الفصل الاول

-في قريه من قرى صعيد مصر و في هذا الليل الكاحل ، يجلس رجل في السبعينات من عمره كبير عائله الدراويش علي كرسي صنعه لنفسه ليليق بمكانته و صممه، بما يلائم شخصيته وقلبه كرسي يداه علي شكل افعس ورأسه كراس الذئب .
-رجل حكم القدر علي أهله أن يكون كبيرهم وان يتحكم في اقدارهم، رزقه الله بسبع اولاد وثلاث بنات وهم محسب وهو ابنه البكري أخذ كل صفاته المتسلطه وقساوه القلب وصلابة التفكير، والثاني حامد ويليه موسي وعبد العزيز و زهران و عطيه وجعفر ومن البنات صفيه وسعديه و ام الخير، وهم جميعا ليسوا باشقاء يعيش معه في البيت الكبير كل أولاده الاثنين محسب وحامد فقط والباقي في بيوتهم، وكل هؤلاء ليس لهم كلمه ولا راي الحاج درويش وحده ،هو الذي يأمر فيطاع ولا ترد له كلمه واحده ويامر ولا يقال له سوا كلمه واحده امرك يا حاج درويش .
-احلام فتاه لم تكمل العشرين من عمرها فتاه جميله في كل شي عينها الواسعتين مثل عين المها، ورموشها الطويله الكحيله مثل ليله مظلمه دافئه، وذات الشعر الاسود مثل جدائل المهرة، ووجنتين مثل ثمره التفاح الاحمر وشفايف تخطف الأنظار بجمالها، وقلب صافي لا يعرف الكره ولا الضغينه ولا القسوه ،مثل عائلتها تكاد تقول انها ليست ابنه حامد درويش وأنه تبناها من ملجأ اطفال.
-احلام في الصف الثالث الثانوي قسم علمي علوم وهي فتاه ذكيه جدا ومجتهده ،و لكن كبير العائله له رأي آخر؛ و هو جوازها من محمود ابن عمها الأكبر و بالتأكيد لا احد يقدر على قول لا للحاج درويش و الا حرمه من حصته في الأراضي والاطيان.
-محمود ابن محسب الابن الاكبر للحاج درويش شاب ثلاثيني، ويعمل محاسب ويباشر أملاك جده بأكملها لديه كل الصفات التي تتمناها اي فتاه ، ولكن احلام ليست منهم أنها لاتريد سوا الجامعه وكليه الطب بالأخص تريد ،أن تصبح طبيبه مشهوره ولكن حلمها لا يتوافق مع رغبه كبير العائله.
-تجلس احلام في حجرتها المليئه بالكتب والاقلام، تزاكر دروسها ويدخل والدها حامد ليتحدث معها في أمر الزواج .
حامد:
-صباح الخير يا قلب والدك .
احلام:
-  صباح النور يا والدي الغالي كيف حالك اليوم.
حامد:
-  الحمد لله، بخير يا حبيبتي اريد أن اتحدث معكي في أمر يخصك ويخص ابن عمك محمود.
احلام :
-خير باذن الله يا والدي ما الأمر.
حامد:
-  جدك درويش أمر أن يتم زواجك علي ابن عمك محمود علي كتاب الله وسنه رسوله الكريم، مبارك عليكي الزواج يا حبيبتي.
-وقع هذا الكلام علي قلب احلام مثل النار عندما تأكل القش كله ، وتنصدم صدمه عمرها بهذا الخبر فهي لا تريد الزواج الان، تريد أن تكمل دراستها اولا تمالكت أعصابها وأخذت أنفاسها حتي لا يشعر بها والدها وقالت له.
احلام:
-ابي لكني لا اريد الزواج الان ،انا اريد ان اكمل دراستي واذهب الي الجامعه وأرفع من شأنك وسط الرجال ، بإبنتك الطبيبه ابي استحلفك بالله، أن تجعل جدي يغير من رايه انا لا اريد محمود،محمود رجل عظيم واخا لي ولكن انا لا اريد يا ابي.
-وتنهمر الدموع من عينيها كالمطر وكأنها تترجي بها والدها بأن يرفض هذا الزواج من محمود ولكن.
حامد بصوت مرتفع أجش:
-انتي اصابك الجنون يا احلام من يقدر علي قول لالجدك درويش، انا لا اريد ان تكملي تعليمك فانتي مكانك بيت زوجك وليس هنا او التعليم ، اعلمي جيدا أن عرسك قريب ويجب أن تجهزي حالك للعرس.
-يخرج حامد من الغرفه ووجهه يشط غضبا وعينيه مثل جمرتين من النار،ويسحق كل شيء أمامه تراه الست حميده بهذا المنظر وتجري علي غرفه ابنتها لتراها بخير ام لا .
الست حميده:
-احلام ما بك يا ابنتي اراكي والدموع في عينيكي ووالدك خرج وهو يشط غضبا ماذا حدث بينكما؟
-تجري احلام في احضان والدتها وهي حزينة، كأنها سمعت خبر موت اعز الناس لها
احلام:
-  ساعديني ارجوكي ابي يريد أن أتزوج بإبن عمي محمود وانا اريد ان اكمل تعليمي وادخل الجامعة، هذا حلم تمنيته لسنوات عديدة.
الست حميده:
-  ارجوكي يا احلام اهدئي لكي نتحدث بهدوء الغضب والبكاء لا يحدث شئ جديد ، اهدئي عزيزتي فأنتي قويه ومن الممكن أن نقنع والدك برأيك ،اهدئي يا حبيبتي .
احلام:
-اجل يا امي سوف اهدء ونفكر ولكن ابي سيوافق، ابي يقول إنه أمر جدي درويش وانتي تدرين جيدا من هو جدي درويش، سأذهب إليه واتحدث معه واقول له اني أريد التعليم الان وليس الزواج.
الست حميده بخوف ورهبه:
-لا يا ابنتي انتي تدرين جدك درويش لا يسمع لأحد ،و بالأخص انتي فتاه وانتي تدرين الرجال هنا يعتقدون أن الفتيات عار ولا مفر لعارهم غير الزواج والخلاص منهم يا ابنتي.
احلام:
-سوف اجد حل اكيد ، انا سوف احارب من أجل حلمي وامنيتي.
الست حميده:
-  يارب يا حبيبتي،اللهم وفقك ويجعل كل أمنياتك تتحقق يا صغيرتي.
-يجلس حامد في الحقل والعمال والفلاحين يقومون ؛بجني الأرض الزراعية وهو يشط غضبا ونارا يفكر في أمر ابنته ويتحدث مع نفسه، ماذا بكي يا ابنتي هل يوجد احد في قلبك ؟
في هذه الساعه ستكون ساعه موتك ام انتي فعلا تريدين دخول الجامعة ويكون لكي شأن كبير وسط الناس؟
عموما انا ليس لدي حيله ولا اعلم ماذا افعل مع أبي فراسه مثل الحجر الصوان لا يلين ابدا، وفي نفس الوقت لدي خطه وأريد أن انفذها.
-يدخل عليه أحد العمال ويسأله.
العامل محمد:
-  يا حاج حامد متي سوف نبدا برش التربه؟
الحاج حامد:
-  سوف نقوم بالرش فجر اليوم يا محمد، أذهب عن وجهي بهذا السؤال الذي ليس له قيمه.
-يرحل محمد وهو حزين علي ما قاله له الحاج حامد لأنه لم يتعود منه علي الاءساه وتلك المعامله من قبل ، فحامد معاملته هادئه وليس له علاقه بأحد ولا يؤذي أحد ولا يأخذ قرار قبل العوده لوالده.
-في نفس هذا الوقت يجلس محمود مع جده في رهبه ،يعرض عليه الحسابات والدفاتر والأوراق الخاصة بالأرض والأعمال والمزارع.
الحاج درويش بصوت جهوري أجش:
-  محمود ماذا فعلت مع المحامي الذي يعمل على قضيه الأرض التي تملكها الدوله ونحن نزرعها؟
محمود:
-  لا تقلق يا جدي فالقضيه تعتبر منتهيه لصالحنا.
الحاج درويش:
-  حسنا ،يا ابني فأنت شرف عائله الدراويش؛ ولذلك قررت زواجك علي اجمل بنت في العائله احلام بنت حامد عمك.
صُدم محمود وظهر علي وجهه الدهشه مما قاله جده.
محمود:
-ولكن يا جدي.
الحاج درويش:
-  ولكن، انت تتحدث بالرفض أو القبول انا قررت انتهي الأمر، ولابد من أن تعلم أن الزواج في وقت قريب.
محمود:
-  امرك يا جدي كما تشاء.
الحاج درويش:
-  هكذا يكون الحديث يا بني، اذهب الآن الي عملك وأخبر والدك بهذا، واعلمه أيضا بأنني اريد أن يأتي الي بعد صلاة العشاء في حجرتي في أمر مهم .
محمود:
-  امرك يا جدي السلام عليكم.
-تقف سميره الخادمه تتنصت من بُعد علي الحاج درويش ومحمود، وتخبر الست نعيمه زوجه محسب علي كل ما يدور في البيت.
سميره:
-سيدتي نعيمه اريد ان اخبرك بأمر مهم جدا سمعته الان، دار بين الأستاذ محمود والحاج درويش ولكن في أول الأمر اريد حق الخبر.
نعيمه:
-  تحدثي يا سميره والا رميت هذه الأطباق في وجهك.
سميره:
-امرك سيدتي ولكن لا تنسيني من المال، فهذا خبر يساوي الكثير من المال ، سيدي الحاج درويش أمر الاستاذ محمود بالزواج من احلام بنت الحاج حامد، فقال له أن يرسل إليه في الليل ليتحدث معه في أمر مهم.
نعيمه في دهشه وصدمه كبيره مما يحدث وهي ليس لها علم بشئ :
-  حسنا ، اذهبي انتي الان الي عملك ، واياكي أن تخبري أحد باني اعلم شئ .
سميره:
-  امرك سيدتي ولكن اين هديه الخبر؟
نعيمه:
-اذهبي الان ايتها الحمقاء، وسوف اعطيكي ما طلبتي .
-تقف نعيمه في المطبخ حائره ،ماذا تفعل فهي لا تريد احلام ولا تطيق الست حميده؟
-يدخل محسب بعد صلاة العشاء لوالده الحاج درويش، ليتحدث معه كما أمر.
محسب: السلام عليكم يا حاج درويش ، علمت أنك تريد أن تتحدث معي.
الحاج درويش يجلس في حجرته علي صالون مدهب، وأمامه الأرجيلة يُخرج منها أنفاسه الشريره:
-هل تعلم يا محسب أن الجهه الشرقيه فُتحت أول أمس وأخرجوا منها كل الكنوز ونحن لا ندري؟
محسب في اضطراب مما سمع:
-لا يا والدي ف انا كنت مشغول، في استكمال الحسابات والدفاتر لتعرض عليك .
-يقوم الحاج درويش ويصرخ بغضب في وجهه محسب صاحب الخمسين من عمره، وكأنه طفل صغير ويقوم بتربيته:
-كيف تسمح لحالك بأن تغفل عن عملنا الا ساسي يا احمق،وكأن هذا ليس عملنا الأساسي وهو مصدر ثروتنا،حسابات ماذا التي تجعلك تغفل عن عملك الأساسي؟هذه اخر مره أحذرك فيها عن فعل كهذا ، عملك الأساسي انت تعلمه، اريد منك أن تسترجع كل الاشياء التي نهبت بأي طريقه كانت وفي اسرع وقت.
محسب:
-  امرك يا حاج كما تحب وتريد سينفذ.
تتحدث احلام مع اختها رانيا الأكبر منها ،عن أمر الزواج في غرفه والدتها الست حميده.
رانيا:
-ما بكي يا أحلام انتي من المفترض أن تكوني سعيده؛ فأنتي سوف تتزوجين محمود حلم كل فتاه في القريه.
احلام:
-انا لا اقول شئ عن محمود، محمود شاب مهذب ومحترم ووسيم ،ولكن انا لا اريد ان أتزوج ،اريد الجامعه حلم حياتي انا احلم بالطب كل يوم يا رانيا منذ كنت صغيره وانتي تعلمي هذا.
رانيا:
-  انا اعلم هذا لكن انتي تعلمي أن في النهاية يقولون البنت ليس لها مكان غير بيت زوجها، انظري الي محمد ابني الا تريدين أن يرزقك الله بطفل جميل مثله.
احلام:
-اريد طبعا يا رانيا، ولكن لن اتزوج الا بعد تخرجي من الجامعه.
تدخل الست حميده الحجره وتجلس مع بناتها الاثنتان وتشاركهما الحديث.
الست حميده:
-انظري الي يا احلام لدي فكرة.
احلام ورانيا في كلمه واحده:
-ما هي يا امي؟
الست حميده:
-ما رايك بأن نتحدث مع محمود بمفردنا فأنا أعلم أنه لا يريد الزواج الان ويبحث معظم الوقت عن العمل فقط.
احلام:
-  ماذا تقولين يا امي انا لا أتحدث مع محمود كثيرا رغم معيشتنا في بيت واحد.
رانيا:
-لا يا احلام اذهبي مع امي وتحدثي معه، واسمعي ماذا سيقول ؟هذا افضل لكي وهل فعلا سوف يساعدك ام لا؟.
احلام:
-حسنا.
يتحدث محسب مع برعي في الهاتف الخاص به،عن موضوع الآثار التي خرجت من الجهه الشرقيه.
محسب:
-ما معلوماتك يا برعي عن الآثار التي خرجت من الجهه الشرقيه هل تعلم عنها شئ؟.
برعي:
-  نعم سيدي ، اعلم بها واعرف الأشخاص الذين قاموا بإستخراجها ،واعلم بالشيخ أيضا الذي أخرج لهم الآثار وكل هذا رهن إشارة منك سيدي، أاتي بكل ما استخرجوه الي باب دارك.
محسب:
-حسنا يا برعي فأنا اقول دائماً عنك انك سندي وعكازي الذي اتكئ عليه.
برعي:
-انا تحت امرك سيدي ولكن متي تريد أن ااتي اليك بهم؟.
محسب:
-  في اقرب وقت تستطيع أن ارسلهم لي.
برعي:
-حسنا سيدي.
محسب:
-هل يوجد اخبار جديده عن المكان الذي يوجد في الجهه الغربية؟ اريد ان اخبر والدي أن كل شئ علي ما يرام.
برعي:
-لا يا سيدي الحال كما هو والشيخ الذي يعمل في المكان انا لا اري أنه علي خبره ودرايه كامله عن المكان والعمل على استخراج الكنوز من باطن الأرض، إذا سمحت لي أن اتي بشيخ اخر لمساعدته.
محسب:
-لا يا برعي المثل يقول المركب التي يوجد بها قبطانين ؛تغرق انا اري ان ناتي بشيخ اخر كما قولت ولكن يكون بمفرده، ويفضل أن يكون الشيخ الذي قام بفتح الجهه الشرقية، فهو اكيد علي درايه كامله بالأرض والأماكن واكيد قام بفتح اماكن أخري.
برعي:
-امرك سيدي ، سوف أجده واخبرك بكل ما هو جديد.
يجلس محمود في حجرته يعمل علي مكتبه بالدفتر، تدخل والدته لتتحدث معه.
نعيمه:
-مساء الخير يا حبيب القلب.
محمود:
-مساء النور يا امي الغاليه ، اجلسي معي اريد ان اخبرك بأمر يخصني.
نعيمه:
-تحدث يا محمود فانا لك اذان صاغيه.
محمود:
-جدي صباح اليوم اخبرني انه امر بزواجي من احلام ابنه عمي حامد.
نعيمه:
-  انا اعلم.
محمود:
-علمتي كيف ؟جدي لم يخبر احد سوى عمي حامد امس وانا ووالدي اليوم.
نعيمه:
-هل تعتقد اني انتظر حديثكم معي، لكي اعرف بما يحدث ويدور حولي اعلم انك لم تكبر بعد.
محمود:
-حسنا يا امي ما رايك فيما يقال؟
نعيمه بمكر في عينيها:
-انت تعلم يا بني ليس لي رأي، المهم سعادتك انت وأن تكون راضي عن الزواج بها.
محمود:
-انا لا اريد الزواج الان ولكن، ليس لدي اي مشكله مع احلام، فانا في اول الامر او اخره هي بنت عمي حتى ان لو لم احبها.
نعيمه:
-حسنا ،يا ابني فانا لا اريد ان تحبها، فانا اريد التعامل معها انا وهي وامها حميده بنت حسان.
محمود:
-لا اعلم بماذا تفكري يا امي؟ ولكن انا لا اريد اي مشاكل الان.
نعيمه:
-لا يا حبيبي لا تخف فانا سوف اعاملها برفق .
محمود:
-حسنا يا امي .
تخرج نعيمه من حجره ابنها محمود ،وتخرج الهاتف الجوال من صدرها وتطلب رقم ابنتها حسنيه.
حسنيه:
-الو، اهلا يا امي خير لماذا تتحدثي في هذا الوقت هل كل شيء على ما يرام؟.
نعيمه:
-  نعم يا ابنتي لا تقلقي فكل شيء على ما يرام، ولكن عندي لك خبر سوف يفرحك.
حسنيه:
-ما هو يا امي خير.
نعيمه:
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي