الفصل الثاني

صدح صوتِ آذان الفجر يعم ارجاء المنزل معلنًا عن بداية يومٍ جديد، فاستيقظت عنود تفتح عيونها بصعوبةٍ بعد ان تململت في فراشها بكسلٍ كبير،


اغمضت عينيها مرةً اخرى تتذكر ليلة الامس بعد ان تركها خطيبها وألقى قنبلته امامها مما دفعها للاتصال بصديقتها المقربة والوحيدة تطلب منها الدعم النفسي بعدما ما فعله بها الاخر، وبعد ان ظلوا قليلًا على البحر قررتا بعدها العودة الى منزل عنود والمبيت هناك سويًا، تثاءبت عنود بتعب فاعتدلت ثم ايقظت توأمتها وجد التي كانت تغط في نوم عميق،


وحينما حان دور تارا كانت عنود تعلم جيدًا انها غير منتظمة في الصلاة ولكنها قررت ان تحاول على اية حال حاولت ايقاظها وكم كانت سعادتها كبيرة عندما نهضت دون مجهودٍ يذكر، بدأوا التوافد تباعًا الى مرحاض الفتيات الذي اصر والدهم على بناءه خصيصًا لهن.


خرجت الثلاث فتيات وقد ارتدين ثياب الصلاة وهن ينتظرن احمد والد عنود ووجد ان يكون امامهن والذي ما ان رآهن حتى ابتسم بتعب مما جعل التوأمتين تلقيان نظرةً سريعة على بعضهن البعض ثم سوين صفوفهن من اجل الصلاة،


عندما اجفلت عنود لثوانٍ وهي تسمع مزلاج الباب يتم فتحه وشقيقها الاصغر يدلف المنزل يحاول ان يتماسك بعدم اصدار اي صوت عندها علمت سر تعب والدها لابد انه لم ينام طوال الليل قلقًا على ابنه.


بعد الصلاة كان كل شيء يسير على ما يرام، تسامرت الفتيات مع أحمد لتقول تارا بمزاح محبب غامزةً بعينها:
-ألن تتزوج بعد زوجتك يا عمي؟ فكما تعلم ان اردت عروس انا بالخدمة.


ابتسم احمد لمزاحها فهو يعتبر تارا ابنته الثالثة مثل عنود ووجد ويعلم ان كل ما تريده هو ان تقوم بالتخفيف عنه لكنه قال بإصرار ومحبة بالغة لم تشهدها طوال حياتها:
-صرت عجوزًا يا ابنتي كما انني قلبًا وقالبًا ملكٌ لجلنار رحمها الله.


ابتسمت عنود وهي تشرد قليلًا في تفكيرها فكل ما تريده هو حب من هذا النوع المخلص، شخص يشعرها انها مالكته ومليكته، ثم حمحمت بقوة تعلم انها ستعكر صفو الجلسة وهي تقول لوالدها بصوتٍ منخفض متردد بعض الشيء:
-ابي اريدكَ في موضوعٍ مهم.


فهمت تارا ما الذي تريد عنود قوله، فنهضت من مكانها وهي تسحب يد وجد التي تنظر ببلاهة تجذبها نحوها ليتجهن الى المطبخ حتى يبدأن بتحضير طعام الافطار وتركن عنود تخبر والدها بأمر فسخ الخطبة وما حدث معها وما قاله حسن لها،


شعر أحمد بالغضب الشديد مما سمعه ثم نهض من مكانه يتوعد بضرب حسن حتى يقوم بتربيته منذ البداية فمن الواضح ان اهله لم يتمكنوا من فعلها لكن عنود اوقفته وهي تقول بحزم:
-ابنتك بمئة رجل ابي، ان اردت انا اقوم بتربيته لكنت فعلت في وقتها، ولكن بعض البشر يجب ان تصلي ركعتين شكر لأنك قد تخلصت منهم.


ثم ترددت قليلًا وهي تفكر في شقيقها آدم فهو مازال مراهقًا في الثانوية العامة ولكن من الواضح انه تعرف على صحبة سيئة ولابد من ان تقوم بإنقاذه مهما حدث قبل ان يقع في ذلك المستنقع ولا يتمكنوا من انقاذه فقررت ان لا تخبر والدها بشيء حتى تتأكد بنفسها انك كان فعلًا يتعاطى الممنوعات ام لا،


فإن كان ذلك حقًا هذا لحد ذاته كارثةً حقيقيةً، فنهضت تساعد الفتيات في تحضير الشاي الذي لم يتبقى سواه.

**************

داخل غرفةٍ تشبه السجون باللون الرمادي الذي نما عليها العفن نوعًا ما وقد انتشرت رائحةٌ كريهةٌ تشبه رائحة جثةٍ تتحلل منذ وقت،


وقف كلًا من مشاري ومعاذ الذي زفر بضيق معترضًا على المكان الذي هم به، كان حذرًا بالا يلامس الحوائط التي يكسوها العفن فنظر الى فتحة التهوية الوحيدة بداخل الغرفة على الاقل هناك شيئًا يجدد الهواء ولو قليلًا، بينما جلس ياسر ارضًا يستند بظهره على الحائط غير مكترثًا بأنه صار ملوثًا بالكامل،


صدر من معاذ كلماتٍ غير مفهومةً موجهةً خصيصًا الى ياسر الذي نظر له بعدم فهم، فتبنى مشاري الترجمة باستخفاف:
-انه يقول انك قذرٌ بجلوسك في المكان غير عابئ بالأمراض التي ستصيبك.


نظر له ياسر بضيق شديد ضاغطًا على يده يود ان يقتلع رأسيهم فلولا انهم اقحموه معهم في عراكهم وقد تسببوا حينها بإصابة قدمه حتى انه لا يمكن ان يقف عليها كثيرًا لم يكن سيتعرض من الاساس الى محاكمة عسكرية وهو الذي اثبت جدارته مرةً بعد مرة في كل المداهمات التي قبض فيها على تجار الممنوعات الذين كانوا يريدون المساس ببلده.

كان ثلاثتهم يلقون اللوم على بعضهم البعض دون ان يعترف احدهم بخطئه ولو قليلًا فلقد مضوا ساعات بالفعل في التحقق من امرهم وقد تجرأ اللواء عصام العشري الى درجة ان يتهمهم بالخيانة وان الشجار كان مقصود بالفعل ليفر ممدوح والذي لولا موته كان سيصل الامر الى فصلهم من عملهم تمامًا دون ان يعلموا ان مصيرهم بالفعل يتم مناقشته في غرفة الاجتماعات المجاورة لهم والان.

مما يثير دهشة اي شخص انه هناك فرقًا كبيرًا بين الغرفة التي كان بها الضباط الثلاث الان وبين غرفة الاجتماعات التي كانت تملك شباكًا كبيرًا وتهويةً جيدةً تمكن أشعة الشمس الولوج داخلها، كما ان لونها كان مريح للاعين وقد وضع في وسطها منضدة مستطيلة متناثر حولها مقاعد جلدية بينما امتلأت الحوائط بالأوسمة المختلفة والتي تدل على مكانة صاحبها،


كان اللواء محمد العشري يجلس وقد وضع يده اسفل ذقنه يستمع الى ما يقوله اللواء عصام العشري بإنصاتٍ شديد:
-هذه المهمة اكبر واخطر من ان يمسكها مجموعةٍ من الاطفال الغير ناضجين والذين يتصرفون بصبيانية تامة فلقد كادوا ان يفسدوا الامر بأكمله.


اجابه اللواء محمد بصرامة كبيرةٌ مدافعًا عنهم بعدما اعتدل بظهره:
-انهم ليسوا اطفال بل هم من اكفأ الرجال الذين عملت معهم يومًا فعلى سبيل المثال يستطيع معاذ الخروج بألف استراتيجيةٍ وحلولٍ عبقرية من معلوماتٍ قليلة وغير كاملة وبالمناسبة هو من استطاع استدراج ممدوح حتى نطق بإسم المكان،

وهناك ياسر الذي يتمتع بعيونِ وآذانِ ثعلبٍ تمكنه من معرفة نقاط وقوة المحيط من حوله وكيفية امساك من يريد بجدارة، اما بالنسبة لمشاري فهو اكثر المتميزين في الامور المفاجئة يستطيع التماشي مع اي تغيرات تحدث حوله وتحويلها لصالحه في غضون لحظات.


ابتسم اللواء عصام بسخرية وهو يقول بلهجة تقطر تهكم:
-نعم هم الافضل حيث ان الشجار تحول لأمر شخصي واصيبوا ثلاثتهم ، ثم وان كان كلامك صحيح لن ارسلهم لحتفهم بالطبع رئيس العصابة المجهول يعلم بما حدث لذراعه الايمن ممدوح ولابد انه تم تسريب معلومات عن رجالنا اليه.


ابتسم اللواء محمد بعيون بها بعض المكر وهو يؤكد على حديث شقيقه:
-بالضبط يجب ان يكونوا هم الفريسة هذه المرة دعه يصل اليهم وانا متأكد انه سيجعلهم يندمون.


استمرت المناقشة لأكثر من ساعة حتى تكلم مدير المخابرات والذي من صمته وعدم تحركه نسوا وجوده تمامًا وهو يقول قراره الاخير:
-أرسل الرجال الى مهمتهم في مرسى مطروح ايها اللواء محمد.

**********


فُتحت بوابةٌ كبيرةٌ باللون الابيض يليها دلوف سيارة لتتجه بعد ذلك نحو الكراج الخاص بها، ترجلت تارا من داخل سيارتها البيضاء ثم توجهت نحو السلالم الرخامية الثلاثة، وقفت امام الباب الخشبي المفرغ بالزجاج وهي تخرج مفتاحها الخاص من داخل حقيبتها،


دلفت للداخل فوجدت السكون يعم المكان، تقدمت للداخل اكثر فوجدت المربية تجلس وبيدها كتاب الله تقرأ به، عندما شعرت المربية بوجود تارا امامها سألتها باهتمامٍ وقلق كبيرين معتدلة من مكانها تقترب منها:
- اين كنتِ صغيرتي، وهل تناولتِ طعامك ام لا، ولماذا لم تذهبي الى عملك؟؟.


ابتسامةٌ حزينةٌ لاحت على شفتي تارا وشعور الغصة تحرق حلقها فلا احد يهتم لأمرها سوى مربيتها الطاعنة في السن، نظرت اليها باحترامٍ وحب:
- لقد كنتُ بمنزل عنود منذ الامس.


تنهدت سميرة براحةٍ نوعًا ما فسألتها تارا باستفسار تتطلع الى المكان من حولها:
-اين والداي خالتي سميرة.


اجابتها سميرة بعدما جلست مرةً اخرى:
- لقد ذهبت والدتكِ الى النادي ، اما والدك فهو في عمله.


اومأت تارا برأسها بتفهم ثم خاطبتها بهدوء:
-سوف اصعد للأعلى كي آخذ حمامًا منعشًا اريدكِ ان توقظيني قرب المغرب خالتي.


نظرت اليها سميرة متسائلة وقد تجسد الحنان في ملامحها:
- ألن تتناولي طعام الغذاء يا صغيرتي.


نفت تارا برأسها مجيبة اياها ببعض التعب:
- لقد تناولته مع عنود بالفعل، هيّا انني ذاهبة.


صعدت تارا الدرج الحلزوني الذي يقود للطابق الثاني حتى وصلت غرفتها، فتحت الباب ثم دلفت للداخل واضعة حقيبتها ذو الكتفين على علاقة الثياب الخشبية، كانت غرفة تارا جميلةٌ وبسيطةٌ وبنفس الوقت راقية حيث اللون الابيض الممزوج مع الوردي الهادئ،


مقابل السرير الخاص بها والاشبه بأسرة الاميرات حيث الستائر التي تتمايل مع الاعمدة التي ترتفع منه بعذوبة هناك اريكة وردية عليها وسائدٌ باللون الجنزاري المتماشي مع الخط المرسوم على الحائط، وبجانب السرير من الجهة اليمنى خزانةٌ كبيرة من الخشب موضوعة بداخل الجدار متعددة الادراج والابواب ذات مصراعين بيضاء اللون يتوسط الجدار،


اما المقابل للسّرير فوق الاريكة نافذة كبيرة الحجم من الزجاج وردية اللون أسدلت عليها ستائر بيضاء بنقوشٍ ورديةٍ وبعض النقاط الجنزاري تكاد تلامس الجليز.


على الجانب الاخر يسارًا استقرت تسريحةٌ خشبيةٌ وردية اللون وقد وضع بداخلها جميع انواع مستحضرات التجميل والعطور باهظة الثمن، في الزاوية كان هناك مكتبٌ صغير ابيض ذو لونٍ واحد رصت فوقه القصص ورتبت ونظمت الكراسات والكتب إلى جانب الحاسوب المحمول وبعض التماثيل الشمعية والمجسمات التي على شكل اسنان.

بينما غطت الابسطة الرقيقة اغلب الارضية برتابةٍ واناقةٍ تامة تدل على ترتيب صاحبها لها وعنايته الشديدة بها.

ابتسمت تارا بسخريةٍ من نفسها انها تملك كل شيء لا ينقصها خيط واحد لكنها لا تريد هذا تشعر بالوحدة في هذا البيت الكبير ، حمدت الله بأنه رزقها عنود تلك الفتاة الصادقة والمخلصة الوفية، لاحت ابتسامة سعيدة متذكرة اول لقاءٍ بينهم فقد كانت بداية علاقتهم شجار كبير لتصبحا بعد ذلك اصدقاء مقربين جدًا.

تنهدت متوجهة نحو خزانة ثيابها تنتقي منها ثيابًا للخروج ثم دلفت المرحاض الخاص بها كي تأخذ حمامًا باردًا، بعد فترة خرجت تارا وقد ارتدت كامل ثيابها فوقفت امام مرآتها تضع حجابها الابيض بعدما جففت شعرها المبتل،

امسكت بقلم احمر الشفاه الوردي تضع القليل منه ترطب شفاهها المستديرة ثم وضعت خط الايلاينر رفيع فوق عينها الخضراء، لم تكن تحتاج الى مستحضرات التجميل الكثيرة لكنها تحب شرائهم واقتنائهم، القت نظرةً اخيرة على نفسها حيث السروال الجينز الواسع يعلوه قميصٌ باللون الاحمر يتناسب مع حذائها الرياضي بذات اللون الممزوج بالأبيض،


هبطت درجات السلم وهي ترتدي حقيبتها على كتفها متوجهة نحو المربية سميرة التي قامت بتربيتها منذ ان كانت طفلةً صغيرة لقد كانت لها نعم المربية بمثابة الام الحنون حيث ان والدتها التي تقضي اغلب وقتها بالخارج مع رفيقاتها ووالدها المشغول في عمله الذي لا ينتهي، هكذا اعتادت تارا ان تكون مع مربيتها وحافظة اسراراها، ابتسمت اليها لتبادلها الاخرى بحنان كبير:
- انني خارجة الى العيادة خالتي سميرة، هل تحتاجين شيئًا.


ربتت سميرة على ذراعها بحب:
- اريد سلامتك ابنتي، اوصلي سلامي الى عنود المشاكسة.


اومأت لها تارا ضاحكة ثم خرجت قاصدة سيارتها بعدها انطلقت نحو مكان عيادتها الخاصة.


بعد مدةٍ ترجلت تارا من سيارتها ثم سارت اتجاه المركز الضخم الذي امامها والمكتوب عليه بالخط العريض" مركز الحياة الطبي".


دلفت للداخل ثم سارت في رواق المركز حيث كان مصنفًا لعدة اقسام بتخصصات مختلفة، الطابق الاول خاص بالاستقبال وحالات الطوارئ ، اما الطابق الثاني فهو خاصٌ بالعظام والاسنان والاشعة ، اما الطابق الثالث خاصٌ بالنساء والتوليد والطابق الرابع خاصٌ بالقلب وجراحته.


توجهت تارا الي استقبال المركز حيث تجلس عنود خلف مكتبها الصغير وامامها حاسوب عملي، فتحدثت بابتسامةٍ وهي تخاطبها برقة:
- كيف حال السكرتيرة الجميلة خاصتنا.


رفعت عنود عينيها عن هاتفها مبتسمة لها بحب:
- انها بخير طبيبتنا الجميلة، هل جئتِ لتوك؟.


اومأت تارا زافرةً بضيق تشعر انها تريد ان تبكي:
- اجل، لكن لا اريد ان اعمل اليوم.


نظرت اليها عنود تستكشف سبر اغوارها لتخاطبها بشك:
- هل حدث شيءٌ ما معكِ تارا؟!.


ابتلعت تارا ريقها بغصة قبل ان تجيبها:
- حال والداي كالمعتاد لا اعلم متـ..


قاطع حديثها صوت فتاةٍ في العقد الثاني فنظرت كلتاهما اليها فلم تكن سوى أميرة طبيبة النساء والتوليد التي ابتسمت لهم بعذوبة:
- كيف حالكن يا فتيات.


ارجعت عنود ظهرها تستريح على المقعد ثم امسكت طرف حجابها بمكر:
-نحن بخير لكن هل جئتِ بمفردك ام انكِ اتيتِ مع وليد.


توردت وجنتي أميرة بخجل لتجيبها متحاشية النظر اليها:
- نعم لقد جئت معه، هل تريدينه في شيء.


قهقهة خرجت من عنود لمنظر أميرة ف أجابتها بعدما هدأت:
- لا اريد شيء، كنت اقول ان الابتسامة هذه وراءها شخص قام بمصالحتكِ، كنت اظن ان بعد شجاركما بالأمس ستنفصلان، لكن والحمد لله قد عادت المياه لمجراها.


ارتفع صوت وليد وقد احتضن خاصرة أميرة بحب وتملك مما جعل الاخرى تنظر له بصدمة:
- اجل لقد عملتُ بنصيحتكِ عنود شكرًا لكِ من اعماق قلبي، واتمنى لكِ السعادة مع حسن.


شعرت بوخزةٍ في قلبها فقامت تارا بتغير مجرى الحديث تخاطب وليد بتساؤل:
-لقد كان هناك رجل يسأل عنك بالأمس هنا بعد شجارك مع اميرة، لقد تذكرت للتو حتى انه قال لي اجعليه يتصل بي وسيفهم هو ذلك.


خاطبته أميرة بشك وهي تبتعد عنه بضيق وقد تحفزت للقتال:
- لا تقل لي ان هذا الرجل هو السبب فيما حدث بالأمس، أقسم لك وليد ان كـ..


وضع يده على فمها بضيق كبير قبل ان يقول بتبرير:
- لا ليس هو أميرة اقسم لك، هذا الرجل وعدته ان اجري له فحص لعظام ساقه وان اتكفل بتكاليف العلاج الخاصة به، اما ذلك فقد قطعت علاقتي معه، اقسم لك.


اغمضت أميرة عينيها تريد ان تستعيد هدؤها فخاطبته بعدما فتحتهم:
- اعتذر وليد لم اقصد ان انفعل لكنك تعلم ان ذاك الرجل قام بأذيتك رغم ادعائه الصداقة بينكم.

همس لها بحبٍ لكنه وصل الى مسامع الفتيات:
- احبكِ اميرتي.


تخضبت وجنتيها خجلًا فنظرت اليهم عنود بغضبٍ مازح:
- كفاكما حبًا ببعضكما انتما الاثنان هيّا كلًا منكما الى عمله.


ضحك وليد ثم امسك بيد أميرة متوجه كل منه الى عمله.


تنهدت تارا ناظرة الى عنود تخاطبها بتساؤل:
- هل حضرت باقي الفتيات .


اومأت عنود لها بهدوء قبل ان تجيبها:
- اجل ولقد بدأوا العمل بالفعل، هناك حالة اتصلت خصيصًا للحجز لديكِ تريد ان تقومي بفحص اسنانها بمفردك.

هزت تارا رأسها بتفهم فنظرت اليها نظرةً اخيرة قبل ان تتحدث:
- عندما انتهي اريد ان نذهب الى مطعم ما ونتناول المثلجات عنود.


اخرجت عنود تنهيدة عميقة فقد فهمت ما يعتلج بداخل صديقتها، فتارا لا تتناول المثلجات الا عندما يكون هناك امرًا ما يزعجها او حتى يقلقها:
- حسنًا سوف نذهب والان الى عيادتكِ، فلم يتبقى سوى دقائق لوصول المريض خاصتك.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي