عدم الاستماع الى حديث تلك الطبيبة ، يبدو انها تهذى ، كيف تخبره ان زوجته سوف تتركه هو و ابنته و ترحل ، هى تحتاج الى قليل من الراحة و هو سوف يوفر لها الامر .
_ استاذ فؤاد من فضلك تمالك نفسك ده امر الله ، ومحدش عارف الخير فين ممكن فى لحظة تسترد مدام فاطمة صحتها ، المهم ان حضرتك تكون جنبها .

انصرفت الطبيبة بعد ان نفذ منها كل الكلام ، فهى لا تعرف كيف تواسي ذلك الرجل فى مصابه .

كلماتها الاخيرة شكلت امل بالنسبة له سوف يتمسك به .

خرجت فاطمة من غرفة الأفاقة محمولة على سرير متنقل خاص ب العمليات و تم نقلها الى غرفة عادية ، بعد اقل من ساعة كانت خلالها تجاهد لفتح عينيها .

خرج فؤاد من غرفته الى الغرفة التى يتواجد بها صغيرة التى لم يراها حتى الان ، اقترب من الغرفة و سمحوا له بالدخول بعد ان ارتدى الزى المخصص لها ، تعرف عليها مباشرة فهى قطعة منه و من فاطمة تحمل الكثير من ملامح زوجته لكن عينيها كانت مازالت مغلقة لم يتعرف على لونها بعد ، حملتها الممرضة و وضعته بين يديه صار بها الى الخارج حيث تمكث والدته و اقترب من السرير الذى ترقد عليه فتحت فاطمة عينيها لتجد الصغيرة مقابل لها .

شقت البسمة ثغرها تعبير عن فرحتها بها ، و حاولت الحديث اكثر من مرة لكن حلقها كان جاف ، حتى استطاعت اخيرا الكلام على الرغم من انخفاض صوتها الا ان فؤاد سمعه .

فؤاد : ايوه يا حبيبتى عايزة ايه

فاطمة بصوت منخفض للغاية : ارفعه عايزه امسكها بين ايدي .

ساعدها فؤاد على الاعتدال بعض الشئ و وضع الصغيرة بين راحتها .

و دمعت فرت من عين فاطمة اتبعها اخرى من عين فؤاد ، لكن حاول تمالك نفسه

فؤاد : شوفت جبت ايه بنت زى القمر حته منك يا فاطمة كلها شبهك .

فاطمة : تربي فى عزك حبيبي .

فؤاد : و عزك و عقبال ما تفرح بيها عروسة

ابتسمت فاطمة بتعب ابتسامة بسيطة لم يصل صداه الى قلبها فهى تعرف انها على وشك الرحيل و ترك حبيبها و فلذة كبدها التى اطلت على الدنيا منذ لحظات لكن يشاء القدر ان تحرم من حنان الام .

_ خلى بالك عليها دى امانة عندك عارفه ان الموضوع صعب ، بس انتا هتقدر يا فؤاد تحافظ على بنتى و تربيه ، انا مش هقدر منعك انك تتجوز ، بس اختار ام لها قبل ما تكون زوجة ليك .

_ اوعي تقول كده انتى هعيش لغاية ما تفرح بيها و تلبسيها الطرحة بنفسك ، بلاش توجع قلبي عليك تفتكر ان قلب فؤاد هيكون فيه مكان لحد بعدك .



_ كان نفسي يا فؤاد لكن النصيب و انا راضية بنصيب ، عشت معاك اجمل ايام فى عمرى كنت فيهم نعم الصاحب و الزوج و الاب و الاخ و العوض عن كل اللى فرقتهم فى حياتى كنت سند ، و اوعي تنسي سميها روح ، لان فيها روح منى و منك

ماهى الا ثوان و فارقت فاطمة الحياة تصعد روحها الى خالقها ، بعد ان طلبت من زوجها ان يقدم لها شربة من الماء ، بعدها قبلته فوق جبينه ، و قبلت الصغيرة بين عينيها و طلبت منه ان يضمها الى صدرة لاخر مرة ، نطقت فاطمة الشهادتين بعدها لفظت انفاسها الاخيرة .

بين يديه كانت النهاية لازال رغم مرور اكثر من خمسة و عشرون عاما على رحيلها ، يشعر انها مازالت بين يديه يشم رائحتها .

لم يشعر ان دموعه سقطت دون ان يشعر و هو يتذكر حبيبته الا عندما اقتربت منه روح تدس نفسها بين احضانها ، و تمسح بيديها الناعمة دموعه

حاولت روح تغير مجرى الحديث

_ بقي كده يا سي بابا تعيط و انا جنبك ، مش انتا دايما تقول انى مصدر البهجة فى حياتك ، كده سمعة دمرت على ايدك .

_ انتى مصدر كل البهجة اللى فى حياتي يا روح قلب بابا ، تعالى بقي نتكلم جد شوية فر موضوع كنت عايز اكلمك فيه .

انتبهت روح لتغير نبرة والدها و اتخذ الجدية فى الحديث ، تخشي ان يكون حديثه هو نفس حديثه السابق عن الزواج ، كيف لها ان تخبره انها تبحث على شخص مثله !؟

يشبه ليس فى الشكل فقط بل فى ادق تفاصيل حياته ، فى حنية و حب و وفاء و اخلاص لذكرى امراة رحلت ، منذ اكثر من خمسة و عشرين عاما رفض خلالها ان يتزوج من اخري ، بل بقي على العهد ، كيف تخبره انها تخشي العالم من دونه لا تتخيل ان تستقل في يوم فى حياتها بعيدا عنه هو مصدر الامان الوحيد لها فى ذلك العالم بعد الله .

_ اتفضل خير يا بابا !!!

_ امير ابن عمك اتقدم لك ، و انا مردتش ارد عليه بأى حاجه لغاية ما اعرف رايك ايه .

_ بابا انتا عارف انا مش بفكر فى الجواز خالص و

لم تكد تكمل حديثها حتى قام والده بمقاطعة .

_ مفيش بنت مش بتفكر فى الجواز يا روح و انت كبرت و بقيت عروسة و الخطاب دقوا بابك ، و انا لو عشت لك انهارده مش هعيش بكره ، عايز اطمن عليك يا روح قبل ما اوجه وجه رب كريم .


امتلأت عين روح بالدموع حين اخبرها والدها عن امر رحيله .


_ بعد الشر عليك اوعي تقول كده يا بابا انا مقدرش اعيش من غيرك .

_ الموت مش شر يا روح يا بنتى انا تعبت من وحدتي و فاطمة وحشتني اووى .

_ يا بابا من فضلك انا مش بحب الكلام ده ، كلامك بيخوفني اكتر ، انا مش هقدر ارتبط و ابعد عنك يا بابا انا حياتى كلها انتا .

_ بس الجواز سنة الحياة و انتى لسه صغيرة و من حقك تحب و تتحب ، و انا ملاحظ ان امير عينه عليك من زماااان .

_ بابا انا تعودت معاك على الصراحة زى ما انتا ربتني ، انا لحظات نظرات امير و فى الاول كنت فاكرة انى معجبة بيه ، بس انا كنت لسه صغيرة وقتها يا بابا لسه داخلة الكلية فى اول سنة مراهقة مش قادرة تقيم الناس ، مش فاهمة ان فى حاجات اهم من الشكل و المظاهر الاجتماعية ، زى التفكير و العقل و الحب .
لكن انا دلوقتى روح مختلفة قادرة احدد انا عايزة ايه ، انا عايزة شريك حياتى احس معاه بالامان ، عمرى ما اخاف و انا جنبه ابقى مطمئنة له اكتر من نفسي عارف انه هيكون عكاز لو الزمن خاني ، لكن امير شخصية فاضيى بيدور على شكل ، و حاجات تانية انتى عارفه ، صوته و تفكيره مش من دماغه كله بتوجيه من عمو كامل و طنط نادية .

كبرت صغيرة و اصبحت تجيد فهم الاشخاص من حولها ، لم يكن غافل عن نوايا ابن شقيقه و انه ما تقدم لخطبة ابنته الا نتيجة طلب من والده له او زوجته ، و الهدف فى النهاية واحد ثروته هى الغاية و ابنته ما هى الا الوسيلة للحصول عليها ، هو لا ينكر حق شقيقه فى ان يرثه بعد وفاته فهو لم يرزق الولد ، لكن شقيقه لم يكتفي بنصيب فقط يريد نصيب ابنته معاها ، الطمع هو ما يحركه و يبدو ان طباعه غلبت على ابنه هو الاخر ليصير اداة تنفذ الاوامر .

كان يظن ان ابنته تخفي عليها نوايا عمها لكن على العكس ، هى مدركة لكل ما يدور حولها ، لكن صامته كم تشبه فى ذلك حبيبته و زوجته فاطمة .

فى النهاية هو اخبرها لانه من حقه الاختيار و تقرير مصير حياتها ، هو معتاد معاها على حرية الاختيار لم يجبرها يوما على اتخاذ قرار او استبد برأيه عليها ، علمه كيف تكون حرة فى الاختيار .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي