الفصل التاسع والعشرون

تحدثت ريحان قائلة:
لندخل حبيبي
أمير بحب:
أحبها أكثري منها دائما
ابتسمت ريحان وأردفت:
على علم بذلك قلتها أكثر من مرة
رد أمير:
لكنك تنسين وتنادين أغلب الوقت أمير
ريحان مازحة:
أنا؟
أمير ضاحكا:
لا أنا
دخلا القصر أخيرا وهي مبتسمة بملئ فيهها ترفع رأسها شموخا وبكل تفاخر ليس تعاليا فعشق ليست كذلك ولو أشارت لها كل الأصابع بأنها الجميلة زوجة المهندس المشهور من العائلة المرموقة تارهون لا بل لأنها كانت سعيدة به فهي بجانب حلالها الذي لطالما اتهمت في شرفها به وأنه عشيقها ورغم أنه كان يحق لها أن تصرخ أمام تلك الأفواه وتقول هو حلالي رغم كرهي له لكنه حلالي أمام رب العالمين أنا بريئة ممّ تذموني به لكن لجم لسانها كل تلك المدة وهو فقط من حرر صرخاتها للعلن وحولها من صرخات ألم إلى قهقهات للضحكات.
عادت للقصر ململمة كل السعادة داخلها ترفع رأسها وتتأمل المكان لا تنزله خجلة من شيء لم تقترفه قط بعد أن هدرت كرامتها به بدل المرة الفا ها هي تعود إليها كرامتها وذلك الشعور الذي يؤلم داخل القلب حين تهان كرامة شخص ويكتم غيضه داخله منتظرا النصر من عند رب العالمين وقد أتاها نصر رب العالمين.
دخلا أخيرا ويده تضم يدها تشبك أصابعها لكنه سرق من الزمن لحظة وتأملها فهل يصح أن لا يفعل رغم أنها تسكن بين أضلعه لكنه سيستمر في سرقة أجمل اللحظات كلما أتيحت له فرصة لذلك نعم وتلك هي السعادة الذكية أن تغتنم أي فرصة من الوقت الذي يسير دون أن يلتفت لأحد وتعيشها بجمالها فقد لا تعود يوما وإن عادت قد لا تكون بتلك الحلاوة.
ابتسمت وحركت رأسها مستفهمة ليردد هو مجيبا على استفهامها:
شكرا لأنك موجودة شكرا لأنك أنت عشق فاكتفت بالنظر إليه بتلك اللمعة وتلك الضحكة التي تعطيه كل الحب وتسكنه داخل مدينة الطمأنينة زينت جدرانها جميعا بألوان ابتسامتها التي تحل عيدا في كل الأزمنة عليه.
ما إن دلفا هنا لا تزال يده بيدها لتركض إليهما أوزجي مباشرة حين راتهما فرحة توزغ ضحكتها الجميلة على المكان وهي تنادي بابا حبيبي ريحان وأخيرا عدتما هاي هاي لقد عاد بابا الغالي لقد عاد.
فتح أمير ذراعيه قائلا:
أجمل شيء ثم سريعا حملها وهو يحتضنها ويلف بها وكأنه يحلق هو وهي بينما هي فقد علت ضحكتها أكثر ورفرفت تحت جناحي أبيها وزقزقت مع العصافير مرحبة به فضحك يشاركها قهقهاتها ويردد:
ملاكي اشتقت إليك كثيرا.
أوزجي فرحة :
وأنا وأنا بابا لقد أطلت الغياب هذه المرة كثيرا بالكاد تحملت
لفها ولفها يضحك وريحان تنظر إليهما قلبها يرقص من الفرح لم يرد أن يتوقف وكأنه لم يرها سنينا حتى بدأت هي تشعر بالدوار وانخفض صوت قهقهتها المتعالي وبدأت تكن لتردد:
بابا أشعر بالدوار توقف يكفي رجاء
رد أمير:
لا يمكن أريد أن أسمع ضحكاتك أكثر
أوزجي برجاء:
بابا سأقع بابا
رد أمير:
بالتأكيد لن تقعي وأنت بين يدي أبيك
توقف عن اللف بها في الهواء أخيرا وترك لها متسعا من الوقت كي تأخذ نفسا وتهدأ لكنه لم ينزلها بل أبقاها محمولة بين ذراعيه لتقترب منها ريحان أكثر وتقبلها بقوة وحب على وجنتها الصغيرة وكأنها تلتهم قطعة مارشميلو بكل شغف لتقول:
يا فستقتي الصغيرة أنت اشتقت اليك كثييرا لكن يبدو أنك لست كذلك
اوزجي باستفهام:
و من قال؟
ردت ريحان:
بالدليل ركضت عند أبيك ونسيتتيني كليا ولربما لم ترين حتى لقد حزنت حقا كنت أتوقع أن تركضي إلي أولا أنا ريحان جبيبة قلبك لكن يبدو أنني أخطأت.
ابتسم وناظر أوزجي ليهمس عند أذنها:
يبدو أن هناك من يغار هنا
همست هي أيضا في أذنه:
نعم لاحظت ذلك
ريحان متءمرة:
الله الله وهمسات بين الفتاة وأبيها أيضا
ضمت اوزجي رأس والدها إليها وهي تغمزه ثم مدت ذراعها ناحية ريحان قليلا لتقول:
تعالي يا غيورة.
ريحان بغضب مصطنع:
هذا جزائي لأنني اشتقت لك بشدة
أوزجي بحب:
وأنا حلوتي اشتقت إليك كثيرا
أوزجي سعيدة:
إذا تعالي هيا لأضمك
ضمت أوزجي ريحان وأبيها ثم قبلت كل واحد منهما من وجنته لتقول:
أصبح لدي عائلة أخيرا وعائلة جميلة أحبها كثيرا.
ريحان بفرح:
وأنت أميرة وسكرة هذه العائلة حلوتي.
أوزجي ضاحكة:
انظر بابا أصبح بحياتك بدل الأميرة أميرتين أنا وريحان خانم
رد أمير:
أها إذا كنت أنت وهي أميرتي قلبي فأنا ما محلي من الإعراب؟
أوزجي ضاحكة:
أنت أمير تارهون
أمير بتذمر:
شكرا على المعلومة افحمتني
ردت اوزجي:
العفو منك هيا أنزلني

أنزلها بعد حين وتقدم من عائلته التي كانت تنتظره هناك.
أصبحت تلك التي كانت بالأمس دخيلة غريبة زوجته أصبحت عشق العشيقة عشق الزوجة المخلصة المحبة نعم لقد صبحت من كان لقبها مجهولا لهم ريحان تارهون أصبحت مربية الصغيرة التي لا رأي لها بشيء هناك كنة العائلة زوجة الإبن البكر والأهم من كل هذا أنه حبيب قلبها.
تقدمت ريحان ناحيتهم ومدت يدها وقبلت يد حكمت قائلتا:
مرحبا بابا
نعم أحست بذلك الشعور الذي يرسل وميضا في القلب يبشرها بأن الدنيا لا تزال بخير وأن هناك من يحبها بصدق فرف قلبها فرحا فهامسته قائلة:
هدأ يا قلب فطريق السعادة لازال بأوله وما هذه إلا البداية ستنبض وتنبض فرحا وفي كثير من المواقف فأمامك الكثير لتعيشه مادام الذي وعدك بالفرح يقف بجانبي يطالعني
مسح حكمت على رأسها بحب أعطاها شعورا بأمان الأب ليتحدث قائلا:
بوركت ابنتي منذ هذه اللحظة أنت ابنتي وليس كنتي فقط مرحبا بك للمرة المليون إن رغبت بيننا لقد زاد سكان القصر فردا لكن هذا الفرد كما أرى أتى وأحضر معه الربيع فقد بصرت منذ دخولكم وضحكة اوزجي لا تفارقها بل ملأت المكان حماسا حتى أعطتنا من تلك الطاقة ماشاء الله.
ابتسمت ريحان محاولة قدر المستطاع عدم البكاء لترد:
شكرا لك بابا فخر لي أن أحمل اسم عائلتك حقا
حكمت بخفوت:
يليق بك يا ابنتي فأنت نعم الفتاة ونعم الأخلاق رحم الله والديك اللذان ربياك أحسن تربية وقد كانت هذه النتيجة ولحسن حظ ابني أنه ظفر بك.
ابتهج أمير لكلمات أبيه التي أتت على قلبه كالبلسم ليقول:
الحمد لله أنها أصبحت من نصيبي.
نظرت ريحان للجميع لتقول:
شكرا حقا أخجلتموني بكلامكم هذا.
إنه ذلك.الشعور الذي لم تحسه منذ أن فارقت والديها هذا هو أمان الأب ودفء العائلة الذي لا يعوضه شيء في تلك اللحظة أحست أنها ذات قيمة وسند حولها أناس يحبونها مستعدين لفعل أي شيء لإسعادها وحمايتها أيضا فسرت الجميلة وزارتها السعادة من كل صوب.
تقدمت ريحان من جافيدان التي لا تزال بجانب حكمت متسمرة تحاول رسم الابتسامة فقط كي تتظاهر بالسعادة أمام ابنها لكن يبدو جليا أنها منزعجة فتقدمت ريحان نحوها قليلا وقبلت يدها لكنها كانت تقدح شررا فلم تتلفظ الا بكلمة واحدة:
مبروك.
ثم مليكة وسونا التي احتضنتها بقوة وهي تردد:
زوجة أخي زوجة أخي وجوناي وحتى الخدم الكل رحب بهم اجمل ترحيب والكل سر بزواجه من ريحان عدا والدته.
يليها العشاء فقد حضر من بالقصر عشاء للعروسين احتفالا بعودتهما واحتفالا بالكنة الجديدة التي أتت واحضرت معها السرور على قلب الأمير وطفلته.
انتهى العشاء اخيرا ليتحرك أمير وهو يعيد كرسيه للخلف ووقف ليقول:
حسنا بالعافية نحن سنرتاح بغرفتنا من بعد سفرتنا الطويلة عن اذنكم لتقوم ريحان من مكانها ايضا.
أذن لهم والده ووالدته بالذهاب لينصرف العريسان جنبا إلى جنب لكن ريحان استسمحت أمير كي تتفقد الصغيرة ثم تلحق به لكن سونا قاطعتها وطلبت منها أن تترك لها رعاية الصغيرة على الأقل تلك الليلة وأن تذهب مباشرة مع أمير لغرفتهما لترتاح لكن ريحان رفضت في البداية لكن سرعان ما أقنعها أمير أن ترتاح تلك الليلة فأومأت بعد حين بالموافقة ثم وضعت يدها بيده متحركين نحو غرفتهما.
كانت تمشي بجانبه يدها بيده بهدوء إلى أن وصلت إلى الباب وتوقفت هناك.
وقف خلفها صامتا ثم اقترب ليهمس بأذنها:
اهلا بك في مملكتك الصغيرة لكن قبل ذلك يجب أن نفعل شيء.
ردت ريحان:
ماذا؟
ابتسم أمير بمكر ليقول:
هكذا ثم قام بحملها وادخالها الى غرفته متحججا بأنه يطبق التقاليد
ضحكت ريحان وقالت:
أنطبق التقاليد ألف مرة يعني؟
رد أمير:
وليكن يمكننا تطبيقها كل يوم.
تحدثت ريحان قائلة:
على حد علمي لا تحب كلمة تقاليد.
ضحك امير قائلا:
تقاليد الخالة عائشة اعمال شاقة يا إلهي لا تذكريني فهي حين تذكرينها تنط كالعفريت امامك.
ضحكت ريحان ثم همست عند أذنه مازحة:قد تسمعك لديها عفاريت بكل مكان.
رد أمير:
شكرا على الإضافة.
انتبهت إلى الغرفة وهي لاتزال بين يديه مرفوعة عن الأرض لتجده فرد الورد الابيض بكل زواياها فاكتست حلة كأنها بستان زهور في فصل الربيع تأملتها وتأملت كل ركن بها سعيدة لتقول مبتهجة:
جميلة جدا
نظر أمير للغرفة ثم إليها قائلا:
إنه الابيض الذي يشبهك في سلامه يشبهك في نقائه يشبهك في بعث الطمأنينة لينزلها فوق ذلك الورد ببطء.
نظرت إلى السرير هناك وأخذت تتذكر بالتدريج ما حدث بينهما قبلا لتقول:
سبحان الله لم اتخيل يوما انني سأشارك مكانك وغرفتك.
تنهد أمير مردفا:
مرات دخولك إلى هذه الغرفة كانت معدودة وتقريبا كلها نقاشات وصراخ ودمع لكن ثم أخذ يلامس خصلات شعرها ليكمل:
لكن من هذه اللحظة هي ملاذنا بعد كل نهار متعب أو مريح كان لن نفترق سنشيخ على نفس الوسادة.
ردت ريحان مردفة:
سنشيخ على نفس الوسادة ان شاء الله ونتشارك كل ذكرياتنا اي ذكريات كانت الجيد منها والموجع لكنه سريعا وضع أصابعه على شفتيها وأسكتها ليؤكد لها أنهما لن يعيشا وجعا قط وسيحاول فقط اسعادها مادام فيه نفس.
سرت بكلماته ككل مرة فسبحان من جعله الطمأنينة خاصتها ثم اقتربت منه واحتضنته إليها مدة ليهمس عند أذنها وهو يضمها يحنو عليها قائلا:
عشقي وإدماني كيف لا وأنا أشعر بأن الحياة بدون محبوبتي أرض جرداء لا حياة فيها قاحلة خالية من كل ألوان الجمال والسعادة
أحبك وأشعر بحبك بخلجات قلبي وفي نبض عروقي حبيبتي أنت محور حياتي وسبب سعادتي، من يسكن روحي فكيف للقلب أن ينساه فأنت عمري الذي ابتدأ وأول حياتي هكذا عينيك مؤامرة من الجمال وأنا ضعيف أمامها.
سألت ربي يوما حظا جميلا فأهداني إياك أنت.
ضمته بقوة إليها تستمتع بكل همسة وكلمة ولمسة منه
ليقوما بعدها بتغيير ملابسهما والاستلقاء بالفراش ثم احتضنها كعادته التي ألفتها وبقيا كذلك مدة يتحدثان ويتحدثان عن كل جميل عاشوه تلك الأيام ثم اخذا يتفقدان هواتفهما وصورهما وجنونهما فقد كان كل شيء موثق في هواتفهما بتفاصيله ليستسلما للنوم بعدها مباشرة بعد تعب سفر طويل.

حل الصباح.
لم يستيقظ أمير وريحان يومها باكرا فقد واصلا النوم الى وقت متأخر ولم يستفيقوا إلا على صوت نيجار وهي تدق الباب ليتحدث ريحان وتقول:
نعم.
ردت نيجار من خلف الباب:
سيدة ريحان هناك ضيف بانتظارك في الصالون.
فتح أمير عيونه بتثاقل يحكهما ثم مدد ذراعية ليردف:
ضيف إذا ومن ذا الذي يأتي بوقت مبكر كهذا؟
طالعته ريحان مستفهمة فحالها حاله لا تدري من يمكن أن يأتي بوقت مبكر هكذا.
نيجار من خلف الباب:
الضيف طلب مني أن أخبر السيدة ريحان بالقدوم حالا.
رد أمير:
أهو لغز؟
ريحان بصوت مرتفع:
حسنا نيجار ساغير ملابسي وأخرج أخبري الضيف بذلك.

قاما معا من موضع نومهما وتجهزا سريعا ثم هم بالخروج لكن أمير استوقف ريحان لمسكها من يدها ثم ضمها بقوه وعيونه تتأملها بحب فنظرت اليه باستفهام ليردف:
انت تثقين بي صحيح؟
ردت ريحان:
وما سبب السؤال؟
رد امير:
أجيبيني
ابتسمت ريحان وردت:
أثق بك أكثر من ثقتي بنفسي حتى يعني لدرجة اسلم لك نفسي لتقودها دون أن أبصر امامي لكن حقا ما سبب سؤالك؟
اقترب وقبل جبينها بقوة يستنشق من عطرها ليقول:
عشقي انت يكفيني ثقتك وتفهمين سبب سؤالي لاحقا.
ردت ريحان:
أمير ماذا يحدث معك؟ منذ مدة لا تبدو على طبيعتك.
ابتسم ولامس خصلات من شعرها حتى الأطراف ليردف:
انها اعراض العشق بدأت تظهر للعلن.
ضحكت مقهقهة ودعت الله عز وجل أن يدوم النعمة عليهما وأن يبقى هكذا يعشقها دائما وبتلك القوة

تقدما نحو الصالون كانت هي تمشي مبتهجة الوجه ملامحها تنشر السعادة مرتاحة وابتسامتها الفاتنة لا تفارق وجها أما هو فقد كان باد عليه التوتر مخافة أن يكون الزائر كابوسه كمال.
دخلا الصالة يدا بيد لينتبها بأول خطوة إلى الزائر الغامض.
نظرت ريحان للخالة ثم إلى أمير مبتسمة يبادلها نفس الابتسامة وهو يتنفس الصعداء قائلا:
بسم الله العفاريت قامت بعملها ثم أخذ يلف رأسه حوله وينظر هناك وهناك.
ردت ريحان ضاحكة:
صه أمير يبدو أنهم سمعونا.
رد امير:
وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون سلاما قولا من رب رحيم.
ريحان بهمس:
انت خائف؟
رد امير:
من العفاريت لا طبعا انا خائف من العادات والتقاليد
ردت ريحان مازحة:
لا تخف انا في ظهرك يا أسدي
طالعها متذمرا بينما هي لا تزال تكبح ضحكتها ليطلب منها السكوت بدل السخرية عليه.
اومأت بالإيجاب قم نظرت للخالة لتترك يد أمير وتهرول ناحيتها مترددة فرحة:
سلطانتي.
فتحت الخالة ذراعيها واحتضنتها بقوة لتقول:
طفلتي اشتقت اليك.
ردت ريحان تضمها بقوة:
وانا اشتقت كثيرا سررت بقدومك جدا.
تقدم أمير وقبل يد الخالة عائشة ورحب بها أجمل ترحيب وضحكته تملء وجهه لتتسع عيونها لذلك المنظر فهي ما عهدت ابنها كذلك.
تحدثت الخالة عائشة قائلة:
اها مشتاقين فعلا والدليل أنكم لم تتصلوا خلال شهر كامل سوى مرتين انت وهو يا عاقين.
حاولت ريحان أكل عقل الخالة قائلة:
لا تؤاخذينا إن قصرنا خالة لكن انت بقلبي وفكري دائما.
ردت الخالة:
وانت يا أمير البحار زوجتك وباعتني وانت انسيت خالتك عائشة بعد أن أخذت حبيبتك وهربت بها؟
رد امير:
استغفر الله سلطانتي لكن تعرفين شهر عسل وتجوال وسهر يعني هكذا شيء.
الخالة:
أعرف أعرف وعشق وامير يعني لن تتذكر أحدا بالتأكيد كيف تجدون المبررات يا سبحان الله.
نظر أمير لريحان بخجله لتبادله نفس النظرة مع ابتسامة خفيفة ثم تحدث أمير ليقول:
ماذا سأقول بالتأكيد تعرفت على من بالقصر؟ نحن أصلا لسنا كثر يعني قصر كبير بسكان قلة لكن تأقلمنا كما يقال من أسباب السعادة البيت الواسع.
الخالة:
صحيح ماشاء الله القصر واسع وشرح والحديقة أيضا جميلة جدا.
أمير مبتسما:
شكرا هذا من ذوقك لكن لم تجيبيني تعرفت على من بالقصر؟
ردت الخالة عائشة:
لا يا بني وصلت لتوي فقط اردت مفاجأتكم بعد عودتك من السفر أنت وريحان يعني حسب العادات والتقاليد كما يقال
ضحكت ريحان لتلك الكلمة لكنها أكدت على كلام الخالة عائشة وأنه يجب أن يهتموا بالعادات والتقاليد.

تحدث الخالة قائلة:
حسب العادات والتقاليد المفروض أن أزورك بعد اسبوع لكن زوجك ماشاء الله يطبقها على الأصول كلها لا ينقص منها شيء
رمقها أمير بنظراته قائلا بهمس:
يا صبر ياصبر لا يمكنني أن أسلم منها نهائيا.
تحدثت الخالة عائشة:
ماذا قلت بني؟
رد أمير على عجل محاولا الهرب من سؤالها:
قلت هل تعرفت على من بالقصر؟
ردت الخالة عائشة:
سألتني مليون مرة هذا السؤال وأجبت ليس بعد الخانم جدتك فقط ولم نتحدث جيدا بعد.
نظرت اليها ريحان بعيون متسعة ثم تحدثت صارخة:
ماذا قلت جدته؟
ردت الخالة عائشة:
نعم ماذا هناك؟
سكتت ريحان قليلا ثم دعت ربها قائلة:اللهم استرها فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
تحدث امير:
جدتي من؟
التفتت الخالة لجافيدان لتقول:
سعيدة بتعرفي عليك ياخانم لكن أمير لم يخبرني أن له جدة صحيح بني لم تخبرني؟
جافيدان دهشة:ماذا جدته؟
كانت ريحان في الوسط تحاول أن تمسك ضحكتها وهي ترمق أمير الذي لم يكن اقل منها حالا فهو كان سينفجر للحظة لا محالة وكلاهما ينظر كل حين للثاني ينتظرون الحرب الذي ستنشب.
تمالكت ريحان نفسها قليلا وحدثت أمير همسا كي يتوقف عن الضحك لأنها ما عادت تحتمل
لكن امير لم يكتف بذلك بل اقترب منها قليلا وهمس:
أمي ستنتحر ضربتها في الصميم
ناظر هنا الخالة قائلة:بماذا تهمس انت وزوجتك ماذا أليست جدتك هيئتها تقول انها كبيرة العائلة اليس كذلك يا خالة؟
امير دهشا:
خالة؟
لتحاول ريحان امساك نفسها ومحاولة إسكاته.
تحدث أمير :
يبدو أن العفاريت لم تقبض راتبها لذا لم توصل المعلومات للخالة بدقة.
الخالة بتذمر:
انت وهي يكفي همسا
سكت الاثنان لحظتها أخيرا.
زفرت جافيدان بحنق قائلة
أنا خالتك استغفر الله (من هذه المجنونة) أمير بني من تكون السيدة؟
امير وهو يحاول إخفاء ضحكته:
هذه الخالة عائشة من المؤكد اخبرك ابي عنها مسبقا.
ردت جافيدان:
نعم اعرفها من حديثه عنها
سكتت الخالة قليلا ثم نظرت حولها في الصالون لتردف:
بني اين والدتك الن تعرفني عليها ام اننا لسنا بقدر مقامها.
رد امير:
أستغفر الله انت السلطانة عائشة ثم همس لريحان:محررة العادات والتقاليد التي هبت
ردت ريحان:
ستفرك اذنك لا محالة واتشمت بك

قاطعتهما الخالة قائلة:
أنت وهي أن تهامستما ثانية سأسلط عليكما عفاريتي وأربطكما بأحد شجر الحديقة
توقف لحظتها أمير وريحان عن التهامس لكن عيونهما تتحدث لوحدها وكل حين ينظر أحدهما للآخر ينقل بعض الكلمات وحتى بهذه وفهما بعضهما دون حديث بينما جافيدان فقد كانت تكرر كل حين الإستغفار ثم تتأفف لحظات ثم تعود وتنظر للخالة مذبهلة ثم لأمير وريحان حتى وصلت للذروة ولم تعد تتحمل.

كانت تنظر إليهما كل حين مذبهلة ثم زفرت بحنق مرددة:
مابك انت لم تبتسمين كالبلهاء وما بها الخانم تنظر إلي هكذا؟
رد امير:
سلطانة هذه والدتي جافيدان خانم وليست جدتي
الخالة دهشة:
حقا استسمحك عذرا يا خانم من لا يعرفك يجهلك يعني هكذا.
ردت جافيدان مبتسمة من فوق شفتيها فقط:
لا بأس لم يحصل شيء.
اقتربت الخالة من ريحان لتهمس:
متأكدة انها حماتك لست مخطئة يا ابنتي؟
لكن ريحان أكدت لها قطعا أنها حماتها والدة امير وليست جدته كما ظنت.
اقترب أمير من ريحان قليلا ليهمس بأذنها:
اجتمعت النار والبارود ادع الله أن يسترها علينا فقط لأننا سنأكلها.
طالعته ريحان بعيون متسعة تريد تنبيهه أن يتوقف عن الحديث فلم تعد تتحمل همسه كل حين لكن أمير لم يتوقف وكل لحظة يقترب منها ويهمس عند أذنها ببعض الكلمات يجعلها تضحك بصعوبة ثم تنتبه الخالة إليها فتوبخها بينما جافيدان تردد كل حين ذكر الاستغفار تحاول أن تبدي أنها هادئة لكن بداخلها كانت ستنفجر بعد لحظات

ابتعد أمير قليلا عن ريحان ثم تحدث قائلا:
كيف وصلت الى هنا خالة يعني كيف عرفت العنوان؟
ردت الخالة:
من اختي مليكة أردت أن أفاجئكم.
احتضنتها ريحان لحظتها بقوة لتقول:
والله احلى مفاجأة سيسر الجميع بقدومك بالاخص سونا واوزجي.
نظر أمير حوله ثم طالع باب المطبخ من بعيد ثم الخارج باحثا عن من بالقصر لتنتبه والدته إليه فتحدثت قائلة:
إن كنت تبحث عم من بالقصر فسونا لديها جلسة واوزجي بمدرستها ووالدك بالشركة انتم من تاخرتم بالنوم بني.
قاطعت الخالة عائشة جافيدان قائلة:
إنهم عرسان يا خانم وانت كنت كذلك ايضا لاتنسى.
جافيدان بهمس:
صبرا يا رب من اين ظهرت هذه ايضا هذا ماكان ينقصني أن تحضر كل اهل قريتها الأميين الى هنا ما عساي أقول فقط كله من حكمت هو من سمح لابنه بالتمادي والنزول بنا لهذا المستوى.
الخالة بهمس:
ريحان ما بها حماتك هل تعاني من الامساك؟
طالعت ريحان حماتها ثم نظرت لاخاله تومئ ببلاهة بالنفي
ردت الخالة:
اذا لديها تشنج عضلات وجهها مؤكد انها تشبه المومياء بجلدها السميك
أعادت ريحان نفس الحركة للخالة من جديد لتضحك الأخرى مردفة:
الغباء اكل نصف عقلك لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
نظرت الخالة لجافيدان لحظات ثم خاطبتها قائلة:
يا خانم هل تعانين من شيء لم تشدين على تعابير وجهك هكذا كالمومياء؟عفوا على التشبيه فقط لا يزعجك
طالعتها جافيدان لحظات دهشة لكنها لم تجب بل اكتفت فقط بالحوقلة أو الاستغفار
استمرت الخالة عائشة في الحديث مردفة:
استرخي استرخي لاشيء يستحق صدقيني هذه الحياة لا تدوم لأحد هكذا هي كيف تقولونها ريلاكس يا خانم استرخي فقط.
تحدث حينها أمير مضيفا:نعم هو كذلك
قاطعته ريحان قائلة:
انت صه أيضا إن لم تفعل شيء سينطلق ضرب الرصاص بعد لحظات خالتي واعرفها.
مر بعض الوقت.
تحدث أمير حينها داعيا الخالة عائشة للفطور لكنها شكرته فقد أكلت بعض الكعك في الطريق لكنه أصر طبعا على أن تشاركه هو وريحان الفطور فهما لم يفطرا بعد لتوافق بالنهاية
استغلت جافيدان موضوع الفطور كي تنسحب من ذلك الجمع ثم قامت وتحركت نحو المطبخ كي تطلب منهم فطورا يليق بالضيفة مردفة:
ساذهب المطبخ لأطلب منهم تجهيز الافطار لك كما يليق بما أنك من أهل العروس ثم إن من يدلف بيتنا يكرم كالوزير
ردت الخالة:
شكرا لك هذا من ذوقك يا صاحية الكرم لكن على مهلك يا خانم العمر له حق والكبر له حق ستقعين لا سمح الله وهشاشة العظام لا تسمح بذلك
مشت جافيدان وهي تتمتم بين شفتيها:
اللغة اللعنة ما هذه البلوة سأرتكب جريمة بسببها بالتأكيد اتمنى أن تنصرف بسرعة.

اختفت جافيدان عن نظر الخالة لتستغل الاخرى غيابها وتقترب من ريحان قائلة:
ابنتي لقد احضرت معي كل الأشياء التي تحبين معي من القرية.
ردت ريحان متحمسة:
ماذا خالة؟
ابتسمت الخالة عائشة وناظرتها لحظات سعيدة بها ثم أردفت:
التفاح الذي تحبين واحضرت بعض كرز شجرة الحديقة ايضا مفاجأة ستحبينها.
اقترب أمير منهما قليلا قائلا:
وانا ليس لدي من الطيب نصيب؟
ردت الخالة عائشة:
انت أخذت كل الطيب اصلا وتركتنا يكفيك عشق
ابتسم أمير وعدل من قميصه متفاخرا وهو ينظر لمحبوبته فخجلت ريحان لحديث الخالة حينها وتفاخر أمير بها لتتحدث الأخرى وتقول:
يا الهس خجلت انظر بني كيف احمرت وجنتاها أيضا انظر حتى أنها أخذت لون الكرز دعني أرى الكرز الذي أحضرت لا والله وجنتاك أجمل بكثير لقد زادك الإستحياء جمال يا ابنتي وأشرق وجهك ماشاء الله تبارك الرحمن فيما خلق ألم تلاحظي؟
أمير بخفوت:
هي دائما جميلة
ردت الخالة عائشة:
لم أسالك أنت أيها العاشق أعرف هي دائما جميلة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي