رحلةالقطار

Rehap15`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-08-31ضع على الرف
  • 100.2K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

علي متن القطار

في البداية نظن نركب او نصعد على متن القطار وكانها رحله عاديه وبسيطه،ما اظن ان ملجانا الوحيد فيها هو اننا ننظر من خلف النافذه كي يمر الطريق ولكن لا نعلم ان هناك على تلك الرحله من هم يحملون اوجاعا وهموما تكفي جبالا وتفيض،منهم من يريد البوح عن ما يحمله داخل قلبه وهو يعلم انه في النهايه لن يلتقي بهذا الشخص مره اخرى فانها نهايه حتميه وواجبه سواء بالموت او بالفراق،قصص من واقع الحياه عن الحب والفراق عن الالم والصدمه في اقرب اشخاص الينا صدمات تلو الاخرى عن الام فاقد حد الاحتمال واوجاعا لو بقينا نحكي عنها، ونزرف دموعا ما اكتفيناابدا...
جلست ساره على مقعدها الذي اتخذته بجانب النافذه فهي اول من صعد على متن القطار وجلست اتخذت ركن يحميها من العالم الخارجي،برغم انها شخص اجتماعي وودود فتاه جميله وبسيطه الملامح ذات جسد صغير درست في كليه خدمه اجتماعيه وفي هذه الفتره تحصل على السنه الاخيره من الخدمه،ولكنها هذه المره راحله من هذه البلد التي حملت داخلها الكثير والكثير من الاوجاع وتلك الصدمه التي صدمتها في النهايه اخذت تتذكر كل تفصيله وكل لحظه مره بها على مدار تلك السنوات لم تتوقع يوما ان تلتقي بمن يغتصب براءتها يدنس هذا الحب الذي امتلى قلبي،بل تعلمت ان تعطي كما علمها والداها ولكنهما نسيه ان يخبروها ان تحفظوا قلبها جيدا وتضعه في تلك القاروره كي لا تتهشم في يوم ما فهناك من يستحق هذا القلب،تذكرتهم تذكرت تلك الايام التي عاشتها معه بقلب كانت تسال عنه وتحبه منذ ان التقي اول يوم في الجامعه كان هناك الكثير ممن يريد ان يتودد اليها لكنها كانت ترفض هذا الامر رفضا تم اما عنه هو فقد استطاع ان يلفت انظارها بحديثه فقد كان محنك في ان يحاول جذب انتباهها،استطاع ان يحصل على رقم هاتفها وكان يتصل بها دوما ليطمئن عليها كل يوم بحجه حتى تعلق قلبها به لم ينفك يوما الا وكان هوا من يطمئن عليها،كانت ترفض وبشته هذا الامر لكن النفس تامره بالسوء حينما استسلمت لهذا الحب الجارف الحب الاول الذي عكفت عنه سنوات ولم ترضى لكنه هو من استطاع ان يهشم هذا الجدار الذي يفصله من هذا القلب،مكالمات تلو الاخرى ومهاتفات صباحا ومساء ليطمئن عليها ويحضر لها اوراجا بحجه الغيره كانت سعيده بهذا الامر وما كان منها سوى انها ردضخت ووافقت، وان ساقت لكلمات الحب المعسول وايضا،لم تتوقع يوما تلك النهايه الاليمه التي ضربت بقلبها عرض الحائط لم تتوقع هذا كله منهم،فرط منها الدمعات رغما عنها قامت بتكفيفهم على عجاله كي لا يراها احد وكان يختلس احد له النظرات ويظن فيها ظن سيء،ده انا هدت بقوه ثم اطلقت هذا الهواء من داخل قلبها من النافذه وهي تلعن تلك الايام التي جعلتها تحب هذا الشخص لن ولن تنسى الحوار الاخير الذي دار بينهم على باب الجامعه وكانه يخبرها بانه هنا النهايه بعد تلك السنوات،تخيلت ان الحب في النهايه هو ان يتوج فستان الزفاف بدله عرس المميزه منقوشه بخيوط من الحب ومطرزه ومزركشه بتلك الوردات التي تم اقتطافها من بستان الحياه ذات رائحه مميزه لكنها في النهايه،لم تجد هذا الفستان بل وجدت عباءه سوداء مزينه ومزركشه بالحزن منسوجه بايدي خسه حاكتها ببراعه،كانت تنظر له في هذا اليوم وكانها تخبره لماذا ماذا فعلت عندما وقف عند باب الجامعه وقال لها ببرود بعد عده ايام لم يجيب على اتصالاتها،ولا توسلاتها في تلك الرسائل تلك الليالي التي زرفت بدل الدموع دماء التي كلما هتفته ليلا وجدت انه منشغل في مكالمه اخرى تبا لهذا القلب،واخيرا في هذا اليوم استطاعت ان تلتقي به بعد ما جاءت جميع محاولاتها سابقا بالفشل وهنا سالتهم عندما وجدته خارجا عند باب الجامعه تذكرت هذا اللقاء بكل تفصيله وبكل لحظه وبكل حركه قام بفعلها لم تنسى ولن تنسى على مدار حياتها.
وقفت امامه بقلب منفطر وعيون منتفخه وحاولت التماسك وهي تقول له:-
ازيك يا احمد عامل ايه امال احسن انك ما بتردش علي حاولت ارن عليك كثير جدا وانت ما بتردش عايزه اعرف في ايه؟
نظر لها من اعلى الى اسفل هذا الشاب الطويل صاحب المنكه بين العريضين والعيون السوداء الكحيله والحجيبان الكثيفان صاحب الانف الصغيره والفم الممتلئه والوجه المستدير وبصوت خشن رد عليها وهو يحمل هذا البرود الكامل:-
معلش كنت مشغول في حاجه وبعدين انت ما بتبطليش رنه رنه رنه رنه وراء بعضه في ايه ده كله؟
نظرت له بدهشه وهي تتساءل داخلها هل هذا هو القلب الذي احبها منذ اربعه اعوام هل هذا الذي كبد للوصول الى قلبها وما ان استطاع ان يصل اليه القى به على الارض دون ان يكترثوا اليه هل هذا هو الحب لم تكن لتتخيل لحظه ان يكون هذا رده الاخير لتساله بهدوء:-
عايزه ايه انت ليه محسسني ان انا غريبه عنك معقول للدرجه دي بقت غريبه عنك طب عملت لك ايه
سيطر عليها الحزن وهي تساله لا تعرف لماذا تحول بين ليله وضحاها ثم اكملت حديثها متسائله له:-
طب انا عايزه اعرف انا عملت ايه وايه السبب اللي ممكن يخليك تتغير كده ايه اللي يخلي معاملتك تتغير قل لي لو في حاجه انا عملتها غلط وخاصه ان انت عارف ان خلاص ان انا ماشيه،والمفروض ان في حاجات كثير احنا كنا مرتبينها سوا ايه اللي غيرك واجهني لو في حاجه؟
لم تجد منه ردا بل اخذ يتطلع اليها الى وجهها وملامحها في صمت ثم قال لها في تلك اللحظه:-
بصي يا ساره انا من كم يوم بعثت لك رساله مع احد من اصحابنا وقلت له انفضنا بقى من الليله دي حكايه طولت وبوخت وحسيت ان احنا طولنا اكثر من اللازم ويعني كفايه بلاها بقى يعني انت ترتاحي وانا ارتاح وبعدين تشوفي طريقك بقى،وبعدها خاصه ان انا تكلمت مع والدي في مشوار الخطوبه ده وقال لي انت لسه قدامك شويه وانا يعني بصراحه مش عايز اظلمك معايا،عشان كده يعني باقول لك شوفي حياتك وشوفي نفسك وما ترهنيش حياتك بي
ابتسمت ساره في وجهه ابتسامه تحمل لكل معاني الصدمه وكل معاني الخوف لا تصدق ان هذا هو الحبيب وكانها في عالم مختلف جعلها منفصله عن عالمها الواقعيه حينها ادركت ان عليها ان تتخذ قرارا وفي تلك اللحظه قالت له بهدوء:-
اشق طريقي وقلت لباباك انا بس عايزه اسالك سؤال كان ليه من الاول يعني كان ليه كان ليه تعلقني كان ليه ان انت تبقى متواجد قدام مني ما كنت سبتني في حالي من الاول وشفت دنيتك وشفت حياتك اللي انت شايف ان انا خلاص حياتي ما بقتش جزء فيها وان انا،ملاحظه ان انا ما الزمكش كده طب الاربع سنين اللي فاتوا مش هاقول لك خمسه هاقول لك اربعه اربع سنين اللي فاتوا دول عدوا عليك كانوا حلم بالنسبه لك مثلا يعني خلاص كانوا حلو ونسيت كل اللي كان بيننا وكل الذكريات والحمد لله،انا اوقات في لحظه باحس ان انا مش مصدقه او مش مدركه للي بيحصل حوالين مني بس هل انا هنت عليك للدرجه دي الايام والذكريات اللي كانت بيننا والليالي والوعود اللي انت دائما باستمرار،يا ساره انت جزء مني يا ساره انت ملكي يا ساره ما حدش هياخذك غيري يا ساره يا ساره يا ساره ايه ده كله كان بالنسبه لك ايه عامه يعني يا احمد انا ملاحظه ان انا بقيت احد ثقيل عليه واحد ثقيل قوي كمان مش هاقول لك حاجه انت ذات نفسك ما عندكش الجراه انك تقول لي سبب واحد مقنع ان انا.....
بتر احمد حديثها وهو يقول:-
انا هاخطب
ضيقه ساره ما بين حاجبيها مستفهمه وهي تضحك ربما لم تشعر بشاعه تلك الكلمه او لم تصدقها حينها رددتها وقالت هتخطب طب مبروك يعني مبروك مبروك باقولها لك من لا مش من قلبي لان قلبي دلوقت انقسم نصفين.
ضحكها لها ضحكه لم تصل الى عينيه وقال:-
ما تقلقيش هتتخط مع الوقت كل ده قريب هو الاصعب من عدم التخطي يا ساره ان انت تبقي مخططه الحاجات وكلها تتهد وكان الزمن ممكن يعاقبك على حاجات ما لكيش يد فيها،وقتها مش هتعرفي تعملي اي حاجه غير انك تستسلمي للامر الواقع صدقيني غصبا عني غصب عني ان انا مجبر اني اروح اخطب مجبر اني هاسيبك بس على فكره انا برده
بعد ما بعد ما لانت ملامحه قليلا وارتخت وفي تلك اللحظه شعرت ساره بهذا الحنين الجارف داخل عينيه وهذا الحب والغيره التي لم تنقطع يوما بل كانت تعلم مقدار الحب الذي يحبه لها اشتدت ملامحه مره اخرى ثم قال لها بقسوه:-
بكره الايام تعدي وتمر وهتفرحي وتعيشي حياتك وهكون نعمه تجربه زي ما انت كمان بالنسبه لي تجربه مش عايز بس ان انت تكبري المواضيع وتهولي المواضيع زياده عن حقها عايزك تفوقي كده وتنبسطي ما فيش حاجه بتدوم لحد صدقيني ما فيش حاجه بتدوم لو كانت بتدوم كان في حاجات زمان بتدووم مش ناس فرقونا وناس لسه عايشين معنا وناس وناس اخرهم معنا ذكريات سواء ذكريات على ورق او ذكريات مكتوبه كل ده موجود كل ده وارد جدا انما بالنسبه لي انت بالنسبه لي هتبقي تجربه تجربه عدس وانا كمان دخل تجربه جديده ومستعد لها على فكره والفرحه اللي انا ممكن ابقى فيها احساس كبير قوي قوي قوي وانت حاسه ان انت داخله تجربه جديده كده بعد تجربه طويله،هو ده احساسي بالضبط فتغيير بالنسبه لك يا ساره حلوه ما انا باقول لك جربي هتحبي وتتحبي وا.....
بطلت كلامه وحديثه دون معنى ثم سالته وهي تبكي وكان حديثه يشبه انصال قويه هبطت واستقرت في القلب:-
قل لي يا احمد انت مصدق انت مصدق كل اللي بتقوله يعني انت كشخصك مقتنع بكل كلمه بتقولها وشايف ان عادي ان انت تدخل تجربه جديده،وعادي كده بالنسبه لك انك تقول ان انت تخرج من تجربه هتدخل تجربه ثانيه وانت مبسوط وانت سعيد يعني الموضوع بالنسبه لك للدرجه دي سهل طب لما هو بالسهوله دي يعني اعرف بقى اعرف ليه عشمتني يوم في يوم من الايام وطلبت اني اكون معك وطلبت ان حياتي كلها تكمل بك ومعك ليه ما كان زماني بالنسبه بقى لربك طب ما كان زمان انا كمان شقيت حياتي وشقيت طريقي وساعتها كنت هاشوف اللي يقدرني ويخلي باله مني وما كنتش هاسلمه قلبي كده وخلاص لا كان هيكون قد كلمته وهو بيديني قلبه بيبقى خائف علي وخائف في يوم من الايام ممكن يطلع زيك برده كذاب يعني بما ان الموضوع يعني جميل جدا قوي كده يعني ما كنتش اتوقع ان هو يبقى بالسهوله دي معك صدقني لو كنت اعرف هي كانت الموضوع اختلف واختلف تماما يعني توفيق بكل معاني الكلمة ،خليك واثق ان انا اتمنى لك خير عمري هاكره لك الشر يعني خير قصاد اللي احنا عشناه زمان شفت عشان تعرف ان انا مش ناكره للجيميل ولا نكره الاصل.
في تلك اللحظه نظر الى ساره لكنه تدارك نظرته سريعا وحاول اخفاء شيئا ما عنها فقد كان على يقين تام ان هذا القلب لم يحب لن يحب الا هذه ساره.
في تلك اللحظه حضر صديقه محمد ونظره لساره طارق ونظر لاحمد طهره اخرى ثم قال لساره بدهشه عندما لاحظها ملامح الحزن التي كست وجهها:-
شكلك شكلك كده عرفت صح ولا ايه.
لم تلاحظ ساره تلك الضربه التي قام بها بزراعه لم تلاحظ هذا كله بل نظرت له ساره وهي مندهشه ومتسائله:-
عرفت ايه مش فاهمه!!؟؟
في تلك اللحظه نطق احمد سريعا وقال:-
ايوه يا محمد عرفت عرفت ان انا خلاص هاخطب!!
خرجت من محمد شهقه قويه وهو ينظر تاره الى احمد وساره التي ضحكت له بسخريه:-
هو ده اللي قصدك عليه لو كان ده اللي قصدك عليه ان هو هيخطف فانا خلاص عرفت ما تقلقش ما فيش حاجه بتستخبى وبعدين لما كنت انا عرفت منه اكيد كنت هاعرف من الحبايب مع الحبايب كثير ووقتها بقى ما فيش حاجه اسمها الكلام ده ان انا ما عرفتش وبعدين ابسط حاجه يا سيدي انا اعرفه من على فيسبوك ولا ايه يا احمد!!؟؟
ابتسم احمد في تلك اللحظه ردا عليها:-
طبعا طبعا يا ساره كنت هتعرفي كده برده
لم تلاحظ ساره نظرات الدهشه التي استقرت على وجه محمد صديقه،انه يريد وكانه يريد ان يقول شيئا ولكن ابتلع الكلمات من على حلقه وهنا طلب منه احمد:-
تفضل انت يا محمد دلوقت وسيبني قاعدين مع بعض شويه هي كده كده عرفت خلاص فخلاص الموضوع كده بالنسبه لها يعتبر خلص فسبنا نودع بعض وداعي يليق كده بالسنين والعشره على الاقل نفضل اصحاب زي ما احنا عشان يوم ما تفتكرني او امر على بالها تدعي لي مش تدعي علي.
كاد ان يتكلم محمد ولكن نظرات احمد اخرسته وهو يضغط على اسنانه وكانه يريد ان يقول شيئا لكنه احمد قال له بامر:-
ايوه انت هتفضل قاعد معنا يعني ولا ايه برده ما انا عايزه افهم مش تنجز برده ولا ايه قلت لك عايزين نتكلموا كلمتين قبل ما تمشي ويا سيدي ابق تعال اقعد معه براحتك بعد كده هي في الاول وفي الاخر هتكون صديقتنا ولا ايه يا ساره!!؟
ابتسمت له ساره ابتسامه تحمل من الحزن اطنانا واطمان حزن قاسي سيطر على قلبها حزن لم تالفه يوما ولم تعمل له حساب،تمنت وتمنت وتمنى ولكن لا شيء تمنته وهنا قالت لاحمد قبل ان ترحل من امامي عائده الى موطنها وبلدها فكم كانت تستقر في تلك البلد اسابيعا تروا الاخرى كي تكون بجانبه وكيكون بجانبه فبرغم المسافات التي تفصلهم من الاماكن الا ان روحها كانت دائما تالفه وكانت بالقرب منه لم تخاف يوما ولم تشعر بان الحياه قاسيه الا حينما قال كلماته الا حينما وضع الفراق حدا فاصلا بينه لم تكن لم تكن ولم تكن والى احد تلك اللحظه لم تكن ولم تتوقع يوما ولم تضع في حسبانها ان يوما ما سيكون هناك فراقا فراقا من نوع اخر فراقه يفصل الروحين عن بعضهم البعض لم تتوقع ولم تظن ابدا هذا الظن فهو كان دائما يبلغها ويطمئنها انه سيبذل قصار جهده كي تكون له لم تكن متكلفه او هو ايضا لم يكن متكلف،بل كان راضيا وكان يطمئنها باستمرار ان الحياه ستطيب لهما ما دام الله معهما لم تفعل يوما شيئا خاطئ سوى انها كانت تهاتفه على هاتفها وتتحدث معه وايضا عندما تلتقي به داخل الجامعه وعلى امراه ومسمع الجميع كل هذا كله مر على خاطره ساره وهي واقفه مع احمد تذكرت تلك الايام والسنوات التي لم تضع يوما فيها كلمه فراق فقد اقسمت انها ستحارب الجميع ولو تطلب الامر،اما عنهم هو فقد اخبرها ايضا انه سيبذل قصار جهده كي تكون معه ولن تكون لغيره ....
كانوا روحين منقسمين تلاقوا في النهايه واصبحون روح واحده منقسمه الى جسدين،وبعد ان رحل محمد من امامه برغم تلك النظرات التي كان ينظر اليها لكنها لم تفهم ولكن قالت لاحمد بعد ان رحل صديقه:-
خلاص خلاص يا احمد القصه خلصت ما فيش داعي الوداع خليها كده كنا واحد وبقينا اثنين اعتقد ان وقتي معك دلوقت ما لهاش اي لازمه عشان حتى حبيبتك الجديده لو حبيبك تكلمها ،وعشان كده بقيت بالايام والليالي الاقيك انتظار بالليل ومهما ارن عليك ما تعبرنيش طب كنت قول كنت وفرت على نفسي حرقه الدم ولا اقصد الزعل ولا اقول لك مش مستاهله ازعل اصلا كده كده خلصت عامه انا مش هاقول لك حاجه غير بالتوفيق بالتوفيق الى ايامك الجايه بحق برضه العيش والملح اللي احنا اكلناهم سوا،بحق الايام الجميله وخلينا نقول الاخوه الجميله اللي كانت بيننا يعني ما كنت بتخاف علي او بتدور علي في يوم من الايام ما حسستنيش ان انا في بلد غريبه عن اهلي،فعشان كده انا هاتمنى لك كل الخير من قلبي اتمنى لك كل حاجه حلوه وعامه ابقى خلي بالك من نفسك انا كده كده خلاص يعني تقريبا المفروض ان انا هامشي وانا كده كده اصلا خلاص كمان جهزت لاني راجعه بلدنا هارجع بقى لاهلي،وادور على شغل واشتغل وادور على نفسي لحد اما يجيء ابن الحلال اللي اقدر امنه ان انا اسلمه قلبي مره ثانيه ابقى خلي بالك من نفسك وخلاص ما دام هتتجوز يبقى خل بالك منها يا ريت ما تكلمهاش شويه وفي الاخر تسيبها لان في ناس ممكن تستحمل وفي ناس لا في ناس ممكن تفارق بهدوء فخلي بالك من نفسك وقت ما تحتاجني انا موجود اختك موجوده يلا خلي بالك من نفسك مع السلامه..
غادرت ساره من امامه ولم تنظر خلفه ولم تعطيه الفرصه كي يودعها او يقول لها مع السلامه حملت قلبها المتالم ورحلت دون عوده رحلت الى بيتها وعالمها مره اخرى حملت ما تبقى من كرامه لها وعادت الى موطنه في تلك اللحظه تذكرت كل هذا اثناء جلوسها داخلي القطار تذكرت تلك الامور التي مرت عليها وتلك السنوات اطلقت العناني لنفسها واخذت تبكي وتبكي وتبكي حتى انتفض قلبها من بين ضياعها كيف لها ستواجه العالم بعد ما رحل فارسها،كيف لها ستلتقي بهؤلاء البشر وهي لا تحمل اي شيء من دوافعه الحياه ولا تحمل اي اسلحه تطيع ان تحاربوا عندما تتعرض لموقف ما فهو عندما اتت الى المدينه وتعلمت واخذت تدرس مد يدها لها لم يتركها في الطرقات بل هو كمان حملها نحو بيته واغلق عليها الباب وكلما احتاجت الى شيء احضره لها هذا ما فعله احمد مع سارة، تذكرت هذا كله وصمتت فان في الصمت حياه وان في البكاء راحه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي