الجميلة و النصاب

Rania.Adel`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-09-02ضع على الرف
  • 64.6K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الجميلة و النصاب الفصل الأول

في عز النهار و الشمس تملئ كل ارجاء المدينة و في حي شعبي و حارة معينة وسط السوق و الباعة الجائلين كانت تسير مرأة من اجمل ما رأت العين ذات سيقان طويلة و قوام ممشوق ، قمحاوية اللون و عيناها سبحان المعبود و كأنها مرسومة ب القلم شديدة السواد و شعرها الحرير منسدل على كتفيها و ذات شفاه وردية و منتفخة ب شكل مغري و عودها مرسوم ب المسطرة و كانت ترتدي فستان قصير بعض الشيء و يصل إلى تحت الركبة و مفتوح قليلا من الاعلى و كان يبرز جميع مفاتن جمالها الساحر ، لا يوجد رجل أو مرأة في ذلك الحي لا ينظر إليها ب اعجاب شديد و لكن أغلب السيدات ينظرن إليها ب عين الغيرة و الحقد من شدة جمالها و ليس السيدات فقط ف يوجد ايضا رجال يغارون منها لانها لا تترك حقها ابدا و لا تسكت ل اي شخص يدوس لها على طرف ، تلك المرأة الجميلة تسمى "غزل" تمتلك سنتر تجميل بسيط تأتي إليه نساء الحي حتى يتجملون املا منهم ب أن يصلوا إلى نقطة من بحر جمالها و لكن لا يوجد اجمل منها في الحي ولا في المدينة ب إكمالها ، غزل مرأة ذات شخصية قوية و عنيدة و جذابة ولا تخاف من اي شخص يوجد على وجه الارض لديها كرامة وعزة نفس لا يمتلكها الكثيرون ، غزل لديها اخ يسمى "مازن" و هو خاطب فتاة جميلة و بشوشة تسمى "رحمة" و هي تعمل مع غزل في السنتر و ايضا تسكن معهم في الحي و زهرة تحبها كثيرا و تعتبرها أختها الصغرى و ايضا لديها اخت تسمى "حنان" و هي متزوجة من رجل يسمى "سامح" و يكون سيء الطباع و لديها منه طفلين "ادم" و "زينة" ، والدة غزل متوفية و ابيها يعيش بعيدا عنهم لانه شخص ذو شخصية وضيعة و يخاف من غزل و من قوة شخصيتها ، غزل لا يهتز لها رمش و لكن القيامة تقوم اذا تطاول أحد على طرف خيط من ثوب أخيها أو اختها أو أبناء اختها ، تعشقهم للحد الذي يجعلها تعرض نفسها ل اي مخاطر حتى لا يتأذون .. غزل كانت تعشق رجل من رجال ذلك الحي منذ عدة سنوات يسمى "ممدوح" و كان هو أيضا يعشقها و كان يعمل في إحدى محلات الجزارة التي توجد في الحي و لكنه وصولي و طماع إلى حدا كبير و ذلك هو الشيء الذي جعله يتخلى عنها ب منتهى البساطة و يتزوج ابنة صاحب محل الجزارة التي تسمى "سلوى" و التي يمتلكون اسم و ثروة كبيرة في السوق و لكنها لا تمتلك أي صفة من صفات الجمال لا شكلا ولا مضمونا و كانت تدب في قلبها النيران ب مجرد سماعها ل اسم غزل أو رؤيتها لها و دائما تراقبها من شباك منزلها الذي يقع أمام سنتر غزل و الذي يوجد أسفل منه محل جزارة ابيها و التي يديرها زوجها ممدوح من بعد وفاة ابيها .. ممدوح منذ زواجه من سلوى و هو يندم كل دقيقة على فراقه ل غزل و يحاول ب شتى الطرق التقرب منها كلما سنحت له الفرصة و لكن في كل مرة غزل توقفه عند حده ، و من وقت زواجه من سلوى و غزل تكرهه و تكره اي شيء يوصلها ب ذلك الشخص .. و اثناء سير غزل إلى مقر عملها و هي تتمايل ب رقة و جمال و ثقة و شموخ في اناً واحد كانوا جميع الرجال يتتبعون خطوة قداميها ب لهفة و هيام و لكن غزل لا تعير أحدا منهم أي أهمية ، و كانت سلوى تقف في مطبخها التي يطل شباكه على الشارع و هي تقوم ب صنع القهوة و تشاهد قدوم غزل من أعلى و هي تنظر إليها ب عين الحقد و الكره و الغيرة و هي تقول .. "اتمختاري ياختي و اتقصعي كمان اتقصعي" .. و بسبب تركيزها الشديد مع غزل فارت القهوة منها دون أن تنتبه و عندما تكتشف ذلك تغلق النار بسرعة و هي تعاود النظر إلى غزل ب غل و هي بتدعي عليها و بتقول .. "اللهي ربنا يفور دمك يا مزغودة ، مش كفاية عليا اني بصطبح كل يوم ب خلقتك كمان القهوة تفور إن شاء الله ما يعدي يومك غير لما تجيلك مصيبة تشيلك من وشي" .. و حينما وصلت غزل امام المحل و رأها ممدوح و هو يعمل ب الداخل خرج فورا و وقف على الباب حتى يتشاهد في جمالها و يملي عينه منها و اول ما لمحته غزل ديرت عينيها الناحية التانية و وطت على الارض عشان تفتح اقفال الباب ، قرر ممدوح أنه ينتهز الفرصة و يروح يفتح لها هو الباب عشان يفتح معاها اي كلام و راح لها وقف قصادها و هو بيقول لها

ممدوح : عنك يا ست غزل انا افتحهولك متتعبيش نفسك
غزل لا تعيره أي أهمية ولا تنظر إليه حتى و تكمل ما تفعله : لا بعرف افتحه لوحدي مش محتاجة مساعدتك
ممدوح : طب كويس ، و بعدين يعني هو الواحد غلط في ايه ده انا كنت عايز اساعد بس مش اكتر
غزل ترفع الباب : والله انا بقالي سنين كل يوم بفتح المحل ده ب طولي يعني خلاص اتعودت و مش مستنية مساعدة من حد

و بعد ما رفعت الباب الكبير فتحت الباب الصغير ب المفتاح و دخلت من غير حتى ما ترمش ب عينيها ل ممدوح و قفلت الباب في وشه و علقت من ورا الازاز يافطة متوسطة الحجم مكتوب عليها ب البنط العريض "ممنوع دخول الرجال" و بعد ما غزل هزأته ب الذوق اخد بعضه و راح على المحل بتاعه ، دخلت غزل و فتحت عبوة العلكة و اخذت منها واحدة و وضعتها في فمها و بدأت تمضغها ب طريقة مثيرة و جذابة ، و هي تقف أمام المرءاة و تنظر إلى نفسها ب ثقة و اعجاب ثم تقوم ب رفع شعرها إلى الأعلى ب رابطة الشعر و تبدأ في رص و ترتيب الادوات التي تستخدمها للعمل و بعد ذلك تقوم ب سقاية الزرع و إشعال البخور و تبدأ في تبخير المكان ركن ركن و هي بتقول .. "من عين كل حاسد حاقد باصص لي في مكان رزقي و باصص لي في اكل عيشي ربنا يبعد عيونكوا عني" .. و فجأة عينيها جات على البرواز اللي متعلق على الحائط و التي توجد ب داخله صورة والدتها المتوفاه ، و عندما نظر إليه امتلأت عيناها ب الحزن و الشجن و شعرت ب الاشتياق إلى والدتها و بدأت تتحدث معها و كأنها تسمعها و هي تقول لها .. "صباح الفل يا ست الستات وحشتيني اوي" .. ثم استدارت و أكملت تبخير المكان و هي تقول .. "يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم ، يارب ييسر لنا كل عسير و افتحها علينا و ارزقنا من كرمك و خيرك يارب" .. و فجأة سمعت صوت حركة في المحل حتى تترك من يدها المبخرة و تبدأ في تتبع الصوت ل تسمع فجأة صوت دجاجة يصدر من الغرفة الداخلية ل تردك زهرة فورا عملت "سلطان" الفرارجي و اللي مش بيسيبها في حالها و دائما بيحاول يطاردها ب اي طريقة ، و لكن غزل مبيهمهاش اي مخلوق .. بدأت غزل تطارد الدجاجة و تركض خلفها حتى تمسك بها و هي تردد الشتائم على سلطان و ب الفعل أمسكت بها و خرجت من المحل و ب يدها الدجاجة و اتجهت نحو محل سلطان و هي تقول له ب صوت عالي و كأنها سوف تقوم ب صفعه أمام كل الجيران

غزل : سلطان ، و بعدين معاك يا سلطان ! و بعدين معاك هتفضل تقرفني كده لغاية امتى ؟! ما احنا مش هنفضل على الحال المنيل ده العمر كله خد بالك و على رأي الست ام كلثوم للصبر حدود .. "بترمي الدجاجة في وجهه" .. مش فاهمة انا اي الحكاية امسك الفرخة بتاعتك يا خويا
سلطان ب سخرية و مداعبة و كأنه يحادث الدجاجة : اسم الله عليكي يا زينت الناس
غزل : اه يا خويا سمي عليها سمي
سلطان : ايه هي دخلت لك تاني المحل ولا ايه ؟!
غزل : اه يا خويا ما شاء الله عليها حافظة السكة لا و كمان بتعرف تفتح الباب لوحدها
سلطان : الله يا ست غزل طب و افرضي أنها عايزة تعمل استشوار ولا حاجة تروحي تعملي فيها كده أخص عليكي
غزل : لا يا شيخ ! طب اسمعني بقى يا حامي حمى الفراخ انا خلاص جيبت أخري منك و خلقي بقى هنا خلاص ، انا بحذرك اهو و دي آخر مرة بحذرك فيها و لو اتكررت تاني انت عارف و انا عارفة ايه اللي ممكن اعمله فيك ، ساعتها بقى مش هستشورلك ريش فرختك لا ده ساعتها انا اللي هنتف لك ريشك انت ريشة ريشة و مش عندي في المحل لأ ده هيبقى قدام أهل الحارة كلهم نفر نفر انت فاهم ولا تحب افهمك ! جتك الهم انت و صنفك اللي مالوش عازة ..

ثم تركته يقف في وسط الحي و أمام الناس و هو مهان ب ذلك الشكل و دخلت إلى محل عملها ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي