الفصل الخامس

الفصل الخامس
***********

الفصل الخامس
والندم ينهش قلبه أخطئ وهو يعلم ولكن نحن دائما لاندرك خطئنا إلا بعد الوقوع فى ويلات الندم
حقا لايعرف كيف وصل به الحال إلى هنا
كان يحيا حياته بأمان زوجة وطفلة يحسده الجميع عليهم
مهندس يملك شركته الخاصة بجهده وتعبه ونال من الدنيا الكثير الذى يتمناه غيره
وفى لحظة قضى على كل مايمتلكه ليصبح مملوكا عبدا لنزواته
كان الأمر من باب التجربة هو لم يكن له الكثير من التجارب النسائية قبل زواجه وهى سعت خلفه باقتدار عرفت تفكيره .........أعجبت بآراءه
تفننت فى إظهار الأهتمام بكل كلمة بكل لقاء يجمعهم سويا ألقت الشباك وحانت اللحظة المناسبة
وقبلة مسروقة في الخفاء وندم على الإثم
والإثم يتكرر ولاتوبة ……
إلا بالزواج
ورقة زواج عرفى لفترة مؤقتة لن تضر طالما بيته له الأهمية ......له الاهتمام
وهى مجرد متعة مؤقتة لاضير بها
ولكن المتعة لم تحمل الإثم فقط .........حملت معها طفله القادم
وهنا فقط انتبه لما فعله بنفسه وبفريدة
انتهى عصر الراحة والسكينة بجوارها …..
هي زوجة مثالية وتعشقه حد الجنون وطفلته نسخة منها ولكن كل هذا لم يشفع لها ........كل هذا أصبح ممل رتيب لا جديد اليوم مثل أمس ومثل غد......
وهى جاءت لتجعله يعيش روح المغامرة متزوج وله عشقيته .......أو كما يسميها البعض صديقة كتقليل من بشاعة وصف العشيقة
ولكن مالم يكن فى حسابه ذلك الطفل الذى حملته في أحشاءها ثمرة تهور
وجنون لحظى مؤقت
وكان لابد من المواجهة وفريدة بكت
انهارت
صرخت بوجهه
وهو يعى شعورها نحوه الآن يعرف أنه سقط من نظرها ولها كل الحق
ولكن الآن لابد من سبيل لإنقاذ الموقف وعليها أن تتفهم
عليها أن تهدأ حتى تلد الأخرى وحينها سيتركها ويبقى لفريدة ولابنته
وفريدة ثارت.......وقررت الرحيل وتركت له الجمل بما حمل وليتحمل وحده ثمرة نزوته ......
فى غرفة مكتبه وحده مختليا بذاته رافضا أي هواتف أى لقاءات خلاف مع الزوجة الجديدة أدى لصراخ ولعنة على رأسه وصوت عالى يسمعه الأصم وهى تريد السطوة تريد كل شيء ملكها شركته .......بيته
كل شيء والسبب هي تحمل الولد وله الحق فى الميراث
وفريدة مازالت زوجته وإن لاقدر الله مات لن تتركها تهنأ بماله ولن تترك لولده أي شئ
وهو لا يعرف كيف كان غبيا ......أعمى
لايرى منها سوى الحب والعشق والوله أما الآن فانكشف الستار عن مسرحية سخيفة دبرت لها وخططت لتحصل على ماتريده وهو لن يكون مجرد دمية تحركها كيفما يشاء فلتريد ماتريد
المهم أنه لن يفعل إلا مايريده هو
وانطلق خارجا من مكتبه قاصدا وجهة معينة يعلم أنه سيواجه الكثير من الرفض والسخط سيواجه عيناها الكارهة ولكنه يريدها بشدة سيتحمل .......نعم سيتحمل فى سبيل رؤياها

هبط من شركته متجها لسيارته ليرى سيارتها تقف بجواره مال ثغره بابتسامة ساخرة يتذكر كم كانت كالقطة اللقيطة اعتنى بها وأعطى لها الكثير والكثير وعندما نمت مخالبها كان هو أول من نال غدرها وهاهى الآن تتمتع بماله وتحاول الاستحواذ على كل مايملك
انتظر حتى اتجهت نحوه تمشى بغرور لايليق بها نظرتها الشمسية الكبيرة باهظة الثمن وملابسها التى تظهر من مفاتنها كل ماهو خاص له وحده شعرها الأسود الحر الذى كلفها الكثير لتحصل عليه قبض قبضة يده بغضب حتى استقرت أمامه :على فين باشمهندس
وابتسامة السخرية عادت لوجهه :تصدقى نسيت أكلمك استأذن منك قبل أروح فى أي مكان
صرخت به بغضب:عمر بلاش كده حضرتك بقالك يومين مبتجيش البيت ممكن أفهم حضرتك كنت فين
وضع كفيه في جيب بنطاله متسائلا:وحضرتك لسه فاكرة تسألى جوزك فين بقاله يومين لا والله فيكى الخير
نظرت حولها بغيظ ثم عادت ونظرت إليه:أبدا ياحبيبى قلت أسيبك تستريح وتهدى أعصابك بعد مااتكلمنا واهو يكون عندك الوقت الكافى عشان تأخد قرارك
ونبرة صوته باردة مستفزة:ومين قالك أنى محتاج أفكر فى موضوع زى ده الحكاية منتهية ........أنا غلطت مرة وأذنبت ذنب بدفع تمنه دلوقتى
وضحكتها عالية ساخرة :ذنب.......،ذنب إيه يافضيلة الشيخ أنت ناسى أنى مراتك ولا إيه
والغضب تجلى فى وجهه وصوته كاد ليرتفع ولكنه انتبه لوجودهم فى الشارع اقترب منها أكثر وصوته أشبه ببركان خامد أن ثار أحرق الأخضر واليابس :لا ياهانم يامحترمة مش ناسى أنك مراتى .......مش ناسى أنك خليتنى أدوس على فريدة على حبى ليها ومشيت وراء نزوة
واحدة عرضت عليا نفسها وكانت في منتهى الكرم الحقيقة ولما فوقت من الغيبوبة لقيت الهانم حامل ......وانا غلطت مرة ومش هغلط تانى وانزل طفل ملوش ذنب غير أنك أنتى أمه ........بس اسمعينى كويس اللى بينى وبينك الطفل ده وجودك في حياتى اعتبريه خلاص ........بح
لحد كده وخلاص أنتى مجرد زوجة على ورق عاوزة تورثينى ياسهيلة عاوزانى أكتب كل حاجة باسمك وأحرم مراتى وبنتى من حقهم ........لامعلش طلعت أوت المرة دى منك ملكيش حقوق عندى مجرد ماتولدى كل واحد فينا يروح لحاله وكفاية أوى لحد كده ......سلام
وقبل أن تهبط قدمه السلم امسكت بذراعه غاضبة تصرخ بهذيان:لاياعمر مستحيل نتطلق أنا مراتك وهفضل مراتك حتى لو غصب عنك والزفتة اللى اسمها فريدة خلاص راحت لحالها وطالبة الطلاق طلقها .......طلقها ياعمر ونعيش حياتنا إحنا سوا وابننا يتربى بينا
نزع ذراعه بقوة وقبض على ذقنها بقوة ألمتها واقترب منها هامسا:أنا مش هطلق فريدة عارفة ليه ........عشان بحبها أه بحبهاومحبتش حد فى حياتى غيرها أنتى كنتى غلطة عمرى والغبى اللى يستمر فى غلطه ويكرره وأنا مش غبى ياسهيلة.........أنا مش هسيب فريدة هرجعها حتى لو غصب عنها
وأراد أن يتأجج غضبها أكثر فابتسم ساخرا:هعمل أي حاجة في الدنيا وهنرجع لبعض تانى حتى لو كتبتلها كل اللى أملكه بعد طبعا مااكون عملت حساب ابنى اللى جاى وطبعا حضرتك ساعتها مش هيكون ليكى الحق لانها وقتها مش هتبقى مراتى .......وعلى فكرة أنا رايحلها دلوقتى عشان وحشتنى أوى وجودى كمان وحشتنى وياريت رجلك متعتبش الشركة دى تانى أنتى فاهمة
ترك ذقنها بعنف ونظرة مشمئزة نالتها منه ليتركها وحدها ويتجه إلى سيارته ذاهبا لغريمتها فريدة
..................
لاتعرف سببا للرفض هى تريد بعقلها ولكن القلب مازالت له رغبة جانحة بعيدة كل البعد عن ماتسعى إليه بتفكير عملى بحت
همس تحثها على محادثته وهناك شيء يمنعها !
ماالسبب؟
لاتعرف
هي تريد أن تقترب منه أكثر ولكنها تعرف جيدا أنها محاولة فاشلة لنسيان حب قديم ذكرى أزاحتها من طريقها معتقدة أنها لن تلتفت إليها ولكنها نسيت أن تنزع الحب من قلبها
أخبرت همس بكت على صدرها ولأول مرة تشعر أن أحدهم يريد سمعاها .......يريد لها أن تطمئن
وقتها جلست أمامها قائلة بصوت حازم:مريم بلاش ضعف لو عاوزة تكملى مع جاسم كملى ....اتكلمى معاه ما دام في فرصة تقربوا من بعض يبقى ليه لا ......لو حسيتى أن الحكاية هتفضل ماشية في نفس السكة وكل ولحد فيكم في دنيا لوحده وقتها ابعدى يامريم شوفى حياتك يمكن تلاقى اللى تحبيه ويحبك مش مجرد جوازوخلاص
واستمعت لها لابد أن تأخذ قرار ولأول مرة وحدها وهاتفته كثيرا وانتظرت طويلا ولم تلقى منه إجابة إلا بعد حين
ازيك يامريم
ونظرة مرتبكة لهمس .....وهمس تحسها على الأكمال
ازيك أنت ياجاسم أخبارك إيه
_أنا تمام ........أخبارك إيه وهمس عاملة إيه
_كويسين الحمدلله ........على فكرة عصام رجع من كام يوم
ولم تجد إلا الصمت ولكنها تسمع أنفاسه فنادته بقلق :جاسم أنت معايا
_أيوه يامريم معاكى..........وعصام عمل إيه مع همس
- أبدا عادى
ونظرة أخرى لهمس فاعتقدت أنها لاتريد الحديث معه أمامها فخرجت لشرفة الغرفة لتترك لها الحرية في الحديث
أكملت مريم بعدما تأكدت أن همس لاتسمعها:جاسم .....عصام رجع وأنا مستغربة موقفه مع همس
-قصدك إيه؟
في إيه يامريم عملها حاجة
-لا مقصدش بس كنت فاكرة أنه ممكن يزعلها أو يخليها تمشى بس مستغربة موقفه منها بيعاملها كويس .......تفتكر ممكن يكون اتقبل وجودها
ضحك بسخرية:ايه يامريم عصام هيتقبل وجود همس ازاى وهو من كام يوم بس متخانق معايا بسبب وجودها عندكم ......على العموم خلاص أنا خلصت موضوع همس
عقدت حاجبيها متساءلة:يعنى ........تقصد إيه ياجاسم حد من أهلها ظهر
_لا محدش ظهر بس همس مينفعش تفضل معاكى كتير خصوصا بعد عصام مارجع همس هتيجى تعيش معايا
صاحت به مستنكرة:نعم يعنى إيه تعيش معاك دى
والضحكة تتعالى مرة أخرى:لولا أنى عارفك بجد كنت هقول أنك غيرانة منها
اندفعت مدافعة بصدق :لا والله أنا عارفة همس كويس وهغير منها ليه بس
وسكت هو ويوما بعد يوم يزداد يقينه انه لن يجد مع مريم مايبحث عنه لم تحاول القرب منه ......لم تحاول إنشاء حياة خاصة بهم
إن كان ارتباطهم تقليدى فهو يسعى للخروج على المألوف هو يريدها زوجة .....حبيبة .......وياحبذا لو كانت صديقة مقربة
وينقصه بعد زواجه منها أن تكون عشيقة
ولكنها لم تحاول ......حتى المحاولة لم تسعى إليها
إن كان مر سابقا بتجربة مريرة فلما لايعش تجربة سعيدة معها ولكنه يعرف جيدا أنها لاتريد وهو أيضا أصبح لايريد إكمال طريق وحده ولكنه أبدا لن يكون البادئ لن يتركها إلا عندما تقرر هى وبكامل إرادتها
روحت فين ياجاسم
صوتها أخرجه من دوامة تفكيره فأكمل:أقصد أنها هتعيش فى البيت مع أمى وأخواتى أكيد مش معايا لوحدى
_أيوه بس أنا مش عاوزاها تمشى خليها معايا ياجاسم ......عشان خاطرى سيبها
وصوته قوى حازم :مريم أخوكى كان متهم بقضية تحرش وبسببها رجع اسكندرية تانى ودى مش أول مرة وأنتى عارفة همس اتعرضت لإيه وعارفة كويس أنها متعرفش حاجة غير أن كل اللى حصلها ده بسبب حادثة وجودها مع عصام مش أمان وأنتى عارفة كده كويس
أخفت بكفها شهقة خرجت من شفتيها حزينة مقهورة وهى تستمع إليه جلست فوق سريرها وعيناها تراقب همس الصامتة التى جلست هي الأخرى شاردة بملكوت آخر عيناها مرتكزة على السماء كأنها تناجى ربها كأنها تطلب منه العون
عادت لجاسم :معقول عصام يعمل كده أكيد أنت غلطان يمكن حد تانى ولو حتى حاول يضايقها وأنا مش هسكتله ياجاسم
تنهد بسخط:مريم أنتى في شغلك طول النهار وهى بتبقى لوحدها ووالدتك مش هتهتم بيها افرضى ضايقها ولا حاول يعمل فيها أي مصيبة ساعتها إيه العمل ........مريم خلى همس تجهز أنا هعدى عليها بالليل وأخدها معايا
وكأنها تذكرت أنها كانت تحادثه لإرساء قواعد حياتهم لأنها تريد أن تستقر أن يهدأ قلبها وعقلها
-بس أنا كنت محتاجة أتكلم معاك ياجاسم بس بره البيت
-خير يامريم في إيه ؟
رفعت رأسها لأعلى تتنفس ببطء ثم قالت:لما نتقابل ياجاسم أنا حاولت أكلمك امبارح بس طنط رقية قالتلى أنك لسه فى مصر وراجع بالليل قلت أسيبك تستريح .......
-تمام يامريم .......وأنا كمان محتاج أتكلم معاكى
-خلاص نتقابل الساعة 8 فى كافيه (.........)إيه رأيك
-تمام كويس جدا وخلى همس تجهز زى ماقلتلك
وعاد صوتها لنبرة حزنه:عشان خاطرى ياجاسم سيبها أنا محتاجالها أوى عشان خاطرى أنا عاوزاها معايا
-مريم .......ممكن تنادى همس عاوز أكلمها
قضمت أظافرها بتوتر وهى تنظر لهمس الشاردة فنادتها :همس
التفت إليها واندهشت أنها مازالت تتحدث فلما تناديها
تعالى جاسم عاوز يكلمك
تعجبت وخطت بقدمها الغرفة أشارت لها مريم بالهاتف بصمت نظرت إليها متسائلة:في إيه يامريم
وقفت بجوارها وعيناها حزينة وصوتها مختنق العبرات :كلميه وشوفى هو عاوز إيه
وضعت الهاتف على أذنها وعيناها تراقب مريم بقلق أجابته بصوت متردد:الوو
أجابها بهدوء:أيوه ياهمس أزيك
-الحمدلله ازيك أنت
-أنا كويس الحمدلله
تردد قليلا ولكنه يعلم أن قراره في مصلحتها حتى أن كانت غريبة عنه لاتهمه ولكنها مسئوليته التى تولاها منذ وجدها وإلى حين ظهور أهلها
همس أنتى طبعا عارفة أن عصام أخو مريم رجع ......وبصراحة وجودك معاه فى نفس البيت فيه قلق عليكى
نظرت لمريم التي ابتعدت وأخذت مكانها في الشرفة تقضم أظافرها متوترة وعيناها مسلطة عليها كأنها تنتظر رد فعلها وتعرف مايريده منها جاسم عادت لتحادثه
بصراحة ........أنا بخاف منه
وكأن ماتوقع حدوثه حدث بالفعل صاح بها منفعلا:في إيه ياهمس عملك حاجة ......ضايقك
أسرعت قائلة:لا مفيش أنا بس قلقانة منه
أكمل هو بثقة ممايعرفه عنه:قلقانة من نظرته ليكى صح
يعنى أنت عارف ؟
تنهد بضيق :عرفت متأخر ولو كان عندى ذرة شك أنه ممكن يرجع بسرعة كده مستحيل كنت هوديكى عند مريم ........عشان كده جهزى نفسك بالليل هعدى عليكى تروحى معايا
قطبت عيناها بتساؤل :أروح معاك فين؟
أكمل بحزم وصرامة وكأنه لايدع أمامها سبيلاللرفض:البيت عندى ياهمس مع أمى وأخواتى البنات .......همس أنا خايف عليكى و أنتى بنفسك حسيتى أن عصام نظراته مش مريحة هتستحملى تعيشى معاه في نفس البيت
انفضت بسرعة:لا طبعا مستحيل بس ........
وخلف الكلمة خوف قلق أن رحلت ستترك مريم وهى تعلقت بها أصبحت جزء منها لايتجزأ وفى نفس الوقت تخشى عصام لم تخبر جاسم ولا مريم أنه حاول التحرش بها أكثر من مرة عند غياب مريم في عملها وأخرها اليوم صباحا عندما كنت تقف مع عزيزة التي تعمل في البيت تعلمها كيف تصنع القهوة باحترافية وهى عشقت القهوة لدرجة أنها تشربها أكثر من مرة وتظل ساهرة الليل بطوله ومريم تنكافها :عشان تبقى تشربى القهوة
وهى انشغلت مع عزيزة التى أصبحت ونيستها عند غياب مريم وتجاهل دولت واليوم تناولت أكثر من ثلاث مرات وعزيزة تمازحها كفاية ياست همس مش هتعرفى تنامى بالليل
-ماأنا بسهر أقرا فى كتب مريم اللى راكناها
-عينك يابنتى قراية إيه بس ده الكتاب عاوز نضارة مكبرة عشان تعرفى تقرأى الحروف
وضحكتها عالية شقية ولكنها ابتلعتها عندما صاحت دولتبغتة:إيه قلة الأدب دى
التفت إليها بقلق:أنا آسفة مكنتش أقصد
اقتربت منها وكأنها تنتظر هذه اللحظة لتخرج مابجعبتها:مفيش حاجة أسمها أسفة هنا فى نظام في قوانين صوتك عالى ليه ممكن افهم المفروض ياانسة تحترمى المكان اللى أنتى موجودة فيه ده مش شارع زى اللى جيتى منه
وهنا شعرت بصفعة ليست على وجهها ولكنها صفعة وجهت لقلبها شعرت بجسدها ينتفض بألم وارتعشت شفتاها بقهر وعزيزة تناظرها بشفقة وتخشى التدخل حتى لاتفقد عملها الذى تحيا على دخله
في إيه ياماما
لم ترفع عيناها من الأرض أخفت وجهها بعيدا عنهم حتى لايرى أحدا منهم دموعها سمعت صوت دولت ساخطة :الهانم ضحكتها عالية ومش محترمة زى البنات قليلة الأدب وأنا محبش كده فى بيتى

رفعت رأسها إليها مدافعة:أنا مش قليلة الأدب عشان حضرتك تكلمينى كده
همت دولت أن تكمل سبها ولكن عصام أوقفها:ماما ممكن تتفضلى بره وأنا هساوى الموضوع ده مع الآنسة
وجحظت عيناها عندما غمز لها خفية دون أن تراه دولت التي كانت تنظر لها بغيظ والتفت لتخرج وتركتهم سويا فالتف هو لعزيزة التي مازالت في مكانها :ماتتطلعى بره واقفة ليه
اتجهت نحو الحوض لتكمل عملها:بغسل المواعين يااستاذ عصام
نهرها بقوة:مش وقته اطلعى بره دلوقتى
تباطئت وهمس تنظر إليها تستجدى بها أن تظل فلاحظها فصرخ بها:يلا اتحركى
وأخيرا لم تجد سببا للبقاء فخرجت وتركتهم سويا التفت إليه وتراجعت للخلف بهدوء فظل هو مكانه ينظر إليها وعيناه تتجول على جسدها بحرية ودنائة وهى تضم جسدها بذراعيها وعيناها مرفوعة إليه بقوة واهية كأنها تخبره أنه لن يتمكن منها
إيه كده تزعلى ماما
أجابته بثبات على موقفها:أنا مزعلتهاش هي مش طيقانى
اقترب أكثر وتراجعت هي أكثر وعيناه لاتحيد عنها وظلت هي تتراجع وهو يقترب حتى اصطدمت بالحائط خلفها فابتسم لها بمكر:خلاص مفيش مكان تانى ممكن تروحى فيه .......اسمعى الكلام عشان تفضلى هنا بدل الشارع
ارتعشت شفتيها بخوف من اقترابه الوشيك وصوته الذى باتت تكرهه :يعنى إيه أنا معملتش حاجة عشان تكلمنى كده
رفع إحدى ذراعيها على الحائط المسندة إليه:بصى كده ومن الآخر لتفتكرى نفسك ضيفة ولا حاجة اعتبرى نفسك زى عزيزة خدامة بس خدامة من غير أجرة خدامة ليا أنا وبس
قطبت عيناها بحيرة:تقصد إيه يعنى إيه خدامة ليك لوحدك أنت عاوزنى اشتغل في البيت اساعد عزيزة ماشى
ازدادت ضحكته مكرا :لا مش للدرجة دى أنا بقول ليا مش للبيت ......ماتفهمى بقى
ويبدو أنها فهمت مخزى حديثه ولكن أن نطقت بما فهمته وقتها سينكر مايريده ولكنها فضلت الصمت ودفعته بيدها بعيدا لتمر لتخرج من المطبخ :أنا مش فاهمة حاجة عن اذنك
امسك ذراعها بقوة ألمتها:أنا مقولتش امشى أنا مخلصتش كلامى ياحلوة
حاولت نزع ذراعها ولكنه ظل متمسكا بها:بقولك إيه عاوزك الليلة دى في أوضتى لما يناموا أنا عارف أنك بتسهرى لما مريم تنام تحصلينى مفهوم ومتخافيش محضر ورقة جواز مؤقت كده لحد ماأشوف هتعجبينى ولا لأ
وأخيرا نزعت ذراعها لترفع كفها وتهبط فى وجهه ليفاجئ بما فعلته فصرخت بصوت مكتوم:أنت حيوان وسافل ........أنا نفسى أعرف أنت ومريم أخوات ازاى أنت بنى آدم قذر
امسك معصمها وكفه يتلمس وجهه صاح بها وهو على وشك قتلها :بقى أنتى يااللى جاية من الشارع عاوزة تربينى .......طب وحياة أمى لأرجعك للشارع اللى جيتى منه
نزعت يدها مرة أخرى وابتسامة ساخرة على محياها :يبقى أحسن مااكون في مكان واحد مع حيوان زيك
ولأن همس هى همس مهما فقدت من ذاكراتها وماضيها عندما خرجت من المطبخ وجدت دولت أمامها نظرت إليه وابتسامة ساخرة على شفتيها :بقى حضرتك بتقولى عليا جاية من الشارع ومش عاجبك ضحكتى ابقى ربى ابن حضرتك الأول قبل ماتدورى على تربية غيرك
وتركتهم الاثنان في ذهول ودولت تنظر لعصام متسائلة ليهرب هو من نظراتها لغرفته
وعندما عادت مريم من عملها سمعت صوت دولت تصرخ بها أن تتطردها من البيت وأنها لن تظل متواجدة معاهم ويبدو أن جاسم عرف من مريم بما حدث فأخبرها برغبته لأن تأخذها لبيته

عادت تحادثه متسائلة:هي مريم قالتلك حاجة
سألها مستغربا:قالت إيه ........فى إيه ياهمس ؟
-مفيش حاجة .........
تنهدت قائلة:أنا هجهز شنطتى في المعاد
-تمام ........أنا هخرج أنا ومريم نتعشى سوا وبعدين هعدى عليكى نروح سوا اتفقنا
أجابت بايجاب:اتفقنا
.................
انهت المكالمة وهى تنظر لمريم التي اندفعت لتغادر الغرفة:أنا هبلغ ماما أنى هخرج مع جاسم بالليل
-مريم
التفت نحوها بهدوء فأكملت :مريم .......أنا والله معملتش حاجة مامتك هي اللى شتمتنى ........متزعليش منى ......أنا خلاص هسيبك وامشى عشان محدش يزعلك بسببى
ولم تشعر مريم بنفسها إلا وهى تندفع نحوها:أنا مش عاوزاكى تسيبينى ياهمس .......أنا أول مرة في حياتى أحس أنا ليا وجود .......كان نفسى يبقى ليا أخت وربنا بعتهالى وصعب عليا أوى أنى اسيبك تمشى ......بس أنا عارفة اللى عصام حاول يعمله معاكى النهاردة
اندهشت همس من معرفتها لم ترغب في إخبارها بما حدث حتى لا تنشأ مصدامات بينهم وبينها وعصام
ابتسمت مريم بحزن:عزيزة اللى قالتلى عشان متتعبيش نفسك وتقعدى تفكرى عرفت منين شافته وهو بيحاول يضايقك وشافتك لما ضربتيه بالقلم بس هو يستاهل ........وعشان كده موافقة جاسم أنه ياخدك تعيشى معاهم .......طنط رقية حلوة أوى وطيبة وهتحبيها أوى وفريدة وياسمين وعموأحمد كلهم ناس طيبة وهتحبيهم وهيحبوكى أنا متأكدة بس عشان خاطرى ياهمس أوعى تنسينى هجى ازورك على طول ونخرج نتقابل زى زمان ماشى
ولم تستطع همس منع دموعها أكثر فبكت وهى تضمها بقوة :هتوحشينى يامريم
ربتت على ظهرها ودموعها تنحدر من عيناها متألمة لفراق صديقة عوضتها عن وجع سنوات ستفارقها وتعود لحياتها القديمة ولكنها ستفعل ماتريد ستبحث عن والدها ستستمع لحديث همس كما أخبرتها سابقا:دورى عليه وأنا متأكدة أن هو كمان بيدور عليكى
.......................
شاب يانع فارع الطول خطى بقدمه مقر الجريدة الشبابية مكان بسيط شباب يجلسون منهمكين فى عملهم وآخرون يتحركون في الجريدة بشكل سريع حتى أن أحدهم اصطدم به ولم يبالى
تركزت عيناه على شاب قصير إلى حد ما ممتلئ الجسد قليلا يعلق على رقبته كاميرا يأكل شطيرته بنهم وهو يتحدث إلى فتاة تجلس على مكتب اقترب منهم بابتسامة هادئة:مساء الخير
التف إليه الشاب متفحصا للحظة :مساء النور أى خدمة
-كنت بسأل عن الآنسة همس يوسف هى مش موجودة
تفحصه الشاب الصحفى بشك:وأنت بتسأل عليها ليه
اعتدل بابتسامة هادئة:أنا مش أشدى معجبيها وبقالى فترة مش لاقى أي مقال لها
اندفعت الفتاة قائلة بحزن:حبيبتى بقالها فترة مختفية ومحدش يعرف مكانها فين
نظر لها زميلها شذرا فابتلعت ريقها وصمتت ليعاود هو النظر إلى الشاب:بس مش غريبة أنك تيجى لحد هنا وتسأل عليها
ابتسم برصانة:وإيه الغريب في كده أنا معجب بمقالاتها وآرائها وكنت متابع صفحتها على الفيس بوك كمان واستغربت أنها بقالها أكتر من شهر مش بتكتب حاجة
نظر الصحفى إلى خلف كتف الشاب:الأستاذ عدى خطيب همس جاى علينا أهو ابقى اساله
اقترب منهم عدى ملقيا السلام أشار الصحفى للشاب:الأستاذ بيسأل على همس ياعدى
تفحصه عدى باستغراب:مين حضرتك وبتسأل على همس ليه
-أنا قلت للأستاذ أنى من معجبين الآنسة همس وجيت أسال عليها لما لقيتها منقطعة عن الكتابة بقالها فترة بس الآنسة عرفتنى أنها مختفية .....خير في حاجة ولا بسبب مقالاتها .......حضرتك عارف أنها جريئة شوية وأكيد لها أعداء
ظل عدى وزميله يستمعان للشاب بحيرة فأجابه :مفيش اختفاء ولا حاجة همس عندها ظروف تمنعها ترجع للشغل في الوقت الحالي وأكيد أول الظروف دى ماتنتهى هترجع الشغل تانى .......وهبلغها أنك سألت عليها بس أقولها مين
اعتدل الشاب في وقفته مستعدا للمغادرة :قولها غسان وهى هتفتكرنى على طول
وغادر سريعا كما أتى وعدى يقف مندهشا منه وعيناه تراقبه وهو يغادر أفاق على زميله يناديه:عدى في إيه مالك مسهم كده ليه
التف إليه قائلا:لاأبدا بس الراجل ده غريب همس ليها معجبين كتير اشمعنى ده اللى جه وسأل عليها
-عادى يمكن معجب بزيادة
-يعنى إيه معجب بزيادة ........مصطفى في إيه حاسب على كلامك
-إيه ياعدى في إيه مالك أنا أكتر واحد أخاف على همس دى أختى وأنت عارف اننا ديما كنا في الشغل مع بعض واى قضية كنا بنخزج سوا نغطيها يعنى قعدت معاها اكتر منك انت
ربت على كتفه معتذرا:أنا اسف يامصطفى بس أنت أكيد مقدر اللى أنا فيه من ساعة همس مااختفت
تفهم قائلا:طبعا عارف ومقدر وان شاء الله همس هترجع أنا متاكد
.....................
تأنقت مريم للقاء جاسم وساعدتها همس كثيرا فى اختيار ملابسها وزينتها نظرة أخيرة فى المرآة ونظرة أخيرة راضية عن مظهرها التفت لهمس متسائلة:حلوة ياهمس
قبلت وجنتها بحب:زى القمر ياحبيبتى هتجننيه
اختفت البسمة من عيناها قائلة:انا مش عاوزة اجننه أنا عاوزاه يحبنى
-يبقى لازم أنتى كمان تحبيه ........قربى منه يامريم خليه يشوف مريم اللى أنا شفتها وحبيتها وعارفة أنها بيضاء أوى من جوه وأنتى كمان حبيه شوفيه حبيبك واللى هيبقى جوزك باذن الله
ابتسمت بامتنان:والله مش عارفة من غيرك كنت عملت إيه
رفعت رأسها بغرور:كنتى هتغرقى في شبر مية طبعا
ابتعدت عنها متجهة لحقيبتها الموضوعة على السرير لتبدأ تجهيز نفسها فاقتربت منها مريم :خلاص هتمشى ياهمس
رفعت جسدها وابتسامة حزينة على ثغرها:ياريت أفضل معاكى على طول
تنهدت بضيق وهى تكمل:بس أنتى عارفة اللى فيها والدتك مش طيقانى .........وعصام اللى مجرد بس بسمع صوته بترعب
-أنا مش عارفة أقولك إيه أنا آسفة ان عصام يبقى أخويا
ضحكت وهى تعاود ترتيب ملابسها:ده قدرك يابنتى مش هتعرفى تغيره بس ممكن تعرفى تغيرى عصام
ابتسمت بتهكم:وهو اللى زى ده ممكن يتغير
بادلتها الابتسام:بصراحة أشك
-طيب أنا هروح أشوف ماما وأعرفها أن جاسم هيعدى عليا
ظلت همس ترتب حقيبتها حتى توقف قليلا تنظر للغرفة لسريرها التي شاركت مريم به منذ أتى بها جاسم إلى هناالشرفة التي تجلس بها كل ليلة تقرأ الكتب التي اهملتها مريم واعتبرتها هي كنزها الثمين جلست على المكتب الخاص بمريم تتلمس صندوق الكتب الذى جمعتهم مريم منذ قليل وأخبرتها أنه لها هي لم تعد ترغب في القراءة ولكنها تعرف ولهها بهم فجهزتهم لها لتأخذهم معها

دخلت مريم الغرفة وعلى وجهها حيرة فسألتها :مالك يامريم ........إيه مامتك رفضتك تخرجى ولا إيه
-ها لا أبدا عادى هي مش هتعترض بس عصام
تركت همس الكتاب من يديها ووقفت متسائلة:في إيه يامريم
-مش عارفة بيقول أنه مسافر
اتسعت عيناها بدهشة:فجأة كده
-ده اللى أنا مستغرباله فجأة كده مسافر
ابتسم بمشاكسة:طيب ودى حاجة تزعل افرحى هتاخدى راحتك في البيت
ابتسمت مريم و عادت همس لحقيبتها ومريم تراقبها بشرود وحيرة هي لاتفهم سبب سفر عصام المفاجئ خاصة بعد أن عرف أنها ستخرج مع جاسم ووالدته لديها حفلة فى الجمعية الخيرية التي ترأسها ولكنها تجاهلت هذا الشعور معتقدة أنه مجرد خوف وقلق تشعر به الفترة الأخيرة ليس إلا
..................
في الموعد كان جاسم ينتظرها بسيارته أسفل البناية رأها تهبط بصحبة دولت تجهم وجهه معتقدا أنها ستشاركهم سهرتهم ولكنها اتجهت نحو سيارتها ألقت عليه السلام ببرود ورد هو تحيتها بإيماءة من رأسه فقط
اتجه نحو مريم مبتسما:إيه الجمال ده .......زى القمر
ابتسمت بفرحة:عجبتك
-طبعا عجبانى
فتح لها باب السيارة لتجلس ويتجه هو لمكانه اغلق باب السيارة وكاد أن يدير مفتاح السيارة ولكنه توقف ونظر إليها متسائلا:مريم ..........عصام فوق
ابتسمت بتفهم :لا متقلقش عصام سافر القاهرة وهيرجع بكره
سألها بحيرة:ازاى ........فجأة كده ؟
رفعت كتفها ببساطة:عادى بيقول مسافر مع أصحابه يغير جو
أدار مفتاح السيارة وانطلق لوجهتهم طوال الطريق وهى صامتة تود الحديث تنظر إليه بين حين وآخر ولاحظها هو فسألها :عاوزة تقولى حاجة يامريم
نظرت إليه للحظة وابتسمت قائلة:بصراحة في كلام كتير نفسى أقوله
ربت على كفها مبتسما:أنا كمان محتاج أتكلم معاكى جدا
توقف أمام المكان الذى اتفقا عليه نزل ووقف ناحيتها لتخرج متباطئة ذراعه مبتسمة بهدوء ورقة ولكنها توقفت فجأة وهى تنظر أمامها ..........حبيبها السابق يقف أمامها مباشرة (آسر )
رأته يتحرك فى المكان بخفة يراقب آراء الزبائن بابتسامة بشوشة على وجهه كما عادته دائما ولاحظها هو واختفت ابتسامته وحلت محلها الصدمة يراها أمامه بعد تلك السنوات الراحلة ويدها بيد رجل آخر
وجاسم يراقب نظراتهم انفعالاتهم الاثنان وكفها الذى اعتصر ذراعه توترا
انتبهت لوجود جاسم فنظرت إليه مبتسمة :هو أحنا ممكن نروح مكان تانى
نظرة لآسر ونظرة لها ونظرته قوية تستطيع أن تكشف أسبارها وهى مرتبكة ضحكتها مهزوزة ولكنه رفض رفضا قاطعا:لا مش هنروح في حتة تانية هنا كويس .......اتفضلى
اتجها نحو منضدة تطل على البحر وأخفضت عيناها بعيدا عن آسر الذى مازال يتابعها بصمت وحزن
جلست أمام جاسم الذى ظل ينقل عيناه تارة لها وتارة لآسر الذى لاحظ نظرته فاختفى بسرعة إلى داخل المطبخ
نظر جاسم لمريم وعيناه تراقب انفعالاته ارتباكها وتوترها عندما رأت هذا الرجل وكلمة واحدة صارمة :تعرفيه
وهى تود الانكار ......ولكن قلبها عاد ليؤلمها حب تخلت عنه بضعفها وهوانها أمام أمها وأخيها تركته وقلبها يصرخ بها ألا تفعلها ولكنها كانت مجبرة .........دائما كانت مجبرة
اه اعرفه
وتنهد هو براحة ......ماتوقعه صحيحا
اعتدل في جلسته قائلا:طيب بصى بقى يامريم أنا جيت النهاردة عشان أحط النقط على الحروف عشان نبدأ حياتنا سوا ومفيش في قلب كل واحد فينا ذكرى لحب قديم
أنا عارف كويس أنك كنتى مرتبطة بواحد من أيام الجامعة وسيبته بعد عصام ووالدتك ماضغطوا عليكى ........بس مكنتش أعرف أنه آسر صاحب المكان ده
رفعت عيناها إليه للحظة ثم أخفضتها مرة أخرى بألم :جاسم أنا مكدبتش عليك لم سألتنى جاوبت وقلت أنى أعرفه ........وأنا زيك جيت النهاردة أقابلك عشان كنا لازم نتكلم في حاجات كتير تخص حياتنا
-وأنا موافق جدا .........مريم أحنا هنبدا حياتنا مع بعض كمان كام شهر هتبقى مراتى وهراعى ربنا فيكى هعمل كل اللى أقدر عليه وأسعدك ..........بس قبل كل ده لو حسيتى أنك مش هتقدرى تحبينى .......لو فضل قلبك متعلق بحب قديم يبقى لا يامريم أنا راجل مقبلش اتجوز واحدة تبقى بجسمها معايا وقلبها مع راجل غيرى .....
اندفعت قائلة:ما أنت لسه بتفكر في حبك القديم ياجاسم
ابتسم بحزن :مين قالك أنى لسه بفكر فيه .......كل الحكاية أنها حكاية وخلصت بس لسه فاكرها اكدب عليكى لو قلت أنى نسيت ........بس أنتى ممكن تقدرى تنسينى يامريم
سألته بحيرة:ازاى ؟
امسك بكفها قائلا:نقرب من بعض أكتر كل واحد فينا ميبقاش شايف غير التانى وبس تقدرى تحبينى وتخلينى أحبك
نظرت له بحيرة:ازاى ياجاسم .........احنا مش آلات تدوس على زرارها يااحبك يااكرهك الحكاية مش كده الحكاية ارتياح ......قرب لهفة صوت بيوحشك لو غاب عنك يوم واحد ضحكة عيون لما تشوفه بعد فترة ........وأنا عمرى ماحسيت ده منك
عاد بظهره للخلف:ولا أنا عمرى حسيت ده منك يامريم أنا فعلا محتاج لكل اللى قلتيه بس مش لاقيه ........هتقدرى يامريم .........هتقدرى تخلينى أحس بكل ده
فتحت شفتيها لتتحدث ولكن صوت هاتفه قاطعها أجابه بملل:نعم ياأستاذ ياسين
-إيه ياابن عمتى أنت فين ؟
-وأنت مالك يابارد عاوز إيه ؟
-عندى ليك خبر بمليون جنيه
ضحك جاسم قائلا:وأنت من امتى بتيجى من وراك أخبار عدلة اخلص في إيه
-سامى خيرالله اتقبض عليه
اعتدل في جلسته مستمعا باهتمام :ليه
-رشوة .........كان بيقدم رشوة لرئيس حى (..........)عشان تراخيص العمارات الجديدة بتاعت سارى الرويدى
-وبعدين
-ولا قبلين اهوو محبوس يلا نخلص منه
-وأنت فاكر أنه هيفضل محبوس كتير سامى تعبان ويقدر يعمل أى حاجة ويخرج نفسه زى الشعرة من العجين
صمت ياسين قليلا وجاسم يناديه :روحت فين ياابنى
عاد إليه بعد لحظات:إيه ياابنى نسيبك ده عامل كده ليه مغرور بطريقة
عقد جاسم حاجبيه متسائلا:نسيبى مين ؟
-أخو مريم ياابنى عصام
نظر لمريم التي تراقب البحر وموجه الهادئ فعاد لياسين:أنت بتقول إيه عصام في القاهرة
-قاهرة مين ياعم ده لسه معدى أودامى دلوقتى وماسك استغفرالله ازازة منكر ...
-نعم منكر يعنى إيه
ضحك ياسين قائلا:منكر ياجاسم خمرة يعنى بس أنت عارف أخوك ملوش في الحرام
وقف جاسم غاضبا حتى أنه دفع الكرسى وارتعشت مريم من مظهره الغاضب وهو يشير لها صارخا:قومى بسرعة
اندهشت منه وهو يندفع خارج الكافيه متجها نحو سيارته وهو يصرخ بياسين :ياسين خليك وراء ابن ......عاوز اعرف هو رايح فين بسرعة ياياسين الله يخليك
-طيب فهمنى في إيه
صرخ به مجددا :مش لازم تفهم أعمل اللى بقول عليه وخلاص بسرعة ياياسين
في إيه ياجاسم
أجابه غاضبا وهو يدير مفتاح سيارته:أخوكى مسافرش القاهرة أخوكى موجود هنا وياسين شايفه ومعاه ازازة خمرة .........الكلب كان عارف أنك خارجة تقابلينى والهانم والدتك مش موجودة قال اهى فرصة يستفرد بهمس وهى لوحدها
شهقت بصدمة وكفها على فمها وعيناها متسعة بقوة لاتصدق أن حقارته قد تصل لهذا
قاد جاسم سيارته وأعاد الاتصال بياسين الذى أكد له أنه وصل لبيته
............
انهت همس اعداد حقيبتها وارتدت ملابسها واستعدت لترك البيت أخيرا انتبهت لصوت الباب ففتحته بحذر لتجد عزيزة أمامها تحمل كوب عصير :إيه ده يادادة
وقفت عزيزة مرتبكة أعطت لها كوب العصير :الست مريم قالتلى اديكى العصير ده قبل ماتنزل بس أنا نسيت معلش ياست همس
اندهشت همس :بس أنا مش عاوزة عصير أنا لسه شاربة القهوة
-معلش ياست همس عشان خاطرى اشربيه عشان الست مريم متزعلش منى
أخذت منها كوب العصير مبتسمة:حاضر ياستى عشان متزعليش أنتى بس
تركتها وأغلقت همس الباب لتجد عصام يقف خلفها:يلا روحى ومشفش وشك غير بكره الصبح
امسكت به تترجاه:الله يخليك ياسى عصام البت دى غلبانة أوعى تأذيها
صرخ بها وهو يجرها للخارج :أنتى تخرسى خالص أنتى فاهمة ويلا من هنا بدل مااقطع عيشك
دفعها للخارج واتجه نحو غرفته ووقفت عزيزة أمام الباب تبكى وتنوح ولكنها فجأة تذكرت هاتفها فاخرجته واتصلت بمريم التي أجابتها فورا
في إيه ياعزيزة
صاحت بها :الحقى ياست مريم الأستاذ أخوكى خلانى أدخل عصير للست همس وحط فيه برشام كتير ........أنا خايفة يعمل فيها حاجة الله يخليكى تعالى بسرعة

كانت مريم تفتح الصوت الخارجي للهاتف وجاسم يستمع إليها ويده على المقبض أبيضت من ضغطه عليها غاضبا أغلقت مريم الاتصال وصاحت به :بسرعة ياجاسم الله يخليك
صرخ بها :أخوكى موته على ايدى يامريم موته على ايدى

وقف عصام بجوار الباب يسترق السمع ولكنه لم يجد لها صوتا اعتقد أنها تناولت العصير المخدر ففتح الباب بهدوء ولكنه لم يجدها في الغرفة ووجد كوب العصير كما هو لم تتناوله أحس بغضب ينهش جسده وفجأة وجدها تخرج من الحمام تجفف وجهها اتسعت عيناها عندما وجدته يقف أمامها عارى الصدر وبيده زجاجة طويلة وعيناه تتطلق شررا نحوها
صرخت به :أنت إيه اللى دخلك هنا .......أنت مش كنت مسافر إيه اللى رجعك
تجاهلها وهو ينظر لكوب العصير :مشربتيش العصير ليه
نظرت للكوب بقلق:ماله العصير؟
اقترب منها فلاحظت عدم توازنه فابتعدت أكثر حتى وجدت نفسها محاصرة بينه وبين الحائط حاولت دفعه عنها ولكنه كان ثملا ومصمم على مايريده منها
ترك الزجاجة من يده وحاول تقبيلها عنوة فصرخت به أن يبتعد ولكنه كان كالمجنون
استطاعت دفعه عنها وخرجت تهرب للصالة ولكنه كان خلفها تماما امسك بشعرها وألقى بها على الأرض وهى تصرخ بأحد تستنجد ولا فائدة وهو مازال مصرا قبض بكفيه على ذراعيها ويده الأخرى يمسك بفكها وهى تسبه وتصرخ به أن يتركها استطاعت فك ذراعيها من كفها ونشبت باظافرها وجهه ولكنه عاد ليمسك ذراعها بقوة ومحاولة فاشلة لتقبيلها
ولم يرى أكثر من ذلك إلا قدم جاسم وهى تضرب وجهه بقوة وغضب صورته أمامه مشوشة يراه يجذب همس من الأرض وهى تصرخ وتبكى وجاسم يضم رأسها إليه وابتعد عنها قليلا لتمسك بمريم التي ضمتها إليها وهى تبكى على مارأته من أخيها
اتجه نحوه وارتفعت قدمه ليضربه مرة أخرى صارخا به:ياابن ......كنت عارف أنك جبان وحيوان
صفعات متتالية وجاسم يلهث من فرط حركته وغضبه
صرخت به دولت :كفاية ياجاسم كفاية كده
التفت لدولت التي قابلها عند دخوله باب العمارة بعدما اتصلت بها عزيزة واخبرتها بما فعله عصام
صرخ بها :أسيبه بعد اللى شفتيه بعينك وعاوزانى أسيبه ........أنا مش هسيبه غير ميت يا مدام دولت
اقترب منه مجددا ولكن مريم أمسكت بذراعه:كفاية ياجاسم عشان خاطرى ........الحمدلله أن همس كويسة
صرخت دولت بهم:هي السبب في كل ده الله أعلم اغرته ازاى عشان يوصل بيه الحال أنه يعمل كده
دى واحدة جاية من الشارع ولازم ترجع للشارع اللى جت منه
كاد جاسم أن يصرخ بها ولكنه رأى همس تجرى مغادرة البيت فجرى خلفها وتركهم ينظرون إلى عصام بغضب وقهر
نزلت بسرعة حتى توقفت وهى تبكى بانهيار وشهقاتها تتعالى حتى وجدت من يمسك بيدها ارتعشت ونظرت بجوارها لتجد جاسم لاهثا:رايحة فين ياهمس
مسحت وجهها بألم:كفاية عليك كده يااستاذ جاسم زى مامدام دولت قالت أنا جيت من الشارع ولازم أرجع للشارع
صرخ بها لتنكمش في مكانها:مفيش حاجة اسمها ترجعى للشارع ياهمس أنتى مسؤلة منى ومستحيل اسيبك ........أنتى هتروحى معايا دلوقتى على بيتى ومش هتخرجى منه لحد مانلاقى أهلك واطمن عليكى
-بس
قاطعها بحزم :مفيش بس ......اللى قلته يتنفذ اتفقنا
اؤمات برأسها مبتسمة :اتفقنا
ربت على وجنتها وهو يمسح دموعها ورغما عنهما التقت العيون في حوار صامت غير مفهوم فكانت هي الأسرع واخفضت عيناها بعيدا عنه
وعينا مريم تراقب بحزن وألم وذكرى حب قديم مضى عاد لتراه أمامها من جديد
**********
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي