عائله درويش

بهية`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-08-24ضع على الرف
  • 64.1K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الثاني

-جدك امر اخوك محمود بان يتزوج من احلام بنت حامد ،سوف اقوم بتربيتها من جديد فسوف تكون زوجه ابني ولا بد ان تلبي الامر والطاعه لي؛ والا سوف يكون حسابها عسير معي.
حسنيه في مكر ودهاء منها:
-حسنا, يا امي وانا ايضا سوف افعل ما بوسعي لكي تكون سعيده احلام في وسطنا وبجانبنا.
نعيمه:
-سوف اغلق معكي الان،لان والدك اراه ياتي نحوي.
حسنيه:
-حسنا,يا امي مع السلامه.
نعيمه:
-مع السلامه يا ابنتي.
في الصباح الباكر يخرج محمود الى عمله، تتصل به الست حميده لمقابلته والتحدث معه.
الست حميده:
-الو, السلام عليكم يا محمود يا ولدي.
محمود:
-وعليكم السلام ورحمه الله اهلا يا زوجه عمي الحبيبه ، ان يكون سبب الاتصال خير.
الست حميده:
-خير يا ولدي ان شاء الله انا اريد مقابلتك واحلام ايضا، حتي اتحدث معك في امر الزواج.
محمود:
-كما تحبين يا زوجه عمي، نتقابل بعد صلاه الظهر عند استراحه المزارع.
الست حميده:
-كما تحب يا ولدي وعندي طلب اخر، لا احد يعلم بالمقابله هذه.
محمود:
-كما تحبين يا زوجه عمي.
قام محسب من نومه ليرتدي عبائته الانيقه السوداء اللون وخاتمه الذي على شكل عقرب؛ ليذهب الى الجهه الغربيه ليرى اخر تطورات الحفر.
نعيمه:
-صباح الخير يا سيد الناس يا غالي.
محسب:
-صباح النور يا نعيمه اراك سعيده على غير العاده.
نعيمه:
-اكيد لا بد من السعاده تملا وجهي؛ فابني وسندي في الحياه سوف يتزوج عن قريب.
محسب:
-انتي علمتي بالخبر ربنا يستر على احلام، والله يا نعيمه انا لا اخاف على احلام الا منك انت ومن راسك التي تمتلئ بسم الافاعي هذه.
نعيمه:
-  ماذا تقول يا حبيبي في قلبي لا يوجد به غير المحبه لكل من يوجد في هذا الدور، هذا هو عقلي لا يملاه شيء غير التفكير في ارضاء الاخرين انت فقط من تقوم بظلمي دائما.
محسب:
-انا اعلمك جيدا يا نعيمه على العموم لن اعطي لك الفرصة، لتنغصي على ابني وبنت اخي الغالي حياته، واصمتي انا اريد ان اذهب لامر مهم للغايه.
نعيمه:
-وما هو الامر المهم يا سيد الناس؟.
محسب:
-وانا من متى وانا اقول لك تحركاتي ،لا تنسي من انت ومن انا يا امراه والا ذكرتك بما مضى من اهانات لك.
نعيمه:
-لا لا ولماذا كل هذا مع السلامه؟ حفظك الله يا سيد الناس مع السلامه.
محسب:
-اجل ،لا اريد منك ان تقولي لي غير هذا، شيطان على شكل امراه اذهبي من وجهي.
ويخرج محسب من الدار،ويذهب بسيارته الفخمه الى منطقه الحفر في الجهه الغربيه يلتقي محسب بالعمال وبرعي.
محسب:
-السلام عليكم يا رجال.
العمال:
-وعليكم السلام يا حاج محسب اهلا بك.
برعي ياتي له بهروله:
-السلام عليك يا سيدي محسب.
محسب:
-وعليكم السلام ما الاخبار اليوم اريد ان اسمع اخبار جديده؟.
برعي:
-  الحمد لله, لقد وصلنا الى الطبقه المصنوعه من الحجاره ،وبهذا سوف نصل الباب في اقرب وقت.
محسب:
-الله اكبر هذه هي الاخبار الجيده يسلم لسانك يا صديقي.
برعي:
-شكرا لك ،يا سيدي العين لا تعلى عن الحاجب.
محسب:
-  يا برعي انااتمني أن تكف عن كلمه يا سيدي ،فانت صديق الدهر وسندي في الحياه.
برعي:
-وهذا شرف لي ،ولكن انت تعلم انا لا انسى فضلك علي وما فعلته معي ومع عائلتي زمان.
محسب:
-انت اكثر من اخي يا برعي، ولكن دعنا من هذا الحديث ماذا فعلت في الاثار التي خرجت من ارض الجهه الشرقيه؟.
برعي:
-فعلت كل خير يا سيدي، فالأثار التي خرجت كلها ستكون معك اليوم بعد الساعه الثانيه عشر من منتصف الليل، ولكن نريد ان نعطي جزء من المال لهؤلاء الناس الذين قاموا باستخراجها، حتى تكون الاثار ملك لنا ولا يوجد كلام اخر عليها.
محسب:
-كما تريد ولكن نقوم ببيعها اولا وتقوم باعطائهم انت المال الذي تريده .
برعي:
-  كما تحب سيدي انتظر مني مكالمه في الليل.
محسب:
-اجل يا برعي ساذهب الان لاكمل عملي، وفي الليل سوف نتقابل.
يلتقي محمود بالست حميده في استراحه المزارع.
محمود:
-اهلا وسهلا بك يا عمتي اهلا بك يا احلام.
الست حميده:
-اهلا وسهلا بك يا ولدي.
احلام:
-اهلا بك يا محمود.
محمود:
-خير ان شاء الله يا عمتي حميده.
الست حميده:
خير ,ان شاء الله يا ولدي فانا اريد ان اقول لك ان احلام حلم حياتها ان تكمل تعليمها وتصبح طبيبه كبيره والزواج ليس في حسبانها لكن جدك درويش امر بذلك، واقسم لك يا ولدي ان احلام ابنتي لن تجد شاب احسن وانضج منك مهما عاشت، وانا مطمئنه عليها وهي معك وانا اعلم انك انت الاخر مجبر على هذه الزيجة، فانا امراه كبيره في العمر وافهم ما بك من نظره عينيك هل اتحدث في الصح أم الخطأ؟.
محمود:
-انا اعلم ان احلام لا تريد الزواج الان ،وانت على حق يا عمتي، فانا لا اريد ايضا الزواج لكن احلام فتاه انا اتمنى ان اعيش معها ولولا انه اختار احلام لكنت الان قمت بالسفر والهروب من القرية، بل من مصر باكملها لكن حمدا لله انه اختار احلام ،ولا تخافي يا عمتي على احلام معي احلام سوف تكمل تعليمها بأكمله، وانا معها حتى تصل الى ما تريد فهذا حقها وحق كل انسان مجتهد مثلها.
ينظر محمود الي احلام ويكمل حديثه.
لا تخافي يا احلام انا اعلم ان عمي لا يهواه تعليمك، فانا معك وساساندك حتى تقولي انتي انا اكتفيت من التعليم، وبعد هذا قرري مثل ما تريدي، ان تبقي معي كزوجه ام ننفصل وتكوني بنت عمي واختي هذا سيكون قرارك.
الست حميده:
-  والله يا ابني انا قلت ليس احد سوف يريح قلبي مثلك ،تسلم ويسلم لسانك.
احلام:
-شكرا لك يا محمود فهذا ما كنت انتظره منك.
الست حميده:
-سوف نذهب الان يا ولدي, فعمك لا يعلم بوجودنا هنا واخشى ان يرانا احد فيقول له.
محمود:
-تفضلي يا عمتي مع السلامه.
خرجت احلام والست حميده من الاستراحه وهم يتحدثان معا ويصادفهم أمامهم
ترحل احلام والست حميده من الاستراحه وهما يتحدثان معا، صادفوه امامهم الحاج محسب يخرج من سيارته الفارهه ليصافح كلا من الست حميده واحلام.
الحاج محسب:
-السلام عليكم ياست حميده.
الست حميده:
-وعليكم السلام يا حاج محسب.
محسب:
- ما الذي اتي بكم الي هنا.
الست حميده:
-لا شئ كنت اشتري بعض الملابس لابنتي احلام، وفكرت ان القي نظره علي محمود وهو يعمل وابارك له علي الزواج.
محسب في فرحه:
-مبارك لهما ان شاء الله، كيف حالك يا احلام لم اراكي منذ وقت طويل.
احلام:
-الحمد لله علي كل حال،كيف حالك يا عمي؟ سامحني فالدراسه والمذاكرة تشغل كل وقتي.
محسب:
- كفي دراسه يا احلام، فانتي عروس ولابد من ان تحضري للعرس .
احلام:
- ان شاء الله، ياعمي العزيز .
الست حميده:
-استاذنك الان لنذهب للبيت حتي لا نتاخر.
ترحل الست حميده واحلام ليذهبوا الي البيت، ومعهم بعض الملابس؛ ليخدعوا بها الكل بانهم كانوا يشترون ملابس للزفاف.
إطمئنت احلام بشأن الدراسه،وادركت ان الزواج هو اسرع واقصر طريق للجامعة، وبدات بالمزاكره والاجتهاد حتي موعد الزفاف.
في نفس الوقت هذا تذهب كوثر بنت زهران، الي الدجال حبيش لتحاول ان تحمل لانها اكثر من عشر سنين متزوجه ،ولم يحدث حمل حتي الان وقد طرقت ابواب الاطباء والحكماء ،حتي تحمل ولكن لن يشاء المولي لها الحمل وزوجها يقوم بإهانتها لعدم الحمل هذا.
تقف كوثر امام كوخ متطرف من قريه جمجره قريه قريبه من قريتها،كوخ مصنوع من الحجر الردئ وسقف مصنوع من الخوص وباب يظهر عليه العفن والرائحه القذره تفوح، بالقرب من مقابر ومعلق علي الباب تميمه وراس ماعز ، تطرق كوثر الباب ثلاث مرات لياذن لها حبيش بالدخول،وتجلس معه في الكوخ والرعب يملأ قلبها وترتعش من الخوف،يجلس حبيش علي كرسي من الخشب المحروق،وامامه منضده عليها برطمان به بعض الماء وبداخله عين ثور وبرطمان اخر يوجد به احشاء ماعز،وكتاب أوراقه سوداء يظهر عليها الزمن وكانها من الاف السنين،ويطير في الكوخ غراب اسود اللون وصوته مزعج يبث الفزع في قلب كوثر.
حبيش بصوت مخيف:
-ماذا تريدين يا بنت توفيقه.
كوثر:
-كيف عرفت اسم والدتي.
حبيش وهو ينظر اليها بغضب:
-انتي اتيتي الي هنا واكيد سمعتي عني الكثير،وتعرفين جيدا من هو حبيش قولي لي ماذا تريدين؟.
كوثر:
-الحمل ، اريد ان احمل انا متزوجه من عشر سنين ولم احمل حتي الان والاطباء قالو اني سليمه.
حبيش:
-دواء! ليس عند الاطباء الدواء عند حبيش.
كوثر:
-انا اسمع عنك واعرف انك تقدر علي كل شئ.
حبيش:
-اتركي مبلغ كبير من المال، و الحلق هذا و هذه الاسورة من يدك، وتعالي لي بعد اسبوع ساكون جهزت لكي طلبك.
كوثر:
-امرك سيدي حاضر.
تخلع كوثر الذهب التي ترتديه واعطته من المال الكثير ،وذهبت من المكان وكانها اتولدت من جديد بمجرد خروجها من هذا الكوخ اللعين.
محمود:
-ابي كيف حالك ؟لم اراك اليوم وسالت عليك قالوا لي انك في مقابله مهمه مع احد.
محسب:
-بخير الحمد لله ، كنت في عده مقابلات يخص العمل في اراضي جديده نستلمها.
محمود:
-حسنا يا ابي.
يدخل حامد ليجلس معهم .
حامد:
-كيف حالكم ، ها ا يا اخي ،الحاج درويش امر متي الزفاف ام لم يحن الوقت بعد؟.
محمود:
-بخير يا عمي ، في اقرب وقت يا عمي ،يقول ان الزفاف سيكون في عيد الفطر المبارك باذن الله.
حامد:
-علي خير باذن الله حتي تكون احلام انتهت من دراستها والاختبارات.
محمود:
-علي خير ياعمي باذن الله فهذا شرف لي ان اكون ابنك وزوج ابنتك.
حامد:
-الشرف لي انا يا محمود،فانت تعلم من انت ومن ابوك عندي وفي قلبي يا محمود.
محسب:
-هنيأ لكم ببعض وهنيا لي بكم نعم العائله ونعم الاخ والابن.
تدخل نعمات ومعها الشاي:
-مبروك يا حامد ، ياتري بقي ابنتك المصون سعيده بهذا ام تريد الجامعه كعادتها؟ وحميده لسه لا تخرج من غرفتهاوتتحدث مع بنت الحداد؟ ونزلت بانفها ام مازالت انفها في السماء.
محسب:
-نعمات اصمتي والا ركلتك؛ كسرت عظامك في بعضها اغربي عن وجهي الان والا اقسم ان لا تحضري فرح ابنك محمود وكما قولت لكي من قبل لن اسمح لكي بشيء, اغربي.
حامد:
- اهدء يا اخي صحتك اهم من اي شئ.
سمع الحاج درويش هذا الحوار وهو بغرفته، وقال لنفسه انتي من حفر قبره يا نعمات.
خرج محمود الي حديقه البيت ووجد احلام تقف عند حوض الورد، وشعرها يسدل حتي خصرها بلونه الاسود الجميل، تحرك محمود نحوها ليتحدث معها، وهو يتحدث لنفسه هل اتحدث معها ام اذهب وارحل، اخذته قدماه اليها ووقف امامها.
احلام:
-محمود لماذا تركت ابيك وابي واتيت الي هنا.
محمود:
-اعتقد ان القدر ساقني اليكي حتي اراكي وانت تقفين شاردت الذهن.
احلام:
-لا لا شئ انا افكر في ما سوف يأتي،وافكر في مستقبلي هل ما ساحلم به سوف يتحقق ام ستاخذني الي المجهول والبيت والحما والزوج؟.
محمود:
-يا احلام ساقولها لكي مره ، انا من سيقف بجانبك حتي تحققي كل احلامك فانا رجل ومن شيم الرجال الوفاء بالعهد،وهذا عهد علي بان استمر بمساندتك حتي تنتهي من دراستك،ولو كلفني هذا الخروج عن طاعه جدي درويش.
تنظر احلام اليه وتلمع عينها بالفرح والخجل، من نفسها لسؤ ظنها به وتفرح لمساندته لها.
احلام:
-ربنا يقدرني علي سداد دينك هذا يا محمود، والله انا لو لي اخ لن يقف بجانبي مثلك الان وبكل هذا الحب.
محمود:
-احلام انا اخيكي قبل ان اكون ابن عمك او زوجك فيما سيكون.
احلام:
-نِعم الاخ ونِعم القريب وستكون نِعم الزوج يا محمود.
تراهم سميره من المطبخ وتذهب لتخبر نعمات بما تراه:
-ياسيدتي نعمات تعالي انظري، فاحلام بنت الحاج حامد بدات في الحب والهيام مع محمود، والظاهر انه يميل لها او سيميل.
نعمات:
-اين هم يا سميره ايامها معي سوف تاتي بنت حميده.
تذهب نعمات لهم في هروله وتنغص عليهم اول لقاء لهم بمفردهم.
نعيمه:
-محمود اين انت يا حبيبي، كنت ابحث عنك في كل مكان وانت تجلس هنا مع احلام, اراك تقف بهيام ومحبه وكانك تعشق.
تنظر إلي أحلام و تقول:
- لا تسمعي له يا احلام الرجال لا يصدقوا القول.
محمود:
-ماذا تقولين يا امي هذا ليس بمزحه.
يري محمود وراء نعمات رجل ولكن الشمس تحجب رويته.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي