الفصل الخامس
سجى فكرت كم أنها لا تستطيع التحكم بنفسها و هي مع ساري و لا تستطيع أن تضبط قلبها معه ، فهو ينومها مغنطيسيا لم تعلم منذ متى و هذه المشاعر الجارفة تولدت في قلبها نحوه ، لا تستطيع إلا أن تكون مغمضة العينين معه و متكاملة الثقة ، القلب كل نبض يخرجه يقول ساري ، تشعر بالضياع من دونه و قلبها يزيد خفاقه و تعجز عن التنفس اذا ذكر ببالها ، ما هذا و من أين أتى كل هذا الفيض ، حتى تحكمه بها تحبه ، تريده معها كل وقت و تشعر بالملل اذا لم يتصل عليها ، حتى و هي تتجول الآن في وسط المكتبات من دون أخباره تشعر به و تفكر فيه ، كانت تمسك كتاب بيدها و قد جذبها غلافه ففتحته للتأكد من محتواه و عندما لم يعجبها تركته صحيح هناك أغلفة جميلة و لكن تحتوى على مضمون فارغ مثل مجتبى وسيم بلا فائدة ، تذكرت كيف لم تتأثر به ليلة البارحة ، كل ما كانت تريد هو أن تنعم بلحظات دافئة مع ساري من دون تدخل و من دون إزعاج ، و لكن عندما جاء مجتبى لم تشعر بشئ كأنه شخص من عامة الناس و لم تجمعها به علاقة جميلة يوما ، و هذا أكد لها أن ما بينهم لم يكن حبا ، بل كان مشاعر لطيفة من اتجاهها هي فقط ، و حمدت الله أنها إنتهت و لم تعد موجودة قط و أن الله باعد بين طرقهم ، لانه لا يشبهها البتة ...
بعدها شعرت بشخص يمسكها من الخلف و كاد عقلها أن يطير و عندما وجدته عساف كادت أن تقتله و هو كان يضحك مثل المجنون على شقيقته ، بعدها كي يكفر عن ذنبه دعاها لتناول المثلجات فهو يعلم أن سجى تغفر اي شئ أمام المثلجات ، تجول معها هنا و هناك فهو يعلم كم أن اخته مثقفة و تحب الكتب و القراءة ، ذكية جدا و مبدعة في عملها ، هي لا تذهب الى اي مكان فقط تعمل من المنزل و هذا مريح جدا لها خصوصا أن شقيقته كسولة جدا و لا تحب الأعمال الشاقة و عملها بالتصاميم مريح و أيضا تعمل في شراء العملات الالكترونية و هذا ذكاء منها و يدخل عليها مال أكثر ، فسجى تحب جمع المال كثيرا ، ليست مهووسة به لكنها أيضا تحبه ، و أموالها تضيع بالمكتبات و الكتب و شراء الدمى ، أجل الدمى فشقيقته طفلة إلى أبعد الحدود ، كان يحب أخواته كثيرا و عندما كان يتجول معها لفت انتباهه تلك الأعين الزرقاء التي تمشي مع إمرأة في العقد الخامس ، كانت تشبه المرأة كثيرا و ظن أنها والدتها و عندما انتبهت سجى لعيني أخوها ، برقت جدا و تحركت نحو الفتاة و هي تحاورها " ميرنا جمال ؟؟
نظرت نحوها الفتاة و قالت " سجى كمال ؟
ثم تعانقت الفتيات بكل حب و ود و تحدثتا و هما واقفتين ثم عرفت الفتاة سجى على خالتها و أخبرتها أن والدتها توفيت منذ عامين و عرفتهم سجى على شقيقها و الذي كان يرمق الفتاة بنظراته بين كل لحظة و الأخرى ، سجى رأت نظرت ألم حزينة في أعين ميرنا و اوجعها هذا كثيرا ، و عندما تبادلتا الأرقام ، قررت أنها وجدت صديقتها بصعوبة و لن تتركها حتى تزيل هذا الحزن من عينيها ... حينما افترقوا سألها عساف بلهفة كبيرة أن من هذه ، فأخبرته سجى بأنها صديقتها المفضلة ميرنا و كانت أفضل صديقة لها بالثانوية و لكن انتقلوا إلى مدينة أخرى في الصف الثالث و منها افترقوا و بعدها لم تعرف عنها شئ و لكن الحمد لله وجدتها الآن و لن تفارقها ....
سجى جلست تفكر في ميرنا ، الفتاة المرحة و المجنونة ذات الصوت المرتفع ، تحب المشاكل بل تبحث عنها و لكن لديها قلب من ذهب ، تحب الجميع و تدافع عن أي شخص في مأزق و هذا كان يوقعها بالمشاكل و لكن لم تكن تكترث لكل هذا بل كان تصر على موقفها و تقف مع الحق حتى لو اوقعها هذا بالمتاعب ، ميرنا جمال الفتاة الملتهبة كما كانوا يلقبونها ، كانت صديقتها الوحيدة هي سجى ، كانت الفتاة الوحيدة لوالديها و كانت متعلقة جدا بهم ، لدرجة خيالية حتى أن سجى كان تلقبها بالطفلة المدللة لتعلقها الشديد بهم ، لم ترى نظرة الانكسار و الألم هذه من قبل في عين صديقتها التي كانت تخرج من عينيها فقط القوة ، شعرت بالحزن حينما انتقلت ميرنا و عائلتها و ما زاد الأمر سوء هو إنقطاع سبل التواصل ، لم تغب يوما عن بالها و لم تنساها و تعلم من نظرة طلب المواساة التي رمقتها بها ميرنا أنها أيضا لم تنسى صديقتها الحبيبة سجى ، دعت الله أن يلطف بصديقتها و قررت أن تهاتفها و تلتقيها في هذا الأسبوع حتى تعرف أخبارها و تقدم لها ما تستطيع من مواساة و عون .....
.
.
سيلا و سلاف كانوا قد أصابوا ساري بصداع من كثرة الكلام فكان موضوعهن سجى ، يريدا أن يلتقيا بها قبل موعد الخطبة التي تبقت بها عشرة أيام فقط و لكن أخواته ليس لديهم صبر و يعلم أنه لن يرتاح من هذه الطلبات حتى يلتقوا بسجى ، سيلا بالذات مزعجة أصابته بالدوار ، يمكنه إقناع سلاف و لكن سيلا محال لن تقتنع أبدا و لن تصبر و أطفالها ورثوا هذه الجينات من والدتهم و قد أتوا مع والدهم وليد ليلة البارحة و الآن مايرا الصغيرة تصرخ مع والدتها و خالتها في رأسه ، هي مثل القشطة حلوة و ظريفة و لكن عندما تبدأ بالصراخ لا تحتمل مثل والدتها تماما ، أما سامي فقد فسدت أخلاقه بسبب سنان و دلاله الكثير للطفل و تعلم كل صفات سنان الموحشة ، فهو مزعج و يحب الدراجات النارية و مهووس بها تماما مثل سنان كما أنه يظن نفسه رجلا كبير و لا يحب أن يناديه أحد يا صغير ، و الآن كل هؤلاء برأسه اصابوه بالصداع بسبب زنهم الكثير ، فحمل هاتفه و ادخل رقم سجى و قال بترجي أرجوك تحدثي مع هذه المزعجة فقد ثقبت طبلة أذني ... ثم أعطى الهاتف لسيلا و تلك بدأت تثرثر مع سجى و تضحك بأعلى صوت لها ، لا يعلم كم استمرت المحادثة فقد سرح بخياله بعيدا و كانت سجى كما يبدو مستمتعة بالمحادثة ، فطفلته مثل شقيقاته تماما ذات رأس قوي و لا تستمع أبدا ، و عندما ركز وجد أن حتى والديه جالسين يتحدثون مع سجى لا يعلم متى فتحت سيلا و سلاف كاميرا الفيديو و أصبحت مكالمة فيديو و لكن يعلم أن فاتورته الآن تحمل أرقام كبيرة لذا صرخ و اخذ الهاتف من يدها و هو يقول " عديمة الذوق و الاحساس ... فنظرت له بحنق و سجى أيضا اغتاظت منه و أغلقت بوجهه ....
نظر إلى أخواته الحانقات و قالت سلاف " تستحق هذا يا جه النحس .... ثم مدت لسانها و ذهبت حانقة ..
نظر ساري محتار الفتيات حقا لا يمكن فهم ما برؤوسهن ..
سلمى كانت جالسة تفكر فى كلام سجى و عن صديقتها التي وجدتها بعد زمن طويل ، حزنت بشدة لما حدث مع ميرنا و كم كانت هي و سجى صديقات ، تذكرت صديقتها سمر فتحي التي كانت أعز صديقة لها بالماضي و لكن تزوجت كل واحدة و انشغلت بالدنيا و غير أن عائلة سمر انتقلت و سمعت انهم عادوا منذ سنوات لكن لم تعلم أين العنوان لكانت ذهبت لها و لكن ليس بيدها حيلة و هي لا تعلم شئ ، دعت الله أن تحل السلامة بصديقتها أينما كانت .....
اخيرا بعد انتظار هذه الأيام العشر التي انقضت بشرها و خيرها جاء موعد خطبة سجى و ساري الذي ترى سجى أنه جاء بسرعة البرق و لم يمهلها حتى لتفكر ، هي لا تعلم لا تظن أن هذا صائب و لما فجأة تحولت الأمور بينها هي و ساري هكذا ، كل هذا أصابها بالصداع و هي اصلا لا تحب أن تضع تجميل على وجهها لذا أصرت أن تكون على طبيعتها ، و ساري يعلمها فلما سوف تتزين إذن ، لكن هيهات سبانا لن تتركها بحالها و تعلم دماغ شقيقتها الغبية لذا قامت بتحضير كل شئ حتى أنها اشترت فستان جديد لسجى من دون علمها و اختارت الألوان على ذوقها هي ، أيقظت سجى الكسولة من نومها و بدأت تسرح لها شعرها بالقوة ، فإن كانت ذات رأس متحجر سبانا ذات رأس صخري و جبلي و عنيدة أكثر من أختها ، لم تترك لسجى اي حيلة تتحجج بها لذا جهزتها و قامت بوضع قليل من الزينة فقط على وجهها حتى تبدو مشرقة مع أن سجى انت تظن أن بشرتها مشرقة أكثر من دون أي زينة أو غيرها ، بعدها لبست سبانا فستان بسيط و لكن أنيق جدا و قامت بتسريح شعرها و هاتفها سنان الذي أخبرها انهم اقتربوا ، سنان مذ أن تعرف على سبانا أصبح صديق لها بسرعة و لهذا لتشابه شخصياتهم الكبيرة و كان دائما يخبرها عن تؤامه سلاف و قد تشوقت سبانا للتعرف عليها ، فسنان يتحدث كثيرا عنها و يبدو أنها سوف تحصل على كثير من الأصدقاء ، فقد وجدت الصداقة في ليا التي معهم اليوم و تساعدهم و قريبا سوف تصبح زوجة شقيقها الأكبر و أيضا في سنان الذي شعرت بها مثل شقيقها التؤام منذ أن جاء مع ساري أول مرة ، فهي تعرف ساري مسبقا كانت ، و تتمنى الآن أن تكون سلاف كما وصفها سنان تماما ، كان ساري يدعوها بالمشاغبة و يشبهها دائما بأخويه التؤام ، تعرفت على سنان و اليوم سوف تعرف سلاف لذا كانت متحمسة جدا أن تلتقيها ، أما ساري فقد كاد أن يطير أخيرا جاء هذا اليوم بعد أيام كانت تمر كالدهور ببطئ شديد و تتقطر على راحتها ، ظن أن هذا اليوم لن يأتي أبدا و لكن اخيرا جاء هذا اليوم بعد تعب و عناء ، لقد أعطى كلمة رجل و اليوم ينفذ ما وعد ، لن يدع محبوبته تكون لغيره لانه لا يتحمل أن يجرحها أحد ، يعلم أن الحياة ليست سهلة و سوف تمر بهم مشاكل كثيرة و تأخذ النقاشات منجرف من الحدة و لكن بالتفاهم سوف يحل كل شئ ، و يد بيد سوف يتجاوزا مع بعضهم كل الظروف و المشاكل ، ليس متأكد إن كانت سجى تحبه ام لا لكنه يثق أنها لا تحب غيره و هذا يريحه و متأكد انه سيجعلها تقع بغرامه كما هو متيم بها جدا .....
.
... عندما دخل ساري و عائلته استقبلهم كمال و اولاده في الباب و جائت سبانا و سلمت على سمر و سلاف و مدت لسانها لساري و سنان الذي ضحك عليها و هو يقول " طفلة .... ثم أخذت المرأتين لمكان النساء حينها جائت والدتها و عندما رأت سمر لم تصدق عينيها و ذرفت الدموع و عانقت كل واحدة الثانية في مشهد جميل ، استغربت سبانا و سلاف هذا و هما تنظران لبعضهم البعض و لم تعرفا ما يحدث إلا حينما نطقت كل واحدة فقالت سمر " سلمى يس ، و نطقت سلمى " سمر فتحي ... ثم ضحكتا من القلب و هما تتعانقان مرة أخرى وسط ذهول الفتاتين ... حينها علموا أن والدتهم كانوا صديقات منذ الطفولة و لكن فرقتهم الايام و الظروف و سبحان الله الآن جمعهم اولادهم ..
بعدها شعرت بشخص يمسكها من الخلف و كاد عقلها أن يطير و عندما وجدته عساف كادت أن تقتله و هو كان يضحك مثل المجنون على شقيقته ، بعدها كي يكفر عن ذنبه دعاها لتناول المثلجات فهو يعلم أن سجى تغفر اي شئ أمام المثلجات ، تجول معها هنا و هناك فهو يعلم كم أن اخته مثقفة و تحب الكتب و القراءة ، ذكية جدا و مبدعة في عملها ، هي لا تذهب الى اي مكان فقط تعمل من المنزل و هذا مريح جدا لها خصوصا أن شقيقته كسولة جدا و لا تحب الأعمال الشاقة و عملها بالتصاميم مريح و أيضا تعمل في شراء العملات الالكترونية و هذا ذكاء منها و يدخل عليها مال أكثر ، فسجى تحب جمع المال كثيرا ، ليست مهووسة به لكنها أيضا تحبه ، و أموالها تضيع بالمكتبات و الكتب و شراء الدمى ، أجل الدمى فشقيقته طفلة إلى أبعد الحدود ، كان يحب أخواته كثيرا و عندما كان يتجول معها لفت انتباهه تلك الأعين الزرقاء التي تمشي مع إمرأة في العقد الخامس ، كانت تشبه المرأة كثيرا و ظن أنها والدتها و عندما انتبهت سجى لعيني أخوها ، برقت جدا و تحركت نحو الفتاة و هي تحاورها " ميرنا جمال ؟؟
نظرت نحوها الفتاة و قالت " سجى كمال ؟
ثم تعانقت الفتيات بكل حب و ود و تحدثتا و هما واقفتين ثم عرفت الفتاة سجى على خالتها و أخبرتها أن والدتها توفيت منذ عامين و عرفتهم سجى على شقيقها و الذي كان يرمق الفتاة بنظراته بين كل لحظة و الأخرى ، سجى رأت نظرت ألم حزينة في أعين ميرنا و اوجعها هذا كثيرا ، و عندما تبادلتا الأرقام ، قررت أنها وجدت صديقتها بصعوبة و لن تتركها حتى تزيل هذا الحزن من عينيها ... حينما افترقوا سألها عساف بلهفة كبيرة أن من هذه ، فأخبرته سجى بأنها صديقتها المفضلة ميرنا و كانت أفضل صديقة لها بالثانوية و لكن انتقلوا إلى مدينة أخرى في الصف الثالث و منها افترقوا و بعدها لم تعرف عنها شئ و لكن الحمد لله وجدتها الآن و لن تفارقها ....
سجى جلست تفكر في ميرنا ، الفتاة المرحة و المجنونة ذات الصوت المرتفع ، تحب المشاكل بل تبحث عنها و لكن لديها قلب من ذهب ، تحب الجميع و تدافع عن أي شخص في مأزق و هذا كان يوقعها بالمشاكل و لكن لم تكن تكترث لكل هذا بل كان تصر على موقفها و تقف مع الحق حتى لو اوقعها هذا بالمتاعب ، ميرنا جمال الفتاة الملتهبة كما كانوا يلقبونها ، كانت صديقتها الوحيدة هي سجى ، كانت الفتاة الوحيدة لوالديها و كانت متعلقة جدا بهم ، لدرجة خيالية حتى أن سجى كان تلقبها بالطفلة المدللة لتعلقها الشديد بهم ، لم ترى نظرة الانكسار و الألم هذه من قبل في عين صديقتها التي كانت تخرج من عينيها فقط القوة ، شعرت بالحزن حينما انتقلت ميرنا و عائلتها و ما زاد الأمر سوء هو إنقطاع سبل التواصل ، لم تغب يوما عن بالها و لم تنساها و تعلم من نظرة طلب المواساة التي رمقتها بها ميرنا أنها أيضا لم تنسى صديقتها الحبيبة سجى ، دعت الله أن يلطف بصديقتها و قررت أن تهاتفها و تلتقيها في هذا الأسبوع حتى تعرف أخبارها و تقدم لها ما تستطيع من مواساة و عون .....
.
.
سيلا و سلاف كانوا قد أصابوا ساري بصداع من كثرة الكلام فكان موضوعهن سجى ، يريدا أن يلتقيا بها قبل موعد الخطبة التي تبقت بها عشرة أيام فقط و لكن أخواته ليس لديهم صبر و يعلم أنه لن يرتاح من هذه الطلبات حتى يلتقوا بسجى ، سيلا بالذات مزعجة أصابته بالدوار ، يمكنه إقناع سلاف و لكن سيلا محال لن تقتنع أبدا و لن تصبر و أطفالها ورثوا هذه الجينات من والدتهم و قد أتوا مع والدهم وليد ليلة البارحة و الآن مايرا الصغيرة تصرخ مع والدتها و خالتها في رأسه ، هي مثل القشطة حلوة و ظريفة و لكن عندما تبدأ بالصراخ لا تحتمل مثل والدتها تماما ، أما سامي فقد فسدت أخلاقه بسبب سنان و دلاله الكثير للطفل و تعلم كل صفات سنان الموحشة ، فهو مزعج و يحب الدراجات النارية و مهووس بها تماما مثل سنان كما أنه يظن نفسه رجلا كبير و لا يحب أن يناديه أحد يا صغير ، و الآن كل هؤلاء برأسه اصابوه بالصداع بسبب زنهم الكثير ، فحمل هاتفه و ادخل رقم سجى و قال بترجي أرجوك تحدثي مع هذه المزعجة فقد ثقبت طبلة أذني ... ثم أعطى الهاتف لسيلا و تلك بدأت تثرثر مع سجى و تضحك بأعلى صوت لها ، لا يعلم كم استمرت المحادثة فقد سرح بخياله بعيدا و كانت سجى كما يبدو مستمتعة بالمحادثة ، فطفلته مثل شقيقاته تماما ذات رأس قوي و لا تستمع أبدا ، و عندما ركز وجد أن حتى والديه جالسين يتحدثون مع سجى لا يعلم متى فتحت سيلا و سلاف كاميرا الفيديو و أصبحت مكالمة فيديو و لكن يعلم أن فاتورته الآن تحمل أرقام كبيرة لذا صرخ و اخذ الهاتف من يدها و هو يقول " عديمة الذوق و الاحساس ... فنظرت له بحنق و سجى أيضا اغتاظت منه و أغلقت بوجهه ....
نظر إلى أخواته الحانقات و قالت سلاف " تستحق هذا يا جه النحس .... ثم مدت لسانها و ذهبت حانقة ..
نظر ساري محتار الفتيات حقا لا يمكن فهم ما برؤوسهن ..
سلمى كانت جالسة تفكر فى كلام سجى و عن صديقتها التي وجدتها بعد زمن طويل ، حزنت بشدة لما حدث مع ميرنا و كم كانت هي و سجى صديقات ، تذكرت صديقتها سمر فتحي التي كانت أعز صديقة لها بالماضي و لكن تزوجت كل واحدة و انشغلت بالدنيا و غير أن عائلة سمر انتقلت و سمعت انهم عادوا منذ سنوات لكن لم تعلم أين العنوان لكانت ذهبت لها و لكن ليس بيدها حيلة و هي لا تعلم شئ ، دعت الله أن تحل السلامة بصديقتها أينما كانت .....
اخيرا بعد انتظار هذه الأيام العشر التي انقضت بشرها و خيرها جاء موعد خطبة سجى و ساري الذي ترى سجى أنه جاء بسرعة البرق و لم يمهلها حتى لتفكر ، هي لا تعلم لا تظن أن هذا صائب و لما فجأة تحولت الأمور بينها هي و ساري هكذا ، كل هذا أصابها بالصداع و هي اصلا لا تحب أن تضع تجميل على وجهها لذا أصرت أن تكون على طبيعتها ، و ساري يعلمها فلما سوف تتزين إذن ، لكن هيهات سبانا لن تتركها بحالها و تعلم دماغ شقيقتها الغبية لذا قامت بتحضير كل شئ حتى أنها اشترت فستان جديد لسجى من دون علمها و اختارت الألوان على ذوقها هي ، أيقظت سجى الكسولة من نومها و بدأت تسرح لها شعرها بالقوة ، فإن كانت ذات رأس متحجر سبانا ذات رأس صخري و جبلي و عنيدة أكثر من أختها ، لم تترك لسجى اي حيلة تتحجج بها لذا جهزتها و قامت بوضع قليل من الزينة فقط على وجهها حتى تبدو مشرقة مع أن سجى انت تظن أن بشرتها مشرقة أكثر من دون أي زينة أو غيرها ، بعدها لبست سبانا فستان بسيط و لكن أنيق جدا و قامت بتسريح شعرها و هاتفها سنان الذي أخبرها انهم اقتربوا ، سنان مذ أن تعرف على سبانا أصبح صديق لها بسرعة و لهذا لتشابه شخصياتهم الكبيرة و كان دائما يخبرها عن تؤامه سلاف و قد تشوقت سبانا للتعرف عليها ، فسنان يتحدث كثيرا عنها و يبدو أنها سوف تحصل على كثير من الأصدقاء ، فقد وجدت الصداقة في ليا التي معهم اليوم و تساعدهم و قريبا سوف تصبح زوجة شقيقها الأكبر و أيضا في سنان الذي شعرت بها مثل شقيقها التؤام منذ أن جاء مع ساري أول مرة ، فهي تعرف ساري مسبقا كانت ، و تتمنى الآن أن تكون سلاف كما وصفها سنان تماما ، كان ساري يدعوها بالمشاغبة و يشبهها دائما بأخويه التؤام ، تعرفت على سنان و اليوم سوف تعرف سلاف لذا كانت متحمسة جدا أن تلتقيها ، أما ساري فقد كاد أن يطير أخيرا جاء هذا اليوم بعد أيام كانت تمر كالدهور ببطئ شديد و تتقطر على راحتها ، ظن أن هذا اليوم لن يأتي أبدا و لكن اخيرا جاء هذا اليوم بعد تعب و عناء ، لقد أعطى كلمة رجل و اليوم ينفذ ما وعد ، لن يدع محبوبته تكون لغيره لانه لا يتحمل أن يجرحها أحد ، يعلم أن الحياة ليست سهلة و سوف تمر بهم مشاكل كثيرة و تأخذ النقاشات منجرف من الحدة و لكن بالتفاهم سوف يحل كل شئ ، و يد بيد سوف يتجاوزا مع بعضهم كل الظروف و المشاكل ، ليس متأكد إن كانت سجى تحبه ام لا لكنه يثق أنها لا تحب غيره و هذا يريحه و متأكد انه سيجعلها تقع بغرامه كما هو متيم بها جدا .....
.
... عندما دخل ساري و عائلته استقبلهم كمال و اولاده في الباب و جائت سبانا و سلمت على سمر و سلاف و مدت لسانها لساري و سنان الذي ضحك عليها و هو يقول " طفلة .... ثم أخذت المرأتين لمكان النساء حينها جائت والدتها و عندما رأت سمر لم تصدق عينيها و ذرفت الدموع و عانقت كل واحدة الثانية في مشهد جميل ، استغربت سبانا و سلاف هذا و هما تنظران لبعضهم البعض و لم تعرفا ما يحدث إلا حينما نطقت كل واحدة فقالت سمر " سلمى يس ، و نطقت سلمى " سمر فتحي ... ثم ضحكتا من القلب و هما تتعانقان مرة أخرى وسط ذهول الفتاتين ... حينها علموا أن والدتهم كانوا صديقات منذ الطفولة و لكن فرقتهم الايام و الظروف و سبحان الله الآن جمعهم اولادهم ..