الفصل الرابع

تلك الذكريات المؤلمه أحيانًا تكون سبب ثابت لأنتقام

تنظر له بفزع من عصبيته المفاجاءه وتتحدث بعدم فهم : محمود في اي لكل العصبيه دي هو انا قلت اي غلط

محمود بعصبيه وصوت عالي أثر غضبه: هو انتي بتقولي حاجه غلط خااالص روح لو سمحتي سيبيني لوحدي

روح بعناد : لا مش كل مره تقولي اسيبك لوحدك فأسيبك شاركني هو مش احنة اصحاب وفي مقام اخوات

مصطفي بغضب وصوت مرعب : برضوا هتقولي متزفتين اخوات روح علي البيت مش عايز اسمع صوتك يا هرتكب فيكي جريمه حالااا

روح بخوف من غضبه : طيب طيب اهدي انة مش عارفه والله انتي متكهرب من كلامي ليه هو اي الي انا بقوله غلط

محمود بنظره ناريه غير قابله للنقاش : علي البيت يلا

روح وهي تاخذ نفس عميق : طيب طيب همشي بس انت هدي نفسك

##############

جالس في مكتبه ينظر الي الملفات بعدم تركيز كل ما ياتي بباله الان صورتهم وهو مقترب منها ويمسح دموعها بكفيه أبتسامتها وعيناها العسليه وتلك الخدود الورديه كالتفاح لا يعلم ما سبب تفكيره بها ولكن هو مستمتع بذلك التفكير فهو الان مبتسم علي شكلها المرتبك عندما كان علي مقربه منها ولكن يعكر صورتها ورقتها هي تلك الراس اليأبسه، العنيده، ضحك بصوت عالي عندما تذكر شكلها وهي متوتره وتدفعه بعيدًا عنها لخجلها منه، قاطع تفكيره صوت هاتفه معلن عن قدم أتصال

مصطفي : الو

_ ازيك يا دكتور مصطفي

مصطفي بتركيز في صوت المتكلم : أهلا يا دكتور شريف

دكتور شريف معاتب : أنا زعلان منك جداا

مصطفي بابتسامه : ليه بس يا أستاذي انا عملت اي زعلك مني

دكتور شريف : بقا ليليان تشتكي من معاملتك وبتطلب انها تتدرب مع دكتور تاني ؟!

مصطفي بعقدت حاجب : هي قالت لحضرتك كدا

د/ شريف : ايوا... جيت فجاء امبارح وطلبت يا تدرب مع دكتور تاني او متشتغلش في المستشفي وبتقولي ابطل اشتغل واقعد في البيت اقشر بطاطس.. (ثم قال وهو يضحك) شايف وضع ليليان وصل لاي لتقشر بطاطس

مصطفي بضحكه : دا بنت حضرتك بس يا دكتور الي حابه تبطل شغل وبتجيب الحق عليا، وانت عافني بحب الجد والشغل المضبوط احنا مشرفين علي ارواح ناس

د/شريف : انا عارف ربنا يعلم انا حافظك وعارف انك صاحب حق هي ليليان كدا دلوعه ومبتحبش حد يتحكم في تصرفاتها وواخده الدنيا لعب وهزار، بس انا مقولتش تتدرب معاك من الهواء انا قلت تدرب تحت إشرافك عشان عارف انك هتقدر تستحملها وهتبقي قادر تخليها تتفوق وتتعين رسمي بسرعه بس إتفاجئت لما جيت وقالت انها مش عايزه تكمل في المستشفي اي الي حصل بس

مصطفي بخبث : محصلش حاجه انت بس متقلقش نفسك وانا هحل الموضوع دا بطريقتي

د/ شريف : تمام هسيب الموضوع ليك، يلا هسيبك تكمل شغل انت ربنا معاك

أغلق دكتور شريف الهاتف تاركًا مصطفي بنار الغضب تنهش قلبه أتتحداه تلك الفتاه أذًا هي من بدأت الحرب ويجب عليها تحمل عواقب فعلتها فهي ليست طفله حتي تذهب لأبيها وتشكو له سوء معاملته لها.

###################

عاد لواقعه وأستيقظ من موجه الذكريات وهو يضرب كل ما تطوله يده ويكسر كوب قهوته علي الارض بغضب وهو يردد : هي السبب هي السبب ازاي تعمل فيا كدا عمري ما هسامحها والله لندمها علي كل الي عملته فياا..

أستفاق من موجه الذكريات المؤلمه علي صوت اخيه يتكلم بجانبه

ركان : بجر ..... بقالي نص ساعه بنادي عليك وانت مش هنا خالص، يرحان في اي ؟؟؟

بحر بحمحمه: ولا حاجه، انت جاي اوضتي عايز حاجه!!

ركان : لا مكنتش عايز حاجه بس كنت حابب اتكلم معاك شويه في حاجه خصوصيه

بحر عاقد حاجبيه: حاجه اي دي؟

ركان: الصراحه كدة انا معجب بواحده زميلتي في المدرسه وعيد ميلادها قرب وكنت حابب اشتريلها هديه ومش عارف اجيب لها اي

بحر بضحكه حفيفه : نعم معجب بتنت معاك وعايز تجيب لها هديه !!! ركان روح يا بابا نام

ركان بغيظ من نبرة أخيه الساخره : انا مش بهزر يا بحر وبعدين انا جاي عشان تساعدني مش تتريق علياا

بحر وهو يحاول أمساك ضحكاته : طيب يا سيدي ولا تزعل نفسك، شوف هي بتحب اي وحاول تجيبهولها

ركان بخيبة امل : المشكله اني معرفش هي بتحب اي وبتكره اي واخاف اجيب لها حاجه ومتعجبهاش والنيله الكبيره بقا اخاف اجيب لها هديه وترفض تاخدها من الاساس

بحر بجديه : هي تعرف انك معجب بيها!؟

ركان : مش عارف بس اخوك مفضوح اصلا وتقريبا كدا نص المدرسه عارفه اما هي مش عارف هتبقي واخده بالها ولا لا

بحر : انت عارفني معرفش في حوار الهدايا دا شوف واحده زميلتك تساعدك

ركان : مفيش غيرها هتقدر تساعدني ميس ندى

بحر وكأنه تذكر شئ : ايوا صحيح مش ميس ندي دي المدرسه الجديده بتاعتك صح!

ركان : ايوا هي ..

بحر : كانت أتصلت وقالت انها بتتصل عليك ومش بترد،( ومن ثم امسك أذنه وتكلم بشده مكملًا حديثه ) وبتشتكي منك وبتقول انك مش بليد وفاشل انت امتي هتعقل تذاكر دا انت في اهم سنه لتحديد مصيرك التعليمي هااا انت لو مش واخد بالك انت تالته ثانوي يعني لازم تشد حيلك انا عايزك تجيب مجموع عالي فاهم ولا لا

ركان وهو يصرخ تحت يديه : طيب طيب وداني يا بحر وداني يا عم ايدك صعبه

بحر وهو يترك يده ويتكلم بحده : اما اشوف اخرتها معاك انجز يلا علي اوضتك تذاكر وهسال عليك وهتابعك بعد كدا ويا انا يا انت في السنه دي .

______________________

محمود بغيظ وهو يراها ترحل : يا انا يا انتي يا روح ان مخليتك تحبيني مهو انا مفضلش أحبك طول السنين دي وانتي تقوليلي اخوات، صبرك عليا بس اخلص من الحوار الي انا فيه دا وبعدين افضالك

_______________.

تدور في أرجاء غرفتها بغيظ وهي تتمتم : والله لوريك يا محمود يأبن ام محمود كل مره تفضل تشخط وتنطر كدا وانا زي الهبله اخاف وامشي بس المره دي والله ما هسيبك لازم اشوف دماغك بتفكر في اي وبعدين اي حوار الحواز الي طلع علي غفله دا ونين ست زفته الي ابوها موصي انها تتجوز محمود بتاع اي يتجوز فجاءه كدا وهو مش عايز يريحني ويحكيلي ناوي علي اي

وبسرعه أمسكت هاتفها متصله الي صديقتها ومنقذتها

_ اهلا اهلا بالي مش بتسال

روح : ولا نسياكي ولا حاجه بس انا عارفه انك هتبقي مشغوله عشان تدريبك الجديد

_ اه والله طالع عيني المهم انتي عامله اي

روح بتنهيده : مش عارفه يا ليليان في حوار كدا مش عارفه اتصروف فيه

ليليان : حوار اي دا مالك!؟

روح : الاستاذ محمود أفندي قال اي هيتجوز انا اصلا مش عارف اي حوار الجواز دا وطلع فجاءه ليه وبتاع اي اصلا يتجوز من غير ما يبقي مديني خبر انه بيفكر في الموضوع. من امتي وبتحصل حاجه فجاءه احنا مش بنبقي قايلين لبعض حاجه عنهااا

ليليان وهي تحاول فهم ما تقوله روح: روح حبيبتي اهدي كدا لاني مش فاهمه حاجه من الي بتقوليه هو اي الي هيخلي محمود يتجوز بسرعه كدا

روح : قال دي وصية صاحب باباه لعمو محمد محمود طبعا مينفعش يصغر باباه فيقوم ينفذ طلب عمو محمد

ليليان : طيب ومحمود رايه اي

روح : انا اعرف البني ادم دا بيفكر في اي منرفزني ومعصبني

ليليان بخبث : طيب وانتي اي الي معصبك

روح : عشان مش راضي يريحني ويفهمني بيفكر في اي

ليليان : طيب اهدي وابقي حاولي تكلميه بهدوء

روح : طيب هبقي اتكلم معاه بهدوء، المهم انتي بقا عامله اي في شغلك

ليليان بتنهيده : مش كويسه خااالص بتدرب مع دكتور كدا يا روح غتت، تلاجه، باب، لوح معندوش دم ومش بيبطل انه يتأمر ويتكبر عليا زياده بقا اني مبقيتش طايقه الشغل

روح : لا بقول لك اي مش ليليان الي اعرفها الي بتستسلم بسرعه دي

ليليان : مش عارفه بقاا، بس انتي عندك حق مش هستسلم ومش هسكت الا لما اتعين رسمي زي زيه في المستشفي دي

______________

يصعد عتبات السلم بثقل كأنه لا يريد العوده لمنزله من الاساس تنهد للمره المائه وعقد حاجبه وهو يسمع صوتها يناديه بغضب قبل صعوده تلك الدرجه الاخيره من امام شقتها

روح بغضب : محمود

______________________

تخطو خطواتها بثقه وتحدي وهي علي استعداد من خوض معركه لتربح بالنهايه عليه وهي دائما لا تقبل الهزيمه ولا الاستسلام تقرع الباب برقتها المعهوده
وهي تنوي علي فكره مجنونه لا تعلم ما هي عواقبها
ولكن يجب الحذر من كيد حواء

ليليان برقه وهي تدخل المكتب بخطوات بطيئه : احم السلام عليكم يا دكتور

مصطفي وهو يكبح غضبه ويتحدث بصرامته المعتاده : اهلا نورتي يا دكتوره نص ساعه تاخير

ليليان بتوتر : انا اسفه مكنتش اقصد اتاخر والله بس اصل

مصطفي مقاطع : لا اصل ولا فصل انتي هتحكيلي قصه حياتك علي شغلك يلا بسرعه

ليليان وهي تنظر له بغيظ : حاضر

تخرج من مكتبه وهي في طريقها للدرج يقاطع خطواتها

معتز: دكتوره ليليان ازيك

ليليان برقه : الله يسلمك يا دكتور معتز

معتز : تمام، تسمحيلي اعزمك علي فنجان قهوه يروق اعصابك لان من الواضح انها مشدوده

ليليان : شكرا يا دكتور معتز بس اص...

صوته الغاضب يقاطع حديثها : هو انا كل ما اشفكوا القيكوا بتحبوا في بعض هو انتوا فاكرينها اي انتوا في مستشفي محترمه

"""""""""""""""""""""""""

تسير في الطريق بحزن وضياع تشعر وكانها طعنت، سلبت روحها وهو كل ما كان يفعله المشاهده فقط، أصبحت تتسال مرارا وتكرار هل هذا حدث بالفعل

__________

زينه : ليه عملت كده يـا كريم وأنت عارف أن نور بتحبك؟ ليه غاوي تلعب معاها لعبة القط والفأر؟ وليه اخترتني أنا؟

كريم : مش عارف، بس حسيت أن الحاجة الوحيدة إللى ممكن تكسر عيند رنا هي صحبتها.

زينه : أنت مجنون، أنت كده بتكسر قلبها بيا.

كريم : ولما انتي عارفة إن كده بتكسري قلبها وافقتي ليه؟

زينه بتوتر : .. اااا

كريم : سلام يا زينه .

زينه وهي تنظر اليه وهو يخرج من المطعم تاركًا ايها بدون اي التفات لها ظلت تردد في داخلها وتتوعد (عايز تعرف وافقت ليه، عشان بحبك وبكرهها، طول عمرها محظوظة وعندها كل حاجة وأنت بقا عايز تكسر عيندها وتتجوزها وأنا عايزة اكسرها واتجوزك، وهتجوزك يا كريم وافرقك عنها وبكره تشوف هعمل اي ...)

________________

روح بغضب : انت مالك متغير ليه ومبقيتش بتحب تتكلم معايا وتحكيلي واحكيلك علي يومنا ليه يا محمود

محمود بضيق : مبقاش ليه فايده يا روح

روح : ليه بتقول كدا

محمود : عشان انتي مبقتيش تفهميني

روح : انااا

محمود : ايوا يا روح انتي، وبقيت بفكر اننا نبعد وكفايه كدا يعني انا موجود في اي وقت وزي مبتقولي دايما اخوكي وقت ما هتحتاجيني هتلاقيني وانا كدا كدا هخطب واكيد خطيبتي هتدايق لما تعرف اني عندي صديقه مقربه بنت

روح بذهول : نعم؟؟؟ اي العبط دا واي الكلام دا ونبعد اي وخطيبتك مين دي الي هعمل لها حساب وبتاع انت اكيد بتخرف

محمود وهو يقترب منها محاصرها ويديه علي الحايط ويتحدث بضيق : عايزه اي يا روح انا تعبت

روح بتوتر من وضعهم: اي يا محمود دا ابعد كدا خليني اعرف اتكلم

محمود بنفاذ صبر : روح متعترفي وخلينا نخلص بقاا عشان انا خلقي ضيق وممكن اعك الدنيا خالص

روح بتوتر وهي تنظر لوجهه : اعترف بأي ابعد كدا بقااا

محمود بخبث وهو ينظر لعينها : بأنك بتحبيني مثلاا وانك غيرانه عشان هخطب واحده تانيه ون...

روح مقاطعه اياه بسرعه : لا لا لا طبعا مفيش حاجه من الكلام دا صح انت اخويا يا محمود و

محمود تحدث بغضب وهو يبتعد عنها ويصعد درجات السلم : ماشي يا روح وانا هتجوز وملكيش دعوه بيا بعد كدا فاهمه لا انا اعرفك ولا انتي تعرفيني.

-------------------------------

تحرك بإتجاه البحر وهو يعلم انه سيجدها هناك كعادتها فهو أعلم بما يدور داخل راسها

كريم وهو يجلس بجانبها علي الرمل أمام البحر : رنا بتعملي إيه هنا؟

رنا بهدوء: الجو بقا يخنق في المطعم فجيت للبحر أشمّ هوا شوية.

كريم : ليه مشيتي؟

رنا : عادي قولت اسيب ليكم المكان؛ يمكن حبينا تقعدوا لوحدكم.

كريم : طلعتي بتفهمي.

رنا بفتور : شكرًا، أنا لازم أمشي، بعد أذنك .

كريم : اوصلك؟

رنا بوجع : لا ملوش لزوم وصل حبيبتك، سلام.

عادت الي منزلها وهي تحرك ساقيها بألم ووجع تشعر بطعنات متتاليه ولا تعلم ما هو الدواء تشعر وكأنها طيف ليس له ملامح او شكل يميزه تشعر وكأنها سراب لا أحد يراها او يعيرها انتباه، كل شي كان يسير بنحو صحيح فقد أمتلكت حبيبها وكانت ستوقعه في حبها مع الوقت المهم انه بجانبها ولكن الان اكتشفت انها كانت تعيش مسرحيه سخيفه دورها هو الكومبارس هو ليس ملًك لها من البدايه، تشعر وكانها بلا قيمه

جاتها رساله هاتفيه منه

كريم : رنا هننزل بكرة نشتري الفستان عشان كتب الكتاب .

نظرت لمحتوي الرساله واغمضت عينيها ببطئ وهي تتمني ان يكون كل ذلك كابوس لاول مره تشعر بالفتور، أستلقت علي فراشها وهي تتمني ان يكون كل شي مجرد خيال أو كابوس وسينتهي عند إستيقاظها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي