الفصل الرابع

"  Flashback before 10 years "
دخلت تلك الفتاة الجميلة الى ذلك المطار، كانت ملفتة أنظار للجميع، خلابة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، تتحرك مثل أغصان غضة في وسط الحديقة، شعرها الأحمر الناري قد ألهب الجميع هنا ولم يظل أحد لم ينظر لها، لكن بالرغم من هذه الجاذبية الصارخة وهذا الجمال الكبير، كانت أفعى  بل أفعى خطرة جدا، مخادعة وثعلبة ماكرة، تمثل البراءة واللطف حتى توقع فريستها في شباكها وتنقض عليها كالعنكبوت، من لا يعرفها سينتيا ايفردين، مظلمة بالرغم من هذا الوجه المضئ، شيطانية رغم براءة هذا الوجه الملائكي، لا يقترب منها أحد لأن كل من أقترب منها أحرقته نيرانها، ليس لديها صديقة حتى، حفيدة السناتور جراهام ايفردين وعندما مات جدها ولم يترك لها فلس واحد، وأكتشفت أنه كتب كل شئ ل ابنة عمتها فالوري انتقمت منها وتزوجت شقيقها وسلبتهم كل شئ بوحشية وتركتهم مثل الكلاب الضالة بالشوارع، بعدها أصبحت تخدع الرجال وتسلبهم ثرواتهم حتى لقبت بالأفعى صائدة الثروات.
كل امرأة تخاف على أبنها، شقيقها، والدها، خالها حتى جدها، فهي لم تترك رجلا كبيرا أو صغيرا إلا وقد اذاقته مرارة السم الذي تحمله. 
كانت ذاهبة للعيش في مدينة أخرى وهذا معلوم عنها فهي كل مرة تغير مكان إقامتها للعثور على فريسة جديدة وبعد أن تحصل على ما تريد تعود مرة أخرى إلى هنا.
وصلت الى مكان اخر وفي حي آخر راق ومخملي، منذ وصولها علمت أين مقصدها فقد وجدت تلك السرايا الكبيرة التي هي علم وحدها بهذا الحي، الفخامة والثراء والترف واضح عليها، تتقطر منها العظمة كأنها حورية، زنبقة بين الأزهار.
أبتسمت بخبث ودخلت المنزل الفخم الذي إستأجرته لعدة أشهر وبدأت تخطط لكيفية هدم هذا الصرح الواقف أمامها ونشر الظلام فيه والخروج بالغنيمة وحدها.
  طرقت بابها خادمة تبدو عليها ملامح الراحة وقد قدمت لها عشاء أخبرتها أنه من منزل دي وايت يرحبون بها وأشارت نحو السرايا العملاقة وانصرفت بعدها باليوم التالي ردت لهم التحية بسلة لطيفة مليئة بالتوت البري النادر وهذا أعجب بريندا وشقيقها باري جدا وقد قاموا بدعوتها لتناول الغداء معهم، خطوة جيدة بالنسبة لها حتى تعلم من هي الفريسة التي سوف تنقص عليها، عندما ذهبت في الظهر وجدت أن المنزل أفخم من الداخل وأنهم عائلة عريقة هنا، ورثوا الثراء والإسم الذي يتباهون به، رجل عجوز وابنته وزوجها الذين يزورونهم ولم يرزقوا بأطفال بعد لأنهم حديثي الزواج، شقيقته الكبيرة وشقيقتين أخريات جميعهم يزورونه وكل شخص له قصر خاص به في مكان ما بالمدينة أو خارجها، إذن العجوز وحده فكرت أنه سيكون فريستها، لقد كان وسيم ليس مثل العجائز الآخرين ويبدوعليه الترف منذ نعومة أظفاره، كانت تدعي اللطف وطيبة القلب ولأنها كانت متربية بعائلة غنية فقد كانت ذات ثقافة عالية جدا وذوق راق بالفن والديكور وذات دراية ومعرفة بالكثير لذا أعجب بها الجميع وانسجمت مع بيري بسرعة ومع باري أيضا، وبالمساء ودعتهم وذهبت.
أكتشفت خلال هذه الجلسة انهم عائلة مترابطة جدا ومتمسكين ببعضهم البعض  وهذا سوف يتعبها جدا وقد تواجه مشكلات ولكن لن يكون صعب عليها فهي سينتيا الأفعى، ضحكت بمكر شديد وفكرت كم أنها سوف ترتاح بعد هذه المهمة فقد قررت أنها ستكون آخر مهمة لها وسوف تغادر البلاد بكل هذا المال الذي جمعته خلال الفترات الماضية ولكن سوف تكون هذه الضربة الأقوى لأنهم أثرى من الذين قبلهم  ، لذا بعدها ستغادر وتعيش بمكان آخر حياة جديدة وتفضل الهدوء بعيدا في الجزر لذا سوف تقوم بعملها لاخر مرة بكل إخلاص.
