ظلمته عشقاً

بوسي خلف`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-14ضع على الرف
  • 24.2K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

فى صباح يوم الخميس فى القاهرة يصدع صوت
محطه القرأن الكريم على صوت الشيخ الحصري.
تستيقظ اميرتنا بشعرها المشع اثر النوم ،تثاءبت
بكسل ثم نهضت و توضأت لتصلى الصبح، و ارتدت ملابس العمل ، المكونه من قميص اسود اللون و جيب سوداء بها بعض الخطوط البيضاء ،و عكصت شعرها بكحكه حادة؛ و لم تضع اى مساحيق تجميل فكان مظهرها جدى بطريقه لا تناسبها فهى ذات ملامح رقيقه جداا.
خرجت لتجد امها قد حضرت الفطور، فقبلتها فى وجنتها بحب ثم جلست بحانبها على المائدة
غمغمت والدتها تسالها في حبور
عائشه " هتروحى الحضانه يا اسيل
؟ ..
اجابتها اسيل بحزن مكبوت " اة يا حبيبتى و هرجع اخدك و نروح عند خالو نطمن عليه زى كل اسبوع ....
ربتت عائشة علي يدها بحنان
"تمم يا قلب امك متتاخريش وخلى بالك من نفسك.
اجابتها اسيل بعدما نهضت ،و هى تقبل يدها
"حاضر انتى تأمرى يا ست الكل ....
ودعتها عائشة بلهفة ام، و جلست تنظر في اثرها بحزن ؛فطفلتها منذ أن فقدت والدها فى هذه الحادثه المشؤومه ،و اصيبت بصدمه وأصبح على كاهلها دراستها ،و معاونه امها و أيضاً العمل ،حتى تخرجت من كلية رياض الاطفال ،و هى تعمل الان بحضانه قريبه من المنزل؛ و لكن بسعر أقل مما يجب أن تنال؛ كانت عائشة كلما ترى حالة ابنتها تشعر بالعجز و المرار، تشعر أنها امرءة عجوز، خسرت كل ما تملك من دفء و حنان، و ابنتها ما زالت فى ريعان شبابها فهى فى الخامس و العشرون من عمرها ، هى جميله جداا لا بل آيه من الجمال بعيونها اللبنيه التى ورثتها عن جدها؛ و شعرها البنى الطويل ،و بشرتها الخمريه ؛ و ملامحها الرقيقه بحق ؛ و لكن ما رأته حولها تماماً من فتاه رقيقه لطيفه إلى أخرى صارمه لا تعرف الحب و الرقه، لا تعرف غير الجدية و العمل فقط.
________________________
وصلت اسيل إلى الحضانه ،و بدأ يومها بشكل روتيني تستلم الاطفال من والدتهم ،و تسجل الحضور ،و تلعب معهم ،و حينها فقط تتخلي عن الجدية و تتعامل كأنها طفله تنسي همومها برؤيتهم...
و بينما كانت مندمجه بتعليمهم قواعد الادب قاطعتهم ريم مديرة الحضانه ...
طلبتها ريم بطلف
" اسيل معلش تعالى ثوانى عوزاكى .
أردفت اسيل و هى تناظر الاطفال بحب "ثوانى و راجعلكم.
وقفت ريم حائرة لا تدري كيف تنقل لها الخبر، حتي اتت أسيل
" اسيل احنا الاسف الشهر دا اخر شهر فى الحضانه و هتتقفل انتى عارفه أستاذة كوثر خلاص هتسافر برة مع جوزها و هتبيع المكان و انا داخله على جواز و خطيبي حالف أن مفيش شغل بعد الجواز فأنتى عارفه الظروف وى...
اردفت ريم حزينة بأسي ، و لكن اسيل قاطعتها بحزن غيم على صفحات وجهها
"قصدك انى ابدأ ادور على شغل تانى صح .
هزت ريم رأسها بأسف و هي لا تدري ماذا تفعل لتساعد تلك الفتاة اللطيفة ...
اجابتها اسيل بحزن عميق داخلياً ،بينما خارجياً كانت تحاول التفاؤل "خلاص مفيش مشاكل هبدأ ادور ،و ان شاء الله هلاقى ربنا مش بيسيب حد من غير رزق و لا اى ...
اجابتها ريم باسمة بحبور
''و نعم بالله ، و عمتا انا مش هسيبك هدورلك على شغل كويس و ان شاء الله نلاقى....
شكرتها أسيل بامتنان و حب ظهرا واضحين في نبرتها
" تسلمى يا ريم انتى عشرة عمرى
و اه مبروك الجواز خلاص اخر كلام ولا هتتاجل تانى ...
ريم بابتسامه قد ظهرت على محياها
و هى تتذكر من سرق قلبها بسلاسل عشقه و احاطها بروحه .
" اه خلاص مش قادرين نبعد اكتر من كدا عقبالك يا قلبي لما اجهزك بأيدى لعريسك هتبقى احلى و اجمل عروسه ...
اجابتها اسيل بابتسامه جميله و هى تراقب رده فعل ريم عندما ذكرت حبيبها ...
فغريب أمر الحب تكون أولى دقاته كشعاع للأمل أصاب قلبك به ،فكم يتمنى المحب أن يتذوق الحب على يد من احب ،فهل سأرى نفسي يوماً داخل دوامه الحب؟، ام مكتوب على قلبي المعاناه فى انتظار الحب" ...
_________________________
فى مجمع سكنى فاخر يتواجد به من هم سكان الطبقه المخملية فقط و تحديداً فى فيلا أسر الشافعى ....
تدخل طفله فى عمر الخامسه تتمشي ببطئ و تمهل
دخلت غرفه من كبر مساحتها لا تعرف هل هى شقه منفصله ام غرفه كبيرة جداا...
دخلت الطفله رُبي و وضعت كفها الصغير المليئ بمكعب الثلج وَ وضعته على صدر أخاها العاري .
كادت تلمس قطعه الثلج جلده لتجد من يشدها على جسده القوى وَ يدغدغها بشده ...
ربي بضحكات متقطعه "خلاث ....خلاث .....و الله مش اصحيك تانى .....بس..... هموت من الضحك ..
أسر وَ هو يضحك على طفلته الشقيه الجميله و يقلد طريقتها فى الكلام .
"يعنى اسكت خلاث خلاث.....
ربي بضحكه أبانت غمازتها "اه تثكت
عبست ملامح وجهها لتردف بحزن
" اثلا انا زحلانه منك انت مث بتخلينى اثحيك زى الافلام مث بلحق احط التلجايه عليك....
(اة تسكت اصلا انا زعلانه منك انت مش بتخلينى اصحيك زى الافلام مش بلحق احط التلجايه عليك)
غمغم أسر و هو يضحك عليها بقوة "طب اعمل اى انا نومى خفيف وبعدين الحركات القرعه دى تعمليها مع يزيد مش معايا .. وبعدين ملبستيش ليه؟...
يلا روحى خلى النانه تلبسك اليونيفورم علشان اوديكى الحضانه ...
ربي بحزن "النانه مش بتيجى كتير كل ثويه تزعقلى و تقولى أسر مث هيجي ولا اى ..
صاح أسر بحدة و قد غضب بشده "بت ايه!! ... بتزعقلك لى هو انا بدفعلها علشان تزعقلك...
اجابته ربي بخوف و هي تهز رأسها نافية "لاء مش بتزعقلى خلاص، مش تعاقبها انا عاوزة صاحبه ليا مش تزعقلها بليزز...
انكمشت ملامح أسر بحزن على أخته الصغيره ،فقد فقدت امها و اباها و هى تبلغ عاما فقط ؛و هو من تمتع بحبهم و احضانهم قبل أن يتوفو بحادث بشع أمام عينى أسر، الذي كان السبب الوحيد لتتحول شخصيه أسر من الفتى المرح الذى تخرج حديثا من الجامعه و يتهيئ للعمل مع والده الى هذا القوى صاحب الشركات الضخمه و الاقوى فى الشرق الأوسط ..... و منذ ذلك الوقت وهو قد عاهد نفسه أن يرعى اخته كأنها ابنته الصغيرة ،فهى كل ما تبقى له من اسرته الصغيرة .
غمغم أسر بحزن "انتى خايفه عليها منى يا ربي ،خلاص يقلبي انا مش هعملها حاجه ...
حركت ربي رأسها رفضاً ببراءة "انا مث خايفه عليها منك انا بس مث عندى اصحاب و اخاف تزعل و تمشي و تسيبينى لوحدى تانى ....
اردف اسر باسماً و هو يمسد على شعرها ''خلاص مش هزعقلها يلا روحى البسي وانا هاخد دوش واشوف الخرتيت اللى مخمود داة و ننزل نفطر سوا ....
اجابته ربي بلطافة " بس الخرتيت اصدى يزيد مش مخمود بيكلم المزة بتاعته ....
كرر اسر كلمتها بصدمة فمن اين سمعتها ليسألها بدهشة ،لتجيبه ربي و هي تتجه لباب الغرفة حتي تخرج
"يعم انت قتيم اوى مزة ومزز وبطل وحاجه كداة صالوخ زيك كدة يا صالوخ انت يا ارض جو ...
برقت عيناه بذهول من مصلحاتها ليتمتم بذهول
"صاروخ ومزه وبطل أخلاق البت باظت ،الله يحرقك يا يزيد الكلب انت بوظت اختى ....
اتجه أسر للاسفل بعد ما ارتدى حلته الكلاسيكيه للعمل....
هتف أسر و هو ينظر ليزيد المندمج فى هاتفه بشر و وعيد ،ثم اتجه إليه فردد بصوته الخشن فى أذنه.
"....صباح الزفت.
بصق يزيد قهوته ليسعل بقوة
" فى اى يعم انت مبوراحه خضتنى وانا قلبي روهيف ....
تشدق أسر بسخريه و نظرة حاده "براحه داة انا هوريك ايام سوده رايح تسهر مع العميلة يا *** هو انا و انت مش متفقين تبطل زفت على دماغك و تتوب لربنا ...
هتف يزيد بسخريه "ولا هو انت علشان مش بتقابل ستات و مش بطيقهم يبقا كلنا نبقى زيك...
صمت هنية يحتسي القليل من قهوته ليتابع بمرح" بعدين ما العميلة هى اللى بطل بصراحه و انا محدش بيقولى لاء ..
انكمشت ملامح اسر بقرف هاتفاً بإشمئزاز
"بطل كتك الارف فى الفاظك يا اخى حسبي الله، منك لله يشيخ انا عرفت اختى بتجيب الكلام دة منين ...
هتف يزيد بفخر بعدما خبط علي صدره عدة مرات زاهياً بنفسه
"تربيتشي ..
تشدق اسر بقرف
"تربيه ****
و فجأة تغيرت نظرات أسر حين رأى المربيه  تقف بجانب رُبي ،ليشير لها ببرود هاتفاً بها بنبرة حادة مظلمة
"انتى تعالى ورايا على المكتب
نظرت ربي بيأس لأسر و هو يصرخ فى المربيه فى داخل المكتب ،و هى تعرف أن المربيه ستخرج مزعورة و بعدها ستذهب نهائياً كما رحل من قبلها ، أخرجها يزيد من شرودها و هو يقبل وجنتها الممتلئه ليسألها في حبور
يزيذ و هو يقبل وجنتها الممتلئة " مالك يا قمر زعلان لى اخوكى الفقرى دة ضايقك و لا حاجه ..
هزت ربي رأسها نفياً عدة مرات بكلا ...
لتزداد دهشته، و يسالها بهدوء
"امال مالك...
اجابته ربي بيأس " مس لاقيه صحبه عندى و الدادة اكيد هتمشي قريب و تسيبنى زى بابا و ماما إلى معلفهمش اصلا ...
حزن يزيد على أخته الصغيرة فهى تعتبر شقيقته بالرضاعة ، بما أنه رضع من والده أسر و هو صغير عندما توفت و الدته بالقنصر ،  و والدة لم يتحمل فراقها فانتحر ؛فتولى رعايته والداه أسر ، حتى بلغ العشرون من عمره فقرر تركهم والاستقرار بأمريكا مع صديقه فهو يعمل كمهندس معمارى و لكن حدثت حادثه مفجعه كانت موت والد و والدة أسر بحادثه بشعه حتى هو لا يعرف أسبابها كل ما يعرفه انهم احترقو داخل منزل مع رجل ما وسببت هذه الحادثه اثر بشع على شخصيه أسر و منذ ذلك الوقت وعاد الي مصر ليعيش مع اسر و ربي....
غمغم يزيد بغضب مصطنع حتي يخرجها من تلك الحالة "ايه معندكيش حد دى و انا روحت فين و لا انا مش صحبك و كدة، لاء زعلت و زعلت اوى كمان ....
هزت ربي رأسها نافية
"والله لاء بس معنديش ثحاب خالص يا زيزو و حاسة انى مث هتجوز و هعنس جمبكم و كله بسبب سي أسر الغيول.
غمغم يزيد بحسرة و هو يتصنع البكاء حتي يشاركها الدور
" والله و انا كمان يابنتى حاسس انى مش هدخل دنيا و لا آخرة وبعدين يا روحى هو إللى يعرف اخوكى يبقا هيتجوز فى سنته دى....
هتفت ربي وهى تهز راسها بدعم "ثوفت، احنا بنعانى هنا و الله و محدث حاثث بينا ..
اجابها يزيد بحزن مصطنع "شوفت شوفت بوصي يا ستى انا جتلى فكرة جمداة اوى ...
سالته ربي بحيرة "اى هى..؟
اجابها يزيد بحماس "هنعمل ديل حلو اوي انتى تجيبيلى عروسه وانا اجبلك عريس ايه رأيك ...
حركت ربي رأسها رفضاً بخوف " لا ياعم أسر لو عرف هين ..
قاطعها يزيد و هو يردف بحماس
"وايه جاب سيرة أسر دلوقتى محدش هيعرفوا دة ديل بينى وبينك انا اشقطلك كدة واد اجنبي وانتى تشقطيلى اى ميس عندك و تبقى صاروخ هاه اى رايك ديل اور نوت ديل ...
و ضعت ربي اصبعها على رأسها كعلامه لتفكيرها العميق، ثم هزت راسها بحماس موافقة ...
هتف يزيد بمزاح و هو يقبل وجنتها
"ايوة يا روبي الغلابه انت يا جامد ...
قاطع حديثهم خروج المربيه بسرعه من غرفه أسر و هى تمسح دموعها و اخذت حقيبه ربي بخوف لتردف متلعثمة ....
''رُبي يلا علشان ات اتاخرتى على الباص .
نظرت لها ربي و يزيد باستغراب شديد ،و لكن لم يدم الأمر حين خرج أسر وهو يناظرها بغضب و حده شديده ،فهم يزيد ما حدث؛ و ابتسم باستمتاع على غباء الفتيات فكل من يتقدم للوظيفه ؛يكن بسبيل الوصول لقلب أسر او يزيد ؛ و ليس حبا فى المهنه و هذا ما يزعج أسر بشده فهو صاحب شخصيه باردة قويه مع الغرباء خارج المنزل ؛عكس شخصيته مع أخته و يزيد فى الطبيعى ؛خرج يزيد من تفكيره على قبلة ربي اللطيفه و توديعها لأسر و يزيد و خروجها للخارج مع مربيتها ....
سأله يزيد بضحكه مرتفعه وخبيثه
"انت عملت فى البت ايه؟ دى شويه و نلاقيها اغمى عليها اوعى تكون بوستها .
رمقه أسر بأشمئزاز و هو يأمره بحزم " بطل قرف بقا و اتنيل قوم علشان عندنا شغل و كمان انا عاوزك معايا فى الشغل النهاردة ...
هتف يزيد بنظرة بريئه مصطنعه
" بس انا لسه باكل يا اسر روح انت و انا هبقى احصلك انت عارفنى سريع الطلقات ...
تشدق أسر ببرود "  سريع اه منا عارف ، طب  لخص علشان عندنا شغل اطفح بسرعه .
غمغم يزيد من بين اسنانه بقهر
"اطفح ايه انا لحقت يعم انت وبعدين دا أسلوب دا ربنا على المفترى والظالم .
خرج أسر للخارج و ارتدى نظارته ليخفى زرقه عينيه فكان وسيم جداا بحلته السوداء و شعره المصفف فهو يشبه الأجانب كثيرا من حيث و سامته و ركب سيارته واتجهه السائق به للشركه ..
______________________
انتهت اسيل من دوامها و عادت لمنزلها ، و هى فى طريقها لدلوف العمارة رأت أكثر الأشخاص بغضا على قلبها و لم يكن سوي جارها المزعج المتحرش ذو السمعه السيئه فى الشارع .
هتف عزوز بسماجه "اهلا بست البنات و العرايس و القمر اللى احلي بدر فى ليله تمامه .
اجابته اسيل بحدة و هى ترمقه بأشمئزاز "نعم خير فى حاجه .
هتف عزوز و هو يناظرها بوقاحه "خير يا ست البنات مش ناويه تحنى و توافقى نتجمع فى بيت واحد.
صاحت به اسيل بحدة و هى ترفع حاجبها بغضب "بقولك ايه يا راجل يا خرفان انت ميت مرة اقولك سيبينى فى حالى لانى مستحيل ابص لخلقتك هو بالعافيه دا انت غريب اوى ...
دفعته من امامها بغضب و قوة و دلفت بسرعه لمنزلها و هى تتنفس بعمق و تحاول السيطرة على انفعالاتها. .
غمغم عزوز متوعداً بغضب "ماشي اتقلى براحتك بس برضو هتبقى ليا
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي