الفصل السادس
عودة للفلاش باك
قرر سعيد أن يترك البلد بما فيها بصديقه ، وزكرياته ، بوالد مصطفى ، بمدينة الأقصر وكل ما فيها ، قرر تلك كل ذلك خلفه وأن يبدأ من جديد حياة جديدة بعيداً عن كل الأشخاص الذين يعرفهم ويعرفونه ، جهز سعيد شنطته وذهب إلى محطة القطار قاصداً قطار القاهرة ركب القطار و وصل إلى القاهرة فى تمام الساعة الثانية ظهرا ، كان جائعاً جدا فقد مر عليه يومين بدون طعام ، ذهب ليأكل من عربات الطعام الموجودة بمنطقة رمسيس أكل ما أكتفت به معدته ، من ثم نظر حوله وفكر قليلا حتى قرر الأتجاه نحو فندق للمبيت فيه ، أخذته قدماه إلى فندق بانوراما حجز غرفة لمدة اسبوع ومن بعدها قرر النزول لشراء بعض اللوازم من ثم عاد الى الفندق مرة اخرى ، دخل إلى غرفته ثم استحم وذهب لينام لربما يرتاح عقله من كثرة التفكير .....
فى الوقت ذاته الذى كان سعيد قد عزم فيه الرحيل واستقل القطار كان يجلس مصطفى صديقه مع والده على طالوة الطعام يتناولون وجبة الأفطار
_ ايه اخبارك سعيد يا مصطفى
= هخلص فطار واروحله احتمال اقضى معاه اليوم كله اصلا
_ تسلم يابنى فيك الخير ، وحاول معاه تانى يمكن يرضى وينزل يشتغل معايا
= متقلقش يا ابويا انا مش هسيبه ، بس خليه فى موضوع الشغل دا على راحته
_ ماشى يابنى اللى تشوفه ، انا بس صعبان عليا الواد الغلبان اللى مشافش يوم سعادة فحياته
= اه والله يا بويا اسمه سعيد بس مخدش منها حاجة غير الأسم بس ، المهم هتحرك انا واروحله دلوقتى
_ ماشى يابنى وابقى طمنى عليه
ذهب مصطفى الى منزل سعيد فوجد باب المنزل مغلق ، ظل مصطفى واقفا لا يقوى على فعل شئ ، كان يحدث نفسه من كثرة القلق على صديقه ، أخرج هاتفه وقام بالأتصال به ولكن دون جدوى الهاتف مغلق حتى تذكر المحل الذى يتواجد بجوار المنزل مباشرة فقرر أن يسأله
_ بقولك يا حاج والنبى متعرفش مصطفى فين او نزل امتى ؟!
= لا يابنى معرفش ، بس انا قابلته الفجر كان معاه شنطة سفر ولما سألته قالى الحكاية خلصت ومشى
_ أنت متأكد من كلامك دا ؟!
= ايوا يابنى ، حتى لما سألته طب رايح فين قالى ملكش دعوة ومشى
فى ظل تلك الحوار كان أتيا شخصا ما كان يعمل مع سعيد عند الحاج منصور فحينما رأى مصطفى صديقه اوقفه
_ مصطفى باشا ، متعرفش سعيد فين
= والله يا محمود بدور عليه
_ انا عايز اعتزرله عن اللى حصله فالقهوة امبارح ، الصراحة اتهبدل اوى
= ايه اللى حصل فالقهوة
قص عليه محمود ما حدث مع سعيد من الناس بالمقهى وسوء المعاملة حتى انفجار سعيد عليهم بالكلام وثورته
_ عالم بهايم كلهم
كان مصطفى يشع غضبا من كل مكان فترك محمود وعاد مرة أخرى إلى المنزل مهزوما يتحدث مع والده ، قص مصطفى لوابده كل شئ قد حدث
_ طب وأنت رأيك راح فين
= مش عارف ، سعيد عمره ما خرج من البلد حتى لما جه القاهرة مكنش عارف هيعمل ايه واتصل بيا
_ طب ما يمكن سافر تانى
= معرفش يا ابويا سعيد خرج من البلد غضبان وكاره البلد بكل حاجة تفكرو بيها ودل شئ يخليك صعب تعرف تفكيره ازاى دا لو كان بيفكر اصلا
_ طب وانت يابنى هتعمل ايه
= هبلغ كل الاقسام والمدريات وهخلى متابعات دورية عليه يمكن نوصله
_ طب شوف ايه الصالح يابنى واعمله
كان يهم مصطفى بالوقوف فسأله وابده عن وجهته
= محتاج اتمشى شوية بس
_ يابنى بالله عليك متأزيش نفسك وتروح لأسامة دا
= دا كلب ولا يسوى انى اعبره اصلا انا بس محتاج افكر مع نفسي شوية
خرج مصطفى من المنزل ترجل كثير حتى وصل إلى كورنيش النيل جلس عليه أخرج هاتفه فى محاولة لأن يكون قد فتح هاتفه مرة اخرى ولكن ايضا لا صوت يعلو فوق اغلاق الهاتف ، كان مصطفى يحدث صديقه الغير موجود بعدما سمع صوت الهاتف مغلق
_ ليه كدا ياصاحبى ، طب هما غدرو بيك وخانوك ، انا ذنبى ايه انا مليش اخ غيرك ، دنا كنت جاى افرحك انى هخطب خلاص ومشكلتى اتحلت ليه تبعد ياصاحبى وتخلينى بدور بساقية ..
فجأة اثناء حديثه مر من امامه اسامة لحدثه كانهم مازالو اصدقاء ولكن كان يتحدث كشخصا مختالا
_ ازيك يا يوسف عامل ايه
= عايز ايه ، لا في بينا ولا سلام ولا كلام خلصت
_ كل دا عشان خطبتها
= انت عارف انها مكنتش تنفعلك بس الطمع عماك
_ اعمل ايه بقى يا صاحبى نصيبها وقعها قدامى ، فرصة وجت تحت رجليا هملك البلد باللى فيها اقول لأ
= اهو سابلك البلد كلها تبرطع فيها براحتك ، اقولك وانا كمان سيبهالك
.......... ........... ................... ............
أستيقظ سعيد صباحا ارتدى ملابسه ونزل الى الشارع لأقتناء وجبة الأفطار فالفندق الذى يقيم به لا يقدم وجبات للسكان ، تناول سعيد فطاره من على أحدى العربات المتواجدة برمسيس ومن صم ذهب ليتناول فنجلن قهوة على إحدى المقاهى بالمنطقة ، أخرج سعيد من جيبه ورقة وقلم ليدبر امره قدم له النادل القهوة ، كلن سعيد حجمع ما لديه من اموال كان كل ما لديه هو خمسة عشر الفا علم انه لا يقوى على الاستمرار هكذا فلابد من أن يجد عملا ، اشترى خطا جديدا لهاتفه وقام بتشغيله من ثم جهز سعيد ملفه ومن ثم بدأ يطرق على باب جميع الشركات ، لحسن حظه انه حينما قرر السفر كان حامعا لكل اوراقه بملف واحد ، توجه سعيد لأغلب شركات المحلسبة ولكن لم يفلح ايا منهما فى شئ ، ظل هكذا عشرة ايام كل يوم يضع السيرة الذاتية الخاصة به فى شركة ما ولكن با يأتى رد من احدا منهم ، وفى يوم من الأيام قادته قدماه إلى حى السيدة زينب جلس سيعد بمقهى ما يتناول كوبا من الشاى فوجد رجلا يتحدث مع اخر عن ان لديه فرصة عمل ، بسرعة فكر سعيد فالأمر حتى طرح نفسه على تلك الرجل و افق له بالعمل ، كان العمل عبارة عن مندوب مبيعات ولكن لحيبه الخاص قتو يعطيه مناطق وبضاعة ولكنه يدفع اجرها قبل الخروج بها مثله مثل تاجر الجملة ، قرر سعيد ان يعمل تلك الوظيفة ايا كانت هى ، ولكنها كانت مرهقة جدا فاليوم بأكمله يمشى على قدميه بدون راحة وهذا ساعده فى أن يذهب إلى المنزل فيخلد فى النوم مباشرة بدون التفكير فى الماضى وما به ، قرر سعيد استأجار شقة صغيرة بتلك المنطقة وبالفعل وجد حجرة بأعلى منزل واستأجرها ..
كان سعيد يعمل طوال الأسبوع ويرتاح يوم الجمعة فقط من العمل وكان فى الأغلب يقضى يومه على القهوة التى وجد عن طريقها العمل لم يكن يعرف احد بالمنطقة ولا أحدا يعرفه سوى من يعمل مع ، وعامل القهوة ، وجارا له بتلك العمارة فقط هؤلاء من يعرفهم لا غيرهم
فى يوم اجازة سعيد نزل لأداء صلاة الجمعة وبعد الانتهاء من الصلاة ذهب لمنزله تناول وجبة الأفطار ومن ثم نزل ليجلس قليلا بالمقهى .. وهو هابط على الدرج وجد يوسف هذا هو جاره بتلك البيت يبدو من هيئته أنهم بنفس العمر حياه سعيد ثم رد عليه التحية يوسف
_ امال على فين كدا يا سعيد
= نازل أقعد على القهوة
_ وانا كمان لو معندكش مانع نقعد مع بعض شوية
= لا طبعا معنديش مانع يلا بينا
_ اصل انا لاحظت انك بتقعد لوحدك ومش بتقعد مع حد
= لا الفكرة بس انى لسة معرفش حد ومليش صحاب من القاهرة
ذهب سعيد ويوسف إلى المقهى حياهم عامل المقهى وجلسا يتناولون القهوة فلاحظ يوسف ان سعيد لا يوجد معه الشنطة التى يحمل بها المنتجات فسأله
_ امال انت مش شغال انهاردة ولا ايه ؟!
= لا اجازة انهاردة بدى نفسي اجازة يوم الجمعة وكدا
_ بصراحة من حقك اكتر من كدا شغلانة متعبة اوى ربنا يكون فعونك
= اهو الحمد لله الموجود بقى نعمل ايه
_ انت مكمل دراسة يا سعيد ؟!
= انا خريج كلية تجارة
استغرب يوسف من انه خريج جامعة ويعمل بتلك المهنة
_ ايدا ياعم وليه كدا بس انت مكنتش حابب الدراسة يعنى فمش عايز تشتغل بيها ولا ايه
ابتسم سعيد لتلك الكلمات ثم اتبع قائلا
= لا ابدا انا أول دفعتى الاربع سنين
حدقت عيناى يوسف عند سماع هذه الجملة كيف لشخصا بهذا الاجتهاد ويفعل بنفسه ذلك
_ ومتعينتش معيد ازاى ؟!
= منت فاهم بقى يا هندسة مش كل اللى بيجيب مجموع بيتعين الوظايف بتكون معروفة لمين
_ عارف يا صديقى ، هو دا حال البلد ، المهم مش عايزك تقلق خالص باذن الله هلاقيلك شغل معايا فالشركة ، وانت كمان فرضتك حلوة لسببين الأول أنك طبعا اول دفعتك اربع سنين ، زالتانى ان المحاسب اللى عندنا ساب الشركة من كام يوم واكيد محتاجين حد مكانه
= ياريت زالنبى يا يوسف تبقى عملت معايا واجب عمرى ما هنساه
_ جهز بس انت ورقك وسيبك الباقى على ربنا
= ياعم ورقى اجهز تعالى بكرا خده قبل ما تروح شغلك
_ خلاص لو كدا هعدى عليك الصبح أخده منك
= تسلم يا بشمهندس والله ما عارف اقولك ايه
_ يا عم متقولش حاجة احنا اخوات وبلاش قولتلك بشمهندس دى
أكمل يوسف وسعيد جلستهم وبعدها ذهب كلا منهم الى منزله ..
فى صباح اليوم التالى مر يوسف على سعيد ليأخذ الورق وذهب إلى العمل ، جهز سعيد شنطته ونزل ليتابع عمله مر حوالى خمس ساعات من العمل جلس سعيد باحدى اماكن انتظار الاتوبيس ليستريح أخرج هاتفه زقام بالأتصال بيوسف عدة مرات ولكن لم يجيب يوسف عليه ، فهم سعيد انه لم يوفق فى مساعدته ان يعمل معه بالشركة ويبدو انه محرج من ان يجيب على المكالمة ..