  خلال الأيام المنصرمة تداخلت سينتيا مع عائلة دي وايت كثيرا  وظن أنها كسبتهم ولا تعلم أن بريندا لم ترتاح لها أبدا ولم تعطيها ثقتها، هي الكبيرة وكانت دائما حريصة على عائلتها ولن تسمح لأحد بأذيتها ولا تعلم لما لم ترتاح لهذه الفتاة ولكن لن تبين لها هذا لترى ما سيحدث، أما سينتيا كانت تجول هنا وهناك مدعية اللطف والبراءة والطيبة وتحاول التقرب من باري بأي طريقة ولكن في ذلك اليوم حدث أن جاء وليام، فقد كان شابا يافعا يحمل من الوسامة أكثرها، فهو يشبه والديه فقد أخذ النصف من اناستازيا والنصف الآخر من باري  فكان فتاكة الوسامة، وذكي جدا ومندفعا بقوة على الحياة وطموح، لعوب جدا ويحب الفتيات ولكن لم يكن يخدعهن أبدا فما كان يعد اي فتاة وعود كاذبة فقد رباه والده على الصدق ولم يكن يتجول مع فتاة إلا بإرادتها، لكن كان ذوقه عال جدا وأنيق جدا فكل فتاة هائمة معجبة بوليام دي وايت، لكن هو كان يظن أنه لم يقابل حب حياته، صحيح أنه يعجب بالفتيات ولكن لم يحب اي فتاة ولم تأتي من تنزع منه قلبه فكان فخورا بنفسه، عندما جاء داخل إلى الحديقة و هو يأخذ يد غريتل ويقبلها وقال " لو وجد فتاة بجمالك هذا يا عمتي صدقني لن أتردد ثانية واحدة في تزوجها ولكن هناك غريتل دي وايت واحدة للأسف، ضحكت غريتل وهي تقول " للأسف ولو لم تكن تربيت مع ابنتي لزوجتها لك، فقال " تلك البشعة ليست بجمالك، و كان يبحث عنها بعينيه، فضحكت بريندا وقالت " أطمئن ليست هنا وإلا كانت قتلتك، قالت سام " يالك من فتى مشاكس لن تكبر أبدا، فقال " ولو يا عمتي سام أنت الأصل، ضحكوا عليه وهو يقبل عماته بكل حب  وسأل  " أين ذلك العجوز باري، فجاء باري من الداخل وقد قال " هذا العجوز والدك يا فتى، ثم لولا هذا العجوز لما كنت وسيم هكذا، ضحك وهو يغيظ باري " هذه ورثة كن انا وليست منك ، فقال باري " وانا هذه زوجتي يا عديم التربية، فضحك وليام بقوة وهو يعانق والده بشدة فهو منذ شهر غائب فقد سافر إلى أفريقيا لديه مشروع في غانا يريد تشييده، عندها نظر لتلك الجميلة الخلابة التي تجلس قريبا من سام، كانت كالوردة الندية، مدهشة لم يرى من قبل فتاة بجمالها، يالله كم هي تشبه الجنيات، فذهب نحوها وامسك يدها وقبلها وقال ومن الجميلة، ضحك باري وقال " هذه العزيزة سينتيا جارتنا الجديدة، وهذا ابني وليام  يا صغيرتي، قالت بصوتها الموسيقي  " تشرفت
فقال وليام يمدحها  " حتى صوتك مثلك نادر وجميل . وغمز لها وذهب، لم تعلم سينتيا فيض المشاعر التي اقتحمت قلبها، فهي لم يحرك ساكنها رجل من قبل، لم ترى اوسم منه من قبل، لم ترى رجل بكل هذه الصفات وهذه الوسامة، ارتجفت اوصالها عندما امسك يدها وقبلها، شعرت بالدوار من عينيه  ولكن لا لا لا لن تقع فريسة أبدا فهي الصياد ولن تكون الفريسة وهي الجاني ولن تكون الضحية، لا تعلم لما ارتبكت هكذا و شعرت بأنها تقع من مكان مرتفع جدا وانتفضت روحها بقوة، ولكن عليها تغيير خططها الآن ولكن هل تخشى أن تقع ام ماذا؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي