الفصل الخامس
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا انا اسفة على التأخير والله كان عندي ظروف خاصة هي اللي أخرتني
مش هطول عليكم
الفصل الخامس
تجلس على منضدة صغيرة بمقعدين صغيرين تفترش عليها أدواتها، تقوم بترتيبها، وتنظيمها، حتى تتمكن من تنظيم دراستها بطريقة مرتبة كما علمها أخيها سابقا، انتهت من أداء فروضها وجلست في انتظار أخيها حتى أوان عودته من الخارج، لكن توارد إلى ذهنها الأحداث الماضية التي جعلتها تشعر بالخوف من الجميع، ودائما في عزلة عن الجميع، لم تعد تثق بأحدٍ مطلقا سوى أخيها، جميع الأحداث التي عايشتها منذ وفاة والديها، لكن ما حدث اليوم معها بأول يوم لها بالجامعة جعلها تتذكر ما حدث بالعام الماضي، ما رأته عيناها لا يمكن نسيانه ما حيِيَت،
كانت تسير في طريق عودتها للمنزل هي ورفيقتها التي تسكن معها بنفس المنطقة السكنية التي تقطن بها، لكن قبل اقترابهم من دخول الطريق المؤدى للمنزل لاحظت توتر صديقتها واتجاه عينيها إل مكان آخر، لتنظر لها تحثها على تكملة السير، لكنها تلاحظ من بعيد قدوم شابان أحدهم رفيقهم بالمدرسة، والآخر يكبرهم عاما، تنظر لصديقتها نظرة مميتة، صدمت من ما حدث، كانت تعلم ن صديقتها تصادق الشاب زميلهم، لكنها لم تتوقع أن يقابلها هكذا
رؤى: ايه ده يا هند، انتي اتجننتي تخليه يجيلك لحد هنا، لو حد شافك، أو باباكي شافك هتعملي ايه وقتها!
هند : خلاص يا رؤى محصلش حاجة وبعدين احنا هنقعد مع بعض شوية ونروح، وبعدين أصلا المقابلة دي عشانك انتي، نادر اللي خلي سامح يطلب يقابلني
رؤى بصدمة جلية على وجهها وكن عينيها على وشك الخروج من محجريها : عشاني...
انتي بتخرفي بتقولي ايه، ومين قال لك إني ممكن اقبل إني اهين نفسي، واهين أخويا، وقلل من قيمتي واوصل للمرحلة دي، ده لا يمكن يحصل أبدا، لا يمكن اهين اخويا واذله أو اكسر عينه قدام الناس، هو مربنيش وتعب عشاني واجي انا عشان اذله واكسر عينه، بصي يا هند ده غلط يلا بينا نمشي من هنا
هند : ايه الغلط هنا انا مش عارفة، يا بنتي احنا هنقعد معاهم شوية ونمشي
رؤى : الظاهر انك مصرة ومصممة على الغلط، خليكي براحتك بس انا همشي
تتركها وتغادر وداخلها ينبض بشدة من الخوف، كانت تسير كمن يركض ويهرول للسعي، وعندما وصلت إلى المنزل انهارت باكية لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله، وعند قدوم أخيها ورؤيتها على هذه الحال انتابه القلق الشديد ليبادر بسؤالها عما حدث، وما سبب بكائها،
تنظر لوجهه قليلا ثم تبدأ تقص عليه ما حدث كاملا، كان فرحا بصغيرته التي تأكد نه نجح بتربيتها تربية صحيحة، لكنه لازال قلقلا عليها ويجب عليه معالجة هذا المر بطريقة صحيحة،
يبدأ الحديث معها بهدوء شديد وحنية صادقة: شوفي يا رؤى انتي اتصرفتي صح انك سيبتيها ومشيتي لن اللي هي بتعمله ده مش بس غلط ده حرام
تنظر إليه بعيون قد ملأها الدمع: حرام ازي يا أبيه، مش هما زي اللي في التليفزيون، هما كمان بيخرجوا مع بعض؟
ينظر إليها بنظرة متفهمة يعلم جيدا أن التلفاز يعرض لهم المشكلة مع حلها لكنهم لا ينظرون سوى لنصف الكوب الفارغ; ألا وهو فرحتهم بمعسول الكلمات،
محمد: شوفي يا رؤى الحب مش عيب ولاحرام، لكن الحب الحلال، الحب اللي ميغضبش ربنا
رؤى : مش فاهمة يا أبيه، حضرتك بتقول حرام، يبقي ازاي الحب الحلال!
محمد: واضح ان فهمك كله غلط، خلينا نفهم واحدة واحدة، شوفي يا ستي الحرام إني اقابل واحد، واقعد معاه، واخليه يكلمني، ويتعامل معايا، ويقول كلام كتير زي اللي بتشوفوه في الأفلام بدون رابط شرعي، ده حرام،
الحب الحلال، اللي بين الزوجين، الأخوة، الأب والأبناء، الأم، لكن اللي صحبتك بتعمله ده مش حب أبدا، دي مراهقة،
بدليل انه عمره ما يفكر يتجوزها في يوم من الأيام، لنه بتسلي مش أكثر، لكن لو هو بيحبها بجد هيحميها، ويحافظ عليها، ويخليها عزيزة، وكريمة، وغالية، ومقامها عالي عشان يطلبها في الحلال، وكدة يكون حافظ عليها لنفسه، لكن انتي ايه رأيك هل كدة بيحبها؟
رؤى: يستحيل يا أبيه كدة هو بيأذيها وهي بتأذي نفسها كمان
محمد : صح يا رؤى، هي كدة بتهين نفسها وبتهين هلها قبلها، ربنا يهديها، المهم انا عاوزك ملكيش دعوة بيها تعمل اللي هي عوزاه انصحيها مرة، واثنين، وعشرة، لكن متمشيش معاها اللي عملته النهاردة ممكن تعمله تاني، واحنا بنخاف نغضب ربنا، ولا ايه رأيك
تومئ برسها بهزة بسيطة بمعنى نعم : صح يا أبيه، أوعدك
تمر الأيام تباعا وهي لم تتوقف عن نصحها يوما إلى أن جاء يوم ورأت ما جعلها تنفر منها ،رأتها تجلس لجوار هذا الفتى، يجلسان متقاربان بطريقة مقززة، همت بالمغادرة لكن استوقفها حديثه لها بأنه يريد أن يراها بمفرده، اتسعت عينيها من الصدمة ولم تفكر سوى في طريقة لإنقاذها مما هي مقدمة عليه ومن الخزي الذي ستضع عائلتها به، لكن ما زاد من صدمتها رؤيتها لوالد رفيقتها يسير في ذات الاتجاه حاملا لبعض الأكياس البلاستيكية التي يوجد بها بعض المستلزمات الخاصة بمنزلهم، تحاول الركض سريعا حتى تتمكن من تنبيهها قبل فوات الأوان، لكن قد سبق السهم الصاعقة، فقد دخل والدها إلى البناية التي أخذها رفيقها إليها، وعند وصولها رأت مشهد لا تستطيع أن تخرجه من ذاكرتها حتى هذه الساعة،
فقد كانت قابعة داخل أحضان شاب غريب عنها، استباح جسدها ببشع طريق، تمتع بما ليس من حقه، ومن الخاسر؟
والدها من شدة صدمته خر جالسا على ركبتيه في خزي، وعار، لميتمكن من النهوض منذ هذا الوقت، أصبح قعيدا لا يقوى على الحراك، ومع هذا لم تبدى ذرة ندم واحدة، بل قامت باتهامها أنها المتسبب الرئيسي لما حدث لها، ولم تكتفي بهذا بل وجهت كافة التهم إليها; رغم نصيحتها التي لم تتوانى عنها، لكن أخيها لم يسمح بهذا أبدا وتصدى للجميع وأخرس ألسنتهم، تفق من شرودها على فتح باب المنزل ودخول أبيها الثاني
-حمدلله على السلامة يا أبيه
محمد: الله يسلمك يا رؤى، هااه اتعشيتي ولا لأ
رؤى: الحمد لله يا أبيه، لتكل بمرح أُخوي، هاه قولي بقي أخبار جميلة ايه والخروجة أكيد كانت حلوة؟
يتنهد بطريقة تنم عن شيء يؤرقه لكنه يجيب: يعني كانت حلوة، المهم دلوقتي تعالي احكي لي كل اللي حصل النهاردة في الجامعة
رؤى: بابتسامة بسيطة تعلم جيدا أن أخيها يحاول إ خفاء أمر ما، لكنها لن تتركه هكذا، ستقص عليه ما حدث معها وبعدها ستعرف ما به : رغم إني عارفة إنك بتوه لكن هاعرف كل حاجة بعد ما احكي لك انا يا أبيه اللي حصل النهاردة في الكلية
محمد : بابتسامة صادقة، طيب قولي يا قلب أبيه
رؤى: .......
*********************************************-***
تغلق باب الغرفة بعدما اطمأنت على صغارها أنهم يهنئون بنوم آمن، تدخل غرفتها تبحث عمن امتلك القلب، والعقل، والوجدان، تجده واقفا يكتف ساعديه ناظرا للفراغ بشرود غير معتاد، تقترب منه محتضنة إياه من الخلف كنوع من الاعتذار عن إهمالها له في الساعات الماضية، يديرها إليه محتضنا إياها مقبلا مقدمة رأسها، يعلم جيدا ما كانت تعانيه عندما جاءها خبر اختطاف الفتيات الصغيرات، فلم تراعى حملها، ولا خطورة الوضع الراهن، بل كان كل تفكيرها في صغيرتيها، ظلا على وضعهما هذا وهلة من الزمن إلى أن بادر بسؤالها
أحمد : اطمنتي على البنات يا نوجا، ولا لسة قلقانة؟!
ترفع رأسها ناظرة لعينيه بنبرة لازالت تحمل القلق بين طياتها،
نجلاء: اطمنت الحمد لله، بس انا لسة خائفة يا احمد اللي حصل ده يحصل تاني، خصوصا إن ...
-ينظر لها نظرة متعجبة : خصوصا إن إيه...
سكتي ليه يا حبيبتي كملي
يظهر الارتباك جليا على قسمات وجهها من الحديث الذي هي مقدمة عليه: البنات وصفولي الست اللي كانت موجودة مع الناس اللي خطفوهم، مواصفتها هي...
تصمت قليلا ثم تتابع: مواصفات نيهال يا احمد
تنظر لعينيه بقلق، لكنه يصدمها بقوله،
أحمد : انا عارف ومتأكد انها هي نيهال يا حبيبتي، كنت شاكك من الأول لكن دلوقتي اتأكدت
نجلاء: ايه اللي خلاك تشك فيها يا احمد!
أحمد: ينظر لها بابتسامة صافية على براءتها التي أصبحت نادرة الوجود،
بصي يا حبيبتي انتي طيبة خالص، أولا، نيهال مش هترتاح ولا هتهدى إلا لما تعمل حاجة تلخبط بيها حياتنا،
لتتغير نبرته للوعيد، لكن انا مش هسمح لها تبوظ حياتنا لو فيها موتي
تضع يدها سريعا على فمه تمنعه من استكمال الحديث، ودموعها تنهمر على صفحات وجهها،
نجلاء: بعد الشر عنك اوعى تقول كدة تاني عشان خاطري، انا مش هقدر استحمل بعدك عني
لم تستطع إكمال الحديث، ليبادر بمسح دمعاتها تباعا وهو يحتضن وجهها،
أحمد : كفايا عشان خاطري خلاص مش هقول كدة تاني، هسيب الموضوع ده لمروان وهو يتصرف قانوني،
هااه ايه رأيك كفايا عياط بقي الدموع دي صعب إني استحملها
تومئ برأسها بمعني نعم، لكنها تشعر بحركة خاطفة بها ألم بسيط، شهقة خرجت من بين شفتيها لينتابه القلق عليها
- مالك يا حبيبتي ايه اللي حصل !
- لكنها لم تتحدث بل أخذت يده وضعتها على بطنها المنتفخة ليشعر بحركة الصغار، فرحة تكاد تبلغ عنان السماء، فهذه المرة الأولى الذي يختبر هذا الشعور الأبوي، فرغم طفلته نور إلا أنه لم يستسغ هذا الشعور من قبل، دمعة هاربة تسقط على يديها لتصدم من الأمر، ترفع وجهه بيديها لترى دمعات متراكمة داخل مقلتيه يمنعها من الهبوط، لتتساءل بقلق عما أصاب نبض قلبها
نجلاء: احمد يا حبيبي مالك !
ايه اللي مزعلك!
أحمد: يسحبها من يدها للداخل وهو يخبرها أنها من أعطته هذا الشعور الرائع،
مفيش حاجة يا قلبي، انا بس مبسوط بزيادة شوية عشان ربنا أنعم عليا ورزقني بيكي، انتي أحلي نعمة ربنا رزقني بيها، كل حاجة بتديها لي لها طعم جميل، مش عارف لو ماكنتش اتجوزتك كنت هاعمل ايه
نجلاء: ولا حاجة كان هيحصل حاجة وكنت هتتجوزني برده، قدرك انا يا حمادة
أحمد بضحكة عالية: أحلى قدر يا قلب حمادة، المهم تعالي ارتاحي دلوقتي انتي مش قادرة تقفي خلاص، اليوم كله ضغط وكدة غلط
بعدما تمددت على العراش بادرت بسؤاله : احمد حبيبي البنات كانوا قالوا لي على البنت وأخوها اللي ساعدوهم..
تصمت هينة متذكرة الاسم ..اه رؤى ، هما عرفوهم ازاي واتصلوا بيك !
أحمد: يا حبيبتي ده كان صدفة سبحان الله، اخو البنت اسمه محمد الألفي، ولحسن حظنا انه من ضمن الدفعة الجديدة اللي توظفت الشهر اللي فات في الفرع الجديد، فهو لما نور وسما قالوا له الاسم على طول اتصل وكلمنا، والباقي اللي حصل كله انتي عرفتيه من البنات
نجلاء : الحمد لله، ألف حمد وشكر لك يا رب، بس انا عاوزة اروح لهم اشكرهم بنفسي على اللي عملوه مع البنات، ممكن يا حمادة
أحمد: إلا ممكن يا قلب حمادة، بكرة بإذن الله نروح لهم ونشكرهم على مساعدتهم، لكن دلوقتي ممكن تنامي وترتاحي بقى كفاية عليكِ تعب النهاردة
تنصاع لحديثه ولكن لازال القلق يتفاقم داخلها على أطفالها، تعلم أن هذه الحية لن تهدأ إلا إذا ما أصابهم مصاب، أما هو كان يعلم ما يدور داخلها ويعلم قلقها الشديد على الصغار، وهو لا يقل ألما عنها لكن يجب عليه التماسك لمعاقبة الفاعل
*************************************************
كان لازال يقف شاردا تدور أفكاره حول حديث والده الذي سوف يغير مجرى حياته كليا، لا يعلم إلى أي شيء، وإلى أي مرحلة ستتجه حياتهم، يفق من توارد أفكاره على دخول رفيقه، وزوج أخته الكبرى، كان يبدوا عليه التعب والإرهاق، يذهب لاستقباله أمام غرفته،
سليم : حمدلله على السلامة ايه يا رائف اتأخرت ليه كدة !
يجيبه بتنهيدة طويلة تنم عن شدة تعبه : على ما خلصت كل حاجة، بجد ده صعب اوي يا سليم قرار التصفية اللي جه فجأة ده
يحيبه وهو ينظر للأسفل : معلش بقى المفروض ده كان حصل من زمان مش من دلوقتي للأسف،
يلا المهم دلوقتي ادخل انت ارتاح شوية، يلا تصبح على خير
يتركه ويغادر حتى يتمكن من دخول غرفت بأريحية، يتجه نحو غرفته هو وزوجته يجدها تنام بعمق شديد، يحرك رأسه بأسف على حبيبته، ورفيقة طفولته، التي أضحت شخص لم يعرفها أبدا، لكنه يقرر المحاولة معها من جديد، رغم تغاضيه عن أفعالها سابقا; إلا أنه قد حان الوقت لإنقاذ زواجه، يتجه نحو سريرها بخطىً متمهلة، يربت على كتفها كمحاولة بسيطة لإيقاظها،
رائف : رنا حبيبتي اصحي شوية
رنا : تجيبه بنوم، عاوز ايه يا رائف سيبني انام بقى
رائف: يا حبيبتي ممكن تقومي نتعشى مع بعض، يعني نجهز العشاء ونتعشى سوى في جو حلو كدة
رنا : وهي تتأفف بنزق، يوه يا رائف انزل انت اتعشى انا مش جعانة، عاوزة بس انام ممكن تسيبني انام
رائف : وقد فاض به الكيل، انتي ايه يا شيخة معدومة الإحساس.. ده بدل ما تخلي عندك دم وتقومي تعملي لي الأكل وتهتمي شوية بجوزك، قولت يمكن تعبانة اما احاول اصالحها ونخرج نتعشى أو نجه عشا مع بعض ...
اقولك انتي الكلام خلاص مش جايب معاكي نتيجة خلاص، بس مترجعيش تزعلي من اللي هيحصل...
يتركها ويغادر مرة أخرى، وهي لم تعر بالا لما حدث، قابله سليم أثناء خروجه فقد استمع للحديث من علو الصوت،
سليم : رائف استني انا خارج معاك، يغلق غرفته وهو يتنهد بأسى يعلم أن هذا لابد وأن يحدث في يوم من الأيام،
يسيران متجاوران على إحدى المماشي التي توجد على الطريق صمت مطبق سيطر على ألسنتهم، ليحاول سليم فتح باب الحديث، فهو يعلم جيدا أن أخته الكبرى قد أخطأت، وأهملت في حق زوجها، وهنا قد فاض به الكيل، لتتحول صرخاته للخارج بدلا من كتمانها،
سليم: رائف انا مش هسألك حصل ايه، ولا ايه السبب اللي خلاك تعمل كدة، لأني عارف ان ده لازم هيجي يوم ويحصل، لكن هنصحك نصيحة بصفتي صاحبك مش اخو مراتك
ينظر له رائف بتعجب : نصيحة !
سليم : أيوة يا صاحبي نصيحة، بس في الأول اسمع للي هقوله لك، رنا من حبك لها أصبح عندها غرور في نفسها وثقة فيك إنك مش هتقدر تبص لواحدة ثانية غيرها، وده اللي خلاها كدة
رائف : هو الحب دلوقتي غلط يا سليم ! ده انا بحاول الفت انتباهها ان احنا لحد دلوقتي معندناش أطفال، بقول يمكن هي مضايقة وزعلانة من كدة لكن هي ولا في دماغها، نفسي تصحى الصبح بدري تجهز لي فطار قبل ما امشي، احس انها مهتم بيا ولو جزء بسيط، لكن كل حاجة انتوا شايفنها، وماما فاطمة لما كانت تتخانق معاها كنت بزعل، للدرجة دي الكل ملاحظ إن مراتي مش معبراني، وهي ولا هي هنا...
ينظر له سليم نظرة خيبة أمل في اخته الكبرى التي على وشك أن تهدم منزلها بيديها، وتضيع حبا ستندم عليه ما حييت: متقلقش اوعدك اني هرجع لك رنا بتاع زمان تاني، بس انا عاوزك تربيها على تصرفها ده وتعلمها الأدب
رائف : ازاي ! مش فاهم قصدك اعمل ايه يعني!
ينظر له بنظرة لعوب تبين له ما يريد إخباره به ....
انتهي الفصل ممكم تصويت يا جماعة رمز النجمة والله مش بيعض
اولا انا اسفة على التأخير والله كان عندي ظروف خاصة هي اللي أخرتني
مش هطول عليكم
الفصل الخامس
تجلس على منضدة صغيرة بمقعدين صغيرين تفترش عليها أدواتها، تقوم بترتيبها، وتنظيمها، حتى تتمكن من تنظيم دراستها بطريقة مرتبة كما علمها أخيها سابقا، انتهت من أداء فروضها وجلست في انتظار أخيها حتى أوان عودته من الخارج، لكن توارد إلى ذهنها الأحداث الماضية التي جعلتها تشعر بالخوف من الجميع، ودائما في عزلة عن الجميع، لم تعد تثق بأحدٍ مطلقا سوى أخيها، جميع الأحداث التي عايشتها منذ وفاة والديها، لكن ما حدث اليوم معها بأول يوم لها بالجامعة جعلها تتذكر ما حدث بالعام الماضي، ما رأته عيناها لا يمكن نسيانه ما حيِيَت،
كانت تسير في طريق عودتها للمنزل هي ورفيقتها التي تسكن معها بنفس المنطقة السكنية التي تقطن بها، لكن قبل اقترابهم من دخول الطريق المؤدى للمنزل لاحظت توتر صديقتها واتجاه عينيها إل مكان آخر، لتنظر لها تحثها على تكملة السير، لكنها تلاحظ من بعيد قدوم شابان أحدهم رفيقهم بالمدرسة، والآخر يكبرهم عاما، تنظر لصديقتها نظرة مميتة، صدمت من ما حدث، كانت تعلم ن صديقتها تصادق الشاب زميلهم، لكنها لم تتوقع أن يقابلها هكذا
رؤى: ايه ده يا هند، انتي اتجننتي تخليه يجيلك لحد هنا، لو حد شافك، أو باباكي شافك هتعملي ايه وقتها!
هند : خلاص يا رؤى محصلش حاجة وبعدين احنا هنقعد مع بعض شوية ونروح، وبعدين أصلا المقابلة دي عشانك انتي، نادر اللي خلي سامح يطلب يقابلني
رؤى بصدمة جلية على وجهها وكن عينيها على وشك الخروج من محجريها : عشاني...
انتي بتخرفي بتقولي ايه، ومين قال لك إني ممكن اقبل إني اهين نفسي، واهين أخويا، وقلل من قيمتي واوصل للمرحلة دي، ده لا يمكن يحصل أبدا، لا يمكن اهين اخويا واذله أو اكسر عينه قدام الناس، هو مربنيش وتعب عشاني واجي انا عشان اذله واكسر عينه، بصي يا هند ده غلط يلا بينا نمشي من هنا
هند : ايه الغلط هنا انا مش عارفة، يا بنتي احنا هنقعد معاهم شوية ونمشي
رؤى : الظاهر انك مصرة ومصممة على الغلط، خليكي براحتك بس انا همشي
تتركها وتغادر وداخلها ينبض بشدة من الخوف، كانت تسير كمن يركض ويهرول للسعي، وعندما وصلت إلى المنزل انهارت باكية لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله، وعند قدوم أخيها ورؤيتها على هذه الحال انتابه القلق الشديد ليبادر بسؤالها عما حدث، وما سبب بكائها،
تنظر لوجهه قليلا ثم تبدأ تقص عليه ما حدث كاملا، كان فرحا بصغيرته التي تأكد نه نجح بتربيتها تربية صحيحة، لكنه لازال قلقلا عليها ويجب عليه معالجة هذا المر بطريقة صحيحة،
يبدأ الحديث معها بهدوء شديد وحنية صادقة: شوفي يا رؤى انتي اتصرفتي صح انك سيبتيها ومشيتي لن اللي هي بتعمله ده مش بس غلط ده حرام
تنظر إليه بعيون قد ملأها الدمع: حرام ازي يا أبيه، مش هما زي اللي في التليفزيون، هما كمان بيخرجوا مع بعض؟
ينظر إليها بنظرة متفهمة يعلم جيدا أن التلفاز يعرض لهم المشكلة مع حلها لكنهم لا ينظرون سوى لنصف الكوب الفارغ; ألا وهو فرحتهم بمعسول الكلمات،
محمد: شوفي يا رؤى الحب مش عيب ولاحرام، لكن الحب الحلال، الحب اللي ميغضبش ربنا
رؤى : مش فاهمة يا أبيه، حضرتك بتقول حرام، يبقي ازاي الحب الحلال!
محمد: واضح ان فهمك كله غلط، خلينا نفهم واحدة واحدة، شوفي يا ستي الحرام إني اقابل واحد، واقعد معاه، واخليه يكلمني، ويتعامل معايا، ويقول كلام كتير زي اللي بتشوفوه في الأفلام بدون رابط شرعي، ده حرام،
الحب الحلال، اللي بين الزوجين، الأخوة، الأب والأبناء، الأم، لكن اللي صحبتك بتعمله ده مش حب أبدا، دي مراهقة،
بدليل انه عمره ما يفكر يتجوزها في يوم من الأيام، لنه بتسلي مش أكثر، لكن لو هو بيحبها بجد هيحميها، ويحافظ عليها، ويخليها عزيزة، وكريمة، وغالية، ومقامها عالي عشان يطلبها في الحلال، وكدة يكون حافظ عليها لنفسه، لكن انتي ايه رأيك هل كدة بيحبها؟
رؤى: يستحيل يا أبيه كدة هو بيأذيها وهي بتأذي نفسها كمان
محمد : صح يا رؤى، هي كدة بتهين نفسها وبتهين هلها قبلها، ربنا يهديها، المهم انا عاوزك ملكيش دعوة بيها تعمل اللي هي عوزاه انصحيها مرة، واثنين، وعشرة، لكن متمشيش معاها اللي عملته النهاردة ممكن تعمله تاني، واحنا بنخاف نغضب ربنا، ولا ايه رأيك
تومئ برسها بهزة بسيطة بمعنى نعم : صح يا أبيه، أوعدك
تمر الأيام تباعا وهي لم تتوقف عن نصحها يوما إلى أن جاء يوم ورأت ما جعلها تنفر منها ،رأتها تجلس لجوار هذا الفتى، يجلسان متقاربان بطريقة مقززة، همت بالمغادرة لكن استوقفها حديثه لها بأنه يريد أن يراها بمفرده، اتسعت عينيها من الصدمة ولم تفكر سوى في طريقة لإنقاذها مما هي مقدمة عليه ومن الخزي الذي ستضع عائلتها به، لكن ما زاد من صدمتها رؤيتها لوالد رفيقتها يسير في ذات الاتجاه حاملا لبعض الأكياس البلاستيكية التي يوجد بها بعض المستلزمات الخاصة بمنزلهم، تحاول الركض سريعا حتى تتمكن من تنبيهها قبل فوات الأوان، لكن قد سبق السهم الصاعقة، فقد دخل والدها إلى البناية التي أخذها رفيقها إليها، وعند وصولها رأت مشهد لا تستطيع أن تخرجه من ذاكرتها حتى هذه الساعة،
فقد كانت قابعة داخل أحضان شاب غريب عنها، استباح جسدها ببشع طريق، تمتع بما ليس من حقه، ومن الخاسر؟
والدها من شدة صدمته خر جالسا على ركبتيه في خزي، وعار، لميتمكن من النهوض منذ هذا الوقت، أصبح قعيدا لا يقوى على الحراك، ومع هذا لم تبدى ذرة ندم واحدة، بل قامت باتهامها أنها المتسبب الرئيسي لما حدث لها، ولم تكتفي بهذا بل وجهت كافة التهم إليها; رغم نصيحتها التي لم تتوانى عنها، لكن أخيها لم يسمح بهذا أبدا وتصدى للجميع وأخرس ألسنتهم، تفق من شرودها على فتح باب المنزل ودخول أبيها الثاني
-حمدلله على السلامة يا أبيه
محمد: الله يسلمك يا رؤى، هااه اتعشيتي ولا لأ
رؤى: الحمد لله يا أبيه، لتكل بمرح أُخوي، هاه قولي بقي أخبار جميلة ايه والخروجة أكيد كانت حلوة؟
يتنهد بطريقة تنم عن شيء يؤرقه لكنه يجيب: يعني كانت حلوة، المهم دلوقتي تعالي احكي لي كل اللي حصل النهاردة في الجامعة
رؤى: بابتسامة بسيطة تعلم جيدا أن أخيها يحاول إ خفاء أمر ما، لكنها لن تتركه هكذا، ستقص عليه ما حدث معها وبعدها ستعرف ما به : رغم إني عارفة إنك بتوه لكن هاعرف كل حاجة بعد ما احكي لك انا يا أبيه اللي حصل النهاردة في الكلية
محمد : بابتسامة صادقة، طيب قولي يا قلب أبيه
رؤى: .......
*********************************************-***
تغلق باب الغرفة بعدما اطمأنت على صغارها أنهم يهنئون بنوم آمن، تدخل غرفتها تبحث عمن امتلك القلب، والعقل، والوجدان، تجده واقفا يكتف ساعديه ناظرا للفراغ بشرود غير معتاد، تقترب منه محتضنة إياه من الخلف كنوع من الاعتذار عن إهمالها له في الساعات الماضية، يديرها إليه محتضنا إياها مقبلا مقدمة رأسها، يعلم جيدا ما كانت تعانيه عندما جاءها خبر اختطاف الفتيات الصغيرات، فلم تراعى حملها، ولا خطورة الوضع الراهن، بل كان كل تفكيرها في صغيرتيها، ظلا على وضعهما هذا وهلة من الزمن إلى أن بادر بسؤالها
أحمد : اطمنتي على البنات يا نوجا، ولا لسة قلقانة؟!
ترفع رأسها ناظرة لعينيه بنبرة لازالت تحمل القلق بين طياتها،
نجلاء: اطمنت الحمد لله، بس انا لسة خائفة يا احمد اللي حصل ده يحصل تاني، خصوصا إن ...
-ينظر لها نظرة متعجبة : خصوصا إن إيه...
سكتي ليه يا حبيبتي كملي
يظهر الارتباك جليا على قسمات وجهها من الحديث الذي هي مقدمة عليه: البنات وصفولي الست اللي كانت موجودة مع الناس اللي خطفوهم، مواصفتها هي...
تصمت قليلا ثم تتابع: مواصفات نيهال يا احمد
تنظر لعينيه بقلق، لكنه يصدمها بقوله،
أحمد : انا عارف ومتأكد انها هي نيهال يا حبيبتي، كنت شاكك من الأول لكن دلوقتي اتأكدت
نجلاء: ايه اللي خلاك تشك فيها يا احمد!
أحمد: ينظر لها بابتسامة صافية على براءتها التي أصبحت نادرة الوجود،
بصي يا حبيبتي انتي طيبة خالص، أولا، نيهال مش هترتاح ولا هتهدى إلا لما تعمل حاجة تلخبط بيها حياتنا،
لتتغير نبرته للوعيد، لكن انا مش هسمح لها تبوظ حياتنا لو فيها موتي
تضع يدها سريعا على فمه تمنعه من استكمال الحديث، ودموعها تنهمر على صفحات وجهها،
نجلاء: بعد الشر عنك اوعى تقول كدة تاني عشان خاطري، انا مش هقدر استحمل بعدك عني
لم تستطع إكمال الحديث، ليبادر بمسح دمعاتها تباعا وهو يحتضن وجهها،
أحمد : كفايا عشان خاطري خلاص مش هقول كدة تاني، هسيب الموضوع ده لمروان وهو يتصرف قانوني،
هااه ايه رأيك كفايا عياط بقي الدموع دي صعب إني استحملها
تومئ برأسها بمعني نعم، لكنها تشعر بحركة خاطفة بها ألم بسيط، شهقة خرجت من بين شفتيها لينتابه القلق عليها
- مالك يا حبيبتي ايه اللي حصل !
- لكنها لم تتحدث بل أخذت يده وضعتها على بطنها المنتفخة ليشعر بحركة الصغار، فرحة تكاد تبلغ عنان السماء، فهذه المرة الأولى الذي يختبر هذا الشعور الأبوي، فرغم طفلته نور إلا أنه لم يستسغ هذا الشعور من قبل، دمعة هاربة تسقط على يديها لتصدم من الأمر، ترفع وجهه بيديها لترى دمعات متراكمة داخل مقلتيه يمنعها من الهبوط، لتتساءل بقلق عما أصاب نبض قلبها
نجلاء: احمد يا حبيبي مالك !
ايه اللي مزعلك!
أحمد: يسحبها من يدها للداخل وهو يخبرها أنها من أعطته هذا الشعور الرائع،
مفيش حاجة يا قلبي، انا بس مبسوط بزيادة شوية عشان ربنا أنعم عليا ورزقني بيكي، انتي أحلي نعمة ربنا رزقني بيها، كل حاجة بتديها لي لها طعم جميل، مش عارف لو ماكنتش اتجوزتك كنت هاعمل ايه
نجلاء: ولا حاجة كان هيحصل حاجة وكنت هتتجوزني برده، قدرك انا يا حمادة
أحمد بضحكة عالية: أحلى قدر يا قلب حمادة، المهم تعالي ارتاحي دلوقتي انتي مش قادرة تقفي خلاص، اليوم كله ضغط وكدة غلط
بعدما تمددت على العراش بادرت بسؤاله : احمد حبيبي البنات كانوا قالوا لي على البنت وأخوها اللي ساعدوهم..
تصمت هينة متذكرة الاسم ..اه رؤى ، هما عرفوهم ازاي واتصلوا بيك !
أحمد: يا حبيبتي ده كان صدفة سبحان الله، اخو البنت اسمه محمد الألفي، ولحسن حظنا انه من ضمن الدفعة الجديدة اللي توظفت الشهر اللي فات في الفرع الجديد، فهو لما نور وسما قالوا له الاسم على طول اتصل وكلمنا، والباقي اللي حصل كله انتي عرفتيه من البنات
نجلاء : الحمد لله، ألف حمد وشكر لك يا رب، بس انا عاوزة اروح لهم اشكرهم بنفسي على اللي عملوه مع البنات، ممكن يا حمادة
أحمد: إلا ممكن يا قلب حمادة، بكرة بإذن الله نروح لهم ونشكرهم على مساعدتهم، لكن دلوقتي ممكن تنامي وترتاحي بقى كفاية عليكِ تعب النهاردة
تنصاع لحديثه ولكن لازال القلق يتفاقم داخلها على أطفالها، تعلم أن هذه الحية لن تهدأ إلا إذا ما أصابهم مصاب، أما هو كان يعلم ما يدور داخلها ويعلم قلقها الشديد على الصغار، وهو لا يقل ألما عنها لكن يجب عليه التماسك لمعاقبة الفاعل
*************************************************
كان لازال يقف شاردا تدور أفكاره حول حديث والده الذي سوف يغير مجرى حياته كليا، لا يعلم إلى أي شيء، وإلى أي مرحلة ستتجه حياتهم، يفق من توارد أفكاره على دخول رفيقه، وزوج أخته الكبرى، كان يبدوا عليه التعب والإرهاق، يذهب لاستقباله أمام غرفته،
سليم : حمدلله على السلامة ايه يا رائف اتأخرت ليه كدة !
يجيبه بتنهيدة طويلة تنم عن شدة تعبه : على ما خلصت كل حاجة، بجد ده صعب اوي يا سليم قرار التصفية اللي جه فجأة ده
يحيبه وهو ينظر للأسفل : معلش بقى المفروض ده كان حصل من زمان مش من دلوقتي للأسف،
يلا المهم دلوقتي ادخل انت ارتاح شوية، يلا تصبح على خير
يتركه ويغادر حتى يتمكن من دخول غرفت بأريحية، يتجه نحو غرفته هو وزوجته يجدها تنام بعمق شديد، يحرك رأسه بأسف على حبيبته، ورفيقة طفولته، التي أضحت شخص لم يعرفها أبدا، لكنه يقرر المحاولة معها من جديد، رغم تغاضيه عن أفعالها سابقا; إلا أنه قد حان الوقت لإنقاذ زواجه، يتجه نحو سريرها بخطىً متمهلة، يربت على كتفها كمحاولة بسيطة لإيقاظها،
رائف : رنا حبيبتي اصحي شوية
رنا : تجيبه بنوم، عاوز ايه يا رائف سيبني انام بقى
رائف: يا حبيبتي ممكن تقومي نتعشى مع بعض، يعني نجهز العشاء ونتعشى سوى في جو حلو كدة
رنا : وهي تتأفف بنزق، يوه يا رائف انزل انت اتعشى انا مش جعانة، عاوزة بس انام ممكن تسيبني انام
رائف : وقد فاض به الكيل، انتي ايه يا شيخة معدومة الإحساس.. ده بدل ما تخلي عندك دم وتقومي تعملي لي الأكل وتهتمي شوية بجوزك، قولت يمكن تعبانة اما احاول اصالحها ونخرج نتعشى أو نجه عشا مع بعض ...
اقولك انتي الكلام خلاص مش جايب معاكي نتيجة خلاص، بس مترجعيش تزعلي من اللي هيحصل...
يتركها ويغادر مرة أخرى، وهي لم تعر بالا لما حدث، قابله سليم أثناء خروجه فقد استمع للحديث من علو الصوت،
سليم : رائف استني انا خارج معاك، يغلق غرفته وهو يتنهد بأسى يعلم أن هذا لابد وأن يحدث في يوم من الأيام،
يسيران متجاوران على إحدى المماشي التي توجد على الطريق صمت مطبق سيطر على ألسنتهم، ليحاول سليم فتح باب الحديث، فهو يعلم جيدا أن أخته الكبرى قد أخطأت، وأهملت في حق زوجها، وهنا قد فاض به الكيل، لتتحول صرخاته للخارج بدلا من كتمانها،
سليم: رائف انا مش هسألك حصل ايه، ولا ايه السبب اللي خلاك تعمل كدة، لأني عارف ان ده لازم هيجي يوم ويحصل، لكن هنصحك نصيحة بصفتي صاحبك مش اخو مراتك
ينظر له رائف بتعجب : نصيحة !
سليم : أيوة يا صاحبي نصيحة، بس في الأول اسمع للي هقوله لك، رنا من حبك لها أصبح عندها غرور في نفسها وثقة فيك إنك مش هتقدر تبص لواحدة ثانية غيرها، وده اللي خلاها كدة
رائف : هو الحب دلوقتي غلط يا سليم ! ده انا بحاول الفت انتباهها ان احنا لحد دلوقتي معندناش أطفال، بقول يمكن هي مضايقة وزعلانة من كدة لكن هي ولا في دماغها، نفسي تصحى الصبح بدري تجهز لي فطار قبل ما امشي، احس انها مهتم بيا ولو جزء بسيط، لكن كل حاجة انتوا شايفنها، وماما فاطمة لما كانت تتخانق معاها كنت بزعل، للدرجة دي الكل ملاحظ إن مراتي مش معبراني، وهي ولا هي هنا...
ينظر له سليم نظرة خيبة أمل في اخته الكبرى التي على وشك أن تهدم منزلها بيديها، وتضيع حبا ستندم عليه ما حييت: متقلقش اوعدك اني هرجع لك رنا بتاع زمان تاني، بس انا عاوزك تربيها على تصرفها ده وتعلمها الأدب
رائف : ازاي ! مش فاهم قصدك اعمل ايه يعني!
ينظر له بنظرة لعوب تبين له ما يريد إخباره به ....
انتهي الفصل ممكم تصويت يا جماعة رمز النجمة والله مش بيعض