جلس سعيد يتابع المارة والأشخاص ثم سمع صوت هاتفه اخرجه على الفور فكان المتصل يوسف اجاب عليه
_ ايه يا سعيد معلش مكنتش عارف ارد عليك كان معايا شغل كتير
= عادى ولا يهمك المهم قدمت الورق
_ اه يا صديقى قدمت الورق بس للأسف
أنزل سعيد الهاتف من على اذنه فور سماع تلك الكلمة ولكن كان يتابع الحديث يوسف
_ الو
_ الو يا بنى روحت فين
_ الو
حتى اجاب سعيد مرة اخرى
= معاك يا يوسف معلش مليش نصيب انا عارف انى مش هتوفق
_ ياعم مش هتتزفق ايه انت اتقبلت اصلا من السي ڤى بس وتقدر تستلم شغلك من الأسبوع الجاى
كانت السعادة تسكن قلب سعيد للمرة الأولى منذ فترة ، تخيل أن هناك شخصا يكون فى قمة سعادته فقط لمجرد حصوله على وظيفة مناسبة
= انا مش عارف اشكرك ازاى ولا اقولك ايه والله
_ ياعم ولا شكر ولا واجب ، دول أصلا طلعوا عارفينك وبيتصلو بيك وموبيك مقفول
= يخربيت غبائى يانهار اسود عليا
_ فى ايه
تذكر مصطفى انه حينما جهز ملفه كان رقم الهاتف المذكور بالملف هو رقم هاتفه القديم فقد سهى وكتبه بدلا من الرقم الذى قام بشراءه ، ابلغ سعيد يوسف بذلك الموقف
_ يخربيتك دماغك وانا اللى بقول عليك زكى ، المهم تقدر تستلم شغلم من اول الاسبوع الجاى بس هما عايزينك تروح الاول تودى اوراقك الاصلية وتستلم الشغل
= ماشى يا يوسف هعمل كدا فعلا ، وهسلم الحاجة اللى معايا للتاجر وانزل اول الاسبوع
_ ماشى ياصاحبى هسيبك انا بقى عشان معايا شغل كتير سلام
اغلق سعيد المكالمة وكان فى قمة سعادته ، تذكر الفصل الذى فعله بنفسه ، فضحك بهيستريا على ما فعله ، كان يلوح بيده وبها الشنطة فخبط شخصا ما بها فسمع صوتا خلفه يقول
_ متحاسب ياعم الحمار أنت
ألتفت سعيد ليرد عليه ولكنه تفاجئ مما رأه ، كان الشخص هو اسامة ومعه ياسمين كان ممسكاً بيديها ، هذا المنظر الذى تمناه سعيد يوما ما أن يحدث أن تتمشي بجواره ممسكة بيديه كان بال سعيد يصول ويجول ولكنه تذكر انهم سيخبرون أهل البلد وربنا يعرفون مكانه ، نظر حوله فوجد انه مازال بالمنطقة وبجوار المقهى فقام بالركض سريعا فلمحه عامل المقهى وخرج ليعلم ما به
_ فى ايه يا سعيد
لم يجب سعيد وأكمل ركده فنظر العامل للناحية الاخرى فوجد ثلاث اشخاص يتابعون سعيد راى واحدة منهم اتية نحوه كانت أخت اسامة فسألت عامل المقهى عنه وعن سكنه ولم تعلم شيئا منه غير انه يسكن بالمنطقة ولكن لا يعلم احدا اين ولكنه يجلس يومياً بهذا المكان
ذهبت اخت اسامة وحينما وصلا الى المنزل اخرجت هاتفها وقامت بالأتصال بريهام أخت مصطفى صديقه لتعلمها بعدما اخبرتها قامت ريهام بالأتصال بيوسف مرارا وتكرارا ولم يجيب عليها ، تركت هاتفها لفترة حتى عاود اخيها الاتصال بها مرة أخرى
قرر سعيد أن يترك البلد بما فيها بصديقه ، وزكرياته ، بوالد مصطفى ، بمدينة الأقصر وكل ما فيها ، قرر تلك كل ذلك خلفه وأن يبدأ من جديد حياة جديدة بعيداً عن كل الأشخاص الذين يعرفهم ويعرفونه ، جهز سعيد شنطته وذهب إلى محطة القطار قاصداً قطار القاهرة ركب القطار و وصل إلى القاهرة فى تمام الساعة الثانية ظهرا ، كان جائعاً جدا فقد مر عليه يومين بدون طعام ، ذهب ليأكل من عربات الطعام الموجودة بمنطقة رمسيس أكل ما أكتفت به معدته ، من ثم نظر حوله وفكر قليلا حتى قرر الأتجاه نحو فندق للمبيت فيه ، أخذته قدماه إلى فندق بانوراما حجز غرفة لمدة اسبوع ومن بعدها قرر النزول لشراء بعض اللوازم من ثم عاد الى الفندق مرة اخرى ، دخل إلى غرفته ثم استحم وذهب لينام لربما يرتاح عقله من كثرة التفكير .....
فى الوقت ذاته الذى كان سعيد قد عزم فيه الرحيل واستقل القطار كان يجلس مصطفى صديقه مع والده على طالوة الطعام يتناولون وجبة الأفطار
_ ايه اخبارك سعيد يا مصطفى
= هخلص فطار واروحله احتمال اقضى معاه اليوم كله اصلا
_ تسلم يابنى فيك الخير ، وحاول معاه تانى يمكن يرضى وينزل يشتغل معايا
= متقلقش يا ابويا انا مش هسيبه ، بس خليه فى موضوع الشغل دا على راحته
_ ماشى يابنى اللى تشوفه ، انا بس صعبان عليا الواد الغلبان اللى مشافش يوم سعادة فحياته
= اه والله يا بويا اسمه سعيد بس مخدش منها حاجة غير الأسم بس ، المهم هتحرك انا واروحله دلوقتى
_ ماشى يابنى وابقى طمنى عليه
ذهب مصطفى الى منزل سعيد فوجد باب المنزل مغلق ، ظل مصطفى واقفا لا يقوى على فعل شئ ، كان يحدث نفسه من كثرة القلق على صديقه ، أخرج هاتفه وقام بالأتصال به ولكن دون جدوى الهاتف مغلق حتى تذكر المحل الذى يتواجد بجوار المنزل مباشرة فقرر أن يسأله
_ بقولك يا حاج والنبى متعرفش مصطفى فين او نزل امتى ؟!
= لا يابنى معرفش ، بس انا قابلته الفجر كان معاه شنطة سفر ولما سألته قالى الحكاية خلصت ومشى
_ أنت متأكد من كلامك دا ؟!
= ايوا يابنى ، حتى لما سألته طب رايح فين قالى ملكش دعوة ومشى
فى ظل تلك الحوار كان أتيا شخصا ما كان يعمل مع سعيد عند الحاج منصور فحينما رأى مصطفى صديقه اوقفه
_ مصطفى باشا ، متعرفش سعيد فين
= والله يا محمود بدور عليه
_ انا عايز اعتزرله عن اللى حصله فالقهوة امبارح ، الصراحة اتهبدل اوى
= ايه اللى حصل فالقهوة
قص عليه محمود ما حدث مع سعيد من الناس بالمقهى وسوء المعاملة حتى انفجار سعيد عليهم بالكلام وثورته
_ عالم بهايم كلهم
كان مصطفى يشع غضبا من كل مكان فترك محمود وعاد مرة أخرى إلى المنزل مهزوما يتحدث مع والده ، قص مصطفى لوابده كل شئ قد حدث
_ طب وأنت رأيك راح فين
= مش عارف ، سعيد عمره ما خرج من البلد حتى لما جه القاهرة مكنش عارف هيعمل ايه واتصل بيا
_ طب ما يمكن سافر تانى
= معرفش يا ابويا سعيد خرج من البلد غضبان وكاره البلد بكل حاجة تفكرو بيها ودل شئ يخليك صعب تعرف تفكيره ازاى دا لو كان بيفكر اصلا
_ طب وانت يابنى هتعمل ايه
= هبلغ كل الاقسام والمدريات وهخلى متابعات دورية عليه يمكن نوصله
_ طب شوف ايه الصالح يابنى واعمله
كان يهم مصطفى بالوقوف فسأله وابده عن وجهته
= محتاج اتمشى شوية بس
_ يابنى بالله عليك متأزيش نفسك وتروح لأسامة دا
= دا كلب ولا يسوى انى اعبره اصلا انا بس محتاج افكر مع نفسي شوية
