الفصل السابع
زفرت لمياء بحنق وأجابتها رغم تألمها
-قومي يابت ذاكريلك كلمتين بدال الهيافه ال بتفكري فيها دي، لسه بدري على الكلام ده، احنا لسه صغيرين يا...
قاطعتها بيسان باستخفاف
-يابنتي الحب ده زي القضي كده، لا يعرف عُمر ولا أمته بيكون وقته، ذاكري ياختي ذاكري! طول عمرك دحيحه
ابتسمت لمياء باستخفاف واردفت
-متقلقيش ياصديقتي العزيزه، هعمل بالنصيحه وازاكر، خليكي انتي مع الجو بتاعك وقابليني لو عرفتي تجاوبي في امتحانات آخر السنه
أشاحت بيسان بنظرها بعيدا عن المرآه ثم توجهت الي الفراش وامالت على بجنبها وهي تحدق بلمياء مبتسمه، عليها أن تفكر جيدًا في هذا الأمر، فهي لا تُريد أن تُجبر على المذاكره، زفرت بندم لإضاعتها الوقت في اللهو، فهو كان أختيارها المثالي، وتمنت لو كانت تقبل على الحفظ والفهم مثل لمياء، لكن كانت تفكر في العشق والهوى فقط؛
لو كانت مثل لمياء حتمًا كانت حياتها ستتغير، ولكن هل سيُجدي الندم بعد فوات الآوان.
لازال الأمل يسود بداخل بيسان، كلما نظرت إلى لمياء تشعر بالغيره بعض الشيئ واستطاعت ببراعة ان تجلس بجانبها كي تتقن مثلها حفظ بعض المعلومات، لكن مشاعرها المرهفه طاغيه تؤثر عليها تماما، بينما حاولت لمياء أن تُجلي عقلها، فهي لا زالت تشعر بالتفوق والتميز، بداخلها هدف نبيل تريد وبشده الوصول إليه، قلبها يُناشدها أن تطلق العنان لعقلها التركيز تماما في كل كلمه ومعلومه موجودة أمامها في كتابها، ليكتمل حلمها لإدراكها أمور الحياه وتصل الي مركز مرموق بالمجتمع، هذا هو الأمر الذي جعلها تبتعد عن بيسان بتفكيرها في العشق وغيره من المشاعر التي لم يكن وقتها، ترفض تماما أن تستجيب لرغبتها بالحديث عن الشباب، حاولت بيسان أن تسيطر على تلك الرجفة التي اعتبرتها وهي شارده في حبيبها الوهمي، فأخرجتها زفرات مروه من شرودها، التفتت إليها ورمقتها بنظراتٍ مبهمة، وأشاحت بوجهها عنها، ولم تدر لمياء أنها أثارت غضب والدتها بهدوئها؛
هبت مروه عن مقعدها واتجهت إليها، وجذبتها من ساعدها لتقف أمامها، وحدقت بها مليًا وهتفت بحنق
- هو سؤال وعايزاكي تجاوبيني عليه بأه أو لأ، ومن غير كذب علشان أنا خلاص بقيت حساس ناحية كذبك أنتِ ولمياء عليا
اضطربت ملامحها وحاولت تحرير ساعدها منها، ولكنها رفضت تركها وضغطت عليه بقوة، وصاحت بوجهها
- أنا عايزه أعرف أبوكي له دخل برفض محمد للوظيفه ولا لأ؟ والأهم من كده مامتك كانت على علم بالموضوع ولا لأ برده؟
إزدردت بيسان لعابها وازداد خوفها من حدتها وغضبها، فحررت ساعدها منها وأولتهاظهرها، وحاولت استجماع شجاعتها وتنهدت بقوة
-لا والله ابدا ياطنط، ده بابا راجع من الشغل زعلان جدا، ومستغرب جدا أن أنقل محمد رفضها بسهوله كده، ومامتي لسه عارفه من بابا حالا.
استمعت إليها بقلب مكلوم، فظنتها لم تصدق حديثها، هزت مروه رأسه بيأس واستدارت عنها وارتمت فوق مقعدها وأغمضت عيناها، ومن مكانها وقفت لمياء تحدق بها بحزن، تعلم أنها مخذولة وأنها كان عليها بصفتها زوجته أن تُخبره حقيقة الأمر، أقتربت منها لمياء على مضض وجلست أمامها، ولمست يدها
-ياماما لو سمحتي انسى الموضوع بقي، ارجوكِ أنا محتاجه انك تكوني كويسه انتي وبابا عشان اعرف اركز في مذاكرت..
اوقفتها عن اكمال حديثها ووضعت أصابعها فوق شفتيها واردفت
-خلاص ياضنايا انا فكرت كتير وصليت ركعتين لله، عرفت وأتقنت ان ال من نصيبنا عمره ما يضيع، وطالما الوظيفه راحت تبقى مش من نصيبنا، الحمد لله على كل حال، ربنا ينجحك ويعوضني فيكي خير ياقلب امك.
تطلعت إليها بصمت، وبادلتها النظرات وبعد برهة ابتعدت عنها وأعتدلت، وتنهدت بابتسامه وأضافت
-حبيبتي ياماما، مش عايزه أشوف دموعك تاني أبدا، عايزاكي كمان لما بابا يصحى تحاولي تلطفي الجو معاه كده وتصالحيه، قوليله كده كلمتين حلوين من كلامك الحلو ده ياست الكل.
تفاجأت لمياء بوالدتها تجذبها إلى صدرها وصوتها يهمس في أذنها
-ماشي ياست الجنينه، قومي كملي مذاكرتك وخلي البت دي تذاكرلها كلمتين بدال ما هي قاعده كده.
ركزت بيسان عيناها بوجههم ثم حدقت بعينيهم وأجابتهم
- الغيرة حلوه ياطنط وانا بصراحه غيرانه من بنتك ال ما بتقومش من على الكتاب دي، بحاول اكون زيها، عايزة دفعه للأمام.
أبعدت مروه لمياء عنها مسافة قصيرة دون أن تفلتها، ولامست وجنتها بحنان بظهر يدها، ومالت نحوها بشفتيها وقبلتها، وضعت ليماء يدها فوق يد والدتها وخفق قلبها بقوة، وتنهدت بهيام ما أن اعتدلت بمكانها، وابتسم لها
-ربنا يخليكي ليكي ياأمي و مايحرمني منك أبدا.
همَّت مروه وغادرت الغرفه واوصدت الباب خلفها ثم توجهت لغرفتها بهدوء كي لا توقظ محمد، فتحت دولابها وأخذت بعض من ملابسها وولجت الي المرحاض كي تغتسل وتتزين لتبقى في أبهى صوره، حاولت تماما نسيان ما حصل، حينما استيقظ محمد وخرج ليجلس في الصالون لمحها بطرف عيناه وكأنها تحولت تماما، رمقها بدهشه وهو يفرك عيناها بيده وأردف إليها
-إيه ال مقعدك كده، خير يا رب، رايحه حفله ولا إيه!؟
اتسعت عيناها بدهشه وهي تفكر بأمره، فهو منذ ساعتين مروا،
كان يريد ضربه والأن يتصرف وكأن شيئا لم يحدث، لامس بأصبعه وجنتها فانتبهت إليه ليخبرها بصوت هاديء
- حبي ليكِ أكبر من زعلي، وتفهُمي للي كنتِ فيه، خلاني أعذرك أنك عايزانا نقب على وش الدنيا، وعلى فكرة أنا نفسي لو مكنتش متعود على الشغل في المصنع، بحكم شغلي مكنش قلبي بقى جامد وبيتحمل، لإني شفت كتير وسمعت حكاوي أكتر، وعلى سيرة الحكاوي والعالم اللي إحنا فيه، قوليلي هنعمل إيه مع أهالينا، هنفضل مقاطعينهم كده لإمته؟! انا امي وحشتني ومحتاج اوي اترمي في حضنها واحط راسي على رجلها وتلعب لي في شعري زي زمان، وتقول اصبر ياضنايا وربنا قادر يفرجها عليك من أوسع ابوابه
راقبت مروه ملامحه التي تبدلت حينما تذكر عائلته، لمحت الشوق يتوهج في عيناه وقضمه لإحدى شفتيه، وحين ارادت الأبتعاد عنه حررها، فأولت له ظهرها وسمع زفرتها الملتهبة ثم قولها
- مش عارفة يا محمد والله، بس احنا في ايدينا ايه نعمله ومعملنهوش، حاولنا كتير نوصلهم وهم رفضونا وكأننا قتلنا ليهم قتيل.
صمت يبتلع غصته ثم أردف بصوتٍ متحشرج
- أنا أول مرة أحس أني عاجز عن التفكير، يمكن علشان أنا لسه جزء منهم، خايفة حد منهم يموت وانا بعيد، حتى اخواتي برن عليهم كتير محدش فيهم راضي يرد عليا، ربنا يهديهم ويعودوا لصوابهم والميه ترجع لمجاريها بقى.
أنه قوله والتفت يحدق بوجهها، يتسائل
-امال لمياء فين، بتذاكر في اوضتها؟
هزت مروه رأسها بالإيجاب وأشاحت بوجهها عنه، ففي السابق لم يكنٌ محمد يتذكر عائلته بهذه الطريقه، أما الأن صار يتذكر وبشده، وحتمًا سيأتي يوما ويطلب منها ان تعود معه إلى القرية مرة أخرى، تملكها الغضب فالتفتت تحدجه بنظراتٍ نارية جعلته ينظر إليها بحيرة، ولم تمهله مروه الفرصة واستسلمت لمشاعرها كأنثى، ارتمت بين ذراعيه وأحاطته بقوة تخشى أن يتركها ارضاءا لعائلته، احسها محمد فشدد من ضمها ودفن وجهه بعنقها وقبلها بتمهل، فاستولى على مشاعرها وادراكها، فتشبثت مروه به وهمهمت بكلمات مبهمة، تبلغه من خلالها بحبها وحاجتها إليه، رجفت بين ذراعيه وسلمته رايه قلبها وهي تندس داخل صدره أكثر
بعد مرور أسبوعان من السعاده والهدوء في العائلتين وبين الصديقتين، ذهبتا الفتاتان الي المدرسه لحضور امتحانات نهاية العام الدراسي، عندما ولجوا داخل اللجنه وأخذت كل فتاة منهم ورقتها بدت على ملامح لمياء البهجه والسرور لسهولة الأسئله، بينما شحب وجه بيسان لأنها لاحظت بإنها لا تفقه شيئا في الورقه، إرتبكت كثيرا ولم تعرف كيف تكتب في ورقه الاجابه، إرتقبت لبضع دقائق لحين تنهي لمياء ورقتها ثم حدفت لها قلم على الأرض كي تنتبه لها، التفتت لها لمياء بخوف من المراقب عليهم جاحظة عيناها، أشارت لها بيسان بصوت منخفض
-أنا محليتش ولا سؤال واحد حتى، الحقيني بسرعه بكم سؤال الاولنيين حتى والنبي يالولر، اصل كده هسقط
تلعثمت لمياء وهزت رأسها يمينا ويسارا ثم رفعت ورقتها بهدوء كي تراها بيسان وتكتب ما فيها، ظلّت تكتب دون أن تعرف هذه إجابة أي سؤال، انتبه لهم المعلم المراقب في اللجنه، اتجه الي بيسان ايري من مَن هي تغش، اعتدلت لمياء على الفور واخفضت ورقتها وأكملت باقي امتحانها؛
دقت لحظة الانصراف وانتهى الامتحان، لملم المعلم منهم أوراق الاجابه، طرقت بيسان القلم من يدها على الديسك أمامها بعصبيه وهي تتأفأف، اتجهت نحوهل لمياء وجلست بجوارها متسائله
-ها يابنتي، حليتي باقي الأسئله ولا عملتي ايه؟
عقدت بيسان حاجبيها وتحدثت من بين اسنانها
-لا حليت ولا نيله، حتى ال كتبتهم من ورقك معرفش دول إجابة انهي سؤال، انا بايني هسقط السنادي، يالهوي دي كانت ماما تموتني.
ربتت لمياء على كتفها بحزن وتنهدت
-تفائلي بالخير، ربنا يسترها وان شاء الله هتنجحي.... عشان تبقى تسمعي كلامي لما قولتلك ذاكري، قومي.. قومي خلينا نروح البيت
لوت بيسان شفتاها وقامت معها ليعاودوا ادراجهم الي المنزل، تفاجأت بالشاب الذي يتغزل بها في ارتقابها أمام مبنى المدرسه، تناست تماما ما مرت به في الداخل واعتدلت في مشيتها وهي تظبط في ملابسها في حجابها، تاره تنظر له وتاره تنظر لصديقتها، حدقتها لمياء بذهول وهمست لها بصوت منخفض
-اه ياناري منك بت، ال يشوفك الوقتي مايشوفكيش وانتي بتعيطي في الإمتحان، الحب مولع في الذره اوي معاكي ياختي.
عضت بيسان على شفتاها وهي جاحظة عيناها للمياء كي لا يسمعها الشاب ويفهم بإنها وقعت بحبه، جال في خاطرها ان تقف في مكان بجانب الشارع وتسأله عن اسمه، عندما انتبهت لمياء لذلك تركتها تقف بمفردها وذهبت هي في طريقها كي لاينتبه لها أحد؛
اقترب الشاب منها وكأنه فهم غايتها فوقف مقابلها مسبلا بعيناه، ارتجفت بيسان لم تقوى على الوقوف على قدمها، أشاحت بنظرها بعيدا عن عيناه اللاتي أثارت خجلها، جسدها يتصبب عرقاً وتمتمت بخجل
-مم... ممكن أعرف اسمك ايه؟ وليه... ب.. بتمشي ورايا في كل مره تشوفني فيها؟!
ابتسم لها الشاب وهو يتملقها من اعلاها لأسفلها، ثم أجابها بطلاقه دون خجل وكأنها ليست اول فتاه يغازلها
-بصي بقى انا بصراحه من ساعة ما شوفتك وانا مفكرش غير فيكي، مش عارف ليه، بس انا لما اقولك على اسمي لازم اعرف اسمك برده ولو معاكي تليفون تعطيني رقمك عشان ابقى اتصل بيكي، ها..قولتي ايه، وبصيلي كده بدل ماانتي باصَّه في الأرض.
وقفت بيسان تفرك أصابعها في بعضهما اضطرابا وتوترا، ثم إستكانت على رأيها فأجابته بالقبول وهي تهز رأسها للأسفل دون أن تصدر صوتا، فأكمل الشاب حديثه وهو يمدد أصابعه بين خصلات شعره بكل ثقه وغرور
-أنا اسمي مازن وبدرس كلية تجاره في المبنى ال بعد مدرستكوا كده بشارع، خدي بقى الورقه دي انا كنت كاتب فيها رقمي ومجهزه عشان عارف اني هكلمك وهتوافقي اننا نتعرف على بعض.
خشت بيسان ان تمد يدها لتلتقط منه الورقه فوضعها مازن أعلى كتبها التي تحملها على زراعها، ثم عقد زراعيه على صدره متسائلا
-دورك بقى يابرنسيسه، اسمك ايه؟ ويلا اعطيني رقمك زي ما وعدتيتي.
فتحت بيسان حقيبة يدها لتبحث عن قلم وهي تنتفض في مكانها من الخجل والكسوف بينما كانت لمياء تشتاط غيظا منها بسبب جرأتها الزائده لتقف مع شاب غريب عنها في الشارع ويراها الماره بالطريق، كانت تريد العوده ال المنزل بمفردها وتتركها معه لتنال عقابها من هايدي وأيمن، لكن شفقت عليها لأنها صديقتها و لاتريد لها الاهانه؛
كتبت بيسان رقم هاتفها واسمها في ورقه وعطته لمازن ثم تركته واسرعت في مشيتها تجاه لمياء دون أن تودعه، عندما اقتربت من لمياء قبضت على زراعها بيدها وهي تتمتم
-اسنديني يالولو حاسه اني هيغمي عليا، الواد قمر يابت، قمر وربنا، ولا ريحة البرفيوم بتاعه يالهوي عليه دوخني وانا واقفه معاه، كان نفسي ارفع راسي واشوف عيونه من قريب بس اتكسفت اوي، انا بايني حبيته فعلا ولا ايه! اسكتي صحيح اسمه مازن، اسمه كده مزيكا لوحده ياااااي.
طرقت لمياء قدمها في الأرض غضبا منها ثم قرصتها في زراعها وهي تسحبها ليسرعوا في مشيتهم
-افرضي كان حد شافك الوقتي وراح قال لباباكي ولا مامتك، هيكون رد فعلك ايه ساعتها! انتي مش هتجبيها البر ومش هترجعي غير لما تفضحينا، بس انا بقولك اهو من الوقتي لو عملتي الحركه دي تاني انا ماعنتش همشي معاكي في طريق، ان ماكنتش تهمك سمعتك انا بقى اهلي صعايده وماحيلتناش غير سمعتنا و كرامتنا.
لم تعي بيسان ماتقوله لمياء كي لاتفسد مزاجها وسعادتها، ظلت طوال الطريق تردد في اسمه وتستنشق في ريحه الطيب، لحين وصلت إلى المنزل، ولجت كل منهما الي شقتها، ولجت بيسان الي والدتها كفراشة محلقة في السماء تهز زراعيها يمينا ويسارا ثم ألقت بنفسها في حضن هايدي، ظلت تقبلها من جبينها ووجنتيها وهي تدور بها في الصالون وتردد
-حبيبتي ياماما، وحشتيني ياماما، انا بحبك اوي ياماما، عاملالنا اكل حلو ايه النهارده من ايدك ياماما، انا مبسوطة وطايره طايره ياماما.
أحست هايدي بدوار في رأسها كادت ان تسقط فأبعدت البنت عنها وألقت بنفسها على المقعد محاولة التقاط أنفاسها وهي تضع يدها على صدرها
-يخربيتك... في ايه يابت، إيه إل جرالك! هتموتيني ناقصه عمر، مش على بعضك ليه النهارده، للدرجادي الامتحان كان سهل؟
أطلقت بيسان ضحكتها قم إذدردت لعابها وجلست بجانبها شارده وهي ممسكة بكتفها
-آه.. آه ياماما الامتحان كان سهل ولذيذ وطويل وريحته حلوه.....
أوقفتها هايدي بدهشه وهي تنتفض من مقعدها
-نعم ياروح امك! هو ايه ال طويل وريحته حلوه، انتي بتتكلمي عن ايه بالظبط؟!
نهضت بيسان عن المقعد وهي تلهث أنفاسها وكأنها غرقت في بحر مياه
-إيييه، لا... اقصد يعني كان الفصل ريحته حلو شجعني على الاجابه لان الامتحان كان طويل واسئله كتيره.. اه.. هو كده.
جحظت هايدي عيناها وهي تطرق يدها ببعضهما ثم أجابتها بحده بعض الشيئ
-آه... بحسب حاجه تانيه، عموما كله هيظهر لما الشهاده
-قومي يابت ذاكريلك كلمتين بدال الهيافه ال بتفكري فيها دي، لسه بدري على الكلام ده، احنا لسه صغيرين يا...
قاطعتها بيسان باستخفاف
-يابنتي الحب ده زي القضي كده، لا يعرف عُمر ولا أمته بيكون وقته، ذاكري ياختي ذاكري! طول عمرك دحيحه
ابتسمت لمياء باستخفاف واردفت
-متقلقيش ياصديقتي العزيزه، هعمل بالنصيحه وازاكر، خليكي انتي مع الجو بتاعك وقابليني لو عرفتي تجاوبي في امتحانات آخر السنه
أشاحت بيسان بنظرها بعيدا عن المرآه ثم توجهت الي الفراش وامالت على بجنبها وهي تحدق بلمياء مبتسمه، عليها أن تفكر جيدًا في هذا الأمر، فهي لا تُريد أن تُجبر على المذاكره، زفرت بندم لإضاعتها الوقت في اللهو، فهو كان أختيارها المثالي، وتمنت لو كانت تقبل على الحفظ والفهم مثل لمياء، لكن كانت تفكر في العشق والهوى فقط؛
لو كانت مثل لمياء حتمًا كانت حياتها ستتغير، ولكن هل سيُجدي الندم بعد فوات الآوان.
لازال الأمل يسود بداخل بيسان، كلما نظرت إلى لمياء تشعر بالغيره بعض الشيئ واستطاعت ببراعة ان تجلس بجانبها كي تتقن مثلها حفظ بعض المعلومات، لكن مشاعرها المرهفه طاغيه تؤثر عليها تماما، بينما حاولت لمياء أن تُجلي عقلها، فهي لا زالت تشعر بالتفوق والتميز، بداخلها هدف نبيل تريد وبشده الوصول إليه، قلبها يُناشدها أن تطلق العنان لعقلها التركيز تماما في كل كلمه ومعلومه موجودة أمامها في كتابها، ليكتمل حلمها لإدراكها أمور الحياه وتصل الي مركز مرموق بالمجتمع، هذا هو الأمر الذي جعلها تبتعد عن بيسان بتفكيرها في العشق وغيره من المشاعر التي لم يكن وقتها، ترفض تماما أن تستجيب لرغبتها بالحديث عن الشباب، حاولت بيسان أن تسيطر على تلك الرجفة التي اعتبرتها وهي شارده في حبيبها الوهمي، فأخرجتها زفرات مروه من شرودها، التفتت إليها ورمقتها بنظراتٍ مبهمة، وأشاحت بوجهها عنها، ولم تدر لمياء أنها أثارت غضب والدتها بهدوئها؛
هبت مروه عن مقعدها واتجهت إليها، وجذبتها من ساعدها لتقف أمامها، وحدقت بها مليًا وهتفت بحنق
- هو سؤال وعايزاكي تجاوبيني عليه بأه أو لأ، ومن غير كذب علشان أنا خلاص بقيت حساس ناحية كذبك أنتِ ولمياء عليا
اضطربت ملامحها وحاولت تحرير ساعدها منها، ولكنها رفضت تركها وضغطت عليه بقوة، وصاحت بوجهها
- أنا عايزه أعرف أبوكي له دخل برفض محمد للوظيفه ولا لأ؟ والأهم من كده مامتك كانت على علم بالموضوع ولا لأ برده؟
إزدردت بيسان لعابها وازداد خوفها من حدتها وغضبها، فحررت ساعدها منها وأولتهاظهرها، وحاولت استجماع شجاعتها وتنهدت بقوة
-لا والله ابدا ياطنط، ده بابا راجع من الشغل زعلان جدا، ومستغرب جدا أن أنقل محمد رفضها بسهوله كده، ومامتي لسه عارفه من بابا حالا.
استمعت إليها بقلب مكلوم، فظنتها لم تصدق حديثها، هزت مروه رأسه بيأس واستدارت عنها وارتمت فوق مقعدها وأغمضت عيناها، ومن مكانها وقفت لمياء تحدق بها بحزن، تعلم أنها مخذولة وأنها كان عليها بصفتها زوجته أن تُخبره حقيقة الأمر، أقتربت منها لمياء على مضض وجلست أمامها، ولمست يدها
-ياماما لو سمحتي انسى الموضوع بقي، ارجوكِ أنا محتاجه انك تكوني كويسه انتي وبابا عشان اعرف اركز في مذاكرت..
اوقفتها عن اكمال حديثها ووضعت أصابعها فوق شفتيها واردفت
-خلاص ياضنايا انا فكرت كتير وصليت ركعتين لله، عرفت وأتقنت ان ال من نصيبنا عمره ما يضيع، وطالما الوظيفه راحت تبقى مش من نصيبنا، الحمد لله على كل حال، ربنا ينجحك ويعوضني فيكي خير ياقلب امك.
تطلعت إليها بصمت، وبادلتها النظرات وبعد برهة ابتعدت عنها وأعتدلت، وتنهدت بابتسامه وأضافت
-حبيبتي ياماما، مش عايزه أشوف دموعك تاني أبدا، عايزاكي كمان لما بابا يصحى تحاولي تلطفي الجو معاه كده وتصالحيه، قوليله كده كلمتين حلوين من كلامك الحلو ده ياست الكل.
تفاجأت لمياء بوالدتها تجذبها إلى صدرها وصوتها يهمس في أذنها
-ماشي ياست الجنينه، قومي كملي مذاكرتك وخلي البت دي تذاكرلها كلمتين بدال ما هي قاعده كده.
ركزت بيسان عيناها بوجههم ثم حدقت بعينيهم وأجابتهم
- الغيرة حلوه ياطنط وانا بصراحه غيرانه من بنتك ال ما بتقومش من على الكتاب دي، بحاول اكون زيها، عايزة دفعه للأمام.
أبعدت مروه لمياء عنها مسافة قصيرة دون أن تفلتها، ولامست وجنتها بحنان بظهر يدها، ومالت نحوها بشفتيها وقبلتها، وضعت ليماء يدها فوق يد والدتها وخفق قلبها بقوة، وتنهدت بهيام ما أن اعتدلت بمكانها، وابتسم لها
-ربنا يخليكي ليكي ياأمي و مايحرمني منك أبدا.
همَّت مروه وغادرت الغرفه واوصدت الباب خلفها ثم توجهت لغرفتها بهدوء كي لا توقظ محمد، فتحت دولابها وأخذت بعض من ملابسها وولجت الي المرحاض كي تغتسل وتتزين لتبقى في أبهى صوره، حاولت تماما نسيان ما حصل، حينما استيقظ محمد وخرج ليجلس في الصالون لمحها بطرف عيناه وكأنها تحولت تماما، رمقها بدهشه وهو يفرك عيناها بيده وأردف إليها
-إيه ال مقعدك كده، خير يا رب، رايحه حفله ولا إيه!؟
اتسعت عيناها بدهشه وهي تفكر بأمره، فهو منذ ساعتين مروا،
كان يريد ضربه والأن يتصرف وكأن شيئا لم يحدث، لامس بأصبعه وجنتها فانتبهت إليه ليخبرها بصوت هاديء
- حبي ليكِ أكبر من زعلي، وتفهُمي للي كنتِ فيه، خلاني أعذرك أنك عايزانا نقب على وش الدنيا، وعلى فكرة أنا نفسي لو مكنتش متعود على الشغل في المصنع، بحكم شغلي مكنش قلبي بقى جامد وبيتحمل، لإني شفت كتير وسمعت حكاوي أكتر، وعلى سيرة الحكاوي والعالم اللي إحنا فيه، قوليلي هنعمل إيه مع أهالينا، هنفضل مقاطعينهم كده لإمته؟! انا امي وحشتني ومحتاج اوي اترمي في حضنها واحط راسي على رجلها وتلعب لي في شعري زي زمان، وتقول اصبر ياضنايا وربنا قادر يفرجها عليك من أوسع ابوابه
راقبت مروه ملامحه التي تبدلت حينما تذكر عائلته، لمحت الشوق يتوهج في عيناه وقضمه لإحدى شفتيه، وحين ارادت الأبتعاد عنه حررها، فأولت له ظهرها وسمع زفرتها الملتهبة ثم قولها
- مش عارفة يا محمد والله، بس احنا في ايدينا ايه نعمله ومعملنهوش، حاولنا كتير نوصلهم وهم رفضونا وكأننا قتلنا ليهم قتيل.
صمت يبتلع غصته ثم أردف بصوتٍ متحشرج
- أنا أول مرة أحس أني عاجز عن التفكير، يمكن علشان أنا لسه جزء منهم، خايفة حد منهم يموت وانا بعيد، حتى اخواتي برن عليهم كتير محدش فيهم راضي يرد عليا، ربنا يهديهم ويعودوا لصوابهم والميه ترجع لمجاريها بقى.
أنه قوله والتفت يحدق بوجهها، يتسائل
-امال لمياء فين، بتذاكر في اوضتها؟
هزت مروه رأسها بالإيجاب وأشاحت بوجهها عنه، ففي السابق لم يكنٌ محمد يتذكر عائلته بهذه الطريقه، أما الأن صار يتذكر وبشده، وحتمًا سيأتي يوما ويطلب منها ان تعود معه إلى القرية مرة أخرى، تملكها الغضب فالتفتت تحدجه بنظراتٍ نارية جعلته ينظر إليها بحيرة، ولم تمهله مروه الفرصة واستسلمت لمشاعرها كأنثى، ارتمت بين ذراعيه وأحاطته بقوة تخشى أن يتركها ارضاءا لعائلته، احسها محمد فشدد من ضمها ودفن وجهه بعنقها وقبلها بتمهل، فاستولى على مشاعرها وادراكها، فتشبثت مروه به وهمهمت بكلمات مبهمة، تبلغه من خلالها بحبها وحاجتها إليه، رجفت بين ذراعيه وسلمته رايه قلبها وهي تندس داخل صدره أكثر
بعد مرور أسبوعان من السعاده والهدوء في العائلتين وبين الصديقتين، ذهبتا الفتاتان الي المدرسه لحضور امتحانات نهاية العام الدراسي، عندما ولجوا داخل اللجنه وأخذت كل فتاة منهم ورقتها بدت على ملامح لمياء البهجه والسرور لسهولة الأسئله، بينما شحب وجه بيسان لأنها لاحظت بإنها لا تفقه شيئا في الورقه، إرتبكت كثيرا ولم تعرف كيف تكتب في ورقه الاجابه، إرتقبت لبضع دقائق لحين تنهي لمياء ورقتها ثم حدفت لها قلم على الأرض كي تنتبه لها، التفتت لها لمياء بخوف من المراقب عليهم جاحظة عيناها، أشارت لها بيسان بصوت منخفض
-أنا محليتش ولا سؤال واحد حتى، الحقيني بسرعه بكم سؤال الاولنيين حتى والنبي يالولر، اصل كده هسقط
تلعثمت لمياء وهزت رأسها يمينا ويسارا ثم رفعت ورقتها بهدوء كي تراها بيسان وتكتب ما فيها، ظلّت تكتب دون أن تعرف هذه إجابة أي سؤال، انتبه لهم المعلم المراقب في اللجنه، اتجه الي بيسان ايري من مَن هي تغش، اعتدلت لمياء على الفور واخفضت ورقتها وأكملت باقي امتحانها؛
دقت لحظة الانصراف وانتهى الامتحان، لملم المعلم منهم أوراق الاجابه، طرقت بيسان القلم من يدها على الديسك أمامها بعصبيه وهي تتأفأف، اتجهت نحوهل لمياء وجلست بجوارها متسائله
-ها يابنتي، حليتي باقي الأسئله ولا عملتي ايه؟
عقدت بيسان حاجبيها وتحدثت من بين اسنانها
-لا حليت ولا نيله، حتى ال كتبتهم من ورقك معرفش دول إجابة انهي سؤال، انا بايني هسقط السنادي، يالهوي دي كانت ماما تموتني.
ربتت لمياء على كتفها بحزن وتنهدت
-تفائلي بالخير، ربنا يسترها وان شاء الله هتنجحي.... عشان تبقى تسمعي كلامي لما قولتلك ذاكري، قومي.. قومي خلينا نروح البيت
لوت بيسان شفتاها وقامت معها ليعاودوا ادراجهم الي المنزل، تفاجأت بالشاب الذي يتغزل بها في ارتقابها أمام مبنى المدرسه، تناست تماما ما مرت به في الداخل واعتدلت في مشيتها وهي تظبط في ملابسها في حجابها، تاره تنظر له وتاره تنظر لصديقتها، حدقتها لمياء بذهول وهمست لها بصوت منخفض
-اه ياناري منك بت، ال يشوفك الوقتي مايشوفكيش وانتي بتعيطي في الإمتحان، الحب مولع في الذره اوي معاكي ياختي.
عضت بيسان على شفتاها وهي جاحظة عيناها للمياء كي لا يسمعها الشاب ويفهم بإنها وقعت بحبه، جال في خاطرها ان تقف في مكان بجانب الشارع وتسأله عن اسمه، عندما انتبهت لمياء لذلك تركتها تقف بمفردها وذهبت هي في طريقها كي لاينتبه لها أحد؛
اقترب الشاب منها وكأنه فهم غايتها فوقف مقابلها مسبلا بعيناه، ارتجفت بيسان لم تقوى على الوقوف على قدمها، أشاحت بنظرها بعيدا عن عيناه اللاتي أثارت خجلها، جسدها يتصبب عرقاً وتمتمت بخجل
-مم... ممكن أعرف اسمك ايه؟ وليه... ب.. بتمشي ورايا في كل مره تشوفني فيها؟!
ابتسم لها الشاب وهو يتملقها من اعلاها لأسفلها، ثم أجابها بطلاقه دون خجل وكأنها ليست اول فتاه يغازلها
-بصي بقى انا بصراحه من ساعة ما شوفتك وانا مفكرش غير فيكي، مش عارف ليه، بس انا لما اقولك على اسمي لازم اعرف اسمك برده ولو معاكي تليفون تعطيني رقمك عشان ابقى اتصل بيكي، ها..قولتي ايه، وبصيلي كده بدل ماانتي باصَّه في الأرض.
وقفت بيسان تفرك أصابعها في بعضهما اضطرابا وتوترا، ثم إستكانت على رأيها فأجابته بالقبول وهي تهز رأسها للأسفل دون أن تصدر صوتا، فأكمل الشاب حديثه وهو يمدد أصابعه بين خصلات شعره بكل ثقه وغرور
-أنا اسمي مازن وبدرس كلية تجاره في المبنى ال بعد مدرستكوا كده بشارع، خدي بقى الورقه دي انا كنت كاتب فيها رقمي ومجهزه عشان عارف اني هكلمك وهتوافقي اننا نتعرف على بعض.
خشت بيسان ان تمد يدها لتلتقط منه الورقه فوضعها مازن أعلى كتبها التي تحملها على زراعها، ثم عقد زراعيه على صدره متسائلا
-دورك بقى يابرنسيسه، اسمك ايه؟ ويلا اعطيني رقمك زي ما وعدتيتي.
فتحت بيسان حقيبة يدها لتبحث عن قلم وهي تنتفض في مكانها من الخجل والكسوف بينما كانت لمياء تشتاط غيظا منها بسبب جرأتها الزائده لتقف مع شاب غريب عنها في الشارع ويراها الماره بالطريق، كانت تريد العوده ال المنزل بمفردها وتتركها معه لتنال عقابها من هايدي وأيمن، لكن شفقت عليها لأنها صديقتها و لاتريد لها الاهانه؛
كتبت بيسان رقم هاتفها واسمها في ورقه وعطته لمازن ثم تركته واسرعت في مشيتها تجاه لمياء دون أن تودعه، عندما اقتربت من لمياء قبضت على زراعها بيدها وهي تتمتم
-اسنديني يالولو حاسه اني هيغمي عليا، الواد قمر يابت، قمر وربنا، ولا ريحة البرفيوم بتاعه يالهوي عليه دوخني وانا واقفه معاه، كان نفسي ارفع راسي واشوف عيونه من قريب بس اتكسفت اوي، انا بايني حبيته فعلا ولا ايه! اسكتي صحيح اسمه مازن، اسمه كده مزيكا لوحده ياااااي.
طرقت لمياء قدمها في الأرض غضبا منها ثم قرصتها في زراعها وهي تسحبها ليسرعوا في مشيتهم
-افرضي كان حد شافك الوقتي وراح قال لباباكي ولا مامتك، هيكون رد فعلك ايه ساعتها! انتي مش هتجبيها البر ومش هترجعي غير لما تفضحينا، بس انا بقولك اهو من الوقتي لو عملتي الحركه دي تاني انا ماعنتش همشي معاكي في طريق، ان ماكنتش تهمك سمعتك انا بقى اهلي صعايده وماحيلتناش غير سمعتنا و كرامتنا.
لم تعي بيسان ماتقوله لمياء كي لاتفسد مزاجها وسعادتها، ظلت طوال الطريق تردد في اسمه وتستنشق في ريحه الطيب، لحين وصلت إلى المنزل، ولجت كل منهما الي شقتها، ولجت بيسان الي والدتها كفراشة محلقة في السماء تهز زراعيها يمينا ويسارا ثم ألقت بنفسها في حضن هايدي، ظلت تقبلها من جبينها ووجنتيها وهي تدور بها في الصالون وتردد
-حبيبتي ياماما، وحشتيني ياماما، انا بحبك اوي ياماما، عاملالنا اكل حلو ايه النهارده من ايدك ياماما، انا مبسوطة وطايره طايره ياماما.
أحست هايدي بدوار في رأسها كادت ان تسقط فأبعدت البنت عنها وألقت بنفسها على المقعد محاولة التقاط أنفاسها وهي تضع يدها على صدرها
-يخربيتك... في ايه يابت، إيه إل جرالك! هتموتيني ناقصه عمر، مش على بعضك ليه النهارده، للدرجادي الامتحان كان سهل؟
أطلقت بيسان ضحكتها قم إذدردت لعابها وجلست بجانبها شارده وهي ممسكة بكتفها
-آه.. آه ياماما الامتحان كان سهل ولذيذ وطويل وريحته حلوه.....
أوقفتها هايدي بدهشه وهي تنتفض من مقعدها
-نعم ياروح امك! هو ايه ال طويل وريحته حلوه، انتي بتتكلمي عن ايه بالظبط؟!
نهضت بيسان عن المقعد وهي تلهث أنفاسها وكأنها غرقت في بحر مياه
-إيييه، لا... اقصد يعني كان الفصل ريحته حلو شجعني على الاجابه لان الامتحان كان طويل واسئله كتيره.. اه.. هو كده.
جحظت هايدي عيناها وهي تطرق يدها ببعضهما ثم أجابتها بحده بعض الشيئ
-آه... بحسب حاجه تانيه، عموما كله هيظهر لما الشهاده