الفصل الرابع

بقلم/ ولاء التونسي
رواية/ حبيب عمري

في صباح يوم جديد عاصم في المستشفي بيسأل الدكتور اللي مسؤول عن حاله والده طمني يا دكتور مفيش جديد عن حاله بابا:

الدكتور قاله ابدا لحد الان مفيش اي تحسن ادعيله بس الوضع مش كويس عاصم قاله يعني ايه يا دكتور بابا ممكن و سكت عاصم و نزلت دموعه و هو بيقول بابا ممكن يموت يا دكتور:

الدكتور طبطب علي كتف عاصم و قاله انت شخص مثقف و مؤمن بالله و خلي املك في ربنا كبير و ادعيله هو محتاج منكم الدعاء بعد اذنك :

و مشي الدكتور و سما اخت عاصم جايه تجرى من بعيد لم شافت الدكتور مع عاصم اول ما قربت لقيت عاصم دموعه علي خده مسحت لعاصمة دموعه و قالت له خير يا عاصم بابا ماله الدكتور قالك ايه " عاصم بص لاخته مش عارف يتكلم يقول لها ايه فضلت تقوله اتكلم يا عاصم الدكتور قالك ايه بابا خلاص هيموت اتكلم يا عاصم بابا خلاص هيموت عاصم فضل يبكي و اخد اخته في حضنه و قال لها ادعيله يا سما فضلت سما بصي لعاصم و تبكي

و فجأة خرجت الممرضه تجرى و تنادى علي عاصم يا استاذ عاصم استاذ عاصم والدك فاق عاصم و سما بصو لبعض و ابتسمو و قامو جريو علي صوت الممرضه ، انتي بتقولي ايه بجد بابا فاق الممرضه قالت له أيوة و الله والدك فاق و فتح عينه و نادى علي اسمك:

عاصم داخل يجرى الممرضه قالت له استني بس يا استاذ عاصم لم اخد اذن الدكتور:

خرج الدكتور و قاله اتفضل يا ابني والدك فاق و ممكن تطمن عليه عاصم جرى و هو كله شوق يشوف ابوه و يطمن عليه و يصلح غلطه علشان هو حاسس أنه هو السبب في تعب والده الاخير جرى عاصم و قال الدكتور شكراً شكراً يا دكتور و دخل لوالده و عينه كلها دموع بابا حبيبي سامحني يا حبيبي انا اسف على الكلام اللي انا قولته انا عارف انك اشرف واحد في الدنيا بس غصب عني قولت كلام جارح ليك من غير قصد انا اسف يا بابا طبعا والده مفتح عينه بس مش قادر يتكلم كان بس مبتسم لعاصم و عنيه كلها دموع و كلام لعاصم بس مش قادر يتكلم عاصم وطي باس ايد أيوة و قاله انا هرواح اجيب ماما و سما هيتجننو عليك أيوة هز راسه لعاصم و ابتسم!

عاصم و خرج براه لقي أمه بتعيط و منهارة عاصم راح عليها خير يا ماما مالك انتي ليه ما دخلتيش تشوفي بابا دا فاق و عايز يشوفكم و أمه بصاله و مش بتتكلم بس منهارة من العياط عاصم مش فاهم حاجه ايه يا ماما اتكلمي انتي مؤمنه بالله و كنتي احسن من كدة لم بابا فاق و ربنا استجاب لدعانا انتي عامله كدة ليه عاصم شاف سما اخته من بعيد راح عليها و قال لها انتي كنتي فين و ماما مالها قالت له اسكت يا عاصم علي المصيبه اللي احنا فيها عاصم قال لها اتكلمي في ايه سما اخته قالت له كان في امين شرطه هنا دلوقتي و قال إن بابا لازم يتنقل مستشفي السجن و فضلت تعيط و منهارة هي كمان و لم ماما سألته ليه هو عمل ايه قال يا عاصم انا بابا حرامي و انه لازم يتعالج في مستشفي السجن علشان اول ما يتحسن يحققو معاه الكلام دا صحيح يا عاصم

عاصم مسك ايديها و قال لها تعالي بس انا هفهمكم كل حاجه و أحدها من ايديها و راح لامه مسك ايديها و باس راسها و قال لها انتي برضو يا ماما تعرفي أن بابا يعمل كدة أمه بصت له جامد بستغراب و قالت له انت كنت عارف يا عاصم اللي حصل و كنت مخبي عني خاجه زى دى عاصم قال لها أيوة يا ماما كنت عارفه و عرفت الحقيقه من بابا كمان أمه انهارت تاني من العياط بس ازاى يا عاصم انا لا يمكن ابدا اصدق الكلام دا و سما كمان أيوة بابا عمره ما يعمل كدة ابدا عاصم قال لهم طبعا بابا لا يمكن يعمل كدة بس حصل غصب عنه أنه قالت له ازاى غصب عنه حد اديله الفلوس غصب عنه عاصم قال لها لا يا ماما هو اللي اخدها من الخزنه بس الشيطان ضحك عليه و هو ندم و رجع عن اللي عمله و انا اخدت الفلوس رجعتها بايدى الشركه امه قالت له انت هتجنني و لا ايه يعني ايه ابوك ما يعمليش كدة و يعني ايه هو اللي اخد الفلوس بايده عاصم قال لها تعالي بس يا ماما انتي و سما شوفوه و اطمنو عليه علشان هو مستنيكم و لم نخرج من عنده انا هفهمكم و الله كل حاجه امه قالت له ماشي يا عاصم يلا بينا عاصم قال لها بس اهم حاجه بلاش تسأليه عن اي حاجه خالص و لا تفكروه بالموضوع سما قالت له اطمن يا عاصم إحنا فاهمين الكلام دا اطمن و أمه قالت له حاضر يا عاصم انا هستنا منك انت تفهمني كل حاجه"

ودخلو و اول ما شفهم هو انهار من العياط سما جريت عليه و اخدته بالحضن و قالت له حبيبي يا بابا اطمن انت أن شاء الله هتخرح من هنا و هتبقي كويس و فضلت تبوس فيه و من وراهم عاصم مسك ايد أمه و قربها و قال لها بصوت واطي يلا يا ماما اطمني عليه المفروض تبقي ملهوفه عليه ايه اللي جرالك امه بدموع قالت له مش عارفه و الله يا عاصم مش قادرة عاصم قال لها علشان خطرة يلا هزت رأسها و قالت له حاضر و قربت عليه و قالت له الف سلامه عليك يا حسين خير يا حبيبي ايه اللي حصل بس أن شاء الله خير اطمن مسك ايديها و فضل يبكي و دموعه علي خده و قال لها بصوت واطي و كلام مش مفهوم سامحيني عاصم اللي فهم و قال لها وبقولك سامحيني هي كمان مقدرتش تمسك نفسها من العياط و قالت له انا مسمحاك اطمن بس انت شد حيلك علشان تمشي معانا من هنا هو رأسه و قال لها انا طريقي مش معاكم انا مصيري مستنيني و لازم اخد جزائي اللي استهله عاصم قاله لا يا بابا بس بلاش تقول الكلام دا أن شاء الله خير و يمكن موقفك يتغير بعد ما رجعنا الفلوس أيوة قاله يارب يا عاصم انا و الله ندمان علي اللي حصل ربنا يسامحني و يقف معايا في محنتي أن شاء الله ربنا عالم اني كان غصب عني اللي حصل؛

الدكتور طالب عاصم عنده في المكتب و قاله جالي امر من النيابه العامه بنقل والدك من المستشفي هنا لمستشفي السجن و انا عرفت والدك متبلغ عنه ليه و انا لازم انفذ الأمر دا علشان في خطورة عليا و علي المستشفي

عاصم قاله طيب يا دكتور هو حالته تستحمل أنه يتنقل دلوقتي الدكتور قاله بصراحه لا بس لازم ننفذ الأمر عاصم قاله اللي حضرتك تشوفه يا دكتور بعد اذنك و خرج

عاصم طبعا مش عارف يعمل ايه و قال اكيد في خطورة على بابا فكر يتصل علي صديق والده استاذ مصطفي ياخد رأيه و فعلا اتصل عليه و حكاله اللي حصل و قاله في خطورة على بابا لو اتنقل استاذ مصطفي قاله و الله يا عاصم احنا مفيش في ايدينا حاجه نعملها بس انا هجيلك المستشفي و احاول مع الدكتور عاصم قاله طيب بس بسرعه يا استاذ مصطفي مع السلامه

بص عاصم لقي عليا دخله عليه خير يا عاصم عمي اخباره ايه الحمد لله يا عليا هو فاق عليا قالت له طيب تمام الحمد لله اومال مالك ليه مش مبسوط عاصم قال لها علشان جي الوقت اللي كنت خايف منه عليا قالت له وقت ايه حبيبي مالك بس اتكلم و قولي عاصم قال لها ان بابا يفوق و يحولوه مستشفى السجن و الفضيحه تبان انا الظروف اللي كنت فيها خليتني مفكرش خالص انا هعمل ايه و اتصرف ازاى و اقول ايه للناس عليا قالت له أهدى بس يا عاصم انت هتعمل ايه بس هي فعلا مصيبه بس انت اتحطيت فيها غصب عنك و لازم تفكر براحه هتعمل ايه و أن شاء الله كل مشكله و ليها حل عاصم قال لها هي دي مشكله دى مصيبه:

و دخل عاصم و عليا تتطمن علي والد عاصم لقيت سما و ووالده عاصم عنده و منهارين كلهم من العياط دخلت لا لا يا طنط أهدى مش كدة احنا لازم نهون عليه مش نعمل كدة انتي كمان يا سما أهدى حبيبتي مش كدة و دخلت سلمت عليه اخبار ايه يا عمو أن شاء الله خير يا حبيبي و هتبقي كويس هز راسه لعليا و جات الممرضه يلا يا جماعه من فضلكم اتفضلو براه علشان هنحضر الحاله عاصم قال لهم يلا يا ماما و عليا اخدت سما في حضنها و خرجت و عاصم اخد والدته و خرج

كان واقف مع عليا والدته نادت عليه تعالي يا عاصم عايزاك من فضلك عاصم قال لها حاضر يا ماما بس في الوقت دا دخل استاذ مصطفي صديق والدة عاصم راح عليه اهلا يا أستاذ مصطفى اتفضل استاذ مصطفي يا ماما صديق بابا في الشركه والدته قالت له أيوة طبعا اتقبلنا قبل كدة اهلا وسهلا استاذ مصطفى اهلا يا فندم و قال لعاصم خير يا عاصم بابا اخباره ايه قاله الممرضه عنده خلاص بيحضروه علشان النقل قاله طيب تعالي معايا نقابل الدكتور الاول يمكن نقدر نوصل لحل تاني عاصم قاله يا ريت يا استاذ مصطفي يلا بينا و دخلو للدكتور و اتعرف بيه و قاله أن اخ لاستاذ حسين الدكتور قاله اهلا وسهلا استاذ مصطفي قاله لو ممكن يا دكتور نعمل محاوله أن يفضل هنا في المستشفي نظرا لحاله الصحيه و أن في خطورة علي حياته الدكتور قاله و الله انا حاولت بس منفعش انا كمان يهمني مصلحه المريض و مصلحه المستشفي و حضرتك لازم تتأكد اني غصب عني ودا أمر و لازم ينفذ أستاذ مصطفى هز رأسه و قال الدكتور تمام يا دكتور شكراً جزيلاً

وخرجوا كان خلاص والده الممرضه خارجه بيه من الغرفه علي كرسي متحرك و كان منهار من العياط و كلهم انهارو من العياط و اخدو بالحضن قال لعاصم سامحني و قولهم كلهم يسامحوني دى يمكن اخر مرة نتقابل فيها عاصم قاله متقولش كدة يا بابا أن شاء الله خير انا هقوم اكبر محامي و لا م تخرج أن شاء الله ابوه قاله بلاش يا حبيبي تتعب نفسك انا خلاص انتهيت بس بلاش دا يأثر فيك و لا م تقف علي رجلك من تاني و بلاش غلطتي توقعك اقف تاني علي رجلك و كمل و خلي بالك من امك و اختك طبعا هما مش سمعين هو بيقول ايه لعاصم علشان الجلطه كانت ماثرة علي صوته و كلهم ودعوه و العربيه بتاعت السجن اخدته و مشي عاصم بقي واقف مش عارف يعمل ايه استاذ مصطفي قاله تعالي يا عاصم وصل والدتك و اختك البيت و تعالي نرواح نشوف محامي:

و فعلا خرجوا من المستشفي و عاصم شبه منهار و محطم بس لولا وقفه عليا جمبه مكنش خرج من الحاله دى ابدا و رجعو البيت و عاصم و صديق والده راحة لمحامي كبير و عرضو عليه القضيه قال لهم التهمه لابسه لابسه لانه اعترف دى سرقه مع سبق الإصرار بس أن شاء الله ممكن ياخد حكم مخفف علشان هو رجع الفلوس تاني عاصم قاله يعني مش ممكن ياخد براءة المحامي قاله لا طبعا مش علشان الفلوس رجعت كدة الموضوع خلص لا في قانون و لازم ياخد مجراه لو كل واحد يغلط و يرجع في كلامه يبقي الدنيا خربت خلاص و الناس كلها تسرق و تقتل و تقول انا ندمت كل واحد لازم ياخد عقابه بالقانون عاصم قاله تمام و جاله احباط اكتر من ما كان استاذ مصطفي حاسس بيه و قاله خلاص يا عاصم تعالي نمشي دلوقتي و لم تهدى شويه و ترتاح نرجع تاني لاستاذ حسام المحامي علشان انت متوتر دلوقتي عاصم قاله بتعب تمام يلا بينا استاذ مصطفي سلم علي المحامي و نزلوا من عنده عاصم هيتجنن مش عارف يعمل ايه بيكلم نفسه مصطفي قاله مش كدة يا عاصم انت لازم تهدى و تفكر صح علشان والدك ملوش حد غيرك بيقف جمبي في الظروف دى و كمان علشان خاطر والدتك و اختك هما ملهومش غير انت من النهاردة هتشيل مسؤولية كبيرة بس دا غصب عنك و انت راجل و متعلم و مثقف و اد المسؤوليه انا متاكد من كدة أهدى كدة و أن شاء الله بكرة هعدى عليك بعد الشغل علشان نرواح مع بعض للمحامي عايز اشوف عاصم اقوى من كدة و احسن من الحاله دى انت لازم تفوق و تخرج والدك من المصيبه دي و لازم يتأكد انك جمبه علشان كمان الحاله النفسيه عنده تتحسن لم يعرف انك جمبه بعد اللي حصل علشان ضميرة يرتاح شويه و يحس أن في امل خلاص يا عاصم رد عليه عاصم قاله هحاول و الله انا لحد الآن مش مستوعب كل اللي حصل دا و مش عارف اعمل ايه و أواجه الناس و الدنيا كلها ازاى استاذ مصطفي قاله دا بقي يتوقف علي قوة تحملك يا ابني و انا واثق انك هتقدر تكملة عايزك تعرف حاجه يا عاصم الزمن بينسي كل شيء انت اللي هتثبت للدنيا كلها انك عاصم و تثبت ذاتك و تعليمك و دنيتك اللي جايا هي اللي هتنسيك و تنسي الناس اللي حصل و انتي اللي باقي و في ايدك القرار تكون او لا تكون:
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي