لعنة شيهانة

HananDarwesh`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-13ضع على الرف
  • 20.7K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

"البداية"

-أنتظر أدهم لدي مفاجأة لك
كان يهم بالرحيل عندما وصل إليه حديث والده الذي يخبره بالتوقف، فألتف إليه وأخبره بنبرة متعجبة
-  مفاجأة لي أنا، تري ما هو نوع تلك المفاجأة ؟
أقترب منه بخطوات بطيئة ثم أخرج هاتفه من جيب جلبابه الواسع ثم عبث به قليلا ومده إليه بعدها وأمره أن ينظر إلى شاشة الهاتف المحمول ويدقق النظر جيدا
ذهل هو مما رآه علي شاشة الهاتف ،لقد رأي حلم كل عاشق للخيل أمام ناظريه أكحل بلون الليل العاتم ورغم ذلك يسر الناظرين، فخرجت منه شهقة عالية وتحدث قائلا
-  يا الله ،ما هذا يا والدي وأين عثرت على هذا الجمال ؟
أخبره والده بنبرة ممازحة ومرحة
-  تلك هي أسرار المهنة يا ولدي الحبيب
هز رأسه نافيا وتسأل قائلا
-  لا يا والدي أرجوك أخبرني كيف وجدت ذلك الأكحل ؟
أومأ إليه والده وأخبره بنبرة هادئة
-  حسنا تعال معي إلي غرفة مكتبي لأخبرك عما تريد سماعه
هز رأسه موافقا وأخبره قائلا
-  حسنا يا والدي، تفضل أنت أولا وأنا ألحق بك
بخطوات بطيئة وصل والده إلي غرفة المكتب خاصته ولحق به أدهم وأغلق الباب خلفه، توجه بعدها للإريكة وجلس عليها وأشار لابنه بمجاورته ففعل وأخذ يسرد عليه التفاصيل

-  لابد أنك قد سمعت سابقا عن اللواء العامري، الذي هو مولع بتربية الصقور في مزرعته الخاصة بالقرب منا

- أومأ إليه موافقا وأخبره بنبرة متعجبة
-نعم لقد سمعت عنه سابقا ،ولكن كما قلت والدي هو مهتم بتربية الصقور فما دخل هذا بالأكحل الذي نتحدث عنه
تبسم صالح علي حديث ولده المتعجل وأخبره ممازحا
-  أهدئ قليلا أدهم، أعلم عنك قلة الصبر، ولكن تذكر أنه عليك ضبط ذاتك في مجال الأعمال

تبسم هو الآخر علي مزاح والده معه
-  معك حق يا والدي ولكن رؤية كل ذلك الجمال أفقدني صبري
أومأ إليه متفهما وأخبره بنبرة هادئة
- حسنا سوف أخبرك ماهية الأمر، ذلك الأكحل ليس ملك للسيد العامري ولكن ملك لأحد آخر والسيد العامري مجرد وسيط وقد أعلن سابقاً في أحد مواقع التواصل الإجتماعي عن عرض ذلك الفرس للبيع وعلي من يرغب في الشراء يتواصل معه

تحدث أدهم بصوت فرح سعيد
-  وأنت والدي تواصلت معه،أليس كذلك؟
أومأ إليه موافقا وأخبره بصوت هادئ
-  وخمن ماذا! الموعد بعد ساعة من الآن
هز رأسه غير مصدقا ذلك الأمر ولكن والده أخبره قائلا
-  نعم صدق ،وإذا أردت ذلك الأكحل علينا الإسراع في التوجه لتلك المزرعة لرؤيته وإتمام الصفقة
هز رأسه مؤكدا وأخبره
-  حسنا سوف أخرج من أجل إدارة السيارة وتشغيل المحرك وأنت ألحق بي والدي
وضع والده يده على كتفه وأخبره قائلا
-  من الآن وأري اللمعة والبريق في عينيك أدهم لأجل الأكحل وأتسأل ماذا سيكون حالك عندما تكون عاشقا يا ولدي

أجابه ممازحا نافيا الأمر
-  أطمئن والدي ذلك لن يحدث أبدا

وأنطلق نحو الخارج بخطوات سريعة حتي ينهي ما ينوي فعله بسرعة كبيرة بينما شيعه والده قائلا"سنرى أدهم سنرى"






الفصل الأول

"لقاء صادم"


دلف بالسيارة من البوابات الخارجية لمزرعة اللواء العامري ووصل إلى حيث أمام الڤيلا التي يقطن بها، أقترح أدهم علي والده أن يدلف هو إلي الداخل وسوف يقوم أدهم باللحاق به بعد ذلك، حيث هو يجب عليه أن يجري إتصال هام بمساعده في العمل، فوافق أبيه علي ذلك الترتيب، وسبقه في الدخول، بعد أن تابع هو سير والده نحو الداخل، ظ هو أخرج الهاتف وأجري ذلك الأتصال الذي مرر فيه لمساعده فتحي عدة أوامر هامة يقوم بتنفيذها ريثما ينتهي من ذلك الإجتماع بصحبة والده وسوف يأت إلي الشركة بعد إنتهاء ذلك الاجتماع

لم يكن قد أغلق الهاتف بعد حتى أتته عدة طرقات متتالية على نافذة السيارة الخاصة به حيث مازال هو يجلس بداخلها، رفع بصره للأعلي حتي يستطيع رؤية الطارق فوجد فتاة سوداء العينين تنظر إليه بشراسة ،رفع حاجبه متعجباً ثم أخبر ذاك الذي علي الهاتف أنه سيعاود الإتصال به بعد قليل، يخفوجئ بتلك الفتاة تعاود الطرق بصوت أعلي والنظرة يقسم تستطيع أن تشعل حريق،فتح باب السيارة ثم هبط منها حتى أصبح مواجها لتلك الفتاة وسألها بصوت متعجب قائلا لها بينما يرفع حاجبيه لأعلى


-  ماذا تريدين؟! ولماذا تتطرقين علي نافذة السيارة بتلك الطريقة؟!

فوجئ بها تهاجمه بنبرة غاضبة ومشتعلة موبخة إياه

-  يا لك من سائق وقح وعديم الجدوى، لما تصف سيارة رئيسك هنا أمام الڤيلا؟!! لماذا لم تصفها بالخارج بالقرب من البوابات الحديدية؟! أنظر الآن ماذا فعلت لقد سددت الطريق أمام سيارتي ومنعتها من الخروج

لم يعلم كيف له أن يجيب على كلمات تلك الفتاة البلهاء لقد وصفته بالوقح وظنت أنه السائق لا أكثر فأكتفي بالصمت وأثر السير حتي يصل إلى السيد العامري وسيتحدث معه بخصوص تلك الفتاة بالتأكيد

ولكن عندما بدأ في السير فوجئ بها وهي تضع يدها على ساعده وتحاول أن تمنعه من السير فنظر لها بإزدراء ونفض يدها ثم وصل سيره بخطوات سريعة وهي تحاول اللحاق به حتي وصلا إلى بهو الڤيلا، أخذ يتلفت يمنة ويسرة بحثا عن والده لكن لم يجده، لذا هو قرر إنتظاره وفكر أنه ربما بصحبة السيد العامري الآن، ليفاجأ بعدها بتلك الفتاة وهي تقف أمامه فجأة، توبخه بصوت عال مخبرة إياه

-  أيها الأحمق لماذا تتفحص المكان هكذا وتنظر يمنة ويسرة وكأنه المنزل الذي ورثته عن الوالد ؟!

حسنا هكذا يكفي، لن يحتمل المزيد من ثرثرة تلك الفتاة البلهاء

لابد أن يجعلها تصمت وإلا سوف يعاملها بطريقة سوف يندم عليا لاحقا، هكذا هو فكر في داخله
أخبرها بنبرة حادة مهددا إياها

أصمتي، أصمتي يا بلهاء ألا تفكرين أبدا قبل أن تبدأي في الحديث؟!

هزت رأسها نافية وأخبرته بنبرة واثقة

-  لا فأنا أقول ما يحمله قلبي ويأتي علي مقدمة لساني

قهقهات عالية صدرت منه وأخبرها بنبرة متهكمة

-  هذا ما قد توقعته بالضبط، فلا يوجد فتاة قد تقول ما قد قلته إلا إن كانت بلهاء لا عقل لديها!

شعرت بالغضب من سخريته وحديثه المتهكم ووجهت سبابتها نحوه وأخبرته بنبرة محذرة

-  إياك ثم إياك أن تقول عني بلهاء مرة أخرى

رفع حاجبه متعجباً من فعلتها وأقترب منها وأخبرها بنبرة متهكمة

-  نعم أنت محقة في ذلك الأمر، أنا لن أدعوك بالبلهاء مرة أخرى أنا سوف أدعوك بعديمة العقل فهذا الأسم لائق بك أكثر

أشارت إليه بغضب شديد وأخبرته بنبرة مهددة

-  أنت يا هذا لا تعلم مع من تتحدث، فأحذر غضبي إن كنت تريد أن تنجو بحياتك !

تعجب من حديثها الغاضب المهدد وأراد أن يزيد من شعلة غضبها فأخبرها بنبرة متهكمة

-  لديك الحق أنا لا أعلم من أنت فهل تتفضلين علي وتخبريني من أنت ؟!

رفعت رأسها بفخر وإباء وأخبرته بنبرة واثقة

-  أنا شيهانة العامري، ألم تسمع بهذا الاسم من قبل ؟

ضيق عيناه مفكرا لبعض الوقت وتسأل في داخله

"هل يعقل أن تكون هي، حفيدة اللواء العامري ،ولكن كيف لفتاة بلهاء أن يكون لها اسما كهذا أو أن تكون حفيدة رجل كهذا"

خرج من شروده وأراد أن يزيد من نيران غضبها فهز رأسه نافيا وأخبرها بنبرة متهكمة
-  لا، لم أسمع به من قبل، وما هذا الاسم الذي تقولين شيشانة صحيح أليس كذلك ؟!

زفرة حارة مليئة بالغضب علي سخريته من اسمها خرجت من فاهها وأخبرته بنبرة حادة

-  شيهانة هو اسمي يا هذا ولا تسخر مني أو منه مرة أخرى وإلا سوف أريك ما قد يعنيه اسمي علي أرض الواقع

تأفف هو بصوت عال مستهزءا بها ومن حديثها وكتف يداه الاثنان علي صدره ثم أخبرها قائلا
-  هيا ،أرني ما معني اسمك أنا أنتظر ثابتا في مكاني ولا تخشي شيئا فلن أحاول حتي أن أتصدي لك

فعلت ما تتقن فعله عند غضبها وأنقضت عليه بوثبة عالية وتحولت إلى صقر جامح يحاول أن يقتلع عينا غريمه

أما هو فأخرج سبابة بذيئة من فمه بعد أن كادت أن تقتلع عينه بالفعل، حاول أن يسيطر عليها وكبل يديها بين يده لكنها لم تهدء وأستمرت في مهاجمته بالركلات بل إنها رمت بثقلها كله علي جسده عندما حاولت أن تحرر يديها من قبضته فأختل توازنه للحظات وسقط للخلف وهي معه في
ورغم سقوطها ذاك لم تهدأ ابدا فحاول أن يسيطر عليها وأمسك جيدا بيديها ثم عكس الوضع بينهما وأصبحت هي بالاسفل منه وأصبح هو مشرف عليها في شكل
مشهد مستهلك بكثرة في الأفلام الرومانسية ولكن هنا لن يكون رومانسيا علي الإطلاق بل بداية لعنة للجميع، واللعنة بدأت

مع دخول جدها ووالده والصوت العال المدوي من قبلهما وكل منهما يهتف صارخا

-شيهانة

-  أدهم

أنتفض هو واقفا علي الفور بينما أحست هي أن هناك حرب قادمة وهي لا تمتلك أي سلاح قد تستخدمه في الدفاع عن ذاتها
فأسرعت بقلب الأمور لصالحها وتوجهت نحو جدها وحاولت تمثيل دور مقنع فأستدعت دموعها وعانقته ثم أخذت تخبره بشهقات مزيفة مفتعلة مشيرة إلى ذلك الرجل

-  جدي حمدلله، لقد جئت في الوقت الملائم وأنقذتني من هجوم ذلك الرجل القاسي، لقد حاول معانقتي وعندما رفضت ذلك هجم علي فجأة وأوقعني أرضا ثم حاول تقبيلي بالرغم عني

كان يستمع إلى حديثها مع جدها بذهول تام وتسأل كيف أبتكرت تلك القصة حول هجومه عليها فحاول الدفاع عن نفسه قأقترب من والده وأخبره نافيا التهمة التي وجهت إليه

-  هذا كذبا وإفتراء، قسما بالله يا أبي لم أحاول أن أقبلها أو أعانقها رغما عنها كما تقول بل هي من هاجمتني وحاولت إقتلاع عيناي من وجهي وأنا دافعت عن نفسي فقط

كانت ماتزال تعانق جدها عندما تلقت صدمة كبيرة ،هل سيخبره أنها دعته بالسائق وحاولت إزعاجه، ماذا سوف تفعل الآن وبماذا ستبرر

أعتلي الغضب ملامح والده وأخبره بصوت قاس

-أصمت، أصمت يا أدهم ولا تبرر ما قد رأيناه بأعيننا، كيف لفتاة أن تهاجم رجلا يافعا مثلك بل وأن توقعه أرضا كذلك ؟!

نظر جدها إليه بغضب شديد بينما وجه حديثه لوالده قائلا

-  سيد صالح، لم أكن أعلم أن لديك ابن مستهتر لا أخلاق لديه لدرجة أن يحاول أن يهجم على حفيدتي في منزلي دون رادع أو خوف حتي مني وقلل من إحترام الجميع

كان يستمع إلي حديث السيد العامري في داخله غضب شديد يتأجج من تلك الفتاة التي أوقعته في ورطة كبيرة هو في غني عنها ،لقد حاول أن يبرر ذالك المشهد ولكن السيد العامري معه حق فما قد رآه هو ووالده يوحي بذلك ،بأنه كان يحاول معانقة تلك الفتاة البلهاء ،آه وألف آه لو أستطيع فقط أن أمسك بك بين يدي لكنت لقنتك درسا لا ينسي وجعلتك تأنين من الوجع

بينما هي تصرخ في حضن جدها تندب سوء حظها بداخلها

"يا ويلتي، يا مصيبتي، الحرب سوف تقام والدم سيملأ المكان"

بصوت عال وغاضب هتف السيد العامري في السيد صالح قائلا

-  سيد صالح، لولا أحترامي لك لكان لي تصرف آخر مع ابنك هذا وأنت تعلم ذلك، فلولا تمالكي لأعصابي لكان ابنك قتيلا أمام عينيك الآن ولم تخرج به حيا، سيد صالح أعلم أن لدي حق عرب لديك الآن وسوف أقتصه منك ومن ابنك بالتأكي، شرفت سيد صالح أرجو منكما المغادرة علي الفور

حاول السيد صالح الحديث ولكن السيد العامري أشار إليه بالصمت فما كان منه إلا أن أقترب من ابنه وأمسك برسغه قائدا إياه إلي الخارج حيث مكان إصطفاف سيارتهما وأستقلاها ثم أمره بالإنطلاق مع توعد كبير منه بالعقاب

بينما كانت هي تنتحب مشددة في عناق جدها الذي كان يواسيها مربتا علي ظهرها ويخبرها بنبرة حنونة
قسما بالله سوف أقتص لك وسوف أجلبه أمامك راكعا ذليلا أمامك

نهايةالفصل
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي