الفصل الثالث
الفصل الثالث
أنا عاشق ومغرم
العودة مرة أخرى إلى مزرعة العامري بالنسبة له كحلم سئ يعاد عدة مرات، وإحتمال رؤيته لتلك الفتاة يشعل الغضب بداخله لكم يرغب في خنقها بيديه الاثنان أو يغرقها في مستنقع عفن
ولكن تلك ستظل أماني، فرؤيته لها أمر بعيد، خاصة أنها لابد وأن تعلم بأمانيه تلك ورغبته في الإنتقام منها علي ما فعلته به
الأمر أصبح كديجافو له فها هو يدخل الآن بالسيارة بصحبة أبيه من البوابات الحديدية ثم يتوجه للداخل حيث الڤيلا بعدها يهبط والده من السيارة وينتظره حتي يصف السيارة بعيدا حيث الآن يوجد العديد من السيارات الأخرى والتي لابد أن تكون لأعيان البلاد الذين قد جاءوا من أجل الجلسة العرفية التي دعا إليها اللواء العامري، فكر أنه الآن كمتهم وستتم محاكمته وعليه أن يدافع عن نفسه فخرجت منه ضحكة متهكمة علي حاله الآن
قاطع حديثه مع نفسه أقتراب أحد رجال الأعمال المعروفين في محافظته وقد ألقي التحية عليه هو ووالده ثم تسأل قائلا
- هل تعلم يا سيد صالح لما طلب اللواء العامري بعقد تلك الجلسة الطارئة ؟! هل هناك شيء قد حدث ودعا لذلك ؟!
نظر صالح إلي ابنه بنظرة لأئمة وأجاب ذالك السائل قائلا
- بعد قليل سوف نعلم وكما يقول المثل " يا خبر الآن بالمال وبعض قليل سيصبح مجانا "
قهقه الرجل علي حديث والد أدهم وأخبره قائلا
- معك حق، الصبر فقط وسوف نعلم كل شيء
ثم أقترب منه وأخبره بنبرة متسألة
- لقد سمعت أن السيد جلال ينوي بيع المزرعة الخاصة به وأنا أعلم أن بينكم صداقة فهل شفعت لي لديه حتي إن تقدمت للشراء يقبل بعرضي ؟!
كان صالح يبادل ذلك السائل الحديث ويجيب على تسأله عندما أخبره أدهم أنه لابد وأن يجري إتصال هام فهز والده رأسه موافقا ثم عاود الحديث مع الرجل، أما أدهم فكان يرفع الهاتف بيده عاليا يحاول إلتقاط إشارة جيدة للهاتف حتي وصل إلى مكان بعيد عن والده وهو ينفذ محاولاته التي نجحت في النهاية وأستطاع التحدث مع أخيه عصام وأستعجله في الأمر فأخبره عصام أنه أستطاع الحصول علي وصفة طبية للدواء وسوف يأت بها بعد حوالي الساعة حيث المزرعة بعيدة عن المدينة بمسافة كبيرة، أدهم أخبره أن يحاول الإسراع قدر الإمكان ثم أنهي المكالمة معه وأخذ يزفر بحنق من ضيق الوقت، بدأ يسير عائدا حيث والده عندما أنصت لصوت يشبه إنسان يهتف إلي قط فتعجب من ذلك وأخذ يلتفت من حوله فلم يجد أحد فرفع كتفيه بعدم إهتمام وعاود السير، لكنه فوجئ بعودة الصوت مرة أخرى مما جعله يستدير ويذهل مما رأي، لقد كانت تلك الفتاة البلهاء مرة أخرى وكأن القدر قد أستجاب إلي دعائه وها هي تأت إليه بقدميها وتهتف إليه، أقترب منها مسرعا حتي واجهها رفع حاجبه متعجباً وتسأل بنبرة متهكمة
- ماذا تريدين ؟!! هل هناك إتهام جديد تريدين إلقائه في وجهي؟
هزت رأسها نافية وأخبرته بنبرة هادئة
- لا، في الحقيقة كنت أريد أن أخبرك أنني أستطيع مساعدتك في حل تلك الورطة التي أنت واقع بها .
نظر إليها بعدم تصديق وسألها بصوت متعجب
- هل ستفعلين؟! هل ستخبرين جدك الحقيقة وتظهري له برائتي؟!
أومأت إليه موافقة وأخبرته قائلة
- ولكن هناك شيء واحد أريده منك في المقابل
سألها متلهفا علي سماع شرط نجاته
- أن تعتذر لي علي وقاحتك معي ونعتك إياي بالبلهاء وعديمة العقل كما قلت عني سابقاً
قهقه أدهم بصوت عال وأخبرها بنبرة متسلية
- ولكن أليست تلك هي الحقيقة، والدليل على ذلك وقوفك معي الآن في تلك اللحظة وفي ذلك المكان البعيد، هل تعلمين أنني من الممكن أن أفعل ما قد أتهمتني به سابقا وأهجم عليك ولا أحد سوف يستطيع منعي
نظرت إليه في خوف وتوجوس ولكنها حاولت تظهر عدم خوفها من كلماته المهددة فأخبرته بنبرة مزدرية
- حقا، أبتلك الطريقة تريد إخافتي !!
صمتت لبرهة ثم عاودت الحديث قائلة
إن أشباه الرجال أمثالك لايستطيعون إخافتي مهما فعلوا، فلا تصنف نفسك كرجل لأنني أستطيع هزمك بكل تأكيد!
زمجرة غاضبة خرجت من فم أدهم، لقد أوشك إلي التحول إلى فرس جامح ليس له لجام ولن يستطيع أحدا إيقافه فأقترب منها وأمسك بها من مؤخرة رأسها ثم أخذ يتوعد لها مشيراً بسبابته بينما عيناه تحولتا إلي بركتين من الدماء
- أنت، أنت فتاة وقحة ليس لديك ذرة واحدة من الأخلاق ولم تحصلي على دقيقة واحدة من التربية الحسنة
كلماته جاءت كطعنات متتالية في قلبها، هي لم تخف منه ومن تهديده لها ولكن تلك الكلمات المهينة لها في أخلاقها لن تسمح بها أبدا ومن دون تردد ولو للحظة واحدة رفعت راحة يدها وأنزلتها قاسية مهينة علي صفحة وجهه الذي دار للناحية الأخري بفعل الصفعة ولكنه عاود النظر إليها وأشتعل الجحيم في عينيه أكثر وأكثر وفتحتي أنفه أتسعا بشدة، عاود الضغط علي خلف رأسها بقوة وأحكم الضغط حتي كادت تختنق وتحول وجهها للون الأزرق وبدأت تحاول الدفاع عن نفسها وتركله بقدميها في ساقه حتي شعرت أنها سوف تموت لا محالة فأغمضت عيناها وبدأت في الإستسلام وشعرت أن ركبتيها رخوتان كالهلام أسفلها ،ولكن في ثانية واحدة شعرت أنها أصبحت حرة ويمكنها التنفس مرة أخرى فبدأت تسعل بقوة ووقعت علي الأرض نتيجة عدم قدرتها على الوقوف جيدا ثم وجدته يجلس بوضع القرفصاء وينظر إليها والسعير في عينيه
ويخبرها بكل كره وحقد قد وجد علي الإطلاق
- أنا لن أقتلك الآن، وليس بتلك الطريقة ولكن عليك أن تعلمي أنك في عداد الموتى لا محالة، بل أنك سوف تصلين إلي أن تقبلي يداي من أجل أن أقتلك حتي حينها لن أفعل،بل سأنتقم منك بكل طريقة ممكنة ،سوف أجعلك تكرهين حياتك من الآن وتندمين ألف مرة علي ما قد فعلته معي، أتنصتين إلي شيهانة من الآن وقد بدأت اللعنة عليك شيهانة اللعنة!!
تركها راحلا تندب سوء حظها وسلاطة لسانها التي أوقعتها في تلك المشكلة الكبرى ،وبدأت تضرب علي وجهها من سوء فعلتها ونشيج قوي وعالي الصوت يصدر منها
عندما وصل إلى حيث ترك والده لم يجده بل وجد أحد العاملين لدي العامري يقترب منه ويخبره أن والده كان يبحث عنه وأن الجلسة علي وشك البدء في القاعة الكبرى في الجهة الأخرى من المكان وأنه سيقوم بإيصاله إلي تلك القاعة فأومأ إليه موافقا وتبعه في السير حتي وصلا إلى المكان فدلفا إليه وأقترب أدهم من والده وجاوره في المقعد، كان والده يهم في سؤله عن سبب إحمرار عيناه ومن أين أتت تلك البقعة الحمراء علي وجهه ولكن دخول العامري أوقفه عن ذلك
أجلي العامري صوته وهتف بصوت عال مرحبا بالجميع وطلب منهم الجلوس إلي مقاعدهم وبدأ في التحدث مخبرا إياهم
حاولت أن تنفض عن ملابسها التراب الذي علق بها جراء وقوعها علي الأرض ثم أخذت تمسح عيناها بظهر يدها وأخبرت ذاتها
"لابد وأنه سوف يعمل الآن علي تنفيذ تهديده لي ، يا ويلي يا ويلي بماذا سيخبر جدي والجميع، هل سيقول عني كلاما سيئ ؟! هل سيخبرهم عما فعلت له ؟!! لابد أن أعلم ما ينوي فعله وليس هناك طريقة سوي التسلل إلى تلك الغرفة الجانبية والتنصت علي حديث الرجال هناك
بدأ السيد العامري في الحديث إلي الرجال المجتمعين في المجلس حتي يخبرهم عن سبب تلك الجلسة الطارئة عندما فوجئ بأحد ما يقاطع حديثه ذاك، نظر إليه فلم يجده سوى أدهم نصار يخبره بصوت عال وواثق أمام ذالك الجمع قائلا
- أعتذر منك سيد العامري لمقاطعتي إياك ولكني أريد أن أتحدث عن سبب ذلك التجمع الطارئ
نظر العامري إليه بغضب شديد وأنتفض واقفا وكاد أن يهتف في وجهه عندما أشار إليه أدهم أن ينتظر وأندفعت الكلمات من فم أدهم بعدها كقطار سريع يتخطى جميع الحواجز
- أنا مغرم بحفيدتك شيهانة سيد عامري!
شهقات عالية خرجت من فم جميع من في القاع حتي والده الذي كان ينظر إليه غير مستعب لفعلة ابنه الوقحة
صمت لبرهة وعاود قائلا
وأرغب في الزواج منها علي سنة الله ورسوله هذا إن تفضلت علي وتكرمت وقبلت طلبي هذا
العامري شعر أنه سوف يقتل أدهم بالتأكيد في تلك الدقيقة، ولكن أستمع إلي صوت والده الذي أخذ ينهره
علا صوت والده في المكان بينما همهمات الجميع تدور من حوله
- أدهم، هل جننت هل هكذا يطلبون بنات الأصول للزواج أليس لديك ذرة من العقل!! أم هل فقدت عقلك كاملا في؟!
نكس أدهم رأسه لدقيقة ثم رفع رأسه ونظر إلى والده وأخبره بنبرة منكسرة
- أعلم أبي أن ما قد قلته هو حماقة وسوء تصرف مني، ولكن جميعا يعلم أن العشق يفعل ذلك بالإنسان ويجعل كالأبله وأنا اقدم إعتذاري للسيد العامري
أقترب أدهم من العامري حتي أصبح علي بعد خطوتين منه ومال عليه وأخبره بصوت خافت
- سيد عامري إعذرني ولكن هناك شيء خاص أريد أن أخبرك به عني وعن حفيدتك شيهانة
نظر أدهم من حوله ثم عاود الحديث قائلا
- وذلك الحديث لا يصح إجراؤه أمام كل ذالك الجمع
نظر العامري مضيقا عيناه ثم زفر بضيق وأشار إليه أن يتبعه حيث غرفة جانبية أخري ففعل أدهم وسار خلفه
نهايةالفصل
أنا عاشق ومغرم
العودة مرة أخرى إلى مزرعة العامري بالنسبة له كحلم سئ يعاد عدة مرات، وإحتمال رؤيته لتلك الفتاة يشعل الغضب بداخله لكم يرغب في خنقها بيديه الاثنان أو يغرقها في مستنقع عفن
ولكن تلك ستظل أماني، فرؤيته لها أمر بعيد، خاصة أنها لابد وأن تعلم بأمانيه تلك ورغبته في الإنتقام منها علي ما فعلته به
الأمر أصبح كديجافو له فها هو يدخل الآن بالسيارة بصحبة أبيه من البوابات الحديدية ثم يتوجه للداخل حيث الڤيلا بعدها يهبط والده من السيارة وينتظره حتي يصف السيارة بعيدا حيث الآن يوجد العديد من السيارات الأخرى والتي لابد أن تكون لأعيان البلاد الذين قد جاءوا من أجل الجلسة العرفية التي دعا إليها اللواء العامري، فكر أنه الآن كمتهم وستتم محاكمته وعليه أن يدافع عن نفسه فخرجت منه ضحكة متهكمة علي حاله الآن
قاطع حديثه مع نفسه أقتراب أحد رجال الأعمال المعروفين في محافظته وقد ألقي التحية عليه هو ووالده ثم تسأل قائلا
- هل تعلم يا سيد صالح لما طلب اللواء العامري بعقد تلك الجلسة الطارئة ؟! هل هناك شيء قد حدث ودعا لذلك ؟!
نظر صالح إلي ابنه بنظرة لأئمة وأجاب ذالك السائل قائلا
- بعد قليل سوف نعلم وكما يقول المثل " يا خبر الآن بالمال وبعض قليل سيصبح مجانا "
قهقه الرجل علي حديث والد أدهم وأخبره قائلا
- معك حق، الصبر فقط وسوف نعلم كل شيء
ثم أقترب منه وأخبره بنبرة متسألة
- لقد سمعت أن السيد جلال ينوي بيع المزرعة الخاصة به وأنا أعلم أن بينكم صداقة فهل شفعت لي لديه حتي إن تقدمت للشراء يقبل بعرضي ؟!
كان صالح يبادل ذلك السائل الحديث ويجيب على تسأله عندما أخبره أدهم أنه لابد وأن يجري إتصال هام فهز والده رأسه موافقا ثم عاود الحديث مع الرجل، أما أدهم فكان يرفع الهاتف بيده عاليا يحاول إلتقاط إشارة جيدة للهاتف حتي وصل إلى مكان بعيد عن والده وهو ينفذ محاولاته التي نجحت في النهاية وأستطاع التحدث مع أخيه عصام وأستعجله في الأمر فأخبره عصام أنه أستطاع الحصول علي وصفة طبية للدواء وسوف يأت بها بعد حوالي الساعة حيث المزرعة بعيدة عن المدينة بمسافة كبيرة، أدهم أخبره أن يحاول الإسراع قدر الإمكان ثم أنهي المكالمة معه وأخذ يزفر بحنق من ضيق الوقت، بدأ يسير عائدا حيث والده عندما أنصت لصوت يشبه إنسان يهتف إلي قط فتعجب من ذلك وأخذ يلتفت من حوله فلم يجد أحد فرفع كتفيه بعدم إهتمام وعاود السير، لكنه فوجئ بعودة الصوت مرة أخرى مما جعله يستدير ويذهل مما رأي، لقد كانت تلك الفتاة البلهاء مرة أخرى وكأن القدر قد أستجاب إلي دعائه وها هي تأت إليه بقدميها وتهتف إليه، أقترب منها مسرعا حتي واجهها رفع حاجبه متعجباً وتسأل بنبرة متهكمة
- ماذا تريدين ؟!! هل هناك إتهام جديد تريدين إلقائه في وجهي؟
هزت رأسها نافية وأخبرته بنبرة هادئة
- لا، في الحقيقة كنت أريد أن أخبرك أنني أستطيع مساعدتك في حل تلك الورطة التي أنت واقع بها .
نظر إليها بعدم تصديق وسألها بصوت متعجب
- هل ستفعلين؟! هل ستخبرين جدك الحقيقة وتظهري له برائتي؟!
أومأت إليه موافقة وأخبرته قائلة
- ولكن هناك شيء واحد أريده منك في المقابل
سألها متلهفا علي سماع شرط نجاته
- أن تعتذر لي علي وقاحتك معي ونعتك إياي بالبلهاء وعديمة العقل كما قلت عني سابقاً
قهقه أدهم بصوت عال وأخبرها بنبرة متسلية
- ولكن أليست تلك هي الحقيقة، والدليل على ذلك وقوفك معي الآن في تلك اللحظة وفي ذلك المكان البعيد، هل تعلمين أنني من الممكن أن أفعل ما قد أتهمتني به سابقا وأهجم عليك ولا أحد سوف يستطيع منعي
نظرت إليه في خوف وتوجوس ولكنها حاولت تظهر عدم خوفها من كلماته المهددة فأخبرته بنبرة مزدرية
- حقا، أبتلك الطريقة تريد إخافتي !!
صمتت لبرهة ثم عاودت الحديث قائلة
إن أشباه الرجال أمثالك لايستطيعون إخافتي مهما فعلوا، فلا تصنف نفسك كرجل لأنني أستطيع هزمك بكل تأكيد!
زمجرة غاضبة خرجت من فم أدهم، لقد أوشك إلي التحول إلى فرس جامح ليس له لجام ولن يستطيع أحدا إيقافه فأقترب منها وأمسك بها من مؤخرة رأسها ثم أخذ يتوعد لها مشيراً بسبابته بينما عيناه تحولتا إلي بركتين من الدماء
- أنت، أنت فتاة وقحة ليس لديك ذرة واحدة من الأخلاق ولم تحصلي على دقيقة واحدة من التربية الحسنة
كلماته جاءت كطعنات متتالية في قلبها، هي لم تخف منه ومن تهديده لها ولكن تلك الكلمات المهينة لها في أخلاقها لن تسمح بها أبدا ومن دون تردد ولو للحظة واحدة رفعت راحة يدها وأنزلتها قاسية مهينة علي صفحة وجهه الذي دار للناحية الأخري بفعل الصفعة ولكنه عاود النظر إليها وأشتعل الجحيم في عينيه أكثر وأكثر وفتحتي أنفه أتسعا بشدة، عاود الضغط علي خلف رأسها بقوة وأحكم الضغط حتي كادت تختنق وتحول وجهها للون الأزرق وبدأت تحاول الدفاع عن نفسها وتركله بقدميها في ساقه حتي شعرت أنها سوف تموت لا محالة فأغمضت عيناها وبدأت في الإستسلام وشعرت أن ركبتيها رخوتان كالهلام أسفلها ،ولكن في ثانية واحدة شعرت أنها أصبحت حرة ويمكنها التنفس مرة أخرى فبدأت تسعل بقوة ووقعت علي الأرض نتيجة عدم قدرتها على الوقوف جيدا ثم وجدته يجلس بوضع القرفصاء وينظر إليها والسعير في عينيه
ويخبرها بكل كره وحقد قد وجد علي الإطلاق
- أنا لن أقتلك الآن، وليس بتلك الطريقة ولكن عليك أن تعلمي أنك في عداد الموتى لا محالة، بل أنك سوف تصلين إلي أن تقبلي يداي من أجل أن أقتلك حتي حينها لن أفعل،بل سأنتقم منك بكل طريقة ممكنة ،سوف أجعلك تكرهين حياتك من الآن وتندمين ألف مرة علي ما قد فعلته معي، أتنصتين إلي شيهانة من الآن وقد بدأت اللعنة عليك شيهانة اللعنة!!
تركها راحلا تندب سوء حظها وسلاطة لسانها التي أوقعتها في تلك المشكلة الكبرى ،وبدأت تضرب علي وجهها من سوء فعلتها ونشيج قوي وعالي الصوت يصدر منها
عندما وصل إلى حيث ترك والده لم يجده بل وجد أحد العاملين لدي العامري يقترب منه ويخبره أن والده كان يبحث عنه وأن الجلسة علي وشك البدء في القاعة الكبرى في الجهة الأخرى من المكان وأنه سيقوم بإيصاله إلي تلك القاعة فأومأ إليه موافقا وتبعه في السير حتي وصلا إلى المكان فدلفا إليه وأقترب أدهم من والده وجاوره في المقعد، كان والده يهم في سؤله عن سبب إحمرار عيناه ومن أين أتت تلك البقعة الحمراء علي وجهه ولكن دخول العامري أوقفه عن ذلك
أجلي العامري صوته وهتف بصوت عال مرحبا بالجميع وطلب منهم الجلوس إلي مقاعدهم وبدأ في التحدث مخبرا إياهم
حاولت أن تنفض عن ملابسها التراب الذي علق بها جراء وقوعها علي الأرض ثم أخذت تمسح عيناها بظهر يدها وأخبرت ذاتها
"لابد وأنه سوف يعمل الآن علي تنفيذ تهديده لي ، يا ويلي يا ويلي بماذا سيخبر جدي والجميع، هل سيقول عني كلاما سيئ ؟! هل سيخبرهم عما فعلت له ؟!! لابد أن أعلم ما ينوي فعله وليس هناك طريقة سوي التسلل إلى تلك الغرفة الجانبية والتنصت علي حديث الرجال هناك
بدأ السيد العامري في الحديث إلي الرجال المجتمعين في المجلس حتي يخبرهم عن سبب تلك الجلسة الطارئة عندما فوجئ بأحد ما يقاطع حديثه ذاك، نظر إليه فلم يجده سوى أدهم نصار يخبره بصوت عال وواثق أمام ذالك الجمع قائلا
- أعتذر منك سيد العامري لمقاطعتي إياك ولكني أريد أن أتحدث عن سبب ذلك التجمع الطارئ
نظر العامري إليه بغضب شديد وأنتفض واقفا وكاد أن يهتف في وجهه عندما أشار إليه أدهم أن ينتظر وأندفعت الكلمات من فم أدهم بعدها كقطار سريع يتخطى جميع الحواجز
- أنا مغرم بحفيدتك شيهانة سيد عامري!
شهقات عالية خرجت من فم جميع من في القاع حتي والده الذي كان ينظر إليه غير مستعب لفعلة ابنه الوقحة
صمت لبرهة وعاود قائلا
وأرغب في الزواج منها علي سنة الله ورسوله هذا إن تفضلت علي وتكرمت وقبلت طلبي هذا
العامري شعر أنه سوف يقتل أدهم بالتأكيد في تلك الدقيقة، ولكن أستمع إلي صوت والده الذي أخذ ينهره
علا صوت والده في المكان بينما همهمات الجميع تدور من حوله
- أدهم، هل جننت هل هكذا يطلبون بنات الأصول للزواج أليس لديك ذرة من العقل!! أم هل فقدت عقلك كاملا في؟!
نكس أدهم رأسه لدقيقة ثم رفع رأسه ونظر إلى والده وأخبره بنبرة منكسرة
- أعلم أبي أن ما قد قلته هو حماقة وسوء تصرف مني، ولكن جميعا يعلم أن العشق يفعل ذلك بالإنسان ويجعل كالأبله وأنا اقدم إعتذاري للسيد العامري
أقترب أدهم من العامري حتي أصبح علي بعد خطوتين منه ومال عليه وأخبره بصوت خافت
- سيد عامري إعذرني ولكن هناك شيء خاص أريد أن أخبرك به عني وعن حفيدتك شيهانة
نظر أدهم من حوله ثم عاود الحديث قائلا
- وذلك الحديث لا يصح إجراؤه أمام كل ذالك الجمع
نظر العامري مضيقا عيناه ثم زفر بضيق وأشار إليه أن يتبعه حيث غرفة جانبية أخري ففعل أدهم وسار خلفه
نهايةالفصل