خرج مصطفى من المنزل ترجل كثير حتى وصل إلى كورنيش النيل جلس عليه أخرج هاتفه فى محاولة لأن يكون قد فتح هاتفه مرة اخرى ولكن ايضا لا صوت يعلو فوق اغلاق الهاتف ، كان مصطفى يحدث صديقه الغير موجود بعدما سمع صوت الهاتف مغلق
_ ليه كدا ياصاحبى ، طب هما غدرو بيك وخانوك ، انا ذنبى ايه انا مليش اخ غيرك ، دنا كنت جاى افرحك انى هخطب خلاص ومشكلتى اتحلت ليه تبعد ياصاحبى وتخلينى بدور بساقية ..
فجأة اثناء حديثه مر من امامه اسامة لحدثه كانهم مازالو اصدقاء ولكن كان يتحدث كشخصا مختالا
_ ازيك يا يوسف عامل ايه
= عايز ايه ، لا في بينا ولا سلام ولا كلام خلصت
_ كل دا عشان خطبتها
= انت عارف انها مكنتش تنفعلك بس الطمع عماك
_ اعمل ايه بقى يا صاحبى نصيبها وقعها قدامى ، فرصة وجت تحت رجليا هملك البلد باللى فيها اقول لأ
= اهو سابلك البلد كلها تبرطع فيها براحتك ، اقولك وانا كمان سيبهالك
.......... ........... ................... ............
أستيقظ سعيد صباحا ارتدى ملابسه ونزل الى الشارع لأقتناء وجبة الأفطار فالفندق الذى يقيم به لا يقدم وجبات للسكان ، تناول سعيد فطاره من على أحدى العربات المتواجدة برمسيس ومن صم ذهب ليتناول فنجلن قهوة على إحدى المقاهى بالمنطقة ، أخرج سعيد من جيبه ورقة وقلم ليدبر امره قدم له النادل القهوة ، كلن سعيد حجمع ما لديه من اموال كان كل ما لديه هو خمسة عشر الفا علم انه لا يقوى على الاستمرار هكذا فلابد من أن يجد عملا ، اشترى خطا جديدا لهاتفه وقام بتشغيله من ثم جهز سعيد ملفه ومن ثم بدأ يطرق على باب جميع الشركات ، لحسن حظه انه حينما قرر السفر كان حامعا لكل اوراقه بملف واحد ، توجه سعيد لأغلب شركات المحلسبة ولكن لم يفلح ايا منهما فى شئ ، ظل هكذا عشرة ايام كل يوم يضع السيرة الذاتية الخاصة به فى شركة ما ولكن با يأتى رد من احدا منهم ، وفى يوم من الأيام قادته قدماه إلى حى السيدة زينب جلس سيعد بمقهى ما يتناول كوبا من الشاى فوجد رجلا يتحدث مع اخر عن ان لديه فرصة عمل ، بسرعة فكر سعيد فالأمر حتى طرح نفسه على تلك الرجل و افق له بالعمل ، كان العمل عبارة عن مندوب مبيعات ولكن لحيبه الخاص قتو يعطيه مناطق وبضاعة ولكنه يدفع اجرها قبل الخروج بها مثله مثل تاجر الجملة ، قرر سعيد ان يعمل تلك الوظيفة ايا كانت هى ، ولكنها كانت مرهقة جدا فاليوم بأكمله يمشى على قدميه بدون راحة وهذا ساعده فى أن يذهب إلى المنزل فيخلد فى النوم مباشرة بدون التفكير فى الماضى وما به ، قرر سعيد استأجار شقة صغيرة بتلك المنطقة وبالفعل وجد حجرة بأعلى منزل واستأجرها ..
كان سعيد يعمل طوال الأسبوع ويرتاح يوم الجمعة فقط من العمل وكان فى الأغلب يقضى يومه على القهوة التى وجد عن طريقها العمل لم يكن يعرف احد بالمنطقة ولا أحدا يعرفه سوى من يعمل مع ، وعامل القهوة ، وجارا له بتلك العمارة فقط هؤلاء من يعرفهم لا غيرهم
فى يوم اجازة سعيد نزل لأداء صلاة الجمعة وبعد الانتهاء من الصلاة ذهب لمنزله تناول وجبة الأفطار ومن ثم نزل ليجلس قليلا بالمقهى .. وهو هابط على الدرج وجد يوسف هذا هو جاره بتلك البيت يبدو من هيئته أنهم بنفس العمر حياه سعيد ثم رد عليه التحية يوسف
_ امال على فين كدا يا سعيد
= نازل أقعد على القهوة
_ وانا كمان لو معندكش مانع نقعد مع بعض شوية
= لا طبعا معنديش مانع يلا بينا
_ اصل انا لاحظت انك بتقعد لوحدك ومش بتقعد مع حد
= لا الفكرة بس انى لسة معرفش حد ومليش صحاب من القاهرة
ذهب سعيد ويوسف إلى المقهى حياهم عامل المقهى وجلسا يتناولون القهوة فلاحظ يوسف ان سعيد لا يوجد معه الشنطة التى يحمل بها المنتجات فسأله
_ امال انت مش شغال انهاردة ولا ايه ؟!
= لا اجازة انهاردة بدى نفسي اجازة يوم الجمعة وكدا
_ بصراحة من حقك اكتر من كدا شغلانة متعبة اوى ربنا يكون فعونك
= اهو الحمد لله الموجود بقى نعمل ايه
_ انت مكمل دراسة يا سعيد ؟!
= انا خريج كلية تجارة
استغرب يوسف من انه خريج جامعة ويعمل بتلك المهنة
_ ايدا ياعم وليه كدا بس انت مكنتش حابب الدراسة يعنى فمش عايز تشتغل بيها ولا ايه
ابتسم سعيد لتلك الكلمات ثم اتبع قائلا
= لا ابدا انا أول دفعتى الاربع سنين
حدقت عيناى يوسف عند سماع هذه الجملة كيف لشخصا بهذا الاجتهاد ويفعل بنفسه ذلك
_ ومتعينتش معيد ازاى ؟!
= منت فاهم بقى يا هندسة مش كل اللى بيجيب مجموع بيتعين الوظايف بتكون معروفة لمين
_ عارف يا صديقى ، هو دا حال البلد ، المهم مش عايزك تقلق خالص باذن الله هلاقيلك شغل معايا فالشركة ، وانت كمان فرضتك حلوة لسببين الأول أنك طبعا اول دفعتك اربع سنين ، زالتانى ان المحاسب اللى عندنا ساب الشركة من كام يوم واكيد محتاجين حد مكانه
= ياريت زالنبى يا يوسف تبقى عملت معايا واجب عمرى ما هنساه
_ جهز بس انت ورقك وسيبك الباقى على ربنا
= ياعم ورقى اجهز تعالى بكرا خده قبل ما تروح شغلك
_ خلاص لو كدا هعدى عليك الصبح أخده منك
= تسلم يا بشمهندس والله ما عارف اقولك ايه
_ يا عم متقولش حاجة احنا اخوات وبلاش قولتلك بشمهندس دى
أكمل يوسف وسعيد جلستهم وبعدها ذهب كلا منهم الى منزله ..
فى صباح اليوم التالى مر يوسف على سعيد ليأخذ الورق وذهب إلى العمل ، جهز سعيد شنطته ونزل ليتابع عمله مر حوالى خمس ساعات من العمل جلس سعيد باحدى اماكن انتظار الاتوبيس ليستريح أخرج هاتفه زقام بالأتصال بيوسف عدة مرات ولكن لم يجيب يوسف عليه ، فهم سعيد انه لم يوفق فى مساعدته ان يعمل معه بالشركة ويبدو انه محرج من ان يجيب على المكالمة ..
جلس سعيد يتابع المارة والأشخاص ثم سمع صوت هاتفه اخرجه على الفور فكان المتصل يوسف اجاب عليه
_ ايه يا سعيد معلش مكنتش عارف ارد عليك كان معايا شغل كتير
= عادى ولا يهمك المهم قدمت الورق
_ اه يا صديقى قدمت الورق بس للأسف
أنزل سعيد الهاتف من على اذنه فور سماع تلك الكلمة ولكن كان يتابع الحديث يوسف
_ الو
_ الو يا بنى روحت فين
_ الو
حتى اجاب سعيد مرة اخرى
= معاك يا يوسف معلش مليش نصيب انا عارف انى مش هتوفق
_ ياعم مش هتتزفق ايه انت اتقبلت اصلا من السي ڤى بس وتقدر تستلم شغلك من الأسبوع الجاى
كانت السعادة تسكن قلب سعيد للمرة الأولى منذ فترة ، تخيل أن هناك شخصا يكون فى قمة سعادته فقط لمجرد حصوله على وظيفة مناسبة
= انا مش عارف اشكرك ازاى ولا اقولك ايه والله
_ ياعم ولا شكر ولا واجب ، دول أصلا طلعوا عارفينك وبيتصلو بيك وموبيك مقفول
= يخربيت غبائى يانهار اسود عليا
_ فى ايه
تذكر مصطفى انه حينما جهز ملفه كان رقم الهاتف المذكور بالملف هو رقم هاتفه القديم فقد سهى وكتبه بدلا من الرقم الذى قام بشراءه ، ابلغ سعيد يوسف بذلك الموقف
_ يخربيتك دماغك وانا اللى بقول عليك زكى ، المهم تقدر تستلم شغلم من اول الاسبوع الجاى بس هما عايزينك تروح الاول تودى اوراقك الاصلية وتستلم الشغل
= ماشى يا يوسف هعمل كدا فعلا ، وهسلم الحاجة اللى معايا للتاجر وانزل اول الاسبوع
_ ماشى ياصاحبى هسيبك انا بقى عشان معايا شغل كتير سلام
اغلق سعيد المكالمة وكان فى قمة سعادته ، تذكر الفصل الذى فعله بنفسه ، فضحك بهيستريا على ما فعله ، كان يلوح بيده وبها الشنطة فخبط شخصا ما بها فسمع صوتا خلفه يقول
_ متحاسب ياعم الحمار أنت
ألتفت سعيد ليرد عليه ولكنه تفاجئ مما رأه ، كان الشخص هو اسامة ومعه ياسمين كان ممسكاً بيديها ، هذا المنظر الذى تمناه سعيد يوما ما أن يحدث أن تتمشي بجواره ممسكة بيديه كان بال سعيد يصول ويجول ولكنه تذكر انهم سيخبرون أهل البلد وربنا يعرفون مكانه ، نظر حوله فوجد انه مازال بالمنطقة وبجوار المقهى فقام بالركض سريعا فلمحه عامل المقهى وخرج ليعلم ما به
_ فى ايه يا سعيد
لم يجب سعيد وأكمل ركده فنظر العامل للناحية الاخرى فوجد ثلاث اشخاص يتابعون سعيد راى واحدة منهم اتية نحوه كانت أخت اسامة فسألت عامل المقهى عنه وعن سكنه ولم تعلم شيئا منه غير انه يسكن بالمنطقة ولكن لا يعلم احدا اين ولكنه يجلس يومياً بهذا المكان
ذهبت اخت اسامة وحينما وصلا الى المنزل اخرجت هاتفها وقامت بالأتصال بريهام أخت مصطفى صديقه لتعلمها بعدما اخبرتها قامت ريهام بالأتصال بيوسف مرارا وتكرارا ولم يجيب عليها ، تركت هاتفها لفترة حتى عاود اخيها الاتصال بها مرة أخرى