الفصل الرابع
إشربي ماتبقى من كأسك يامهرة لم أتي بك لأنقاشك بطريقة معاملة يوسف لكم
قالها ضياء وعيناه تتمرد عنوه على إرادته فتنساب نظراته على يديها البيضاء وجسدها الذي يستره عباءتها السوداء
سارعت مهرة لارتشاف كوبها حتى تنتهي هذه الجلسه التي توتر أعصابها
وضعت كوبها على الطاوله الصغيرة أمامها
لتسأل بعدها
(لماذا لاتختار فتاة اخرى تبادلك المشاعر ووتحبك)
انفاس خشنه مزمجره تخرج من صدره ليس له قوة على ردعها
جاءها صوته غريبا وهوينطق اسمها
( مهرة وماذا أفعل بقلبي أنا .. أريد أن أعلم لماذا ترفضيني )
صمت ليضيف بجرأه وعيناه بعينيها لاتحيد
(لم تعودي صغيرة يامهرة على الرفض معظم فتيات القريه يتزوجن بعمر صغير وأنت تجاوزت عمرهن وإلى الأن لم اسمع سبب مقنع بتأجيل المحتوم .. سابقاً كنتي تتحجي بدراستك والأن بعد أن انهيتها لم يعد هناك مايمنع زواجك)
وقفت وقد أغضبها كلامه وهو لم يشعر بتأنيب الضمير على مانطقه
قالت بصوت مرتجف من فرط الغضب
(ماذا تقصد بانني تجاوزت عمرهم .. هل تعايرني أو أنك تمن علي بطلبك الزواج بي .. )
شهرت إصبعها بوجهه تضيف بنبرة ألمته حد الوجع
(اسمعها صريحة مني إذاً حتى لوكنت أخر رجل لن أتزوجك حتى لو شاب شعري وتكالبت علي الألسنه لن أتزوجك ... جد فتاة اخرى تمن عليها بالزواج...ويفضل أن تكون بعمر صغير حتى لاتشعر بالانتقاص )
موجة ألم غزت صدره وهو يراها بهذا الانفعال لم يقصد أن يجرحها بتلك الطريقه لكنه لم يسمع منها أي جواب يرضي مايعتمر صدره لم يسمع منها مايهدأ ناره وسبباً لرفضه
استقام هو الأخر وتحرك نحوها وهي مازالت تتوالى عليه بالقذائف
(أخي لن يجبرني على الزواجك بك .. وانت أيضاً لايمكنك فعل شئ إيذاء الأمر .. فليكمل كل منا حياته ولنبقى عائله فحسب)
وصل إليها فامسك ساعدها بقوة وتجرع أنفاسها الغاضبه ثم قال برويه
(يمكنني اجبارك يامهرة يمكنني أن احتجزك عنوة وأفرض حقي عليك بقانون التحجير ..لا يوسف حينها ولاحتى الشيخ شاكر سيفعل شئ ان أصررت عليكي لذا أرجوكي لاتتحديني .. )
بلعت ريقها بصعوبه وصدرها يرتفع وينخفض من فرط الغضب لم تدرك أن ساعدها محجوز بيده إلا عندما قربها منه اكثر وهو يضيف ببحه
(أنا حتى الأن صابر وراضي لكن لاتجريني الى منطقه خطرة أكرها ولا أستطيع بها السيطرة على نفسي .. أنا ابن عمك دمائي الحارة التي تجري في جسدي هي ذاتها التي تجري في جسدك وقلبي هاهنا وأشار إلى قلبه مكمل
وقلبي ينتفض في صدري فقط لأجلك يامهرة )
مازال صدرها يعلو ويهبط تأثراً وعيناها تواجه تأجج عينيه نفضت ذراعها بقسوة
فتركها على مضض وقد ادرك للتو انه تجاوز الحدود معها لتقول هي بنبرة أقل حدة
( ان كانت دماءي تهمك و التي هي ذاتها دماؤك فاتركني لشأني ولاتجبرني )
غارت عيناه حناناًوعاطفه فيرد
(وهل أفعل ... هل أتركك لغيري ياعبق الصحراء)
ابتعدت خطوة للوراء وهي تداري شعورها بالضعف تجاه عاطفته التي كلما التقت به لايتوانى عن إظهارها
همس لها وهو مازال تحت تأثير عطرها الذي ملئ الفراغ بينهما
( لن أضغط عليكي ..ولم أقصد مافهمته من كلامي لكنني أغلي من الداخل لأنني لا أعرف سبب رفضك ..)
أسبلت أهدابها واحكمت الوشاح حول عنقها ثم شمخت بأنفها وهي تقول
(لا سبب محدد فقط لا أ ريد .. وأرجو ان لاتضغط علي مجددا .. )
لملم عباءته وتنهد بصمت ثم استدار ليغادر المجلس ومشاعره تتلاعب في صدره دون رحمه
همس لنفسه وهو خارج
(هل أفعلها يامهرة وأبتعد هل أفعلها وانتزعك نزعاً من قلبي)
اغلق باب المجلس وصرخ بصوته الرخيم
(فرات مهرة في الداخل تنتظرك)
وخرج بعدها من الدار بأكمله
......................................................
الساعه التاسعه صباحاً
حاول الاستيقاظ في وقت أبكر لكنه لم يستطع لأنه ببساطه
قضى الليل يجيب على اتصالاتها الملحه
هذه الفتاة كادت تصيبه بالجنون في الأمس بسبب اتصالاتها وأسئلتها العجيبه
كل برهة تتصل وتسأل اسئله غريبه جداً
ومع كل سؤال لها يشعر أنه سينفجر من الضحك على طفولتها المؤثرة وبرائتها التي أثارته وحركت في قلبه مشاعر لم تعجبه
تحرك يوسف في الغرفه وهو يكمل ارتداء حذائه لقد قرر الذهاب إليها في منزلها بعد أن ترجته حرفياً أن يأتي لأنها لاتقوى على السير من فرط الصدمه
ترجته بتلهف صادق وهو للحقيقه لم يصمد أمام هذرها المترجي
هاقد انتهى وسيتوجه من فوره الى منزلها رغم اعتراض وحشي على الأمر
لكنها أيضاً فرصه ليكتشف المكان الذي تتخذه ملجأ لها بعد انتهاء عملها
وصل إلى المنزل وطرق الباب ووحشي خلفه مصراً على الدخول معه
بعد عدة طرقات
فتحت وئام الباب وحالها الفوضوي يعرب عن سوء تلك الليله التي قضتها بعد ان علمت بجزء من الحقيقه
رفع يوسف نظراته إليها واخذ يتأمل شعرها الفحمي رغم تشعثه
وجهها أبيض صغير عيناها غائرتان في وجهها بإرهاق
خديها محمرين وشفتيها رقيقتين لامثيل لهما
جسدها منكمش ويرتجف دون إرادتها ضيق عينيه على فستانها الأبيض الفضفاض
هذه المرة الأولى التي يراها محتشمه بهذه الدرجه
تقدم الى الداخل بعد أن طال وقوفه وهي لشدة توترها لم تطلب منه الدخول حتى تنحنح هو
خطا إلى الداخل بهدوء وتبعه وحشي من خلفه
وهي بقيت كالجماد على الباب لاتعرف ماذا تفعل
بلعت ريقها وأغلقت الباب ثم تبعتهما بصمت
في الأمس شعرت انها تدور كالمجنونه وحدها في قوعه مستديرة .. تدور وتدور مع نفسها ولايسعها الوقوف شعرت فجأه انها تطير وجناحها قد نما حديثاً
كمية مشاعر مختزنه تفجرت عندما نظرت الى صور زياد
خرجت من متاهة افكارها على صوت يوسف الذي جلس بكل أريحيه على إحدى الأرائك البسيطه
(هل يمكنني أن أحظى بماء بارد)
رفعت حاجبها بدهشه وهي تقول بعفويه
(ماذا ماء مجددا)
ابتسم يوسف وهو يقول ووحشي يطالع شيخه بتفحص
(لا أعرف وجدتها وسيله فعاله لأخرجك من شرودك)
رغما عنها ابتسمت وتقدمت نحوه باندفاع نظرت إليه لأول مرة بنظرات هي ذاتها استغربتها
وجلست بجانبه والتحفز يسري في كل وريد من اوردتها في كل شبر من جسمها
قالت بهدوء مصطنع
(اريد ان اعرف كل شئ وأي شئ )
لم تفارق الابتسامه ثغر يوسف
عقله مشتت بمايقول
وقلبه يضخ الدماء الحارة بعنف ليزداد ارتباكاً فوق ارتباكه
تحدث بنبرة حانيه
( أخيك كان رجل وليس أي رجل .. )
الكلمات فرت منه وتلعثم دون أن يكمل
عقد لسانه أمام عينيها التي تحملق به بانشداه وكلها مصغي بطريقه لم يقاومها
بلع ريقه وهو ينظر الى أناملها المتوترة التي تتلاعب بفستانها تكاد تمزقه وهي تتلمسه
عاد للتركيز بماسيقوله فأكمل بمجهود جبار
(زياد طلب مني أن احميك لأنه ببساطه لايستطيع المجئ الأن ولا بعد حين .. وانا بدوري اطلب منك أن تلبي دعوتي بالذهاب معي الى قريتي وهناك ستعيشين مع أسرتي ... لك مطلق الحريه في العيش وحيدة أيضا ً في قريتي لكن تحت انظاري .. )
ضيقت عينيها تستوعب مايقول لكنها عجزت فقالت وهي تعقد حاجبيها
( كان مامعنى أنه كان شاب ليس كأي شاب ... ولم سأذهب معك ..لم أفهم لماذا طلب منك زياد هذا الأمر ..انا سعيدة هنا وسأنتظره حتى يخرج سأنتظره لأخر العمر حتى انني سازوره قريباً ساقف بجانبه فمؤكد هو بحاجتي... )
بلعت ريقها تضيف دون توقف
(لدي معارف في قسم الشرطه سأتمكن من رؤيته ان كان مسجون هنا ..وان كان في بلد بعيد منذ الغد سأسافر اليه .. انت فقط اخبرني ماتهمته لما سجن وأين )
حملق يوسف فيها طويلاً ووحشي ايضاً حملق بهما معاً يتمعن النظر بملامح شيخه ويدرس تعاليمه يخشى أن هناك شئ تغير به بسبب هذه الفتاة
احنى يوسف رأسه واخرج من سترته سبحة بحبات زرقاء
وأخذ يتلاعب بحباتها برتابه ثم قال بهدوء
( زياد في بلد بعيد ليس هنا ..ولايمكنك زيارته ابداً لأن تهمته خطيرة ودوليه .. بمعنى اوضح عليكي نسيانه الى ان تحدث معجزة )
راقب شحوب بشرتها فاشفق قلبه عليها لكنه تابع حديثه بعزم
( ليت هناك أمل .... اسف ياصغيرة لا أمل أن تريه أبداً لذا لاتخيبي ظن أخيك بك وتعالي معي هناك حيث لن يقلق عليك هو ويرتاح في رقاده)
تلعثم يوسف واكمل بتصحيح يدعو ربه أن لاتكون بكامل تركيزها
(اقصده في مكانه البعيد)
وقفت باضطراب وعينيها شردت الى وحشي بهيئته الضخمه التي تسند الحائط
لم يعجبها الامر البته
بعد سعادتها في الامس اكتشفت انها سعادة لحظيه فحسب
زياد موجود لكنه غير موحود .. زياد بعيد لكنه قريب في نفس الوقت ماهذه الدائره الغريبه
عادت بنظراتها إلى يوسف لتسأله
(كم عمره الان..... خالي قبل وفاته اخبرني انه يكبرني بعامين )
اجاب يوسف بتصحيح
(بل بثلاث اعوام )
اخذت تحسب على اصابعها بهدوء لاهيه تمام عما تشعل من نيران في قلب الأخر انتهت وهي تهز راسها ببلاهة تقول
(نعم انا في الخامسة والعشرون ..اذا هو الان في الثامنه والعشرين)
اخذت بعدها تدور في الغرفه من دون هدى تلتفت الى يوسف فتسأله بتورد
(هل انت صديقه المقرب .. هل يملك اصدقاء اخرين)
لايجيب يوسف بينما يراها تدور كالمجانين
تكمل هي اسئلتها
(هل هو متزوج .. هل لديه خطيبه ؟؟؟حبيبه !!!.. هل يعرفني .. هل رأى صوري صدفه... هل هو وسيم بذات درجة الصور )
تضع يدها على راسها تحك جبهتها بحرج وتكمل بفضول
(هل هو مسلم مثلي ام انه اعتنق ديانة اخرى)
توقفت برهة وهي تلوح امام وجهها وتجيب بنفسها على جوابها
(بالطبع مسلم وليس متزوج مؤكد والا لكانت زوجته معك ياإللهي سأجن ... حقاً احتاج صفعه قوية تعيدني الى رشدي )
عاودت الجلوس بجانب يوسف لكن هذه المرة لم تسأل بل فضلت الصمت
ويوسف ايضاً اتخذ من الصمت وسيلة لتخفيف توتره
اما وحشي مازالت نظراته متفحصة بدرجه مبالغه بكليهما
لم يدم الصمت طويلاً حين طرق بابها بعنف صاخب
انتفضت وئام في مكانها بينما وحشي استنفر بوقوفه
تكتف يوسف وهو يسأل بصلابه واضحه
(هل تنتظرين احد )
نفت بشدة وهي تهز برأسها وهمست
(أبداً)
وسرعان ماوقفت لتفتح الباب لكن صوت يوسف الخشن اوقفها وهو يطلب من وحشي أن يفتح الباب وبسلاسه تقدم وحشي وفتح الباب وهي بجانبه
تفاجئت وئام بهيئة جاد المتأنقه حيث كان يرتدي حلة رماديه ملفته وبيده يحمل باقة ازهار كبيرة
والى جانبه رجل ملتحي يبدو عليه الوقار يمسك بيده كتاب صغير
نظر جاد الى وحشي بصدمه وسأله بتعالي
(من أنت )
تعثرت وئام بخطاها وهي تتخطى وحشي لتقول بانزعاج
(ماذا تفعل هنا الم اخبرك ان كل شئ بيننا انتهى
فيهدر بها جاد بصوت عاصف وعينيه تمر على هيئتها المشعثه
وأنا اخبرتك في الامس انني ساتزوجك رغماً عن انفك)
تدلك وئام جبهتها بحرج وهي تستشعر نظرات وحشي لها ومؤكد نظرات يوسف القابع خلفها التي تستشعرها بحدثها الانثوي لاتختلف
همست بخفوت
غادر حالاً وسنتحدث فيما بعد أنا الأن مشغوله
بقي جاد مكانه متسمر ينظر إلى وئام بنظرات صقيعبه ووحشي يسد عليه الطريق مانعاً إياه من الدخول
هدر جاد وهو يحاول الدخول
(مشغوله بماذا ومن هذا الرجل)
سرحت وئام شعرها بتوتر وهي تقول من بين اسنانها
(ارحل ياجاد وكفاك جنون)
حاول جاد تخطي المارد الذي يسد الباب لكنه لم يستطيع
ويوسف في الخلف مازال يجلس ببرود ويده تتلاعب بحبات سبحته
هدر يوسف اخيراً من الداخل يقول بنبرة خشنه تحمل في طياتها استهانه واضحة
(وحشي دعه يدخل )
تسمرت وئام في وقوفها حين رأت وحشي يبتعد بطاعه وجاد يدخل بعصبيه واضحه ويتبعه الرجل
رفعت وئام حاجب غاضب ولم يعجبها الامر
اليوم بكل ماتمر به وتسمعه لايعجبها يبدو ان الاعجاب بأمور الحياة التي تمر بها هجرتها
بل كلمة الاعجاب بحد ذاتها هي من هجرتها
أغلقت وئام الباب الذي مازال مشرعاً بعد دخول جاد بقوة وعنف
واستدارت الى الغرفه الصغيرة التي امتلئت بغضون دقائق بعدد لايستهان به من الذكور
نظرت الى جاد تسأله بغضب تبذل جهدها ان تداري الموقف وتتلافى أي مشاحنات في هذا اليوم بالتحديد وأمام أخر شخص تود ان يسمع او يرى مدى سوء حياتها
(ماذا تريد )
لم يجب جاد بل وقف قرب يوسف يخيم عليه من علو ويرمقه بغضب
ابتسم يوسف بسخربه ومد يده بسلام بارد بعد أن نقل سبحته إلى يده الأخرى ومازال على جلوسه المسترخي
ضيق جاد عينيه على يد يوسف الممدوة نحوه فلم يستطيع كبح جموح غضبه
فمد يده هو الاخر بتحدي والتقط كف يوسف ليضغط عليها بسلام محتد
لم يتأثر يوسف والاخر مازال يضغط بقوة على يده الى أن قرر يوسف أن يجاريه و يضغط هو الاخر
فقبض بقوة على كف جاد حتى تأوه الاخير سمع صوت اناته واضحاً مرفقاً لصوت فرقعة عظام كفه حينها قال يوسف ببرود
(يوسف .. أنا يوسف )
قالها ضياء وعيناه تتمرد عنوه على إرادته فتنساب نظراته على يديها البيضاء وجسدها الذي يستره عباءتها السوداء
سارعت مهرة لارتشاف كوبها حتى تنتهي هذه الجلسه التي توتر أعصابها
وضعت كوبها على الطاوله الصغيرة أمامها
لتسأل بعدها
(لماذا لاتختار فتاة اخرى تبادلك المشاعر ووتحبك)
انفاس خشنه مزمجره تخرج من صدره ليس له قوة على ردعها
جاءها صوته غريبا وهوينطق اسمها
( مهرة وماذا أفعل بقلبي أنا .. أريد أن أعلم لماذا ترفضيني )
صمت ليضيف بجرأه وعيناه بعينيها لاتحيد
(لم تعودي صغيرة يامهرة على الرفض معظم فتيات القريه يتزوجن بعمر صغير وأنت تجاوزت عمرهن وإلى الأن لم اسمع سبب مقنع بتأجيل المحتوم .. سابقاً كنتي تتحجي بدراستك والأن بعد أن انهيتها لم يعد هناك مايمنع زواجك)
وقفت وقد أغضبها كلامه وهو لم يشعر بتأنيب الضمير على مانطقه
قالت بصوت مرتجف من فرط الغضب
(ماذا تقصد بانني تجاوزت عمرهم .. هل تعايرني أو أنك تمن علي بطلبك الزواج بي .. )
شهرت إصبعها بوجهه تضيف بنبرة ألمته حد الوجع
(اسمعها صريحة مني إذاً حتى لوكنت أخر رجل لن أتزوجك حتى لو شاب شعري وتكالبت علي الألسنه لن أتزوجك ... جد فتاة اخرى تمن عليها بالزواج...ويفضل أن تكون بعمر صغير حتى لاتشعر بالانتقاص )
موجة ألم غزت صدره وهو يراها بهذا الانفعال لم يقصد أن يجرحها بتلك الطريقه لكنه لم يسمع منها أي جواب يرضي مايعتمر صدره لم يسمع منها مايهدأ ناره وسبباً لرفضه
استقام هو الأخر وتحرك نحوها وهي مازالت تتوالى عليه بالقذائف
(أخي لن يجبرني على الزواجك بك .. وانت أيضاً لايمكنك فعل شئ إيذاء الأمر .. فليكمل كل منا حياته ولنبقى عائله فحسب)
وصل إليها فامسك ساعدها بقوة وتجرع أنفاسها الغاضبه ثم قال برويه
(يمكنني اجبارك يامهرة يمكنني أن احتجزك عنوة وأفرض حقي عليك بقانون التحجير ..لا يوسف حينها ولاحتى الشيخ شاكر سيفعل شئ ان أصررت عليكي لذا أرجوكي لاتتحديني .. )
بلعت ريقها بصعوبه وصدرها يرتفع وينخفض من فرط الغضب لم تدرك أن ساعدها محجوز بيده إلا عندما قربها منه اكثر وهو يضيف ببحه
(أنا حتى الأن صابر وراضي لكن لاتجريني الى منطقه خطرة أكرها ولا أستطيع بها السيطرة على نفسي .. أنا ابن عمك دمائي الحارة التي تجري في جسدي هي ذاتها التي تجري في جسدك وقلبي هاهنا وأشار إلى قلبه مكمل
وقلبي ينتفض في صدري فقط لأجلك يامهرة )
مازال صدرها يعلو ويهبط تأثراً وعيناها تواجه تأجج عينيه نفضت ذراعها بقسوة
فتركها على مضض وقد ادرك للتو انه تجاوز الحدود معها لتقول هي بنبرة أقل حدة
( ان كانت دماءي تهمك و التي هي ذاتها دماؤك فاتركني لشأني ولاتجبرني )
غارت عيناه حناناًوعاطفه فيرد
(وهل أفعل ... هل أتركك لغيري ياعبق الصحراء)
ابتعدت خطوة للوراء وهي تداري شعورها بالضعف تجاه عاطفته التي كلما التقت به لايتوانى عن إظهارها
همس لها وهو مازال تحت تأثير عطرها الذي ملئ الفراغ بينهما
( لن أضغط عليكي ..ولم أقصد مافهمته من كلامي لكنني أغلي من الداخل لأنني لا أعرف سبب رفضك ..)
أسبلت أهدابها واحكمت الوشاح حول عنقها ثم شمخت بأنفها وهي تقول
(لا سبب محدد فقط لا أ ريد .. وأرجو ان لاتضغط علي مجددا .. )
لملم عباءته وتنهد بصمت ثم استدار ليغادر المجلس ومشاعره تتلاعب في صدره دون رحمه
همس لنفسه وهو خارج
(هل أفعلها يامهرة وأبتعد هل أفعلها وانتزعك نزعاً من قلبي)
اغلق باب المجلس وصرخ بصوته الرخيم
(فرات مهرة في الداخل تنتظرك)
وخرج بعدها من الدار بأكمله
......................................................
الساعه التاسعه صباحاً
حاول الاستيقاظ في وقت أبكر لكنه لم يستطع لأنه ببساطه
قضى الليل يجيب على اتصالاتها الملحه
هذه الفتاة كادت تصيبه بالجنون في الأمس بسبب اتصالاتها وأسئلتها العجيبه
كل برهة تتصل وتسأل اسئله غريبه جداً
ومع كل سؤال لها يشعر أنه سينفجر من الضحك على طفولتها المؤثرة وبرائتها التي أثارته وحركت في قلبه مشاعر لم تعجبه
تحرك يوسف في الغرفه وهو يكمل ارتداء حذائه لقد قرر الذهاب إليها في منزلها بعد أن ترجته حرفياً أن يأتي لأنها لاتقوى على السير من فرط الصدمه
ترجته بتلهف صادق وهو للحقيقه لم يصمد أمام هذرها المترجي
هاقد انتهى وسيتوجه من فوره الى منزلها رغم اعتراض وحشي على الأمر
لكنها أيضاً فرصه ليكتشف المكان الذي تتخذه ملجأ لها بعد انتهاء عملها
وصل إلى المنزل وطرق الباب ووحشي خلفه مصراً على الدخول معه
بعد عدة طرقات
فتحت وئام الباب وحالها الفوضوي يعرب عن سوء تلك الليله التي قضتها بعد ان علمت بجزء من الحقيقه
رفع يوسف نظراته إليها واخذ يتأمل شعرها الفحمي رغم تشعثه
وجهها أبيض صغير عيناها غائرتان في وجهها بإرهاق
خديها محمرين وشفتيها رقيقتين لامثيل لهما
جسدها منكمش ويرتجف دون إرادتها ضيق عينيه على فستانها الأبيض الفضفاض
هذه المرة الأولى التي يراها محتشمه بهذه الدرجه
تقدم الى الداخل بعد أن طال وقوفه وهي لشدة توترها لم تطلب منه الدخول حتى تنحنح هو
خطا إلى الداخل بهدوء وتبعه وحشي من خلفه
وهي بقيت كالجماد على الباب لاتعرف ماذا تفعل
بلعت ريقها وأغلقت الباب ثم تبعتهما بصمت
في الأمس شعرت انها تدور كالمجنونه وحدها في قوعه مستديرة .. تدور وتدور مع نفسها ولايسعها الوقوف شعرت فجأه انها تطير وجناحها قد نما حديثاً
كمية مشاعر مختزنه تفجرت عندما نظرت الى صور زياد
خرجت من متاهة افكارها على صوت يوسف الذي جلس بكل أريحيه على إحدى الأرائك البسيطه
(هل يمكنني أن أحظى بماء بارد)
رفعت حاجبها بدهشه وهي تقول بعفويه
(ماذا ماء مجددا)
ابتسم يوسف وهو يقول ووحشي يطالع شيخه بتفحص
(لا أعرف وجدتها وسيله فعاله لأخرجك من شرودك)
رغما عنها ابتسمت وتقدمت نحوه باندفاع نظرت إليه لأول مرة بنظرات هي ذاتها استغربتها
وجلست بجانبه والتحفز يسري في كل وريد من اوردتها في كل شبر من جسمها
قالت بهدوء مصطنع
(اريد ان اعرف كل شئ وأي شئ )
لم تفارق الابتسامه ثغر يوسف
عقله مشتت بمايقول
وقلبه يضخ الدماء الحارة بعنف ليزداد ارتباكاً فوق ارتباكه
تحدث بنبرة حانيه
( أخيك كان رجل وليس أي رجل .. )
الكلمات فرت منه وتلعثم دون أن يكمل
عقد لسانه أمام عينيها التي تحملق به بانشداه وكلها مصغي بطريقه لم يقاومها
بلع ريقه وهو ينظر الى أناملها المتوترة التي تتلاعب بفستانها تكاد تمزقه وهي تتلمسه
عاد للتركيز بماسيقوله فأكمل بمجهود جبار
(زياد طلب مني أن احميك لأنه ببساطه لايستطيع المجئ الأن ولا بعد حين .. وانا بدوري اطلب منك أن تلبي دعوتي بالذهاب معي الى قريتي وهناك ستعيشين مع أسرتي ... لك مطلق الحريه في العيش وحيدة أيضا ً في قريتي لكن تحت انظاري .. )
ضيقت عينيها تستوعب مايقول لكنها عجزت فقالت وهي تعقد حاجبيها
( كان مامعنى أنه كان شاب ليس كأي شاب ... ولم سأذهب معك ..لم أفهم لماذا طلب منك زياد هذا الأمر ..انا سعيدة هنا وسأنتظره حتى يخرج سأنتظره لأخر العمر حتى انني سازوره قريباً ساقف بجانبه فمؤكد هو بحاجتي... )
بلعت ريقها تضيف دون توقف
(لدي معارف في قسم الشرطه سأتمكن من رؤيته ان كان مسجون هنا ..وان كان في بلد بعيد منذ الغد سأسافر اليه .. انت فقط اخبرني ماتهمته لما سجن وأين )
حملق يوسف فيها طويلاً ووحشي ايضاً حملق بهما معاً يتمعن النظر بملامح شيخه ويدرس تعاليمه يخشى أن هناك شئ تغير به بسبب هذه الفتاة
احنى يوسف رأسه واخرج من سترته سبحة بحبات زرقاء
وأخذ يتلاعب بحباتها برتابه ثم قال بهدوء
( زياد في بلد بعيد ليس هنا ..ولايمكنك زيارته ابداً لأن تهمته خطيرة ودوليه .. بمعنى اوضح عليكي نسيانه الى ان تحدث معجزة )
راقب شحوب بشرتها فاشفق قلبه عليها لكنه تابع حديثه بعزم
( ليت هناك أمل .... اسف ياصغيرة لا أمل أن تريه أبداً لذا لاتخيبي ظن أخيك بك وتعالي معي هناك حيث لن يقلق عليك هو ويرتاح في رقاده)
تلعثم يوسف واكمل بتصحيح يدعو ربه أن لاتكون بكامل تركيزها
(اقصده في مكانه البعيد)
وقفت باضطراب وعينيها شردت الى وحشي بهيئته الضخمه التي تسند الحائط
لم يعجبها الامر البته
بعد سعادتها في الامس اكتشفت انها سعادة لحظيه فحسب
زياد موجود لكنه غير موحود .. زياد بعيد لكنه قريب في نفس الوقت ماهذه الدائره الغريبه
عادت بنظراتها إلى يوسف لتسأله
(كم عمره الان..... خالي قبل وفاته اخبرني انه يكبرني بعامين )
اجاب يوسف بتصحيح
(بل بثلاث اعوام )
اخذت تحسب على اصابعها بهدوء لاهيه تمام عما تشعل من نيران في قلب الأخر انتهت وهي تهز راسها ببلاهة تقول
(نعم انا في الخامسة والعشرون ..اذا هو الان في الثامنه والعشرين)
اخذت بعدها تدور في الغرفه من دون هدى تلتفت الى يوسف فتسأله بتورد
(هل انت صديقه المقرب .. هل يملك اصدقاء اخرين)
لايجيب يوسف بينما يراها تدور كالمجانين
تكمل هي اسئلتها
(هل هو متزوج .. هل لديه خطيبه ؟؟؟حبيبه !!!.. هل يعرفني .. هل رأى صوري صدفه... هل هو وسيم بذات درجة الصور )
تضع يدها على راسها تحك جبهتها بحرج وتكمل بفضول
(هل هو مسلم مثلي ام انه اعتنق ديانة اخرى)
توقفت برهة وهي تلوح امام وجهها وتجيب بنفسها على جوابها
(بالطبع مسلم وليس متزوج مؤكد والا لكانت زوجته معك ياإللهي سأجن ... حقاً احتاج صفعه قوية تعيدني الى رشدي )
عاودت الجلوس بجانب يوسف لكن هذه المرة لم تسأل بل فضلت الصمت
ويوسف ايضاً اتخذ من الصمت وسيلة لتخفيف توتره
اما وحشي مازالت نظراته متفحصة بدرجه مبالغه بكليهما
لم يدم الصمت طويلاً حين طرق بابها بعنف صاخب
انتفضت وئام في مكانها بينما وحشي استنفر بوقوفه
تكتف يوسف وهو يسأل بصلابه واضحه
(هل تنتظرين احد )
نفت بشدة وهي تهز برأسها وهمست
(أبداً)
وسرعان ماوقفت لتفتح الباب لكن صوت يوسف الخشن اوقفها وهو يطلب من وحشي أن يفتح الباب وبسلاسه تقدم وحشي وفتح الباب وهي بجانبه
تفاجئت وئام بهيئة جاد المتأنقه حيث كان يرتدي حلة رماديه ملفته وبيده يحمل باقة ازهار كبيرة
والى جانبه رجل ملتحي يبدو عليه الوقار يمسك بيده كتاب صغير
نظر جاد الى وحشي بصدمه وسأله بتعالي
(من أنت )
تعثرت وئام بخطاها وهي تتخطى وحشي لتقول بانزعاج
(ماذا تفعل هنا الم اخبرك ان كل شئ بيننا انتهى
فيهدر بها جاد بصوت عاصف وعينيه تمر على هيئتها المشعثه
وأنا اخبرتك في الامس انني ساتزوجك رغماً عن انفك)
تدلك وئام جبهتها بحرج وهي تستشعر نظرات وحشي لها ومؤكد نظرات يوسف القابع خلفها التي تستشعرها بحدثها الانثوي لاتختلف
همست بخفوت
غادر حالاً وسنتحدث فيما بعد أنا الأن مشغوله
بقي جاد مكانه متسمر ينظر إلى وئام بنظرات صقيعبه ووحشي يسد عليه الطريق مانعاً إياه من الدخول
هدر جاد وهو يحاول الدخول
(مشغوله بماذا ومن هذا الرجل)
سرحت وئام شعرها بتوتر وهي تقول من بين اسنانها
(ارحل ياجاد وكفاك جنون)
حاول جاد تخطي المارد الذي يسد الباب لكنه لم يستطيع
ويوسف في الخلف مازال يجلس ببرود ويده تتلاعب بحبات سبحته
هدر يوسف اخيراً من الداخل يقول بنبرة خشنه تحمل في طياتها استهانه واضحة
(وحشي دعه يدخل )
تسمرت وئام في وقوفها حين رأت وحشي يبتعد بطاعه وجاد يدخل بعصبيه واضحه ويتبعه الرجل
رفعت وئام حاجب غاضب ولم يعجبها الامر
اليوم بكل ماتمر به وتسمعه لايعجبها يبدو ان الاعجاب بأمور الحياة التي تمر بها هجرتها
بل كلمة الاعجاب بحد ذاتها هي من هجرتها
أغلقت وئام الباب الذي مازال مشرعاً بعد دخول جاد بقوة وعنف
واستدارت الى الغرفه الصغيرة التي امتلئت بغضون دقائق بعدد لايستهان به من الذكور
نظرت الى جاد تسأله بغضب تبذل جهدها ان تداري الموقف وتتلافى أي مشاحنات في هذا اليوم بالتحديد وأمام أخر شخص تود ان يسمع او يرى مدى سوء حياتها
(ماذا تريد )
لم يجب جاد بل وقف قرب يوسف يخيم عليه من علو ويرمقه بغضب
ابتسم يوسف بسخربه ومد يده بسلام بارد بعد أن نقل سبحته إلى يده الأخرى ومازال على جلوسه المسترخي
ضيق جاد عينيه على يد يوسف الممدوة نحوه فلم يستطيع كبح جموح غضبه
فمد يده هو الاخر بتحدي والتقط كف يوسف ليضغط عليها بسلام محتد
لم يتأثر يوسف والاخر مازال يضغط بقوة على يده الى أن قرر يوسف أن يجاريه و يضغط هو الاخر
فقبض بقوة على كف جاد حتى تأوه الاخير سمع صوت اناته واضحاً مرفقاً لصوت فرقعة عظام كفه حينها قال يوسف ببرود
(يوسف .. أنا يوسف )